الموضوع: إذ ،إذما
عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 17 ذو الحجة 1438هـ/8-09-2017م, 01:55 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال أحمد بن عبد النور المالقي (ت: 702هـ):(باب "إذ"
اعلم أن "إذ" تكون حرفًا عند سيبويه رحمه الله في باب الشرط والجزاء بشرط اقتران "ما" بها، وكأن "ما" الملازمة لها عوض من إضافتها في أصلها، "إذ" أصلها أن تكون ظرفًا للماضي من الزمان مضافة أبدًا إلى الجملة، والتنوين [هو] المعوض منها، نحو: "جئت" "إذ" قام زيد و{يومئذٍ يصدر الناس أشتاتًا}.
وكان حقها أن تكون في كل موضعٍ حرفًا، "إذ" هي متوغلة في البناء، لا تخرج عنه أصلًا، وهذا شيء حقه في الحروف وهو أصل فيها، ولكن حُكم باسميتها لأنها في معنى "حين"، وتكون معمولة كسائر الظروف، فإذا صرنا إلى الشرط والجزاء قلنا: "إذما" تقم أقم، و"إذما" جئت فاضرب زيدًا، قال الشاعر:
إذا ما أتيت على الرسول فقل له ....حقًا عليك إذا اطمأن المجلسُ
فجزمنا بها متصلة بـ "ما" الأفعال المضارعة، وحكمنا على الماضية أنها في موضع جزم، وكان حكمها في ذلك حكم "إن" الشرطية، فقوي حكمها في الحرفية ببنائها المذكور وبكونها على حرفين، وبطلبها الفعل باختصاصها به وتأثيرها فيه، وهذه خاصية الحروف، فلذلك جعلها سيبويه في الحرفية كـ "إن" المتفق على حرفيتها، وغير سيبويه يجعلها ظرفًا على أصلها في غير باب الجزاء، ويضمنها معنى "إن" كما يفعل بـ "متى" و"أين" ونحوهما من الظروف في الجزاء.
والصحيح مذهب سيبويه لخواص الحرفية فيها ولم يقم دليل على القطع باسميتها كما دخل في غير باب الجزاء فاعلمه). [رصف المباني: 59 - 60]


رد مع اقتباس