عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 27 جمادى الأولى 1434هـ/7-04-2013م, 08:35 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (58)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وإن من قريةٍ إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة} [الإسراء: 58] بموتٍ بغير عذابٍ.
{أو معذّبوها عذابًا شديدًا} [الإسراء: 58] يكون موتهم بالعذاب.
[تفسير القرآن العظيم: 1/143]
سعيدٌ، عن قتادة قال: قضاءٌ من اللّه، إمّا أن يهلكها بموتٍ أو بعذابٍ إذا تركوا أمره وكذّبوا رسله، يعني إهلاك الأمم بتكذيبها الرّسل.
{كان ذلك في الكتاب مسطورًا} [الإسراء: 58] مكتوبًا.
وقال في آية أخرى: {كلّ نفسٍ ذائقة الموت} [العنكبوت: 57] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/144]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وإن مّن قريةٍ إلاّ نحن مهلكوها...}

بالموت {أو معذّبوها عذاباً شديداً} بالسّيف). [معاني القرآن: 2/126]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {كان ذلك في الكتاب مسطوراً} أي مثبتاً، مكتوباً، قال العجّاج:
واعلم بأنّ ذا الجلال قد قدر= في الصّحف الأولى التي كان سطر
أمرك هذا فاحتفظ فيه النّتر
النّتر: الخديعة، قال يونس لما أنشد العجاج هذا البيت قال: لا قوة إلا بالله). [مجاز القرآن: 1/383]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {مسطورا}: مكتوبا. سطر لي أي كتب لي). [غريب القرآن وتفسيره: 217]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( و{مسطوراً} أي مكتوبا. يقال: سطر، أي كتب). [تفسير غريب القرآن: 257]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله: {وإن من قرية إلّا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذّبوها عذابا شديدا كان ذلك في الكتاب مسطورا }
أي ما من أهل قرية ألا سيهلكون، إما بموت وإما بعذاب يستأصلهم.
{كان ذلك في الكتاب مسطورا} أي مكتوبا). [معاني القرآن: 3/247]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا}
قال مجاهد مبيدوها أو معذبوها). [معاني القرآن: 4/166]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {كان ذلك في الكتاب مسطورا} أي مكتوبا يقال سطر إذا كتب
روى عن عبد الله بن عباس أنه قال أول ما خلق الله القلم فقال له اكتب فكتب ما هو كائن). [معاني القرآن: 4/166]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مَسْطُوراً}: مكتوبا). [العمدة في غريب القرآن: 183]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا (59)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذّب بها الأوّلون} [الإسراء: 59] أنّ القوم كانوا إذا سألوا نبيّهم الآية فجاءتهم الآية لم يؤمنوا فيهلكهم اللّه، وهو قوله: {بل قالوا} [الأنبياء: 5]، يعني: مشركي العرب للنّبيّ: {فليأتنا بآيةٍ كما أرسل الأوّلون} [الأنبياء: 5]، قال اللّه: {ما آمنت قبلهم من قريةٍ أهلكناها أفهم يؤمنون} [الأنبياء: 6].
أي: لا يؤمنون لو جاءتهم آية.
وقد أخّر اللّه عذاب كفّار آخر هذه الأمّة بالاستئصال إلى النّفخة الأولى.
قال: {وما منعنا أن نرسل بالآيات} [الإسراء: 59] إلى قومك يا محمّد، وذلك أنّهم سألوا الآيات، قال: {إلا أن كذّب بها الأوّلون} [الإسراء: 59] وكنّا إذا أرسلنا إلى قومٍ بآيةٍ فلم يؤمنوا أهلكناهم، فلذلك لم نرسل إليهم بالآيات لأنّ آخر كفّار هذه الأمّة أخّروا إلى النّفخة.
سعيدٌ، عن قتادة، قال: قال أهل مكّة لنبيّ اللّه: إن كان ما تقول حقًّا وسرّك أن نؤمن فحوّل لنا الصّفا ذهبًا.
