الموضوع: السلام
عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 25 شعبان 1438هـ/21-05-2017م, 12:17 PM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي




قال أبو سليمان حَمْدُ بن محمد بن إبراهيم الخطابي (ت: 388هـ): (6- السلام: معناه ذو السلام، والنسبة في كلامهم على ثلاثة أجوه:
أحدها بالياء: كقولك: أسدي وبكري.
والثاني: على الجمع: كقولهم: المهالبة، والمسامعة، والأزارقة.
والوجه الثالث: بذي، وذات؛ كقولهم: رجل مال، أي: ذو مال، وكبش صاف، أي: ذو صوف، وامرأة عاشق، أي: ذات عشق. وناقة ضامر، أي: ذات ضمر.
فالسلام في صفة الله سبحانه هو الذي سلم من كل عيب وبريء من كل آفة ونقص يلحق المخلوقين.
وقيل: هو الذي سلم الخلق من ظلمه، وذهب بعض أهل اللغة: إلى أن السلام الذي هو التحية، معناه: السلامة. يقال: سلم الرجل سلامًا وسلامة. كما قيل: رضع الصبي رضاعا ورضاعة. قال: ومن هذا قول الله سبحانه: {والله يدعو إلى دار السلام} [يونس: 25] أي: إلى الجنة. لأن الصائر إليها يسلم من الموت، والأوصاب، والأحزان. وعلى هذا: تؤول قوله
تعالى: {وأما إن كان من أصحاب اليمين. فسلام لك من أصحاب اليمين} [الواقعة: 91]. أي: نخبرك عنهم بسلامة. وإلى نحو من هذا أشار سفيان بن عيينة في قوله عز وجل: {وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا} [مريم: 15].. أخبرني أحمد بن إبراهيم بن مالك قال: حدثنا موسى بن إسحق الأنصاري، عن صدقة بن الفضل، قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: أوحش ما تكون الخلق في ثلاثة مواطن: يوم يولد، فيرى نفسه خارجًا مما كان فيه. ويوم يموت فيرى قومًا لم يكن عاينهم، ويوم يبعث، فيرى نفسه في محشر عظيم. قال: فأكرم الله فيها يحيى، فخصه بالسلام. فقال: {وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا} [مريم: 15]. كأنه أشار إلى أن الله جل وعز سلم يحيى من شر هذه المواطن الثلاثة، وأنه من خوفها.
فعلى هذا إذا سلم المسلم على المسلم، فقال: السلام عليكم. فكأنه يعلمه بالسلامة من ناحيته، ويؤمنه من شره وغائلته، كأنه يقول له: أنا سلم لك، غير حرب، وولي غير عدو، والعرب تقول في التحية سلم، بمعنى السلام. وأنشد الفراء:
وقفنا فقلنا إيه سلما فسلمت.......كما انكل بالبرق الغمام اللوائح

ودليل هذا القول:
حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه». وذهب آخرون إلى أن السلام الذي هو التحية إنما هو اسم من أسماء الله جل وعز فإذا قال المؤمن لأخيه «السلام عليكم» فإنما يعوذه بالله، ويبرك عليه باسمه. ودليل صحة هذا التأويل.
حديث أبي هريرة: أخبرنا محمد بن هاشم قال: أخبرنا الدبري عن عبد الرزاق قال: حدثنا بشر بن رافع عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن السلام اسم من أسماء الله، فأفشوه بينكم»). [شأن الدعاء: 41-44]


رد مع اقتباس