باب: مواضع "هَلْ"
قال أبو الحسن علي بن محمد الهروي النحوي (ت: 415هـ): (باب: مواضع "هَلْ" اعلم أن لها أربعة مواضع:
تكون استفهامًا: كقولك: «"هل" قام زيدٌ؟» و«"هل" تخرجن؟» وما أشبه ذلك.
وتكون بمعنى "قد": كقوله عز وجل: {هل أتى على الإنسان حين من الدهر}، أي: "قد" أتى على الإنسان، وكذلك: {هل أتاك حديث الغاشية}، بمعنى: "قد" أتاك.
وتكون بمعنى "إن" :كقوله عز وجل: {والفجر وليال عشر والشفع والوتر والليل إذا يسر هل في ذلك قسمٌ لذي حجر}، معناه: "إن" في ذلك قسمًا لذي حجرٍ.
وتكون بمعنى "ما": كقوله عز وجل: {هل ينظرون إلا الساعة}، معناه: "ما" ينظرون إلا الساعة، وقال:{هل جزاء الإحسان إلا الإحسان}، معناه: "ما" جزاء الإحسان إلا الإحسان، وقال: {فهل على الرسل إلا البلاغ}، معناه: "ما" على الرسل.
وقال الفرزدق:
هل ابنك إلا ابنٌ من الناس فاصبري .... فلن يرجع الموتى حنين المآتم
معناه "ما" ابنك إلا ابن، وقال ابن قيس الرقيات:
لا بارك الله في الغواني هل .... يصبحن إلا لهن مطلب
معناه: "ما" يصبحن.
وقال الفرزدق:
تقول، إذا اقلولى عليها وأقردت .... ألا هل أخو عيشٍ لذيذٍ بدائمٍ
معناه: "ما" أخو عيشٍ، و«اقلولى»: ارتفع، و«أقردت»: سكنت ذلًا). [الأزهية: 208 - 210]