عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 6 جمادى الأولى 1434هـ/17-03-2013م, 09:54 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: (الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (97) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {الأعراب أشدّ كفراً ونفاقاً...}
نزلت في طائفة من أعراب أسد وغطفان وحاضري المدينة. و{أجدر} كقولك: أحرى، وأخلق.
{وأجدر ألاّ يعلموا} موضع {أن} نصب. وكل موضع دخلت فيه {أن} والكلام الذي قبلها مكتفٍ بما خفضه أو رفعه أو نصبه فـ {أن} في موضع نصب؛ كقولك: أتيتك أنّك محسن، وقمت أنك مسيء، وثبتّ عنك أنك صديق وصاحب. وقد تبين لك أن {أن} في موضع نصب؛ لأنك تضع في موضع {أن} المصدر فيكون نصبا؛ ألا ترى أنك تقول: أتيتك إحسانك، فدلّ الإحسان بنصبه على نصب أن. وكذلك والآخران.
وأما قوله: {وأجدر ألاّ يعلموا} فإن وضعك المصدر في موضع {أن} قبيح؛ لأن أخلق وأجدر يطلبن الاستقبال من الأفاعيل فكانت بـ {أن} تبين المستقبل، وإذا وضعت مكان {أن} مصدرا لم يتبّين استقباله، فذلك قبح. و{أن} في موضع نصب على كل حال؛ ألا ترى أنك تقول: أظن أنك قائم فتقضى على {أن} بالنصب، ولا يصلح أن تقول: أظن قيامك، فأظن نظير لخليق ولعسى (وجدير) وأجدر وما يتصرف منهن في {أن} ). [معاني القرآن: 1/449]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {الأعراب أشدّ كفرا ونفاقا وأجدر ألّا يعلموا حدود ما أنزل اللّه على رسوله واللّه عليم حكيم}
هؤلاء أعراب كانوا حول المدينة، فكفرهم أشدّ لأنهم أقسى وأجفى من أهل المدر، وهم أيضا أبعد من سماع التنزيل وإنذار الرسول.
وقوله: {وأجدر ألّا يعلموا حدود ما أنزل اللّه على رسوله}.
" أن " في موضع نصب، لأن الباء محذوفة من أن.
المعنى أجدر بترك العلم، تقول: أنت جدير أن تفعل كذا، وبأن تفعل كذا، كما تقول أنت خليق أن تفعل، أي هذا الفعل ميسّر فيك.
فإذا حذفت الباء، لم يصلح إلا بأن.
وإن أتيت بالباء صلح بأن وغيره، تقول أنت جدير أن تقوم وجدير بالقيام، فإذا قلت، أنت جدير القيام، كان خطأ، وإنما صلح مع أن لأن أن تدل على الاستقبال، فكأنّها عوض - من المحذوف). [معاني القرآن: 2/465]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {الأعراب أشد كفرا ونفاقا}
قال قتادة لأنهم أبعد عن معرفة السنن
وقال غيره لأنهم أجفى وأقسى وأبعد عن سماع التنزيل
ثم قال جل وعز: {وأجدر أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله}
أي وأخلق بترك ما أنزل الله على رسوله). [معاني القرآن: 3/244]

