عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 05:20 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آَمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ (11) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله تعالى: {وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه} قال قتادة: هي مقالة أشراف قريش، يريدون عمارا وصهيبا وبلالا ونحوهم ممن أسلم وآمن بالنبي صلى الله عليه وسلم. وقال الزجاج، والكلبي، وغيرهما: هي مقالة كنانة وعامر وسائر قبائل العرب المجاورة، وقالت ذلك حين أسلمت غفار ومزينة وجهينة، وقال الثعلبي: هي مقالة اليهود حين أسلم عبد الله بن سلام وغيره منهم.
و"الإفك": الكذب، ووصفوه بالقدم، بمعنى أنه في أمور متقادمة، وهذا كما تقول لرجل حدثك عن أخبار كسرى وقيصر، هذا حديث قديم، ويحتمل أن يريدوا أنه إفك قيل قديما). [المحرر الوجيز: 7/ 615]

تفسير قوله تعالى: {وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ (12) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين * إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون * أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون * ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين}
الضمير في قوله تعالى: "ومن قبله" للقرآن، و"كتاب موسى" هو التوراة. وقرأ الكلبي: "كتاب موسى" بنصب الباء على إضمار: أنزل الله، أو نحو ذلك. و"الإمام": خيط البناء، وكل ما يهتدى ويقتدى به فهو إمام، ونصب "إماما" على الحال، و"رحمة" عطف على "إماما"، والإشارة بقوله تعالى: {وهذا كتاب} إلى القرآن، و"مصدق" معناه: للتوراة التي تضمنت خبره وأمر محمد صلى الله عليه وسلم، فجاء هو مصدقا لذلك الإخبار، وفي مصحف عبد الله بن مسعود: "مصدق لما بين يديه لسانا".
واختلف الناس في نصب قوله: "لسانا" فقالت فرقة من النحاة: هو منصوب على الحال، وقالت فرقة: "لسانا" توطئة مؤكدة، و"عربيا" حال، وقالت فرقة: "لسانا" مفعول بـ "مصدق"، والمراد -على هذا القول- باللسان محمد صلى الله عليه وسلم ولسانه، فكان القرآن بإعجازه وأحواله البارعة يصدق الذي جاء به، وهذا قول صحيح المعنى جيد، وغيره مما قدمناه متجه.
وقرأ نافع، وابن عامر، وابن كثير -فيما روي عنه- وأبو جعفر، والأعرج، وشيبة، وأبو رجاء، والناس: "لتنذر" بالتاء: أنت يا محمد، ورجحها أبو حاتم، وقرأ الباقون، والأعمش: "لينذر" أي: القرآن، و"الذين ظلموا" هم الكفار الذين جعلوا العبادة في غير موضعها في جهة الأوثان والأصنام، وقوله تعالى: "وبشرى" يجوز أن تكون في موضع رفع عطفا على قوله تعالى: "مصدق"، ويجوز أن يكون في موضع نصب، واقعة موقع فعل عطفا على "لينذر"، أي: وتبشر المحسنين.
ولما عبر عن الكفار بـ "الذين ظلموا"، عبر عن المؤمنين بـ "المحسنين" لتناسب لفظ الإحسان في مقابلة الظلم). [المحرر الوجيز: 7/ 615-616]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (13) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أخبر تعالى عن حسن حال المؤمنين المستقيمين، ورفع عنهم الخوف والحزن، وذهب كثير من الناس إلى أن معنى الآية: ثم استقاموا بالطاعات والأعمال الصالحات، وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: المعنى: بالدوام على الإيمان وترك الانحراف عنه.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا القول أعم رجاء وأوسع، وإن كان في الجملة المؤمنة من يعذب وينفذ عليه الوعيد، فهو ممن يخلد في الجنة وينتفي عنه الخوف والحزن الحال بالكفرة.
و"الخوف" هو الهم لما يستقبل، و"الحزن" هو الهم بما مضى، وقد يستعمل فيما يستقبل استعارة، لأنه حزن لخوف أمر ما، وقرأ ابن السميفع: "فلا خوف" دون تنوين). [المحرر الوجيز: 7/ 616-617]

تفسير قوله تعالى: {أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (14) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {جزاء بما كانوا يعملون}، "ما" واقعة على الجزء الذي هو اكتساب العبد، وقد جعل الله تعالى الأعمال أمارات على جزاء العبد، لا أنها توجب على الله تعالى شيئا). [المحرر الوجيز: 7/ 617]

رد مع اقتباس