عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 15 جمادى الأولى 1434هـ/26-03-2013م, 08:44 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (4) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن الزهري في قوله ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه قال بلغنا أن ذلك كان في شأن زيد ابن حارثة فضرب له مثلا يقول ليس ابن رجل آخر ابنك.
معمر وقال قتادة كان رجل لا يسمع شيئا إلا وعاه فقال الناس ما يعي هذا إلا أن له قلبين قال وكان يسمى ذا القلبين قال الله ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه.
قال معمر وقال الحسن كان الرجل يقول إن نفسا تأمرني بكذا ونفسا تأمرني بكذا فقال الله تعالى ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه). [تفسير عبد الرزاق: 2/111]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا عبد الله بن عبد الرّحمن، قال: أخبرنا صاعدٌ الحرّانيّ، قال: حدّثنا زهيرٌ، قال: أخبرنا قابوس بن أبي ظبيان، أنّ أباه، حدّثه قال: قلنا لابن عبّاسٍ: أرأيت قول الله عزّ وجلّ {ما جعل اللّه لرجلٍ من قلبين في جوفه} ما عنى بذلك؟ قال: قام نبيّ الله صلّى اللّه عليه وسلّم يومًا يصلّي فخطر خطرةً، فقال المنافقون الّذين يصلّون معه: ألا ترى أنّ له قلبين، قلبًا معكم وقلبًا معهم فأنزل اللّه {ما جعل اللّه لرجلٍ من قلبين في جوفه}.
حدّثنا عبد بن حميدٍ قال: حدّثني أحمد بن يونس، قال: حدّثنا زهيرٌ، نحوه.
هذا حديثٌ حسنٌ). [سنن الترمذي: 5/201]

قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا قتيبة بن سعيدٍ، قال: حدّثنا يعقوب، عن موسى بن عقبة، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، أنّه كان يقول: " ما كنّا ندعو زيد بن حارثة إلّا زيد بن محمّدٍ، حتّى نزلت في القرآن {ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله} [الأحزاب: 5]). [السنن الكبرى للنسائي: 10/215]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {ادعوهم لآبائهم}
- أخبرنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: أخبرني موسى بن عقبة، عن سالم بن عبد الله، حدّثه، عن عبد الله بن عمر، عن زيد بن حارثة، مولى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: " ما كنّا ندعوه إلّا زيد بن محمّدٍ حتّى نزلت {ادعوهم لآبائهم} [الأحزاب: 5]). [السنن الكبرى للنسائي: 10/216]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ما جعل اللّه لرجلٍ من قلبين في جوفه وما جعل أزواجكم اللاّئي تظاهرون منهنّ أمّهاتكم وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم واللّه يقول الحقّ وهو يهدي السّبيل}.
اختلف أهل التّأويل في المراد من قول اللّه {ما جعل اللّه لرجلٍ من قلبين في جوفه} فقال بعضهم: عنى بذلك تكذيب قومٍ من أهل النّفاق وصفوا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بأنّه ذو قلبين، فنفى اللّه ذلك عن نبيّه، وكذّبهم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا حفص بن بغيلٍ، قال: حدّثنا زهير بن معاوية، عن قابوس بن أبي ظبيان، أنّ أباه، حدّثه قال: قلنا لابن عبّاسٍ: أرأيت قول اللّه {ما جعل اللّه لرجلٍ من قلبين في جوفه} ما عنى بذلك؟ قال: قام رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يومًا فصلّى فخطر خطرةً، فقال المنافقون الّذين يصلّون معه: إنّ له قلبين، قلبًا معكم، وقلبًا معهم، فأنزل اللّه: {ما جعل اللّه لرجلٍ من قلبين في جوفه}.
وقال آخرون: بل عنى بذلك: رجلٌ من قريشٍ كان يدعى ذا القلبين من دهيه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {ما جعل اللّه لرجلٍ من قلبين في جوفه} قال: كان رجلٌ من قريشٍ يسمّى من دهيه ذا القلبين، فأنزل اللّه هذا في شأنه.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {ما جعل اللّه لرجلٍ من قلبين في جوفه} قال: إنّ رجلاً من بني فهرٍ، قال: إنّ في جوفي قلبين أعقل بكلّ واحدٍ منهما أفضل من عقل محمّدٍ، وكذب.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله {ما جعل اللّه لرجلٍ من قلبين في جوفه} قال قتادة: كان رجلٌ على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يسمّى ذا القلبين، فأنزل اللّه فيه ما تسمعون.
قال قتادة: وكان الحسن يقول: كان رجلٌ يقول: لي نفسٌ تأمرني، ونفسٌ تنهاني، فأنزل اللّه فيه ما تسمعون.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن خصيفٍ، عن عكرمة، قال: كان رجلٌ يسمّى ذا القلبين، فنزلت {ما جعل اللّه لرجلٍ من قلبين في جوفه}.
وقال آخرون: بل عنى بذلك زيد بن حارثة من أجل أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان تبنّاه فضرب اللّه له بذلك مثلاً.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن الزّهريّ، في قوله: {ما جعل اللّه لرجلٍ من قلبين في جوفه} قال: بلغنا أنّ ذلك كان في زيد بن حارثة ضرب له مثلاً يقول: ليس ابن رجلٍ آخر ابنك.
وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب قول من قال: ذلك تكذيبٌ من اللّه تعالى قول من قال لرجلٍ في جوفه قلبان يعقل بهما على النّحو الّذي روي عن ابن عبّاسٍ، وجائزٌ أن يكون ذلك تكذيبًا من اللّه لمن وصف رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بذلك، وأن يكون تكذيبًا لمن سمّى القرشيّ الّذي ذكر أنّه سمّي ذا القلبين من دهيه، وأيّ الأمرين كان فهو نفي من اللّه عن خلقه من الرّجال أن يكونوا بتلك الصّفة.
وقوله: {وما جعل أزواجكم اللاّئي تظاهرون منهنّ أمّهاتكم} يقول تعالى ذكره: ولم يجعل اللّه أيّها الرّجال نساءكم اللاّئي تقولون لهنّ: أنتنّ علينا كظهور أمّهاتنا أمّهاتكم، بل جعل ذلك من قبلكم كذبًا وألزمكم عقوبةً لكم، كفّارةً.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله {وما جعل أزواجكم اللاّئي تظاهرون منهنّ أمّهاتكم} أي ما جعلها أمّك فإذا ظاهر الرّجل من امرأته فإنّ اللّه لم يجعلها أمّه، ولكن جعل فيها الكفّارة.
وقوله: {وما جعل أدعياءكم أبناءكم} يقول: ولم يجعل اللّه من ادّعيت أنّه ابنك وهو ابن غيرك ابنك بدعواك.
وذكر أنّ ذلك نزل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من أجل تبنّيه زيد بن حارثة.
ذكر الرّواية بذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {أدعياءكم أبناءكم} قال: نزلت هذه الآية في زيد بن حارثة.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وما جعل أدعياءكم أبناءكم} قال: كان زيد بن حارثة حين منّ اللّه ورسوله عليه يقال له: زيد بن محمّدٍ، كان تبنّاه، فقال اللّه {ما كان محمّدٌ أبا أحدٍ من رجالكم} قال: وهو يذكر الأزواج والأخت، فأخبره أنّ الأزواج لم تكن بالأمّهات أمّهاتكم، ولا أدعياءكم أبناءكم.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وما جعل أدعياءكم أبناءكم} وما جعل دعيّك ابنك، يقول: إذا ادّعى رجلٌ رجلاً وليس بابنه {ذلكم قولكم بأفواهكم}.. الآية. وذكر لنا أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم كان يقول: من ادّعى إلى غير أبيه متعمّدًا حرّم اللّه عليه الجنّة.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن أبي زائدة، عن أشعث، عن عامرٍ، قال: ليس في الأدعياء زيدٌ.
