عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 6 جمادى الآخرة 1434هـ/16-04-2013م, 10:09 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت:207هـ): (وقوله: {ولمّا يعلم اللّه الّذين جاهدوا منكم ويعلم الصّابرين...}
خفض الحسن "ويعلم الصابرين" يريد الجزم. والقرّاء بعد تنصبه. وتهو الذي يسمّيه النحويّون الصرف؛ كقولك: "لم آته وأكرمه إلا استخفّ بي" والصرف أن يجتمع الفعلان بالواو أو ثم أو الفاء أو أو، وفي أوّله جحد أو استفهام، ثم ترى ذلك الجحد أو الاستفهام ممتنعا أن يكرّ في العطف، فذلك الصرف. ويجوز فيه الإتباع؛ لأنه نسق في اللفظ؛ وينصب؛ إذ كان ممتنعا أن يحدث فيهما ما أحدث في أوّله؛ ألا ترى أنك تقول: لست لأبي إن لم أقتلك أو إن لم تسبقني في الأرض. وكذلك يقولون: لا يسعني شيء ويضيق عنك، ولا تكرّ (لا) في يضيق. فهذا تفسير الصرف). [معاني القرآن: 1/235-236]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): ({وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآَخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ}.
تأويله: أن إبليس لما سأل الله تبارك وتعالى النّظرة فأنظره قال: لأغوينّهم ولأضلّنّهم ولأمنّينّهم ولآمرنّهم فليبتّكنّ آذان الأنعام ولآمرنّهم فليغيّرنّ خلق الله ولأتّخذنّ منهم نصيبا مفروضا وليس هو في وقت هذه المقالة مستيقنا أنّ ما قدّره الله فيهم يتمّ، وإنما قاله ظانا، فلما اتبعوه وأطاعوه، صدق ما ظنّه عليهم أي فيهم، ثم قال الله: وما كان تسليطنا إيّاه إلا لنعلم من يؤمن، أي المؤمنين من الشاكين.
وعلم الله تعالى نوعان:
أحدهما: علم ما يكون من إيمان المؤمنين، وكفر الكافرين، وذنوب العاصين، وطاعات المطيعين قبل أن تكون، وهذا علم لا تجب به حجة ولا تقع عليه مثوبة ولا عقوبة.
والآخر: علم هذه الأمور ظاهرة موجودة فيحق القول ويقع بوقوعها الجزاء.
فأراد جل وعز: ما سلطناه عليهم إلا لنعلم إيمان المؤمنين ظاهرا موجودا، وكفر الكافرين ظاهرا موجودا.
وكذلك قوله سبحانه: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} أي: يعلم جهاده وصبره موجودا يجب له به الثواب). [تأويل مشكل القرآن:311-312]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): ({لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ}أي: ليبلّغوا رسالات ربهم.
و(العلم) هاهنا مثله في قوله: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ} يريد: أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولمّا تجاهدوا وتصبروا، فيعلم الله ذلك ظاهرا موجودا يجب به ثوابكم، على ما بينا في غير هذا الموضع). [تأويل مشكل القرآن: 434] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنّة ولمّا يعلم اللّه الّذين جاهدوا منكم ويعلم الصّابرين}
وقرأها الحسن: {ويعلم الصّابرين} بالكسر على العطف ومن قرأ {ويعلم الصابرين} فعلى النصب بالواو.
المعنى: ولما يقع العلم بالجهاد والعلم بصبر الصابرين، ولما يعلم اللّه ذلك واقعا منهم. لأنه - جلّ وعزّ -يعلمه غيبا، وإنما يجازيهم على عملهم.
وتأويل {لمّا} أنّها جواب لقول القائل قد فعل فلان فجوابه لمّا يفعل وإذا قال فعل فجوابه لم يفعل، وإذا قال: لقد فجوابه ما يفعل، كأنه قال " واللّه هو يفعل، يريد ما يستقبل فجوابه لن يفعل ولا يفعل.
هذا مذهب النحويين). [معاني القرآن: 1/472-473]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله عز وجل: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين}
لما بمعنى لم إلا أن لما عند سيبويه جواب لمن قال قد فعل ولم جواب لمن قال فعل.
ومعنى الآية: ولما يعلم الله ذلك واقعا منهم لأنه قد علمه غيبا.
وقيل المعنى: لم يكن جهاد فيعلمه الله). [معاني القرآن: 1/484]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (143)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت:207هـ): (وقوله: {ولقد كنتم تمنّون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون...}
معناه: رأيتم أسباب الموت. وهذا يوم أحد؛ يعني السيف وأشباهه من السلاح). [معاني القرآن: 1/236]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت:215هـ): ({ولقد كنتم تمنّون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون}
قال تعالى: {فقد رأيتموه وأنتم تنظرون} توكيداً كما تقول: "قد رأيته واللّه بعّيني" و"رأيته عيانا"). [معاني القرآن: 1/182]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): ({ولقد كنتم تمنّون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه} أي: رأيتم أسبابه، يعني: السيف والسلاح). [تفسير غريب القرآن: 113]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله عزّ وجل: {ولقد كنتم تمنّون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون} أي: كنتم تمنون القتال، هو سبب الموت، والمعنى: ولقد كنتم تمنون سبب الموت، وذلك أنهم كانوا يتمنون أن يطلق لهم القتال - قال الله عزّ وجلّ: {ألم تر إلى الّذين قيل لهم كفّوا أيديكم وأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة فلمّا كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون النّاس كخشية اللّه أو أشدّ خشية}.
