عرض مشاركة واحدة
  #48  
قديم 7 صفر 1439هـ/27-10-2017م, 01:38 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

طبقات العلماء المعتنين بالتفسير اللغوي:
قال عبد العزيز بن داخل المطيري:
( و
العلماء الذين لهم عناية بتفسير القرآن بلغة العرب على طبقات:

الطبقة الأولى: طبقة الصحابة رضي الله عنهم، وكان منهم علماء يفسّرون الغريب ويبيّنون معاني الأساليب القرآنية بما يعرفون من لغتهم العربية التي يتحدّثون بها، وقد نزل القرآن بلغتهم، وكان لبعضهم مزيد عناية ومعرفة بفنون العربية وأساليبها، وحفظ شواهدها، وقد ذكرت من الأمثلة على ذلك فيما مضى ما يغني عن إعادته.
والطبقة الثانية: طبقة كبار التابعين، وعامّتهم من أهل عصر الاحتجاج، وكان لبعضهم عناية بالتفسير اللغوي، وقد مضى ذكر بعض الأمثلة على تفاسيرهم اللغوية.
ومن هذه الطبقة: أبو الأسود ظالم بن عمرو الدؤلي (ت: 69هـ)، وهو تابعيّ ثقة فصيح اللسان، عالم بالعربيّة، أدرك الجاهلية، وأسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يلْقه، روى عن عمر وعثمان وعليّ وجماعة من كبار الصحابة.
وقرأ القرآن على عثمان وعليّ، وشهد وقعة الجمل مع عليّ، وصاحَبَه وانتفع به، وكان ذكيًّا فَهِماً، وشاعراً مُجيداً، حاضر البديهة، حسن الجواب، قويَّ منزع الحُجَّة.
قال محمد بن سلام الجمحي: (كان أولَّ مَن أسَّسَ العربيَّةَ، وفتحَ بابها، وأنهج سبيلها، ووضع قياسَها: أبو الأسود الدؤلي).
وكان ذلك بأمر عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، وروي أنّ علياً هو الذي ابتدأ ذلك، ثم أمره أن ينحو نحوَه، ومن ذلك سُمّيَ النحو نحواً.
روى سعيد بن سَلْم بن قتيبة بن مسلم الباهلي عن أبيه عن جدّه عن أبي الأسود، قال: دخلتُ على عليّ فرأيته مطرقا، فقلت: فيم تتفكر يا أمير المؤمنين؟
قال: سمعت ببلدكم لحناً، فأردت أن أضع كتابا في أصول العربية، فقلت: إن فعلت هذا أحييتَنا، فأتيته بعد أيام؛ فألقى إليَّ صحيفة فيها: (الكلام كلُّه: اسم، وفعل، وحرف؛ فالاسم ما أنبأ عن المسمى، والفعل ما أنبأ عن حركة المسمى، والحرف ما أنبأ عن معنى ليس باسم ولا فعل).
ثم قال: (تَتَبَّعْهُ وزِدْ فيه ما وقع لك، فجمعت أشياء، ثم عرضتها عليه). ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام.
وقال الذهبي: (أَمَرَهُ علي رضي الله عنه بوضع النحو، فلما أراه أبو الأسود ما وضع، قال: ما أحسن هذا النحو الذي نحوت، ومن ثَمَّ سُمِّيَ النَّحْو نحواً)ا.هـ.
وكان ثقة مأموناً، حسن الرأي والتدبير، استخلفه ابن عباس على البصرة لما تركها، وأقرّه علي بن أبي طالب، وبقي إلى أن مات في طاعون الجارف سنة 69هـ في خلافة ابن الزبير.
ولأبي الأسود أقوال في التفسير تُروى عنه، وأبيات يُستشهد بها، وما حُفظ من أقواله وأشعاره قليل، وأكثر مَن يَروي عنه ابنه أبو حرب واسمه عطاء، ويحيى بن يَعْمَر، وأرسل عنه قتادة.
الطبقة الثالثة: الذين أخذوا عن أبي الأسود الدؤلي، وهم جماعة من المعتنين بالعربية في عداد التابعين منهم: ابنه عطاء، ويحيى بن يَعْمَر العدواني(ت: نحو 90هـ)، ونصر بن عاصم الليثي(ت:89هـ) وعنبسة بن معدان المهري الملّقب بعنبسة الفيل.
ونصر ويحيى معدودان من القرَّاء الفصحاء من أقران أبي عبد الرحمن السلمي.
قال يحيى بن عقيل الخزاعي: (قرأتُ على أبي عبد الرحمن السلمي ويحيى بن يعمر؛ فما اختلفا إلا في حرفين؛ قال أبو عبد الرحمن: {مَالُهُ وَوَلَدُهُ} بفتح الواو، وقال ابن يعمر: "ووُلده" بضم الواو، وقال أبو عبد الرحمن: {وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ} وقال ابن يعمر: "إذا دبر").
وأكثر من يُروى عنه التفسير من أصحاب أبي الأسود: يحيى بن يعمر، وهو أوّل من نقط المصاحف، وقد أخذ النَّقْطَ عن أبي الأسود.
قال هارون بن موسى: (أول من نقط المصاحف يحيى بن يعمر).
وقال ابن حبان: (كان من فصحاء أهل زمانه، وأكثرهم علماً باللغة مع الورع الشديد، وكان على قضاء مرو، وولاه قتيبة بن مسلم).
وهو الذي اجتمع مع عطاء بن أبي الأسود على إكمال ما نحاه أبو الأسود فأضافا إليه أبواباً من العربية.
وقريب من هذه الطبقة ميمون الأقرن وقد اختُلف فيه؛ فقيل إنه أخذ عن عنبسة، وقيل إن عنبسة أخذ عنه، ولا أعلم له أقوالاً مأثورة في التفسير، لكنّه كان من المبرّزين في العربية في زمانه.
الطبقة الرابعة:طبقة الآخذين عن أصحاب أبي الأسود، وعامّتهم من صغار التابعين، وهم جماعة من علماء اللغة المتقدّمين الذين شافهوا الأعراب، وكانت لهم عناية بتأسيس علوم العربية وتدوينها، ومن أهل هذه الطبقة: عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي(ت: 129هـ) وعيسى بن عمر الثقفي(ت: 149هـ) وأبو عمرو بن العلاء المازني التميمي (ت:154هـ).
وهؤلاء كانوا مع علمهم بالعربية وفصاحتهم من القرّاء المعروفين، الذين تُؤخذ عنهم القراءة، ولهم مصنفات كثيرة، في النحو وعلوم العربية، وتدوينات لما سمعوه من أخبار العرب وأشعارهم، لكن عامّة كتبهم مفقودة.
أما أبو عمرو بن العلاء فكان من أوسع الناس معرفة بالقراءات والعربية، وأشعار العرب ولغاتهم وأخبارهم وأنسابهم، وكانت له كتب كثيرة لكنّه أحرقها.
قال الأصمعي: (قال لي أبو عمرو بن العلاء: لو تهيأ أن أفرغ ما في صدري من العلم في صدرك لفعلت، ولقد حفظت في علم القرآن أشياء لو كُتبت ما قدر الأعمش على حملها).
وقال أبو عبيدة: (كان أبو عمرو أعلم الناس بالقراءات، والعربية، والشعر، وأيام العرب، وكانت دفاتره ملءَ بيتٍ إلى السقف، ثم تنسَّك فأحرقها، وكان من أشراف العرب ووجوهها، مدحه الفرزدق وغيره).
وكان متواضعاً مع سعة علمه، سهلَ الحديث مع فصاحته لا يتكلّف غريب الألفاظ، ولا عسف المعاني، ولا يتمدّح بعلمه ولا يتفاخر به.
