العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء عم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15 جمادى الآخرة 1434هـ/25-04-2013م, 10:41 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي تفسير سورة الغاشية [ من الآية (17) إلى الآية (26) ]

{أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20) فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ (22) إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ (24) إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ (26)}

روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- أسباب النزول
- الناسخ والمنسوخ الآية رقم (22)
- الوقف والابتداء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 جمادى الآخرة 1434هـ/1-05-2013م, 10:21 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (يقولُ تعالَى ذِكْرُهُ لمنكري قدرتِهِ علَى ما وصفَ في هذه السورةِ، من العقابِ والنَّكالِ الذي أعدَّهُ لأهلِ عداوتِهِ، والنعيمِ والكرامةِ التي أعدَّها لأهلِ ولايتِهِ: أفلا ينظرُ هؤلاءِ المنكرونَ قدرةَ اللَّهِ علَى هذهِ الأمورِ، إلَى الإبلِ كيفَ خلقَها، وسخَّرَها لهم وذلَّلها، وجعلَها تحملُ حِمْلَها باركةً، ثم تنهضُ به، والذي خلَقَ ذلك غيرُ عزيزٍ عليهِ أنْ يخلُقَ ما وصفَ من هذه الأمورِ في الجنَّةِ والنارِ، يقولُ جلَّ ثناؤُهُ: {أَفَلاَ يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ}، فيعتبرونَ بها، ويعلمونَ أنَّ القدرةَ التي قدَرَ بها علَى خلقِها، لن يعجِزَهُ خلْقُ ما شابَهَها.
وبنحوِ الذي قلْنَا في ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ، قالَ: لمَّا نعَتَ اللَّهُ ما في الجنَّةِ، عجِبَ من ذلك أهلُ الضَّلالةِ، فأنزلَ اللَّهُ: {أَفَلاَ يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} فكانت الإبلُ من عيشِ العربِ ومن خَوْلِهم.
- حدَّثنا ابنُ المثنَّى، قالَ: ثنا محمَّدُ بنُ جعفرٍ، قالَ: ثنا شعبةُ، عن أبي إسحاقَ، عمَّن سمعَ شريحاً يقولُ: اخرُجُوا بنا ننظرْ إلَى الإبلِ كيفَ خُلِقتْ). [جامع البيان: 24 / 338-339]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق قال كان شريح يقول لأصحابه اخرجوا بنا ننظر إلى الإبل كيف خلقت). [تفسير مجاهد: 2/ 754]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن قَتَادَةَ، قالَ: لَمَّا نَعَتَ اللَّهُ ما في الجنَّةِ عَجِبَ مِن ذلك أهلُ الضلالةِ، فأَنْزَلَ اللَّهُ: {أَفَلاَ يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ}. وكانَتِ الإبلُ عَيْشاًَ مِن عَيْشِ العَرَبِ وخَوَلاً مِنْ خَوَلِهِم، {وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ}. قالَ: تَصْعَدُ إلى الجَبَلِ الصَّيْخُودِ عَامَّةَ يَوْمِكَ، فإِذَا أَفْضَيْتَ إلى أَعْلاَه أَفْضَيْتَ إلى عُيُونٍ مُتَفَجِّرَةٍ وأَثْمَارٍ مُتَهَدِّلَةٍ لم تَحرُثْه الأيدي ولم تَعْمَلْه الناسُ؛ نِعْمَةً مِنَ اللَّهِ وبُلْغَةٍ إلى أَجَلٍ، {وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ}. أي: بُسِطَتْ، يَقُولُ: الذي خَلَقَ هذا قَادِرٌ على أن يَخْلُقَ في الجَنَّةِ ما أَرَادَ). [الدر المنثور: 15 / 388-389]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن شُرَيْحٍ، أنَّه كانَ يَقولُ لأصحابِه: اخْرُجُوا بِنَا إلى السوقِ فَنَنْظُرَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ). [الدر المنثور: 15 / 389]

تفسير قوله تعالى: {وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ} يقولُ جلَّ ثناؤُهُ: أفلا ينظرونَ أيضاً إلَى السماءِ كيفَ رفَعَها الذي أخبرَكُم أنَّهُ مُعِدٌّ لأوليائِهِ ما وصفَ، ولأعدائِهِ ما ذَكَرَ، فيعلموا أنَّ قدرتَهُ القدرةُ التي لا يُعجزُه فعْلُ شيءٍ أرادَ فِعْلَهُ). [جامع البيان: 24 / 339]

تفسير قوله تعالى: {وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ} يقولُ: وإلَى الجبالِ كيفَ أُقِيمتْ منتصبةً لا تسقطُ، فتنبسطُ في الأرضِ، ولكنَّها جعلَها بقدرتِهِ منتصبةً جامدةً، لا تبرحُ مكانَها، ولا تزولُ عن موضعِها.
وقد حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ:{وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ} تصاعدُ إلَى الجبلِ الصيخودِ عامَّةَ يومِكَ، فإذا أفضيْتَ إلَى أعلاهُ، أفضيتَ إلَى عيونٍ متفجِّرةٍ، وثمارٍ متهدِّلةٍ، ثَمَّ لم تحرُثْهُ الأيدي ولم تعملْهُ، نعمةٌ مِن اللَّهِ، وبلغةُ الأجلِ). [جامع البيان: 24 / 339-340]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن قَتَادَةَ، قالَ: لَمَّا نَعَتَ اللَّهُ ما في الجنَّةِ عَجِبَ مِن ذلك أهلُ الضلالةِ، فأَنْزَلَ اللَّهُ: {أَفَلاَ يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ}. وكانَتِ الإبلُ عَيْشاًَ مِن عَيْشِ العَرَبِ وخَوَلاً مِنْ خَوَلِهِم، {وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ}. قالَ: تَصْعَدُ إلى الجَبَلِ الصَّيْخُودِ عَامَّةَ يَوْمِكَ، فإِذَا أَفْضَيْتَ إلى أَعْلاَه أَفْضَيْتَ إلى عُيُونٍ مُتَفَجِّرَةٍ وأَثْمَارٍ مُتَهَدِّلَةٍ لم تَحرُثْه الأيدي ولم تَعْمَلْه الناسُ؛ نِعْمَةً مِنَ اللَّهِ وبُلْغَةٍ إلى أَجَلٍ، {وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ}. أي: بُسِطَتْ، يَقُولُ: الذي خَلَقَ هذا قَادِرٌ على أن يَخْلُقَ في الجَنَّةِ ما أَرَادَ). [الدر المنثور: 15 / 388-389] (م)