وقوله عزّ " جل: {فقد رأيتموه وأنتم تنظرون} قيل فيه غير قول.
قال الأخفش: معناه التوكيد.
وقال بعضهم: وأنتم تنظرون إلى محمد - صلى الله عليه وسلم -.
والمعنى - واللّه أعلم -: فقد رأيتموه وأنتم بصراء كما تقول: قد رأيت كذا وكذا، وليس في عينيك عمة - أي: قد رأيته رؤية حقيقية.
وهو راجع إلى معنى التوكيد). [معاني القرآن: 1/473]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله عز وجل: {ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون}
قال ابن نجيح عن مجاهد: كان قوم من المسلمين قالوا بعد بدر: ليت أنه يكون قتال حتى نبلي ونقاتل فلما كان يوم أحد انهزم بعضهم فعاتبهم الله على ذلك فقال {ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه}
والتقدير في العربية: ولقد كنتم تمنون سبب الموت ثم حذف وسبب الموت القتال.
ثم قال تعالى: {فقد رأيتموه وأنتم تنظرون}
وقال بعض أهل اللغة: وأنتم تنظرون محمدا.
وقال سعيد الأخفش: وأنتم تنظرون توكيد.
قال أبو جعفر: وحقيقة هذا القول فقد رأيتموه حقيقة وأنتم بصراء متيقنون). [معاني القرآن: 1/48-485]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت:207هـ): (وقوله: {أفإن مّات أو قتل انقلبتم على أعقابكم...}
كلّ استفهام دخل على جزاء فمعناه أن يكون في جوابه خبر يقوم بنفسه، والجزاء شرط لذلك الخبر، فهو على هذا، وإنما جزمته ومعناه الرفع لمجيئه بعد الجزاء؛ كقول الشاعر:
حلفت له إن تدلج اللّيل لا يزل * أمامك بيتٌ من بيوتي سائر
فـ (لا يزل) في موضع رفع؛ إلا أنه جزم لمجيئه بعد الجزاء وصار كالجواب. فلو كان "أفإن مات أو قتل تنقلبون" جاز فيه الجزم والرفع.
ومثله {أفإن متّ فهم الخالدون} المعنى: أنهم الخالدون إن مت. وقوله: {فكيف تتّقون إن كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا} لو تأخرت فقلت في الكلام: (فكيف إن كفرتم تتقون) جاز الرفع والجزم في تتقون).
[معاني القرآن: 1/236]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( (انقلبتم على أعقابكم): كل من رجع عما كان عليه، فقد رجع على عقبيه). [مجاز القرآن: 1/104]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت:215هـ): ({وما محمّدٌ إلاّ رسولٌ قد خلت من قبله الرّسل أفإن مّات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضرّ اللّه شيئاً وسيجزي اللّه الشّاكرين}
قال تعالى ولم يقل {أفإن مّات أو قتل انقلبتم} فيقطع الألف لأنه جواب المجازاة الذي وقعت عليه {إن] وحرف الاستفهام قد وقع على {إن} فلا يحتاج خبره إلى الاستفهام لأن خبرها مثل خبر الابتداء. ألا ترى انك تقول: "أأزيدٌ حسنٌ" ولا تقول: "أزيدٌ أحسنٌ" وقال الله تعالى: {أفإن مّتّ فهم الخالدون} ولم يقل "أهم الخالدون" لأنه جواب المجازاة). [معاني القرآن: 1/182-183]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت:237هـ): ({انقلبتم على أعقابكم}: رجعتم). [غريب القرآن وتفسيره: 110]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): ({انقلبتم على أعقابكم} أي: كفرتم. ويقال لمن كان على شيء ثم رجع عنه: قد انقلب على عقبه.
وأصل هذا أرجعه القهقري. ومنه قيل للكافر بعد إسلامه: مرتد).
[تفسير غريب القرآن: 113]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {وما محمّد إلّا رسول قد خلت من قبله الرّسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضرّ اللّه شيئا وسيجزي اللّه الشّاكرين} أي: قد مضت من قبله الرسل، المعنى إنّه يموت كما ماتت الرسل قبله.
{أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم} أي: ارتددتم عن دينكم - وروي أن بعض من كان في يوم أحد ارتدّ، وبعضهم مضى مسافة ثلاثة أيام، فأعلم اللّه جلّ وعزّ أن الرسل ليست باقية في أممها أبدا وأنّه يجب التمسك بما أتت به، وإن فقد الرسول بموت أو قتل.
