الموضوع: الغفور - الغفار
عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 28 شعبان 1438هـ/24-05-2017م, 10:24 PM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

شرح أبي القاسم الزجاجي (ت:337هـ)



قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي (ت: 337هـ): (الغفورالغفور: الستور يقال: غفرت الشيء أغفره غفرًا إذا سترته فأنا غافر وهو مغفور أي مستور، ومنه سمي جنة الرأس المغفر لأنه يستر الرأس. فالله عز وجل غفور لذنوب عباده أي يسترها ويتجاوز عنها لأنه إذا سترها فقد صفح عنها وعفا وتجاوز وكذلك الله غفور لعباده والمعنى غفور لذنوب عباده.
وغفور كما ذكرت لك من أبنية المبالغة فالله عز وجل غفور لأنه يفعل ذلك لعباده مرة بعد مرة إلى ما لا يحصى فجاءت هذه الصفة على أبنية المبالغة لذلك، وهو متعلق بالمفعول لأنه لا يقع الستر إلا بمستور يستر ويغطى، وليست من أوصاف المبالغة في الذات إنما هي من أوصاف المبالغة في الفعل.
ويقال: «غفرت الشيء» إذا غطيته وكذلك أغفر من كذا أي أستر منه، وغفر الخز والصوف: ما علا فوق الثوب كالزئبر سمي بذلك لأنه يستر الثوب ونحو من هذا قولهم: اللهم تغمدنا برحمتك أي ألبسنا إياها. ومنه قيل غمد السيف لأنه يغمد فيه أي يدخل فيه.
قال أبو إسحاق الزجاج: قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: الغفر: شعر صغار دون الكبار، وريش دون الريش الكبار، وإنما سمي غفرًا لأنه هو الذي يغطي الجلد. والغفر: كوكب من منازل القمر، إما أن يكون سمي بذلك لأنه خفي أو لأنه يغطي ما سواه مما يقاربه.
والغفر: النكس من المرض، يقال: صلح فلان من مرضه ثم غفر أي نكس. واختلف الناس في هذا البيت وأنشده أبو عبيدة لجميل وأنشده ابن الأعرابي للمرار وهو قوله:
خليلي إن الدار غفر لذي الهوى = كما يغفر المحموم أو صاحب الكلم
ومعناه: أن المحب إذا كان قد سلا فرأى ديار حبيبه وآثاره جدد ذلك عليه حبه فكأنه مريض قد نكس. ومنه قول مرار بني أسد:
فظللت من غفر الديار كأنما = من خمر أذرعه سقيت بأكؤس
قال: الغفر: النكس. ويقال: غفر الجرح: إذا برؤ ثم انتقض، وإنما قيل للنكس غفر لأنه يغطي العافية.
والغفر: شعر يكون في اللحيين يقال: «قد غفر فلان وغفرت المرأة» إذا نبت لها ذلك الشعر وينشد:
دعت نسوة شم العرانين بدنًا = أوانس لا شعثًا ولا غفرات
ومتاع البيت يقال له غفر سمي بذلك لأنه يغطي الخلل فيما يحتاج إليه من عمارة البيت.
والجوالق يقال له: غفر لأنه يغطي المتاع يقال: جوالق وجوالق وهو فارسي معرب.
ويقال: «جاء القوم الجماء الغفير» و«جاءوا جماءً غفيرًا» و«جاءوا جماء غفيرًا» و«جاءوا جماء الغفير» أي: «جاءوا جميعًا يغطي الأرض جمعهم».
والغفر: ولد الأروية وهي أنثى الوعل، وإذا كان معها ولدها فهي مغفر، كما يقال لكل ذات طفل مطفل.
والعرب تقول غفرت الأمر بغفرته إذا أصلحته بما ينبغي أن يصلح به. والمعنى أصلحته بما أتى على جميع فساده. فقد بان لك أن الأصل في جميع هذا راجع إلى الستر.
ويقال غفر الله ذنب فلان يغفره غفرًا وغفورًا وغفرانًا ومغفرة ومنه يقال: «غفرانك لا كفرانك»). [اشتقاق أسماء الله: 93-96]


رد مع اقتباس