عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 10:21 AM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي جمهرة تفاسير السلف

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (36) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة أن خالد بن الوليد مشى إلى العزى ليكسرها بالفأس فقال له قيمها يا خالد إنها ما يقوم بسبيلها شيء شدة وإني أخافها عليك فمشى إليها خالد فضرب أنفها حتى كسرها بالفأس). [تفسير عبد الرزاق: 2/173]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر في قوله ويخوفونك بالذين من دونه قال: قال لي رجل إنهم قالوا للنبي لتكفن عن شتم آلهتنا أو لنأمرنها فلتخبلنك). [تفسير عبد الرزاق: 2/173]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {ويخوّفونك بالّذين من دونه} [الزمر: 36] : " بالأوثان). [صحيح البخاري: 6/125]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله ويخوّفونك بالّذين من دونه بالأوثان سقط هذا لأبي ذرٍّ وقد وصله الفريابيّ أيضًا عن مجاهدٍ وقال عبد الرّزّاق عن معمرٍ قال لي رجلٌ قالوا للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لتكفّنّ عن شتم آلهتنا أو لنأمرنّها فلتخبلنّك فنزلت ويخوّفونك). [فتح الباري: 8/548-549]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مجاهد أفمن يتّقي بوجهه يجر على وجهه في النّار وهو قوله تعالى 40 فصلت {أفمن يلقى في النّار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة} غير ذي عوج لبس ورجلا سالما لرجل مثل لألهتهم الباطلة والإله الحق ويخوفونك بالذين من دونه بالأوثان خولنا أعطينا والّذي جاء بالصّدق القرآن وصدق به المؤمن يجيء يوم القيامة يقول هذا الّذي أعطيتني عملت بما فيه
قال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 24 الزمر {أفمن يتّقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة} يجر على وجهه في النّار ويقول هي مثل قوله 40 فصلت {أفمن يلقى في النّار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة}
وفي قوله 28 الزمر {قرآنًا عربيا غير ذي عوج} غير ذي لبس
وفي قوله 29 الزمر {ورجلا سلما لرجل} قال مثل آلهة الباطل ومثل إله الحق
وفي قوله 36 الزمر {ويخوفونك بالذين من دونه} قال بالأوثان). [تغليق التعليق: 4/297-298] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( {ويخوّفونك بالّذين من دونه} (الزمر: 36) بالأوثان
أشار به إلى قوله تعالى: {أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه} أي يخوفك المشركون بمضرة الأوثان. قالوا: إنّك تعيب آلهتنا وتذكرها بسوء لتكفن عن ذكرها أو تصيبك بسوء. قوله: (الأوثان) ، ويروى أي: بالأوثان، وهذا أولى). [عمدة القاري: 19/141]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({ويخوفونك}) يعني قريشًا ({بالذين من دونه}) [الزمر: 36] أي (بالأوثان) وذلك أنهم قالوا له عليه الصلاة والسلام لتكفنّ عن شتم آلهتنا أو لنأمرنّها فلتخبلنّك فنزلت ويخوّفونك رواه عبد الرزاق وسقط لأبي ذر من قوله مثل إلى هنا). [إرشاد الساري: 7/318]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أليس اللّه بكافٍ عبده ويخوّفونك بالّذين من دونه ومن يضلل اللّه فما له من هادٍ (36) ومن يهد اللّه فما له من مضلٍّ أليس اللّه بعزيزٍ ذي انتقامٍ}.
اختلفت القرّاء في قراءة: {أليس اللّه بكافٍ عبده} فقرأ ذلك بعض قرّاء المدينة وعامّة قرّاء أهل الكوفة: (أليس اللّه بكافٍ عباده) على الجماع، بمعنى: أليس اللّه بكافٍ محمّدًا وأنبياءه من قبله ما خوّفتهم أممهم من أن تنالهم آلهتهم بسوءٍ.
وقرأ ذلك عامّة قرّاء المدينة والبصرة، وبعض قرّاء الكوفة: {بكافٍ عبده} على التّوحيد، بمعنى: أليس اللّه بكافٍ عبده محمّدًا.
والصّواب من القول في ذلك أنّهما قراءتان مشهورتان في قرّاء الأمصار فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ لصحّة معنييهما واستفاضة القراءة بهما في قراءة الأمصار.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {أليس اللّه بكافٍ عبده} يقول: محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {أليس اللّه بكافٍ عبده} قال: بلى، واللّه ليكفينّه اللّه ويعزّه وينصره كما وعده.
وقوله: {ويخوّفونك بالّذين من دونه} يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: ويخوّفك هؤلاء المشركون يا محمّد بالّذين من دون اللّه من الأوثان والآلهة أن تصيبك بسوءٍ، ببراءتك منها، وعيبك لها، واللّه كافيك ذلك.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {ويخوّفونك بالّذين من دونه} الآلهة، قال: بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم خالد بن الوليد إلى شعب بسقامٍ ليكسر العزّى، فقال سادنها، وهو قيّمها: يا خالد أنا أحذّركها، إنّ لها شدّةً لا يقوم إليها شيءٌ، فمشى إليها خالدٌ بالفأس فهشّم أنفها.
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {ويخوّفونك بالّذين من دونه} يقول: بآلهتهم الّتي كانوا يعبدون.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ويخوّفونك بالّذين من دونه} قال: يخوّفونك بآلهتهم الّتي من دونه.
وقوله: {ومن يضلل اللّه فما له من هادٍ} يقول تعالى ذكره: ومن يخذله اللّه فيضلّه عن طريق الحقّ وسبيل الرّشد، فما له سواه من مرشدٍ ومسدّدٍ إلى طريق الحقّ، وموفّقٍ للإيمان باللّه، وتصديق رسوله، والعمل بطاعته). [جامع البيان: 20/209-211]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ويخوفونك بالذين من دونه يعني يخوفونك بالأوثان التي يعبدون من دون الله عز وجل). [تفسير مجاهد: 558]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 36 - 37.
أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن السدي في قوله {أليس الله بكاف عبده} قال: محمد صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 12/662]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر عن قتادة قال: قال لي رجل: قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم لتكفن عن شتم آلهتنا أو لتأمرنها فلتخبلنك، فنزلت {ويخوفونك بالذين من دونه} ). [الدر المنثور: 12/662-663]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم، وابن جرير عن قتادة {ويخوفونك بالذين من دونه} قال: بالآلهة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد ليكسر العزى فقال سادنها: - وهو قيمها - يا خالد إني أحذركها لا يقوم لها شيء فمشى إليها خالد بالفأس وهشم أنفها). [الدر المنثور: 12/663]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد عن مجاهد {ويخوفونك بالذين من دونه} قال: الأوثان، والله أعلم). [الدر المنثور: 12/663]

