الموضوع: حرف اللام
عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 23 ذو الحجة 1438هـ/14-09-2017م, 01:32 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي


شرح ابن نور الدين الموزعي (ت: 825هـ)

باب "اللام" وما أوله "اللام"
"اللام"
قال جمال الدين محمد بن علي الموزعي المعروف بابن نور الدين (ت: 825هـ): (باب "اللام" وما أوله "اللام"
أما "اللام" فعلى ضربين: متحركة وساكنة.
فالساكنة: "لام" التعريف وقد تقدمت في باب "الهمزة".
وأما المتحركة: فعلى ثلاثة أقسام: "لام" الإضافة و"لام" الأمر و"لام" التوكيد.
فأما "لام" الإضافة فهي "لام" الجر وهي مكسورة إلا إذا دخلت على الضمير أو المستغاث للفرق بين المستغاث له والمستغاث به، ولهذا تكسر عند أمن اللبس وذلك في حال العطف كقول الشاعر:
..... يا للرجال وللشبان للعجب .....
ولها أحد وعشرون معنى:
الأول: الملك، وذلك في كل ما يقبل الملك نحو قوله تعالى: {لله ما في السموات وما في الأرض}، ونقل عن بعض النحويين إنكار الملك بدليل قولك: هذا أخ لعبد الله، وأما قولهم: هذا الغلام لزيد، فإنما عرف الملك بدليل آخر، قال بعض المتأخرين المحققين: والظاهر أن أصل معانيها الاختصاص، وهو المعنى الثاني: وهو فيما لا يقبل الملك، ولكنه يختص به المسند إليه دون غيره من غير استحقاق نحو: الجنة للمؤمنين، والحصير للمسجد، والسرج للدابة، والقميص للعبد.
الثالث: الاستحقاق وهي الواقعة بين معنى وذات تستحق ذلك المعنى نحو: الحمد لله والعزة لله والملك لله، ونحو: {ويلٌ للمطففين}، ولما كان الاختصاص أعم من الملك لأن من ملك شيئًا فقد اختص به ولا عكس اكتفى بعضهم بذكر الاختصاص عن الملك، ولما كان الاستحقاق معنى يخالف الاختصاص قسمه المحققون إلى ثلاثة أقسام القسمين السابقين وهذا الثالث.
الرابع: التمليك، كقولك: وهبت لزيد دينارًا.
الخامس: شبه التمليك، كقوله: {جعل لكم من أنفسكم أزواجًا}.
السادس: التعليل، كقول امرئ القيس:
..... ويوم عقرت للعذارى مطيتي .....
ومنه قوله تعالى: {وإنه لحب الخير لشديدٌ} أي: من أجل حب المال لبخيل، وقوله تعالى: {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا} بكسر "اللام" في قراءة حمزة والكسائي، ومن التعليل: "اللام" الثانية في الاستغاثة كقولك: يا لزيد لعمرو، و"لام" "كي"، كقوله تعالى: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس}.
فإن قيل: لم جاز أن يكون الفتح المبين الذي امتن الله به على نبيه صلى الله عليه وسلم سببًا للمغفرة في قوله تعالى: {إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر} فالجواب عنه من ثلاثة أوجه:
أحدها: أن الفتح وإن كان من الله فكل فعل يفعله العبد من خير فالله الموفق له والميسر ثم يجازي عليه تكرمًا.
والثاني: أنه إشارة إلى إجابة استغفاره عند مجيء الفتح أعلمه أنه إذا جاء الفتح واستغفر غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر على حد قوله تعالى: {إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجًا فسبح بحمد ربك واستغفره}.
الثالث: ذكره قوم، والمعنى: إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا لتهتدي أنت والمسلمون فيكون سببًا للغفران.
السابع: موافقة "إلى"، كقوله تعالى: {بأن ربك أوحى لها}، وقوله تعالى: {كلٌّ يجري لأجلٍ مسمى}، وقوله تعالى: {إننا سمعنا مناديًا ينادي للإيمان}.
الثامن: موافقة "على"، كقوله تعالى: {ويخرون للأذقان}، وقوله تعالى: {دعانا لجنبه}، قال الشاعر:
فشققت بالرمح الطويل ثيابه ..... فخر صريعًا لليدين وللفم
وكقوله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها: «واشترطي لهم الولاء»، أي: "عليهم"، وقال ابن النحاس: أي "من" أجلهم، ولا نعرف في العربية لهم بمعنى عليهم.
التاسع: مرادفة "في"، كقول الله سبحانه: {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة} أي "في" يوم القيامة، وقوله تعالى: {لا يجليها لوقتها إلا هو}.
العاشر: مرادفة "مع"، قاله بعضهم، وأنشد قول متمم:
فلما تفرقنا كأني ومالكًا ..... لطول اجتماع لم نبت ليلةً معًا.
