العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الكهف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 جمادى الأولى 1434هـ/14-03-2013م, 05:36 AM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 1,049
افتراضي التفسير اللغوي المجموع

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (1) )}
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (وتقول في العود عوج، وتقول في دينه عوج، وفي الأرض عوج؛ قال الله جل وعز: {لا ترى فيها عوجا ولا أمتا} وقال: {الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا (1) قيما}.
قال أبو محمد: وسمعت أبا الحسن الطوسي يحكي عن أبي عمرو الشيباني قال: (يقال في كل شيء عوج إلا قولك: عَوِج عَوَجا فإنه مفتوح) ). [إصلاح المنطق: 164]

تفسير قوله تعالى: {قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2)}

تفسير قوله تعالى: {مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا (3)}

تفسير قوله تعالى: {وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (4)}

تفسير قوله تعالى: {مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآَبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا (5)}
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وتقع أن في موضع أي الخفيفة للعبارة والتفسير كقوله عز وجل: {وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم}. معناه أي امشوا. ولا تقع إلا بعد كلام تام؛ لأنه إنما يفسر بعد تمامه.
وتقع زائدةً توكيدا كقولك: لما أن جاء ذهبت. والله أن لو فعلت لفعلت. فإن حذفت لم تخلل بالمعنى. فهذه أربعة أوجه: وكذلك المكسورة تقع على أربعة أوجه: فمنهم الجزاء؛ نحو إن تأتني آتك.
ومنهم أن تكون في معنى ما، نحو إن زيد في الدار: أي ما زيد في الدار.
وقال الله عز وجل: {إن الكافرون إلا في غرور} وقال: {إن يقولون إلا كذبا}.
وتكون مخففة من الثقيلة. فإذا كانت كذلك لزمتها اللام في خبرها لئلا تلتبس بالنافية. وذلك قولك: إن زيدٌ لمنطلقٌ.
وقال الله عز وجل {إن كل نفسٍ لما عليها حافظٌ}
فإن نصبت بها لم تحتج إلى اللام؛ نحو إن زيدا منطلق؛ لأن النصب قد أبان. وجاز النصب بها إذا كانت مخففة من الثقيلة، وكانت الثقيلة إنما نصبت لشبهها بالفعل، فلما حذف منها صار كفعل محذوف، فعمل الفعل واحدٌ وإن حذف منك كقولك: لم يك زيد منطلقا وكقولك: عِ كلاما). [المقتضب: 1/188-189] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (هذا باب أن وإن الخفيفتين
اعلم أن "أن" تكون في الكلام على أربعة أوجه:
فوجه: أن تكون هي والفعل الذي تنصبه مصدراً؛ نحو قولك: أريد أن تقوم يا فتى؛ أي: أريد قيامك، وأرجو أن تذهب يا فتى، أي: أرجو ذهابك. فمن ذلك قول الله: {وأن تصوموا خيرٌ لكم} أي والصيام خير لكم. ومثله: {وأن يستعففن خيرٌ لهن}.