فأتاه جبريل فقال: إذا شئت كان الّذي سألك قومك، ولكن إن هم لم يؤمنوا لم يناظروا، وإن شئت استأنيت بقومك، قال: لا بل أستأني بقومي، فأنزل اللّه: {وآتينا ثمود النّاقة مبصرةً} [الإسراء: 59]، أي: بيّنةً، وأنزل: {ما آمنت قبلهم من قريةٍ أهلكناها أفهم يؤمنون} [الأنبياء: 6].
{وما نرسل بالآيات إلا تخويفًا} [الإسراء: 59]
- سفيان، عن سلمة بن كهيلٍ، عن عمران، عن ابن عبّاسٍ، قال: قالت قريشٌ للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: ادع لنا ربّك أن يجعل لنا الصّفا ذهبًا، فإن أصبح لنا ذهبًا اتّبعناك.
قال: وتفعلون؟ قالوا: نعم.
فدعا ربّه، فجاء جبريل فقال: إنّ ربّك يقرئك
[تفسير القرآن العظيم: 1/144]
السّلام ويقول: إن شئت أصبح لك الصّفا ذهبًا، فمن كفر بعد منهم فإنّي أعذّبه عذابًا لا أعذّبه أحدًا من العالمين، وإن شئت فتحت لهم باب الرّحمة والتّوبة، فقال: بل باب الرّحمة والتّوبة.
قوله: {وآتينا ثمود النّاقة مبصرةً} [الإسراء: 59]، أي: بيّنةً.
وقال مجاهدٌ: آية.
{فظلموا بها} [الإسراء: 59]، أي: فجحدوا بها أنّها ليست من اللّه.
تفسير السّدّيّ.
قال يحيى: وظلموا أنفسهم بعقرها.
{وما نرسل بالآيات إلا تخويفًا} [الإسراء: 59] نخوّفهم بالآية فنخبرهم أنّهم إن لم يؤمنوا عذّبهم). [تفسير القرآن العظيم: 1/145]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وما منعنا أن نّرسل بالآيات...}

(أن) في موضع نصب {إلاّ أن كذّب} أن في موضع رفع؛ كما تقول: ما منعهم الإيمان إلاّ تكذيبهم.
وقوله: {النّاقة مبصرةً} جعل الفعل لها. ومن قرأ (مبصرة) أراد: مثل قول عنترة.
* والكفر مخبثة لنفس المنعم *
فإذا وضعت مفعلة في معنى فاعل كفت من الجمع والتأنيث، فكانت موحّدة مفتوحة العين، لا يجوز كسرها. العرب تقول: هذا عشب ملبنة مسمنة، والولد مبخلة مجبنة.
فما ورد عليك منه فأخرجه على هذه الصورة. وإن كان من الياء والواو فأظهرهما. تقول: هذا شراب مبولة، وهذا كلام مهيبة للرجال، ومتيهة، وأشباه ذلك. ومعنى {مبصرة} مضيئة،
كما قال الله عز وجل: {والنّهار مبصراً} مضيئاً). [معاني القرآن: 2/126]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فظلموا بها} مجازه: فكفروا بها). [مجاز القرآن: 1/384]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({وما منعنا أن نّرسل بالآيات إلاّ أن كذّب بها الأوّلون وآتينا ثمود النّاقة مبصرةً فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلاّ تخويفاً}
وقال: {وآتينا ثمود النّاقة مبصرةً فظلموا بها} يقول "بها كان ظلمهم" و"المبصرة": البيّنة كما تقول: "الموضحة" و"المبيّنة"). [معاني القرآن: 2/72]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة الخلق {مبصرة}.
وقتادة "الناقة مبصرة" على مفعلة من أبصر؛ فتكون "مبصرة" على مبصرة، مثل: مبينة ومبينة، ومكذبة ومكذبة، ومكرم ومكرم). [معاني القرآن لقطرب: 827]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وآتينا ثمود النّاقة مبصرةً} أي آتينا ثمود آية - وهي الناقة - مبصرة، أي بينة، يريد مبصرا بها.
كما قال: {وجعلنا آية النّهار مبصرةً}: فظلموا بها، أي كذبوا بها، وقد بينت الظلم ووجوهه في كتاب «المشكل».
{وما نرسل بالآيات} أي وما نرسل الرسل بالآيات). [تفسير غريب القرآن: 257]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ويكون الظلم: الجحد، قال الله تعالى: {وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا} أي: جحدوا بأنّها من الله تعالى.