الحادي عشر: مرادفة "عند"، كقولهم: كتبته لخمس خلون، قال النباغة:
توهمتُ آيات لها فعرفتها ..... لستة أعوامٍ وذا العام سابعُ
أي: "عند" ستة أعوام، وجعل منه ابن جني قراءة الجحدري {بل كذبوا بالحق لما جاءهم} بكسر "اللام" وتخفيف "الميم"، وهذه "اللام" يسميها بعضهم: "لام" التاريخ.
الثاني عشر: موافقة "بعد"، كقول الله تعالى: {أقم الصلاة لدلوك الشمس}، أي: "بعد" دلوك الشمس، وأنشد بعضهم عليه قول متمم.
الثالث عشر: موافقة "من"، نحو: سمعت له صراخًا، قال جرير:
لنا الفضل في الدنيا وأنفك راغمٌ ..... ونحن لكم يوم القيامة أفضل
الرابع عشر: التبليغ، وهي الجارة لاسم السامع لقول أو ما في معناه نحو: قلت له وأذنت له.
الخامس عشر: موافقة "عن"، كقوله تعالى: {وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرًا ما سبقونا إليه} قاله ابن الحاجب، وقيل: هي "لام" التعليل، قاله ابن مالك غيره، وقيل: "لام" التبليغ والتفت عن الخطاب إلى الغيبة، أو يكون اسم المقول لهم محذوفًا، أي: قالوا لطائفة من المؤمنين لما سمعوا بإسلام طائفة أخرى، وهذا القول حسن؛ لأنه جاء في التفسير: أن الكافرين هنا هم اليهود، قالوا ذلك في شأن عبد الله بن سلام ومن أسلم معه، وهكذا حيث دخلت "اللام" على غير المقول له، فالتأويل على بعض ما ذكرناه نحو: {قلت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا}، وقوله تعالى: {ولا أقول للذين تزدري أعينكم لن يؤتيهم الله خيرًا}، وقول الشاعر:
كضرائر الحسناء قلن لوجهها ..... حسدًا وبغيًا إنه لدميم
السادس عشر: الصيرورة، وتسمى "لام" العاقبة، وتسمى "لام" المآل كقوله تعالى: {فالتقطه آل فرعن ليكن لهم عدوًا وحزنًا}، وكقول الشاعر:
فللموت تغذو الوالدات سخالها ..... كما لخراب الدور تبنى المساكن
وقول الآخر:
جاءت لتطعمه لحمًا ويفجعها ..... بابنٍ فقد أطعمت لحمًا وقد فجعا
وهي لم تجيء لذلك، وقول الآخر:
فإن يكن الموت أفناهم ..... فللموت ما تلدُ الوادة
وعندي في المثال الثاني نظر، فإن "اللام" في قوله: فللموت ما تلد الوالدة، للاختصاص.
وأنكر البصريون "لام" العاقبة، قال الزمخشري: والتحقيق أنها "لام" العلة وأن التعليل فيها وارد على طريق المجاز وبيانه أنه لم يكن داعية فرعون إلى الالتقاط أن يكون لهم عدوًا وحزنا، غير أن ذلك لما كان نتيجة التقاطهم وثمرته، شبه بالقصد لذلك كما شبه بالأسد من يشبه الأسد.
السابع عشر: القسم والتعجب معًا، ويختص باسم الله سبحانه كقول امرئ القيس:
لله يبقى على الأيام ذو حيدٍ ..... بمشمخر به الضيان والآس
الثامن عشر: التعجب المجرد عن القسم، وتستعمل مع النداء، كقولك: يا للعجب، وكقولهم: يا للماء ويا للعشب، والمعنى: يا عجب احضر فهذا أوانك، وقيل: معناه: يا قوم تعالوا إلى العجب، وللعجب أدعو، قال امرؤ القيس:
فيا لك من ليلٍ كأن نجومه ..... بكل مغار الفتل شدت بيذبل
وتستعمل في غير النداء كقولهم: لله دره فارسًا، ولله أنت، قال الشاعر:
شبابٌ وشيبٌ وافتقارٌ وثروةٌ ..... فلله هذا الدهر كيف ترددا
التاسع عشر: التعدية، ذكره ابن مالك، ومثله ابن هشام بقوله: ما أضرب زيدًا لعمرو، وما أحبه لبكر.
العشرون: التوكيد، وهي "اللام" الزائدة المقوية للعوامل الضعيفة كقوله تعالى: {إن كنتم للرؤيا تعبرون}، وقوله تعالى: {فعالٌ لما يريد}، و"كاللام" المعترضة بين المتعدي ومفعوله كقول الشاعر:
وملكت ما بين العراق ويثربٍ ..... مُلكًا أجار لمسلمٍ ومعاهد
ومنه قوله تعالى: {ردف لكم}، و"كاللام" بين المتضايفين كقول الشاعر:
يا بؤس للحرب التي ..... وضعت أراهط فاستراحوا
الحادي والعشرون: التبيين، وهي "اللام" التي تبين نسبة الحكم إلى محله، كقولهم: سقيا لزيد، ورعيا "له"، وتبًا "له"، وويحًا "له"، ومنه قول الله سبحانه: {هيهات هيهات لما توعدون}، وكقوله: ما أحبني وما أبغضني "له"، فإن قلت لفلان، فأنت فاعل الحب والبغض، وإن قلت إليه فهو الفاعل.
وأما "لام" الأمر، فهي "اللام" الموضوعة للطلب كقولك: ليقم زيد، وتجزم الفعل المستقبل إذا كان الأمر للغائب، سواء كان الأمر مستعملًا في حقيقة وضعه الذي هو الطلب أم لا.
وحركتها الكسر إلا إذا وليت "الواو" و"الفاء" فاسكانها أكثر كقوله تعالى: {فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي}، وقد تسكن بعد "ثم"، وخصه بعضهم بالضرورة، وهو مردود لوروده في القراءات السبع في قوله تعالى: {ثم ليقضوا تفثهم}، وسليمٌ تفتح "اللام".
وربما أمر بها المخاطب، قال الشاعر:
لتقم أنت يا ابن خير قريشٍ ..... فلتقضى حوائج المسلمينا
وفي الحديث: «لتأخذوا مصافكم» ومنه قراءة من قرأ: (فبذلك فلتفرحوا)، وقد تحذف "لام" الأمر في الشعر فتعمل مضمرة، قال الشاعر:
محمد تفد نفسك كل نفسٍ ..... إذا ما خفت من شر تبالا
وقال الشاعر:
فلا تستطل مني بقائي ومدتي ..... ولكن يكن للخير منك نصيب
وقال متمم:
على مثل أصحاب البعوضة فاخمشي ..... لك الويل حر الوجه أو يبك من بكا
وكذلك تحذف "لام" الأمر المواجهة، كقول الشاعر:
قلت لبوابٍ لديه دارها ..... تيذن فإني حمؤها وجارها
فحذف "اللام" وكسر "التاء" على لغة من يقول: أنت تعلم.
وجوز الكسائي حذف "اللام" في الكلام بشرط تقدم قل، وجعل منه قوله تعالى: {قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة}، أي: ليقيموها، ووافقه ابن مالك، وزاد عليه وقوعه بعد القول الخبري ولكنه قليل وأنشد قوله:
قلتُ لبوابٍ لديه دارها ..... تيذن فإني حمؤها وجارها
قال: وليس الحذف بضرورة لتمكنه من أن يقول: ايذن، انتهى.
قال ابن هشام: قيل: وهذا تخلص من ضرورة بضرورة وهي إثبات "همزة" الوصل، قال: وليس كذلك لأنهما بيتان لا بيت واحد مصرع، و"الهمزة" في أول البيت لا في حشوه بخلافها في نحو قول الشاعر:
لا نسب اليوم ولا خُلةً ..... إتسع الخرق على الراقع
واعلم أن أبا حيان قد عاب على ابن مالك قوله في كثير من المواضع: وليس هذا بضرورة لتمكن الشاعر من أن يقول كذا، فالضرورة عنده هي: الإلجاء إلى الشيء، فعلى زعمه لا توجد ضرورة أصلًا؛ لأنه ما من ضرورة إلا ويمكن إزالتها بنظم تركيب آخر، وإنما يعنون بالضرورة: أن ذلك من تراكيبهم الواقعة في الشعر المختصة به ولا يقع في النثر من كلامهم، ولا يعني النحويون بالضرورة أنه لا مندوحة عن النطق إلا بهذا اللفظ، وما قاله أبو حيان حق وصواب.
والجمهور جعلوا الجزم في الآية على حد قولك: ائتني أكرمك.
ودخول هذه "اللام" على فعل المتكلم قليل سواء كان المتكلم واحدًا كقوله صلى الله عليه وسلم: «قوموا فلأصلي لكم» أو معه غيره كقوله تعالى: {وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم} ولكنه أكثر من فعل المخاطب.
وأما "لام" التوكيد فتنقسم إلى سبع:
الأولى: "لام" الابتداء، وفائدتها توكيد مضمون الجملة وتخليص المضارع للحال، كذا قال الأكثرون، واعترض ابن مالك المعنى الثاني بقوله تعالى: {وإن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة}، وقوله تعالى: {إني ليحزنني أن تذهبوا به}، فإن الذهاب كان مستقبلًا، فلو كان حالًا لزم تقديم الفعل في الوجود على فاعله، قال ابن هشام: والجواب أن الحكم في ذلك اليوم واقع لا محالة، فنزل منزلة الحاضر المشاهد، وأن التقدير: قصد أن يذهبوا به، والقصد حال.