ووجه آخر: أن تكون مخففة من الثقيلة. وذلك قوله عز وجل: {وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين}. لو نصبت بها وهي مخففة لجاز. فإذا رفعت ما بعدها فعلى حذف التثقيل والمضمر في النية، فكأنه قال: إنه الحمد لله رب العالمين. وقد مضى تفسير هذا في موضع عملها خفيفةً.
والوجه الثالث: أن تكون في معنى أي التي تقع للعبارة والتفسير، وذلك قوله عز وجل: {وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم}. ومثله: بينت له الحديث أن قد كان كذا وكذا. تريد: أي امشوا، وأي قد كان كذا وكذا.
ووجه رابع: أن تكون زائدة مؤكدة؛ وذلك قولك: لما أن جاء زيد قمت، ووالله أن لو فعلت لأكرمتك.
وأما إن المكسورة فإن لها أربعة أوجه مخالفةً لهذه الوجوه.
فمن ذلك إن الجزاء؛ وذلك قولك: إن تأتني آتك، وهي أصل الجزاء؛ كما أن الألف أصل الاستفهام.
وتكون في معنى ما. تقول: إن زيد منطلق، أي: ما زيد منطلق.
وكان سيبويه لا يرى فيها إلا رفع الخبر؛ لأنها حرف نفي دخل على ابتداء وخبره؛ كما تدخل ألف الاستفهام فلا تغيره. وذلك كمذهب بني تميم في ما.
وغيره يجيز نصب الخبر على التشبيه بليس؛ كما فعل ذلك في ما. وهذا هو القول، لأنه لا فصل بينها وبين ما في المعنى، وذلك قوله عز وجل: {إن الكافرون إلا في غرورٍ} وقال: {إن يقولون إلا كذباً}. فهذان موضعان.
والموضع الثالث: أن تكون إن المكسورة المخففة من الثقيلة، فإذا رفعت ما بعدها لزمك أن تدخل اللام على الخبر، ولم يجز غير ذلك؛ لأن لفظها كلفظ التي في معنى ما، وإذا دخلت اللام علم أنها الموجبة لا النافية، وذلك قولك: إن زيداً لمنطلق. وعلى هذا قوله عز وجل: {إن كل نفسٍ لما عليها حافظ} {وإن كانوا ليقولون}.
وإن نصبت بها لم تحتج إلى اللام إلا أن تدخلها توكيداً؛ كما تقول: إن زيداً لمنطلق.
والموضع الرابع: أن تدخل زائدةً مع ما، فتردها إلى الابتداء، كما تدخل ما على إن الثقيلة، فتمنعها عملها، وتردها إلى الابتداء في قولك: إنما زيد أخوك، و{إنما يخشى الله من عباده العلماء} وذلك قولك: ما إن يقوم زيد، وما إن زيدٌ منطلق. لا يكون الخبر إلا مرفوعاً لما ذكرت لك. قال زهير:
ما إن يكاد يخليهم لوجهتـهـم ....... تخالج الأمر إن الأمر مشترك
وقال الآخر:
وما إن طبنا جبنٌ ولكن ....... منايانا ودولة آخرينـا
فإن قال قائل: فما بالها لما خففت من الثقيلة المكسورة اختير بعدها الرفع، ولم يصلح ذلك في المخففة من المفتوحة إلا أن ترفع على أن يضمر فيها? قيل: لأن المفتوحة وما بعدها مصدرٌ، فلا معنى لها للابتداء، والمكسورة، إنما دخلت على الابتداء وخبره، فلما نقصت عن وزن الفعل رجع الكلام إلى أصله.
ومن رأى النصب بها أو بالمفتوحة مع التخفيف قال: هما بمنزلة الفعل، فإذا خففتا كانتا بمنزلة فعل محذوف منه، فالفعل يعمل محذوفاً عمله تاماً. فذلك قولك: لم يك زيداً منطلقاً، فعمل عمله والنون فيه. والأقيس الرفع فيما بعدها، لأن إن إنما أشبهت الفعل باللفظ لا بالمعنى، فإذا نقص اللفظ ذهب الشبه. ولذلك الوجه الآخر وجهٌ من القياس كما ذكرت لك.
وكان الخليل يقرأ إن هذان لساحران، فيؤدي خط المصحف،
ومعنى إن الثقيلة في قراءة ابن مسعود: (إن ذان لساحران).). [المقتضب: 2/358-361]


