العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الإسراء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 08:42 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا (94)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وما منع النّاس} [الإسراء: 94]، يعني: المشركين.
{أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث اللّه بشرًا رسولا} [الإسراء: 94] على الاستفهام.
وهذا الاستفهام على إنكارٍ منهم.
أي: لم يبعث اللّه بشرًا رسولا فلو كان من الملائكة لآمنّا به). [تفسير القرآن العظيم: 1/163]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وما منع النّاس أن يؤمنوا} أن في موضع نصب {إلاّ أن قالوا} (أن) في موضع رفع).
[معاني القرآن: 2/132]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وما منع النّاس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلّا أن قالوا أبعث اللّه بشرا رسولا}
موضع (أن) نصب.
وقوله: {إلّا أن قالوا}.
موضع {أن قالوا} رفع، المعنى ما منعهم من الإيمان إلا قولهم: (أبعث اللّه بشرا رسولا).
فأعلم اللّه أن الأعدل عليهم، والأبلغ في الأداء إليهم بشر مثلهم وأعلمهم أن {لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنّين} أي يمشون مستوطنين الأرض {لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا}، لأنه لا يرسل إلى خلق إلا ما كان من جنسه). [معاني القرآن: 3/261-260]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا (95)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه لنبيّه: {قل لو كان} [الإسراء: 95] معه.
{في الأرض ملائكةٌ يمشون مطمئنّين} [الإسراء: 95] قد اطمأنّت بهم الدّار، أي: هي مسكنهم.
{لنزّلنا عليهم من السّماء ملكًا رسولا} [الإسراء: 95] ولكن فيها بشرٌ، فأرسلنا إليهم بشرًا مثلهم). [تفسير القرآن العظيم: 1/164]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله {قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين} فلم يرفع {مطمئنين} على صفتهم؛ وذلك حسن لولا مخالفة الكتاب.
وإنما انتصب على الحال للفعل؛ كأنه قال: يمشون هكذا، كما تقول: أتاني رجل يمشي مسرعًا). [معاني القرآن لقطرب: 844]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (96)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {قل كفى باللّه شهيدًا بيني وبينكم} [الإسراء: 96] أنّي رسوله.
{إنّه كان بعباده خبيرًا بصيرًا} [الإسراء: 96] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/164]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {قل كفى باللّه شهيدا بيني وبينكم إنّه كان بعباده خبيرا بصيرا}

قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم - من يشهد لك بأنك رسول اللّه، فقال: اللّه يشهد لي.
و {كفى باللّه شهيدا} في موضع رفع، المعنى كفى اللّه شهيدا.
و (شهيدا) منصوب على نوعين، إن شئت على التمييز، كفى اللّه من الشهداء، وإن شئت على الحال، المعنى كفى اللّه في حال الشهادة). [معاني القرآن: 3/261]

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا (97)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ومن يهد اللّه فهو المهتد} [الإسراء: 97] ولا يستطيع أحدٌ أن يضلّه.
{ومن يضلل فلن تجد لهم أولياء} [الإسراء: 97] وقال يحيى: أولياءٌ من دونه، يمنعونهم من عذاب اللّه.
قال: {ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميًا وبكمًا وصمًّا} [الإسراء: 97] إمّا عميًا: فعموا في النّار حين دخلوها فلم يبصروا فيها شيئًا، وهي سوداء مظلمةٌ لا يضيء لهبها.
وبكمًا: خرسًا، انقطع كلامهم حين قال: {اخسئوا فيها ولا تكلّمون} [المؤمنون: 108] وقد فسّرناه في غير هذا الموضع.
وصمًّا: ذهب الزّفير والشّهيق بسمعهم فلا يسمعون معه شيئًا.
وقال في آية أخرى: {وهم فيها لا يسمعون} [الأنبياء: 100].
قوله: {كلّما خبت} [الإسراء: 97] وخبوّها أنّها تأكل كلّ شيءٍ: الجلد، والعظم، والشّعر، والبشر، والأحشاء، حتّى تهجم على الفؤاد، فلا يريد اللّه أن تأكل أفئدتهم، فإذا انتهت إلى الفؤاد خبت، سكنت فلم تشعر بهم وتركت فؤاده تصيح، ثمّ يجدّد خلقهم فيعود فتأكلهم.
فلا يزالون كذلك، وهو قوله: {كلّما نضجت جلودهم بدّلناهم جلودًا غيرها} [النساء: 56].
وقال المعلّى، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ: {كلّما خبت} [الإسراء: 97] كلّما طفئت أسعرت). [تفسير القرآن العظيم: 1/164]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {كلّما خبت زدناهم سعيراً} أي تأججا، وخبت سكنت قال الكميت:

