الموضوع: سورة الرعد
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 8 محرم 1434هـ/21-11-2012م, 09:24 AM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي

قوله تعالى : {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلَاتُ ۗ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ ۖ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ (6)}
قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320 هـ): (الآية الثانية: قوله تعالى: {وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم...} الآية [6 / الرعد / 13] منسوخة وناسخها قوله تعالى: {إن الله لا يغفر أن يشرك به...} الآية [48، 116 / النساء / 4] والظلم ههنا الشرك). [الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 42]
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ): (فالمختلف فيها قوله تعالى {وإنّ ربّك لذو مغفرةٍ للّناس على ظلمهم} النّاس في هذه الآية قائلان.
فقال بعضهم : هي محكمة وقال آخرون منسوخة نسخت بقوله تعالى {إنّ الله لا يغفر أن يشرك به} والظّلم ههنا الشّرك وقال السّديّ إنّما هو إحسان من الله وتعطف على خلقه).[الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 108-109]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ):ذكر الآية الأولى: قوله تعالى: {وإنّ ربّك لذو مغفرةٍ للنّاس على ظلمهم}.
قد توهّم بعض المفسّرين أنّ هذه الآية منسوخةٌ، لأنّه قال: المراد بالظلم ها هنا الشّرك ثمّ نسخت بقوله: {إنّ اللّه لا يغفر أن يشرك به} وهذا التّوهّم فاسدٌ، لأنّ الظّلم عام، وتخصيصه بالشرك ها هنا- يحتاج إلى دليلٍ، ثمّ إن كان المراد به الشّرك، فلا يخلوا الكلام من أمرين:
إمّا أن يراد به التّجاوز عن تعجيل عقابهم في الدّنيا، أو الغفران لهم إذا رجعوا عنه، وليس في الآية ما يدلّ على أنّه يغفر للمشركين إذا ماتوا على الشّرك). [نواسخ القرآن: 377-378]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وزعم زاعمون أن قوله عز وجل: {وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم} الآية [الرعد: 6] منسوخ بقوله عز وجل: {إن الله لا يغفر أن يشرك به} الآية [النساء: 48، 116] وذلك ظاهر البطلان، وهذا خبر حق وقول صدق لا يدخله نسخ، وما زال ربنا عز وجل غافرا غير معاجل بالعقوبة {ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة} الآية [فاطر: 45] فله الحمد على حلمه مع علمه، وله الحمد على عفوه مع قدرته). [جمال القراء:1/323-324]

روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس