الموضوع: حرف الواو
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 26 ذو الحجة 1438هـ/17-09-2017م, 06:45 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال أبو بكر أحمد بن الحسن بن شقير النحوي البغدادي (ت: 317هـ): (جُمَلُ "الوَاوَاتِ"
مضى تفسير جمل "التاءات"، وهذه جمل "الواوات"، وهي ثلاث عشرة:
1-"واو" السنخ.
2- و
"واو" استئناف.
3- و
"واو" عطف.
4- و
"واو" في معنى "رب".
5- و
"واو" قسم.
6- و
"واو" النداء.
7- و
"واو" إقحام.
8- و
"واو" إعراب.
9- و
"واو" ضمير.
10- و
"واو" تتحول "أو".
11- و
"واو" تتحول "ياء".
12- و
"واو" في موضع "بل".
13- و
"واو" معلولة تقع في الأفعال والأسماء). [المحلى: 263]

1- "واو" السنخ
قال أبو بكر أحمد بن الحسن بن شقير النحوي البغدادي (ت: 317هـ): (فأما "واو" السنخ فكل "واو" في اسم أو فعل يكون لازمًا في كل حال، فهي "واو" السنخ، مثل "الواو" في: وهب وورس، وأشباه ذلك). [المحلى: 264]

2- "واو" الاستئناف
قال أبو بكر أحمد بن الحسن بن شقير النحوي البغدادي (ت: 317هـ): (و"واو" الاستئناف، ومعناه الابتداء، مثل قولهم: خرجتُ وزيدٌ جالسٌ، وكل "واو" توردها في أول كلامك فهي "واو" استئناف، وإن شئت قلت «ابتداء»). [المحلى: 264]
3- "واو" العطف
قال أبو بكر أحمد بن الحسن بن شقير النحوي البغدادي (ت: 317هـ): (و"واو" العطف، وإن شئت قلت «"واو" النسق»، وكل "واو" تعطف بها آخر الاسم على الأول، وكذلك آخر الفعل على الأول، أو آخر الظرف على الأول، فهي "واو" العطف، مثل قولك: كلمت زيدًا "و" محمدًا، و: رأيت عمرًا "و" بكرًا، نصبت «زيدًا» بإيقاع الفعل عليه، ونصبت «محمدًا» لأنك نسقته "بالواو" على «زيدًا»، وهو مفعول به.
تقول: لقيني زيدٌ "و" محمدٌ، و: كلمني خالدٌ "و" بكرٌ، رفعت «زيدٌ» بفعله، ورفعت «محمدٌ» لأنك عطفته "بالواو" على «زيدٌ»، وهو الفاعل.
وتقول: مررت بعمروٍ "و" زيدٍ، خفضت «عمروٍ» "بالياء" الزائدة، وخفضت «زيد» لأنك عطفت "بالواو" على «عمروٍ»، وهو خفض "بالباء" الزائدة). [المحلى: 264 - 265]
4- "الواو" التي في معنى "رُب"
قال أبو بكر أحمد بن الحسن بن شقير النحوي البغدادي (ت: 317هـ): (و"الواو" التي في معنى "رُب" قولهم: قال الشاعر:
وعانيةٍ كالمسك طاب نسيمها ..... يلجلج منها حين يشربها الفضل

كأن الفتى يومًا وقد ذهبت به ...... مذاهبه يلفى وليس له أصل
معناه: "و""رب" عانيةٍ، فأضمر "رُبَّ" واكتفى "بالواو"). [المحلى: 265]
5- "واو" القسم
قال أبو بكر أحمد بن الحسن بن شقير النحوي البغدادي (ت: 317هـ): (و"الواو" في القسم قولهم: "و" الله، وهي من حروف الخفض، كقول الله جل اسمه: {والشمس وضحاها}، {والليل إذا يغشى}، {والتين والزيتون}، فهذه "واو" القسم.
قال الشاعر:
ووالله ما أدري وإني لشاكرٌ ..... لكثرة ما أوليتني كيف أشكر).

