عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 3 جمادى الأولى 1435هـ/4-03-2014م, 04:33 PM
أروى المطيري أروى المطيري غير متواجد حالياً
فريق تنسيق النصوص
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 405
افتراضي


رقية الكافر للمسلم

رقية اليهودية لعائشة رضي الله عنها
قالَ مَالِكُ بنُ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ الأَصْبَحِيُّ (ت:179هـ): (عَن يَحْيَى بنِ سَعِيدٍ عَن عَمْرَةَ بنتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ وَهِيَ تَشْتَكِي وَيَهُودِيَّةٌ تَرْقِيهَا؛ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: ارْقِيهَا بكِتَابِ اللهِ). [الموطأ: ]
- قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (رواه مالك وابن أبي شيبة وابن جرير والبيهقي كلهم من طرق عن يحيى بن سعيد عن عمرة به
ورواه ابن حبان من طريق أبي أحمد الزبيري عن سفيان الثوري عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها وامرأة تعالجها أو ترقيها فقال: ((عالجيها بكتاب الله)) ).
والأظهر أنهما خبران).
قالَ أَحْمَدُ بنُ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ البَيهَقِيُّ (ت:458هـ): (أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بنُ أَبي عَمْرٍو ثَنَا أَبُو العَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنبَأ الرَّبيعُ قَالَ: سَأَلْتُ الشَّافِعِيَّ عَنِ الرُّقْيَةِ؛ فَقَالَ: لا بَأْسَ أَنْ يَرْقِيَ الرَّجُلُ بكِتَابِ اللهِ وَمَا يُعْرَفُ مِن ذِكْرِ اللهِ.
فَقُلْتُ: أَيَرْقِي أَهْلُ الكِتَابِ المسْلِمينَ؛ فَقَالَ: نَعَمْ إِذَا رَقَوا بمَا يُعْرَفُ مِن كِتَابِ اللهِ وَذِكْرِ اللهِ.
فَقُلْتُ: وَمَا الحُجَّةُ فِي ذَلِكَ.
فَقَالَ: غَيْرُ حُجَّةٍ، وَأَمَّا رِوَايةُ صَاحِبنَا وَصَاحِبكَ فَإِنَّ مَالِكًا أَخْبَرَنا عَن يَحْيَى بنِ سَعِيدٍ عَن عَمْرَةَ بنتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ وَهِيَ تَشْتَكِي وَيَهُودِيَّةٌ تَرْقِيهَا، قَالَ: ارْقِيهَا بكِتَاب اللهِ). [السنن الكبرى:9/347]
- قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (وتتمة الحديث بين الشافعي والربيع ما ذكر في الأم (7/228) قال الربيع: فَقُلْت لِلشَّافِعِيِّ فَإِنَّا نَكْرَهُ رُقْيَةَ أَهْلِ الكِتَابِ.
فقال: وَلِمَ وَأَنْتُمْ تَرْوُونَ هذا عن أبي بَكْرٍ وَلا أَعْلَمُكُمْ تَرْوُونَ عن غَيْرِهِ من أَصْحَابِ النبي صلى اللهُ عليه وسلم خِلافَهُ؟ وقد أَحَلَّ اللهُ جَلَّ ذِكْرُهُ طَعَامَ أَهْلِ الكِتَابِ وَنِسَاءَهُمْ وَأَحْسِبُ الرُّقْيَةَ إذَا رَقَوْا بِكِتَابِ اللهِ مِثْلَ هذا أو أَخَفَّ).
قَالَ يوسفُ بنُ عبدِ اللهِ ابنُ عبدِ البَرِّ النَّمَرِيُّ (ت: 463هـ): (كَانَ مَالِكٌ يَكْرَهُ رُقْيَةَ أَهْلِ الكِتَابِ، وَذَلِكَ وَاللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَعْلَمُ بأَنَّهُ لا يَدْرِي أَيَرْقُونَ بكِتَابِ اللهِ تَعَالَى أَوْ بمَا يُضَاهِي السِّحْرَ مِنَ الرُّقَى المكْرُوهَةِ). [الاستذكار: ]
قالَ أَحْمَدُ بنُ علِيٍّ ابنُ حَجَرٍ العَسْقَلانِيُّ (ت:852هـ):(وَقَالَ المَازِرِيُّ: اخْتُلِفَ فِي اسْتِرْقَاءِ أَهْلِ الكِتَابِ فَأَجَازَهَا قَوْمٌ وَكَرِهَهَا مَالِكٌ لِئَلاَّ يَكُونَ مِمَّا بَدَّلُوهُ.
وَأَجَابَ مَنْ أَجَازَ بِأَنَّ مِثْلَ هَذَا يَبْعُد أَنْ يَقُولُوهُ، وَهُوَ كَالطِّبِّ سَوَاءٌ كَانَ غَيْر الحَاذِق لا يُحْسِن أَنْ يَقُول، وَالحَاذِقُ يَأْنَفُ أَنْ يُبَدِّلَ حِرْصًا عَلَى اسْتِمْرَار وَصْفهِ بِالحِذْقِ لِتَرْوِيج صِنَاعَته.
وَالحَقُّ أَنَّهُ يَخْتَلِفُ بِاخْتِلافِ الأَشْخَاصِ وَالأَحْوَالِ). [فتح الباري:10/196]
قالَ مُحَمَّدٌ ناصِرُ الدِّينِ الأَلْبَانِيُّ (ت:1420هـ): (روى يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبد الرحمن أن أبا بكر الصديق دخل على عائشة وهي تشتكي ويهودية ترقيها؛ فقال أبو بكر: (ارقيها بكتاب الله). أخرجه مالك في الموطأ (3/121) وابن أبي شيبة (8/50/3663) والخرائطي في مكارم الأخلاق ( 2/977/1105 begin_of_the_skype_highlighting 2/977/1105 مجاني end_of_the_skype_highlighting ) والبيهقي (9/349) من طرق عنه.
قلت: وهذا إسناد رواته ثقات لكنه منقطع؛ فإن عمرة هذه لم تدرك أبا بكر رضي الله عنه؛ فإنها وُلِدَت بعد وفاته بثلاث عشرة سنة.
نعم في رواية للبيهقي من طريق محمد بن يوسف قال: ذكر سفيان عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل أبو بكر وعندها يهودية.. إلخ. كذا قال: (عن عائشة)، فوصله عنها، وأظن أنه من محمد بن يوسف، وهو الفريابي، وهو ثقة فاضل ملازم لسفيان -وهو الثوري -ومع ذلك فقد تكلم ابن عدي وغيره في بعض حديثه عنه؛ فأخشى أن يكون وصله لهذا الإسناد مما تكلموا فيه؛ فيكون شاذا لمخالفته لتلك الطرق التي أرسلته، أو يكون الخطأ ممن دونه؛ فإنهم دونه في الرواية.
بعد هذا البيان والتحقيق لا أرى من الصواب قول ابن عبد البر في " التمهيد " ( 5 / 278 ) جازما بنسبته إلى الصديق: (وقد جاء عن أبي بكر الصديق كراهية الرقية بغير كتاب الله، وعلى ذلك العلماء، وأباح لليهودية أن ترقي عائشة بكتاب الله!).
ثم إنه من غير المعقول أن يطلب الصديق من يهودية أن ترقي عائشة، كما لا يعقل أن يطلب منها الدعاء لها، والرقية من الدعاء بلا شك، فإن الله عز وجل يقول: {وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (50)} [غافر: 50].
و يزداد الأمر نكارة إذا لوحظ أن المقصود بـ " كتاب الله " القرآن الكريم، فإنها لا تؤمن به ولا بأدعيته. وإن كان المقصود التوراة، فذلك مما لا يصدر من الصديق، لأنه يعلم يقينا أن اليهود قد حرفوا فيه، وغيروا وبدلوا). [السلسلة الصحيحة: 6/1161]
- قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (الرقية لا تقتصر على الدعاء، فإنه يكون فيها دعاء وغيره من الكلام المعروف تأثيره على الروح والبدن والحيوان، وإذا كانت كذلك وقد أجاز النبي صلى الله عليه وسلم بعض رقى العرب فلا مانع من رقية الكافر للمسلم إذا كان يرقي برقية لا شرك فيها ولا شبهة شرك وكان ممن يؤتمن.
وأما إعلاله الخبر بهذه العلة فغريب؛ فإن عمرة معروفة بالأخذ عن عائشة وقد حكت عنها هذه القصة فهي محمولة على سماعها لها منها ولا مخالف لها في ذلك، ولا يصار إلى الإعلال بهذه العلة عند عدم وجود مخالف ثقة حتى يرجح بين الروايتين.
وقد احتج بها الشافعي وحملها مالك على الاتصال، وإن كان قَدِ اختلف قوله في رقية الكافر للمسلم؛ فليس منزعه عدم ثبوت الخبر وإنما أراد بذلك سد الذريعة المفضية إلى ما لا يجوز من تلك الرقى فإن توسع الناس في ذلك مظنة لأن يرقيهم من يكون في رقاه شرك، أما إذا تحقق من سلامة تلك الرقى بأن عرضت على عالم فلم ير فيها بأسًا فالصحيح جوازها.
وأما قول أبي بكر: (ارقيها بكتاب الله) فمعناه بما أذن الله به، كما في الحديث الصحيح: (ما بال أقوام يشترطون شروطًا ليست في كتاب الله) وكلام أبي بكر موافق لسنة النبي صلى الله عليه وسلم أي: ارقيها بما يجوز في حكم الله، وإن كان الخطاب للراقية فهو كذلك خطاب لعائشة لتمنعها من رقيتها بما لا يجوز، وقد كانت عالمة فقيهة، فليس في الخبر ما يشكل ولله الحمد.
ثم وجدت هذا التفسير لابن حبان –رحمه الله – قال: (قوله صلى الله عليه وسلم: ( عالجيها بكتاب الله ) أراد: عالجيها بما يبيحه كتاب الله لأن القوم كانوا يرقون في الجاهلية بأشياء فيها شرك فزجرهم بهذه اللفظة عن الرقى إلا بما يبيحه كتاب الله دون ما يكون شركًا).

رقية اليهودي لزينب امرأة ابن مسعود
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبانيُّ (ت: 241هـ): (حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ الجَزَّارِ عَنِ ابْنِ أَخِي زَيْنَبَ عَنْ زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللهِ قَالَتْ: كَانَ عَبْدُ اللهِ إِذَا جَاءَ مِنْ حَاجَةٍ فَانْتَهَى إِلَى البَابِ تَنَحْنَحَ وَبَزَقَ كَرَاهِيَةَ أَنْ يَهْجُمَ مِنَّا عَلَى شَيْءٍ يَكْرَهُهُ.
قَالَتْ: وَإِنَّهُ جَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ فَتَنَحْنَحَ، قَالَتْ: وَعِنْدِي عَجُوزٌ تَرْقِينِي مِنَ الحُمْرَةِ؛ فَأَدْخَلْتُهَا تَحْتَ السَّرِيرِ فَدَخَلَ فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِي فَرَأَى فِي عُنُقِي خَيْطًا، قَالَ: مَا هَذَا الخَيْطُ؟
قَالَتْ قُلْتُ: خَيْطٌ رُقِيَ لِي فِيهِ.
قَالَتْ: فَأَخَذَهُ فَقَطَعَهُ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ آلَ عَبْدِ اللهِ لأَغْنِيَاءُ عَنِ الشِّرْكِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((إِنَّ الرُّقَى وَالتَّمَائِمَ وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ)).
قَالَتْ فَقُلْتُ لَهُ: لِمَ تَقُولُ هَذَا وَقَدْ كَانَتْ عَيْنِي تَقْذِفُ؛ فَكُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَى فُلانٍ اليَهُودِيِّ يَرْقِيهَا وَكَانَ إِذَا رَقَاهَا سَكَنَتْ؟
قَالَ: إِنَّمَا ذَلِكِ عَمَلُ الشَّيْطَانِ، كَانَ يَنْخَسُهَا بِيَدِهِ فَإِذَا رَقَيْتِهَا كَفَّ عَنْهَا، إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكِ أَنْ تَقُولِي كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَذْهِبْ البَاسَ رَبَّ النَّاسِ اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي لا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا)) ). [مسند الإمام أحمد: ]
- قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه وأبو يعلى وابن حبان والبيهقي والبغوي كلهم من طريق الأعمش عن عمرو بن مرة عن يحيى بن الجزار عن ابن أخي زينب به، على اختلاف يسير في حكاية القصة وبعضهم يختصرها، وله طرق أخرى سبق ذكرها).


رد مع اقتباس