الموضوع: إذن
عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 17 ذو الحجة 1438هـ/8-09-2017م, 02:33 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال عبد الله بن يوسف بن أحمد ابن هشام الأنصاري (ت: 761هـ): ("إذن"
"إذن" فيها مسائل:
الأولى في نوعها:
قال الجمهور: هي حرف، وقيل اسم، والأصل في: "إذن" أكرمك، إذا جئتني أكرمك، ثمّ حذفت الجملة، وعوض التّنوين عنها، وأضمرت "أن"، وعلى القول الأول فالصّحيح أنّها بسيطة لا مركبة من "إذ" و"أن وعلى البساطة فالصّحيح أنّها الناصبة لا "أن" مضمرة بعدها.

المسألة الثّانية في معناها:
قال سيبويه: معناها الجواب والجزاء، فقال الشلوبين في كل موضع، وقال أبو عليّ الفارسي في الأكثر، وقد تتمحض للجواب؛ بدليل أنه يقال لك أحبك، فتقول: "إذن" أظنك صادقا، "إذ" لا مجازاة هنا انتهى. والأكثر أن تكون جوابا "لإن" أو "لو" ظاهرتين أو مقدرتين. فالأول كقوله:
لئن عاد لي عبد العزيز بمثلها ... وأمكنني منها إذن لا أقيلها
وقول الحماسي:
لو كنت من مازن لم تستبح إبلي ... بنو اللقيطة من ذهل بن شيبانا
إذن لقام بنصري معشر خشن ... عند الحفيظة إن ذو لوثة لانا
فقوله "إذن" لقام بنصري بدل من لم تستبح، وبدل الجواب جواب، والثّاني نحو: أن يقال آتيك، فتقول: "إذن" أكرمك، أي: إن أتيتني "إذن" أكرمك، وقال الله تعالى:{ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض}.
قال الفراء: حيث جاءت بعدها "اللّام" فقبلها "لو" مقدرة إن لم تكن ظاهرة.

المسألة الثّالثة في لفظها عند الوقف عليها:
والصّحيح أن "نونها" تبدل "ألفا" تشبيها لها بتنوين المنصوب: وقيل يوقف "بالنّون" لأنّها "كنون" "لن" و"أن" روي عن المازني والمبرد. وينبني على الخلاف في الوقف عليها خلاف في كتابتها، فالجمهور يكتبونها "بالألف"، وكذا رسمت في المصاحف، والمازني والمبرد "بالنّون"، وعن الفراء إن عملت كتبت "بالألف"، وإلّا كتبت "بالنّون"؛ للفرق بينها وبين "إذا"، وتبعه ابن خروف.

المسألة الرّابعة في عملها:
وهو نصب المضارع بشرط تصديرها، واستقبالهن واتصالهما، أو انفصالها بالقسم، أو "بلا" النافية، يقال آتيك، فتقول: "إذن" أكرمك، ولو قلت أنا "إذن"، قلت أكرمك بالرّفع لفوات التصدير، فأما قوله:
لا تتركني فيهم شطيرا ...
إنّي إذن أهلك أو أطيرا
فمؤول على حذف خبر "إن"، أي: "إنّي" لا أقدر على ذلك، ثمّ استأنف ما بعده، ولو قلت "إذن" يا عبد الله، قلت أكرمك بالرّفع؛ للفصل بغير ما ذكرنا، وأجاز ابن عصفور الفصل بالظرف، وابن بابشاذ الفصل بالنداء وبالدعاء، والكسائيّ وهشام الفصل بمعمول الفعل، والأرجح "حينئذٍ" عند الكسائي النصب، وعند هشام الرّفع، ولو قيل لك أحبك فقلت "إذن" أظنك صادقا رفعت لأنّه حال.
تنبيه
قال جماعة من النّحويين: إذا وقعت "إذن" بعد "الواو" أو "الفاء" جاز فيها الوجهان، نحو:{وإذا لا يلبثون خلافك إلّا قليلا}،{فإذا لا يؤتون النّاس نقيرا}، وقرئ شاذا بالنّصب فيهما، والتّحقيق أنه إذا قيل "إن" تزرني أزرك، و"إذن" أحسن إليك، فإن قدرت العطف على الجواب جزمت، وبطل عمل "إذن" لوقوعها حشوًا، أو على الجملتين جميعًا جاز الرّفع والنّصب لتقدم العاطف، وقيل يتعيّن النصب لأن ما بعدها مستأنف، أو لأن المعطوف على الأول أول، ومثل ذلك زيد يقوم، و"إذن" أحسن إليه إن عطفت على الفعلية رفعت، أو على الاسمية فالمذهبان). [مغني اللبيب: 1 / 109 - 124]


رد مع اقتباس