عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 20 ربيع الثاني 1434هـ/2-03-2013م, 11:17 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي التفسير اللغوي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آَخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الْآَثِمِينَ (106) )

قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو عمرو {شهادة بينكم} يضيف.
الأعرج "شهادة بينكم"، بالرفع، ينون وينصب البين على الظرف.
الحسن وأبو عمرو {ولا نكتم شهادة الله} يضيف.
[معاني القرآن لقطرب: 484]
الشعبي "ولا نكتم شهادة آلله إنا إذا" على اليمين؛ وتكون هذه الألف التي في "آلله" تخفض، كما تخفض الواو؛ لأنهما كالمتعقبتين؛ ألا ترى أنهم لا يقولون "أو الله" فيما سمعنا.
وقد حكي عن الشعبي: "شهادة الله" ينون "شهادة" ويخفض الاسم على اليمين؛ كأنه قال شهادة والله؛ فخفض على إضمار الواو وإعمالها مضمرة، كقولهم "خير، عافاك الله" يريد بخير، فترك الباء؛ وقولهم أيضًا "لاه أبوك" يريدون "لله" فحذف اللام الخافضة؛ وكذلك قولهم: "اللهم لا أفعل"؛ ومن نصف فقال "الله لا أفعل"؛ ومن نصف فقال "الله لا أفعل" فحسن؛ كأنه قال: أعطيك الله.
ومثله قول الشاعر:
ألا رب من قلبي له الله ناصح = ومن قلبه لي في الظباء السوانح
فالخفض لا بأس به على قراءة الشعبي). [معاني القرآن لقطرب: 485]
قالَ مُحمدُ بنُ الجَهْمِ السُّمَّرِيُّ (ت: 277هـ):(وقوله: {شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصيّة اثنان...}
يقول: شاهدان أو وصيّان، وقد اختلف فيه. ورفع الاثنين بالشهادة، أي ليشهدكم اثنان من المسلمين.
{أو آخران من غيركم} من غير دينكم. هذا في السّفر، وله حديث طويل. إلا أنّ المعنى في قوله: {من الذين استحقّ عليهم الأوليان} فمن قال: الأوليان أراد ولّي الموروث؛ يقومان مقام النصرانيّين إذا اتّهما أنهما اختانا، فيحلفان بعد ما حلف النصرانيّان وظهر على خيانتهما، فهذا وجه قد قرأ به عليّ، وذكر عن أبيّ بن كعب.
حدّثنا الفراء قال: حدثني قيس بن الربيع عن عبد الملك عن عطاء عن ابن عباس أنه قال (الأوّلين) يجعله نعتا للذين. وقال أرأيت إن كان الأوليان صغيرين كيف يقومان مقامهما. وقوله (استحقّ عليهم) معناه: فيهم؛ كما قال {واتّبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان} أي في ملك، وكقوله: {ولأصلّبنّكم في جذوع النخل} جاء التفسير: على جذوع النخل.
وقرأ الحسن (الأوّلان) يريد: استحقّا بما حقّ عليهما من ظهور خيانتهما.
وقرأ عبد الله بن مسعود (الأوّلين) كقول ابن عباس. وقد يكون (الأوليان) ها هنا النصرانيّين - والله أعلم - فيرفعهما بـ (استحقّ)، ويجعلهما الأوليين باليمين؛ لأن اليمين كانت عليهما، وكانت البيّنة على الطالب؛ فقيل: الأوليان بموضع اليمين. وهو على معنى قول الحسن.
