الموضوع: مسائل في السحر
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 6 جمادى الأولى 1435هـ/7-03-2014م, 10:13 PM
أروى المطيري أروى المطيري غير متواجد حالياً
فريق تنسيق النصوص
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 405
افتراضي

هل للسحر حقيقة؟

قالَ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ إبْرَاهِيمَ الإسْمَاعِيلِيُّ (ت:371هـ) في اعْتِقَادِ أَئِمَّةِ الحَدِيثِ: (وَيُؤْمِنُونَ بأَنَّ اللهَ تَعَالَى خَلَقَ الشَّيَاطِينَ تُوَسْوِسُ للآدَمِيِّينَ وَيَخْدَعُونَهُمْ وَيَغُرُّونَهُمْ، وَأَنَّ الشَّيْطَانَ يَتَخَبَّطُ الإِنْسَانَ،وَأَنَّ فِي الدُّنْيَا سِحْرًا وَسَحَرَةً، وَأَنَّ السِّحْرَ وَاسْتِعْمَالَهُ كُفْرٌ مِنْ فَاعِلِهِ مُعْتَقِدًا لَهُ نَافِعًا ضَارًّا بغَيرِ إِذْنِ اللهِ). [اعتقاد أئمة الحديث]
قالَ هِبَةُ اللهِ بنُ الحَسَنِ بن مَنصُورٍ اللاَّلَكَائِيُّ (418 هـ): (سِيَاقُ مَا رُوِيَ فِي أَنَّ السِّحْرَ لَهُ حَقِيقَةٌ، قالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ} [البقرة: 102]، وَقَالَ: {فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ} [يونس: 80]، وقال: {وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ (116)} [الأعراف: 116]، وَعَنْ عُمَرَ وَعُثْمَانَ وَجُنْدَبَ وَعَائِشَةَ وَحَفْصَةَ أَنَّهُمْ أَمَرُوا بقَتْلِ السَّاحِرِ). [شرح أصول اعتقاد أهل السنة:5/364]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الفَضْلِ التَّيْمِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ (ت:535هـ): (فَصْلٌ فِي بَيَانِ أَنَّ السِّحْرَ لَهُ حَقِيقَةٌ قالَ اللهُ عزَّ وَجَلَّ: {وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ} [البقرة: 102] وَقَالَ: {فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ...} [يونس: 80]. وَقَالَ: {وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ (116)} [الأعراف: 116].
وَعَنْ عُمَرَ وَعُثْمَانَ وَجُنْدبَ وَعَائِشَةَ وَحَفْصَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ أَنَّهُمْ أَمَرُوا بقَتْلِ السَّاحِرِ).[الحجة في بيان المحجة:1/519]
قالَ مُحْيِي الدِّين يَحْيَى بنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت:676هـ): (قَالَ الإِمَام المَازِرِيُّ رَحِمَهُ اللَّه: مَذْهَبُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَجُمْهُورِ عُلَمَاءِ الأمَّةِعَلَى إِثْبَاتِ السِّحْرِ، وَأَنَّ لَهُ حَقِيقَةً كَحَقِيقَةِ غَيْرِه مِنَ الأشْيَاءِ الثَّابِتَةِ، خِلافًا لِمَنْ أَنْكَرَ ذَلِكَ وَنَفَى حَقِيقَتَه، وَأَضَافَ مَا يَقَعُ مِنْهُ إِلَى خَيَالاتٍ بَاطِلَة لا حَقَائِقَ لَهَا، وَقَدْ ذَكَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِه، وَذَكَرَ أَنَّهُ مِمَّا