تفسير قوله تعالى:{وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ} يقولُ: وإلَى الأرضِ كيفَ بُسطَتْ، يُقالُ: جبلٌ مُسَطَّحٌ: إذا كانَ في أعلاهُ استواءٌ.
وبنحوِ الذي قلْنَا في ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ:{وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ} أي: بُسِطتْ، يقولُ: أليسَ الذي خلَقَ هذا بقادرٍ علَى أنْ يخلُقَ ما أرادَ في الجنَّةِ). [جامع البيان: 24 / 340]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن قَتَادَةَ، قالَ: لَمَّا نَعَتَ اللَّهُ ما في الجنَّةِ عَجِبَ مِن ذلك أهلُ الضلالةِ، فأَنْزَلَ اللَّهُ: {أَفَلاَ يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ}. وكانَتِ الإبلُ عَيْشاًَ مِن عَيْشِ العَرَبِ وخَوَلاً مِنْ خَوَلِهِم، {وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ}. قالَ: تَصْعَدُ إلى الجَبَلِ الصَّيْخُودِ عَامَّةَ يَوْمِكَ، فإِذَا أَفْضَيْتَ إلى أَعْلاَه أَفْضَيْتَ إلى عُيُونٍ مُتَفَجِّرَةٍ وأَثْمَارٍ مُتَهَدِّلَةٍ لم تَحرُثْه الأيدي ولم تَعْمَلْه الناسُ؛ نِعْمَةً مِنَ اللَّهِ وبُلْغَةٍ إلى أَجَلٍ، {وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ}. أي: بُسِطَتْ، يَقُولُ: الذي خَلَقَ هذا قَادِرٌ على أن يَخْلُقَ في الجَنَّةِ ما أَرَادَ). [الدر المنثور: 15 / 388-389] (م)

تفسير قوله تعالى: {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (يقولُ تعالَى ذِكْرُهُ لنبيِّهِ محمَّدٍ صلَّى اللَّهُ علَيْهِ وسلَّمَ: {فَذَكِّرْ} يا محمَّدُ عبادي بآياتي، وعِظْهُم بحُجَجِي، وبلِّغْهم رسالتِي {إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ} يقولُ: إنَّما أرسلْتُكَ إليهم مذكِّراً، لتذكِّرَهم نعمي عندَهم، وتُعرِّفَهم اللازمَ لهم، وتعِظَهُم). [جامع البيان: 24 / 340]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أَخْرَجَ ابنُ أبي شَيْبَةَ وأحمدُ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ ومُسْلِمٌ والتِّرْمِذِيُّ والنَّسَائِيُّ وابنُ جَرِيرٍ والحاكِمُ وابنُ مَرْدُويَهْ والبَيْهَقِيُّ في الأسماءِ والصفاتِ، عن جابرٍ، قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لاَ إِلهَ إلاَّ اللَّهُ. فَإِذَا قَالُوهَا عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلاَّ بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ». ثم قَرَأَ: {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ} ). [الدر المنثور: 15 / 389]

تفسير قوله تعالى:{لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ (22) }
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى بمصيطر قال بقاهر). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 368]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({بمسيطرٍ} : بمسلّطٍ، ويقرأ بالصّاد والسّين "). [صحيح البخاري: 6 / 168]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: (بمُسَيطِرٍ: بمَسَلَّطٍ) قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ في قَولِهِ: {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ}: بمُسَلَّطٍ، قَالَ: ولمْ نَجِدْ مثلَها إلا مُبَيطِرٌ - أي بالمُوَحَّدَةِ- قَالَ: لم نَجِدْ لَهُما ثَالِثًا. كذا قَالَ.
وقد قَدَّمْتُ في تَفْسِيرِ سُورَةِ المائدةِ زِياداتٍ عليها.
قَالَ ابنُ التِّينِ: أصلُهُ السَّطْرُ، والمعنى أنه لا يَتَجاوَزُ مَا هُو فيه، قَالَ: وإنما كانَ ذلك وهُو بمَكَّةَ قَبْلَ أن يُهاجِرَ ويُؤذنَ له في القِتالِ.
قولُهُ: (ويُقرأُ بالصَّادِ والسِّينِ). قُلتُ: قراءةُ الجمهورِ بالصَّادِ وفي رِوَايةٍ عنِ ابنِ كَثِيرٍ بالسِّينِ وهي قراءةُ هِشامٍ). [فتح الباري: 8 / 701]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (تنبيهٌ
لَمْ يَذْكُرْ فِيها حَدِيثًا مَرْفُوعًا، ويَدْخُلُ فيها حَدِيثُ جَابرٍ رَفَعَهُ: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حتَّى يَقُولُوا: لاَ إِلَهَ إلا اللهُ» الحديثَ. وفي آخرِهِ: «وحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ» ثمَّ قَرَأَ: {إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ} إلى آخرِ السُّورَةِ. أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ والنَّسَائِيُّ والحاكِمُ، وإسنادُهُ صَحيحٌ). [فتح الباري: 8 / 701]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (بِمُسَيْطِرٍ بِمُسَلَّطٍ وَيُقْرَأُ بِالصَّادِ وَالسِّينِ).
أَشَارَ به إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ} وَفَسَّرَ الْمُسَيْطِرَ بِالْمُسَلَّطِ. قَوْلُهُ: (وَيُقَرَأُ بِالصَّادِ وَالسِّينِ) قَرَأَ عَاصِمٌ بِمُسَيْطِرٍ بِالسِّينِ، وَحَمْزَةُ بِخِلاَفٍ عَنْ خَلاَّدٍ بَيْنَ الصَّادِ وَالزَّايِ، وَالْبَاقُونَ بِالصَّادِ الْخَالِصَةِ بِمُصَيْطِرٍ). [عمدة القاري: 19 / 289]

- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( {بِمُسَيْطِرٍ} أي (بِمُسَلَّطٍ) فَتَقْتُلَهُمْ وَتُكْرِهَهُمْ على الإيمانِ، وهذا مَنْسُوخٌ بآيةِ القتالِ، (وَيُقْرَأُ) مُصَيْطِرٌ (بِالصَّادِ وَالسِّينِ) وهذه قِراءَةُ هِشَامٍ، وَهِيَ على الأصْلِ). [إرشاد الساري: 7 / 417]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ): (حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن مهديٍّ، قال: حدّثنا سفيان، عن أبي الزّبير، عن جابرٍ قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: «أمرت أن أقاتل النّاس حتّى يقولوا: لا إله إلاّ اللّه، فإذا قالوها عصموا منّي دماءهم وأموالهم إلاّ بحقّها وحسابهم على الله»، ثمّ قرأ: {إنّما أنت مذكّرٌ (21) لست عليهم بمصيطرٍ}.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ). [سنن الترمذي: 5 / 296]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا عمرو بن منصورٍ، حدّثنا أبو نعيمٍ، حدّثنا سفيان، عن أبي الزّبير، عن جابرٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
« أمرت أن أقاتل النّاس حتّى يقولوا: لا إله إلّا الله، فإذا قالوا: لا إله إلّا الله، عصموا منّي دماءهم وأموالهم إلّا بحقّها، وحسابهم على الله »، ثمّ تلا صلّى الله عليه وسلّم {إنّما أنت مذكّرٌ (21) لست عليهم بمصيطرٍ} [الغاشية: 22]). [السنن الكبرى للنسائي: 10/ 334]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {لَسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ} يقولُ: لسْتَ عليهم بمُسَلَّطٍ، ولا أنت بجبَّارٍ، تحملُهم علَى ما تُريدُ. يقولُ: كِلْهُم إليَّ، ودَعْهم وحُكْمي فيهم؛ يُقالُ: قد تَسَيْطَرَ فلانٌ علَى قومِهِ: إذا تسلَّطَ عليهم.
وبنحوِ الذي قلْنَا في ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
-حدَّثني عليٌّ، قالَ: ثنا أبو صالحٍ، قالَ: ثني معاويَةُ، عن عليٍّ، عن ابنِ عبَّاسٍ، قولَهُ: {لَسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ} يقولُ: لستَ عليهم بجبَّارٍ.
-حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ:{لَسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ} أي: كِلْ إليَّ عبادِي.
- حدَّثني محمَّدُ بنُ عمرٍو، قالَ: ثنا أبو عاصمٍ، قالَ: ثنا عيسَى؛ وحدَّثني الحارثُ، قالَ: ثنا الحسنُ، قالَ: ثنا ورقاءُ، جميعاً عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قولَهُ: {بِمُصَيْطِرٍ} قالَ: جبَّارٍ.
-حدَّثني يونسُ، قالَ: أخبرنا ابنُ وهبٍ، قالَ: قالَ ابنُ زيدٍ، في قولِهِ: {إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ} قالَ: لسْتَ عليهم بمسلَّطٍ أنْ تُكرِهَهم علَى الإيمانِ، قالَ: ثم جاءَ بعدَ هذا: {جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} وقالَ: {اقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ} وارْصُدُوهم لا يَخْرُجوا في البلادِ {فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} قالَ: فنُسِخَتْ {لَسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ} قالَ: جاءَ اقتُلُه أو يُسلِمَ؛ قالَ: والتذكرةُ كما هي لم تُنسَخْ. وقرأَ: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}.
- حدَّثنا ابنُ بشَّارٍ، قالَ: ثنا عبدُ الرَّحْمنِ، قالَ: ثنا سفيانُ، عن أبي الزبيرِ، عن جابرِ بنِ عبدِ اللَّهِ، قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيْهِ وسلَّمَ: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ، فإذا قَالُوا: لاَ إلهَ إلاَّ اللَّهُ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ، إلاَّ بحقِّها، وحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ
». ثم قرأَ: {إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ}.
- حدَّثنا ابنُ حُمَيْدٍ، قالَ: ثنا مِهْرانُ، عن سفيانَ، عن أبي الزبيرِ محمَّدِ بنِ مسلمٍ، قالَ: سمعْتُ جابرَ بنَ عبدِ اللَّهِ، يقولُ: سمعْتُ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيْهِ وسلَّمَ يقولُ، فذكَرَ مثْلَه، إلاَّ أنَّهُ قالَ: قالَ أبو الزبيرِ: ثم قرأَ: {إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ}.
- حدَّثنا يوسفُ بنُ موسَى القطَّانُ، قالَ: ثنا وكيعٌ، عن سفيانَ، عن أبي الزبيرِ، عن جابرٍ، عن رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيْهِ وسلَّمَ، مثْلَهُ). [جامع البيان: 24 / 340-342]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد لست عليهم بمسيطر يقول لست عليهم بجبار). [تفسير مجاهد: 2/ 754]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، ثنا الحسن بن عليّ بن عفّان، ثنا أبو داود عمر بن سعدٍ الحفريّ، ثنا سفيان، عن أبي الزّبير، عن جابرٍ رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: « أمرت أن أقاتل النّاس حتّى يقولوا: لا إله إلّا اللّه، فإذا قالوها عصموا منّي دماءهم، وأموالهم إلّا بحقّها وحسابهم على اللّه
»، ثمّ قرأ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: " {لست عليهم بمصيطرٍ (22) إلّا من تولّى وكفر (23) فيعذّبه اللّه العذاب الأكبر} [الغاشية: 23] «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2 / 568]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الحاكِمُ وصَحَّحَهُ عن جابِرٍ، قالَ: قَرَأَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ}. بالصَّادِ). [الدر المنثور: 15 / 389]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ وابنُ مَرْدُويَهْ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ}. يقولُ: بِجَبَّارٍ، فاعْفُ عنهم واصْفَحْ). [الدر المنثور: 15 / 389]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن قَتَادَةَ: {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ}. قالَ: بِقَاهِرٍ). [الدر المنثور: 15 / 390]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ، عن قَتَادَةَ: {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ}. قالَ: كُلُّ عِبَادِي إِلَيَّ). [الدر المنثور: 15 / 390]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن الضَّحَّاكِ: {بِمُصَيْطِرٍ}. قالَ: بِمُسَلَّطٍ). [الدر المنثور: 15 / 390]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ عن مُجَاهِدٍ: {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ}. قالَ: جَبَّارٍ، {إِلاَّ مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ}. قالَ: حِسَابُه على اللَّهِ). [الدر المنثور: 15 / 390]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ أبو داودَ في ناسِخِه عن ابنِ عبَّاسٍ: {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ}. قال: نَسَخَ ذلك فقالَ: {اقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} ). [الدر المنثور: 15 / 390]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ} يتوجَّهُ لوجهينِ: أحدُهما: فذكِّرْ قوْمَك يا محمَّدُ، إلاَّ مَنْ تولَّى منهم عنك، وأعرَضَ عن آياتِ اللَّهِ فكفَرَ، فيكونُ قولُهُ: {إِلَّا} استثناءً من الذين كانَ التذكيرُ عليهم، وإنْ لم يُذْكروا، كما يُقالُ: مضَى فلانٌ فدعا إلاَّ مَن لا تُرجَى إجابَتُه، بمعنَى: فدعا الناسَ إلاَّ مَن لا تُرجَى إجابتُهُ. والوجهُ الثاني: أنْ يُجعلَ قولُهُ: {إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ} منقطعاً عمَّا قبلَه، فيكونَ معنَى الكلامِ حينئذٍ: لَسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ، إلاَّ مَن تولَّى وكفرَ، يُعذِّبُه اللَّهُ، وكذلك الاستثناءُ المنقطعُ يُمتحنُ بأنْ يحسُنَ معه إنْ، فإذا حسُنتْ معه كانَ منقطعاً، وإذا لم تحسُنْ كانَ استثناءً متَّصلاً صحيحاً، كقولِ القائلِ: سارَ القومُ إلاَّ زيداً، ولا يصلحُ دخولُ إن هاهنا؛ لأنه استثناءٌ صحيحٌ). [جامع البيان: 24 / 342-343]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد إلا من تولى وكفر يقول فحسابه على الله). [تفسير مجاهد: 2/ 754]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ عن مُجَاهِدٍ: {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ}. قالَ: جَبَّارٍ، {إِلاَّ مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ}. قالَ: حِسَابُه على اللَّهِ). [الدر المنثور: 15 / 390] (م)

تفسير قوله تعالى: {فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ (24) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ} هو عذابُ جهنَّمَ، يقولُ: فيعذِّبُه اللَّهُ العذابَ الأكبرَ علَى كفْرِهِ به في الدنيا، وعذابَ جهنَّمَ في الآخرةِ). [جامع البيان: 24 / 343]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) }
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ: {إيابهم} [الغاشية: 25] : «مرجعهم»). [صحيح البخاري: 6 / 168]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: (وقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: إِيَابَهُم: مَرجِعَهُمْ) وصَلَهُ ابنُ المُنْذِرِ من طَرِيقِ ابنِ جُريجٍ عن عَطاءٍ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ، وذَكَرَهُ ابنُ أَبِي حَاتِمٍ عن عَطاءٍ ولم يُجاوِزْ به). [فتح الباري: 8 / 701]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (إِيَابَهُمْ: مَرْجِعَهُمْ).
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ} أَيْ مَرْجِعَهُمْ، وَرَوَاهُ ابْنُ الْمُنْذِرِ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ). [عمدة القاري: 19 / 289]

- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ) فيما وَصَلَهُ ابْنُ الْمُنْذِرِ في قَوْلِهِ: {إِيَابَهُمْ} أي: (مَرْجِعَهُمْ) بَعْدَ الْمَوْتِ). [إرشاد الساري: 7 / 417]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول اللّه عزّ وجلّ: {إنّ إلينا إيابهم} قال: إلى اللّه مرجعهم). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 95]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ} يقولُ: إنَّ إلينا رجوعَ مَن كفَرَ ومعادَهم، {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ} يقولُ: ثم إنَّ علَى اللَّهِ حسابَهُ، وهو يجازيهِ بما سلفَ منه من معصيَةِ ربِّهِ، يُعلِمُ بذلك نبيَّهُ محمَّداً صلَّى اللَّهُ علَيْهِ وسلَّمَ أنَّهُ المُتولِّي عقوبتَهُ دونَهُ، وهو المُجازي والمُعاقِبُ، وأنَّه الذي إليهِ التذكيرُ وتبليغُ الرسالةِ.
وبنحوِ الذي قلْنَا في ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثني محمَّدُ بنُ عمرٍو، قالَ: ثنا أبو عاصمٍ، قالَ: ثنا عيسَى؛ وحدَّثني الحارثُ، قالَ: ثنا الحسنُ، قالَ: ثنا ورقاءُ، جميعاً عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قولَهُ: {إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ} قالَ: حسابُه علَى اللَّهِ.
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ:{إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ} يقولُ: إنَّ إلَى اللَّهِ الإيابَ، وعليهِ الحسابَ). [جامع البيان: 24 / 343]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ}. قالَ: مَرْجِعَهُمْ.
وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ عن عَطَاءٍ مِثْلَه). [الدر المنثور: 15 / 390-391]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الطَّسْتِيُّ، عن ابنِ عبَّاسٍ، أن نافِعَ بنَ الأَزْرَقِ قالَ له: أَخْبِرْنِي عن قَوْلِه عزَّ وجلَّ: {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ}. قالَ: الإيابُ: المَرْجِعُ. قالَ: وهل تَعْرِفُ العَرَبُ ذلك؟ قالَ: نَعَمْ، أمَا سَمِعْتَ عَبِيدَ بنَ الأَبْرَصِ يَقُولُ:
وكُلُّ ذِي غَيْبَةٍ يَؤُوبُ.......وغَائِبُ المَوْتِ لاَ يَؤُوبُ
وقالَ الآخَرُ:
فَأَلْقَتْ عَصَاها وَاسْتَقَرَّ بِهَا النَّوَى.......كَمَا قَرَّ عَيْناً بالإيابِ المُسَافِرُ
). [الدر المنثور: 15 / 391]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عنِ السُّدِّيِّ: {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ}. قالَ: مُنْقَلَبَهُم). [الدر المنثور: 15 / 391]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ، عن قَتَادَةَ: {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ}. قالَ: إلى اللَّهِ الإيابُ، وعلى اللَّهِ الحسابُ). [الدر المنثور: 15 / 391]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ (26) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ} يقولُ: إنَّ إلينا رجوعَ مَن كفَرَ ومعادَهم، {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ} يقولُ: ثم إنَّ علَى اللَّهِ حسابَهُ، وهو يجازيهِ بما سلفَ منه من معصيَةِ ربِّهِ، يُعلِمُ بذلك نبيَّهُ محمَّداً صلَّى اللَّهُ علَيْهِ وسلَّمَ أنَّهُ المُتولِّي عقوبتَهُ دونَهُ، وهو المُجازي والمُعاقِبُ، وأنَّه الذي إليهِ التذكيرُ وتبليغُ الرسالةِ.
وبنحوِ الذي قلْنَا في ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثني محمَّدُ بنُ عمرٍو، قالَ: ثنا أبو عاصمٍ، قالَ: ثنا عيسَى؛ وحدَّثني الحارثُ، قالَ: ثنا الحسنُ، قالَ: ثنا ورقاءُ، جميعاً عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قولَهُ: {إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ} قالَ: حسابُه علَى اللَّهِ.
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ:{إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ} يقولُ: إنَّ إلَى اللَّهِ الإيابَ، وعليهِ الحسابَ). [جامع البيان: 24 / 343] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ، عن قَتَادَةَ: {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ}. قالَ: إلى اللَّهِ الإيابُ، وعلى اللَّهِ الحسابُ). [الدر المنثور: 15 / 391] (م)


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 23 جمادى الآخرة 1434هـ/3-05-2013م, 10:27 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت...} عجّبهم من حمل الإبل أنها تحمل وقرها باركة ثم تنهض به، وليس شيء من الدواب يطيق ذلك إلاّ البعير). [معاني القرآن: 3/ 258]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت (17)} نبههم الله على عظيم من خلقه قد ذلّله للصغير يقوده وينتجه وينهضه. ويحمل عليه الثقيل من الحمل وهو بارك فينهض بثقيل حمله، وليس ذلك في شيء من الحوامل غيره، فأراهم عظيما من خلقه ليدلهم بذلك على توحيده). [معاني القرآن: 5/ 318]

تفسير قوله تعالى: {وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وإلى السّماء كيف رفعت (18)} يعني بغير عمد). [معاني القرآن: 5/ 318]

تفسير قوله تعالى: {وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({كيف نصبت}: رفعت). [مجاز القرآن: 2/ 296]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وإلى الجبال كيف نصبت (19)} {نصبت}: مرساة مثبتة لا تزول). [معاني القرآن: 5/ 318]

تفسير قوله تعالى: {وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({كيف سطحت}: بسطت، يقال: جبل مسطح، إذا كان في أعلاه استواء). [مجاز القرآن: 2/ 296]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({سطحت} أي بسطت). [تفسير غريب القرآن: 525]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وإلى الأرض كيف سطحت (20)} أي دحيت وبسطت). [معاني القرآن: 5/ 319]

تفسير قوله تعالى: {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({فذكّر إنّما أنت مذكّر (21)} هذا قبل أن يؤمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالحرب). [معاني القرآن: 5/ 319]

تفسير قوله تعالى: {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ (22)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {لّست عليهم بمصيطرٍ...} بمسلّط، والكتاب (بمصيطر)، و(المصيطرون): بالصاد والقراءة بالسين، ولو قرئت بالصاد كان مع الكتاب وكان صوابا). [معاني القرآن: 3/ 258]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({بمسيطرٍ} بمتسلط، يقال: تسيطرت علينا، ولم نجد على تقديرها إلا مبيطر
قال النابغة:
طعن المبيطر إذ يشفي من العضد ولم نجد لها ثالثاً).
[مجاز القرآن: 2/ 296]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({مسيطر}: مسلط، يقال تسيطرت علينا). [غريب القرآن وتفسيره: 426]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({لست عليهم بمصيطرٍ} أي بمسلّط).
[تفسير غريب القرآن: 525]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({لست عليهم بمصيطر (22)} أي بمسلّط). [معاني القرآن: 5/ 319]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بِمُسَيْطِرٍ}: بمُسَلَّط). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 300]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بِمُصَيْطِرٍ}: بمتسلط). [العمدة في غريب القرآن: 345]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {إلاّ من تولّى وكفر...} تكون مستثنيا من الكلام الذي كان التذكير يقع عليه وإن لم يذكر، كما تقول في الكلام: اذهب فعظ وذكّر، وعمّ إلاّ من لا تطمع فيه، ويكون أن تجعل: {من تولّى وكفر} منقطعا عما قبله. كما تقول في الكلام: قعدنا نتحدث ونتذاكر الخير إلاّ أن كثيرا من الناس لا يرغب، فهذا المنقطع.
وتعرف المنقطع من الاستثناء بحسن إن في المستثنى؛ فإذا كان الاستثناء محضا متصلا لم يحسن فيه إن. ألا ترى أنك تقول: عندي مائةٌ إلاّ درهما، فلا تدخل إن ها هنا فهذا كاف من ذكر غيره.وقد يقول بعض القراء وأهل العلم: إن{إلا} بمنزلة لكن، وذلك منهم تفسير للمعنى، فأما أن تصلح (إلاّ) مكان (لكن) فلا؛ ألا ترى أنك تقول: "ما قام عبد الله ولكن زيد" فتظهر الواو، وتحذفها. ولا تقول: ما قام عبد الله إلا زيد، إلاّ أن تنوي: ما قام إلا زيد لتكرير أوّل الكلام). [معاني القرآن: 3/ 258-259]

تفسير قوله تعالى: {(فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ (24)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({إلّا من تولّى وكفر (23) فيعذّبه اللّه العذاب الأكبر (24)} أي عذاب جهنّم). [معاني القرآن: 5/ 319]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({إيابهم}: رجوعهم). [تفسير غريب القرآن: 525]
قالَ مُحمدُ بنُ الجَهْمِ السُّمَّرِيُّ (ت: 277هـ): (سئل الفراء عن {إيابهم} فقال: لا يجوز على جهة من الجهات). [معاني القرآن للفراء: 3/ 259]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({إنّ إلينا إيابهم (25)} (إيّابهم) وقرئت إيابهم، بالتخفيف والتثقيل. ومعنى {إيابهم} رجوعهم، ومعنى (إيّابهم) على مصدر أيّب إيّابا، على معنى فيعل فيعالا، من آب يؤوب والأصل إيوابا، فأدغمت الياء في الواو، وانقلبت الواو إلى الياء لأنها سبقت بسكون). [معاني القرآن: 5/ 319]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({إِيَابَهُمْ}: رجوعهم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 300]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ (26)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والحساب: الجزاء، قال الله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ} [الغاشية: 26]، أي جزاءهم.
وقال تعالى: {إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ} [الشعراء: 113]، لأن الجزاء يكون بالحساب). [تأويل مشكل القرآن: 513](م)