وقوله {ذلكم قولكم بأفواهكم} يقول تعالى ذكره: هذا القول وهو قول الرّجل لامرأته: أنت عليّ كظهر أمّي، ودعاؤه من ليس بابنه أنّه ابنه إنّما هو قولكم بأفواهكم لا حقيقة له. لا يثبت بهذه الدّعوى نسب الّذي ادّعيت بنوّته، ولا تصير الزّوجة أمًّا بقول الرّجل لها: أنت عليّ كظهر أمّي {واللّه يقول الحقّ} يقول: واللّه هو الصّادق الّذي يقول الحقّ، وبقوله يثبت نسب من أثبت نسبه، وبه تكون المرأة للمولودٍ أمًّا إذا حكم بذلك.
{وهو يهدي السّبيل} يقول تعالى ذكره: واللّه يبيّن لعباده سبيل الحقّ، ويرشدهم لطريق الرّشاد). [جامع البيان: 19/6-11]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه قال: قال رجل من بني فهر إن في جوفي لقلبين أعقل بواحد منهما أفضل من عقل محمد صلى الله عليه وسلم وكذب). [تفسير مجاهد: 513]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله وما جعل أدعياءكم أبناءكم قال نزلت في زيد بن حارثة وكان النبي صلى الله عليه وسلم تبناه). [تفسير مجاهد: 513]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو سعيدٍ أحمد بن يعقوب الثّقفيّ، ثنا أبو شعيبٍ الحرّانيّ، ثنا أحمد بن عبد الملك بن واقدٍ، ثنا زهير بن معاوية، ثنا قابوس بن أبي ظبيان، أنّ أباه، حدّثه قال: قلت لابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قول اللّه عزّ وجلّ: {ما جعل اللّه لرجلٍ من قلبين في جوفه} [الأحزاب: 4] ما عنى بذلك؟ قال: " قام نبيّ اللّه صلّى الله عليه وسلّم فخطر خطرةً فقال المنافقون الّذين يصلّون معه ألا ترون له قلبان قلبٌ معهم وقلبٌ معكم؟ فأنزل اللّه عزّ وجلّ {ما جعل اللّه لرجلٍ من قلبين في جوفه} [الأحزاب: 4] «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/450]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (ت) ابن عباس - رضي الله عنهما -: في قوله تعالى: {ما جعل الله لرجلٍ من قلبين في جوفه} [الأحزاب: 4] قال أبو ظبيان: قلنا لابن عباسٍ: أرأيت قول الله تعالى {ما جعل اللّه لرجلٍ من قلبين في جوفه} ما عنى بذلك؟ قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً يصلّي، فخطر خطرة، فقال المنافقون الذي يصلون معه: ألا ترى أنّ له قلبين: قلباً معكم، وقلباً معهم؟ فأنزل الله تعالى: {ما جعل اللّه لرجلٍ من قلبين في جوفه} أخرجه الترمذي). [جامع الأصول: 2/305-306]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه وما جعل أزواجكم الائي تظاهرون منهن أمهاتكم وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.
أخرج أحمد والترمذي وحسنه، وابن جرير، وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه، وابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس قال: قام النّبيّ صلى الله عليه وسلم يوما يصلي فخطر خطرة فقال المنافقون الذين يصلون معه: ألا ترى ان له قلبين قلبا معكم، وقلبا معهم، فانزل الله {ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه} ابن عباس). [الدر المنثور: 11/713-714]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم من طريق خصيف عن سعيد بن جبير ومجاهد وعكرمة قالوا: كان رجل يدعى ذا القلبين فانزل الله {ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه} ). [الدر المنثور: 11/714]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن مردويه عن ابن عباس قال: كان رجل من قريش يسمى من دهائه ذا القلبين فأنزل الله هذا في شأنه). [الدر المنثور: 11/714]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن الحسن قال: كان رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمى ذا القلبين، كان يقول: لي نفس تأمرني ونفس تنهاني فأنزل الله فيه ما تسمعون). [الدر المنثور: 11/714]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي شيبه، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد قال: ان رجلا من بني فهر قال: ان في جوفي قلبين اعقل بكل واحد منهما أفضل من عقل محمد فنزلت). [الدر المنثور: 11/714-715]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي: انها نزلت في رجل من قريش من بني جمح يقال له: جميل بن معمر). [الدر المنثور: 11/715]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة فسها فيها فخطرت منه كلمة فسمعها المنافقون فأكثروا فقالوا: ان له قلبين، ألم تسمعوا إلى قوله وكلامه في الصلاة ان له قلبا معكم وقلبا مع أصحابه فنزلت {يا أيها النّبيّ اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين} إلى قوله {ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه} ). [الدر المنثور: 11/715]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير عن الزهري في قوله {ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه} قال: بلغنا ان ذلك كان في زيد بن حارثة ضرب له مثلا يقول: ليس ابن رجل آخر ابنك). [الدر المنثور: 11/715]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال: كان الرجل يقول لامرأته: أنت علي كظهر أمي، فقال الله {وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهن أمهاتكم} وكان يقال: زيد بن محمد، فقال الله {وما جعل أدعياءكم أبناءكم} ). [الدر المنثور: 11/715]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهن أمهاتكم} أي ما جعلها أمك واذا ظاهر الرجل من امرأته فان الله لم يجعلها أمه ولكن جعل فيها الكفارة {وما جعل أدعياءكم أبناءكم} يقول: ما جعل دعيك إبنك، يقول: ان ادعى رجل رجلا فليس بابنه، ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول من ادعى إلى غير أبيه متعمدا حرم الله عليه الجنة). [الدر المنثور: 11/716]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي شيبه، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وما جعل أدعياءكم أبناءكم} قال: نزلت في زيد بن حارثة رضي الله عنه). [الدر المنثور: 11/716]

تفسير قوله تعالى: (ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آَبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (5) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى ليس عليكم جناح فيما أخطأتم به قال قتادة لو دعوت رجلا لغير أبيه وأنت ترى أنه أبوه لم يكن عليك بأس وقال وسمع عمر بن الخطاب رجلا يقول اللهم اغفر لي خطاياي فقال استغفر الله للعمد فأما الخطأ فقد تجوز عنه قال وكان يقول ما أخاف عليكم الخطأ ولكني أخاف عليكم العمد وما أخاف عليكم العائلة ولكن أخاف عليكم التكاثر وما أخاف عليكم أن تزدروا أعمالكم ولكني أخاف عليكم أن تستكثروها). [تفسير عبد الرزاق: 2/111]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر وقال قتادة وكان يقال ثلاث لا يهلك عليهن ابن آدم الخطأ والنسيان وما أكرهوا عليه). [تفسير عبد الرزاق: 2/112]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب {ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند اللّه} [الأحزاب: 5]
- حدّثنا معلّى بن أسدٍ، حدّثنا عبد العزيز بن المختار، حدّثنا موسى بن عقبة، قال: حدّثني سالمٌ، عن عبد اللّه بن عمر رضي اللّه عنهما: «أنّ زيد بن حارثة، مولى رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم ما كنّا ندعوه إلّا زيد بن محمّدٍ حتّى نزل القرآن» ، {ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند اللّه} [الأحزاب: 5] ). [صحيح البخاري: 6/116]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله باب ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله أي أعدل وسيأتي تفسير القسط والفرق بين القاسط والمقسط في آخر الكتاب
- قوله إنّ زيد بن حارثة مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ما كنّا ندعوه إلّا زيد بن محمّدٍ حتّى نزل القرآن ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله في رواية القاسم بن معنٍ عن موسى بن عقبة في هذا الحديث ما كنّا ندعو زيد بن حارثة الكلبيّ مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلّا زيد بن محمّدٍ أخرجه الإسماعيليّ وفي حديث عائشة الآتي في النّكاح في قصّة سالمٍ مولى أبي حذيفة وكان من تبنّى رجلًا في الجاهليّة دعاه النّاس إليه وورث ميراثه حتّى نزلت هذه الآية وسيأتي مزيد الكلام على قصّة زيد بن حارثة في ذلك بعد قليل إن شاء الله تعالى). [فتح الباري: 8/517]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (باب: {ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله} (الأحزاب: 5) أعدل)
أي: هذا باب في قوله تعالى: {ادعوهم لآبائهم} ومعنى: أدعوهم انسبوهم لآبائهم الّذين ولدوهم.