و"لام" الابتداء هي "اللام" الداخلة على المبتدأ نحو قوله تعالى: {لأنتم أشد رهبةً في صدورهم من الله}، وقول الشاعرة:
للبس عباءةٍ وتقر عيني ..... أحب إليَّ من لبس الشفوف
والواقعة بعد "إن"، نحو قوله تعالى: {إن ربي لسميعُ الدعاء}، وقوله تعالى: {وإن ربك ليحكم بينهم}.
وهذه "اللام" تسمى المزحلقة بفتح "اللام" و"القاف"؛ لأن أصل: إن زيدًا لقائم لأن زيدًا قائم، فكرهوا افتتاح الكلام بتوكيدين فأخروا "اللام" دون إن حتى لا يتقدم معمول الحر عليه، وسواء كانت ثقيلة أو مخففة، وزعم أبو علي الفارسي وأبو الفتح أنها غير "لام" الابتداء اجتلبت للفرق بين "إن" المخففة وبين "إن" النافية، وقد تقدم الكلام عليها في باب "إن".
وأما "اللام" الداخلة على خبر الابتداء المقدم نحو: لقائم زيد، فمقتضى كلام جماعة جوازه، ومنعه ابن الحاجب فقال في أماليه: "لام" الابتداء يجب معها الابتداء.
وكذا اختلفوا في دخولها على الفعل نحو: ليقوم زيد، فمنعه ابن الحاجب والزمخشري، وقال في قوله تعالى: {ولسوف يعطيك ربك فترضى}، "لام" الابتداء لا تدخل إلا على المبتدأ والخبر، وقدرها الداخلة على المبتدأ والتقدير: ولأنت سوف يعطيك، ووافقهما ابن الخباز وقال: لا تدخل "لام" الابتداء على الجمل الفعلية إلا في باب "إنّ"، وجوز ذلك ابن مالك، والمالقي، وغيرهما.
الثانية:"لام" الجحود، ومعناها توكيد النفي، وهي الواقعة بعد: "ما كان" و"لم يكن"، سواء كان مذكورًا أو مقدرًا، فالمذكور كقول الله سبحانه: {وما كان الله ليطلعكم على الغيب}، وقوله تعالى: {لم يكن الله ليغفر لهم} والمقدرة كقول الشاعر:
فما جمعٌ ليغلب جمع قومي ..... مقاومةً ولا فردٌ لفرد
ولملازمتها النفي سماها أكثرهم "لام" الجحود، قال ابن النحاس: والصواب تسميتها «"لام" النفي» لأن الجحد في اللغة إنكار ما تعرفه"لا" مطلق الإنكار وهذه "اللام" مكسورة، ومن العرب من يفتح "اللام" الداخلة على الفعل ويقرأ: {وما كان الله ليعذبهم}.
الثالثة: الزائدة، وهي الداخلة في خبر "لكن"، كقول الشاعر:
..... ولكنني من حبها لعميد .....
والداخلة في خبر المبتدأ كقول الشاعر:
..... أم الحليس لعجوز شهر به .....
والداخلة في خبر "أنّ" المفتوحة كقراءة سعيد بن جبير {إلا أنهم ليأكلون الطعام} بفتح "الهمزة".
والداخلة في خبر النفي كقول الشاعر:
وما زلت من ليلى لدن أن عرفتها ..... لكالهائم المقصى بكل مراد
الرابعة: "اللام" التي في جواب "لو"، كقوله تعالى: {لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم}، وقوله تعالى: {لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا}.
الخامسة: "اللام" في جواب "لولا"، كقوله تعالى: {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض}.
ودخولها لتأكيد ارتباط احدى الجملتين بالأخرى، ويجوز حذفها، قال الله تعالى: {لو نشاء جعلناه أجاجًا}.
السادسة: "لام" جواب القسم، كقوله تعالى: {وتالله لأكيدن أصنامكم}.
السابعة: "اللام" الداخلة على أداة شرط للإيذان بأن الجواب بعدها مبني على قسم قبلها لا على الشرط، ولهذا سميت "اللام" المؤذنة وتسمى "اللام" الموطئة؛ لأنها وطأت الجواب للقسم أي: مهدته له، ومثالها: قوله تعالى: {لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولن الأدبار}.
وقد تحذف هذه "اللام" مع كون القسم مقدرًا قبل الشرط كقوله تعالى: {وإن أطعتموهم إنكم لمشركون}.
واختلفوا في "اللام" اللاحقة لأسماء الإشارة مثل: "تلك" و"ذلك" فقيل: تدل على البعد، وقيل: تدل على توكيد البعد). [مصابيح المغاني: 370 - 390]


رد مع اقتباس