تفسير قوله تعالى: (وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (98) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ويتربّص بكم الدّوائر...}
يعني: الموت والقتل.
يقول الله تبارك وتعالى: {عليهم دائرة السّوء} وفتح السين من {السوء} هو وجه الكلام، وقراءة أكثر القرّاء. وقد رفع مجاهد السين في موضعين: هاهنا وفي
سورة الفتح، فمن قال: {دائرة السّوء} فإنه أراد المصدر من سؤته سوءا ومساءة ومسائية وسوائية، فهذه مصادر. ومن رفع السين جعله اسما؛ كقولك: عليه دائرة البلاء والعذاب. ولا يجوز ضم العين في قوله: {ما كان أبوك امرأ سوء} ولا في قوله: {وظننتم ظنّ السّوء} لأنه ضدّ لقولك: هذا رجل صدق، وثوب صدق. فليس للسوء ها هنا معنى في عذاب ولا بلاء، فيضم). [معاني القرآن: 1/449-450]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {ومن الأعراب من يتّخذ ما ينفق مغرماً ويتربّص بكم الدّوائر عليهم دائرة السّوء واللّه سميعٌ عليمٌ}
وقال: {عليهم دائرة السّوء} كما تقول: "هذا رجل السّوء" وقال الشاعر:
وكنت كذئب السّوء لمّا رأى دماً = بصاحبه يوماً أحار على الدّم
وقد قرئت (دائرة السّوء) وذا ضعيف لأنك إذا قلت "كانت عليهم دائرة السوء" كان أحسن من "رجل السوء" ألا ترى أنك تقول: "كانت عليهم دائرة الهزيمة" لأنّ الرجل لا يضاف إلى السّوء كما يضاف هذا لأن هذا يفسر به الخير والشر كما نقول: "سلكت طريق الشر" و"تركت طريق الخير"). [معاني القرآن: 2/30]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن {دائرة السوء}.
أبو عمرو كان يقرؤها {السوء} بالضم.
والفتح مصدر سؤته سوءًا مثل: سوعًا، وقال في المصدر: سؤته مساءة، مثل مساعة، ومسائية مثل مساعية، وسوائية.
وأما السوء فمثل قوله {بيضاء من غير سوء} ). [معاني القرآن لقطرب: 635]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {يتّخذ ما ينفق مغرماً} أي غرما وخسرانا.
{ويتربّص بكم الدّوائر} دوائر الزمان بالمكروه. ودوائر الزمان: صروفه التي تأتي مرّة بالخير ومرّة بالشر). [تفسير غريب القرآن: 191]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ومن الأعراب من يتّخذ ما ينفق مغرما ويتربّص بكم الدّوائر عليهم دائرة السّوء واللّه سميع عليم}
{ويتربّص بكم الدّوائر}.
أي الموت والقتل). [معاني القرآن: 2/465]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرما}
أي غرما وخسرانا
ثم قال جل وعز: {ويتربص بكم الدوائر}
الدوائر أي ما يدور به الزمان من المكروه وأصل الدوائر صروف الزمان مرة بالخير ومرة بالشر
ثم قال جل وعز: {عليهم دائرة السوء}
وتقرأ عليهم دائرة السوء
والسوء البلاء والمكروه والسوء الرداءة ويقال رجل سوء والرجل السوء). [معاني القرآن: 3/245]

تفسير قوله تعالى: (وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (99) )
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (نافع {ألا إنها قربة لهم} بتحريك الراء.
وقراءة القراء كلهم {قربة} بالإسكان، وهو مثل: الربع والربع، والسدس والسدس، يخفف ويثقل). [معاني القرآن لقطرب: 635]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وصلوات الرّسول}: دعاؤه.
[تفسير غريب القرآن: 191]
وكذلك قوله: {وصلّ عليهم} أي ادع لهم {إنّ صلاتك سكنٌ لهم} أي دعاؤك تثبيت لهم وطمأننينة). [تفسير غريب القرآن: 192]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الصلاة: الدعاء. قال الله تعالى: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ} [التوبة: 103].
أي: ادع لهم، إنّ ذلك مما يسكّنهم وتطمئن إليه قلوبهم.
وقال: {وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ} يعني: دعاءه.
وقال الأعشى يذكر الخمر والخمّار:

وقابلها الرِّيح فِي دَنِّهَا = وَصَلَّى عَلى دَنِّهَا وَارْتَسَمْ
أي: دعا لها بالسلامة من الفساد والتغيّر). [تأويل مشكل القرآن: 460]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ومن الأعراب من يؤمن باللّه واليوم الآخر ويتّخذ ما ينفق قربات عند اللّه وصلوات الرّسول ألا إنّها قربة لهم سيدخلهم اللّه في رحمته إنّ اللّه غفور رحيم}
{قربات عند اللّه}.
فيها ثلاثة أوجه قربات بضم الراء، وقربات بإسكانها وقربات بفتح الراء.
{وصلوات الرسول}.
وكذلك: {وصلّ عليهم}. معناه دعاء الرسول.
قال الأعشى:

تقول بنتي وقد قربت مرتحلا.=.. يا ربّ جنب أبي الأوصاب والوجعا
عليك مثل الذي صليت فاغتمضي.=.. عينا فإن لجنب الأرض مضطجعا
إن شئت قلت عليك مثل الذي، ومثل الذي، فمن قال:
" عليك مثل الذي صلّيت " فقد أمرها بالدعاء، كأنّه قال ادعي مثل الذي دعوت، ومن قال مثل فالمعنى عليك مثل هذا الدعاء.
أي ثبت عليك مثل هذا). [معاني القرآن: 2/465-466]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق قربات عند الله وصلوات الرسول}
فالصلاة ههنا الدعاء
قال الضحاك وصلوات الرسول يقول واستغفار الرسول
والصلاة تقع على ضروب
فالصلاة من الله جل وعز الرحمة والخير والبركة قال الله جل وعز: {هو الذي يصلي عليكم وملائكته}
والصلاة من الملائكة الدعاء
وكذلك هي من النبي صلى الله عليه وسلم كما قال سبحانه: {وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم}
أي دعاؤك تثبيت لهم وطمأنينة كما قال الشاعر:

تقول بنتي وقد قربت مرتحلا = يا رب جنب أبي الأوصاب والوجعا
عليك مثل الذي صليت فاغتمضي = نوما فإن لجنب المرء مضطجعا).
[معاني القرآن: 3/246-247]


رد مع اقتباس