عرض مشاركة واحدة
  #117  
قديم 1 صفر 1439هـ/21-10-2017م, 11:14 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

المراد بالصراط المستقيم:
قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (المراد بالصراط المستقيم:
لا ريب أنَّ المراد بالصراط المستقيم ما فسّره الله به في الآية التي تليها بقوله: {صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين}

وهو وصف جامع مانع لما يوصل إلى رضوان الله وجنّته، وينجّي من سخط الله وعقوبته.
ولذلك سُمّي صراطاً لوضوحه واستقامته ويسره وسعته، فإنّ الله تعالى قد يسّر الدين ووسّع على عباده فلم يجعل عليهم فيه من حرج، وجعله شريعته سمحة بيّنة مستقيمة لا اعوجاج فيها، ولا تناقض ولا اختلاف؛ فمن أطاع الله ورسوله فقد اتّبع الهدى وسلك الصراط المستقيم؛ فهو صراط يُسار فيه بالإيمان والأعمال الصالحة؛ وكلما عمل العبد حسنة ازداد بها قرباً إلى الله تعالى واستقامة على صراطه.
وهذا الصراط له (سَواءٌ) هو أوسطه وأعدله، قال الله تعالى: {واهدنا إلى سواء الصراط} أي أعدله وأوسطه، وللصراط مراتب يتفاضل فيها السالكون، وله حدود من خرج عنها انحرف عن الصراط المستقيم وسلك سبيلاً من السبل المعوجة عن يمينه أو شماله يضلّ بها عن الصراط المستقيم وتفضي به إلى النار والعياذ بالله.
ومن كان انحرافه بقدْرٍ لا يخرجه عن حدود هذا الصراط، وإنما يصرفه عن مراتبه العليا فهو في المرتبة التي ارتضاها لنفسه في سلوك هذا الصراط.
وبهذا يتبيّن أنَّ السالكين للصراط المستقيم يتفاضلون في سلوكهم تفاضلاً كبيراً من أوجه متعددة؛ فيتفاضلون في مراتب السلوك، وفي الاستباق في هذا السلوك، وفي الاحتراز من العوارض التي تعرض لهم عند سلوكهم.
وعلم السلوك مبناه على فقه هذه المسائل الكبيرة). [تفسير سورة الفاتحة:217 - 218]


رد مع اقتباس