وقوله أن{تردّ أيمان} غيرهم على إيمانهم فتبطلها). [معاني القرآن للفراء: 1/323-324]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({يا أيّها الّذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصيّة اثنان ذوا عدلٍ مّنكم أو آخران من غيركم إن أنتم ضربتم في الأرض فأصابتكم مّصيبة الموت تحبسونهما من بعد الصّلاة فيقسمان باللّه إن ارتبتم لا نشتري به ثمناً ولو كان ذا قربى ولا نكتم شهادة اللّه إنّا إذا لّمن الآثمين}
وقال: {شهادة بينكم} ثم قال: {اثنان ذوا عدلٍ مّنكم} أي: شهادة بينكم شهادة اثنين. فلما ألقى "الشهادة" قام "الاثنان" مقامها وارتفعا بارتفاعها كما قال: {وسأل القرية} يريد: أهل القرية. وانتصب (القرية) بانتصاب "الأهل" وقامت مقامه. ثم عطف {أو آخران} على "الاثنين"). [معاني القرآن: 1/232]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({يا أيّها الّذين آمنوا شهادة بينكم} قد ذكرتها في كتاب تأويل «المشكل»). [تفسير غريب القرآن: 148]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آَخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الْآَثِمِينَ (106) فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا فَآَخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيَانِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَا وَمَا اعْتَدَيْنَا إِنَّا إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ (107) ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا أَوْ يَخَافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاسْمَعُوا}.
قد اختلف الناس قديما في تأويل هذه الآية والسبب الذي نزلت فيه.
وأنا مخبر من تلك المذاهب والتأويلات، بأشبهها بلفظ الكتاب، وأولاها بمعناه.
وأراد الله عز وجل أن يعرفنا كيف نشده بالوصية عند حضور الموت، فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ} أي: رجلان عدلان من المسلمين تشهدونهما على الوصيّة.
وعلم الله سبحانه أنّ من الناس من يسافر فيصحبه في سفره أهل الكتاب دون المسلمين، وينزل القرية التي لا يسكنها غيرهم، ويحضره الموت فلا يجد من يشهده من المسلمين، فقال: {أَوْ آَخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ} أي: من غير دينكم {إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ} أي: سافرتم {فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ} وتمّ الكلام. فالعدلان من المسلمين للحضر والسفر خاصّة إن أمكن إشهادهما في السفر. والذّميان في السفر خاصة إذا لم يوجد غيرهما.
ثم قال: {تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ} أراد: تحبسونهما من بعد صلاة العصر إن ارتبتم في شهادتهما وشككتم، وخشيتم أن يكونا قد غيّرا، أو بدّلا وكتما وخانا.
وخصّ هذا الوقت، لأنه قبل وجوب الشمس، وأهل الأديان يعظمونه ويذكرون الله فيه، ويتوقّون الحلف الكاذب وقول الزّور، وأهل الكتاب يصلّون لطلوع الشمس وغروبها.
{فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا} أي: لا نبيعه بعرض، ولا نحابي في شهادتنا أحدا ولو كان ذا قربى، ولا نكتم شهادة علمناها.
فإذا حلفا بهذه اليمين على ما شهدا به، قبلت شهادتهما، وأمضي الأمر على قولهما.
وروى معاوية بن عمرو، عن زائدة، عن زكريا، عن الشعبي أنه قال:
مات رجل بدقوقا ولم يشهده إلا نصرانيّان، فأشهدهما على وصيته، فقدما الكوفة وأبو موسى الأشعري عليهما، فتقدّما إليه فأحلفهما في مسجد الكوفة بعد العصر:
بالله ما بدّلا ولا كتما ولا كذبا وأجاز شهادتهما.
فإن عثر بعد هذه اليمين أي: {فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا} أي: حنثا في اليمين بكذب في قول، أو خيانة في وديعة {فَآَخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيَانِ} أي: قام في اليمين مقامهما رجلان من قرابة الميت الذين استحق منهم الأوليان، وهما الوليّان، يقال: هذا الأولى بفلان، ثم يحذف من الكلام بفلان، فتقول:
هذا الأولى، وهذان الأوليان، كما تقول: هذا الأكبر، في معنى الكبير، وهذا الأكبران، وعليهم بمعنى (منهم)، كما تقول: استحققت عليك كذا، واستوجبت عليك كذا، وأي: استحققته منك، واستوجبته منك، وقال الله سبحانه: {الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ} [المطففين: 2].
أي من الناس.
وقال صخر الغيّ:
متى ما تنكروها تعرفوها على أقطارها علق نفيث
يريد: من أقطارها.
فإذا أقام الوليان مقام الذّمّيين لليمين، حلفا بالله لقد ظهرنا على خيانة الذميين وكذبهما وتبديلهما، وما اعتدينا عليهما، ولشهادتنا أحقّ من شهادتهما أي: أصحّ لكفرهما وإيماننا.
فإذا حلف الوليان على ما ظهرا عليه، رجع على الذّمّيين بما اختانا، ونقض ما مضى عليه الحكم بشهادتهما.
ثم قال سبحانه: {ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا} أي: هذا الحكم أقرب بهم إلى أن يأتوا بالشهادة على وجهها، يعني أهل الذمة {أَوْ يَخَافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمَانٌ} على أولياء الميت {بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ} فيحلّفوا على خيانتهم وكذبهم، فيفضحوا، أو يغرّموا.
وأكثر العلماء يذهب إلى أن هذا باب من الحكم (محكم) وأنه لم ينسخ من سورة المائدة شيء، لأنها آخر ما نزل.
وبعضهم يذهب إلى أنه منسوخ بقوله سبحانه:
{وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ}). [تأويل مشكل القرآن: 377-381]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (يا أيّها الّذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصيّة اثنان ذوا عدل منكم أو آخران من غيركم إن أنتم ضربتم في الأرض فأصابتكم مصيبة الموت تحبسونهما من بعد الصّلاة فيقسمان باللّه إن ارتبتم لا نشتري به ثمنا ولو كان ذا قربى ولا نكتم شهادة اللّه إنّا إذا لمن الآثمين (106)
معناه أنّ الشهادة في وقت الوصية هي للموت ليس أن الموت حاضره وهو يوصي بما يقول الموصي، صحيحا كان أو غير صحيح: إذا حضرني الموت، أو إذا مت فافعلوا واصنعوا.
والشهادة ترتفع من جهتين:
أحدهما أن ترتفع بالابتداء ويكون خبرها " اثنان "، والمعنى شهادة هذه الحال شهادة اثنين، فتحذف شهادة ويقوم اثنان مقامها.
ويجوز أن يكون رفع (شهادة بينكم) على قوله وفيما فرض اللّه عليكم في شهادتكم أن يشهد اثنان، فيرتفع اثنان بشهادة، والمعنى أن يشهد اثنان فيرتفع اثنان بشهادة، والمعنى أ، يشهد اثنان ذوا عدل منكم.
معنى " منكم " قيل: فيه قولان:
قال بعضهم: منكم من أهل دينكم. (أو آخران من غيركم) من غير أهل ملّتكم.
وقال بعضهم: (ذوا عدل منكم) من أهل الميت، أو آخران من غيركم من غير أهل الميّت، واحتج هؤلاء بأن قوله: (فيقسمان باللّه إن ارتبتم لا نشتري به ثمنا ولو كان ذا قربى) يدل على أن منكم من ذوي قراباتكم.
وقال هؤلاء إذا كانوا أيضا عدولا من قرابات الميّت، فهم أولى لأنهم أعلم بأحوال الأهل من الغرائب، وأعلم بما يصلحهم، واحتجوا أيضا بأن (ذوى عدل) لا يكونان من غير أهل ملة الإسلام لأن الكفر قد باعد من العدالة.
فأعلم اللّه عزّ وجلّ أن الوصية ينبغي أن يكون شاهدها عدلين من أهل الميت أو من غير أهله إن كان الموصي في حضر وكذلك إن كان في سفر.
فقوله: (إن أنتم ضربتم في الأرض فأصابتكم مصيبة الموت).
ذكر الموت في السفر بعد قوله: إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية، فكان في الآية - واللّه أعلم - دليلا على الشهادة في الحضر والسفر.
وقد جاء في التفسير أن اثنين كانا شهدا في السفر غير مسلمين وللإجماع أن الشهود لا يجب أن يحلفوا.
وقد أجاز قوم في السفر شهادة الذّميين.
وقال الله عز وجل: (وأشهدوا ذوي عدل منكم وأقيموا الشّهادة للّه) وقال: (ممّن ترضون من الشهداء)
والشاهد إذا علم أنه كذاب لم تجر أن تقبل شهادته، وقد علمنا أن النصارى زعمت أن الله ثالث ثلاثة وأن اليهود قالت إن العزير ابن الله وعلمنا أنهم كاذبون، فكيف يجوز أن تقبل شهادة من هو مقيم على الكذب؟
ومعنى قوله: (تحبسونهما من بعد الصّلاة فيقسمان باللّه).
كان الناس بالحجاز يحلفون بعد صلاة العصر، لأنه وقت اجتماع الناس.
وقوله: (إن ارتبتم).
إن وقع في أنفسكم منهم ريب، أي ظننتم بهم ريبة). [معاني القرآن: 2/214-216]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت} وقرأ الأعرج (شهادة بينكم) وقرأ أبو عبد الرحمن (شهادة بينكم) فمن قرأ (شهادة بينكم) و(شهادة بينكم) فالمعنى عنده شهادة اثنين ثم حذف شهادة وأقام اثنين مقامها في الإعراب ويجوز أن يكون المعنى ليكن أن يشهد اثنان ومن قرأ (شهادة بينكم) فهو عنده بغير حذف والمعنى أن يشهد اثنان). [معاني القرآن: 2/375]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (فأما قوله تعالى: {اثنان ذوا عدل منكم أو آخران من غيركم ففي} هذا اختلاف كبير قال أبو موسى الأشعري وابن عباس ذو عدل منكم من أهل دينكم أو آخران من غيركم من أهل الكتاب وقال بهذا القول من التابعين عبيدة وسعيد بن المسيب وسعيد بن جبير وشريح وابن سيرين والشعبي
وقال الحسن والزهري ذوا عدل منكم من أقربائكم لأنهم أعلم بأموركم من غيرهم {أو آخران من غيركم} من غير أقربائكم من المسلمين وقال من احتج لهذا القول قد أجمع المسلمون على أن شهادة أهل الكتاب لا تجوز على المسلمين في غير الوصية وإجماعهم يقضي على اختلافهم وقال جل وعز: {ممن ترضون من الشهداء} فدل هذا على أن أحدا منهم ممن لا يرضى فالكافر يجب أن لا يرضى به أيضا فإنه قال جل وعز: {تحبسونهما من بعد الصلاة} فكيف يعظم الكافر الصلاة
وقال إبراهيم النخعي الآية منسوخة نسخها {وأشهدوا ذوي عدل منكم} وقال زيد بن أسلم كان ذلك والأرض حرب والناس يتوارثون بالوصية وتوفي رجل وليس عنده أحد من أهل الإسلام فنزلت هذه الآية ثم نسخت الوصية وفرضت الفرائض ومعنى {تحبسونهما من بعد الصلاة} من بعد صلاة العصر ومعنى {لا نشتري به ثمنا} بما شهدنا عليه). [معاني القرآن: 2/376-378]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {ولو كان ذا قربى} معناه وإن كان ذا قربى كما قال سبحانه: {ولو افتدى به}). [معاني القرآن: 2/378]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {ولا نكتم شهادة الله إنا إذا لمن الآثمين}
وقرأ عبد الله بن مسلم (ولا نكتم شهادة الله) وهو يحتمل معنيين أحدهما أن المعنى ولا نكتم الله شهادة والمعنى الآخر ولا نكتم شهادة والله ثم حذف الواو ونصب وقرأ الشعبي (ولا نكتم شهادة الله) هذا عند أكثر أهل العربية لحن وإن كان سيبوبه قد أجاز حذف القسم والخفض وقرأ أبو عبد الرحمن (ولا نكتم شهادة الله) على الاستفهام). [معاني القرآن: 2/378-379]

تفسير قوله تعالى: (فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا فَآَخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيَانِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَا وَمَا اعْتَدَيْنَا إِنَّا إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ (107) )
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( (فإن عثر على أنّهما استحقّا إثماً) (107)؛ أي: فإن ظهر عليه، ووقع، وهو من قولهم: (عثرت على الغزل بأخرة، فلم تدع بنجدٍ قردةً).
