الموضوع: في
عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 22 ذو الحجة 1438هـ/13-09-2017م, 07:47 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي


في
قال أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي (ت:597هـ): (باب " في "
" في " حرف موضوع في الأصل للظرفية. تقول. زيد في الدّار. وقد يستعار في مواضع تدل عليها القرينة.
قال أبو زكريّا: وقولهم: زيد في العلم. وعمرو في الشّغل. مستعار غير حقيقة. وقد يتّسع فيها حتّى يقال: في يد فلان ضيعة نفيسة. ومن محال أن تكون يده وعاء لما هو أكثر منها. ولكن هذا اتساع كأنّه بشدّة تمكنه من الضّيعة. وقوّة تصرفه فيها بمنزلة الشّيء الّذي في يده وهذا كله اتساع في الكلام. وقد كثر فيه وأنس به.
وذكر أهل التّفسير أن " في " القرآن على عشرة أوجه: -
أحدها: وقوعها على أصلها. ومنه قوله تعالى في البقرة: {ذلك الكتاب لا ريب فيه}، وفيها: {في قلوبهم مرض}، وفيها: {لا بيع فيه}، وفي آل عمران: {فيه آيات بيّنات}.
وهو العام بالقرآن.
والثّاني: بمعنى " مع ". ومنه قوله تعالى في الأعراف: {قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم}، وفي النّمل: {وأدخلني برحمتك في عبادك الصّالحين}، وفيها: {في تسع آيات إلى فرعون وقومه}، وفي العنكبوت: {لندخلنهم في الصّالحين}، وفي الأحقاف: {أولئك الّذين حق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم} ].
والثّالث: بمعنى " على ". ومنه قوله تعالى في الكهف: {على ما أنفق فيها}، وفي طه: {ولأصلبنكم في جذوع النّخل}
وفيها: {يمشون في مساكنهم}.
والرّابع: بمعنى " إلى ". ومنه قوله تعالى في سورة النّساء: {ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها}، وفي إبراهيم: {فردّوا أيديهم في أفواههم}، وفي نوح: {ثمّ يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا}.
والخامس: بمعنى " من ". ومنه قوله تعالى في النّحل: {ويوم نبعث في كل أمة شهيدا}، وفي النّمل: {الله الّذي يخرج الخبء في السّموات والأرض}.
والسّادس: بمعنى عند. ومنه قوله تعالى في هود: (وإنّا لنراك فينا ضعيفا) {وفيها} (قد كنت فينا مرجوا قبل هذا}، وفي الشّعراء: {ولبثت فينا من عمرك سنين}.
والسّابع: بمعنى " الباء ". ومنه قوله تعالى في البقرة: {هل ينظرون إلّا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام}، وفي هود: {وكان في معزل}.
والثّامن: بمعنى نحو. ومنه قوله تعالى (في البقرة): {قد نرى تقلب وجهك في السّماء}.
والتّاسع: بمعنى " عن ". ومنه قوله تعالى في الأعراف: {أتجادلونني في أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم [ما نزل الله بها من سلطان} ].
والعاشر: بمعنى " اللّام ". ومنه قوله تعالى في الحج: {وجاهدوا في الله حق جهاده}، وفي العنكبوت: {والّذين جاهدوا فينا [لنهدينهم سبلنا} ]
). [نزهة الأعين النواظر: 475 - 477]


رد مع اقتباس