الموضوع: لَمَّا
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 24 ذو الحجة 1438هـ/15-09-2017م, 12:13 AM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي




باب: مواضع "لمَّا"

قال أبو الحسن علي بن محمد الهروي النحوي (ت: 415هـ): (باب: مواضع "لمَّا"
اعلم أن لها ثلاثة مواضع:
تكون: بمعنى "لم" وبمعنى "إلا" وبمعنى "حين".
فأما وقوعها بمعنى "لم"، فقولك: «
"لما" يأتك زيدٌ»، تريد: "لم" يأتك، قال الله تعالى: {ولما يأتهم تأويله}، {ولما يدخل الإيمان في قلوبكم}، {بل لما يذوقوا عذاب}، معناه: "لم" يأتهم، و"لم" يدخل، و"لم" يذوقوا، وقال الأعشى:
فقمنا ولما يصح ديكنا ..... إلى جونةٍ عند حدادها
أراد: "لم" يصح، و«الحداد»: الخمار، وإنما سمي حدادًا لمنعه عن الخمر إلا بثمنها، والعرب تسمي كل مانعٍ حدادًا، وتسمي البواب حدادًا لأنه يمنع الناس من الدخول.
وأما وقوعها بمعنى "إلا"، فقولك: «ما أتاني من القوم
"لما" زيدٌ» تريد: "إلا" زيدٌ، قال الله تعالى: {إن كل نفسٍ لما عليها حافظ}، يريد: "إلا" عليها حافظ.
وقال الشماخ:
منه ولدت ولم يؤشب به نسبي ..... لما كما عصب العلباء بالعود
أراد: "إلا" كما عصب.
وتقول العرب في اليمين: «بالله
"لما" قمت عنا، و"إلا" قمت عنا».
و
"لما" بمعنى "إلا" لا تستعمل إلا في هذين الموضعين: أعني في القسم، وبعد حرف الجحد.
أما وقوعها بمعنى "حين"، فقولك: «كلمت زيدًا
"لما" كلمني» تريد: "حين" كلمني، جعلت "لما" ظرفًا، ولا يليها إلا الفعل الماضي، قال الله تعالى: {فلما آسفونا انتقمنا منهم}، وقال: {إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم}، يريد: "حين" آسفونا و"حين" آمنوا، ومثله: {لما رأوا بأسنا}، {ولما جاءت رسلنا}، {ولما جاء أمرنا}، وكذلك قوله: {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا}، فمن قرأ بفتح "اللام" وتشديد "الميم" أراد: "حين" صبروا، ومن قرأ بكسر "اللام" وتخفيف "الميم" فالمعنى: لصبرهم، و"من أجل" صبرهم، كما تقول: «أنا أكرمك لفلانٍ»، أي: "من أجله"). [الأزهية: 197 - 199]


رد مع اقتباس