عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 12 جمادى الأولى 1435هـ/13-03-2014م, 06:18 PM
أروى المطيري أروى المطيري غير متواجد حالياً
فريق تنسيق النصوص
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 405
افتراضي

إنكار الفلاسفة دخول الجني في بدن الإنسي

قالَ أَبو الثَّناءِ مَحْمُودُ بنُ عبدِ اللهِ الآلُوسِيُّ (ت: 1270هـ): ({الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5)}[الناس: 5] قيلَ: أُريدَ قلوبُهم مَجازًا.
وقالَ بعضُهم: إنَّ الشيطانَ يَدْخُلُ الصدرَ الذي هو بمنزِلةِ الدِّهليزِ، فيُلقِي ما يُريدُ إلقاءَه إلى القلبِ ويُوَصِّلُه إليه، ولا مانِعَ عَقْلاً مِن دُخولِه في جَوفِ الإنسانِ، وقد وَرَدَ السمْعُ كما سَمِعْتَ فوَجَبَ قَبولُه والإيمانُ به، ومِن ذلك أنَّ الشيطانَ ليَجْرِي مِنِ ابنِ آدمَ مَجْرَى الدمِ، ومِن الناسِ مَن حَمَلَه على التمثيلِ وقالَ في الآيةِ: إنها لا تَقْتَضِي الدخولَ كما يُنادِي عليه البيانُ الآتي.
وقالَ ابنُ سينا: (الوَسواسُ القُوَّةُ التي تُوقِعُ الوَسوسةَ وهي القوَّةُ المُتَخَيَّلَةُ بحَسَبِ صَيْرُورتِها مُستعمَلَةً للنفْسِ الحيوانيَّةِ، ثم إنَّ حَرَكَتَها تكونُ بالعكسِ، فإنَّ النفسَ وجهَتها إلى المبادئِ المفارِقَةِ، فالقوَّةُ المتخيَّلَةُ إذا أَخَذَتْها إلى الاشتغالِ بالمادَّةِ وعلائقِها فتلك القوَّةُ تَخْنِسُ، أي: تَتَحَرَّكُ بالعكْسِ، وتَجْذِبُ النفسَ الإنسانيَّةَ إلى العكسِ فلذلك تُسَمَّى خَنَّاسًا، ونحوَه ما قيلَ: إنه القُوَّةُ الوَهميَّةُ، فهي تُساعِدُ العقلَ في المُقَدِّماتِ، فإذا آلَ الأمرُ إلى النتيجةِ خَنَسَتْ وأَخَذَتْ تُوَسْوِسُه وتُشَكِّكُه) ا.هـ.
ولا يَخْفَى أنَّ تفسيرَ كلامِ اللهِ تعالى بأمثالِ ذلك مِن شَرِّ الوَسواسِ الخَنَّاسِ، والقاضي ذَكَرَ الأخيرَ عن سبيلِ التنظيرِ لا على وجهِ التمثيلِ والتفسيرِ بناءً على حُسْنِ الظنِّ به). [روح المعاني: 29/287] (م)


رد مع اقتباس