العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة العنكبوت

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 جمادى الأولى 1434هـ/14-03-2013م, 12:16 PM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي تفسير سورة العنكبوت [ من الآية (36) إلى الآية (40) ]

{وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآَخِرَ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (36) فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (37) وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمَ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ (38) وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ (39) فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (40) }


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 11:24 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي جمهرة تفاسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآَخِرَ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (36) )

قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى وإلى مدين أخاهم شعيبا قال بلغنا أن شعيبا أرسل مرتين إلى أمتين مدين وأصحاب الأيكة). [تفسير عبد الرزاق: 2/98]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإلى مدين أخاهم شعيبًا، فقال يا قوم اعبدوا اللّه وارجوا اليوم الآخر ولا تعثوا في الأرض مفسدين}.
يقول تعالى ذكره: وأرسلت إلى مدين أخاهم شعيبًا، فقال لهم: يا قوم اعبدوا اللّه وحده، وذلّوا له بالطّاعة، واخضعوا له بالعبادة {وارجوا اليوم الآخر} يقول: وارجوا بعبادتكم إيّاي جزاء اليوم الآخر، وذلك يوم القيامة {ولا تعثوا في الأرض مفسدين} يقول: ولا تكثروا في الأرض معصية اللّه، ولا تقيموا عليها، ولكن توبوا إلى اللّه منها، وأنيبوا.
وقد كان بعض أهل العلم بكلام العرب يتأوّل قوله: {وارجوا اليوم الآخر} بمعنى: واخشوا اليوم الآخر.
وكان غيره من أهل العلم بالعربيّة ينكر ذلك، ويقول: لم نجد الرّجاء بمعنى الخوف في كلام العرب إلاّ إذا قارنه الجحد). [جامع البيان: 18/397]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وإلى مدين أخاهم شعيبًا فقال يا قوم اعبدوا اللّه وارجوا اليوم الآخر ولا تعثوا في الأرض مفسدين (36)
قوله تعالى: وإلى مدين أخاهم شعيبًا فقال يا قوم اعبدوا اللّه
- أخبرنا أبو عبد اللّه الطّهرانيّ فيما كتب إليّ، ثنا عبد الرّزّاق، ثنا معمرٌ، عن قتادة في قوله: وإلى مدين أخاهم شعيبًا قال: بلغنا أنّ شعيبًا أرسل مرّتين إلى مدين وأصحاب الأيكة.
قوله تعالى: ولا تعثوا في الأرض
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجابٌ، ثنا بشرٌ بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ ولا تعثوا في الأرض يقول: لا تسعوا في الأرض.
- حدّثنا محمّد بن يحيى، ثنا العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ، عن سعيدٍ، عن قتادة لا تعثوا في الأرض مفسدين يقول: لا تسيروا في الأرض.
- حدّثنا موسى بن أبي (موسى الأنصاريّ) ثنا هارون بن (حاتمٍ) ، ثنا عبد الرّحمن بن أبي حمّادٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، عن ابن مالكٍ لا تعثوا في الأرض يعني لا تمشوا بالمعاصي.
وقد تقدّم القول في الفساد). [تفسير القرآن العظيم: 9/3059]

تفسير قوله تعالى: (فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (37) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فكذّبوه فأخذتهم الرّجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين}.
يقول تعالى ذكره: فكذّب أهل مدين شعيبًا فيما أتاهم به عن اللّه من الرّسالة، فأخذتهم رجفة العذاب فأصبحوا في دارهم جاثمين جثومًا، بعضهم على بعضٍ موتى.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {فأصبحوا في دارهم جاثمين} أي: ميّتين). [جامع البيان: 18/398]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: فكذّبوه فأخذتهم الرّجفة
- أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيمٍ فيما كتب إليّ ثنا أحمد بن المفضّل، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قال: إنّ اللّه عزّ وجلّ بعث شعيبًا إلى مدين فكان مع كفرهم يبخسون الكيل والموازين فدعاهم فكذّبوه فقال لهم: ذكر الله في القرآن وماردوا عليه، فلمّا عتوا وكذّبوا سألوه العذاب.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبانة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ فأخذتهم الرّجفة قال: الصّيحة.
قوله تعالى: فأصبحوا في دارهم
- حدّثنا موسى بن أبي موسى الأنصاريّ، ثنا هارون بن حاتمٍ، ثنا عبد الرّحمن بن أبي حمّادٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ عن أبي مالكٍ قوله: دارهم يعني العسكر كله.
قوله تعالى: جاثمين
- حدّثنا محمّد بن يحيى، ثنا العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ قال: سمعت سعيدا، عن قتادة قوله: جاثمين أي ميّتين، وروي، عن عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم مثل ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 9/3059-3060]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج الفريابي، وابن أبي شيبه، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد {فأخذتهم الرجفة} قال: الصيحة، وفي قوله {وكانوا مستبصرين} قال: في الضلالة). [الدر المنثور: 11/546]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {فأصبحوا في دارهم جاثمين} قال: ميتين، وفي قوله {وكانوا مستبصرين} قال: معجبين بضلالتهم، وفي قوله {فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا} قال: هم قوم لوط {ومنهم من أخذته الصيحة} قال: قوم صالح وقوم شعيب {ومنهم من خسفنا به الأرض} قال: قارون {ومنهم من أغرقنا} قال: قوم نوح وفرعون وقومه). [الدر المنثور: 11/546-547]

