عرض مشاركة واحدة
  #109  
قديم 1 صفر 1439هـ/21-10-2017م, 09:08 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

معنى {اهدنا}:
قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (معنى {اهدنا}:
{اهدنا}:
أي أرشدنا ووفقنا لاتّباع هداك؛ فسؤال الهداية هنا يتضمَّن سؤال هداية الدلالة والإرشاد، وسؤال هداية التوفيق والإلهام.

1. فبهداية الدلالة والإرشاد يُبصر المرءُ الحقّ ويتبيّن حقيقته وعلاماته، ويبصر الباطل ويتبيّن حقيقتَه وعلاماته؛ فيميّز الحقَّ من الباطل، والهدى من الضلال، والطيّب من الخبيث، وما يقرّب إلى الله مما يباعد منه.
وهذه الهداية يتفاضل فيها المهتدون تفاضلاً كبيراً:
أ: فمنهم من يزيده الله هدى وبصيرة حتى يكون من الموقنين أولى البصائر والألباب، ويجعل الله له نوراً يمشي به، وفرقانا يفرق له بين الحقّ والباطل؛ كما قال الله تعالى: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29)}
وهذه البصيرة التي أنزلها الله تعالى في هذه الآية هي من الهداية التي يهدي بها من يشاء من عباده؛ وهي دالة على أن المؤمن كلما كان أقوى إيماناً وأتقى لله تعالى كان نصيبه من هذا الفرقان أعظم، وكلما ضعف إيمانه ونقص تقواه ضعفت بصيرته.
ب: ومنهم من يكون له أصل الهداية التي يميّز بها الكفر من الإسلام، ويعرف بها كثيراً من حدود الله تعالى كفرائض الدين وكبائر الذنوب، لكن يكون في بصيرته ضعفٌ عن معرفة إدراك كثير من شعائر الإسلام، ومقاصد الدين؛ فيكون له نصيب من هذه الهداية بقدر ما معه من الفقه في الدين.
2. وبهداية التوفيق والإلهام يٌوفَّق المرء لاتّباع هدى الله تعالى، وامتثال أمره، واجتناب نهيه، وتصديق خبره، فيحبِّب الله إليه الإيمانَ والعمل الصالحَ ويزيّنه في قلبه، ويعينه على ذكره وشكره وحسن عبادته، فيكون مهتدياً حقاً.
وهذه الهداية هي أصل الفلاح والفوز، وهي لا تتحقق للعبد إلا بتحقّق المرتبة التي قبلها؛ فيكون جامعاً بين العلم النافع والعمل الصالح). [تفسير سورة الفاتحة:199 - 200]

رد مع اقتباس