- حدّثنا معلّى بن أسدٍ حدثنا عبد العزيز بن المختار حدّثنا موسى بن عقبة قال حدّثني سالمٌ عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنّ زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كنا ندعوه إلاّ زيد بن محمّدٍ حتّى نزل القرآن: {ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله} .
مطابقته للتّرجمة ظاهرة لأنّه يبين سبب نزول الآية المذكورة، ومعلى بلفظ إسم المفعول من التعلية بالمهملة، وعبد العزيز بن المختار الدّباغ البصريّ، وموسى بن عقبة بالقاف المدني مولى آل الزبير بن العوام.
والحديث أخرجه مسلم في الفضائل عن قتيبة وعن أحمد بن سعيد وأخرجه التّرمذيّ في التّفسير وفي المناقب عن قتيبة به. وأخرجه النّسائيّ أيضا في التّفسير عن قتيبة به
وعن الحسن بن محمّد، وسيأتي في حديث عليّ رضي الله عنه: كان من تبنى رجلا في الجاهليّة دعاه النّاس إليه وورث ميراثه حتّى نزلت هذه الآية). [عمدة القاري: 19/115-116]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب {ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله} [الأحزاب: 5]
هذا (باب) بالتنوين في قوله جل وعلا ({ادعوهم}) انسبوهم ({لآبائهم}) أي الذين ولدوهم ({هو أقسط عند الله}) [الأحزاب: 5] أي أعدل تعليل لسابقه وسقط هو أقسط عند الله لغير أبوي الوقت وذر وباب لغير أبي ذر.
- حدّثنا معلّى بن أسدٍ حدّثنا عبد العزيز بن المختار، حدّثنا موسى بن عقبة قال: حدّثني سالمٌ عن عبد اللّه بن عمر -رضي الله عنهما- أنّ زيد بن حارثة مولى رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-، ما كنّا ندعوه إلاّ زيد ابن محمّدٍ، حتّى نزل القرآن {ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند اللّه}.
وبه قال: (حدّثنا معلى بن أسد) بضم الميم وفتح العين المهملة واللام المشددة العمي أبو الهيثم البصري قال: (حدّثنا عبد العزيز بن المختار) الدباغ البصري مولى حفصة بنت سيرين قال: (حدّثنا موسى بن عقبة) الإمام في المغازي مولى آل الزبير بن العوّام (قال حدّثني) بالإفراد (سالم عن) أبيه (عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- أن زيد بن حارثة مولى رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم- ما كنا ندعوه إلا زيدًا بن محمد) لأنه -صلّى اللّه عليه وسلّم- كان تبناه قبل النبوّة (حتى نزل القرآن {ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله}) فأمر بردّ نسبهم إلى آبائهم في الحقيقة ونسخ ما كان في ابتداء الإسلام من جواز ادّعاء الأبناء الأجانب.
وهذا الحديث أخرجه مسلم في الفضائل والترمذي في التفسير والمناقب والنسائي في التفسير). [إرشاد الساري: 7/293]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: (حتى نزل القرآن ادعوهم لآبائهم) أي: أمر فيه برد نسبهم إلى آبائهم الحقيقيين، ونسخ ما كان في ابتداء الإسلام من جواز دعاء الأبناء الأجانب لمن تبناهم اهـ شيخ الإسلام). [حاشية السندي على البخاري: 3/64]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا عليّ بن حجرٍ، قال: أخبرنا داود بن الزّبرقان، عن داود بن أبي هندٍ، عن الشّعبيّ، عن عائشة، قالت: لو كان رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم كاتمًا شيئًا من الوحي لكتم هذه الآية {وإذ تقول للّذي أنعم اللّه عليه وأنعمت عليه} بالعتق فأعتقته، {أمسك عليك زوجك واتّق اللّه وتخفي في نفسك ما اللّه مبديه وتخشى النّاس واللّه أحقّ أن تخشاه}، إلى قوله: {وكان أمر الله مفعولاً} وإنّ رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم لمّا تزوّجها قالوا: تزوّج حليلة ابنه، فأنزل اللّه تعالى {ما كان محمّدٌ أبا أحدٍ من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النّبيّين} وكان رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم تبنّاه وهو صغيرٌ فلبث حتّى صار رجلاً يقال له: زيد بن محمّدٍ، فأنزل اللّه: {ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدّين ومواليكم} فلانٌ مولى فلانٍ، وفلانٌ أخو فلانٍ {هو أقسط عند اللّه} يعني أعدل.
هذا حديثٌ غريبٌ قد روي عن داود بن أبي هندٍ، عن الشّعبيّ، عن مسروقٍ، عن عائشة، قالت: لو كان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم كاتمًا شيئًا من الوحي لكتم هذه الآية {وإذ تقول للّذي أنعم اللّه عليه وأنعمت عليه} الآية, هذا الحرف لم يرو بطوله.
حدّثنا بذلك عبد الله بن وضّاحٍ الكوفيّ، قال: حدّثنا عبد الله بن إدريس، عن داود بن أبي هندٍ). [سنن الترمذي: 5/205-206] (م)
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا قتيبة، قال: حدّثنا يعقوب بن عبد الرّحمن، عن موسى بن عقبة، عن سالمٍ، عن ابن عمر، قال: ما كنّا ندعو زيد بن حارثة إلاّ زيد ابن محمّدٍ حتّى نزل القرآن: {ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند اللّه}.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ). [سنن الترمذي: 5/206]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى {ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند اللّه فإن لّم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدّين ومواليكم وليس عليكم جناحٌ فيما أخطأتم به ولكن مّا تعمّدت قلوبكم وكان اللّه غفورًا رّحيمًا}.
يقول اللّه تعالى ذكره: انسبوا أدعياءكم الّذين ألحقتم أنسابهم بكم لآبائهم. يقول لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: ألحق نسب زيدٍ بأبيه حارثة، ولا تدعه زيد ابن محمّدٍ.
وقوله {هو أقسط عند اللّه} يقول: دعاؤكم إيّاهم لآبائهم هو أعدل عند اللّه، وأصدق وأصوب من دعائكم إيّاهم لغير آبائهم ونسبتكموهم إلى من تبنّاهم وادّعاهم وليسوا له بنين.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله {ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند اللّه} أي أعدل عند اللّه.
