الموضوع: إلى
عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 17 ذو الحجة 1438هـ/8-09-2017م, 06:45 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

"إلى"
قال أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي(ت:597هـ): (باب "إلى"
"إلى": حرف من حروف الخفض. وهي موضوعة في الأصل للانتهاء والغاية.
قال أبو زكريّا يحيى بن عليّ التبريزي: وهي للغاية في المكان وغير ذلك، تقول: سرت من البصرة "إلى" الكوفة، وانتظرته "إلى" آخر النّهار. فكأنّها مقابلة لمن، ومراسلة لها، لأن تلك للابتداء، و"إلى" للانتهاء، وإذا قلت: سرت من البصرة "إلى" الكوفة. فجائز أن تكون قد دخلتها، وأن تكون قد وصلت إليها ولم تدخلها. فمما جاء في التّنزيل دخل الحد في المحدود قوله تعالى: {وأيديكم إلى المرافق}. فالمرافق داخلة في الغسل الواجب. وممّا جاء ولم يدخل الحد في المحدود قوله: {ثمّ أتموا الصّيام إلى اللّيل}، فالليل غير داخل في وجوب الصّوم.


وذكر أهل التّفسير أن "إلى" في القرآن على ثلاثة أوجه: -
أحدها: ورودها على أصلها. ومنه قوله تعالى في البقرة: {ثمّ أتموا الصّيام إلى اللّيل}، وفي طه: {اذهب إلى فرعون}، ومثله: {وإلى عاد}، {وإلى ثمود}، {وإلى مدين}، وهو العام.
والثّاني: بمعنى "مع". ومنه قوله تعالى في الصّفّ: {من أنصاري إلى الله}، وفي سورة النّساء: {ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم}، وفي المائدة: {وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين}.
والثّالث: بمعنى "اللّام". ومنه قوله تعالى في الأنعام: {ليجمعنكم إلى يوم القيامة}، وقيل إنّه بمعنى "في". وألحق بعضهم وجها رابعا فقال: و " إلى" بمعنى: "الباء". ومنه قوله تعالى في البقرة: {وإذا خلوا إلى شياطينهم}، وفيها: {أحل لكم ليلة الصّيام الرّفث إلى نسائكم}، وألحقه قوم بالقسم الثّاني فقالوا: هو بمعنى " مع " وممّن قال ذلك النّضر بن شميل
). [نزهة الأعين النواظر: 102 - 104]


رد مع اقتباس