الموضوع: الهمزة
عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 17 ذو الحجة 1438هـ/8-09-2017م, 03:03 AM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

باب "الهمزة" وما أوله "الهمزة"
قال جمال الدين محمد بن علي الموزعي المعروف بابن نور الدين (ت: 825هـ): (باب "الهمزة" وما أوله "الهمزة"
وإنما بدأت "الهمزة" لشرفها وفضلها على غيرها، فإنها حرف اختصت به العرب في لسانها وانفردت به في كلامها، أعني في عرض الكلام مثل: قرأ وشاء ولا يكون في شيء من اللغات إلا ابتداء، وقال أبو عبيد أيضًا: وقد انفردت العرب "بالألف" و"اللام" اللتين للتعريف – في أول الكلام – كقولنا: الرجل، والفرس: فليستا في شيء من لغات الأمم غير العرب.
ثم هذه مقدمة في
"الهمزة" وضعتها في كتابي هذا لينتفع بها ذو الفهم والتعليم وإن كانت خارجة عماله وضعت هذا الكتاب ولكني وضعتها لشدة الحاجة إليها وكثرة النفع بها ولشرف هذا الحرف واختصاصه، فإنه يدخل على الأسماء والأفعال كغيره من الحروف، ويختص بالدخول على الحروف" كألف القطع" التي في أوائل الأدوات نحو "إلى" و"ألا" و"أم" و"أما"، و"ألف الوصل" التي تدخل على "لام التعريف" وعلى قولهم: أيمن الله في القسم، وتدخل على مثلها "كألف" الاستفهام الداخلة على "ألف الوصل"، و"ألف القطع" و"ألف لام التعريف"، وها أنا أبين ذلك كله بيانًا شافيًا كافيًا فأقول: الألف تنقسم إلى ثلاثة أقسام: "ألف أصل"، و"ألف قطع"، و"ألف وصل".
فأما
"ألف" الأصل فتكون في الأسماء والأفعال دون الحروف.
فالتي في الأسماء هي التي تثبت في الكلمة في حال تصغيرها.
وأما التي في الأفعال: فهي التي تثبت في تصريف الفعل الماضي والمستقبل وتكون "فاء" الفعل كقولك أكل يأكل وأمر يأمر وأذن يأذن، فأكل يأكل على وزن فعل يفعل "فالألف" بحذاء
"الفاء".
وأما "ألف" القطع فتكون في الأسماء والأفعال والحروف.
فأما التي في الأسماء: فهي التي في أوائل الأسماء كلها إلا في عشرة أسماء فإن "ألفها وصل" وهي: ابن وابنة وامرؤ وامرأة واثنان واثنتان واسم واست و"ألف لام التعريف" و"ألف المصدر" سوى مصدر الفعل الرباعي ومصدر الفعل الثلاثي المهموز أوله نحو: أخذ يأخذ أخذًا، وأمر يأمر أمرًا.
واختلف النحويون في "ألف" ايمن الله في القسم فقال سيبويه، رحمة الله عليه، هي "ألف وصل" واشتقاقه من اليمن، وقال الفراء: هي "ألف قطع" وهي جمع يمين، وإليه ذهب ابن كيسان، وابن درستويه رحمهم الله تعالى ولكل حجة وليس ذكرها من غرضي.
وأما التي في الأفعال: فالتي في الفعل الرباعي والأمر منه نحو: أكرم زيدًا عمرًا وأكرم يا زيد عمرًا، والتي في لفظ المخبر عن نفسه نحو: أنا أذهب وأركب وأنطلق، وأما التي في الحروف فهي التي في أوائل الأدوات نحو: "أن"، و"أم"، و"إلى"، و"أما"، و"أو"، وقد علم بهذا حقيقة "ألف الوصل" وهي أيضًا تكون في الأسماء والأفعال والحروف.
فأما التي في الأسماء ففي عشرة أسماء كما تقدم.
وأما التي في الأفعال فتكون في فعل الأمر ما خلا الرباعي وتدخل على الماضي في الخماسي والسداسي خاصة دون الثلاثي كقولك: اكتسب واستخرج.
وحكم "ألف الوصل" إذا وصلت بها الكلام أسقطتها وإذا ابتدأت بها كسرتها إلا في فعل الأمر إذا كان مضموم الثالث نحو يدخل، ويقعد، فإذا أمرت منه تقول: أدخل، أقعد بالضم، وإلا "الألف" الداخلة على الحرف أو على ما يشبه الحرف. وهي الداخلة على "لام التعريف" وعلى أيمن الله في القسم للفرق بين الحروف وما يشبهه وبين غيره، وهذا الكلام على القول باسميتها كما هو مذهب الجمهور وقال الزجاج والرماني بحرفيتها.
وحكم "ألف المصادر" من جميع ما تقدم حكم أفعالها، فأما "ألف القطع" فإنها قد تكون مرفوعة ومنصوبة ومكسورة، ويجب الكسر في المصدر من الرباعي كقولك أكرم إكرامًا كسروا "الهمزة" منه لئلا يلتبس بالجمع؛ لأنه ليس في كلام العرب شيء على وزن أفعال بفتح "الهمزة" إلا وهو جمع مثل أنياب وأحمال إلا ثلاثة عشر اسمًا فإنها ليست بجمع وقد عدها أهل النحو في كتبهم). [مصابيح المغاني: 61 - 64]


رد مع اقتباس