عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 24 جمادى الأولى 1434هـ/4-04-2013م, 01:33 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آَذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا (69) }

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) }

تفسير قوله تعالى: {يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) }
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( ومما يفسر من كتاب الله جل وعز تفسيرين متضادين قوله تبارك وتعالى: {إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا}، فقال بعض الناس: المعنى لو كانت الأمانة يجوز أن تعرض على السموات والأرض والجبال لكانت تأبى تحملها، ولكنها موات لا تعقل، والأمانة لا تعرض على ما لا يعقل. وقال هذا من باب المجاز، كقول العرب: شكا إلي بعيري طول السير، معناه لو كان يعقل لشكا، ولكنه لا يعقل ولا يشكو.
وقال غيرهم: الأمانة عرضها الله على السموات والأرض والجبال بعقل ركبه فيها، حتى عرفت معنى العرض، وعقلت الرد.
ذهب إلى هذا سادات أهل العلم وقالوا: مجراه مجرى كلام الذئب، وتسبيح الحصى، وسجود البهائم، للنبي صلى الله عليه وسلم. حدثنا محمد بن يونس، قال: حدثنا بشر بن عمرو الزهراني، قال: حدثنا شعبة، عن أبي بشر، عن مجاهد، عن ابن عباس في قوله: {إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن
يحملنها وأشفقن منها}، فلم تقبلها الملائكة، فلما خلق الله تعالى عز وجل آدم عليه السلام عرضها عليه، فقال: يا رب ما هي؟ قال: إن أحسنت جزيتك، وإن أسأت عذبتك، قال: فقد تحملها يا رب، قال: فما كان بين أن تحملها وبين أن أخرج من الجنة، إلا كقدر ما بين الظهر والعصر.
وحدثنا محمد، قال: حدثنا قبيصة بن عقبة، قال: حدثنا الحر بن جرموز، عن ماهات، قال: الأمانة الطاعة.
وأخبرنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا يوسف القطان، قال: خبرنا يعلى بن عبيد، عن جويبر، عن الضحاك، قال: الأمانة: الفرائض على كل مؤمن: ألا يغش مؤمنا، ولا معاهدا في قليل ولا كثير؛ فمن انتقص شيئا من الفرائض فقد خان الأمانة.
أخبرنا عبد الله، قال: حدثنا أحمد بن المنصور، قال: حدثنا عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، قال: الأمانة: الفرائض، عرضها الله تبارك وتعالى على السموات والأرض والجبال، إن أدوها أثابهم، وإن ضيعوها عذبهم، فكرهوا ذلك وأشفقوا من غير معصية، ولكن تعظيما لدين الله تبارك وتعالى ألا يقوموا به،
ثم عرضها على آدم عليه السلام فقبلها بما فيها؛ فهو قوله جل وعز: {وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا}، أي غرا بأمر الله سبحانه.
وأخبرنا عبد الله، قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم، قال حدثنا حجاج، عن ابن جريج، قال: حدثت أن الله لما خلق السموات والأرض والجبال، قال: إني فارض فريضة، وخالق جنة ونارا، وثوابا لمن أطاعني، وعقابا لمن عصاني، فقالت السموات: خلقتني وسخرت في الشمس والقمر والنجوم والرياح والسحاب والغيوث، فأنا مسخرة على ما خلقتني، لا أتحمل فريضة، ولا أبغي ثوابا ولا عقابا. وقالت الأرض: خلقتني وسخرت في الأنهار؛ وأخرجت مني الثمار، وخلقتني لما شئت، فأنا لا أتحمل فريضة، ولا أبغي ثوابا ولا عقابا. وقالت الجبال: خلقتني رواسي للأرض، فأنا على ما خلقتني، ولا أتحمل فريضة، ولا أبغي ثوابا ولا عقابا. فلما خلق آدم عليه السلام عرض ذلك عليه فتحمله، فقال الله جل وعز: {إنه كان ظلوما}، ظلمه نفسه في خطيئته، {جهولا}، بعقاب ما تحمله.
وقال بعض المفسرين: إن الله جل اسمه لما استخلف آدم عليه السلام على ذريته، وسلطه على جميع ما في الأرض
من الأنعام والطير والوحش، عهد إليه عهدا أمره فيه، ونهاه وحرم عليه وأحل له، فقبله، ولم يزل عاملا به حتى حضرته الوفاة، فلما حضرته الوفاة، سأل الله جل وعلا أن يعلمه من يستخلف بعده، ويقلده من الأمر ما قلده، فأمره أن يعرض ذلك على السموات والأرض والجبال بالشرط الذي أخذ عليه من الثواب إن أطاع، ومن الغضب إن عصى، فأبت السموات والأرض والجبال ذلك؛ إشفاقا من معصية الله جلا وعلا وغضبه، ثم أمره أن يعرض ذلك على ولده ففعل، فقبله ولده، ولم يتهيب منه ما تهيبت السموات والأرض والجبال، فقال الله جل وعز: {إنه كان ظلوما جهولا}، أي بعاقبة ما تقلد لربه جل وعلا، وقال بعد: {ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات}، أي عرضنا ذلك عليه ليتبين إيمان المؤمن فيتوب الله عليه، ونفاق المنافق فيعاقبه الله عز وجل: {وكان الله غفورا رحيما}.
وقال آخرون: محال أن يكون الله جل وعلا عرض الأمانة على السموات في ذاتها، لأنها مما لا يكلف عملا، ولا يعقل ثوابا، وإنما المعنى: إنا عرضنا الأمانة على أهل السموات وأهل الأرض وأهل الجبال فأبوا أن يحملوها،
فحذف (الأهل) وقام الذي بعده مقامه، وجعل (أبين) للسموات والأرض والجبال لقيامها مقام الأهل، كما قالوا: يا خيل الله اركبي، وأبشري بالجنة، أرادوا: يا فرسان خيل الله اركبوا، فأقيم الخيل مقام الفرسان، وصرف الركوب إليها، والإنسان عندهم الكافر، وهو الذي وصفه الله تعالى بالظلم والجهل، إذ لم يفكر فيما فكر فيه مؤمنو أهل السموات والأرض والجبال.
وقال آخرون: ما عرض الله جل ذكره الأمانة على السموات والأرض قط، وإنما هذا من المجاز على قول العرب: عرضت الحمل على البعير فأبى أن يحمله، أي وجدت البعير لا يصلح للحمل ولا للعرض، فكذلك السموات والأرض والجبال، لا تصلح للأمانة ولا لعرضها عليها). [كتاب الأضداد: 388-392]

تفسير قوله تعالى: {لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (73) }
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (قوله: {إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها}
...
وقال بعد: {ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات}، أي عرضنا ذلك عليه ليتبين إيمان المؤمن فيتوب الله عليه، ونفاق المنافق فيعاقبه الله عز وجل: {وكان الله غفورا رحيما} ). [كتاب الأضداد: 391] (م)

رد مع اقتباس