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28 رجب 1434هـ/6-06-2013م, 10:49 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17)}

تفسير قوله تعالى: {وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18)}

تفسير قوله تعالى: {وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19)}

تفسير قوله تعالى: {وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20)}

تفسير قوله تعالى: {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21)}

تفسير قوله تعالى: {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ (22)}

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23)}

تفسير قوله تعالى: {فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ (24)}

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25)}

قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
نهاهم ثابت عنه فقالوا.......تعنفنا المعاشر لو يؤوب
...
(لو يؤوب) لو يرجع ويفلت حبيب، أي إن أفلت فآب عنفنا. و(الإياب) الرجوع والانقلاب). [شرح أشعار الهذليين: 1/ 109]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ): (
فكانت على العبسي أول شدة.......وآبوا عليه ثم صدوا وجنبوا
(آبوا) رجعوا). [شرح أشعار الهذليين: 2/ 560]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ): (
فيأسك من صديقك ثم يأسا.......ضحى يوم الأحث من الإياب
...
و(الإياب) الرجوع). [شرح أشعار الهذليين: 2/ 718]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله: لآبك، أي: لعادك، وأصل هذا من الإياب والرّجوع، قال الله تبارك وتعالى: {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ}، وقال عبيد بن الأبرص:
وكلّ ذي غيبةٍ يؤوب). [الكامل: 2/ 566]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328هـ): (
ذكرت بها الإياب ومن يسافر......كما سافرت يدكر الإيابا
الإياب: الرجوع يقال قد آب الرجل من سفره يؤوب أوبًا وأؤوبًا إذا رجع. قال بشر بن أبي خازم:
فرجي الخير وانتظري إيابي....,..إذا ما القارظ العنزي آبا
ويدكر: يفتعل من الذكر فقلب الذال والتاء دالاً، ومن العرب من يغلب الذال فيقول يذكر وفي مزدجر مزجر. وقال الله تعالى: {إن إلينا إيابهم}. ومعنى البيت أنه يصف طول سفره وشوقه إلى الرجوع إلى أهله ومنزله). [شرح المفضليات: 699]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ (ت: 328هـ): (
إذا غاب عنها البعل لم تفش سره.......وترضي إياب البعل حين يؤوب
قال الضبي: يقول إذا غاب بعلها لم تفش سره والسر الاسم والإسرار المصدر.
وبعلها زوجها وهي بعلته. والإياب: الرجوع وقد آب يؤوب أوبًا). [شرح المفضليات: 769]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328هـ): (وقال: أحمد معنى قوله لم تفش سره أي لم تظهر هي لأحدٍ ولم تقع عليها عين هي نفسها سره. والإياب الرجوع قال الله تعالى وعز: {إن إلينا إيابهم} وقال الشاعر:
لقد طوفت بالآفاق حتى.......رضيت من الغنيمة بالإياب
أي: أن أرجع سالمًا إن لم أفد خيرًا.
...
وقال: أحمد معنى قوله لم تفش سره أي لم تظهر هي لأحدٍ ولم تقع عليها عين هي نفسها سره. والإياب الرجوع قال الله تعالى وعز: {إن إلينا إيابهم} وقال الشاعر:
لقد طوفت بالآفاق حتى.......رضيت من الغنيمة بالإياب
أي: أن أرجع سالمًا إن لم أفد خيرًا). [شرح المفضليات: 769]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ (ت: 328هـ): (آبوا: رجعوا والإياب: الرجوع يقال أبت أهلي وتأوبتهم إذا أتيتهم عند الليل والتأويب سير النهار فإذا جاء الليل نزلوا والمآبة سير يومٍ إلى الليل فإذا أتى الليل أقام يقال بيني وبينه مآبتان وثلاث مآوب أي سير ثلاثة أيام ٍ ليس فيهن ليل). [شرح المفضليات: 781]
قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ): (وأبن: رجعن، والآئب: الراجع، والإياب: الرّجوع). [الأمالي: 2/ 245]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ (26)}


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:38 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:38 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:38 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:39 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم أقام تعالى الحجّة على منكري قدرته على بعث الأجساد، بأن وقفهم على مواضع العبرة في مخلوقاته.
و{الإبل} في هذه الآية هي الجمال المعروفة، هذا قول الجمهور من المتأوّلين، وفي الجمل آياتٌ وعبرٌ لمن تأمّل ليس في الحيوان ما يقوم من البروك بحمله سواه، وهو على قوّته غايةٌ في الانقياد.
قال الثّعلبيّ في بعض التفاسير: إنّ فأرةً جرت بزمام ناقةٍ، فتبعتها حتى دخلت الجحر، فبركت الناقة، وأدنت رأسها من فم الجحر.
وكان شريحٌ القاضي يقول لأصحابه: اخرجوا بنا إلى الكناسة حتى ننظر إلى الإبل كيف خلقت. وقال أبو العبّاس المبرّد: الإبل هنا: السّحاب؛ لأنّ العرب قد تسمّيها بذلك؛ إذ تأتي أرسالاً كالإبل، وتزجى كما تزجى الإبل، وهي في هيئتها أحياناً تشبه الإبل والنّعام، ومنه قول الشاعر:
كأنّ السّحاب دوين السّماء.......نعامٌ تعلّق بالأرجل
وقرأ أبو عمرٍو –بخلافٍ– وعيسى: (الإبلّ) بشدّ اللام، وهي السّحاب، كما ذكر قومٌ من اللّغويّين والنّقّاش، وقرأ الجمهور: {خلقت} بفتح القاف وضمّ الخاء، وقرأ عليّ بن أبي طالبٍ: (خلقت) بفتح الخاء وسكون القاف، على فعل المتكلّم، وكذلك (رفعت، ونصبت، وسطحت).
وقرأ أبو حيوة: (رفّعت، ونصّبت، وسطّحت) بالتشديد فيها). [المحرر الوجيز: 8/ 601-602]

