الموضوع: كأيِّن
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 22 ذو الحجة 1438هـ/13-09-2017م, 11:54 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال عبد الله بن يوسف بن أحمد ابن هشام الأنصاري (ت: 761هـ): ("كأيِّن"
"كأين": اسم مركب من "كاف" التّشبيه و"أي" المنونة، ولذلك جاز الوقف عليها "بالنّون"؛ لأن التّنوين لما دخل في التّركيب أشبه "النّون" الأصليّة، ولهذا رسم في المصحف "نونا"، ومن وقف عليها بحذفه اعتبر حكمه في الأصل، وهو الحذف في الوقف.
وتوافق "كأي" "كم" في خمسة أمور: الإبهام، والافتقار إلى التّمييز، والبناء، ولزوم التصدير، وإفادة التكثير تارة، وهو الغالب، نحو: {وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير}، والاستفهام أخرى، وهو نادر، ولم يثبته إلّا ابن قتيبة وابن عصفور وابن مالك، واستدلّ عليه بقول أبي بن كعب لابن مسعود رضي الله عنهما: "كأي" تقرأ سورة الأحزاب آية، فقال ثلاثًا وسبعين.
وتخالفها في خمسة أمور:
أحدها: أنّها مركبة، و"كم" بسيطة على الصّحيح خلافًا لمن زعم أنّها مركبة من "الكاف" و"ما" الاستفهامية، ثمّ حذفت "ألفها" لدخول الجار، وسكنت "ميمها" للتّخفيف، لثقل الكلمة بالتركيب.
والثّاني: أن مميزها مجرور "بمن" غالبا، حتّى زعم ابن عصفور لزوم ذلك، ويرده قول سيبويه: و"كأي" رجلا رأيت، زعم ذلك يونس و"كأي" قد أتانا رجلا، إلّا أن أكثر العرب لا يتكلّمون به إلّا مع "من" انتهى.
ومن الغالب قوله تعالى: {وكأين من نبي} و {وكأين من آية} و {وكأين من دابّة}.
ومن النصب قوله:
(أطرد اليأس بالرجا فكأي ... آلما حم يسره بعد عسر)
وقوله:
(وكائن لنا فضلا عليكم ومنة ... قديما ولا تدرون ما من منعم)
والثّالث: أنّها لا تقع استفهامية عند الجمهور وقد مضى.
والرّابع: أنّها لا تقع مجرورة خلافًا لابن قتيبة وابن عصفور أجازا "بكأي" تبيع هذا الثّوب.
والخامس: أن خبرها لا يقع مفردا). [مغني اللبيب: 3 / 50 - 54]


رد مع اقتباس