وقوله {فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدّين ومواليكم} يقول تعالى ذكره: فإن أنتم أيّها النّاس لم تعلموا آباء أدعيائكم من هم فتنسبوهم إليهم ولم تعرفوهم، فتلحقوهم بهم {فإخوانكم في الدّين} يقول: فهم إخوانكم في الدّين، إن كانوا من أهل ملّتكم، ومواليكم إن كانوا محرّريكم وليسوا ببنيكم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند اللّه} أي أعدل عند اللّه {فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدّين ومواليكم} فإن لم تعلموا من أبوه فإنّما هو أخوك ومولاك.
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن عيينة بن عبد الرّحمن، عن أبيه، قال: قال أبو بكرة: قال اللّه {ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند اللّه فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدّين ومواليكم} فأنا ممّن لا يعرف أبوه، وأنا من إخوانكم في الدّين. قال: قال أبي: واللّه إنّي لأظنّه لو علم أنّ أباه كان حمارًا لانتمى إليه.
وقوله: {وليس عليكم جناحٌ فيما أخطأتم به} يقول: ولا حرج عليكم ولا وزر في خطأٍ يكون منكم في نسبة بعض من تنسبونه إلى أبيه وأنتم ترونه ابن من ينسبونه إليه، وهو ابنٌ لغيره {ولكن ما تعمّدت قلوبكم} يقول: ولكن الإثم والحرج عليكم في نسبتكموه إلى غير أبيه وأنتم تعلمونه ابن غير من تنسبونه إليه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وليس عليكم جناحٌ فيما أخطأتم به} يقول: إذا دعوت الرّجل لغير أبيه وأنت ترى أنّه كذلك.
{ولكن ما تعمّدت قلوبكم} يقول اللّه: لا تدعه لغير أبيه متعمّدًا. أما الخطأ فلا يؤاخذكم اللّه به ولكن يؤاخذكم بما تعمّدت قلوبكم.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {تعمّدت قلوبكم} قال: فالعمد ما أتى بعد البيان والنّهي في هذا وغيره.
و(ما) الّتي في قوله {ولكن ما تعمّدت قلوبكم} خفضٌ ردًّا على ما الّتي في قوله {فيما أخطأتم به} وذلك أنّ معنى الكلام: ليس عليكم جناحٌ فيما أخطأتم به ولكن فيما تعمّدت قلوبكم.
وقوله: {وكان اللّه غفورًا رحيمًا} يقول اللّه تعالى ذكره: وكان اللّه ذا سترٍ على ذنب من ظاهر زوجته فقال الباطل والزّور من القول، وذنب من ادّعى ولد غيره ابنًا له إذا تابا وراجعا أمر اللّه وانتهيا عن قول الباطل بعد أن نهاهما ربّهما عنه ذا رحمةٍ بهما أن يعاقبهما على ذلك بعد توبتهما من خطيئتهما). [جامع البيان: 19/11-14]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ليس عليكم جناح فيما أخطأتم به قال هذا قبل النهي في هذا وغيره ولكن ما تعمدت قلوبكم قال العمد ما أتى بعد البيان والنهي). [تفسير مجاهد: 513]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (خ م ت) عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -: قال: إنّ زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما كنّا ندعوه إلا زيد بن محمدٍ، حتّى نزل القرآن {ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند اللّه... } الآية. أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي.
[شرح الغريب]
(أقسط) الرجل: إذا عدل، وقسط: إذا جار). [جامع الأصول: 2/304-305]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتماً شيئاً من الوحي، لكتم هذه الآية: {وإذ تقول للذي أنعم اللّه عليه} [الأحزاب: 37] يعني: بالإسلام {وأنعمت عليه}: بالعتق فأعتقته {أمسك عليك زوجك واتّق اللّه وتخفي في نفسك ما اللّه مبديه وتخشى النّاس واللّه أحقّ أن تخشاه فلما قضى زيدٌ منها وطراً زوّجناكها لكيلا يكون على المؤمنين حرجٌ في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطراً وكان أمر اللّه مفعولاً} [الأحزاب: 37] فإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تزوّجها، قالوا: تزوّج حليلة ابنه، فأنزل الله تعالى {ما كان محمدٌ أبا أحدٍ من رجالكم ولكن رسول اللّه وخاتم النبيين} [الأحزاب: 40] وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم تبنّاه وهو صغيرٌ، فلبث حتى صار رجلاً، يقال له: زيد بن محمّدٍ، فأنزل الله تعالى: {ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند اللّه فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدّين ومواليكم} فلانٌ مولى فلانٍ، وفلانٌ أخو فلانٍ {هو أقسط عند اللّه} يعني: أعدل عند الله.
وفي رواية مختصراً: لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتماً شيئاً من الوحي، لكتم هذه الآية: {وإذ تقول للذي أنعم اللّه عليه وأنعمت عليه} لم يزد.
أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
(حليلة) قد ذكرت في سورة الفرقان). [جامع الأصول: 2/307-309] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكم ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورا رحيما.
أخرج ابن أبي شيبه والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه والبيهقي في "سننه" عن ابن عمر: أن زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كنا ندعوه إلا زيد بن محمد، حتى نزل القرآن {ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله} فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: أنت زيد بن حارثة بن شراحيل). [الدر المنثور: 11/716]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والطبراني، وابن مردويه عن عائشة أن أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عتبة بن عبد شمس وكان ممن شهد بدرا تبنى سالما وأنكحه بنت أخيه هند بنت الوليد بن عتبة بن ربيعة وهو مولى لامرأة من الانصار كما تبنى النّبيّ صلى الله عليه وسلم زيدا وكان من تبنى رجلا في الجاهلية دعاه الناس اليه وورثه من ميراثه حتى أنزل الله في ذلك {ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم} فردوا إلى آبائهم فمن لم يعلم له أب كان مولى وأخا في الدين فجاءت سهلة بنت سهيل بن عمرو إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقالت: ان سالما كان يدعى لأبي حذيفة رضي الله عنه وان الله قد أنزل في كتابه {ادعوهم لآبائهم} وكان يدخل علي وأنا وحدي ونحن في منزل ضيق فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: ارضعي سالما تحرمي عليه) ). [الدر المنثور: 11/716-717]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان من أمر زيد بن حارثة رضي الله عنه أنه كان في أخواله بني معن من بني ثعل من طيء فأصيب في غلمة من طيء فقدم به سوق عكاظ وانطلق حكيم بن حزام بن خويلد إلى عكاظ يتسوق بها فأوصته عمته خديجة رضي الله عنها أي يبتاع لها غلاما ظريفا عربيا أن قدر عليه فلما جاء وجد زيدا يباع فيها فأعجبه ظرفه فابتاعه فقدم به عليها وقال لها: اني قد ابتعت لك غلاما ظريفا عربيا فان أعجبك فخذيه والا فدعيه فانه قد أعجبني فلما رأته خديجة اعجبها فأخذته فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عندها فأعجب النّبيّ صلى الله عليه وسلم ظرفه فاستوهبه منها فقالت: هو لك فان أردت عتقه فالولاء لي فأبى عليها فوهبته له ان شاء أعتق وان شاء أمسك قال: فشب عند النّبيّ صلى الله عليه وسلم، ثم انه خرج في إبل طالب إلى الشام فمر بأرض قومه، فعرفه عمه فقام إليه فقال: من أنت يا غلام قال: غلام من أهل مكة، قال: من أنفسهم قال: لا، فحر أنت أم مملوك قال: بل مملوك قال: لمن قال: لمحمد بن عبد الله بن عبد المطلب فقال له: أعربي أنت أم عجمي قال: بل عربي قال: ممن أهلك قال: من كلب قال: من أي كلب قال: من بني عبدود قال: ويحك، ابن من أنت قال: ابن حارثة بن شراحيل قال: وأين أصبت قال: في أخوالي قال: ومن أخوالك قال: طي قال: ما اسم أمك قال: سعدي، فالتزمه وقال ابن حارثة: ودعا أباه وقال: يا حارثة هذا ابنك، فأتاه حارثة فلما نظر إليه عرفه قال: كيف صنع مولاك إليك قال: يؤثرني على أهله وولده ورزقت منه حبا فلا أصنع إلا ما شئت، فركب معه وأبوه وعمه وأخوه حتى قدموا مكة فلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له حارثة: يا محمد أنتم أهل حرم الله وجيرانه وعند بيته، تفكون العاني وتطعمون الاسير، ابني عبدك فامتن علينا وأحسن إلينا في فدائه فانك ابن سيد قومه فإنا سنرفع لك في الفداء ما أحببت، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعطيكم خيرا من ذلك قالوا: وما هو قال: أخيره فان اختاركم فخذوه بغير فداء وان اختارني فكفوا عنه قالوا: جزاك الله خيرا فقد أحسنت فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا زيد اتعرف هؤلاء قال: نعم، هذا أبي وعمي وأخي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأنا من قد عرفته فان اخترتهم فأذهب معهم وان اخترتني فأنا من تعلم فقال زيد: ما أنا بمختار عليك أحدا أبدا أنت مني بمكان الوالد والعم قال له أبوه وعمه: يا زيد تختار العبودية على الربوبية قال: ما أنا بمفارق هذا الرجل، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم حرصه عليه قال: أشهدوا أنه حر وانه ابني يرثني وأرثه فطلبت نفس أبيه وعمه لما رأوا من كرامته عليه فلم يزل في الجاهلية يدعى: زيد بن محمد، حتى نزل القرآن {ادعوهم لآبائهم} فدعي زيد بن حارثة). [الدر المنثور: 11/717-719]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عساكر من طريق زيد ابن شيبة عن الحسن بن عثمان رضي الله عنه قال: حدثني عدة من الفقهاء وأهل العلم قالوا: كان عامر بن ربيعة يقال له: عامر بن الخطاب وإليه كان ينسب فأنزل الله فيه وفي زيد بن حارثة وسالم مولى أبي حذيفة والمقداد بن عمرو {ادعوهم لآبائهم} ). [الدر المنثور: 11/719-720]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن أبي بكرة رضي الله عنه أنه قال: قال الله {ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم} فانا ممن لا يعلم أبوه وأنا من اخوانكم في الدين). [الدر المنثور: 11/720]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن قتادة {ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله} أعدل عند الله {فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم} فاذا لم تعلم من أبوه فانما هو أخوك في الدين ومولاك). [الدر المنثور: 11/720]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله {فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم} قال: ان لم تعرف أباه فأخوك في الدين ومولاك مولى فلان). [الدر المنثور: 11/720]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل في الآية يقول: ان لم تعلموا لهم آياء تدعوهم إليهم فانسبوهم اخوانكم في الدين إذ تقول: عبد الله وعبد الرحمن وعبيد الله وأشباههم من الاسماء وان يدعى إلى اسم مولاه). [الدر المنثور: 11/720]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه {فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم} يقول: أخوك في الدين ومولاك مولى بني فلان). [الدر المنثور: 11/720]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سالم بن أبي الجعد قال: لما نزلت {ادعوهم لآبائهم} لم يعرفوا لسالم أبا ولكن مولى أبي حذيفة إنما كان حليفا لهم). [الدر المنثور: 11/721]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي شيبه، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به} قال: هذا من قبل النهي في هذا وغيره {ولكن ما تعمدت قلوبكم} بعد ما أمرتم وبعد النهي). [الدر المنثور: 11/721]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به} قال: لو دعوت رجلا لغير أبيه وأنت ترى أنه أبوه لم يكن عليك بأس ولكن ما أردت به العمد). [الدر المنثور: 11/721]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن مردويه عن أبي هريرة يرفعه إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال والله ما أخشى عليك الخطأ ولكن أخشى عليك العمد). [الدر المنثور: 11/721]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اني لست أخاف عليكم الخطأ ولكن أخاف عليكم العمد). [الدر المنثور: 11/721-722]

تفسير قوله تعالى: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (6) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن جابر في قوله تعالى النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم قال كان النبي يقول أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم فأيما رجل مات وترك دينا فإلي ومن ترك مالا فهو لورثته). [تفسير عبد الرزاق: 2/112]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر وفي حرف أبي بن كعب النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أب لهم وأزواجه أمهاتهم). [تفسير عبد الرزاق: 2/112]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن جريج عن عمرو بن دينار عن بجالة التميمي قال مر عمر بغلام وهو يقرأ النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم فقال عمر احككها يا غلام قال أقرأنيها أبي فأرسل إلى أبي بن كعب فجاءه قال فرفع صوته عليه فقال أبي كان يشغلني القرآن إذ كان يشغلك الصفق بالأسواق فسكت عمر). [تفسير عبد الرزاق: 2/112]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر في قوله تعالى إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا قال معمر أخبرني قتادة عن الحسن إلا أن يكون لك ذو قرابة ليس على دينك فتوصي له بالشيء من مالك هو وليك في النسب وليس وليك في الدين). [تفسير عبد الرزاق: 2/112-113]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أخبرني ابن جريج قال لعطاء ما قوله إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا قال هو إعطاء المسلم الكافر بينهما قرابة ووصيته له). [تفسير عبد الرزاق: 2/113]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أخبرني معمر عن الكلبي أن النبي آخى بين المهاجرين فكانوا يتوارثون بالهجرة حتى نزلت وأولوا الأرحام بعضهم أولى بعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين فجمع الله المؤمنين والمهاجرين قال إلا إن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا إلا أن توصوا لأوليائكم يعني الذين كان النبي آخى بينهم). [تفسير عبد الرزاق: 2/113]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب {النّبيّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم} [الأحزاب: 6]
- حدّثنا إبراهيم بن المنذر، حدّثنا محمّد بن فليحٍ، حدّثنا أبي، عن هلال بن عليٍّ، عن عبد الرّحمن بن أبي عمرة، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: " ما من مؤمنٍ إلّا وأنا أولى النّاس به في الدّنيا والآخرة، اقرءوا إن شئتم: {النّبيّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم} [الأحزاب: 6] فأيّما مؤمنٍ ترك مالًا فليرثه عصبته من كانوا، فإن ترك دينًا، أو ضياعًا فليأتني فأنا مولاه "). [صحيح البخاري: 6/116]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله النّبيّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثبتت هذه التّرجمة لأبي ذرٍّ وذكر فيه حديث أبي هريرة عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال ما من مؤمنٍ إلّا وأنا أولى به الحديث وسيأتي الكلام عليه في الفرائض إن شاء الله تعالى). [فتح الباري: 8/517]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (باب: {النبيّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم} )
ثبت هذا لأبي ذر وحده أي: النّبي أحق بالمؤمنين في كل شيء من أمور الدّين والدّنيا من أنفسهم، فلهذا أطلق ولم يقيد.
- حدّثني إبراهيم بن المنذر حدثنا محمّد بن فليحٍ حدّثنا أبي عن هلال بن عليّ عن عبد الرّحمان بن أبي عمرة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال ما من مؤمنٍ إلاّ وأنا أولى النّاس به في الدّنيا والآخرة اقرؤوا إن شئتم. {النبيّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم} فأيّما مؤمنٍ ترك مالا فليرثه عصبته من كانوا فإن ترك ديناً أو ضياعاً فليأتني وأنا مولاه..
مطابقته للتّرجمة ظاهرة، ومحمّد بن فليح يروي عن أبيه فليح بن سليمان عن هلال بن عليّ وهو هلال بن أبي ميمونة، ويقال: هلال بن أبي هلال، ويقال: ابن أسامة الفهري المدينيّ. والحديث مر في كتاب الاستقراض في: باب الصّلاة على من ترك دينا.
قوله: (من كانوا) ، كلمة: من، موصولة. وكان تامّة وفائدة ذكر هذا الوصف التّعميم للعصبات نسبية قريبة وبعيدة. قوله: (ضياعًا) ، بفتح المعجمة: العيال الضائعون الّذين لا شيء لهم ولا قيم لهم والمولى النّاصر، وقد مر الكلام بأكثر منه في الباب المذكور). [عمدة القاري: 19/115]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (معروفاً في الكتاب
أشار به إلى قوله تعالى: {إلاّ أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا} (الأحزاب: 6) وأراد (معروفا في الكتاب) . وأريد به القرآن، وقيل: اللّوح المحفوظ، وقيل: التّوراة وهو قوله تعالى: {كان ذلك في الكتاب مسطوراً} (الإسراء: 58 والأحزاب: 6) وهذا أثبت للنسفي وحده). [عمدة القاري: 19/115]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({النبي أولى بالمؤمنين}) في الأمور كلها ({من أنفسهم}) [الأحزاب: 6] من بعضهم ببعض في نفوذ حكمه ووجوب طاعته عليهم وقال ابن عباس -رضي الله عنهما- وعطاء يعني إذا دعاهم -صلّى اللّه عليه وسلّم- ودعتهم أنفسهم إلى شيء كانت طاعة النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم- أولى بهم من طاعة أنفسهم اهـ.
وإنما كان ذلك لأنه لا يأمرهم ولا يرضى منهم إلا بما فيه صلاحهم ونجاحهم بخلاف النفس وقوله النبي الخ ثابت في رواية أبي ذر فقط.
- حدّثني إبراهيم بن المنذر، حدّثنا محمّد بن فليحٍ، حدّثنا أبي عن هلال بن عليٍّ عن عبد الرّحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: «ما من مؤمنٍ إلاّ وأنا أولى النّاس به في الدّنيا والآخرة. اقرءوا إن شئتم {النّبيّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم} فأيّما مؤمنٍ ترك مالًا فليرثه عصبته من كانوا، فإن ترك دينًا أو ضياعًا فليأتني وأنا مولاه».
وبه قال: (حدّثني) بالإفراد، ولأبي ذر: بالجمع (إبراهيم بن المنذر) القرشي الحزامي قال: (حدّثنا محمد بن فليح) بضم الفاء وفتح اللام آخره حاء مهملة مصغرًا قال: (حدّثنا أبي) فليح بن سليمان الخزاعي الأسلمي (عن هلال بن علي) العامري المدني وقد ينسب إلى جده أسامة (عن عبد الرحمن بن أبي عمرة) بفتح العين وسكون الميم الأنصاري النجاري بالجيم قيل: ولد في عهده -صلّى اللّه عليه وسلّم- وقال ابن أبي حاتم وليست له صحبة (عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم-) أنه (قال): (ما من مؤمن إلا وأنا أولى الناس به) أي أحقهم به (في) كل شيء من أمور (الدنيا والآخرة) وسقط لأبي ذر لفظ الناس (اقرؤوا إن شئتم) قوله عز وجل: ({النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم}) استنبط من الآية أنه لو قصده عليه الصلاة والسلام ظالم وجب على الحاضر من المؤمنين أن يبذل نفسه دونه ولم يذكر عليه الصلاة والسلام ما له من الحق عند نزول هذه الآية بل ذكر ما عليه فقال (فأيما مؤمن ترك مالًا) أي أو حقًّا من الحقوق بعد وفاته (فليرثه عصبته من كانوا)، وهم عصبة بنفسه وهو من له ولاء وكل ذكر نسيب يدلى للميت بلا واسطة أو بتوسط محض المذكور وعصبة بغيره وهو كل ذات نصف معها ذكر يعصبها وعصبة مع غيره وهو أخت فأكثر لغير أم معها بنت أو بنت ابن فأكثر (فإن ترك دينًا) عليه لأحد (أو ضياعًا) بفتح الضاد المعجمة عيالًا ضائعون لا شيء لهم ولا قيم (فليأتني) كل من رب الدين أوفه والضائع من العيال أكفله
(وأنا) بالواو ولأبوي الوقت وذر فأنا (مولاه) أي وليس الميت أتولى عنه أموره.
وهذا الحديث قد سبق في باب الصلاة على من ترك دينًا من الاستقراض). [إرشاد الساري: 7/292-293]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {النّبيّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمّهاتهم وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعضٍ في كتاب اللّه من المؤمنين والمهاجرين إلاّ أن تفعلوا إلى أوليائكم مّعروفًا كان ذلك في الكتاب مسطورًا}.
يقول تعالى ذكره: {النّبيّ} محمّدٌ {أولى بالمؤمنين}، يقول: أحقّ بالمؤمنين به من أنفسهم أن يحكم فيهم بما يشاء من حكمٍ فيجوز ذلك عليهم.
- كما حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ {النّبيّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم} كما أنت أولى بعبدك، ما قضى فيهم من أمرٍ جاز، كما كلّما قضيت على عبدك جاز.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {النّبيّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم} قال: هو أبٌ لهم.
- حدّثنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا عثمان بن عمر، قال: حدّثنا فليحٌ، عن هلال بن عليٍّ، عن عبد الرّحمن بن أبي عمرة، عن أبي هريرة، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ما من مؤمنٍ إلاّ وأنا أولى النّاس به في الدّنيا والآخرة، اقرؤوا إن شئتم {النّبيّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم} وأيّما مؤمنٍ ترك مالاً فلورثته وعصبته من كانوا، وإن ترك دينًا أو ضياعًا فليأتني وأنا مولاه.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا الحسين بن عليٍّ، عن أبي موسى إسرائيل بن موسى، قال: قرأ الحسن هذه الآية {النّبيّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمّهاتهم} قال: قال الحسن: قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: أنا أولى بكلّ مؤمنٍ من نفسه.
قال الحسن: وفي القراءة الأولى أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أبٌ لهم.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال في بعض القراءة النّبيّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أبٌ لهم، وذكر لنا أنّ نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: أيّما رجلٍ ترك ضياعًا فأنا أولى به، وإن ترك مالاً فهو لورثته.
وقوله {وأزواجه أمّهاتهم} يقول: وحرمة أزواجه حرمة أمّهاتهم عليهم، في أنّهنّ يحرم عليهنّ نكاحهنّ من بعد وفاته، كما يحرم عليهم نكاح أمّهاتهم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {النّبيّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمّهاتهم} يعظّم بذلك حقّهنّ وفي بعض القراءة وهو أبٌ لهم.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله {وأزواجه أمّهاتهم} محرّماتٌ عليهم.
وقوله {وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعضٍ في كتاب اللّه من المؤمنين والمهاجرين} يقول تعالى ذكره: وأولو الأرحام الّذين ورّثت بعضهم من بعضٍ هم أولى بميراث بعضٍ من المؤمنين والمهاجرين أن يرث بعضهم بعضًا بالهجرة والإيمان دون الرّحم.
بنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعضٍ في كتاب اللّه من المؤمنين والمهاجرين} لبث المسلمون زمانًا يتوارثون بالهجرة، والأعرابيّ المسلم لا يرث من المهاجرين شيئًا فأنزل اللّه هذه الآية فخلط المؤمنين بعضهم ببعضٍ، فصارت المواريث بالملل.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله {وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعضٍ في كتاب اللّه من المؤمنين والمهاجرين إلاّ أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفًا} قال: كان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قد آخى بين المهاجرين والأنصار أوّل ما كانت الهجرة وكانوا يتوارثون على ذلك، وقال اللّه {ولكلٍّ جعلنا موالي ممّا ترك الوالدان والأقربون والّذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم}، قال: إذا لم يأت رحمٌ لهذا يحول دونهم، قال: فكان هذا أوّلاً، فقال اللّه {إلاّ أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفًا} يقول: إلاّ أن توصوا لهم {كان ذلك في الكتاب مسطورًا} أنّ أولي الأرحام بعضهم أولى ببعضٍ في كتاب اللّه، قال: وكان المؤمنون والمهاجرون لا يتوارثون إن كانوا أولي رحمٍ، حتّى يهاجروا إلى المدينة، وقرأ قال اللّه {والّذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيءٍ حتّى يهاجروا}، إلى قوله {وفسادٌ كبيرٌ}، فكانوا لا يتوارثون، حتّى إذا كان عام الفتح، انقطعت الهجرة، وكثر الإسلام، وكان لا يقبل من أحدٍ أن يكون على الّذي كان عليه النّبيّ ومن معه إلاّ أن يهاجر. قال: وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لمن بعث: اغدوا على اسم اللّه، لا تغلّوا، ولا تولّوا، ادعوهم إلى الإسلام، فإن أجابوكم فاقبلوا وادعوهم إلى الهجرة، فإذا هاجروا معكم، فلهم ما لكم وعليهم ما عليكم فإن أبوا ولم يهاجروا واختاروا دارهم فأقرّوهم فيها فهم كالأعراب تجري عليهم أحكام الإسلام، وليس لهم في هذا الفيء نصيبٌ، قال: فلمّا جاء الفتح وانقطعت الهجرة، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: لا هجرة بعد الفتح. وكثر الإسلام، وتوارث النّاس على الأرحام حيث كانوا، ونسخ ذلك الّذي كان بين المؤمنين والمهاجرين، وكان لهم في الفيء نصيبٌ، وإن أقاموا وأبوا، وكان حقّهم في الإسلام واحدٌ: المهاجر وغير المهاجر والبدويّ وكلّ أحدٍ، حين جاء الفتح.
فمعنى الكلام على هذا التّأويل: وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعضٍ من المؤمنين والمهاجرين ببعضهم أن يرثوهم بالهجرة، وقد يحتمل ظاهر هذا الكلام أن يكون من صلة الأرحام من المؤمنين والمهاجرين أولى بالميراث ممّن لم يؤمن ولم يهاجر.
وقوله: {إلاّ أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفًا} اختلف أهل التّأويل في تأويله، فقال بعضهم: معنى ذلك: إلاّ أن توصوا لذوي قرابتكم من غير أهل الإيمان والهجرة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبو معاوية، عن حجّاجٍ، عن سالمٍ، عن ابن الحنفيّة، {إلاّ أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفًا} قالوا: يوصي لقرابته من أهل الشّرك.
- قال: حدّثنا عبدة، قال: قرأت على ابن أبي عروبة، عن قتادة، {إلاّ أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفًا} قال: للقرابة من أهل الشّرك وصيّةٌ، ولا ميراث لهم.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله {إلاّ أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفًا} قال: إلى أوليائكم من أهل الشّرك وصيّةٌ، ولا ميراث لهم.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبو أحمد الزّبيريّ، ويحيى بن آدم، عن ابن المبارك، عن معمرٍ، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، عن عكرمة، {إلى أوليائكم معروفًا} قال: وصيّةٌ.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: أخبرني محمّد بن عمرٍو، عن ابن جريجٍ، قال: قلت لعطاءٍ: ما قوله {إلاّ أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفًا}؟ فقال: العطاء، فقلت له: المؤمن للكافر بينهما قرابةٌ؟ قال: نعم، عطاؤه إيّاه حباءً ووصيّته له.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: إلاّ أن تمسكوا بالمعروف بينكم بحقّ الإيمان والهجرة والحلف فتؤتونهم حقّهم من النّصرة والعقل عنهم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله {إلاّ أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفًا} قال: حلفاؤكم الّذين والى بينهم النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم من المهاجرين والأنصار، إمساكٌ بالمعروف، والعقل، والنّصر بينهم.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: إلا أن توصوا إلى أوليائكم من المهاجرين وصيّةً.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ {إلاّ أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفًا} يقول: إلاّ أن توصوا لهم.
وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصّواب أن يقال: معنى ذلك إلاّ أن تفعلوا إلى أوليائكم الّذين كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم آخى بينهم وبينكم من المهاجرين والأنصار معروفًا من الوصيّة لهم والنّصرة والعقل عنهم، وما أشبه ذلك، لأنّ كلّ ذلك من المعروف الّذي قد حثّ اللّه عليه عباده.
وإنّما اخترت هذا القول وقلت: هو أولى بالصّواب من قيل من قال: عنى بذلك الوصيّة للقرابة من أهل الشّرك لأنّ القريب من المشرك وإن كان ذا نسبٍ فليس بالمولى وذلك أنّ الشّرك يقطع ولاية ما بين المؤمن والمشرك، وقد نهى اللّه المؤمنين أن يتّخذوا منهم وليًّا بقوله: {لا تتّخذوا عدوّي وعدوّكم أولياء}، وغير جائزٍ أن ينهاهم عن اتّخاذهم أولياء ثمّ يصفهم جلّ ثناؤه بأنّهم لهم أولياء.
وموضع {أن} من قوله {إلاّ أن تفعلوا} نصبٌ على الاستثناء. ومعنى الكلام: وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعضٍ في كتاب اللّه من المؤمنين والمهاجرين إلاّ أن تفعلوا إلى أوليائكم من المؤمنين والمهاجرين الّذين ليسوا بأولي أرحامٍ منكم معروفًا.
وقوله: {كان ذلك في الكتاب مسطورًا} يقول: كان أولو الأرحام بعضهم أولى ببعضٍ في كتاب اللّه: أي في اللّوح المحفوظ {مسطورًا} أي مكتوبًا، كما قال الرّاجز:
في الصّحف الأولى الّتي كان سطّر
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله {كان ذلك في الكتاب مسطورًا} أي أنّ أولي الأرحام بعضهم أولى ببعضٍ في كتاب اللّه.
وقال آخرون: معنى ذلك: {كان ذلك في الكتاب مسطورًا}: لا يرث المشرك المؤمن.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {كان ذلك في الكتاب مسطورًا}. وفي بعض القراءة: (كان ذلك عند اللّه مكتوبًا) لا يرث المشرك المؤمن). [جامع البيان: 19/14-22]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال ثنا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم قال هو أب لهم). [تفسير مجاهد: 513]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا قال يعني إلى حلفائكم الذين والى بينهم رسول الله من المهاجرين والأنصار كان ذلك في الكتاب مسطورا قال يعني العقل والنصر بينهم). [تفسير مجاهد: 514]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا محمّد بن عمرٍو البزّاز، ببغداد، ثنا إسحاق بن الحسن، ثنا أبو حذيفة، ثنا سفيان، عن طلحة، عن عطاءٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، «أنّه كان يقرأ هذه الآية » النّبيّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أبٌ لهم وأزواجه أمّهاتهم «» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/450]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من مؤمن، إلا وأنا أولى الناس به في الدنيا والآخرة، اقرؤوا إن شئتم {النبيّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم} [الأحزاب: 6] فأيّما مؤمنٍ ترك مالاً فليرثه عصبته من كانوا، فإن ترك ديناً أو ضياعاً، فليأتني فأنا مولاه» أخرجه البخاري، ومسلم.
[شرح الغريب]
(عصبة) الميت: من يرثه، سوى من له فرض مقدر.
(ضياعاً) الضياع: العيال، وقيل: هو مصدر ضاع يضيع). [جامع الأصول: 2/305]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (وقال إسحاق بن راهويه: أبنا عبد الرزاق، أبنا ابن جريجٍ، أخبرني عمرو بن دينارٍ، عن بجالة التّميميّ قال: "وجد عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه- مصحفًا في حجر غلامٍ له فيه: "النّبيّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أبٌ لهم وأزواجه أمّهاتهم" فقال: احككها يا غلام. فقال: واللّه لا أحكّها، وهي في مصحف أبيّ بن كعبٍ. فانطلق عمر إلى أبيّ بن كعبٍ قال: شغلني القرآن وشغلك الصفق في الأسواق إذ يعرض رحاك على عنقك بباب ابن العجماء".
هذا إسنادٌ صحيحٌ على شرط البخاريّ). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/254]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قال إسحاق: أخبرنا عبد الرّزّاق، أخبرنا ابن جريجٍ، أخبرني عمرو بن دينارٍ، عن بجالة التّميميّ قال: وجد عمر بن الخطّاب رضي الله عنه مصحفًا في حجر غلامٍ له، فيه: {النّبيّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم} - وهو أبٌ لهم - {وأزواجه أمّهاتهم وأولوا الأرحام بعضهم} فقال: احككها يا غلام. فقال: واللّه لا أحكّها وهي في مصحف أبيّ بن كعبٍ رضي الله عنه. فانطلق عمر رضي الله عنه إلى أبيّ بن كعبٍ رضي الله عنه. فقال: شغلني القرآن، وشغلك الصّفق بالأسواق. إذ تعرض رحاك على عنقك بباب ابن العجماء.
هذا إسنادٌ صحيحٌ على شرط البخاريّ). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15/118]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: النّبيّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا كان ذلك في الكتاب مسطورا.
أخرج البخاري، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: ما من مؤمن إلا وأنا أولى الناس به في الدنيا والآخرة اقرأوا ان شئتم {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم} فأيما مؤمن ترك مالا فليرثه عصبته من كانوا فان ترك دينا أو ضياعا فليأتني فأنا مولاه). [الدر المنثور: 11/722]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطيالسي، وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان المؤمن اذا توفي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتي به النّبيّ صلى الله عليه وسلم سأل هل عليه دين فان قالوا: نعم، قال: هل ترك وفاء لدينه فان قالوا: نعم، صلى عليه وان قالوا: لا، قال: صلوا على صاحبكم فلما فتح الله علينا الفتوح قال: أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم فمن ترك دينا فإلي ومن ترك مالا فللوارث). [الدر المنثور: 11/722]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد وأبو داود، وابن مردويه، عن جابر رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم انه كان يقول: أنا أولى بكل مؤمن من نفسه، فايما رجل مات وترك دينا فإلي ومن ترك مالا فهو لورثته). [الدر المنثور: 11/722-723]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه وأحمد والنسائي عن بريدة رضي الله عنه قال: غزوت مع علي اليمن فرأيت منه جفوة فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرت عليا فتنقصته فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم تغير وقال: يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم قلت: بلى يا رسول الله، قال: من كنت ملاه فعلي مولاه). [الدر المنثور: 11/723]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {وأزواجه أمهاتهم} قال: يعظم بذلك حقهن). [الدر المنثور: 11/723]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {وأزواجه أمهاتهم} يقول: أمهاتهم في الحرمة لا يحل لمؤمن ان ينكح امرأة من نساء النّبيّ صلى الله عليه وسلم في حياته ان طلق ولا بعد موته، هي حرام على كل مؤمن مثل حرمة أمه). [الدر المنثور: 11/723]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد، وابن المنذر والبيهقي في "سننه" عن عائشة ان امرأة قالت لها: يا أمي فقالت: أنا أم رجالكم ولست أم نسائكم). [الدر المنثور: 11/724]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد عن أم سلمة قالت: أنا أم الرجال منكم والنساء). [الدر المنثور: 11/724]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وإسحاق بن راهويه، وابن المنذر والبيهقي عن بجالة قال: مر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بغلام وهو يقرأ في المصحف (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم) فقال: يا غلام حكها فقال: هذا مصحف أبي فذهب اليه فسأله فقال: انه كان يلهيني القرآن ويلهيك الصفق بالأسواق). [الدر المنثور: 11/724]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن مردويه والحاكم والبيهقي في "سننه" عن ابن عباس رضي الله عنهما انه كان يقرأ هذه الآية (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أب لهم وأزواجه أمهاتهم) ). [الدر المنثور: 11/724]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي شيبه، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه انه قرأ (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أب لهم) ). [الدر المنثور: 11/724]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه قال: كان في الحرف الأول (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسه وهو أب لهم) ). [الدر المنثور: 11/725]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن الحسن قال: في القراءة (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أب لهم) ). [الدر المنثور: 11/725]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين} قال: لبث المسلمون زمانا يتوارثون بالهجرة الاعرابي المسلم لا يرث من المهاجر شيئا، فأنزل الله هذه الآية فخلط المؤمنين بعضهم ببعض فصارت المواريث بالملل). [الدر المنثور: 11/725]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا} قال: توصون لحلفائكم الذين والى بينهم النّبيّ صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار). [الدر المنثور: 11/725]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن محمد بن علي بن الحنفية رضي الله عنه في قوله {إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا} قال: نزلت هذه الآية في جواز وصية المسلم لليهودي والنصراني). [الدر المنثور: 11/725-726]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم} قال: القرابه من أهل الشرك {معروفا} قال: وصية ولا ميراث لهم {كان ذلك في الكتاب مسطورا} قال: وفي بعض القراءات (كان ذلك عند الله مكتوبا) أن لا يرث المشرك المؤمن). [الدر المنثور: 11/726]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق عن قتادة والحسن رضي الله عنه في قوله {إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا} قالا: إلا أن يكون لك ذو قرابة على دينك فتوصي له بالشيء وهو وليك في النسب وليس وليك في الدين). [الدر المنثور: 11/726]


رد مع اقتباس