الموضوع: على
عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 21 ذو الحجة 1438هـ/12-09-2017م, 03:24 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

شرح علاء الدين بن عليّ بن بدر الدين الإربلي (ت: ق8هـ)

النوع الثاني: من الباب الثالث المشترك بين الحروف والأسماء
قال علاء الدين بن عليّ بن بدر الدين الإربلي (ت: ق8هـ): (النوع الثاني: من الباب الثالث المشترك بين الحروف والأسماء، وهو أربعة: "جير"، و"على"، و"متى"، و"منذ"، وللبحث عن كل منها فصل برأسه). [جواهر الأدب: 186]

الفصل الثاني: "على"
قال علاء الدين بن عليّ بن بدر الدين الإربلي (ت: ق8هـ): (الفصل الثاني: من هذا النوع، أي: المشترك بين الأسماء والحروف "على" تقع مرة اسمًا بمعنى "فوق"، عند دخول "من" عليها، كقوله:
غدت من عليه بعدما تم ظمؤها .... تصل وعن قيض بزيزاء مجهل
وبناؤها حينئذٍ لكونها كالحرفية، ولهذا قلبت "ألفها" "ياء"، حيث أضيفت إلى الضمير، وليست كذلك الأسماء المتمكنة، وأخرى حرفًا للاستعلاء إمَّا حسة وحقيقة، كقوله تعالى: {كل من عليها فان}، ونحو: زيد "على" السطح، أو حكمًا كقوله تعالى: {تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض}، {ولله على الناس حج البيت}، وقولك: "عليّ" دين، لركوب الحقوق العنق، والذمة كالراكب مركوبه، وقد يطلق، والمقصود غير الاستعلاء إمَّا معية، كقوله تعالى: {ويطعمون الطعام على حبه مسكينًا ويتيمًا وأسيرًا}، وقوله تعالى: {إن الله لذو مغفرة للناس على ظلمهم}، أو مجاوزة وتختص بتعدية بعد، وخفي وتعذر واستحال وغضب ورضي وحرم ونحوها.
قال في الأغراب: لذلك اشتركت هي و"عن" في تعدية كثير من هذا الباب أو تعليلًا، كقوله تعالى: {ولتكبروا الله على ما هداكم}، وقول الشاعر:
ودع ما عليه ذم من كان قد ذما.
وقولهم: علام فعلت أو تركت كذا، وظرفية، كقول الشاعر:
عليّ حين ألهي الناس جل أمورهم.
ومعنى "من"، كقوله تعالى: {والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم}، وقوله تعالى: {الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون}، ومعنى "الباء"، كقوله تعالى: {حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق}، ويؤيده قراءة أبي بها، وقد تكون زائدة دون تعويض، كقوله:
أبى الله إلا أن سرحة مالك .... على كل أفنان العضاة تروق
والأصل تروقه؛ لأنه متعد، وقوله صلى الله عليه وسلم: «من حلف على يمين فرأى غيرها خيرًا منها فليكفر عن يمينه وليفعل الذي هو خير»، وقيل: هي هنا بمعنى "الباء" أيضًا، والأول أحسن؛ لأنها زائدة، وأيضًا قد تجيء لمجرد الإسناد، فتؤدي معنى "إلى"، كقوله تعالى: {ومن يتوكل على الله فهو حسبه}، أي: أسند أموره "إلى" الله، ومعنى الاستعلاء ملحوظ في جميع ذلك، وقد تأتي لكثرة الاستعمال غير ملحوظ، منها شيء من ذلك، كقوله تعالى: {كان على ربك حتمًا مقضيًا}، ومنه: ما أعظم الله وما أجله، وجعلها بعضهم بمعنى "من"، وليس ببعيد لاقتضاء الوعد والوعيد ذلك). [جواهر الأدب: 186 - 187]


رد مع اقتباس