تفسير قوله تعالى: (وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمَ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ (38) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن عمرو ابن عبد الله، عن قتادة أنه قال: كان مساكن عاد بالشحر). [الجامع في علوم القرآن: 1/134]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى وكانوا مستبصرين أي معجبين بضلالتهم). [تفسير عبد الرزاق: 2/97]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (قال مجاهدٌ: {وكانوا مستبصرين} [العنكبوت: 38] : «ضللةً» ). [صحيح البخاري: 6/113]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال مجاهد وكانوا مستبصرين ضللة وصله بن أبي حاتمٍ من طريق شبل بن عبّادٍ عن بن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ بهذا وقال عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة قال معجبين بضلالتهم وأخرج بن أبي حاتمٍ من وجهٍ آخر عن قتادة قال كانوا مستبصرين في ضلالتهم معجبين بها). [فتح الباري: 8/510]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال مجاهد {وكانوا مستبصرين} ضللة
قال ابن أبي حاتم ثنا أبو سعيد الأشج ثنا أبو أسامة عن شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 38 العنكبوت {وكانوا مستبصرين} قال ضللة). [تغليق التعليق: 4/278]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قال مجاهد: وكانوا مستبصرين: ضللةً
أي: قال مجاهد في قوله تعالى: {فصدهم عن السّبيل وكانوا مستبصرين} (العنكبوت: 38) . قوله: (ضللة) ، جمع ضال، قاله الكرماني وفيه ما فيه، والصّواب: ضلالة. وكذا هو في عامّة النّسخ، وفي التّفسير: مستبصرين يعني في الضّلالة، وعن قتادة: مستبصرين في ضلالتهم معجبين بها، وعن الفراء: عقلاء ذوي بصائر، وعن الضّحّاك والكلبي ومقاتل: حسبوا أنهم على الحق والهدى وهم على الباطل). [عمدة القاري: 19/108]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (قال) ولأبي ذر وقال (مجاهد): فيما وصله ابن أبي حاتم فيقوله: ({مستبصرين}) من قوله: {فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين} [العنكبوت: 38] أي (ضللة) يحسبون أنهم على هدى وهم على الباطل والمعنى أنهم كانوا عند أهلهم مستبصرين، وفي نسخة ضلالة بألف بين
اللامين، وعند ابن أبي حاتم عن قتادة: كانوا مستبصرين في ضلالتهم معجبين بها، وقال في الأنوار: أي متمكنين من النظر والاستبصار ولكنهم لم يفعلوا). [إرشاد الساري: 7/285]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: (ضللة)، وقال غيره، أي: غفلاً ذوي بصائر). [حاشية السندي على البخاري: 3/63]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وعادًا وثمود وقد تبيّن لكم من مساكنهم، وزيّن لهم الشّيطان أعمالهم فصدّهم عن السّبيل وكانوا مستبصرين}.
يقول تعالى ذكره: واذكروا أيّها القوم عادًا وثمود، وقد تبيّن لكم من مساكنهم خرابها وخلاؤها منهم بوقائعنا بهم، وحلول سطوتنا بجميعهم {وزيّن لهم الشّيطان أعمالهم} يقول: وحسّن لهم الشّيطان كفرهم باللّه، وتكذيبهم رسله {فصدّهم عن السّبيل} يقول: فردّهم بتزيينه لهم ما زيّن لهم من الكفر، عن سبيل اللّه، الّتي هي الإيمان به ورسله، وما جاءوهم به من عند ربّهم {وكانوا مستبصرين} يقول: وكانوا مستبصرين في ضلالتهم، معجبين بها، يحسبون أنّهم على هدًى وصوابٍ، وهم على الضّلال.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله {فصدّهم عن السّبيل وكانوا مستبصرين} يقول: كانوا مستبصرين في دينهم.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {وكانوا مستبصرين} في الضّلالة.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وكانوا مستبصرين} في ضلالتهم، معجبين بها.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول، في قوله {وكانوا مستبصرين} يقول: في دينهم). [جامع البيان: 18/398-399]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وعادًا وثمود وقد تبيّن لكم من مساكنهم وزيّن لهم الشّيطان أعمالهم فصدّهم عن السّبيل وكانوا مستبصرين (38)
قوله تعالى: وعادا وثمود
تقدّم تفسيره.
قوله تعالى: وقد تبيّن لكم من مساكنهم
- حدّثنا أبي ثنا الحكم بن هشامٍ، ثنا الوليد، ثنا ابن عجلان حدّثني عون بن عبد اللّه بن عتبة أنّ أبا الدّرداء لمّا رأى ما أحدث المسلمون في الغوطة من البنيان ونصب الشّجر.. في مسجدهم فنادا: يا أهل دمشق، فاجتمعوا إليه فحمد اللّه وأثنى عليه، ثمّ قال: الحديث بطوله قد كتب غير مرّةٍ.
قوله تعالى: وزيّن لهم الشّيطان أعمالهم
- أخبرنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو أسامة، عن شبلٍ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ وكانوا مستبصرين قال: في الضّلال.
- حدّثنا محمّد بن يحيى، ثنا العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زبرع قال: سمعت سعيدًا، عن قتادة قوله: فصدّهم، عن السّبيل وكانوا مستبصرين في ضلالتهم معجبين بها.
- أخبرنا محمّد بن سعد بن عطيّة فيما كتب إليّ حدّثني أبي حدّثني عمّي حدّثني أبي عن جدّي عطيّة، عن ابن عبّاسٍ قوله: وكانوا مستبصرين يقول: مستبصرين في دينهم). [تفسير القرآن العظيم: 9/3060]

قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وكانوا مستبصرين يعني في الضلالة). [تفسير مجاهد: 495]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج الفريابي، وابن أبي شيبه، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد {فأخذتهم الرجفة} قال: الصيحة، وفي قوله {وكانوا مستبصرين} قال: في الضلالة). [الدر المنثور: 11/546] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {فأصبحوا في دارهم جاثمين} قال: ميتين، وفي قوله {وكانوا مستبصرين} قال: معجبين بضلالتهم، وفي قوله {فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا} قال: هم قوم لوط {ومنهم من أخذته الصيحة} قال: قوم صالح وقوم شعيب {ومنهم من خسفنا به الأرض} قال: قارون {ومنهم من أغرقنا} قال: قوم نوح وفرعون وقومه). [الدر المنثور: 11/546-547] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ (39) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقارون وفرعون وهامان ولقد جاءهم موسى بالبيّنات فاستكبروا في الأرض وما كانوا سابقين}.
يقول تعالى ذكره: واذكر يا محمّد قارون وفرعون وهامان، ولقد جاء جميعهم موسى {بالبيّنات}، يعني بالواضحات من الآيات، {فاستكبروا في الأرض} عن التّصديق بالبيّنات من الآيات، وعن اتّباع موسى صلوات اللّه عليه {وما كانوا سابقين} يقول تعالى ذكره: وما كانوا سابقينا بأنفسهم فيفوتونا، بل كنّا مقتدرين عليهم). [جامع البيان: 18/400]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: وقارون
- حدّثنا أحمد بن يحيى بن مالكٍ السّنوسيّ، ثنا عبد اللّه الخفّاف، عن سعيدٍ، عن قتادة قال: وكان قارون ابن عمّ موسى أخي أبيه وكان قطع البحر مع بني إسرائيل وكان يسمّى المنوّر من حسن صوته بالتّوراة، ولكنّ عدوّ اللّه نافق كما نافق السامري فأهلكه الله ببغية وانما بغا عليهم لكثرة ماله وولده قال اللّه: أولم يعلم أنّ اللّه قد أهلك من قبله من القرون
قوله تعالى: وفرعون وهامان
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى بن سلمة، عن ابن إسحاق قال: لم يكن منهم فرعون.. على اللّه ولا أعظم قولا ولا أطول عمرًا في ملكه منه، وكان اسمه فيما ذكر لي الوليد بن مظعب.
قوله تعالى: ولقد جاءهم موسى بالبيّنات فاستكبروا
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا عبد اللّه بن عبد الملك بن الرّبيع بن أبي راشدٍ، ثنا عمر بن عطيّة، عن عطيّة، عن ابن عبّاسٍ قوله: آياتٍ بيّناتٍ قال: يده وعصاه ولسانه والبحر والطّوفان والجراد والدّم والضّفادع والدّم آياتٌ مفصّلاتٌ.
- أخبرنا أبو عبد اللّه الطّهرانيّ فيما كتب إليّ ثنا عبد الرّزّاق، ثنا معمرٌ، عن قتادة، عن ابن عبّاسٍ قوله: آياتٍ بيّناتٍ قال: هي متتابعاتٌ.
قوله تعالى: فاستكبروا في الأرض
- حدّثنا أبي ثنا محمّد بن عليّ بن أبي ليلى، ثنا بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ قال: لمّا قال فرعون: ما علمت لكم من إلهٍ غيري قال جبريل عليه السّلام: يا ربّ، طغا عبدك فائذن لي في هلكة فرعون. قال: يا جبريل، هو عبدي، ولن يسبقني له أجلٌ قد أجّلته يحيى فذلك الأجل. فلمّا قال: أنا ربّكم الأعلى قال: يا جبريل، سبقت دعوتك في عبدي وقد جاء أوان هلكة فرعون). [تفسير القرآن العظيم: 9/3060-3061]

تفسير قوله تعالى: (فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (40) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فكلًّا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبًا ومنهم من أخذته الصّيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان اللّه ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون}.
يقول تعالى ذكره: فأخذنا جميع هذه الأمم الّتي ذكرناها لك يا محمّد بعذابنا {فمنهم من أرسلنا عليه حاصبًا} وهم قوم لوطٍ، الّذين أمطر اللّه عليهم حجارةً من سجّيلٍ منضودٍ، والعرب تسمّي الرّيح العاصف الّتي فيها الحصى الصّغار أو الثّلج أو البرد والجليد حاصبًا؛ ومنه قول الأخطل:
ولقد علمت إذا العشار تروّحت = هدج الرّئال يكبّهنّ شمالا
ترمي العضاه بحاصبٍ من ثلجها = حتّى يبيت على العضاه جفالا
وقال الفرزدق:
مستقبلين شمال الشّأم تضربنا = بحاصبٍ كنديف القطن منثور
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ: {فمنهم من أرسلنا عليه حاصبًا} قوم لوطٍ.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {فمنهم من أرسلنا عليه حاصبًا} وهم قوم لوطٍ.
{ومنهم من أخذته الصّيحة} اختلف أهل التّأويل في الّذين عنوا بذلك، فقال بعضهم: هم ثمود قوم صالحٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ، {ومنهم من أخذته الصّيحة} ثمود.
- وقال آخرون: بل هم قوم شعيبٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {ومنهم من أخذته الصّيحة} قوم شعيبٍ.
والصّواب من القول في ذلك أن يقال: إنّ اللّه قد أخبر عن ثمود وقوم شعيبٍ من أهل مدين أنّه أهلكهم بالصّيحة في كتابه في غير هذا الموضع، ثمّ قال جلّ ثناؤه لنبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم: فمن الأمم الّتي أهلكناهم من أرسلنا عليهم حاصبًا، ومنهم من أخذته الصّيحة، فلم يخصّص الخبر بذلك عن بعض من أخذته الصّيحة من الأمم دون بعضٍ، وكلا الأمّتين أعني ثمود ومدين قد أخذتهما الصّيحة.
وقوله: {ومنهم من خسفنا به الأرض} يعني بذلك قارون.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ: {ومنهم من خسفنا به الأرض} قارون {ومنهم من أغرقنا} يعني: قوم نوحٍ، وفرعون وقومه.
واختلف أهل التّأويل في ذلك، فقال بعضهم: عني بذلك: قوم نوحٍ عليه السّلام.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ: {ومنهم من أغرقنا} قوم نوحٍ.
وقال آخرون: بل هم قوم فرعون.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {ومنهم من أغرقنا} قوم فرعون.
والصّواب من القول في ذلك، أن يقال: عني به قوم نوحٍ، وفرعون وقومه، لأنّ اللّه لم يخصّص بذلك إحدى الأمّتين دون الأخرى، وقد كان أهلكهما قبل نزول هذا الخبر عنهما، فهما معنيّتان به.
وقوله: {وما كان اللّه ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} يقول تعالى ذكره: ولم يكن اللّه ليهلك هؤلاء الأمم الّذين أهلكهم بذنوب غيرهم، فيظلمهم بإهلاكه إيّاهم بغير استحقاقٍ، بل إنّما أهلكهم بذنوبهم، وكفرهم بربّهم، وجحودهم نعمه عليهم، مع تتابع إحسانه عليهم، وكثرة أياديه عندهم، ولكن كانوا أنفسهم يظلمون بتصرّفهم في نعم ربّهم، وتقلّبهم في آلائه، وعبادتهم غيره، ومعصيتهم من أنعم عليهم). [جامع البيان: 18/400-403]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (فكلًّا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبًا ومنهم من أخذته الصّيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان اللّه ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون (40)
قوله تعالى: فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصباً
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو عبد الرّحمن الحارثيّ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبًا قال: حجارةً.
قوله تعالى: ومنهم من أخذته الصّيحة
- حدّثنا محمّد بن يحيى، ثنا العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ قال:
سمعت سعيدًا يحدّث، عن قتادة قوله: ومنهم من أخذته الصّيحة قوم شعيبٍ.
قوله تعالى: ومنهم من خسفنا به الأرض
- وبه، عن قتادة قوله: ومنهم من خسفنا به الأرض قارون.
قوله تعالى: ومنهم من أغرقنا
- وبه، عن قتادة ومنهم من أغرقنا قوم فرعون.
قوله تعالى: وما كان اللّه ليظلمهم الآية.
- حدّثنا محمّد بن يحيى الواسطيّ، ثنا محمّد بن بشيرٍ، ثنا عمرو بن عطيّة، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ في قوله: وما ظلمناهم نحن اعنى من ان تظلمهم.
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ ثنا أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم يقول: ثمّ اعتذر إلى خلقه فقال: وما ظلمناهم ممّا ذكرنا لك من عذاب ممن عذّبنا من الأمم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ظلموا أنفسهم.
قوله تعالى: يظلمون
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجابٌ، ثنا معمرٌ، عن ابن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ يظلمون قال: يضرّون). [تفسير القرآن العظيم: 9/3061-3062]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {فأصبحوا في دارهم جاثمين} قال: ميتين، وفي قوله {وكانوا مستبصرين} قال: معجبين بضلالتهم، وفي قوله {فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا} قال: هم قوم لوط {ومنهم من أخذته الصيحة} قال: قوم صالح وقوم شعيب {ومنهم من خسفنا به الأرض} قال: قارون {ومنهم من أغرقنا} قال: قوم نوح وفرعون وقومه). [الدر المنثور: 11/546-547] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله {أرسلنا عليه حاصبا} قال: حجارة). [الدر المنثور: 11/547]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م, 10:40 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآَخِرَ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (36)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وإلى مدين} [العنكبوت: 36]، أي: وأرسلنا إلى مدين.
{أخاهم شعيبًا} [العنكبوت: 36] أخوهم في النّسب وليس بأخيهم في الدّين.
{فقال يا قوم اعبدوا اللّه} [العنكبوت: 36] وحّدوا اللّه، تفسير السّدّيّ.
{وارجوا اليوم} [العنكبوت: 36]، أي: صدّقوا باليوم الآخر.
{ولا تعثوا في الأرض مفسدين} [العنكبوت: 36] ولا تسيروا في الأرض مفسدين، في تفسير قتادة.
وتفسير الحسن: ولا تكونوا في الأرض مفسدين). [تفسير القرآن العظيم: 2/629]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ)
: ({وارجوا اليوم الآخر }: مجازه: واخشوا اليوم الآخر، قال أبو ذؤيب:

إذا لسعته الدّبر لم يرج لسعها= وحالفها في بيت نوبٍ عوامل
أي: لم يخف.
{ولا تعثوا في الأرض مفسدين }: مجازه من: عثيت تعثى عثواً , هو أشد مباللغة من عثيت ثعيت). [مجاز القرآن: 2/115-116]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {وإلى مدين أخاهم شعيبا}
قال قتادة : أرسل شعيب صلى الله عليه وسلم مرتين إلى أمتين : إلى أهل مدين, وإلى أصحاب الأيكة). [معاني القرآن: 5/225]

تفسير قوله تعالى: {فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (37)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فكذّبوه فأخذتهم الرّجفة} [العنكبوت: 37] والرّجفة هاهنا، عند الحسن، مثل الصّيحة وهما عنده العذاب.
وتفسير السّدّيّ: صيحة جبريل.
قال: {فأصبحوا في دارهم جاثمين} [العنكبوت: 37] قال: موتى قد هلكوا). [تفسير القرآن العظيم: 2/629]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ)
: ({جاثمين }: بعضهم على بعض، وجاثمين لركبهم , وعلى ركبهم.).
[مجاز القرآن: 2/116]

تفسير قوله تعالى: {وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمَ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ (38)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وعادًا وثمود} [العنكبوت: 38] قال: وأهلكنا عادًا وثمود.
{وقد تبيّن لكم من مساكنهم} [العنكبوت: 38]، يعني: ما رأوا من آثارهم.
قال: {وزيّن لهم الشّيطان أعمالهم فصدّهم عن السّبيل} [العنكبوت: 38] عن سبيل الهدى.
[تفسير القرآن العظيم: 2/629]
{وكانوا مستبصرين} [العنكبوت: 38] في الضّلالة في تفسير مجاهدٍ). [تفسير القرآن العظيم: 2/630]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ)
: (وقوله: {وكانوا مستبصرين...}

في دينهم, يقول: ذوو بصائر.). [معاني القرآن: 2/317]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله:{وعادا وثمود وقد تبيّن لكم من مساكنهم وزيّن لهم الشّيطان أعمالهم فصدّهم عن السّبيل وكانوا مستبصرين (38)}
المعنى : وأهلكنا عادا وثمودا، لأن قبل هذا قارون , وأصحابه، فأخذتهم الرجفة.). [معاني القرآن: 4/168]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله عز وجل: {وعادا وثمود وقد تبين لكم من مساكنهم}
أي : أهلكنا عادا وثمود , وقيل التقدير: واذكر عادا , وثمود.
وقوله جل وعز: {وكانوا مستبصرين}
قال مجاهد: (أي : في الضلالة).
وقال قتادة: (أي: معجبين بضلالتهم).
وقيل: وكانوا مستبصرين, أي: قد علموا أنهم معذبون , وقد فعلوا ما فعلوا.). [معاني القرآن: 5/226]

تفسير قوله تعالى:{وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ (39)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وقارون وفرعون وهامان} [العنكبوت: 39]، أي: وأهلكنا قارون وفرعون وهامان.
{ولقد جاءهم موسى بالبيّنات فاستكبروا في الأرض وما كانوا سابقين} [العنكبوت: 39] ما كانوا بالّذين يسبقوننا حتّى لا نقدر عليهم فنعذّبهم.
وقال السّدّيّ: {وما كانوا سابقين} [العنكبوت: 39] ما كانوا سابقي اللّه بأعمالهم الخبيثة فيفوتوه هربًا). [تفسير القرآن العظيم: 2/630]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ)
: ({ وما كانوا سابقين }, مجازه: فائقين معجزين.).
[مجاز القرآن: 2/116]