(استحقّ عليهم الأولين) (107): واحدها الأولى؛ ومن قرأها: الأوليان، فالواحدة منها: الأولى). [مجاز القرآن: 1/181]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({فإن عثر على أنّهما استحقّا إثماً فآخران يقومان مقامهما من الّذين استحقّ عليهم الأوليان فيقسمان باللّه لشهادتنا أحقّ من شهادتهما وما اعتدينا إنّا إذا لّمن الظّالمين}
وقال: {من الّذين استحقّ عليهم الأوليان} أي: من الأوّلين الذين استحقّ عليهم. وقال بعضهم {الأوليان} وبها نقرأ. لأنه حين قال: {يقومان مقامهما من الّذين استحقّ عليهم} كان كأنه قد حدهما حتى صارا كالمعرفة في المعنى فقال: {الأوليان} فأجرى المعرفة عليهما بدلا. ومثل هذا مما يجري على المعنى كثير. قال الراجز:
عليّ يوم تملك الأمورا = صوم شهورٍ وجبت نذورا
=وبدناً مقلّداً منحورا
فجعله على "أوجب" لأنه في معنى "قد أوجب"). [معاني القرآن: 1/232]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن "من الذين استحق عليهم الأولان".
ابن عباس رحمه الله {استحق عليهم الأولين} وهي قراءة ابن مسعود.
قراءة ابن سيرين "استحق عليهم الأوليين".
قراءة علي بن أبي طالب عليه السلام وأبي عمرو {الأوليان}.
أما قراءة الحسن فكأنها على "استحق عليهم الأولان يصيران فاعلين بـ: "استحق"؛ وأما قراءة ابن عباس رحمه الله، فكأنها "من الأولين الذين استحق عليهم"؛ كقولك "من الذين في الدار إخوتك وأصحابك".
وكذلك قراءة ابن سيرين؛ كأنه "من الأوليين اللذين استحق عليهم" وتكون "الأوليين" جميعًا؛ لأنك قد تقول هم الأولى؛ لأن "أفعل" قد تقع للواحد وللجميع؛ وقد يجوز أن يكون أراد اثنين، فجعل "الذين" لهما، كقوله {هذان خصمان اختصموا في ربهم}، وكقوله {فإن كان له إخوة فلأمه السدس} وكان زيد يحجب بأخوين.
وأنشد:
إنا إذا داعي الصباح ثوبا = كنا الأكرمين الأطيبا
[قال أبو الحسن: كذا أنشدنا]:
وأما قراءة علي رضي الله عنه {الأوليان}، فتكون على مثل "الأولان" رفعًا بالفعل). [معاني القرآن لقطرب: 486]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله عز وجل {فإن عثر على أنهما} قالوا: عثرت عليه، أعثر عثرًا وعثورًا؛ أي اطلعت عليه؛ والعثر والعثر والعثور الطلوع على الشيء، {وكذلك أعثرنا عليهم} من ذلك؛ كأنه أطلعنا عليهم.
وأما في المشي: فعثر في مشيه عثارًا). [معاني القرآن لقطرب: 502]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {فإن عثر}: ظهر).[غريب القرآن وتفسيره: 133]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({فإن عثر} أي ظهر {الأوليان} الوليّان). [تفسير غريب القرآن: 148]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : (ومن ذلك: {فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ} أكثر القرّاء يقرؤون فأصدق أكن بغير واو. واعتلّ بعض النحويين في ذلك بأنها محمولة على موضع فأصّدّق، لو لم يكن فيه الفاء، وموضعه جزم، وأنشد:
فأبلوني بَلِيَّتكم لعلّي = أصالحكم وأستدرجْ نويّا
فجزم وأستدرج، وحمله على موضع أصالحكم لو لم يكن قبلها (لعلّي) كأنه قال: فأبلوني بليتكم أصالحكم وأستدرج.
وكان أبو عمرو بن العلاء يقرأ: فأصدق وأكون بالنصب، ويذهب إلى أن الكاتب أسقط الواو، كما تسقط حروف المد واللين في (كلمون) وأشباه ذلك.
وليست تخلو هذه الحروف من أن تكون على مذهب من مذاهب أهل الإعراب فيها، أو أن تكون غلطا من الكاتب، كما ذكرت عائشة رضي الله عنها.
فإن كانت على مذاهب النحويين فليس هاهنا لحن بحمد الله.
وإن كانت خطأ في الكتاب، فليس على رسوله صلّى الله عليه وآله وسلم، جناية الكاتب في الخط.
ولو كان هذا عيبا يرجع على القرآن، لرجع عليه كل خطأ وقع في كتابة المصحف من طريق التّهجّي: فقد كتب في الإمام: (إن هذان لساحران) بحذف ألف التثنية.
وكذلك ألف التثنية تحذف في هجاء هذا المصحف في كل مكان، مثل: قال رجلن و(فآخرن يقومان مقامهما) ، وكتبت كتّاب المصحف: الصلاة والزكوة والحيوة، بالواو، واتّبعناهم في هذه الحروف خاصة على التّيمّن بهم، ونحن لا نكتب: (القطاة والقناة والفلاة) إلا بالألف، ولا فرق بين تلك الحروف وبين هذه). [تأويل مشكل القرآن: 56-58] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (فإن عثر بعد هذه اليمين أي: {فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا} أي: حنثا في اليمين بكذب في قول، أو خيانة في وديعة {فَآَخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيَانِ} أي: قام في اليمين مقامهما رجلان من قرابة الميت الذين استحق منهم الأوليان، وهما الوليّان، يقال: هذا الأولى بفلان، ثم يحذف من الكلام بفلان، فتقول:
هذا الأولى، وهذان الأوليان، كما تقول: هذا الأكبر، في معنى الكبير، وهذا الأكبران، وعليهم بمعنى (منهم)، كما تقول: استحققت عليك كذا، واستوجبت عليك كذا، وأي: استحققته منك، واستوجبته منك، وقال الله سبحانه: {الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ}.
أي من الناس.
وقال صخر الغيّ:
=متى ما تنكروها تعرفوها على أقطارها علق نفيث
يريد: من أقطارها.
فإذا أقام الوليان مقام الذّمّيين لليمين، حلفا بالله لقد ظهرنا على خيانة الذميين وكذبهما وتبديلهما، وما اعتدينا عليهما، ولشهادتنا أحقّ من شهادتهما أي: أصحّ لكفرهما وإيماننا.
فإذا حلف الوليان على ما ظهرا عليه، رجع على الذّمّيين بما اختانا، ونقض ما مضى عليه الحكم بشهادتهما). [تأويل مشكل القرآن: 379-380] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): («على» مكان «من»
قال الله تعالى: {إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ}، أي مع الناس.
وقال صخر الغيّ:
متى ما تنكروها تعرفوها = على أقطارها عَلَقٌ نَفِيثٌ
أي من أقطارها.
ومنه قوله تعالى: {مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيَانِ}، أي منهم). [تأويل مشكل القرآن: 573]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (فإن عثر على أنّهما استحقّا إثما فآخران يقومان مقامهما من الّذين استحقّ عليهم الأوليان فيقسمان باللّه لشهادتنا أحقّ من شهادتهما وما اعتدينا إنّا إذا لمن الظّالمين (107)
أي فإن اطلع على أنهما قد خانا.
(فآخران يقومان مقامهما من الّذين استحقّ عليهم الأوليان).
وقد قرئت الأولين ويجوز (من الّذين استحق عليهم الأوليان) وهذا موضع من أصعب ما في القرآن في الإعراب.
فأوليان في قول أكثر البصريين يرتفعان على البدل مما في (يقومان).
المعنى: " فليقم الأوليان بالميت مقام هذين الخائنين).
(فيقسمان باللّه لشهادتنا أحقّ من شهادتهما).
فإذا ارتفع الأوليان على البدل، فاللذان في استحق من الضمير معنى الوصية، المعنى فليقم الأوليان من الّذين استحقت الوصية عليهم، أو استحق الإيصاء عليهم.
وقال بعضهم: معنى (من الّذين استحقّ عليهم الأوليان) معناه: استحق فيهم، وقامت " على " مقام " في " كما قامت " في " مقام " على " في قوله: (ولأصلّبنّكم في جذوع النّخل) ومعناه: على جذوع النخل.
وقال بعضهم معنى على (من الّذين استحقّ عليهم الأوليان) كما قال: (الّذين إذا اكتالوا على النّاس يستوفون) أي إذا اكتالوا من الناس.
وقيل أن في " استحق " ذكر الإثم، لأن قوله عزّ وجلّ: (فإن عثر على أنّهما استحقّا إثما فآخران يقومان مقامهما من الّذين استحقّ عليهم الأوليان)
كان المعنى: الذين جني الإثم عليهم.
وقيل إن " الأوليان " جائز أن يرتفعا باستحق، ويكون معناهما الأوليان باليمين، أي بأن يحلفا من يشهد بعدهما، فإن جاز شهادة النّصرانيين كان " الأوليان " على هذا القول النصرانيين، أو الآخران من غير بيت الميت.
وأجود هذه الأقوال أن يكون الأوليان بدلا، على أن المعنى: ليقم الأوليان من الذين استحق عليهم الوصية.
ومن قرأ (الأوّلين) رده على الذين، وكان المعنى من الذين استحق عليهم الإيصاء الأولين.
واحتج من قرأ بهذا فقال: أرأيت إن كان الأوليان صغيرين؟). [معاني القرآن: 2/216-217]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فإن عثر على أنهما استحقا إثما} قال إبراهيم النخعي المعنى فإن اطلع). [معاني القرآن: 2/379]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {فآخران يقومان مقامهما من الذين استحق عليهم الأوليان}
إن اطلع عليهما بخيانة فأمر اثنان من أولياء الميت فحلفا واستحقا وقال أبو إسحاق وهذا موضع مشكل من الإعراب والمعنى وقد قيل فيه أقوال منها أن المعنى من الذين استحق فيهم الأوليان فقامت على مقام في كما قامت في مقام على في قوله تعالى: {ولأصلبنكم في جذوع النخل} وقيل المعنى من الذين استحق منهم الأوليان وقامت على مقام من كما قال تعالى: {الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون} أي من الناس قال والقول المختار أن المعنى عندي ليقم الأولى بالميت فالأوليان بدل من الألف في يقومان والمعنى من الذين استحق عليهم الإيصاء
وأنكر ابن عباس هذه القراءة وقرأ (من الذين استحق عليهم الأولين) وقال أرأيت إن كان الأوليان صغيرين). [معاني القرآن: 2/379-381]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( (فإن عثر) أي: اطلع). [ياقوتة الصراط: 215]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فَإِنْ عُثِرَ} أي ظهر.
{الأَوْلَيَانِ} الوليان). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 72]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({عُثِر}: ظهر). [العمدة في غريب القرآن: 124]

تفسير قوله تعالى: (ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا أَوْ يَخَافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاسْمَعُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (108) )
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ثم قال سبحانه: {ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا} أي: هذا الحكم أقرب بهم إلى أن يأتوا بالشهادة على وجهها، يعني أهل الذمة {أَوْ يَخَافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمَانٌ} على أولياء الميت {بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ} فيحلّفوا على خيانتهم وكذبهم، فيفضحوا، أو يغرّموا.
وأكثر العلماء يذهب إلى أن هذا باب من الحكم (محكم) وأنه لم ينسخ من سورة المائدة شيء، لأنها آخر ما نزل.
وبعضهم يذهب إلى أنه منسوخ بقوله سبحانه:
{وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ}). [تأويل مشكل القرآن: 380-381] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (ذلك أدنى أن يأتوا بالشّهادة على وجهها أو يخافوا أن تردّ أيمان بعد أيمانهم واتّقوا اللّه واسمعوا واللّه لا يهدي القوم الفاسقين (108)
أي ذلك أقرب من الإتيان بالشهادة على وجهها، وأقرب إلى أن يخافوا). [معاني القرآن: 2/217]


رد مع اقتباس