قال الأصمعي: (كان أبو عمرو بن العلاء يُحسن علوماً إذا أحسن إنسانٌ فنًّا منها قال: من مثلي! ولا يعتدّ أبو عمرو بذلك، وما سمعته يتمدّح قط، إلا أنَّ إنساناً لاحاه مرة فقال له: "والله يا هذا ما رأيتُ أحداً قطّ أعلمَ بأشعارِ العرب ولغاتها منّي، فإن رضيتَ ما قلتُ لك، وإلا فأوجدني عمَّن تروي).رواه الزجاجي في مجالس العلماء.
وقد اشتهر عنه أنه قال: (إنما نحن فيمن مضى كبَقْل في أصول نخل طوال).
وأما ابن أبي إسحاق فتوسّع في القياس وعلله، وتبحّر في النحو حتى بلغ فيه الغاية في زمانه.
قال محمّد بن سلام: (سمعت أبى يَسأل يونسَ عن ابن أبى إسحاق وعلمه؛ قال: "هو والنحو سواء" أي: هو الغاية).
وقال محمد بن سلام: (كان ابن أبى إسحاق أشدَّ تجريداً للقياس، وكان أبو عمرو أوسع علماً بكلام العرب ولغاتها وغريبها).
وأمّا عيسى بن عمر فكان رأساً في النحو ذكيّا فهماً، وله مصنّفات في النحو لم يُعرف منها إلا الجامع والإكمال، وهما مفقودان، قال فيهما الخليل بن أحمد وهو تلميذه:
ذهب النَّحْو جميعاً كلُّه ... غير ما أحدث عيسى بن عمر
ذاك إكمال وهذا جامع ... فهما للناس شمس وقمر

وقد شارك هذه الطبقة في الأخذ عن أصحاب أبي الأسود جماعةٌ من فقهاء التابعين منهم: محمد بن سيرين وقتادة وإسحاق بن سويد، لكن عناية أولئك بالعربية أظهر وأشهر.
والطبقة الخامسة: طبقة حماد بن سلمة البصري (ت: 167هـ) والمفضَّل بن محمَّد الضَّبِّي (ت:168هـ) والخليل بن أحمد الفراهيدي (ت:170هـ) وهارون بن موسى الأعور (ت:170هـ) والأخفش الأكبر عبد الحميد بن عبد المجيد (ت: 177هـ ).
وهؤلاء في عداد تلاميذ الطبقة الرابعة، ومنهم من شافه الأعراب وأخذ عنهم.
أما حماد بن سلمة فكان قارئاً محدّثاً فقيهاً لغويّاً، وكان عالماً بالنحو، وهو سبب انصراف سيبويه إلى علم النحو.
وأمّا المفضّل فكان من القراء المعروفين، والأدباء المشهورين، وهو صاحب المفضّليات.
وأما الخليل بن أحمد فهو أوّل من ابتكر العروض، وصنّف المعجم، وقد بيّن فيه معاني بعض الآيات بما يعرفه من لغة العرب.
وأمّا هارون الأعور فكان قارئاً نحوياً له ذكر كثير في تفسير ابن جرير باسم هارون الأعور تارة، وتارة يسمّيه هارون النحوي، وهو ثقة في الحديث إلا أنه رُمي بالقدر.
وأما الأخفش الأكبر فكان أستاذاً في النحو والعربية وتفسير الأشعار.
قال عنه المرزباني: (هو أول من فسر الشعر تحت كل بيت، وما كان الناس يعرفون ذلك قبله، وإنما كانوا إذا فرغوا من القصيدة فسروها)
والطبقة السادسة: طبقة سيبويه عمرو بن عثمان بن قنبر (ت: 180هـ)، وخلف بن حيّان الأحمر (ت: نحو 180هـ) ويونس بن حبيب الضَّبِّي (ت:183هـ) وعلي بن حَمزةَ الكِسَائِي (189هـ) وأبي فيد مؤرج بن عمرو السدوسي (ت: 195هـ) ويَحيى بن سلاَّم البصري (ت:200هـ)، ويحيى بن المبارك اليزيدي (ت: 202هـ) ومحمد بن إدريس الشافعي (ت: 204هـ) والنضر بن شميل المازني (ت: 204هـ)، وأبي زكريا يحيى بن زياد الفراء (ت:207هـ) وأبي عبيدةَ مَعمر بن المثنَّى (ت:209هـ)، ومحمد بن المستنير البصري الملقّب بقُطْرب (ت: بعد 211هـ) وأبي عمرو إسحاق بن مرار الشيباني (ت:213هـ) ، والأخفش الأوسط سعيد بن مسعدة البلخي (ت:215هـ) ، وأبي زيد سعيد بن أوس الأنصاري (ت:215هـ) ، وعبد الملك بن قُرَيبٍ الأصمعي (ت: 216هـ) وأبي عبيد القاسم بن سلام الهروي (ت:224هـ).
وهؤلاء من أعلام اللغة الكبار، ولهم مصنّفات كثيرة، وفي مصنّفاتهم بيان لمعاني بعض الآيات وما يتصل بها من مسائل لغوية.
ومنهم من صنّف في التفسير ومعاني القرآن كالكسائي، ويحيى بن سلام البصري، والفراء، وأبي عبيدة، والأخفش الأوسط.
وهؤلاء عامّتهم من تلاميذ الطبقة الخامسة، ومنهم من تتلمذ على بعض أصحاب الطبقة الرابعة.
كما قال الأصمعي: (سألت أبا عمرو عن ثمانية آلاف مسألة مما أحصيت عددها من أشعار العرب ولغاتها غير ما لم أُحْصِ). رواه الزجاجي في مجالس العلماء.
وفي أواخر هذه الطبقة من أخذ عن أوائلها كما أخذ الأخفش الأوسط عن سيبويه، وأخذ الفرّاء عن الكسائي، وأخذ الأصمعي عن خلف الأحمر.
ومن العلماء من يموت قبل أقرانه بمدّة، ومنهم من يُعمَّر حتى يأخذ عنه تلاميذ تلاميذ أقرانه.
وأهل هذه الطبقة عامّتهم من أهل السنة، وفيهم من المعتزلة: قطرب والأخفش الأوسط.
واتّهم اليزيدي بميله إلى المعتزلة، ولا يُؤثر عنه من قوله ما يحقق ذلك سوى قصيدة لم تثبت عنه.
والطبقة السابعة: طبقة إبراهيم بن يحيى اليزيديّ (ت: 225هـ)، وصالح بن إسحاق الجرمي (ت:225هـ)، وأبي مِسْحَل عبد الوهاب بن حريش الأعرابي(ت:230هـ)، ومحمَّد بن زياد ابن الأعرابي (ت:231هـ) ، وأبي نصر أحمد بن حاتم الباهلي صاحب الأصمعي (ت: 231هـ)، ومحمد بن سلام الجُمَحِيّ (ت:231هـ)، ومحمد بن سعدان الضرير (ت:231 هـ)، وعبد الله بن محمد التَّوَّزي (ت: 233هـ)، وعبد الله بن يحيى اليزيدي (ت: 237هـ)
والطبقة الثامنة: طبقة أبي العَمَيْثَلِ عبد الله بن خُلَيدِ الأعرابي (ت:240هـ)، ويعقوب بن إسحاق ابن السِّكِّيتِ (ت: 244هـ)، وأبي عثمان بكر بن محمد المازني (ت:247هـ)، وأبي عكرمة عامر بن عمران الضبي (ت: 250هـ)، وأبي حاتم سَهْل بن محمد السِّجِسْتاني (ت:255هـ).
والطبقة التاسعة: طبقة أبي سعيد الحسن بن الحسينِ السُّكَّري (ت: 275هـ)، وعبد الله بن مسلم ابن قتيبة الدينوري (ت: 276هـ)، وأبي حنيفة أحمد بن داوود الدينوري(ت:282هـ)، واليمان بن أبي اليمان البندنيجي(ت:284هـ)، وإبراهيم بن إسحاق الحربي (ت:285هـ)، ومحمّد بن يزيدَ المبرّد (ت: 285هـ) ، وأبو العباس أحمد بن يحيى الشيباني [ثعلب] (ت:291هـ)، والمفضَّل بن سلَمة الضَّبّي (ت:291هـ).
والطبقة العاشرة: طبقة يَموتَ بنِ المزرَّعِ العَبْدِي (ت: 304هـ)، ومحمد بن جرير الطبري (ت:310هـ) وكُرَاع النَّمْلِ علي بنُ الحسَن الهُنَائِي (ت: 310هـ) ، وأبي علي الحسن بن عبد الله الأصفهاني المعروف بلُغْدَة(ت: 311هـ)، وإبراهيم بن السَّرِيِّ الزَّجَّاج (ت:311هـ)، والأخفش الصغير علي بن سليمان (ت:315هـ)، وأبي بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي (ت:321هـ)، ونفطويه إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي (ت:323هـ).
والطبقة الحادية عشرة: طبقة أبي بكر محمد بن القاسم ابن الأنباري (ت: 328 هـ)، وأبي بكر محمد بن عزيز السجستاني (ت: 330هـ) ، وأبي جعفر أحمد بن محمّد النحّاس(ت:338هـ)، وعبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي (ت:340هـ)، وغلام ثعلب أبي عمر الزاهد (ت:345هـ)، وعبد الله بن جعفر ابن درستويه (ت: 347هـ)، وأبي الطيّب اللغوي(ت:351هـ)، وأبي علي إسماعيل بن القاسم القالي (ت: 356هـ).
والطبقة الثانية عشرة: طبقة القاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني (ت: 366هـ) وأبي سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي (ت: 368هـ)، وأبي منصورٍ محمد بن أحمد الأزهَرِي (ت: 370هـ)، والحسين بن أحمد ابن خالويه (ت:370هـ)، وأبي علي الحسن بن أحمد الفارسي (ت: 377هـ)، وأبي بكر الزبيدي (ت:379هـ)، وعلي بن عيسى الرمَّاني (ت: 384هـ)، وأبي سليمان حَمْد بن محمد الخَطَّابي (ت:388هـ)، وأبي الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ)، وأبي نصر الجوهري(ت:393هـ)، وأحمد بن فارس الرازي (ت:395هـ).
فهؤلاء الأعلام من أكثر من أخذت عنهم علوم العربية، على اختلاف أوجه عناياتهم اللغوية بالقرآن الكريم؛ فمنهم من يغلب عليه العناية بالنحو والإعراب، ومنهم المشتهر بالقراءات وتوجيهها، ومنهم المعتني بمعاني المفردات والأساليب، ومنهم المشتغل بالتصريف والاشتقاق، إلى غير ذلك من أوجه العناية اللغوية بالقرآن الكريم.
ومنهم من يفرد لعنايته بالقرآن مصنّفات مفردة، ومنهم من يعرض لها في كتبه اللغوية.
وتقصّي كتبهم وآثارهم وأخبارهم أمر يطول، وحسبنا في هذا المقام ذكر أسمائهم لتردّدها في كتب التفسير واللغة.
وهم على درجات متفاوتة في إتقان العلوم، وحسن الأثر، ولزوم السنة، بل منهم من رمي بالاعتزال والاشتغال بعلم الكلام؛ فيُقبل من كلامهم ما أحسنوا فيه وأجادوا، ويردّ منه ما غلطوا فيه مما نصروا به بدعهم، أو ردّوا به شيئاً من الحقّ عامدين أو متأوّلين.
ثمّ خلفهم في كلّ قرن جماعة من العلماء، اقتفوا آثارهم، واعتنوا بعلومهم، وجمعوا وصنّفوا، وبحثوا وحرّروا، وأفادوا ما أفادوا). [طرق التفسير: 128 - 138]


رد مع اقتباس