وقال: {بِمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَظْلِمُونَ} أي يجحدون). [تأويل مشكل القرآن: 468](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وما منعنا أن نرسل بالآيات إلّا أن كذّب بها الأوّلون وآتينا ثمود النّاقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلّا تخويفا}
(أن) الأولى نصب، و (أن) الثانية رفع.
المعنى ما منعنا الإرسال ألا تكذيب الأولين.
والتأويل أنهم سألوا الآيات التي استوجب بها الأولون العذاب، لمّا كذبوا بها، فنزل عليهم العذاب، والدليل على أنهم سألوا تلك الآيات قولهم: {لولا أوتي مثل ما أوتي موسى}،
فأعلم اللّه - جل ثناؤه - أن موعد كفار هذه الأمة الساعة، فقال: {بل السّاعة موعدهم والسّاعة أدهى وأمرّ}. فأخّرهم إلى يوم القيامة رحمة منه وتفضلا.
{وآتينا ثمود النّاقة مبصرة}.
ويقرأ (مبصرة) فمن قرأ (مبصرة)، فالمعنى تبصرهم، أي تبين لهم، ومن قرأ (مبصرة) فالمعنى مبينة، {فظلموا بها}، أي فظلموا بتكذيبها). [معاني القرآن: 3/247]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون} هذه آية مشكلة وفي الكلام حذف
والمعنى ما منعنا أن نرسل بالآيات التي اقترحتموها إلا أن تكذبوا بها فتهلكوا كما فعل بمن كان قبلكم
وقد أخر الله أمر هذه الأمة إلى يوم القيامة فقال سبحانه: {بل الساعة موعدهم} ). [معاني القرآن: 4/167-166]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {وآتينا ثمود الناقة مبصرة} قال مجاهد أي آية والمعنى ذات إبصار يبصر بها ويتبين بها صدق صالح عليه السلام). [معاني القرآن: 4/167]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلا تخويفا} أي فظلموا بتكذيبهم بها). [معاني القرآن: 4/168]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( (وما منعنا أن نرسل بالآيات) قال الإمامان: يعني بالآيات - هاهنا - الآيات الشرطيات، التي يشترط معها:
لو كذبتم بها هلكتم، وإنما تركها رحمة لأمة محمد - عليه السلام). [ياقوتة الصراط: 309-308]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مبصرة} أي مبصرا بها.
{فظلموا بها} أي كذبوا بها). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 138-137]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآَنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا (60)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وإذ قلنا لك} [الإسراء: 60] وأوحينا إليك.
{إنّ ربّك أحاط بالنّاس} [الإسراء: 60] وتفسير الحسن: عصمك منهم فلا يصلون إليك حتّى تبلّغ عن اللّه الرّسالة، كقوله: {واللّه يعصمك من النّاس} [المائدة: 67] أن يصلوا إليك حتّى تبلّغ عن اللّه الرّسالة.
وقال قتادة: يمنعك من النّاس حتّى تبلّغ رسالة ربّك.
وقال مجاهدٌ: أحاط بالنّاس فهم في قبضته.
- أبو أميّة، عن الحسن، أنّ رسول اللّه شكا إلى ربّه من قومه فقال: يا ربّ إنّ قومي قد خوّفوني، فأعطني من قبلك آية أعلم ألا مخافة عليّ.
فأوحى اللّه إليه أن يأتي وادي كذا وكذا فيه شجرةٌ، فليدع غصنًا منها يأته.
فانطلق إلى الوادي فدعا غصنًا منها فجاء يخطّ في الأرض خطًّا حتّى انتصب بين يديه.
فحبسه ما شاء اللّه أن يحبسه، ثمّ قال: ارجع كما جئت، فرجع، فقال رسول اللّه: علمت يا ربّ ألا مخافة عليّ.
قوله: {وما جعلنا الرّؤيا الّتي أريناك} [الإسراء: 60]، يعني: ما أراه اللّه ليلة أسري به، وليس برؤيا المنام ولكن المعاينة.
{إلا فتنةً للنّاس} [الإسراء: 60] للمشركين.
إنّ النّبيّ لمّا أخبرهم بمسيره إلى بيت المقدس ورجوعه من ليلته كذّب بذلك المشركون فافتتنوا بذلك.
[تفسير القرآن العظيم: 1/145]
المعلّى، عن همّام بن عبد الواحد، قال: لمّا أسري بالنّبيّ أخبرهم بما كان منه تلك اللّيلة، فأنكر المشركون، فجاء أبو بكرٍ فذكروا له ذلك فقال: إن كان حدّثكم فهو كما قال.
ثمّ أتى النّبيّ فذكر له ذلك فقال: نعم، فسمّاه النّبيّ يومئذٍ صدّيّقًا.
وقالت المشركون: إن كنت صادقًا فانعته لنا، فتحيّر النّبيّ، قال: فرفعه اللّه له فجعل ينظر إليه ويخبرهم بما يسألون عنه.
المعلّى، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ، قال: مثّل له بيت المقدس حين سألته قريشٌ عنه، فجعل يراه فينظر إليه ويخبرهم عنه.
سعيدٌ، عن قتادة، قال: {وما جعلنا الرّؤيا الّتي أريناك} [الإسراء: 60] ما أراه اللّه من الآيات والعبر في مسيره إلى بيت المقدس.
{إلا فتنةً للنّاس} [الإسراء: 60]، أي: إلا بلاءً للنّاس.
قال يحيى: يعني: المشركين خاصّةً.
وقال الحسن: أنّ نفرًا كانوا أسلموا ثمّ ارتدّوا عند ذلك.
قال: {والشّجرة الملعونة في القرءان} [الإسراء: 60] يقول: وما جعلنا أيضًا الشّجرة الملعونة في القرآن.
حدّثني المعلّى، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ، قال: هي شجرة الزّقّوم.
وهو تفسير الحسن.
{إلا فتنةً للنّاس} [الإسراء: 60] المشركين.
لمّا نزلت دعا أبو جهلٍ بتمرٍ وزبدٍ فقال: تعالوا تزقّموا فما نعلم الزّقّوم إلا هذا، فأنزل اللّه: {إنّا جعلناها فتنةً للظّالمين} [الصافات: 63] للمشركين.
{إنّها شجرةٌ تخرج في أصل الجحيم} [الصافات: 64] إلى آخر الآية، وصفها ووصف كيف يأكلونها في النّار.
وقال الحسن: يعني بقوله: {الملعونة في القرءان} [الإسراء: 60] إنّ أكلتها ملعونون في القرآن، كقوله: {واسأل القرية الّتي كنّا فيها} [يوسف: 82] وإنّما يعني: أهل القرية.
[تفسير القرآن العظيم: 1/146]
قال: {ونخوّفهم} [الإسراء: 60] بالشّجرة الزّقّوم.
{فما يزيدهم} [الإسراء: 60] تخويفنا إيّاهم بها.
{إلا طغيانًا كبيرًا} [الإسراء: 60] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/147]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {إنّ ربّك أحاط بالنّاس...}

يعني أهل مكة أي أنه سيفتح لك {وما جعلنا الرّؤيا الّتي أريناك إلاّ فتنةً} يريد: ما أريناك ليلة الإسراء إلا فتنة لهم، حتى قال بعضهم: ساحر، وكاهن، وأكثروا.
{والشّجرة الملعونة} هي شجرة الزّقوم، نصبتها بجعلنا. ولو رفعت تتبع الاسم الذي في فتنة من الرؤيا كان صواباً. ومثله في الكلام جعلتك عاملاً وزيداً وزيدٌ). [معاني القرآن: 2/126]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله {والشجرة الملعونة} فإنها في التفسير عن الحسن: الملعون غاشيتها؛ أي أهلها الذين يأكلونها؛ فصار هذا في الاختصار كقوله {ولكن البر من آمن} وقد فسرنا ذلك). [معاني القرآن لقطرب: 838]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وما جعلنا الرّؤيا الّتي أريناك} يعني ما رآه ليلة الإسراء.
{إلّا فتنةً للنّاس} يقول: فتن أقوام بها، فقالوا: كيف يكون يذهب هذا إلى بيت المقدس ويرجع في ليلة؟ فارتدوا، وزاد اللّه في بصائر قوم منهم أبو بكر رحمه اللّه، وبه سمّي صدّيقا.
{والشّجرة الملعونة في القرآن} يعني شجرة الزّقوم). [تفسير غريب القرآن: 258]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وإذ قلنا لك إنّ ربّك أحاط بالنّاس وما جعلنا الرّؤيا الّتي أريناك إلّا فتنة للنّاس والشّجرة الملعونة في القرآن ونخوّفهم فما يزيدهم إلّا طغيانا كبيرا }
جاء في التفسير: أحاط بهم أي كلهم في قبضته، وعن الحسن أحاط بالناس أي حال بينهم وبين أن يقتلوك أو يغلبوك كما قال - عزّ وجلّ - (واللّه يعصمك من النّاس).
وقوله: {وما جعلنا الرّؤيا الّتي أريناك إلّا فتنة للنّاس}.
جاء في التفسير أنها رؤيا بيت المقدس حين أسري به، وذلك أنه ارتدّ بعضهم حين أعلمهم قصة الإسراء به، وازداد المؤمنون المخلصون إيمانا.
وجاء في التفسير أنه يرو رأى في منامه قوما يرقون المنابر فساءه ذلك، فأعلم - صلى الله عليه وسلم - أنه عطاء في الدنيا.
{والشّجرة الملعونة في القرآن}.
قيل في التفسير الملعون أكلها، وهي شجرة الزقّوم التي ذكرها اللّه في القرآن فقال: {إنّ شجرت الزّقّوم * طعام الأثيم }.
وقال: {فإنّهم لآكلون منها فمالئون منها البطون}.
وقال: {إنّها شجرة تخرج في أصل الجحيم}.
فافتتن بها المشركون، فقال أبو جهل: ما نعرف الزقوم إلا أكل التمر بالزبد فتزقموا.
وقال بعض المشركين: النار تأكل الشجر فكيف ينبت فيها الشجر، فلذلك قال جل ثناؤه: {وما جعلنا الرّؤيا الّتي أريناك إلّا فتنة للنّاس والشّجرة الملعونة في القرآن}.
فإن قال قائل: ليس في القرآن ذكر لعنها؟
فالجواب في ذلك لعن الكفار وهم آكلوها.
وجواب آخر أيضا أن العرب تقول لكل طعام مكروه
وضارّ: ملعون). [معاني القرآن: 3/248-247]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس} روى شعبة عن أبي رجاء عن الحسن قال عصمك منهم
وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال هم في قبضته). [معاني القرآن: 4/168]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس} قال سعيد بن جبير ومجاهد وعكرمة والضحاك
هي الرؤيا التي رآها ليلة أسرى به
وزاد عكرمة هي رؤيا يقظة
قال سعيد بن المسيب إلا فتنة للناس أي إلا بلاء للناس). [معاني القرآن: 4/169-186]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {والشجرة الملعونة في القرآن}
قال سعيد بن جبير ومجاهد وعكرمة والضحاك هي شجرة الزقوم
وقال غيرهم إنما فتن الناس بالرؤيا وشجرة الزقوم أن جماعة ارتدوا وقالوا كيف يسرى به إلى بيت المقدس في ليلة واحدة وقالوا لما أنزل الله: {إن شجرة الزقوم طعام الأثيم}
كيف تكون في النار شجرة ولا تأكلها
فكان ذلك فتنة لقوم واستبصارا لقوم منهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه
ويقال إنما سمي الصديق ذلك الوقت فإن قال قائل لم يذكر في القرآن لعن هذه الشجرة قال أبو جعفر ففي ذلك جوابان أحدهما أنه لقد لعن آكلوها والجواب الآخر أن العرب تقول لك طعام ضار مكروه ملعون). [معاني القرآن: 4/170-169]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {والشجرة الملعونة في القرآن} قال: شجرة الزقوم). [ياقوتة الصراط: 309]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الرؤيا التي أريناك} يعني ما أراه ليلة الإسراء.
{والشجرة الملعونة} يعني شجرة الزقوم.
{إلا فتنة للناس} قيل: فتن بها قوم، فقالوا: كيف تكون شجرة في النار، فارتدوا، وثبت الله من شاء). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 138]


رد مع اقتباس