ومنّا ضرارٌ وأبنماه وحاجبٌ= مؤجّج نيران المكارم لا المخبى
قال: ولا تكون لزيادة إلا على أقل منها قبل الزيادة قال القطامىّ:
وتخبو ساعة وتشبّ ساعا
ولم يذكر ها هنا جلودهم فيكون الخبوّ لها). [مجاز القرآن: 1/391]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله {كلما خبت زدناهم سعيرا} فالخبو: السكون؛ ويقال: خبت النار، تخبو خبوا.
وقال أبو ذؤيب:
إذا استعجلت بعد الخبو ترازمت = كهزم ظؤار جر عنها حوارها
وقال عدي:
وسطه كاليراع أو سرج المجدل حينا يخبو وحينا ينير
وقال عدي:
تراه كالشهاب فثم يخبوا = وهادي الموت عنه لا يحار). [معاني القرآن لقطرب: 842]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {كلما خبت}: سكنت). [غريب القرآن وتفسيره: 221]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {كلّما خبت} أي سكنت. يقال: خبت النار - إذا سكن لهبها - تخبو. فإن سكن اللهب ولم يطفأ الجمر.
قلت: خمدت تخمد خمودا.
فإن طفئت ولم يبق منها شيء، قيل: همدت تهمد همودا.
{زدناهم سعيراً} أي نارا تتسعّر، أي تتلهب). [تفسير غريب القرآن: 261]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ومن يهد اللّه فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد لهم أولياء من دونه ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصمّا مأواهم جهنّم كلّما خبت زدناهم سعيرا }
{كلّما خبت زدناهم سعيرا} أي كلما خمدت، ونضجت جلودهم ولحومهم بدلهم اللّه غيرها ليذوقوا العذاب). [معاني القرآن: 3/261]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما}
وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم إن الذي أمشاهم على أرجلهم قادر على أن يمشيهم على وجوههم
قال ابن عباس عميا لا يرون شيئا يسرهم وبكما لا ينطقون بحجة وصما لا يسمعون ما يسرون به). [معاني القرآن: 4/197-196]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا}
قال مجاهد كلما خبت أي كلما طفئت أو قدت وقال الضحاك كلما سكنت
قال أبو جعفر يقال خبت النار إذا سكن لهبها فإن سكن لهبها وعاد الجمر رمادا قيل كبت فإن طفيء بعض الجمر وسكن اللهب قيل خمدت فإن طفئت كلها قيل:
همدت تهمد همودا.
ومعنى زدناهم سعيرا زدناهم نارا تسعر أي تلتهب). [معاني القرآن: 4/198-197]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {كلما خبت} أي: سكن لهيبها، فإذا تغير جمرها عن بريقه قيل: همدت). [ياقوتة الصراط: 315]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {خبت} سكنت من اللهب، فإن سكن الجمر قيل: خمدت، فإن طفئت قيل: همدت همودا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 140]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {خَبَتْ}: سكنت). [العمدة في غريب القرآن: 185]

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا وَقَالُوا أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا (98)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ذلك جزاؤهم بأنّهم كفروا بآياتنا وقالوا أئذا كنّا عظامًا ورفاتًا أإنّا لمبعوثون خلقًا جديدًا} [الإسراء: 98] على الاستفهام، أي: إنّ هذا ليس بكائنٍ، يكذّبون بالبعث). [تفسير القرآن العظيم: 1/165]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة نافع {أئذا كنا عظاما} والأخرى مثلها.
وشيبة وأبو جعفر لا يستفهمان). [معاني القرآن لقطرب: 832]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {ورفاتا} الرفات: فتات الطعام، إذا فتت). [ياقوتة الصراط: 315]


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 08:45 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا (94) }

تفسير قوله تعالى: {قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا (95) }

تفسير قوله تعالى: {قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (96) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (وتقول ظننت به جعلته موضع ظنّك كما قلت نزلت به ونزلت عليه ولو كانت الباء زائدة بمنزلتها في قوله عزّ وجلّ: {كفى بالله} لم يجز السكت عليها فكأَنّك قلت ظننتُ في الدار ومثله شككت). [الكتاب: 1/41] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا (97) }
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( وخبت حرف من الأضداد. يقال: خبت النار إذا سكنت، وخبت إذا حميت، وقال الكميت:
ومنا ضرار وابنماه وحاجب = موجج نيران المكارم لا المخبي
إراد بـ (المخبي) المسكن للنار. وقال الآخر:

