عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 03:58 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِي آَمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ (38) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم وعظ الذي آمن فدعا إلى اتباع أمر الله تعالى، وقوله: {اتبعون أهدكم} يقوي أن المتكلم موسى عليه السلام، وإن كان الآخر يحتمل أن يقول ذلك، أي: اتبعوني في اتباع موسى عليه السلام). [المحرر الوجيز: 7/ 444]

تفسير قوله تعالى: {يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآَخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ (39) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم زهد في الدنيا وأخبر أنه شيء يتمتع به قليلا، ورغب في الآخرة، إذ هي دار الاستقرار). [المحرر الوجيز: 7/ 444]

تفسير قوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ (40) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ نافع، وابن عامر، وحمزة، والكسائي، وحفص عن عاصم، وأبو رجاء وشيبة، والأعمش: "يدخلون" بفتح الياء وضم الخاء، وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وأبو بكر عن عاصم، والأعرج، والحسن، وأبو جعفر، وعيسى: "يدخلون" بضم الياء وفتح الخاء). [المحرر الوجيز: 7/ 444]

تفسير قوله تعالى: {وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (41) تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ (42) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ويا قوم ما لي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار * تدعونني لأكفر بالله وأشرك به ما ليس لي به علم وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار * لا جرم أنما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا ولا في الآخرة وأن مردنا إلى الله وأن المسرفين هم أصحاب النار * فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد * فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب}
قد تقدم ذكر الخلاف، هل هذه المقالة لموسى عليه السلام أو لمؤمن آل فرعون.
والدعاء إلى طاعة الله وعبادته وتوحيده هو الدعاء إلى سبب النجاة، فجعله دعاء إلى النجاة اختصارا واقتضابا، وكذلك دعاؤهم إياه إلى الكفر واتباع دينهم هو دعاء إلى سبب دخول النار، فجعله دعاء إلى النار اختصارا،
ثم بين عليهم ما بين الدعوتين من البون في أن الواحدة كفر وشرك، والأخرى دعوة إلى الإسناد إلى عزة الله وغفرانه.
وقوله: {ما ليس لي به علم} ليس معناه أني جاهل به، بل معناه العلم بأن الأوثان وفرعون وغيره ليس لهم مدخل في الألوهية، وليس لأحد من البشر علم بوجه من وجوه النظر بأن لهم في الألوهية مدخلا، بل العلم اليقين بغير ذلك من حدوثهم متحصل). [المحرر الوجيز: 7/ 444-445]

تفسير قوله تعالى: {لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآَخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (43) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"لا جرم" مذهب سيبويه والخليل أنها "لا" النافية دخلت على "جرم"، ومعناها: ثبت ووجب، ومن ذلك جرم بمعنى كسب، ومنه قول الشاعر:
ولقد طعنت أبا عيينة طعنة ... جرمت فزارة بعدها أن يغضبوا
أي أوجبت لهم ذلك وثبتته لهم، فكأن الكلام نفي للكلام المردود عليه بـ"لا"، وإثبات للمستأنف بـ"جرم"، و[أن] - على هذا النظر - في موضع رفع بـ[جرم]، وكذلك [أن] الثانية والثالثة، ومذهب جماعة من أهل اللسان أن "لا جرم" بمعنى "لابد" و"لا محالة" فـ"أن" - على هذا النظر - في موضع نصب بإسقاط حرف الجر، أي: لا محالة بأن ما، و[ما] بمعنى "الذي" واقعة على الأصنام وما عبدوه من دون الله تبارك وتعالى.
وقوله: {ليس له دعوة في الدنيا} أي قدر وحق يجب أن يدعى أحد إليه، فكأنه قال: تدعونني إلى ما لا غناء له وبين أيدينا خطب جليل من الرد إلى الله تعالى. وأهل الإسراف والشرك: هم أصحاب النار بالخلود فيها والملازمة، أي: وكيف أطيعكم مع هذه الأمور الحقائق، وفي طاعتكم رفض العمل بحسبها والخوف منها؟ قال ابن مسعود ومجاهد: المسرفون سفاكو الدماء بغير حلها، وقال قتادة: هم المشركون).[المحرر الوجيز: 7/ 445-446]

تفسير قوله تعالى: {فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم توعدهم بأنهم سيذكرون قوله هذا عند حلول العذاب بهم، وسوف بالسين إذ الأمر محتمل أن يخرج الوعيد في الدنيا أو في الآخرة، وهذا تأويل ابن زيد، وروى اليزيدي وغيره عن أبي عمرو فتح الياء من [أمري]).[المحرر الوجيز: 7/ 446]

تفسير قوله تعالى: {فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآَلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (والضمير في: [فوقاه] يحتمل أن يعود على موسى عليه السلام أو على مؤمن آل فرعون، وقال قائلوا ذلك: إن ذلك المؤمن نجا مع موسى عليه السلام وفر في جملة من فر معه، من المتبعين. وقرأ عاصم: "فوقاه" بالإمالة.
و"حاق" معناه: نزل، وهي مستعملة في المكروه، وسوء العذاب: الغرق وما بعده من النار وعذابها). [المحرر الوجيز: 7/ 446]

تفسير قوله تعالى: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب * وإذ يتحاجون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا نصيبا من النار * قال الذين استكبروا إنا كل فيها إن الله قد حكم بين العباد * وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب * قالوا أو لم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال}
قوله تعالى: {النار يعرضون عليها}، [النار] رفع على البدل من [سوء]، وقالت فرقة: [النار] رفع بالابتداء، وخبره [يعرضون].
وقالت فرقة: هذا الغدو والعشي هو في الدنيا، أي: في كل غدو وعشي من أيام الدنيا يعرض آل فرعون على النار، وروي في ذلك عن الهزيل بن شرحبيل، والسدي: أن أرواحهم في أجواف طير سود تروح بهم وتغدو إلى النار، وقاله الأوزاعي حين قال له رجل: إني رأيت طيورا بيضا تغدو من البحر ثم ترجع بالعشي سودا مثلها، فقال الأوزاعي: تلك هي التي في حواصلها أرواح آل فرعون، يحترق ريشها ويسود بالعرض على النار، وقال محمد بن كعب القرظي وغيره: أراد أنهم يعرضون في الآخرة على النار على تقدير ما بين الغدو والعشي; إذ لا غدو ولا عشي في الآخرة، وإنما ذلك. على التقدير بأيام الدنيا.
وقوله تعالى: {ويوم تقوم الساعة} يحتمل أن يكون "يوم" عطفا على "عشيا" والعامل فيه [يعرضون]، ويحتمل أن يكون كلاما مقطوعا والعامل في: [يوم] [أدخلوا]، والتقدير: على كل قول: "يقال ادخلوا". وقرأ نافع، وحمزة، والكسائي، وحفص عن عاصم، والأعرج، وأبو جعفر، وشيبة، والأعمش، وابن وثاب، وطلحة: [أدخلوا] بقطع الألف، وقرأ علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وأبو بكر عن عاصم، والحسن، وقتادة: [ادخلوا] بصلة الألف على الأمر لآل فرعون، و[آل] - على هذه القراءة - منادى مضاف، و[أشد] نصب على الظرفية). [المحرر الوجيز: 7/ 446-447]

رد مع اقتباس