الموضوع: عسى
عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 21 ذو الحجة 1438هـ/12-09-2017م, 02:41 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

(فصل) "عسى":
قال جمال الدين محمد بن علي الموزعي المعروف بابن نور الدين (ت: 825هـ): ((فصل) "عسى":
كلمة معناها القرب والدنو، وتأتي على وجهين:
أحدهما: تكون فعلًا جامدًا ولك في استعمالها مذهبان:
أحدهما: أن تكون بمنزلة قارب فيكون لها مرفوع ومنصوب فتعمل عمل "كان"، فترفع الاسم وتنصب الخبر، إلا أنه يجب كون الخبر «"أن" مع الفعل» متأولًا بالمصدر، كقوله تعالى: {عسى ربكم أن يرحمكم}، ويندر مجيئه مفردًا، كقولهم: «"عسى" الغوير أبؤسًا».
ثانيهما: أن تكون بمنزلة قرب، فلا يكون لها إلا مرفوع ويجب كونه "أن" مع الفعل في تأويل المصدر، كقوله تعالى: {وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم}.
الثاني: تكون حرفًا كـ "لعل" فتنصب الاسم وترفع الخبر وهو لغة قليلة.
قال الشاعر:
فقلتُ عساها نارُ كأسٍ وعلَّها ..... تشكي فآتي نحوها فأعودها
وقال آخر:
ولي نفسٌ تنازعني إذا ما ..... أقول لها لعلي أو عساني
وقال آخر:
يا أبتا علَّك أو عسان ..... ترى لنا من أمرنا فكاكن
وهذا التفصيل مذهب سيبويه والسيرافي، وقال الجمهور بفعليتها مطلقًا، وقال ابن السراج: وتغلب حرفيتها مطلقًا.
وهي تدل في معناها على الترجي في المحبوب والإشفاق من المكروه، وقد اجتمعا في قوله تعالى: {وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شرٌ لكم}، و"عسى" من الله واجبة الوقوع في القرآن إلا قوله تعالى: {عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجًا خيرًا منكن}.
وقال أبو عبيدة: "عسى" من الله سبحانه إيجاب، فجاءت على إحدى لغتي العرب لأن "عسى" رجاء ويقين، وأنشد لابن مقبل:
ظني بهم كعسى وهم بتنوفةٍ ..... يتنازعون جوائز الأمثال
أي: ظني بهم يقين.
وفي "عسى" خلاف في لغاتها، قال الفارسي: يجوز كسر "السين" فيها مطلقًا سواء جردت أو أسندت إلى الضمير، وقال أبو عبيدة: لا يجوز كسره بحال، والصحيح الذي عليه الجمهور جواز الكسر بشرط إسنادها إلى "التاء" أو "النون"، أو "نا" والفتح أفصح وقد قرئ بهما قوله تعالى: {فهل عسيتم إن توليتهم أن تفسدوا في الأرض}، قرأ نافع بالكسر وغيره بالفتح). [مصابيح المغاني: 293 - 297]


رد مع اقتباس