تفسير قوله تعالى: {وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18)}

تفسير قوله تعالى: {وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و{نصبت} معناه: أثبتت قائمةً في الهواء، لا تنبطح). [المحرر الوجيز: 8/ 602]

تفسير قوله تعالى: {وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقرأ الجمهور: {سطحت} بتخفيف الطاء، وقرأ هارون الرّشيد: (سطّحت) بشدّ الطاء على المبالغة، وهي قراءة الحسن.
وظاهر هذه الآية أنّ الأرض سطحٌ لا كرةٌ، وهو الذي عليه أهل العلم، والقول بكريّتها –وإن كان لا ينقض ركناً من أركان الشّرع– فهو قولٌ لا يثبته علماء الشّرع). [المحرر الوجيز: 8/ 602]

تفسير قوله تعالى: {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم أمر تعالى نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم بالتذكير بهذه الآيات ونحوها). [المحرر الوجيز: 8/ 602]

تفسير قوله تعالى: {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ (22)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثمّ نفى تعالى أن يكون مسيطراً على الناس، أي: قاهراً، مجبراً لهم مع تكبّرٍ، متسلّطاً عليهم، يقال: تسيطر علينا فلانٌ.
وقرأ بعض الناس: {بمسيطرٍ} بالسين، وبعضهم {بمصيطرٍ} بالصاد، وقرأ هارون: (بمسيطرٍ) بفتح الطاء، وهي لغة تميمٍ، وليس في كلام العرب على هذا البناء غير (مسيطرٍ، ومبيطرٍ، ومبيقرٍ، ومهيمنٍ)، وفي الأسماء مديبرٌ، ومجيمرٌ وهو اسم وادٍ، ويحتمل أن يكون هذان مصغّرين). [المحرر الوجيز: 8/ 602]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله تعالى: {إلاّ من تولّى وكفر} قالت بعض المتأوّلين: الاستثناء متّصلٌ، والمعنى: إلاّ من تولّى وكفر فأنت مسيطرٌ عليه. فالآية على هذا لا نسخ فيها.
وقال آخرون منهم: الاستثناء منفصلٌ، والمعنى: {لست عليهم بمصيطرٍ} وتمّ الكلام، وهي آية موادعةٍ منسوخةٌ بالسّيف.
ثمّ قال تعالى: {إلاّ من تولّى وكفر * فيعذّبه} وهذا هو القول الصحيح؛ لأنّ السورة مكّيّةٌ، والقتال إنما نزل بالمدينة.
و{من} بمعنى (الذي)، وقرأ ابن عبّاسٍ، وزيد بن أسلم، وقتادة، وزيد بن عليٍّ: (ألا من تولّى) بفتح الهمزة، على معنى استفتاح الكلام، و{من} على هذه القراءة شرطيّةٌ). [المحرر الوجيز: 8/ 602]

تفسير قوله تعالى: {فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ (24)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : ( و{العذاب الأكبر} عذاب الآخرة؛ لأنّهم قد عذّبوا في الدنيا بالجوع والقتل وغيرهما.
وقرأ ابن مسعودٍ: (فإنّه يعذّبه اللّه) ). [المحرر الوجيز: 8/ 602]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقرأ الجمهور: {إيابهم} مصدرٌ من (آب يئوب) إذا رجع، وهو الحشر والردّ إلى اللّه تعالى.
وقرأ أبو جعفر بن القعقاع: (إيّابهم) بشدّ الياء، على وزن (فعّالٍ) بكسر الفاء، أصله (فيعالٍ)، من (أيّب) أصله (فيعل)، ويصحّ أن يكون من (أوّب) فيجيء (إيواباً) وسهّلت الهمزة، وكان اللازم في الإدغام ردّها (إوّاباً) لكن استحسنت فيه الياء على غير قياسٍ). [المحرر الوجيز: 8/ 603]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ (26)}


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:39 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:39 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت * وإلى السّماء كيف رفعت * وإلى الجبال كيف نصبت * وإلى الأرض كيف سطحت * فذكّر إنّما أنت مذكّرٌ * لّست عليهم بمصيطرٍ * إلّا من تولّى وكفر * فيعذّبه اللّه العذاب الأكبر * إنّ إلينا إيابهم * ثمّ إنّ علينا حسابهم}.
يقول تعالى آمراً عباده بالنظر إلى مخلوقاته الدّالّة على قدرته وعظمته: {أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت}؛ فإنّها خلقٌ عجيبٌ، وتركيبها غريبٌ؛ فإنّها في غاية القوّة والشّدّة، وهي مع ذلك تلين للحمل الثقيل، وتنقاد للقائد الضعيف، وتؤكل وينتفع بوبرها، ويشرب لبنها، ونبّهوا بذلك؛ لأنّ العرب غالب دوابّهم كانت الإبل، وكان شريحٌ القاضي يقول: اخرجوا بنا حتّى ننظر إلى الإبل كيف خلقت). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 387]

تفسير قوله تعالى: {وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {وإلى السّماء كيف رفعت} أي: كيف رفعها اللّه عزّ وجلّ عن الأرض هذا الرّفع العظيم، كما قال تعالى: {أفلم ينظروا إلى السّماء فوقهم كيف بنيناها وزيّنّاها وما لها من فروجٍ}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 387]

تفسير قوله تعالى: {وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {وإلى الجبال كيف نصبت}. أي: جعلت منصوبةً قائمةً ثابتةً راسيةً؛ لئلاّ تميد الأرض بأهلها، وجعل فيها ما جعل من المنافع والمعادن). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 387]

