الموضوع: جير
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 20 ذو الحجة 1438هـ/11-09-2017م, 03:18 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال أحمد بن عبد النور المالقي (ت: 702هـ): (باب "جَيْرِ"
اعلم أن "جَيْرِ" جعلها أبو موسى الجزولي من المتأخرين حرفًا، وجعلها في باب الحروف الواقعة جوابًا في كراسةٍ وجعلها بمعنى "نعم"، وذكر غيره أنها بمعنى "حقًا" من غير تعرضٍ لاسميتها ولا حرفيتها، وليست عندي جوابًا، وإنما هي اسمٌ بمعنى "حقًا" مضمنة معنى القسم، إذ هي عوض منه وفيها معنى التوكيد، فتقول: "جير" لأفعلن كما تقول: حقًا لأفعلن فهي كـ «عوض» في قولهم: «عوضُ لأضربنك» وهي من أسماء الدهر نزلت منزلة المقسم به فبينت على حركة لالتقاء الساكنين: "الراء" و"الياء"، وكانت الحركة كسرة على أصل التقاء الساكنين.
والدليلُ على أنها اسمٌ شيئان:
أحدهما: أن معناها "حقًا"، وما حل من الألفاظ المشكلة في الحرفية والاسمية محل الاسم حكم عليه بالاسمية، إلا إن قام دليلٌ على حرفيته "ككاف" التشبيه التي معناها «مثل» [نحو] قول الشاعر:
لم يفعلوا فعل آل حنظلة ..... إنهم جير بئس ما ائتمروا
والثاني: أنها قد نونت في الشعر مراعاةً لأصلها من الاسمية، قال الشاعر:
وقائلةٍ: أسيت فقلتُ: جيرٍ ..... أسي إنني من ذاك إنه
فهذا التنوين وإن كان تنوين ضرورة لا يكون إلا في الأسماء التي أصلها التمكن كتنوين المنادى العلم في قول الشاعر:
.... .... .... .... ..... يا عديا لقد وقتك الأواقي
وقول الآخر:
سلام الله يا مطرُ عليها .... .... .... .... ....
وكتنوين ما لا ينصرف منها، نحو قول الشاعر:
قواطنا مكةَ من ورق الحمى
ولا يكون تنوين الضرورة في فعلٍ ولا حرفٍ ولا في متوغلٍ في البناء كالضمير، إلا في القوافي للترنم، وليس من باب الضرورة، فصح بهذا أن "جير" اسمٌ متمكنٌ في الأصل، إلا أنه قل استعماله إلا في القسم كما ذكر، فلا مدخل له في الحروف، وإنما ذكرته لاستشكاله ولعدم تبين النحويين له، فاعرفه، والله الموفق).[رصف المباني: 176 - 178]


رد مع اقتباس