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16 ذو القعدة 1439هـ/28-07-2018م, 08:14 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 16 ذو القعدة 1439هـ/28-07-2018م, 08:15 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 16 ذو القعدة 1439هـ/28-07-2018م, 08:23 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (1)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا ماكثين فيه أبدا وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا ما لهم به من علم ولا لآبائهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا}
كان حفص عن عاصم يسكت عند قوله تعالى: "عوجا" سكتة خفيفة، وعند "مرقدنا" في يس، وسبب هذه البداءة في هذه السورة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سألته
[المحرر الوجيز: 5/561]
قريش عن المسائل الثلاث: الروح والكهف وذي القرنين -حسبما أمرتهم بهن يهود- قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "غدا أخبركم بجواب سؤالكم"، ولم يقل: "إن شاء الله"، فعاتبه الله تعالى بأن أمسك عنه الوحي خمسة عشر يوما، فأرجف به كفار قريش، وقالوا: إن محمدا قد تركه رئيه الذي كان يأتيه من الجن، وقال بعضهم: قد عجز عن أكاذيبه، إلى غير ذلك، فشق ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبلغ منه، فلما أن قضي الأمر الذي أراد الله تعالى عتاب محمد صلى الله عليه وسلم- عليه، جاء الوحي من الله تعالى بجواب الأسئلة وغير ذلك، فافتتح الوحي بـ" الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب "، أي: بزعمكم أنتم يا قريش، كما تقول لرجل يحب مساءتك فلا يرى إلا نعمتك: الحمد لله الذي أنعم علي وفعل بي كذا، على جهة النعمة عليه. و"الكتاب" هو القرآن.
وقوله تعالى: {ولم يجعل له عوجا} أي: لم يزله عن طريق الاستقامة، و"العوج" فقد الاستقامة، وهو بكسر العين في الأمور والطرق وما لا يحس منتصبا شخصا، و"العوج" بفتح العين في الأشخاص، كالعصا والحائط ونحوه، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: ولم يجعله مخلوقا.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وقوله تعالى: {ولم يجعل له عوجا} يعم هذا وجميع ما ذكر من أنه لا تناقض فيه، ومن أنه لا خلل ولا اختلاف فيه). [المحرر الوجيز: 5/562]

تفسير قوله تعالى: {قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: "قيما" نصب على الحال من "الكتاب"، فهو بمعنى التقديم مؤخر في اللفظ، أي: أنزل الكتاب قيما، واعترض بين الحال وذي الحال قوله: {ولم يجعل له عوجا}. ذكر الطبري هذا التأويل عن ابن عباس رضي الله عنهما، ويجوز أن يكون "منصوبا" بفعل مضمر تقديره: أنزله، أو جعله قيما، وفي بعض مصاحف الصحابة: "ولم يجعل له عوجا لكن جعله قيما"، قاله قتادة، ومعنى "قيم" مستقيم، هذا قول ابن عباس، والضحاك، وقيل: معناه أنه قيم على سائر الكتب بتصريفها. ذكره المهدوي.
[المحرر الوجيز: 5/562]
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا محتمل، وليس من الاستقامة. ويحتمل أن يكون معنى "قيم" قيامه بأمر الله تبارك وتعالى على العالم، وهذا المعنى يؤيده ما بعده من النذارة والبشارة اللذين عما العالم. و"البأس الشديد": عذاب الآخرة، ويحتمل أن يندرج معه في النذارة عذاب الدنيا ببدر وغيرها، ونصبه على المفعول الثاني، والمعنى: لينذر العالم، وقوله تعالى: "من لدنه" أي: من عنده ومن قبله، والضمير عائد على الله تعالى. وقرأ الجمهور: "من لدنه" بضم الدال وسكون النون وضم الهاء، وقرأ عاصم في رواية أبي بكر: "من لدنه" بسكون الدال وإشمام الضم فيها وكسر النون والهاء. وفي "لدن" لغات، يقال: "لدن" مثل سبع، و"لدن" بسكون الدال، و"لدن" بضم اللام، و"لدن" بفتح اللام والدال، وهي لفظة مبنية على السكون، ويلحقها حذف النون مع الإضافة، وقرأ عبد الله، وطلحة: "ويبشر" بفتح الياء وسكون الباء وضم الشين. وقوله تعالى: {أن لهم أجرا} تقديره: بأن لهم أجرا، و"الأجر الحسن": نعيم الجنة، ويتقدمه خير الدنيا). [المحرر الوجيز: 5/563]

تفسير قوله تعالى: {مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا (3)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"ماكثين" حال من الضمير في "لهم"، و"أبدا" ظرف; لأنه دال على زمن غير متناه.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وقد أشرنا في تفسير هذه الآية إلى أمر اليهود قريشا بسؤال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المسائل الثلاث، وينبغي أن ننص كيف كان ذلك.
ذكر ابن إسحاق عن ابن عباس رضي الله عنهما بسند أنه قال: بعثت قريش النضر بن الحارث، وعقبة بن أبي معيط، إلى أحبار يهود بالمدينة، فقالوا لهما: سلاهم عن محمد عليه الصلاة والسلام-، وصفا لهم صفته، فإنهم أهل الكتاب الأول، وعندهم ما ليس عندنا من علم الأنبياء، فخرجا حتى أتيا المدينة، فسألا أحبار اليهود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت لهما أحبار اليهود: سلوه عن ثلاث، فإن أخبركم بهن فهو نبي مرسل، وإن لم يفعل فالرجل متقول فروا فيه رأيكم، سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول، وما كان من أمرهم؟ فإنهم كان لهم حديث عجيب، وسلوه عن رجل طواف بلغ مشارق الأرض ومغاربها، ما كان نبؤه؟ وسلوه عن الروح، فأقبل النضر وعقبة إلى مكة، وسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وكان الأمر ما ذكرناه). [المحرر الوجيز: 5/563]

تفسير قوله تعالى: {وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (4)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا} الآية. أهل هذه المقالة هم بعض اليهود في عزير، والنصارى في المسيح، وبعض العرب في الملائكة). [المحرر الوجيز: 5/564]

تفسير قوله تعالى: {مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا (5)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (والضمير في "به" يحتمل أن يعود على القول الذي يتضمنه "قالوا" المتقدم، وتكون جملة قوله: {ما لهم به من علم} في موضع الحال، أي: قالوا جاهلين. ويحتمل أن يعود على "الولد"، أي: لا علم لهم بهذا الولد الذي ادعوه، فتكون الجملة صفة لقوله: "ولدا"، قاله المهدوي، وهو معترض; لأنه لا يصفه إلا القائل، وهم ليس في قصدهم أن يصفوه. والصواب عندي أنه نفي مؤتنف، أخبر الله تعالى به بجهلهم في ذلك، فلا موضع للجملة من الإعراب، ويحتمل أن يعود على الله تعالى، وهذا التأويل أذم لهم، وأقضى بالجهل التام عليهم، وهو قول الطبري.
وقوله تعالى: {ولا لآبائهم}، يريد الذين أخذ هؤلاء هذه المقالة عنهم.
وقرأ الجمهور: "كبرت كلمة" بنصب "كلمة"، كما تقول: نعم رجلا زيد، وفسر الكلمة وصفها بالخروج من أفواههم، وقال بعضهم: نصبها على التفسير على حد نصب قوله: {وساءت مرتفقا}، وقالت فرقة: نصبها على الحال، والتقدير: كبرت فريتهم -أو نحو هذا- كلمة، وسميت هذه الكلمات كلمة من حيث هي مقالة واحدة، كما يقولون للقصيدة: كلمة.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذه المقالة قائمة في النفس معنى واحدا فيحسن أن تسمى كلمة. وقرأ الحسن، ويحيى بن يعمر، وابن محيض، والقواس عن ابن كثير: "كلمة" بالرفع على أنها فاعلة بـ "كبرت". وقوله تعالى: {إن يقولون إلا كذبا}، أي: ما يقولون إلا كذبا، فهي النافية). [المحرر الوجيز: 5/564]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:36 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة