الموضوع: بلى
عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 19 ذو الحجة 1438هـ/10-09-2017م, 10:58 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال عبد الله بن يوسف بن أحمد ابن هشام الأنصاري (ت: 761هـ): ("بلى"
"بلى": حرف جواب أصلّي "الألف"، وقال جماعة الأصل "بل" و"الألف" زائدة.
وبعض هؤلاء يقول إنّها للتأنيث بدليل إمالتها، وتختص بالنّفي وتفيد إبطاله سواء كان مجردا، نحو: {زعم الّذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي}، أم مقرونا بالاستفهام حقيقيًّا كان، نحو: أليس زيد بقائم فتقول "بلى"، أو توبيخيا، نحو: {أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى}،{أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه بلى}.
أو تقريريا، نحو:{ألم يأتكم نذير قالوا بلى}،{ألست بربكم قالوا بلى} أجروا النّفي مع التّقرير مجرى النّفي المجرّد في رده بـ"بلى"،
ولذلك قال ابن عبّاس وغيره: لو قالوا "نعم" لكفروا.
ووجهه أن "نعم" تصديق للمخبر بنفي أو إيجاب، ولذلك قال جماعة من الفقهاء: لو قال أليس لي عليك "ألف"؟ فقال "بلى" لزمته، ولو قال "نعم" لم تلزمه.
وقال آخرون تلزمه فيهما، وجروا في ذلك على مقتضى العرف لا اللّغة، ونازع السّهيلي وغيره في المحكي عن ابن عبّاس وغيره في الآية مستمسكين بأن الاستفهام التقريري خبر موجب، ولذلك امتنع سيبويه من جعل أم متّصلة في قوله تعالى: {أفلا تبصرون أم أنا خير}؛ لأنّها لا تقع بعد الإيجاب، وإذا ثبت أنه إيجاب "فنعم" بعد الإيجاب تصديق له انتهى.
ويشكل عليهم أن "بلى" لا يجاب بها الإيجاب، وذلك متّفق عليه.
ولكن وقع في كتب الحديث ما يقتضي أنّها يجاب بها الاستفهام المجرّد، ففي صحيح البخاريّ في كتاب الإيمان أنه عليه الصّلاة والسّلام قال لأصحابه: «أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنّة قالوا "بلى"».
وفي صحيح مسلم في كتاب الهبة أيسرّك أن يكونوا لك في البر سواء؟ قال" "بلى"، قال فلا إذن.
وفيه أيضا أنه قال: أنت الّذي لقيتني بمكّة؟ فقال له المجيب: "بلى".
وليس لهؤلاء أن يحتجوا بذلك لأنّه قليل فلا يتخرّج عليه التّنزيل.
واعلم أن تسمية الاستفهام في الآية تقريرا عبارة جماعة، ومرادهم أنه تقرير بما بعد النّفي كما مر في صدر الكتاب، وفي الموضع بحث أوسع من هذا في باب "النّون").[مغني اللبيب: 2 / 191 - 198]


رد مع اقتباس