تفسير قوله تعالى: (وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ (37) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {ومن يهد اللّه فما له من مضلٍّ} يقول: ومن يوفّقه اللّه للإيمان به، والعمل بكتابه، {فما له من مضلٍّ} يقول: فما له من مزيغٍ يزيغه عن الحقّ الّذي هو عليه إلى الارتداد إلى الكفر {أليس اللّه بعزيزٍ ذي انتقامٍ} يقول جلّ ثناؤه: أليس اللّه يا محمّد بعزيزٍ في انتقامه من كفرة خلقه، ذي انتقامٍ من أعدائه الجاحدين وحدانيّته). [جامع البيان: 20/211]

تفسير قوله تعالى: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ (38) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولئن سألتهم من خلق السّموات والأرض ليقولنّ اللّه قل أفرأيتم ما تدعون من دون اللّه إن أرادني اللّه بضرٍّ هل هنّ كاشفات ضرّه أو أرادني برحمةٍ هل هنّ ممسكات رحمته قل حسبي اللّه عليه يتوكّل المتوكّلون}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: ولئن سألت يا محمّد هؤلاء المشركين العادلين باللّه الأوثان والأصنام: من خلق السّموات والأرض؟ ليقولنّ: الّذي خلقهنّ اللّه؛ فإذا قالوا ذلك، فقل: أفرأيتم أيّها القوم هذا الّذي تعبدون من دون اللّه من الأصنام والآلهة {إن أرادني اللّه بضرٍّ} يقول: بشدّةٍ في معيشتي، هل هنّ كاشفاتٌ عنّي ما يصيبني به ربّي من الضّرّ؟ {أو أرادني برحمةٍ} يقول: إن أرادني ربّي أن يصيبني سعةً في معيشتي، وكثرةً مالي، ورخاءً وعافيةً في بدني، هل هنّ ممسكاتٌ عنّي ما أراد أن يصيبني به من تلك الرّحمة؟ وترك الجواب لاستغناء السّامع بمعرفة ذلك، ودلالة ما ظهر من الكلام عليه. والمعنى: فإنّهم سيقولون لا، فقل: حسبي اللّه ممّا سواه من الأشياء كلّها، إيّاه أعبد، وإليه أفزع في أموري دون كلّ شيءٍ سواه، فإنّه الكافي، وبيده الضّرّ والنّفع، لا إلى الأصنام والأوثان الّتي لا تضرّ ولا تنفع، {عليه يتوكّل المتوكّلون} يقول: على اللّه يتوكّل من هو متوكّلٌ، وبه فليثق لا بغيره.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ولئن سألتهم من خلق السّموات والأرض ليقولنّ اللّه} حتّى بلغ {كاشفات ضرّه} يعني: الأصنام {أو أرادني برحمةٍ هل هنّ ممسكات رحمته}.
واختلفت القرّاء في قراءة {كاشفات ضرّه}، و{ممسكات رحمته}؛ فقرأه بعضهم بالإضافة وخفض الضّرّ والرّحمة، وقرأه بعض قرّاء المدينة وعامّة قرّاء البصرة بالتّنوين، ونصب الضّرّ والرّحمة.
والصّواب من القول في ذلك عندنا، أنّهما قراءتان مشهورتان، متقاربتا المعنى، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ، وهو نظير قوله: {موهن كيد الكافرين} في حال الإضافة والتّنوين). [جامع البيان: 20/211-213]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 38 - 41
أخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة {قل أرأيتم ما تدعون من دون الله} يعني الأصنام). [الدر المنثور: 12/663]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ {هل هن كاشفات ضره} مضاف لآمنون كاشفات، وممسكات رحمته مثلها). [الدر المنثور: 12/663]


رد مع اقتباس