الموضوع: حاشا
عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 20 ذو الحجة 1438هـ/11-09-2017م, 03:40 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي


شرح علاء الدين بن عليّ بن بدر الدين الإربلي (ت: ق8هـ)

الباب الرابع: الحروف الرباعية
قال علاء الدين بن عليّ بن بدر الدين الإربلي (ت: ق8هـ): (الباب الرابع: الحروف الرباعية، ولما كان بعضها حرفًا محضًا وبعضها مشتركًا بين الأسماء والحروف وبعضها بين الكلم الثلاث كان هذا الباب ثلاثة أنواع أيضًا). [جواهر الأدب: 190]

النوع الثالث: من الباب الرابع المشترك بين الأفعال والحروف هو "حاشا"
قال علاء الدين بن عليّ بن بدر الدين الإربلي (ت: ق8هـ): (النوع الثالث: من الباب الرابع المشترك بين الأفعال والحروف هو "حاشا" بمعنى: التنزيه والبراءة، وهو حرف جر عند سيبويه، وفعل عند الكسائي والمازني، وفعل لا فاعل له عند الفراء، وتارة فعلًا وتارة حرف جر عند المبرد، أما سيبويه فاستد بأمور منها الجر بها في قوله:
حاشا أبي ثوبان إن أبا ..... ثوبان ليس ببكمة فدم
ولا قائل بالاسمية فيه فتعين أنه حرف، ومنها دخولها على "ياء" المتكلم دون تقدم "نون" وقاية، كقوله:
من معشر عبدوا الصليب كراهة ..... حاشاي إني مسلم معذور
ولو كان فعلًا لقال: "حاشاني"، ومنها عدم إمالتها، ومنها عدم دخول "ما" المصدرية عليها، ولو كانت فعلًا أمليت ودخلتها "ما" المصدرية، وما استدل به الكسائي من أنها تتصرف تصرف الأفعال، كقوله: ولا "أحاشي" من الأقوام من أحد، ومن تعلق الجار بها، ومن حذف "ألفها" نحو: "حاش" لله في قراءة بعضهم، ومن ورود النصب بها في قوله: "حاشا" الشيطان وأبا الأصبغ، فمردود،
أما الأول فلأن المتصرف ليس "حاشا" التي حكم بحرفيتها، بل فعل بمعنى جانب مأخوذ من الحشا وهو الجانب، واتفاق الألفاظ لا يدل على اتفاق المعاني، وحينئذٍ لا يبعد النصب بها، فالناصبة ليست المبحوث عنها هنا،
وأما الثاني فلأن "اللام" زائدة كما: {ردف لكم} فلا تتعلق بشيء.
وأما الثالث: فلأن الحذف بعوض يدخل الحروف أيضًا كما في "عل" و"لعن" "بالنون" مخففتين.
وأما الرابع: فعلمه ظاهر، وبطلان مذهب الفراء بديهي لاستحالة فعل دون فاعل.
وعندي: أن الصحيح هو مذهب المبرد، ولورود الجر والنصب بها، فإذا جرت تكون حرفًا، وإذا نصبت تكون فعلًا، وما قولهم: الناصب فعل من الحشاء بمعنى الجانب، وإن وجد هذا الفعل في نفس الأمر فلا مدخل له في هذا الباب؛ لأنه يبطله ما صرح به العلماء أن "حاشا" مشتركة بين الحروف والأفعال؛ إذ الحكم بأن الناصب كلمة أخرى دون هذه يبطل الحكم بالاشتراك.

تذنيب:
منع البصريون من دخول "ما" على "حاشا"، وكأنه لما خصها به سيبويه من ملازمة الحرفية وعمل الجر، وقد ورود تقدم "ما" عليها في الحديث والشعر وتجويزه، رأى الكسائي والكلام على "ما" هل هي زائدة أو مصدرية أو توقيتية أو موصولة أو لا، وهل للجملة مع "ما" موضع من الإعراب أم لا، وهل لها إذا جردت عن "ما" موض أم لا، وإذا نصبت فكيف التقدير، وإنها هل تفتقر إلى فاعل أم لا، كل ذلك على قياس ما ذكر في "عدا" و"خلا" على دخول ما عليها من أن فعليتهما راجحة على حرفيتهما في "حاشا" الأمر بالعكس، أي: "إن" الحرفية غالبة على الفعلية، وأجاز الكسائي دخول "لا" عليها، وحكاه الأخفش عن العرب، ومنعه جمهور البصريين وحملوا ما استدل به على ذلك على الشذوذ والضرورة والله تعالى أعلم). [جواهر الأدب: 211 - 212]


رد مع اقتباس