[المحلى: 266]
6- "واو" النداء
قال أبو بكر أحمد بن الحسن بن شقير النحوي البغدادي (ت: 317هـ): (وأما "واو" النداء في قولهم: "يا" زيدُ، "وا" زيد، "ها" زيدُ، ومنهم من يحذف حرف النداء ويكتفي، فيقول: زيدُ، قال الله تعالى: {يوسف أعرض عن هذا}، ومنهم من يثبت "الألف"، فيقول: أزيدُ، قال الشاعر:
أيا ظبية الوعساء بين جلاجل ..... وبين النقا أأنت أم أم سالم؟).

[المحلى: 266]
7- "واو" الإقحام
قال أبو بكر أحمد بن الحسن بن شقير النحوي البغدادي (ت: 317هـ): (و"واو" الإقحام مثل قول الله عز وجل: {إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله}، معناه «يصدون»، و"الواو" إقحام، ومثله: {ولقد آتينا موسى وهرون الفرقان وضياءً}، معناه: آتينا موسى "و"هرون الفرقان ضياءٌ، لا موضع "للواو"، إلا أنها أدخلت حشوًا، ومثله قول امرئ القيس:
فلما أجزنا ساحة الحي وانتحى ..... بنا بطن خبتٍ ذي قفافٍ عقنقل
معناه: انتحى، فأدخل "الواو" حشوًا وإقحامًا.
ومثله قول الله عز وجل: {فلما أسلما وتله للجبين وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا}، معناه: ناديناه، و"الواو" حشو على ما ذكر سيبويه النحوي). [المحلى: 267]

8- "واو" الإعراب
قال أبو بكر أحمد بن الحسن بن شقير النحوي البغدادي (ت: 317هـ): ("واو" الإعراب قولهم في حال الرفع: أخوك "و" أبوك، "و" المؤمنون). [المحلى: 268]

9- "واو" الضمير
قال أبو بكر أحمد بن الحسن بن شقير النحوي البغدادي (ت: 317هـ): (و"واو" الضمير قولهم: يخرجون "و" يقومون، "الواو" إضمار جمع المذكر، فما كان من الأسماء فهو "واو" الإعراب، وما كان في الأفعال فهو "واو" الضمير). [المحلى: 268]
10- "الواو" التي تتحول "أو"
قال أبو بكر أحمد بن الحسن بن شقير النحوي البغدادي (ت: 317هـ): (و"الواو" التي تتحول "أو" مثل قول الله جل وعز: {أئنا لمبعوثون أو آباؤنا الأولون}، معناه: "و"آباؤنا الأولون، ومثله: {ولا تطع منهم آثمًا أو كفورًا}، معناه: لا تطع منهم آثمًا "أو" كفورًا.
ومنه قول جرير:
نال الخلافة أو كانت له قدرًا .....كما أتى ربه موسى على قدر
أي: وكانت.
وأما قول الله تعالى: {ولو أن قرآنًا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى}، وما كان من هذا النحو، فـ "أو" حرف من حروف النسق، وليس بمعنى "الواو".
ومعنى "الواو" قول النابغة أيضًا:
قالت: فياليتما هذا الحمام لنا ...... إلى حمامتنا أو نصفه فقد
أي: "و" نصفه). [المحلى: 268 - 269]
11- "الواو" التي تتحول "ياء"
قال أبو بكر أحمد بن الحسن بن شقير النحوي البغدادي (ت: 317هـ): (و"الواو" التي تتحول "ياء"، مثل: ميزان "و" ميقات "و" ميعاد، وأصله "الواو" لأنه: وزن "و" وقت "و" وعد، إلا أن كل "واو" إذا انكسر ما قبلها، قلبت "ياء"، والدليل على ذلك أنك إذا جمعت، قلت: موازين "و" مواعيد "و" مواقيت، فرددته إلى "الواو"، وقال الله جل اسمه: {ما قطعتم من لينةٍ}، وإنما هو من «لون».
قال الشاعر:
كأن قتودي فوقها عش طائر ..... على لينةٍ قرواء تهفو جنوبها
يريد لونًا من النخل.
وإذا كانت "الواو" "فاء" الفعل وانكسر ما بعدها وانفتح ما قبلها، حذفتها، لأن "الواو" لا تثبت مثل: "و" جد يجدُ، كان الأصل فيه: يوجدُ، فذهبت "الواو" لانكسار ما بعدها، ولو كانت مفتوحة لثبتت، ومثله: وزن يزنُ، ووعد يعد، قال الله عز وجل: {ألم يعدكم ربكم وعدًا حسنًا}.
وإذا كان الفعل على «فعل يفعل»، مما "فاؤه" "واو"، ففيه ثلاث لغات: لتميم لغة، ولقيس لغة، ولسائر العرب لغة، ولأهل الحجاز لغة، قالوا في مثل ذلك: وحد يوحد، ووجل يوجل، ووجع، يوجع هذه لغة أهل الحجاز، قال الله جل وعز: {قالوا لا توجل}.
قال الشاعر:
لعمرك ما أدري وإني لأوجل ..... على أينا تغدو المنية أول
وتميم تقول: ييجع، بقلب "الواو" "ياء".
قال متمم بن نويرة:
قعيدك ألا تسمعيه ملامة ..... ولا تنكئي قرح الفؤاد فييجعا
وقال آخر:
بانت أميمةُ بالطلاق .... ونجوت من غل الوثاق
بانت فلم ييجع لها ..... قلبي ولم تدمع مآق
وتقول: أيجلُ ثم أوجل، ترده إلى أصله لانفتاح ما قبله، وقيس تقول: يا جل "و" تاجل.
فإذا اعتل عين الفعل – منه قولهم – قل -، كان الأصل فيه «أقول»، فاعتلت "الواو"، وهو عين الفعل، فاستثقلوا تحريكها، ردوها في الخلقة إلى «قول»، ثم حذفوا "الواو" لاجتماع الساكنين، فإذا ثنوا أو جمعوا ردوا "الواو"، لأن "اللام" قد تحركت بالضمة). [المحلى: 270 - 272]
12- "الواو" التي في موضع "بل"
قال أبو بكر أحمد بن الحسن بن شقير النحوي البغدادي (ت: 317هـ): (و"الواو" التي في موضع "بل" قوله تبارك وتعالى: {وأرسلناه إلى مائة ألفٍ أو يزيدون}، معناه: "بل" يزيدون، ومثله: {ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة}، معناه: "بل" أشد قسوة، فلهذا ارتفع «أشد» وليس بنسق على «الحجارة».
وقد تضع العرب "أم" في موضع "بل" كقول الأخطل:
كذبتك عينك أم رأيت بواسطٍ ..... غلس الظلام من الرباب خيالا
معناه: "بل" رأيت.
ومنه قول الله تبارك وتعالى: {أم أنا خيرٌ من هذا الذي هو مهين}، "بل" أنا خيرٌ). [المحلى: 273]