يُتَعَلَّمُ، وَذَكَرَ مَا فِيهِ إِشَارَةً إِلَى أَنَّهُ مِمَّا يُكَفَّرُ بِهِ، وَأَنَّهُ يُفَرِّقُ بَيْنَالمَرْءِ وَزَوْجِه، وَهَذَا كُلُّه لا يُمْكِنُ فِيمَا لا حَقِيقَةَ لَهُ، وَهَذَا الحَدِيثُ [يريدُ حديثَ عائشةَ] أَيْضًا مُصَرَّحٌ بِإِثْبَاتِهِ، وَأَنَّهُ أَشْيَاءُ دُفِنَتْ وَأُخْرِجَتْ، وَهَذَا كُلُّه يُبْطِلُ مَا قَالُوهُ، فَإِحَالَةُ كَوْنِه مِنَالحَقَائِقِ مُحَالٌ، وَلا يُسْتَنْكَرُ فِي العَقْلِ أَنَّ اللَّه سُبْحَانَه وَتَعَالَى يَخْرِقُالعَادَةَ عِنْدَ النُّطْقِ بِكَلامٍ مُلَفَّقٍ، أَوْ تَرْكِيبِ أَجْسَامٍ، أَوِالمَزْجِ بَيْن قُوًى عَلَى تَرْتِيبٍلا يَعْرِفُهُ إِلا السَّاحِرُ.
وَإِذَا شَاهَدَ الإِنْسَانُ بَعْضَ الأجْسَامِ مِنْهَا قَاتِلَةُ كَالسُّمُومِ، وَمِنْهَا مُسْقِمَةٌ كَالأدْوِيَةِ الحَادَّةِ، وَمِنْهَا مُضِرَّةٌ كَالأدْوِيَةِ المُضَادَّة لِلْمَرَضِ لَمْ يَسْتَبْعِدْ عَقْلُه أَنْ يَنْفَرِدَ السَّاحِرُ بِعِلْمِ قُوًى قَتَّالَةٍ، أَوْ كَلامٍ مُهْلِكٍ، أَوْ مُؤَدٍّ إِلَى التَّفْرِقَةِ). [شرح صحيح مسلم: 14/396]
قالَ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الخَازِنُ (ت: 725هـ):(فَصْلٌ: وقبلَ الشُّروعِ في التفسيرِ نذْكُرُ معنى الحديثِ، وما قِيلَ فيهِ، وما قِيلَ في السِّحْرِ، وما قِيلَ في الرُّقَى
قَوْلُهَا في الحديثِ: إنَّ النبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ سُحِرَ حتَّى كانَ يُخَيَّلُ إليهِ أَنَّهُ يَصْنَعُ الشيءَ ولم يَصْنَعْهُ.
قال الإمامُ المَازِرِيُّ: مَذْهَبُ أهلِ السُّنَّةِ وجمهورِ علماءِ الأُمَّةِ على إِثْبَاتِ السِّحْرِ، وأنَّ لهُ حقيقةً كحقيقةِ غيرِهِ من الأشياءِ الثابتةِ، خِلافاً لمَنْ أنكَرَ ذلكَ ونَفَى حَقِيقَتَهُ، وأضافَ ما يَقَعُ منهُ إلى خَيَالاتٍ باطِلَةٍ لا حقائِقَ لها، وقدْ ذكرَهُ اللَّهُ في كتابِهِ، وذكَرَ أنَّهُ مِمَّا يُتَعَلَّمُ، وذكرَ ما فيهِ إشارةً إلى أَنَّهُ مِمَّا يُكَفَّرُ بِهِ، وأنَّهُ يُفَرِّقُ بينَ المرءِ وزَوْجِهِ، وهذا كُلُّهُ لا يُمْكِنُ أنْ يكونَ ممَّا لا حقيقةَ لهُ.
وهذا الحديثُ الصحيحُ مُصَرَّحٌ بإِثْبَاتِهِ، ولا يُسْتَنْكَرُ في العقلِ أنَّ اللَّهَ تعالى يَخْرِقُ العادةَ عندَ النُّطْقِ بكلامٍ مُلَفَّقٍ أوْ تَرْكِيبِ أجْسَامٍ أو المَزْجِ بينَ قُوًى لا يَعْرِفُهَا إلاَّ الساحرُ، وأنَّهُ لا فاعلَ إلاَّ اللَّهُ تعالى، وما يَقَعُ مِنْ ذلكَ فهوَ عادَةٌ أَجْرَاهَا اللَّهُ تعالى على يَدِ مَنْ يشاءُ مِنْ عِبَادِهِ). [لباب التأويل: 4/500]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ): (فهذه السورةُ تَضَمَّنَتْ الاستعاذةَ مِن جميعِ أنواعِ الشرورِ عُمُوماً وخُصوصاً، ودَلَّتْ على أنَّ السِّحرَ له حقيقةٌ، يُخْشَى مِن ضَرَرِهِ، ويُسْتَعَاذُ باللَّهِ مِنه ومِن أهلِه).
[تيسير الكريم الرحمن: 4/2001]


رد مع اقتباس