الموضوع: حرف الكاف
عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 22 ذو الحجة 1438هـ/13-09-2017م, 09:06 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي


شرح ابن نور الدين الموزعي(ت: 825هـ)

باب "الكاف" وما أوله "الكاف"
"الكاف"
قال جمال الدين محمد بن علي الموزعي المعروف بابن نور الدين (ت: 825هـ): (باب "الكاف" وما أوله "الكاف"
فأما "الكاف" فإنها على وجهين:
أحدهما: أن تكون اسمًا ولها محل من الإعراب بمعنى "مثل"، ولا تقع عند سيبويه والمحققين إلا في الضرورة كقول الشاعر:
= يضحكن عن كالمبرد المنهم =
وكقول الآخر:
= على كالخنيف السحق يدعو به الصدى =
وقال كثير منهم الأخفش والفارسي: يجوز في الاختيار، فجوزوا في نحو: زيد كالأسد، أن تكون "الكاف" في موضع رفع والأسد مخفوض بالإضافة.
قال ابن هشام: ووقع مثل هذا في كتاب المعربين كثيرًا، قال الزمخشري في قوله تعالى: {كهيئة الطير فأنفخ فيه} إن الضمير راجع إلى "الكاف" في كهيئة الطير أي: فأنفخ في ذلك الشيء المماثل فيصير كسائر الطيور، ولو كان كما زعموا لسمع في الكلام مثل: مررت بكالأسد.
الثاني: أن تكون حرف جر ولها ستة معان:
أحدها: التشبيه نحو: زيد كالأسد.
الثاني: التعليل أثبت ذلك قوم ونفاه الأكثرون، وقيد بعضهم جوازه بأن تكون "الكاف" مكفوفة بـ "ما" كحكاية سيبويه، كما أنه لا يعلم فتجاوز الله عنه، قال ابن هشام: والحق جوازه في المجردة من "ما" نحو: {ويكأنه لا يفلح الكافرون}، أي: أعجب لعدم فلاحهم، وفي المقرونة بـ "ما" الكافة الزائدة كما في المثال، وبـ "ما" المصدرية نحو: {كما أرسلنا فيكم}، الآية، قال الأخفش: أي: لأجل إرسالنا فيكم رسولًا منكم فاذكروني وهو ظاهر في قوله تعالى: {واذكروه كما هداكم}.
الثالث: الاستعلاء، ذكره الأخفش والكوفيون، وذكروا أن بعضهم قيل له: كيف أصبحت؟ فقال: كخيرٍ، أي: على خير، ومنه قوله تعالى: {فاستقم كما أمرت}، معناه على ما أمرت، وقيل المعنى بخير، ورد بأنه لم يثبت مجيء "الكاف" بمعنى "الباء"، وقيل: هي للتشبيه على حذف مضاف، أي: كصاحب خير.
الرابع: التوكيد والزيادة، كقوله تعالى: {ليس كمثله شيء} لئلا يلزم المحال.
وقيل: الزائد: "مثل" والتقدير: ليس كهو شيء.
وقيل: لا زائد منهما، فقيل: "مثل" بمعنى: الذات، وقيل: بمعنى: الصفة، وقيل: "الكاف" اسم مؤكد بمثل، كما عكس ذلك من قال:
= فصيروا مثل كعصفٍ مأكول =
الخامس: التعجب، نحو: ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأةٍ.
هكذا ذكره بعضهم وجعل منه قوله تعالى: {ويكأنه لا يفلح الكافرون}.
أي: أعجب لعدم فلاحهم، ولقائل أن يقول: ليس التعجب في هذا المثال مستفاد من "الكاف"، وإنما استفيد من كلمة "وي" والله أعلم.
السادس: المبادرة، وذلك إذا اتصلت بـ "ما" نحو: سلم كما تدخل وصل كما يدخل الوقت، ذكره السيرافي وابن الخباز، قال ابن هشام: وهو غريب جدًا.
وأما ما أوله "الكاف" فمنه: "كيت"، وقد تقدم الكلام عليها عند الكلام على "ذيت"). [مصابيح المغاني: 327 - 331]


رد مع اقتباس