الموضوع: لم
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 23 ذو الحجة 1438هـ/14-09-2017م, 11:31 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي



باب "لم"
قال أحمد بن عبد النور المالقي (ت: 702هـ): (باب "لم"
اعلم أن "لم" حرفٌ يجزم الأفعال المضارعة على اختلاف أنواع الجزم وينفيها، إلا أنها تُخلص معنى الفعل المضارع إلى الماضي، لأنها جواب من قال: فعل، إذ هي نظيرها، فكأنك قلت مجاوبًا، فلم يفعل ما فعل، فهي من القرائن الصارفة الأفعال المضارعة إلى معنى الماضي، وإن كان لفظها يصلح للحال والاستقبال، فمن قال: إنها تجزمُ الأفعال المستقبلة كأبي القاسم الزجاجي فغلطٌ وتسامحٌ للعلة المذكورة.
واعلم أن "الهمزة" اللاحقة لها تُصيّرُ الكلام تقريرًا أو توبيخًا فإذا قال القائل:
"ألم" تقم "ألم" أحسن إليك، فكان المعنى: اشكر ما فعلتُ معك، أو تنساه أو شبه ذلك.
ومن قال إن "الهمزة" الداخلة عليها للاستفهام فغلط أيضًا، إذ الاستفهام [يكونُ] عن شيءٍ لا يعلمه المستفهمُ، بخلاف التقرير والتوبيخ، وتقدم ذلك في باب "الهمزة".
و"الواو" و"الفاء" اللاحقان لها بعد "الهمزة" للعطف، وتأخرا عن "الهمزة" لوجهين:
أحدهما: أن لها صدر الكلام دونهما لأن الاعتماد عليها.
والثاني: أن "الواو" و"الفاء" مع "لم" كلفظٍ واحدٍ لشدة اتصالهما بها، وكأن "الهمزة" أحدثت التقرير والتوبيخ بعد حصول العطف في الكلام.
فإن لم تدخل والعطف حاصل قدمت "الواو" و"الفاء" عليها في الدخول فتقول:"ألم" أكرمك و"ألم" أحسن إليك، و"ألم" يقم زيدٌ، "فألم" يجيء إليك، وكذلك ما أشبهه.
ولا يصح حذف
"لم" وإبقاءُ الفعل بعدها مجزومًا كما لا يصح حذفه وإبقاؤها لالتزامها وارتباطهما باختصاصهما بعضهما ببعض، فصارا كشيءٍ واحدٍ فاعلمه). [رصف المباني:280 - 281]


رد مع اقتباس