تفسير قوله تعالى: {وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {وإلى الأرض كيف سطحت}. أي: كيف بسطت ومدّت ومهّدت، فنبّه البدويّ على الاستدلال بما يشاهده من بعيره الذي هو راكبٌ عليه، والسّماء التي فوق رأسه، والجبل الذي تجاهه، والأرض التي تحته، على قدرة خالق ذلك وصانعه، وأنّه الرّبّ العظيم الخالق المتصرّف المالك، وأنّه الإله الذي لا يستحقّ العبادة سواه.
وهكذا أقسم "ضمامٌ" في سؤاله على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، كما رواه الإمام أحمد حيث قال: حدّثنا هاشم بن القاسم، حدّثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنسٍ قال: كنّا نهينا أن نسأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن شيءٍ، فكان يعجبنا أن يجيء الرّجل من أهل البادية العاقل فيسأله ونحن نسمع، فجاء رجلٌ من أهل البادية فقال: يا محمّد، إنّه أتانا رسولك فزعم لنا أنّك تزعم أنّ اللّه أرسلك. قال: «صدق». قال: فمن خلق السّماء؟ قال:«اللّه». قال: فمن خلق الأرض؟ قال:«اللّه». قال: فمن نصب هذه الجبال وجعل فيها ما جعل؟ قال: «اللّه». قال: فبالذي خلق السّماء والأرض ونصب هذه الجبال آللّه أرسلك؟ قال: «نعم». قال: وزعم رسولك أنّ علينا خمس صلواتٍ في يومنا وليلتنا. قال: «صدق». قال: فبالذي أرسلك آللّه أمرك بهذا؟ قال: «نعم». قال: وزعم رسولك أنّ علينا زكاةً في أموالنا. قال: «صدق». قال: فبالذي أرسلك آللّه أمرك بهذا؟ قال: «نعم». قال: وزعم رسولك أنّ علينا حجّ البيت من استطاع إليه سبيلاً. قال: «صدق». قال: ثمّ ولّى فقال: والذي بعثك بالحقّ لا أزيد عليهنّ شيئاً ولا أنقص منهنّ شيئاً؛ فقال النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «إن صدق ليدخلنّ الجنّة».
وقد رواه مسلمٌ عن عمرٍو النّاقد، عن أبي النّضر هاشم بن القاسم به، وعلّقه البخاريّ ورواه التّرمذيّ والنّسائيّ من حديث سليمان بن المغيرة به، ورواه الإمام أحمد والبخاريّ وأبو داود والنّسائيّ وابن ماجه من حديث اللّيث بن سعدٍ، عن سعيد المقبريّ، عن شريك بن عبد اللّه بن أبي نمرٍ، عن أنسٍ به بطوله، وقال في آخره: وأنا ضمام بن ثعلبة أخو بني سعد بن بكرٍ.
وقال الحافظ أبو يعلى: حدّثنا إسحاق، حدّثنا عبد اللّه بن جعفرٍ، حدّثني عبد اللّه بن دينارٍ، عن ابن عمر قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كثيراً ما كان يحدّث عن امرأةٍ في الجاهليّة على رأس جبلٍ، معها ابنٌ لها ترعى غنماً، فقال لها ابنها: يا أمّه، من خلقك؟ قالت: اللّه. قال: فمن خلق أبي؟ قالت: اللّه. قال: فمن خلقني؟ قالت: اللّه. قال: فمن خلق السّماء؟ قالت: اللّه. قال: فمن خلق الأرض؟ قالت: اللّه. قال: فمن خلق الجبل؟ قالت: اللّه. قال: فمن خلق هذه الغنم؟ قالت: اللّه. قال: فإنّي لأسمع للّه شأناً. وألقى نفسه من الجبل فتقطّع.
قال ابن عمر كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كثيراً ما يحدّثنا هذا. قال ابن دينارٍ: كان ابن عمر كثيراً ما يحدّثنا بهذا.
في إسناده ضعفٌ، وعبد اللّه بن جعفرٍ هذا هو المدينيّ، ضعّفه ولده الإمام عليّ بن المدينيّ وغيره). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 387-388]

تفسير قوله تعالى: {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ (22)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فذكّر إنّما أنت مذكّرٌ * لست عليهم بمسيطرٍ}. أي: فذكّر يا محمّد النّاس بما أرسلت به إليهم، فإنّما عليك البلاغ وعلينا الحساب.
ولهذا قال: {لست عليهم بمسيطرٍ}. قال ابن عبّاسٍ ومجاهدٌ وغيرهما: لست عليهم بجبّارٍ.
وقال ابن زيدٍ: لست بالذي تكرههم على الإيمان.
قال الإمام أحمد: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن أبي الزّبير، عن جابرٍ قال: قال صلّى اللّه عليه وسلّم: «أمرت أن أقاتل النّاس حتّى يقولوا لا إله إلاّ اللّه، فإذا قالوها عصموا منّي دماءهم وأموالهم إلاّ بحقّها، وحسابهم على اللّه عزّ وجلّ». ثمّ قرأ {فذكّر إنّما أنت مذكّرٌ * لست عليهم بمسيطرٍ}.
وهكذا رواه مسلمٌ في كتاب الإيمان، والتّرمذيّ والنّسائيّ في كتابي التّفسير من سننيهما، من حديث سفيان بن سعيدٍ الثّوريّ به بهذه الزّيادة، وهذا الحديث مخرّجٌ في الصحيحين من رواية أبي هريرة بدون ذكر هذه الآية). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 388-389]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ (24)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إلاّ من تولّى وكفر}. أي: تولّى عن العمل بأركانه وكفر بالحقّ بجنانه ولسانه، وهذه كقوله: {فلا صدّق ولا صلّى * ولكن كذّب وتولّى}.
ولهذا قال: {فيعذّبه اللّه العذاب الأكبر}. قال الإمام أحمد: حدّثنا قتيبة، حدّثنا ليثٌ، عن سعيد بن أبي هلالٍ، عن عليّ بن خالدٍ، أنّ أبا أمامة الباهليّ مرّ على خالد بن يزيد بن معاوية فسأله عن ألين كلمةٍ سمعها من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «ألا كلّكم يدخل الجنّة إلاّ من شرد على اللّه شراد البعير على أهله».
تفرّد بإخراجه الإمام أحمد. وعليّ بن خالدٍ هذا ذكره ابن أبي حاتمٍ عن أبيه، ولم يزد على ما ههنا، روى عن أبي أمامة، وعنه سعيد بن أبي هلالٍ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 389]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّ إلينا إيابهم}. أي: مرجعهم ومنقلبهم). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 389]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ (26)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {ثمّ إنّ علينا حسابهم}. أي: نحن نحاسبهم على أعمالهم ونجازيهم بها، إن خيراً فخيرٌ، وإن شرًّا فشرٌّ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 389]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:32 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة