عرض مشاركة واحدة
  #97  
قديم 1 صفر 1439هـ/21-10-2017م, 08:33 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

أقسام الناس في العبادة والاستعانة.
قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (أقسام الناس في العبادة والاستعانة.
الناس في العبادة والاستعانة على أقسام:

- فأفضلهم الذين أخلصوا العبادة والاستعانة لله تعالى؛ فكانوا من أهل {إياك نعبد وإياك نستعين}، وهم على درجات لا يحصيهم إلا من خلقهم؛ لأن المسلمين يتفاضلون في إخلاص العبادة وفي الاستعانة تفاضلاَ كبيراً؛ ومن أحسن في هذين العملين فهو سابق بالخيرات بإذن ربه.
- وقد يقع لدى بعض المسلمين تفريط وتقصير في إخلاص العبادة والاستعانة؛ فيحصل لهم بسبب ذلك آفات وعقوبات.
فالتقصير في إخلاص العبادة تحصل بسببه آفات عظيمة تحبط العمل أو تنقص ثوابه كالرياء والتسميع وابتغاء الدنيا بعمل الآخرة، وأخف من هؤلاء من يؤدي هذه العبادات لله لكن لا يؤديها كما يجب؛ فيسيء فيها ويخلّ بواجباتها لضعف إخلاصه وضعف إيمانه.
والتقصير في الاستعانة تحصل بسببه آفات عظيمة من الضعف والعجز والوهن فإن أصابه ما يحِبُّ فقد يحصل منه عجب واغترار بما يملك من الأسباب، وإن أصابه ما يكره فقد يصاب بالجزع وضعف الصبر.
وكلا التفريطين لا يحصل لصاحبهما طمأنينة قلب ولا سكينة نفس ولا تطيب حياته حتى يحقق هذين العملين الجليلين.
وبهذا يعلم المؤمن أنَّ كماله وسعادته ورفعة درجاته بحسب إحسانه في عبادة ربّه واستعانته به.
ولابن القيّم رحمه الله تعالى كلام حسن في "مدارج السالكين" في بيان أقسام الناس في العبادة والاستعانة باعتبار آخر، وفي كلامه طول على حسنه؛ فتركته خشية التطويل، وذكرت هذه المسألة لبيان التفاضل في هذه الأعمال وما ينبني عليه من أحكام، حتى يتبيّن المتأمّل تناسب الأعمال والأحكام، وانقسام الناس فيها إلى أقسام، وفقه هذه المسائل مهمّ جداً، ويفيد طالب العلم في جواب كثير من الأسئلة التي يثيرها السائلون). [تفسير سورة الفاتحة:182 - 183]

رد مع اقتباس