الموضوع: جير
عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 20 ذو الحجة 1438هـ/11-09-2017م, 03:25 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال الحسن بن قاسم بن عبد الله بن عليّ المرادي المصري المالكي (ت: 749هـ): ("جير"
بكسر "الراء" وفتحها، والكسر أشهر فيها خلاف:
منهم من قال: إنها حرف جواب بمعنى "نعم". ومنهم من قال: إنها اسم بمعنى "حقاً".
قال ابن مالك: "جير" حرف بمعنى "نعم"، لا اسم بمعنى "حقاً"، لأن كل موضع وقعت فيه "جير" يصلح أن تقع فيه "نعم". وليس كل موضع وقعت فيه "نعم" يصلح أن تقع فيه "حقاً" فإلحاقها "بنعم" أولى. وأيضاً فإن لها شبهاً "بنعم" لفظاً، واستعمالاً. ولذلك بنيت. ولو وافقت حقاً في الأسمية لأعربت، ولجاز أن يصحبها "اللام"، كما أن "حقاً" كذلك. ولو لم تكن بمعنى "نعم" لم يعطف عليها في قول بعض الطائيين:
أبى كرماً، لا آلفاً جير أو نعم ... بأحسن إيفاء، وأنجز موعد
ولم تؤكد "نعم" بها، في قول طفيل الغنوي:
وقلن: على البردي أول مشرب ... أجل، جير، إن كانت رواء أسافله
ولا قوبل بها، في قول الراجز:
إذا تقول لا ابنة العجير ... تصدق لا، إذا تقول: جير
فهذا تقابل ظاهر. ومثله في التقرير قول الكميت:
يرجون عفوي، ولا يخشون بادرتي ... لا جير، لا جير، والغربان لم تشب
أي: لا يثبت مرجوهم، "نعم" تلحقهم بادرتي أي: سرعة غضبي. واحتج من أثبت اسمية "جير" بتنوينه، في قول الشاعر:
وقائلة: أسيت، فقلت: جير ... أسي، إنني من ذاك، إنه
ولا حجة فيه، لأنه فعل مضطر. ويحتمل أن يكون قائلة أراد توكيد "جير" "بإن" التي بمعنى "نعم"، فحذف "همزتها"، وخفف ويحتمل أن يكون شبه آخر النصف بآخر البيت، "فنون" تنوين الترنم. وهو لا يختص بالأسماء، بل يلحق الفعل والحرف.
قلت: أشار الشلوبين إلى هذا الاحتمال الثاني. وهو أقرب من الذي قبله. والله أعلم). [الجنى الداني:433 - 435]


رد مع اقتباس