13- "الواو" المعلولة
قال أبو بكر أحمد بن الحسن بن شقير النحوي البغدادي (ت: 317هـ): (و"الواو" المعلولة تقع في الأسماء والأفعال، فإذا وجدتا اسمًا أو فعلًا وفيها "واو" أو "ياء"، فلم يثبت إذا رددت الاسم والفعل إلى «فعلت»، فذلك الاسم والفعل المعتل، مثل: أقولُ "و" أعوذُ "و" أكيلُ، و: تقولُ "و" تعودُ "و" تكيلُ، هذه أفعال معتلة، والدليل على ذلك أنك إذا رددتها إلى «فعلت»، لم تثبت "الواو" و"الياء" للعلة التي أخبرتك، ألا ترى أنك إذا قلت «فعلت» من «تقول»، تقول: قلت، فينقص عن الأصل، لأن «فعلت» في الفعل الصحيح أربعة أحرف، و «قلت» ثلاثة أحرف.
والفعل الصحيح الذي لا يذهب عند «فعلت» منه شيء، ولا تنتقل حركته إلى حركة ولا سكون، بعضها إلى موضع بعض، مثل ما يتحرك في قولك: «تقول»، و"التاء" متحركة، و"القاف" متحركة، و"الواو" ساكنة، و «يقول»: يفعل، انتقل سكون "الواو" إلى "الفاء"، وتحركت "العين"، وهي في موضع "الواو" من «يقول»، ولو كان الفعل صحيحًا لم يتغير، كقولك: يضرب "و" شتم "و" يخرج "و" يدخل، فهذا فعل مضمر، لأنك إذا قلت: ضربتُ "و" شتمتُ، لم يتغير منه شيء، وهو قياسه). [المحلى: 274]


رد مع اقتباس