الموضوع: لعلّ
عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 23 ذو الحجة 1438هـ/14-09-2017م, 10:19 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال جمال الدين محمد بن علي الموزعي المعروف بابن نور الدين (ت: 825هـ): ((فصل) "لعلَّ":
حرف ينصب الاسم ويرفع الخبر، وقال بعض أصحاب الفراء: قد ينصبهما، وزعم يونس أن ذلك لغة لبعض العرب، وحكى: "لعل" أباك منطلقًا وعُقيلٌ يخفضون بها.
وفيها لغات: "لعلَّ" و"علَّ" و"لعنَّ" و"عنَّ" و"لأنَّ" و"أنَّ".
وتتصل بها "ما" فيبقى معناها ويزول اختصاصها فيبطل عملها وبعضهم أعملها "كليت"، ولها أربعة معان:
أحدها: التوقع والترجي في المحبوب والمكروه نحو قولك: "لعل" الحبيب مواصل، و"لعل" الرقيب حاصل، وورودها في القرآن ترج للعباد، كقوله تعالى: {لعلكم تفلحون}، {لعله يتذكر أو يخشى}.
إذهبا على طمعكما ورجائكما أن يتذكر أو يخشى، وتختص بالأمر الممكن بخلاف "ليت" فأكثر ما تتعلق بالمستحيل كقولك: "ليت" الشباب يعود، وقول فرعون: {لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات}، إنما قاله جهلًا أو مخرقة وإفكًا.
ثانيها: ذكره النحويون وهو التمني "كليت"، تقول: "لعلي" أحج فأزورك، بالنصب إذا كنت مستبعدًا لحصول الموجود، حملوا عليه قراءة عاصم: {لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى}، بالنصب.
ثالثها: التعليل، بمعنى "كي"، أثبته جماعة منهم الأخفش، والكسائي، كقولك: زرني "لعلي" أنفعك، معناه: "كي" أنفعك، ويدل عليه قول الشاعر:
وقلتم لنا كُفوا الحروب لعلنا .... نكف ووثقتم لنا كل موثق
فلما كفنا الحرب كانت عهودكم .... كلمح سرابٍ في الملا متألق
أي: كفوا لنكف، وحملوا عليه قوله تعالى: {فقولا له قولًا لينًا لعله يتذكر أو يخشى}، ومنه قوله تعالى: {وتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون}.
رابعها: الاستفهام، أثبته الكوفيون، كقولك للرجل: "لعلك" تشتمني، تريد: هل تشتمني، فيقول: لا أو نعم، ولهذا علق بها الفعل في قوله تعالى: {لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا}، وقوله تعالى: {وما يدريك لعله يزكى} ).
[مصابيح المغاني: 395 - 396]


رد مع اقتباس