الموضوع: نعم
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 27 ذو الحجة 1438هـ/18-09-2017م, 12:10 AM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي


باب "النون" المركبة
باب "نعم"
قال أحمد بن عبد النور المالقي (ت: 702هـ):(باب "النون" المركبة
اعلم أن "النون" تتركب مع "الحاء" و"النون": "نحن"، ومع "العين" و"الميم": "نعم"، فلذلك حرفان.
فأما
"نعم" فقد ذُكر حكمها في باب أنا وأنت، لأن الباب فيها في الفصل واحدٌ على ما مضى هناك.

باب "نعم"
اعلم أن "نعم" معناها العدة والتصديقُ، وهي حرف جوابٍ لما قبلها أبدًا، إلا أنها إن كان ما قبلها طلبًا فهي عدةٌ لا غيرُ، وإن كان ما قبلها خبرًا فهي تصديقٌ لا غير، فمثال الأولى أن تقول في جواب من قال: أتضربُ زيدًا، أو هل تضربُ زيدًا، أو ألا تضرب زيدًا، ونحو ذلك من أنواع الطلب: "نعم"، والمعنى: الإخبارُ بفعل الضرب ووعدُ السائل به، ومثال الثانية: أن تقول في جواب من قال: ضربتُ زيدًا أو قتلتُ عمرًا أو نحو ذل من الإخبار: "نعم"، والمعنى قد ضربت أو قتلت، مجاوبًا كلامه بالإجابة إلى الفعل وصدقته، وكانت كلامًا تامًا بوقوعها موقع الكلام التام، وقد يجوزُ أن تجتمع معه توكيدًا، وقد يجوز أن تأتي بأصل الجواب جملة على نحو ما تقدم دونها.
وهي في الجواب نقيضةُ
"لا" النافية ونقيضة "بلى" أيضًا، إلا أن "بلى" تنفي الموجب قبلها، وتوجب المنفي أيضًا، فإذا قال القائل: ضربت زيدًا، فتقول: "بلى"، فالمعنى لم أضربه، وإذا قال: لم تضرب زيدًا، فتقول: "بلى" فالمعنى: ضربته.
و
"نعم" توجبُ لا غير، ولا يقع قبلها المنفي، ولو جاء لجاز، فلهذا قال بعض النحويين في قوله تعالى: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى}: إنهم لو قالوا "نعم" لكان كفرًا، يريدُ: إنهم لو قالوا "نعم" لصدَّقوا النفي فكفروا، و"بلى" تنفيه وتوجبُ الجواب، فيكون المعنى على"نعم":
لست ربنا، وعلى
"بلى" بل أنت ربنا، فخرج من هذا أن "نعم" لا تقع في مواضع "بلى"، وأن "بلى" تقع في مواضع "نعم"، إذ لا يقع قبلها الموجبُ، وقال بعضهم: إنه قد يقع كل واحدٍ منهما موضع الآخر، وأنشد:
أليس الليل يجمع أم عمروٍ ..... وإيانا فذاك بنا تداني
نعم، وترى الهلال كما أراه ..... ويعلوها النهارُ كما علاني

فلو قال هنا: بلى لجاز، وقوله "نعم" جائز، وهذا عندي على توجيهين في البيت: الأول: إن أريد جوابُ: «أليس الليل يجمع أم عمروٍ وإيانا» جووب بـ "بلى" لأن قبلها النفي فيكون المعنى: بل يجمعنا، وإن أريد جوابُ «فذاك بنا تداني» صحت "نعم" على معنى: "نعم" ذاك بنا تداني، فليس في البيت شاهدٌ على أن كل واحدةٍ منهما موضع الأخرى كما ذكرتُ لك، فاعلمه). [رصف المباني:363 - 365]


رد مع اقتباس