أمن زينب ذي النار = قبيل الصبح ما تخبو
إذا ما خمدت يلقى = عليها المندل الرطب
قال أبو بكر: أراد: أمن زينب هذه النار. وقال القطامي:
وكنا كالحريق أصاب غابا = فيخبو ساعة ويهب ساعا
وقول الله جل وعز: {كلما خبت زدناهم سعيرا}، قال بعض المفسرين: معناه توقدت.
وهذا ضد الأول.
حدثنا محمد بن يونس، قال: حدثنا بكر بن الأسود، قال: حدثنا علي بن مسهر، عن إسماعيل، عن أبي صالح، في قوله: {كلما خبت} قال: معناه كلما حميت.
وأخبرنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم، قال: حدثنا حجاج، عن ابن جريح في قوله: {كلما خبت} قال: خبوها توقدها؛ فإذا أحرقتهم فلم تبق منهم شيئا صارت جمرا تتوهج؛ فإذا أعادهم الله خلقا جديدا عاودتهم. عن ابن عباس.
قال أبو بكر: والذين يذهبون إلى أن الخبو هو السكون يقولون: معنى قوله: {كلما خبت}: كلما خبت سكنت، وليس في سكونها راحة لهم؛ لأن النار يسكن لهبها ويتضرم جمرها؛ هذا مذهب أبي عبيدة.
وقال غير أبي عبيدة: نار جهنم لا تسكن ألبتة؛ لأن الله تعالى قال: {لا يفتر عنهم}، وإنما الخبو للأبدان والتأويل: كلما خبت الأبدان زدناهم سعيرا، أي إذا احترقت جلودهم ولحومهم، فأبدلهم الله جلودا غيرها ازداد تسعر النار في حال عملها في الجلود المبدلة.
أخبرنا عبد الله، قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا عمرو بن حمران، عن سعيد، عن قتادة، في قوله: {كلما خبت زدناهم سعيرا}، قال: كلما احترقت جلودهم بدلوا جلودا غيرها.
وقال بعض أهل اللغة: الخبو لا يكون أبدا إلا بمعنى
السكون، والنار تسكن في حال يأمرها الله عز وجل بالسكون فيها، قال: وهذا لا يبطله قوله: {لا يفتر عنهم}، لأن معناه لا يفتر عنهم من العذاب الذي حكم عليهم به في الأوقات التي حكم عليهم بالعذاب فيها؛ فأما الوقت الذي تسكن فيه النار فهو خارج من هذا المذكور في الآية الأخرى.
قال: ويدل على صحة هذا القول أنه لو حكم رجل على رجل بأن يعذب أول النهار وآخره، وألا يعذب في وسطه لجاز له أن يقول: ما نقصته من العذاب شيئا، وهو لم يعذبه وسط النهار، لأنه يريد ما نقصته من العذاب الذي حكمت به عليه شيئا.
وقال بعض أهل اللغة أيضا: الخبو لا يكون إلا بمعنى السكون، وتأويل الآية: كلما أرادت أن تخبو زدناهم سعيرا، فهي على هذا لا تخبو؛ لأن القائل إذا قال: أردت أن أتكلم، فمعناه لم أتكلم. واحتجوا بقول الله جل وعز: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم} معناه: إذا أردت قراءة القرآن؛ لأن الاستعاذة حكمها أن تسبق القراءة.
وقال الآخرون: الخبو معناه السكون، وتأويل الآية
كلما خبت كان خبوها الزيادة في الالتهاب، فما خبوه هكذا فلا خبو له؛ كما تقول: سألت فلانا أن يزورني فكانت زيارته إياي قطيعتي؛ أي جعل القطيعة بدل الزيارة، فمن زيارته قطيعة فلا زيارة له. ومثله: ما لفلان عيب غير السخاء؛ معناه: من السخاء عيبه فلا عيب فيه، قال الشاعر:
قلت أطعمني عميم تمرا = فكان تمري كهرة وزبرا
عميم تصغير عم، معناه: جعل الانتهار بدلا من التمر. وقال النابغة الذبياني:
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم = بهن فلول من قراع الكتائب
معناه: من عيبه فل سيفه لكثرة حربه، فلا عيب فيه). [كتاب الأضداد: 175-178]

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا وَقَالُوا أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا (98) }

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 15 ذو القعدة 1439هـ/27-07-2018م, 09:11 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 15 ذو القعدة 1439هـ/27-07-2018م, 09:11 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:08 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة