الموضوع: حرف التاء
عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 20 ذو الحجة 1438هـ/11-09-2017م, 01:01 AM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال عبد الله بن يوسف بن أحمد ابن هشام الأنصاري (ت: 761هـ): (حرف "التّاء"
"التاء" المفردة.
"التاء" المفردة: محركة في أوائل الأسماء، ومحركة في أواخرها، ومحركة في أواخر الأفعال، ومسكنة في أواخرها.
فالمحركة في أوائل الأسماء حرف جر معناه القسم، وتختص بالتعجب وباسم الله تعالى، وربما قالوا: تربي وترب الكعبة، وتالرحمن.
قال الزّمخشريّ في: {وتالله لأكيدن أصنامكم}، "الباء" أصل حروف القسم، و"الواو" بدل منها، و"التّاء" بدل من "الواو"، وفيها زيادة معنى التّعجّب كأنّه تعجب من تسهيل الكيد على يده، وتأتيه مع عتو نمرود وقهره انتهى.
والمحركة في أواخرها حرف خطاب، نحو: أنت وأنت.
والمحركة في أواخر الأفعال ضمير، نحو: قمت وقمت وقمت، ووهم ابن خروف فقال في قولهم في النّسب: " كنتي"، إن "التّاء" هنا علامة "كالواو" في أكلوني البراغيث، ولم يثبت في كلامهم أن هذه "التّاء" تكون علامة.
ومن غريب أمر "التّاء" الاسمية أنّها جردت عن الخطاب، والتزم فيها لفظ التّذكير والإفراد في: أرأيتكما، وأرأيتكم، وأرأيتكَ، وأرأيتكَ، وأرأيتكن، إذ لو قالوا أرأيتماكما جمعوا بين خطابين، وإذا امتنعوا من اجتماعهما في "يا" غلامكم فلم يقولوه كما قالوا "يا" غلامنا، و"يا" غلامهم مع أن الغلام طارئ عليه الخطاب بسبب النداء، وأنه خطاب لاثنين لا لواحد فهذا أجدر، وإنّما جاز واغلامكيه لأن المندوب ليس بمخاطب في الحقيقة، ويأتي تمام القول في أرأيتك في حرف "الكاف" إن شاء الله تعالى.
و"التّاء" الساكنة في أواخر الأفعال حرف وضع علامة للتأنيث كقامت.
وزعم الجلولي أنّها اسم وهو خرق لإجماعهم، وعليه فيأتي في الاسم الظّاهر بعدها أن يكون بدلا أو مبتدأ، والجملة قبله خبر.
ويرده أن البدل صالح للاستغناء به عن المبدل منه، وأن عود الضّمير على ما هو بدل منه، نحو: اللّهمّ صل عليه الرؤوف الرّحيم قليل، وأن تقدم الخبر الواقع جملة قليل أيضا، كقوله:
إلى ملك ما أمه من محارب ... أبوه ولا كانت كليب تصاهره
وربما وصلت هذه "بثم" و"رب" والأكثر تحريكها معهما بالفتح). [مغني اللبيب: 2 / 209 - 216]


رد مع اقتباس