الموضوع: لَمَّا
عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 24 ذو الحجة 1438هـ/15-09-2017م, 12:21 AM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال علاء الدين بن عليّ بن بدر الدين الإربلي (ت: ق8هـ): (الباب الرابع: الحروف الرباعية، ولما كان بعضها حرفًا محضًا وبعضها مشتركًا بين الأسماء والحروف وبعضها بين الكلم الثلاث كان هذا الباب ثلاثة أنواع أيضًا). [جواهر الأدب: 190]

النوع الثاني: المشترك بين الأسماء والحروف وله حرف واحد فقط هو "لما"
قال علاء الدين بن عليّ بن بدر الدين الإربلي (ت: ق8هـ): (النوع الثاني: المشترك بين الأسماء والحروف وله حرف واحد فقط هو"لما" فالاسمية تكون ظرفًا بمعنى "الحين"، تقول: أكرمتك "لما" جئتني، أي: "حين" مجيئك، ومنه قوله:
لوما رأيت الشيب حل بياضه .... بمفرق رأسي قلت للشيب مرحبا
قال التبريزي: وهذه يقع الشيء بعدها لوقوع غيره، كقوله تعالى: {ولما أن جاء البشير ألقاه} فالإلقاء كان لمجيء البشير، و"إن" بعدها زائدة، وكذل الترحيب كان لحلول الشيب، والإكرام للمجيء، والحرفية تقع على ضربين:
أحدهما: بمعنى "ألا"، فيقع الفعل بعدها موقع الاسم المستثنى كثيرًا كوقوعه بعد "إلا" أيضًا قليلًا، ومنه قول ابن عباس رضي الله عنه: «بالأبواء والنصر "لما" جلستم» أي: ما أطلب منكم "إلا" الجلوس، وتقول: أقسمت عليك "لما" قلت كذا، وحكى سيبويه رحمه الله: نشدتك الله "لما" فعلت، أي: "ألا" فعلت، وكذلك هي في حديث عمر رضي الله عنه حيث كتب إليه كاتب لأبي موسى الأشعري من أبي موسى "بالواو"، وشق على عمر رضي الله عنه ذلك فكتب إليه: «عزمت عليك "لما" ضربت كاتبك سوطًا» بمعنى: "ألا".
وثانيهما: بمعنى "لم"، فتفيد قلب المضارع ماضيًا ونفيه، فقولك: "لم" يقم زيد، بمعنى: "ما" قام، والفرق بينها وبين "لم" أن "لم" لنفي فعل، و"لما" لنفي قد فعل، قال سيبويه: "لما" إنكار قد فعل وأن النفي "بلم" منقطع غير مستمر، و"بلما" عكسه، فيستغرق جميع المدة، فقولك: ندم زيد و"لم" ينفعه الندم، معناه: في أثناء ندمه، وندم إبليس و"لم" ينفعه الندم، أي: في جميع هذه المدة، وأن الفعل بعد "لم" لا يجوز حذفه إلا في الضرورة، كقوله:
احفظ وديعتك التي استودعتها ..... يوم الأعازب إن وصلت وإن لم
أرادوا إن "لم" تصل، ويجوز بعد "لما" مطردًا كما يحذف بعد "قد"، ومنه قوله: وكان "قد"). [جواهر الأدب: 210 - 211]


رد مع اقتباس