الموضوع: القيوم
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 24 شعبان 1438هـ/20-05-2017م, 03:13 PM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

شرح ابن القيم (ت:751هـ)[ الشرح المطول]

قال ابن القيم محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي (ت:751هـ) كما في المرتبع الأسنى: ( (القـَيـُّوم ):
( (( القَيُّومُ )) هوَ القائِمُ بِنَفْسِهِ، الذي قِيَامُ كلِّ شيءٍ بهِ؛ أيْ: هوَ المُقِيمُ لِغَيْرِهِ، فَلا قِيَامَ لغيرِهِ بدونِ إقامتِهِ لهُ، وقيامُهُ هوَ بنفسِهِ لا بِغَيْرِهِ)([1]).

([فـ]هوَ الذي قَامَ بِنَفْسِهِ، فلمْ يَحْتَجْ إلى أحدٍ، وقامَ كلُّ شيءٍ بهِ، فكلُّ ما سِوَاهُ مُحْتَاجٌ إليهِ بالذَّاتِ)([2]).
(و[هوَ] قَائِمٌ على كلِّ شيءٍ، وقائِمٌ على كلِّ نفسٍ بما كَسَبَتْ، [فهوَ] تَعَالَى القائِمُ بِنَفْسِهِ، المُقيمُ لغيرِهِ، القائمُ عليهِ بِتَدْبِيرِهِ ورُبُوبِيَّتِهِ وَقَهْرِهِ، وإيصالِ جزاءِ المُحْسِنِ إليهِ وجزاءِ المُسِيءِ إليهِ، و[لـ]كمالِ قَيُّومِيَّتِهِ لا يَنَامُ ولا يَنْبَغِي لهُ أنْ يَنَامَ، يَخْفِضُ القسطَ وَيَرْفَعُهُ، يُرْفَعُ إليهِ عَمَلُ الليلِ قبلَ النهارِ، وَعَمَلُ النهارِ قبلَ الليلِ، لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ ولا نومٌ، ولا يَضِلُّ وَلا يَنْسَى)([3]).
([فهوَ] القيُّومُ القائِمُ بِتَدْبِيرِ عبادِهِ، فلا خَلْقَ ولا رِزْقَ، ولا عطاءَ ولا مَنْعَ، ولا قَبْضَ ولا بَسْطَ، ولا مَوْتَ ولا حياةَ، ولا إضلالَ ولا هُدَى، ولا سَعَادَةَ ولا شَقَاوَةَ إلاَّ بعدَ إِذْنِهِ، وكلُّ ذلكَ بِمَشِيئَتِهِ وَتَكْوِينِهِ؛ إذْ لا مَالِكَ غَيْرُهُ، ولا مُدَبِّرَ سِوَاهُ، ولا رَبَّ غَيْرُهُ)([4]).

([فـ]صفةُ القَيُّومِيَّةِ مُتَضَمِّنَةٌ لجميعِ صفاتِ الأفعالِ). ([5])، ([وَ] (( القَيُّومُ )) … مُتَضَمِّنٌ [لـ]كمالِ غِنَاهُ وكمالِ قُدْرَتِهِ، فإنَّهُ القائمُ بِنَفْسِهِ، لا يَحْتَاجُ إلى مَنْ يُقِيمُهُ بِوَجْهٍ من الوجوهِ؛ وهذا منْ كمالِ غِنَاهُ بِنَفْسِهِ عمَّا سِوَاهُ، وهوَ المُقِيمُ لغيرِهِ، فلا قِيَامَ لغيرِهِ إلاَّ بإقامتِهِ، وهذا مِنْ كمالِ قُدْرَتِهِ وَعِزَّتِهِ)([6])، ([فـ] (( القيُّومُ )) … لا يَتَعَذَّرُ عليهِ فِعْلٌ مُمْكِنٌ الْبَتَّةَ)([7]).
(هذا ومِنْ أوصافِهِ القيُّومُ والـْ = قَيُّومُ في أوصافِهِ أَمْرَانِ
إِحْدَاهُمَا: القيُّومُ قَامَ بِنَفْسِهِ = والكونُ قامَ بهِ هُمَا الأَمْرَانِ
فالأوَّلُ: اسْتِغْنَاؤُهُ عَنْ غَيْرِهِ = والفَقْرُ مِنْ كُلٍّ إليهِ الثانِي
وَالوصفُ بالقيُّومِ ذُو شَأْنٍ عَظِيمٍ هَـ = كَذَا مَوْصُوفُهُ أَيْضاً عَظِيمُ الشَّانِ)([8]) ). [المرتبع الأسنى: ؟؟]


(1) مَدارِجُ السَّالكِينَ (2/111).
(2) مَدارِجُ السَّالكِينَ (3/114).
(3) طَرِيقُ الهِجرتَيَنِ (44 - 45) .
(4) شِفَاءُ العَلِيلِ (1/130) .
(5) زَادُ المَعادِ (4 - 204) .
(6) بَدَائِعُ الفوائدِ (2/184) .
(7) زَادُ المَعادِ (4 - 204) .
مُلحَقٌ: وقالَ رَحِمَهُ اللهُ تَعالَى في الصواعقِ المُرسلَةِ (4/1328- 1329): (القيامُ بالنفسِ صِفةُ كَمالٍ، فالقائمُ بنَفْسِه أَكْمَلُ مِمَّنْ لا يَقُومُ بنَفْسِه ومَن كانَ غِناهُ مِن لَوازِمِ ذاتِه فقِيامُهُ بنَفْسِه مِن لَوازِمِ ذاتِه، وهذه حقيقةُ قَيُّومِيَّتِهِ سبحانَهُ وهو الحيُّ القيومُ، فالقيومُ القائمُ بنفسِه المُقِيمُ لغيرِه، فمَنْ أَنْكَرَ قيامَهُ بنَفْسِه بالمعنَى المعقولِ فقد أَنْكَرَ قَيُّومِيَّتَهُ).
فائدةٌ لطيفةٌ: قال رَحِمَهُ اللهُ تَعالَى في طريقِ الهجرتينِ (184): (فإنه سُبحانَهُ القيُّومُ المُقِيمُ لكلِّ شيءٍ منَ المخلوقاتِ طَائِعِها وعاصِيهَا فكيفَ تَكُونُ قَيُّومِيَّتُهُ بمَنْ أَحبَّهُ وتوَلاَّهُ وآثرَهُ على ما سِواهُ ورَضِيَ به من الناسِ حبيبًا وربًّا ووكيلاً وناصرًا ومُعينًا وهاديًا، فلو كُشِفَ الغِطاءُ عن أَلطافِه وبِرِّهِ وصُنْعِهِ له مِن حيثُ يَعْلَمُ ومن حيثُ لا يَعْلَمُ لذَابَ قَلبُه حُبًّا له وشَوقًا إليه، ويَقَعُ شُكرًا له، ولكنْ حَجَبَ القلوبَ عن مُشاهدةِ ذلك إِخْلادُها إلى عالَمِ الشهَوَاتِ والتعلُّقِ بالأسبابِ فصُدَّتْ عن كمالِ نَعيمِها وذلك تقديرُ العزيزِ العليمِ، وإلا فأيُّ قلبٍ يذوقُ حلاوةَ معرفةِ اللهِ ومَحبَّتِه ثم يَرْكَنُ إِلَى غيرِه؟ هذا ما لا يَكُونُ أبدًا .......) [أكمل حتى ص187]
(8) القصيدةُ النُّونيَّةُ (248) . والبيتُ الأخيرُ هكذا وَجَدْتُهُ في الكتابِ المشارِ إليه، وهكذا هو في شرحِ ابنِ عيسَى –رَحِمَهُ اللهُ تَعالَى –(2/236) وفيه زيادةٌ ظاهرةٌ مُخِلَّةٌ بالوَزْنِ . وصوابُهُ هَكذا :
وَالْوَصْفُ بِالْقَيُّومِ ذُو شَأْنٍ عَظِيـ = ـمٍ هَكَذَا اللهُ عَظِيمُ الشَّانِ
أو :
وَالْوَصْفُ ذُو شَأْنٍ عَظِيمٍ هَكَذَا = مَوْصُوفُهُ أَيْضًا عَظِيمُ الشَّانِ
أو نحوُ ذلك .


رد مع اقتباس