وألف الاستفهام دخلت على حرف الشرط ومعناها - الدخول على الجزاء، المعنى أتنقلبون على أعقابكم إن مات محمد أو قتل، لأن الشرط والجزاء معلق أحدهما بالآخر فدخلت ألف الاستفهام على الشرط وأنبأت عن معنى الدخول على الجزاء، كما أنك إذا قلت هل زيد قائم فإنما تستفهم عن قياعه لا من هو، وكذلك قولك ما زيد قائما إنما نفيت القيام ولم تنف زيدا لكنك أدخلت " ما " على زيد لتعلم من الذي نفى عنه القيام.
وكذلك قوله عزّ وجلّ {أفإن متّ فهم الخالدون} ). [معاني القرآن: 1/474]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله عز وجل: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل}
معنى {خلت}: مضت.
ثم قال تعالى: {أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم}
قال قتادة: أفإن مات نبيكم أو قتل رجعتم كفارا.
وهذا القول حسن في اللغة وشبهه بمن كان يمشي إلى خلفه بعدما كان يمشي إلى أمامه.
{وسيجزي الله الشاكرين} أي: على أن هداهم وأنعم عليهم.
ويقال انقلب على عقبيه إذا رجع عما كان عليه.
وأصل هذا: من العاقبة والعقبى وهما ما يتلوا الشيء ويجب أن يتبعه وقال تعالى: {والعاقبة للمتقين} ومنه عقب الرجل ومنه يقال جئت في عقب الشهر إذا جئت بعد ما مضى وجئت في عقبه وعقبه إذا جئت وقد بقيت منه بقية ومنه قوله تعالى: {له معقبات من بين يديه ومن خلفه}). [معاني القرآن: 1/486-487]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ({انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} أي: كفرتم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 52]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ({انقَلَبْتُمْ}: رجعتم). [العمدة في غريب القرآن: 102]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآَخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (145)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وما كان لنفسٍ أن تموت} معناها: ما كانت نفس لتموت إلاّ بإذن الله). [مجاز القرآن: 1/104]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت:215هـ): ({وما كان لنفسٍ أن تموت إلاّ بإذن الله كتاباً مّؤجّلاً ومن يرد ثواب الدّنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها وسنجزي الشّاكرين}
قال الله تعالى: {وما كان لنفسٍ أن تموت إلاّ بإذن الله كتاباً مّؤجّلاً} فقوله سبحانه {كتاباً مّؤجّلاً} توكيد، ونصبه على "كتب اللّه ذلك كتاباً مؤجّلاً".
وكذلك كل شيء في القرآن من قوله: {حقّا} إنما هو "أحقّ ذلك حقّاً".
وكذلك {وعد اللّه} و{رحمةً مّن رّبّك} و{صنع اللّه} و{كتاب اللّه عليكم} إنما هو من "صنع اللّه ذلك صنعاً" فهذا تفسير كل شيء في القرآن من نحو هذا وهو كثير).
[معاني القرآن: 1/183]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {وما كان لنفس أن تموت إلّا بإذن اللّه كتابا مؤجّلا ومن يرد ثواب الدّنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها وسنجزي الشّاكرين} المعنى: ما كانت نفس لتموت إلا بإذن اللّه، وقوله عزّ وجلّ: {كتابا مؤجّلا} على التوكيد، المعنى: كتب اللّه ذلك كتابا مؤجلا، أي: كتابا ذا أجل).
والأجل هو الوقت المعلوم، ومثل هذا التوكيد قوله - عزّ وجلّ: {كتاب اللّه عليكم} لأنه لما قال: {حرّمت عليكم أمّهاتكم وبناتكم}
دل ذلك على: أنه مفروض عليهم فكان قوله: {كتاب اللّه عليكم} توكيدا.
وكذلك قوله عز وجلّ: {صنع اللّه الّذي أتقن كلّ شيء) لأنه لما قال: {وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمرّ مرّ السّحاب} دل ذلك على: أنه خلق اللّه وصنعه.
فقال: {صنع اللّه}وهذا في القرآن في غير موضع - وهذا مجراه عند جميع النحويين.
وقوله عزّ وجلّ: {ومن يرد ثواب الدّنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها}أي: من كان إنما يقصد بعمله الدنيا أعطي منها، وكل نعمة فيها العبد فهي تفضل من اللّه إعطاء منه.
ومن كان قصده بعمله الآخرة آتاه اللّه منها.
وليس في هذا دليل أنه يحرمه خير الدنيا، لأنه لم يقل ومن يرد ثواب الآخرة لم نؤته إلا منها، واللّه عزّ وجلّ ذو الفضل العظيم). [معاني القرآن: 1/474-475]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله عز وجل: {ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها} المعنى: ومن يرد ثواب الآخرة بالعمل الصالح، وهذا كلام مفهوم معناه كما يقال فلان يريد الجنة إذا كان يعمل عمل أهلها ولا يقال ذلك فاسق). [معاني القرآن: 1/487]

رد مع اقتباس