تفسير قوله تعالى: {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (40)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه تبارك وتعالى: {فكلًّا أخذنا بذنبه} [العنكبوت: 40]، يعني: من أهلك من الأمم الّذين قصّ في هذه السّورة إلى هذا الموضع.
وقال السّدّيّ: {فكلًّا أخذنا بذنبه} [العنكبوت: 40]، يعني: فكلا عذّبناه بذنبه.
قال: {فمنهم من أرسلنا عليه حاصبًا} [العنكبوت: 40]، يعني: قوم لوطٍ، يعني: الحجارة الّتي رمي بها من كان خارجًا من مدينتهم، وأهل السّفر منهم وخسف بمدينتهم.
قال: {ومنهم من أخذته الصّيحة} [العنكبوت: 40]، يعني: ثمود.
{ومنهم من خسفنا به الأرض} [العنكبوت: 40] مدينة قوم لوطٍ وقارون.
{ومنهم من أغرقنا} [العنكبوت: 40] قوم نوحٍ وفرعون وقومه.
قال: {وما كان اللّه ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} [العنكبوت: 40]، أي: يضرّون.
وفي تفسير الحسن ينقضون بشركهم وجحودهم رسلهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/630]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ)
: ({أرسلنا عليه حاصباً }: أي : ريحاً عاصفاً فيها حصىً , ويكون في كلام العرب: الحاصب من الجليد , ونحوه أيضاً، قال الفرزدق:

مستقبلين شمال الشام تضربنا= بحاصب كنديف القطن منثور).[مجاز القرآن: 2/116]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فمنهم من أرسلنا عليه حاصباً}: يعني: الحجارة, وهي: الحصباء أيضا, يعني: قوم لوط.). [تفسير غريب القرآن: 338]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والأخذ: التعذيب، قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى} أي: تعذيبه. وقال: {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ} أي عذبنا.
وقال: {وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ} أي ليعذبوه أو ليقتلوه). [تأويل مشكل القرآن: 503](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فكلّا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصّيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان اللّه ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون (40)}
{فمنهم من أرسلنا عليه حاصباً}: وهم قوم لوط.
{ومنهم من أخذته الصّيحة}: وهم قوم ثمود , ومدين.
{ومنهم من خسفنا به الأرض}: وهم قارون , وأصحابه.
{ومنهم من أغرقنا}: وهم قوم نوح, وفرعون.
فأعلم اللّه أن الذي فعل بهم عدل، وأنه لم يظلمهم، وأنهم ظلموا أنفسهم؛ لأنه قد بيّن لهم، وذلك قوله:{وكانوا مستبصرين}: أتوا ما أتوه , وقد بيّن لهم أن عاقبته عذابهم.). [معاني القرآن: 4/168-169]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله عز وجل: {فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا}
أي: حصبا , وهي الحجارة , وهم قوم لوط.
ومنهم من أخذته الصيحة : هم ثمود , وأهل مدين, ومنهم من خسفنا به الأرض: قارون, وأصحابه, ومنهم من أغرقنا: قوم نوح, وفرعون, وأصحابه.
ثم أخبر تعالى أنه لم يظلمهم في ذلك, فقال: وما كان الله ليظلمهم, ولكن كانوا أنفسهم يظلمون). [معاني القرآن: 5/227]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م, 10:42 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآَخِرَ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (36) }

تفسير قوله تعالى: {فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (37) }

تفسير قوله تعالى: {وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمَ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ (38) }

تفسير قوله تعالى: {وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ (39) }

تفسير قوله تعالى: {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (40) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 10:52 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 10:53 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 28 محرم 1440هـ/8-10-2018م, 12:18 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآَخِرَ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (36) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وإلى مدين أخاهم شعيبا فقال يا قوم اعبدوا الله وارجوا اليوم الآخر ولا تعثوا في الأرض مفسدين * فكذبوه فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين * وعادا وثمود وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين}
نصب "شعيبا" بفعل مضمر يحسن مع التقدير: وبعثنا أو أرسلنا، فأمر شعيب عليه السلام بعبادة الله تعالى، والإيمان بالبعث واليوم الآخر، ومع الإيمان به يصح رجاؤه، وذهب أبو عبيدة إلى أن المعنى: وخافوا. و"تعثوا" معناه: تفسدون، يقال: عثا يعثو، وعاث يعيث، وعثى يعثى إذا فسد. وأهل مدين: قوم شعيب، هذا على أنها اسم البلدة، وقيل: مدين: اسم القبيلة. و"أصحاب الأيكة" غيرهم، وقيل: هم بعضهم ومنهم، وذلك لأن معصيتهم في أمر الموازين والمكاييل كانت واحدة).[المحرر الوجيز: 6/ 643]

تفسير قوله تعالى: {فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (37) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"الرجفة": ميد الأرض بهم، وزلزلتها عليهم، وتداعيها بهم، وهذا نحو من الخسف، ومنه الإرجاف بالأخبار، و"الجثوم" -في هذا الموضع- تشبيه، أي: كان همودهم على الأرض كالجثوم الذي هو للطائر والحيوان، ومنه قول لبيد:
فغدوت في غلس الظلام وطيره عصب على خضل العضاة جثوم). [المحرر الوجيز: 6/ 643]

تفسير قوله تعالى: {وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمَ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ (38) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: {وعادا} منصوب بفعل مضمر، تقديره: واذكر عادا، وقيل: هو معطوف على قوله: {ولقد فتنا الذين من قبلهم}.
وقرأ: " وثمودا " عاصم، وأبو عمرو، وابن وثاب. وقرأ: " وثمود " بغير تنوين أبو جعفر، وشيبة، والحسن، وقرأ يحيى بن وثاب: "وعاد وثمود" بالخفض فيهما والتنوين.
ثم دل عز وجل على ما تعطيه العبرة من بقايا مساكنهم ورسوم منازلهم ودنو آثارهم. وقرأ الأعمش: "تبين لكم مساكنهم" دون "من". وقوله تعالى: {وزين لهم} عطف جملة من الكلام على جملة، و"السبيل" هي طريق الإيمان بالله تعالى ورسله، ومنهج النجاة من النار، وقوله: "مستبصرين"، قال ابن عباس، ومجاهد، والضحاك: معناه: لهم بصيرة في كفرهم، وإعجاب به، وإصرار عليه، فذمهم بذلك. وقيل: لهم بصيرة في أن الرسالة والآيات حق، ولكن كانوا -مع ذلك- يكفرون عنادا، ويردهم الضلال إلى مجاهله ومتالفه، فيجري هذا مجرى قوله تعالى: {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا}، وتزيين الشيطان هو بالوسواس ومناجاة ضمائر الناس، وتزيين الله تعالى الشيء هو بالاختراع، وخلق محبته والتلبس به في نفس العبد). [المحرر الوجيز: 6/ 643-644]

تفسير قوله تعالى: {وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ (39) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وقارون وفرعون وهامان ولقد جاءهم موسى بالبينات فاستكبروا في الأرض وما كانوا سابقين * فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون}
نصب "قارون" إما بفعل مضمر تقديره: اذكر، وإما بالعطف على ما تقدم، وقارون من بني إسرائيل، وهو الذي تقدمت قصته في الكنوز وفي البغي على موسى بن عمران عليه السلام، وفرعون مشهور، وهامان وزيره، وهو من القبط. و"البينات": المعجزات والآيات الواضحة، و"سابقين" معناه: مفلتين من أخذنا وعقابنا، وقيل: معناه: سابقين أوليائنا، وقيل: معناه: سابقين الأمم إلى الكفر، أي: قد كانت تلك عادة أمم مع الرسل). [المحرر الوجيز: 6/ 644]

تفسير قوله تعالى: {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (40) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) :(و "الذين أرسل عليهم الحاصب" قال ابن عباس رضي الله عنهما: هم قوم لوط.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
ويشبه أن يدخل قوم عاد في الحاصب; لأن تلك الريح لا بد أنها كانت تحصبهم بأمور مؤذية. و"الحاصب": هو العارض من ريح أو سحاب أو رمى بشيء، ومنه قول الفرزدق:
مستقبلين شمال الشام تضربنا بحاصب كنديف القطن منثور
ومنه قول الأخطل:
ترمي العضاة بحاصب من ثلجها ... حتى يبيت على العضاة جفالا
و "الذين أخذتهم الصيحة" قوم ثمود، قاله ابن عباس، وقال قتادة: هم قوم شعيب، و"الخسف" كان بقارون، قاله ابن عباس رضي الله عنهما.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
ويشبه أن يكون أصحاب الرجفة في هذا النوع من العذاب، و"الغرق" كان في قوم نوح، وبه فسر ابن عباس، وفي فرعون وحزبه، وبه فسر قتادة.
وظلمهم أنفسهم كان بالكفر ووضع العبادة في غير موضعها، وقدم المفعول على "يظلمون" للاهتمام، وهذا نحو: إياك نعبد وغيره، وحكى الطبري أن رجفة قوم شعيب كانت صيحة أرجفتهم في هذا مع ثمود). [المحرر الوجيز: 6/ 645-646]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 28 محرم 1440هـ/8-10-2018م, 01:14 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 28 محرم 1440هـ/8-10-2018م, 01:18 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآَخِرَ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (36) فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (37) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإلى مدين أخاهم شعيبًا فقال يا قوم اعبدوا اللّه وارجوا اليوم الآخر ولا تعثوا في الأرض مفسدين (36) فكذّبوه فأخذتهم الرّجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين (37)}.
يخبر تعالى عن عبده ورسوله شعيبٍ عليه السّلام، أنّه أنذر قومه أهل مدين، فأمرهم بعبادة اللّه وحده لا شريك له، وأن يخافوا بأس اللّه ونقمته وسطوته يوم القيامة، فقال: {يا قوم اعبدوا اللّه وارجوا اليوم الآخر}.
قال ابن جريرٍ: قال بعضهم: معناه: واخشوا اليوم الآخر، وهذا كقوله تعالى: {لمن كان يرجو اللّه واليوم الآخر} [الممتحنة: 6].
ثمّ نهاهم عن العيث في الأرض بالفساد، وهو السّعي فيها والبغي على أهلها، وذلك أنّهم كانوا ينقصون المكيال والميزان، ويقطعون الطّريق على النّاس، هذا مع كفرهم باللّه ورسوله، فأهلكهم اللّه برجفةٍ عظيمةٍ زلزلت عليهم بلادهم، وصيحةٍ أخرجت القلوب من حناجرها. وعذاب يوم الظّلّة الّذي أزهق الأرواح من مستقرّها، إنّه كان عذاب يومٍ عظيمٍ. وقد تقدّمت قصّتهم مبسوطةً في سورة "الأعراف، وهودٍ، والشّعراء".
وقوله: {فأصبحوا في دارهم جاثمين}، قال قتادة: ميّتين. وقال غيره: قد ألقي بعضهم على بعضٍ). [تفسير ابن كثير: 6/ 277-278]

تفسير قوله تعالى: {وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمَ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ (38) وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ (39) فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (40) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وعادًا وثمود وقد تبيّن لكم من مساكنهم وزيّن لهم الشّيطان أعمالهم فصدّهم عن السّبيل وكانوا مستبصرين (38) وقارون وفرعون وهامان ولقد جاءهم موسى بالبيّنات فاستكبروا في الأرض وما كانوا سابقين (39) فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبًا ومنهم من أخذته الصّيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان اللّه ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون (40)}.
يخبر تعالى عن هؤلاء الأمم المكذّبة للرّسل كيف أبادهم وتنوّع في عذابهم، فأخذهم بالانتقام منهم، فعادٌ قوم هودٍ، وكانوا يسكنون الأحقاف وهي قريبةٌ من حضرموت بلاد اليمن، وثمود قوم صالحٍ، وكانوا يسكنون الحجر قريبًا من وادي القرى. وكانت العرب تعرف مساكنهما جيّدًا، وتمرّ عليها كثيرًا. وقارون صاحب الأموال الجزيلة ومفاتيح الكنوز الثّقيلة. وفرعون ملك مصر في زمان موسى ووزيره هامان القبطيّان الكافران باللّه ورسوله.
{فكلا أخذنا بذنبه} أي: كانت عقوبته بما يناسبه، {فمنهم من أرسلنا عليه حاصبًا}، وهم عادٌ، وذلك أنّهم قالوا: من أشدّ منّا قوّةً؟ فجاءتهم ريحٌ صرصرٌ باردةٌ شديدة البرد، عاتيةٌ شديدة الهبوب جدًّا، تحمل عليهم حصباء الأرض فتقلبها عليهم، وتقتلعهم من الأرض فترفع الرّجل منهم إلى عنان السّماء، ثمّ تنكّسه على أمّ رأسه فتشدخه فيبقى بدنًا بلا رأسٍ، كأنّهم أعجاز نخلٍ منقعرٍ. {ومنهم من أخذته الصّيحة}، وهم ثمود، قامت عليهم الحجّة وظهرت لهم الدّلالة، من تلك النّاقة الّتي انفلقت عنها الصّخرة، مثل ما سألوا سواءً بسواءٍ، ومع هذا ما آمنوا بل استمرّوا على طغيانهم وكفرهم، وتهدّدوا نبيّ اللّه صالحًا ومن آمن معه، وتوعّدوهم بأن يخرجوهم ويرجموهم، فجاءتهم صيحةٌ أخمدت الأصوات منهم والحركات. {ومنهم من خسفنا به الأرض}، وهو قارون الّذي طغى وبغى وعتا، وعصى الرّبّ الأعلى، ومشى في الأرض مرحًا، وفرح ومرح وتاه بنفسه، واعتقد أنّه أفضل من غيره، واختال في مشيته، فخسف اللّه به وبداره الأرض، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة. {ومنهم من أغرقنا}، وهم فرعون ووزيره هامان، وجنوده عن آخرهم، أغرقوا في صبيحةٍ واحدةٍ، فلم ينج منهم مخبرٌ، {وما كان اللّه ليظلمهم} أي: فيما فعل بهم، {ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} أي: إنما فعل ذلك بهم جزاءً وفاقًا بما كسبت أيديهم.
وهذا الّذي ذكرناه ظاهر سياق الآية، وهو من باب اللّفّ والنّشر، وهو أنّه ذكر الأمم المكذّبة، ثمّ قال: {فكلا أخذنا بذنبه} [الآية]، أي: من هؤلاء المذكورين، وإنّما نبهت على هذا لأنّه قد روي أنّ ابن جريجٍ قال: قال ابن عبّاسٍ في قوله: {فمنهم من أرسلنا عليه حاصبًا}، قال: قوم لوطٍ. {ومنهم من أغرقنا}، قال: قوم نوحٍ.
وهذا منقطعٌ عن ابن عبّاسٍ؛ فإنّ ابن جريج لم يدركه. ثمّ قد ذكر في هذه السّورة إهلاك قوم نوحٍ بالطّوفان، وقوم لوطٍ بإنزال الرّجز من السّماء، وطال السياق والفصل بين ذلك وبين هذا السّياق.
وقال قتادة: {فمنهم من أرسلنا عليه حاصبًا} قال: قوم لوطٍ، {ومنهم من أخذته الصّيحة}، قوم شعيبٍ. وهذا بعيدٌ أيضًا لما تقدّم، واللّه أعلم). [تفسير ابن كثير: 6/ 278-279]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:33 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة