العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > القراءات والإقراء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 11:02 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (26) إلى الآية (29) ]

{إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (26) الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (27) كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28) هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29)}

قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (26)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لَا يَسْتَحْيِي) بياء واحدة مجاهد وابن مُحَيْصِن، والقورسي عن أبي جعفر، الباقون (لَا يَسْتَحْيِي) بياءين، وهو الاختيار؛ لأن استحييت أتم من استحيت وإن كان استحييت
[الكامل في القراءات العشر: 481]
لغة فيه ولكن التمام بالياءين). [الكامل في القراءات العشر: 482]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (بَعُوضَةٌ) بالرفع الأصمعي عن نافع وابن ثعلب، وهو الاختيار؛ لأن (مَا) معنى الذي و(بَعُوضَةٌ) خبره، الباقون (بَعُوضَةً) بالنصب). [الكامل في القراءات العشر: 482]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ الْأَزْرَقِ فِي تَرْقِيقِ يَاءِ كَثِيرًا وَصْلًا وَوَقْفًا فِي بَابِ الرَّاءَاتِ). [النشر في القراءات العشر: 2/208]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" ابن محيصن "يستحي" [الآية: 26] بكسر الحاء وحذف الياء "وغلظ" الأزرق لام "يوصل" في الوصل واختلف عنه الوقف فروى الترقيق عنه جمع كصاحب الكافي وروى عنه التغليظ، وذكرهما الداني كالشاطبي وهما صحيحان والتغليظ أرجح). [إتحاف فضلاء البشر: 1/382]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا}
{أنه الحق} [26] إذا تقدمت هاء الضمير على الساكن، فإن تقدمها كسرة أو ياء فتكسر من غير صلة، نحو {به الله} [284] و{عليه الله} [الفتح: 10] وإن تقدمها ضم أو فتح أو ساكن غير الياء فتضم من غير صلة، نحو {نصره الله} [التوبة: 40] و{قوله الحق} [الأنعام: 73] {يعلمه الله} [197] و{تذروه الرياح} [الكهف: 45] هذا هو الأصل المطرد لكلهم، وما خرج عنه نبينه في مواضعه إن شاء الله تعالى.
{به كثيرًا} [26] لا خلاف بين القراء ان هاء الضمير إذا تقدمها متحرك أنها توصل، لكن إن كان قبلها فتح أو ضم نحو {له} [116] و{صاحبه} [الكهف: 37] توصل بواو، وإن كان كسر نحو {في ربه} [258] فتوصل بياء.
و{كثيرا} لا خلاف في ترقيق رائه من طرق القصيد لورش.
{به إلا} وهو من باب المنفصل، ولا يضرنا عدم ثبوت حرف المد رسمًا، وثبوته لفظًا كاف). [غيث النفع: 364]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضه ما فوقها فأما الذين امنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأنهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلًا يضل به كثيرًا وما يضل به إلا الفاسقين (26)}
{لا يستحي}
- قرأ الجمهور «يستحيي» بياءين، والماضي «استحيا»، وهي لغة أهل الحجاز.
- وقرأ ابن كثير رواية شبل وابن محيصن بخلاف عنه ويعقوب ومجاهد «يستحي» بياء واحدة، وهي لغة تميم، يجرونها مجری يستبي» والماضي: استحي.
[معجم القراءات: 1/67]
{أن يضرب}
أدغم النون في الياء خلف عن حمزة بغير غنة، والباقون مع الغنة.
{أن يضرب مثلا كما بعوضة}
- قرأ عبد الله بن مسعود (أن يضرب مثلا بعوضة) بإسقاط (ما)، ويكون (بعوضة) بدلا من (مثلًا)...
{بعوضه}
قرأ الجمهور بالنصب (بعوضة).
- وقرأ الضحاك وإبراهيم عن أبي عبلة، وأبو حاتم عن أبي عبيدة عن رؤبة بن العجاج، وقطرب ومالك بن دينار، والأصمعي عن نافع وابن السماك (بعوضة) بالرفع.- وقرئ (بعوضة) بالجر على أنها بدل من أصل المثل،
و(ما) زائدة فيه، وتقديره: لا يستحي بضرب مثل بعوضة، أي بضرب بعوضة.
[معجم القراءات: 1/68]
{يضل..يهدي}.
- قرأ زيد بن علي (يضل به كثير ويهدي به كثير، وما يضل به إلا الفاسقون) على البناء للمفعول في الثلاثة.
- وقراءة الجماعة على البناء للفاعل: (يضل.. يهدي.. يضل».
وقراءة إبراهيم بن أبي عبلة (يضل. يهدي.. يضل) في الثلاثة على البناء للفاعل الظاهر.
قال عثمان بن سعيد الصيرفي (هذه القراءة قراءة القدرية).
وروي عن ابن مسعود أنه قرأ أيضا بضم الياء في الأول (وما يضل به) بفتح الياء، و(الفاسقون) بالواو، وكذا أيضًا في القراءتين السابقتين.
{به كثيرًا}
- قرأ مسلمة بن محارب (به كثيرا) باختلاس حركة الهاء.
{كثير}
- وقرأ ورش والأزرق بترقيق الراء وقفا ووصلا.
- وقراءة الباقين بالتفخيم). [معجم القراءات: 1/69]

قوله تعالى: {الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (27)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُهُ فِي تَفْخِيمِ لَامِ يُوصَلَ فِي الْوَصْلِ وَالْوَقْفِ عَلَيْهِ لَهُ فِي بَابِ اللَّامَاتِ). [النشر في القراءات العشر: 2/208]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وإدغام خلقكم [البقرة: 21] وتفخيم لام يوصل [البقرة: 27]، والوقف عليه للأزرق). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/147] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يوصل} [27] لا خلاف في تفخيم لامه لورش حالة الوصل، وفيه حال الوقف وجهان، الترقيق والتفخيم، وهو أرجح، لأن السكون عارض، وفيه دلالة على حكم الوصل). [غيث النفع: 364]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه، ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون (27)}.
{من بعد ميثاقه}
قرئ (ميثاقه) بكسر الهاء من غير إشباع.
[معجم القراءات: 1/69]
- وعن الجماعة (ميثاقهي) بالإشباع.
- وقرئ (ميثاقهو) بضم الهاء والإشباع، لأن أصل الهاء الضم، وعزيت للزهري.
- وقرئ (ميثاقة) بإسكان الهاء، وذلك على إجراء الوصل مجرى الوقف
{أن يوصل}
- غلظ الأزرق وورش اللام في الوصل، واختلف عن ورش في الوقف، فروي عنه الترقيق والتغليظ، والثاني أرجح، والباقون على التفخيم في الحالين.
{الخاسرون}
- قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء). [معجم القراءات: 1/70]

قوله تعالى: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (14 - قَوْله {فأحياكم} 28
كَانَ ابْن كثير وَابْن عَامر وَعَاصِم يفتحون الْيَاء فِي هَذَا الْبَاب كُله (فأحيكم) {وَأَحْيَا} النَّجْم 44 و{نموت ونحيا} الْمُؤْمِنُونَ 37 {وَيحيى من حَيّ عَن بَيِّنَة} الْأَنْفَال 42 و{فأحيا بِهِ الأَرْض بعد مَوتهَا} النَّحْل 65 {وَهُوَ الَّذِي أحياكم} الْحَج 66 وَمَا كَانَ مثله
وَكَانَ نَافِع يقْرَأ ذَلِك كُله بَين الإمالة والتفخيم
وَكَانَ أَبُو عَمْرو لَا يمِيل من ذَلِك إِلَّا مَا كَانَ فِي رُءُوس الْآي إِذا كَانَت السُّورَة أَوَاخِر آياتها على يَاء مثل {أمات وَأَحْيَا} النَّجْم 44 و{لَا يَمُوت فِيهَا وَلَا يحيى} طه 74 والأعلى 13 فَإِنَّهُ كَانَ يلفظ بِهَذِهِ الْحُرُوف فِي هَذِه الْمَوَاضِع بَين الإمالة والتفخيم وَيفتح سَائِر ذَلِك
وَكَانَ حَمْزَة لَا يمِيل من ذَلِك إِلَّا الْفِعْل الَّذِي فِي أَوله الْوَاو مثل {نموت ونحيا} و{أمات وَأَحْيَا} {وَيحيى من حَيّ عَن بَيِّنَة}
وَكَانَ يمِيل هَذِه الْحُرُوف أَشد من إمالة أبي عَمْرو وَنَافِع
وَكَانَ الْكسَائي يمِيل ذَلِك كُله كَانَ قبل الْفِعْل وَاو أَو فَاء أَو لم يكن قبله شَيْء مثل {أحياكم} ). [السبعة في القراءات: 149 - 150]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({ترجعون} بفتح التاء والياء كل القرآن، يعقوب). [الغاية في القراءات العشر: 173]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ترجعون} [28]: بفتح التاء والياء
[المنتهى: 2/562]
حيث جاء يعقوب، وافق سلام في آل عمران [83، 109]، والأنعام [36]، ومريم [40]، والمؤمنون [115]، والنور [64]).[المنتهى: 2/563]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ):
( (تُرْجَعُونَ)، و(يُرْجَعُونَ)، وبأنه بفتح التاء والباء وكسر الجيم يَعْقُوب وابن مُحَيْصِن، والأعرج ضم ابن مُحَيْصِن والأعرج (وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ) بضم الياء وفتح الجيم ما كان من أمر الآخرة، فابْن مِقْسَمٍ ضم الياء وفتح الجيم (تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ)، وما كان من أمر الدنيا فبفتح الياء وكسر الجيم كقوله: (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)، وافق الحسن، وأبو حيوة وزبان غير عباس في (تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ) وخير عباس، وافق سلام، وعباس، وهارون الجهضمي، وعبيد، ومحبوب، والأصمعي، وعصمة، والقزاز، والقرشي عن أَبِي عَمْرٍو في النور وخير سهل في آل عمران والروم طريق الْخُزَاعِيّ، وافق الثعلبي في الأنبياء طريق ابن مجاهد ابن هاشم عنه، وافق سلام وكوفي غير عَاصِم، وابْن سَعْدَانَ في (قَدْ أَفْلَحَ)، وافق نافع، وسلام وكوفي غير عَاصِم في القصص، وفتح كلهم في هود غير نافع، وحفص، ويحيى بن سليم عن أبي بكر، واللؤلؤي، والجهضمي، والجعفي، والخفاف، وهارون عن أَبِي عَمْرٍو وورش والْمُسَيَّبِيّ في اختيارهما كالجماعة البكراوي عن هشام في العنكبوت كيَعْقُوب فإن اتصل به ( .. تُرْجَعُ الْأُمُورُ) ضم التاء وفتح الجيم مدني وابْن كَثِيرٍ، وشِبْل، ومجاهد، وأَبُو عَمْرٍو، وعَاصِم إلا المفضل بن صدقة، وابْن سَعْدَانَ، الباقون بالفتح والاختيار ما قاله ابْن مِقْسَمٍ للفرق وبين الدارين). [الكامل في القراءات العشر: 482]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِمَالَةِ أَحْيَاكُمْ فِي بَابِهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/208]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (436 - وترجعوا الضّمّ افتحًا واكسر ظما = إن كان للأخرى وذو يومًا حما
437 - والقصص الأولى أتى ظلماً شفا = والمؤمنون ظلّهم شفا وفا
438 - الامور هم والشّام واعكس إذ عفا = الامر .... .... .... ....). [طيبة النشر: 62]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وترجعوا الضّمّ افتحا واكسر (ظ) ما = إن كان للأخرى وذو يوما (حما)
يعني قوله: «ثم إليه ترجعون» وما جاء منه غيبا أو خطابا إذا كان من رجوع الآخرة نحو «ويوم يرجعون إليه، وترجع الأمور» قرأه بفتح حرف المضارعة وكسر الجيم على تسمية الفاعل يعقوب حيث وقع، ووافقه غيره في مواضع يذكرها هنا، ويشهد له قوله تعالى: كل إلينا راجعون وقرأ الباقون بضم حرف المضارعة وفتح الجيم مبنيا للمفعول لأن الله تعالى: أرجعهم، وقيد فتح الضم لأنه لو أطلق لكان ضده الكسر، ولم يقيد الكسر لأن ضده الفتح قوله: (إن كان للأخرى) أي
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 169]
إذا كان من رجوع الآخرة، احترز بذلك عن نحو قوله تعالى: صم بكم عمى فهم لا يرجعون قوله: (وذو يوما) أي المصاحب ليوما، يريد قوله تعالى واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله في أواخر البقرة، اتفق أبو عمرو ويعقوب على قراءته بالترجمة المتقدمة.
والقصص الأولى (أ) تى (ظ) لما (شفا) = والمؤمنون (ظ) لّهم (شفا) وفا
يريد قوله تعالى: وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون قرأه بتسمية الفاعل نافع ويعقوب وحمزة والكسائي وخلف والباقون على البناء للمفعول، واحترز بقوله:
الأولى عن قوله: «وإليه ترجعون» آخر القصص، فإن يعقوب وحده فيها على أصله بالترجمة قوله: (والمؤمنون) الخ البيت، يعني قوله تعالى: في المؤمنين وأنكم إلينا لا ترجعون فيعقوب وحمزة والكسائي وخلف بالترجمة على تسمية الفاعل، والباقون مبنيا للمفعول قوله: (وفا) الوفاء: ضد الغدر، ويحتمل أن يكون فعلا بمعنى لم ينقص، ويحتمل أن يكون من الفيء: وهو الرجوع فيناسب ذكر الظل وتكون الواو زائدة، وإنما أتى به لأجل الفصل بواوه.
الأمور هم والشّام واعكس (إ) ذ (ع) فا = الامر وسكّن هاء هو هي بعد فا
أي «ترجع الأمور» حيث وقع بتسمية الفاعل يعقوب وحمزة والكسائي وخلف وابن عامر والباقون على البناء للمفعول قوله: (الأمور) الأصل الأمور فنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها واعتد بالعارض فحذف همزة الوصل كما تقدم في بابه لورش قوله: (واعكس) أي واعكس الترجمة المذكورة فضم الياء وافتح الجيم، يعني أن نافعا وحفصا قرآ قوله تعالى: «وإليه يرجع الأمر كله» في آخر هود بعكس الترجمة: أي بضم الياء وفتح الجيم عكس الترجمة المذكورة المتقدمة، والباقون بفتح الياء وكسر الجيم وهم ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وابن عامر وشعبة وحمزة والكسائي وخلف وأبو جعفر، وفعل بالأمر في النقل كما فعل بالأمور). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 170]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وترجعوا الضّمّ افتحن واكسر (ظ) ما = إن كان للأخرى وذو يوما (حما)
ش: أي: قرأ ذو ظاء (ظما) يعقوب يرجعون [آل عمران: 83] وما جاء منه إذا كان من رجوع الآخرة، نحو: إليه يرجعون [الأنعام: 36] ويرجعون إليه [النور: 64]، وسواء كان غيبا أو خطابا، وكذلك ترجع الأمور [البقرة: 210] ويرجع الأمر [هود: 123] بفتح حرف المضارعة وكسر الجيم في جميع القرآن، ووافقه أبو عمرو في واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله [البقرة: 281]، وإليه أشار بـ (ذو يوما حما).
تنبيه:
خرج بـ (إن كان للأخرى) نحو: عمي فهم لا يرجعون [البقرة: 18]، أي: إلى الإسلام وو لآ إلى أهلهم يرجعون [يس: 50].
ثم أشار إلى بقية الموافقين فقال:
ص:
والقصص الأولى (أ) تى (ظ) لما (شفا) = والمؤمنون (ظ) لّهم (شفا) وفا
ش: أي: قرأ ذو ألف (أتى) نافع وظاء (ظلما) يعقوب ومدلول (شفا) حمزة، والكسائي وخلف- يرجعون الأولى من القصص، وهي وظنوا أنهم إلينا لا
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/147]
يرجعون [القصص: 39] بفتح الياء وكسر الجيم.
وقرأ ذو ظاء (ظلهم) يعقوب ومدلول (شفا) [حمزة والكسائي وخلف] ترجعون فتعالى الله [المؤمنون: 115، 116] كذلك.
ثم أشار إلى الباقين [فقال]:
ص:
لامورهم والشّام واعكس (إ) ذ (ع) فا = الأمر وسكّن هاء هو هي بعد فا
س: أي: قرأ ترجع الأمور حيث وقع بفتح التاء وكسر الجيم- مفسرهم، وهو ذو ظاء (ظلهم) و(شفا)، ووافقه الشامي، وهو ابن عامر.
والباقون بضم التاء وفتح الجيم في كل ما ذكر، وقرأ (ذو) ألف (إذ) نافع وعين (عفا) حفص وإليه يرجع الأمر كلّه آخر هود [الآية: 123] بعكس المذكورين، فضما الياء وفتحا الجيم.
وقرأ غيرهما بفتح الياء وكسر الجيم.
و «رجع» لازم، نحو: ولمّا رجع موسى [الأعراف: 150]، ومتعد، نحو: فارجع البصر [الملك: 3].
ووجه الضم: إسناده إلى الفاعل الحقيقي، ثم حذف للعلم به، وبناه للمفعول من المتعدي.
والأمور نائب [الفاعل]، ومنه إليه ترجعون [البقرة: 28] ويحشرون [الأنعام: 38].
ووجه الفتح بناؤه للفاعل وإسناده إلى الأمور مجازا، ورفعه على الفاعلية، وأحدهما مطاوع على حد تصير الأمور [الشورى: 53] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/148]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وإمالة فأحياكم [البقرة: 28] للكسائي). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/147]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :
(قلت: [قرأ] يعقوب: (ترجعون) وما جاء منه إذا كان من رجوع الآخرة بفتح حرف المضارعة وكسر الجيم والباقون بفتحها وضم حرف المضارعة. والله الموفق). [تحبير التيسير: 284]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في: "ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُون" [الآية: 28] وبابه، وهو كل فعل أوله ياء أو تاء المضارعة إذا كان من رجوع الآخرة نحو: "إليه ترجعون، ويرجع الأمر" فنافع وابن كثير وأبو عمرو وعاصم وكذا أبو جعفر "تُرْجَعُ الْأُمُور" حيث وقع وهو في ستة مواضع في: البقرة وآل عمران والأنفال والحج وفاطر والحديد بضم التاء وفتح الجيم مبنيا للمفعول، وافقهم اليزيدي والشنبوذي، وقرأ أبو عمرو "يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيه" آخر البقرة بفتح التاء وكسر الجيم مبنيا للفاعل، وقرأ حمزة والكسائي وكذا خلف "أَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُون" بالمؤمنين بفتح التاء كذلك واقفهم الحسن، وقرأ نافع وحمزة والكسائي وكذا خلف بفتح الياء مبنيا للفاعل في أول القصص "أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لا يُرْجَعُون" وافقهم الحسن وقرأ نافع وحفص "يُرْجَعُ الْأَمْرُ
[إتحاف فضلاء البشر: 1/382]
كُلُّه" آخر هود بضم الياء وفتح الجيم مبنيا للمفعول، وقرأ يعقوب جميع الباب بفتح حرف المضارعة وكسر الجيم في جميع القرآن مبنيا للفاعل، وافقه ابن محيصن والمطوعي والباقون بضم الياء وفتح الجيم مبنيا للمفعول، ووجهه إسناده للفاعل الحقيقي على الأصل من المتعدي، ووجه المبني للفاعل إسناده للمجازي من اللازم، وخرج بالتقييد برجوع الآخرة نحو: "أهلكناها أنهم لا يرجعون، أنهم إلينا لا يرجعون، عمى فهم لا يرجعون، ماذا يرجعون" لكن خالف ابن محيصن أصله في "وَلا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُون" في يس فبناه للمفعول، والجمهور بنوه للفاعل). [إتحاف فضلاء البشر: 1/383]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "فأحياكم" [الآية: 25] الكسائي وبالفتح والتقليل الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/382]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحيكم ثم إليه ترجعون (28)}
{فأحياكم}
- قرأه بالإمالة" الكسائي حيث وقع إذا كان بالفاء أو بغيره.
- وقرأ الأزرق وورش ونافع بالفتح والتقليل.
- وقراءة الباقين بالفتح.
{إليه ترجعون}.
- قرأ ابن كثير بوصل الهاء بياء في الوصل
- قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وعاصم وأبو جعفر واليزيدي والشنبوذي ترجعون مبنية للمفعول من (رجع) المتعدي.
[معجم القراءات: 1/70]
- وقرأ مجاهد ويحيى بن يعمر وابن أبي إسحاق وابن محيصن والفياض بن غزوان ويعقوب وسلام والمطوعي (ترجعون) مبنية للفاعل من (رجع) اللازم؛ لأن (رجع) يكون لازما ومتعديا- وقراءة الجمهور أفصح). [معجم القراءات: 1/71]

قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (15 - قَوْله {وَهُوَ بِكُل شَيْء عليم} 29
اخْتلفُوا فِي الْهَاء من قَوْله {وَهُوَ} {وَهِي} إِذا كَانَ قبلهَا وَاو أَو فَاء أَو لَام أَو ثمَّ
فَقَرَأَ ابْن كثير وَعَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة {وَهُوَ} {فَهُوَ} وَلَهو وَثمّ هُوَ وَهِي {فَهِيَ تملى عَلَيْهِ بكرَة وَأَصِيلا} الْفرْقَان 5 بتحريك الْهَاء فِي كل ذَلِك
وَقَرَأَ الْكسَائي بتَخْفِيف ذَلِك وَإِسْكَان الْهَاء
وَكَانَ أَبُو عَمْرو يضم الْهَاء فِي قَوْله {ثمَّ هُوَ يَوْم الْقِيَامَة} فِي سُورَة الْقَصَص آيَة 61 ويسكنها فِي كل الْقُرْآن
وَاخْتلف عَن نَافِع فروى ابْن جماز وَأَبُو بكر بن أبي أويس وورش وَأَخْبرنِي مُحَمَّد بن الْفرج عَن ابْن الْمسيب عَن أَبِيه عَن نَافِع التثقيل فِي ذَلِك كُله
وروى قالون وَإِسْمَاعِيل بن ابي أويس وَخلف وَابْن سَعْدَان عَن إِسْحَق عَن نَافِع التَّخْفِيف فِي كل ذَلِك
وَكَذَلِكَ روى أَبُو عبيد عَن إِسْمَاعِيل عَن نَافِع). [السبعة في القراءات: 150 - 151]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({وهو}.
[الغاية في القراءات العشر: 173]
وأخواته، خفيف مدني غير ورش- وأبو عمرو والكسائي، وزاد الحلواني (أن يمل هو) وأبو حمدون (لكن هو) ). [الغاية في القراءات العشر: 174]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({وهو} [29]، وأخواتها: ساكنة الهاء: مدني إلا ورشًا وإسماعيل طريق البلخي، وإسحاق طريق ابنه، وأبو عمرو، وحمصي، وعلي، وأبو عبيد.
زاد علي إلا ابن بكار وعيسى، ويزيد طريق الفضل، وإسماعيل طريق أبي الزعراء، وقالو إلا أبا نشيط {ثم هو} [القصص: 61].
[المنتهى: 2/563]
وزاد قتيبة، وأبو عون طريق الواسطي، وأبو نشيط طريق عمر، ويزيد طريق الفضل {أن يمل هو} [البقرة: 282].
بهاء بعد الواو والياء والميم في الوقف يعقوب، وسلام في حكاية بعضهم، زاد روح بعد نون مشددة. وافق قنبل طريق الواسطي عند الميم،
[المنتهى: 2/564]
وزاد {يا أسفى} [يوسف: 84]).[المنتهى: 2/565]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وقرأ أبو عمرو وقالون والكسائي (هو وهي) بالتخفيف، وذلك إذا كان قبلهما واو أو فاء ولام متصلاً بهما نحو (وهو) و(فهو) و(لهو) و(لهي)، وقرأ الباقون بضم الهاء من (هو) وكسرها من (هي) فأما (ثم هو) فقالون والكسائي بالتخفيف، وقرأ الباقون بالضم). [التبصرة: 154]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قالون، وأبو عمرو، والكسائي: يسكنون الهاء من: {هو} (29)، و: {هي} (259)، إذا كان قبلها واو أو فاء أو لام، حيث وقع.
وقالون، والكسائي يسكنانها مع (ثم) في قوله: {ثم هو يوم القيامة} في القصص: (61)
والباقون: يحركون الهاء). [التيسير في القراءات السبع: 226] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قالون وأبو عمرو وأبو جعفر والكسائيّ يسكنون الهاء من (هو وهي) إذا كان قبلها واو أو فاء أو لام حيث وقع [وقالون] وأبو جعفر والكسائيّ يسكنونها مع (ثمّ)
[تحبير التيسير: 284]
[في] قوله تعالى {ثمّ هو يوم القيامة}. قلت: وأبو جعفر يسكنها مع يمل في قوله تعالى: أن يمل هو) والله الموفق. والباقون يحركون الهاء). [تحبير التيسير: 285] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فَهُوَ)، و(هُوَ)، (فَهِىَ)، (بإسكان الهاء أَبُو عَمْرٍو، وحمصي، والكسائي، وقاسم غير ابن مجاهد، وطَلْحَة، وأبو جعفر غير ميمونة، وشيبة، ونافع غير ورش في روايته، وابن قريب، وإسماعيل طريق الْبَلْخِيّ وإسحاق طريق أبيه.
قال أبو الحسين: ابن أبي حماد عن قَالُون كورش، ولم يستثن أحدًا غير السيبي بل جعله كقَالُون، أما (ثُمَّ هْوَ) بإسكان الهاء أبو جعفر طريق الفضل وشيبة طريق ابن جماز، وإسماعيل طريق أبي الزعراء، وقَالُون غير أبي نشيط، زاد أبو الحسين ابن فرح عن إسماعيل وعلي إلا ابن بكار والشيزري، زاد ابن مهران عن أبي حمدون؛ قوله: (أَنْ يُمِلَّ هُوَ) بإسكان الهاء قُتَيْبَة طريق النهاوندي وأبو عون طريق الواسطي، وأبو نشيط طريق عمر، والفضل عن أبي جعفر، وابن جماز عن شيبة قال أبو الحسين الْعُمَرِيّ: في الكل يثقل وهو الصواب لموافقة المفرد، زاد أبو الحسين: ابن قَالُون كأبي عون، قلت: ابن مجاهد عن أبي عبيد عن إسماعيل بالتثقيل قال الراوي أبر نشيط (ثُمَّ هْوَ) بالإسكان يعني: طريق عمر قد انفرد به الرَّازِيّ، زاد الرَّازِيّ أيضًا عن علي كقُتَيْبَة، الباقون بضم الياء في الكل، وهو الاختيار؛ لأنه أشبع وأفخم بها بعد الواو والياء والميم نحو " وهوه " " فهيه " " بمه " و" لمه " و" عمَّه " وبابه في الوقف سلام ويَعْقُوب، زاد روح عند النون المشددة انهبه كقوله في قول الْخُزَاعِيّ وابن مهران، زاد بن مهران كل نون جمع نحو " يقتلونه "، و" يعلمونه "، و" كيفه " و" فيمه " و" أينه "، وشبه ذلك وافق ابْن مُخَلَّدٍ عن البزي في " لمه " و" عمه "، الباقون بغير هاء في الوقف، وهو الاختيار لموافقة المصحف ولأنه الأصل). [الكامل في القراءات العشر: 484]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (449 - وَهَا هُوَ بَعْدَ الْوَاوِ وَالْفَا وَلاَمِهَا = وَهَا هِيَ أَسْكِنْ رَاضِياً بَارِداً حَلاَ
[الشاطبية: 36]
450 - وَثُمَّ هْوَ رُِفْقًا بَانَ وَالضَّمُّ غَيْرُهُمُ = وَكَسْرٌ وَعَنْ كُلٍّ يُمِلُّ هُوَ انْجَلاَ). [الشاطبية: 37]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([449] وها هو بعد الواو والفا ولامها = وها هي أسكن (ر)اضيًا (بـ)اردًا (حـ)لا
قوله: (أسكن راضيًا باردًا حلا)، أشار به إلى أن هذه الأحرف التي هي الواو والفاء واللام في نحو: {وهو} و{فهو} و{لهو}، وكذلك {هي}، قد عدّت لكونها لا تقوم بنفسها، كأنها من نفس الكلمة، فخففت الكلمة بالإسكان كما خفف (عضدٌ) و(كتفٌ) ونحوه.
فارض بهذا الإحتجاج، ودع قول من فرق بين (هو) و(هي) فأسكن في (هو) لثقل الضم، ورآه أحسن من الإسكان في (هي) لكون الكسر أخف.
[450] وثم هو (ر)فقًا (بـ)ان والضم غيرهم = وكسر وعن كل يُمل هو انجلى
قوله: (رفقًا بان)، أشار به إلى من رد الإسكان فيه، واحتج بأن (ثم) تنفصل، ويمكن الوقف عليها، بخلاف السابقة فقال: أسكنه رافقًا غير مسارع إلى رده، فإن (ثم) شبهه إلى الواو والفاء، لا أنها مشتركة في العطف.
[فتح الوصيد: 2/627]
وقد أجروا المنفصل مجرى المتصل في نحو:
...أشرب غير ....
وفي الحقيقة، أن تلك الأحرف ليست من الكلمة، كما أن (ثم) ليست منها.
وقوله: (والضم غيرهم)، لأن الضم هو الأصل، وكذلك الكسر في: {هي}.
والدليل على ذلك، أنها كذلك إذا لم يكن قبلها هذه الأحرف.
وقوله: (وعن كل يمل هو)، إنما ذكر هذا، لأنه قال: (بعد الواو والفا ولامها)، فيدخل هذا فيه، فذكر أنه محرك لا غير.
ونبه أيضًا على أن الرواية التي جاءت عن قالون من طريق الحلواني في إسكانه، لا معول عليها، فإنها مخالفة لما رواه جميع أصحاب قالون). [فتح الوصيد: 2/628]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [449] وها هو بعد الواو والفا ولامها = وها هي أسكن راضيًا باردًا حلا
ح: (ها) مضاف إلى (هو) قصرت للضرورة، وكذلك: (ها هي)، و(ها هو): مفعول (أسكن)، (راضيًا): حال من فاعل (أسكن)، (باردًا): حال من مفعول، وكذلك: (حلا)، أو (باردًا): مفعول (راضيًا)، (حلا): صفته، و(والفا ولامها): عطفان على (الواو) وضمير (لامها): للحروف، أو لـ (هو).
ص: أي: أسكن الهاء من {هو} ومن {هي} بعد الواو نحو: {وهو بكل شيء عليم} [29]، {وهي تجري بهم} [هود: 42]، وبعد الفاء نحو: {فهو وليهم اليوم} [النحل: 63]، {فهي كالحجارة} [74]، وبعد اللام نحو: {وإن الله لهو الغني} [الحج: 64]، و{لهي الحيوان} [العنكبوت: 64] الكسائي وقائلون وأبو عمرو تشبيهًا له بلفظ: (عضد) و (كتف)، كما أسكنوا الضاد والتاء من: (عضد) و (كتف).
وهذا الحكم مطرد في سائر القرآن، يعلم من ضابط:
.............. بعد الوا والفا ولامها = ..............
إذ المجموع ليس في سورة البقرة.
[كنز المعاني: 2/9]
[450] وثم هو رفقًا بان والضم غيرهم = وكسرٌ وعن كل يمل هو انجلى
ح: (ثم هو): معطوف على مفعول (أسكن)، (رفقًا): حال من فاعل (أسكن)، (بان): صفة (رفقًا)، و (الضم غيرهم): مبتدأ وخبر، أي: قراءة غيرهم، (عن كل): متعلق بـ (انجلى).
ص: أي: أسكن الهاء من: {ثم هو يوم القيامة من المحضرين} [القصص: 61] الكسائي وقالون تشبيهًا لـ {ثم} بالحروف الثلاثة، لمشاركته لها في الحرفية، وللواو والفاء في العطفية، ولم يسكن أبو عمرو إذ لم يتصل {ثم} بـ {هو}.
ومعنى (رفقًا بان)، أي: ذا رفق بين في توجيه قراءته.
ثم قال: (والضم)، أي: الضم في هاء {هو} والكسر في هاء {هي} قراءة غير المذكورين، وهم الباقون على الأصل.
وعند كل القراء انكشف {هو} بالضم في: {لا يستطيع أن يمل هو} [282]، إذ لا موجب لإسكان الهاء، لعدم مشابهته الكلم المذكورة، وإنما ذكره لأن {هو} مذكور بعد اللام لئلا
[كنز المعاني: 2/10]
يلتبس، وذكر عن قالون إسكانه). [كنز المعاني: 2/11]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (448- وَهَا هُوَ بَعْدَ الْوَاوِ وَالفَا وَلاَمِهَا،.. وَهَا هِيَ أَسْكِنْ "رَ"اضِياً "بَـ"ـارِدًا "حَـ"ـلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/282]
أي إذا كانت الهاء من لفظ هو والهاء من لفظ هي بعد واو أو فاء أو لام زائدة نحو: {وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ} {فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ}، {وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ}، {وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ}، {فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ}، {لَهِيَ الْحَيَوَانُ}،
فأسكن الهاء في هذه المواضع الكسائي وقالون وأبو عمرو؛ لأن اتصال هذه الحروف بها صيرت الكلمة مشبهة لفظ عضد وكتف، فأسكنت الهاء كما أسكنا تخفيفا وقولنا: زائدة احتراز من نحو: {لَهْوَ الْحَدِيثِ}، {إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ} فالهاء ساكنة باتفاق؛ لأنها ليست هاء هو الذي هو ضمير مرفوع منفصل، وذلك معروف ولكنه قد يخفى على المبتدئ فبيانه أولى وقصر لفظ "ها" في الموضعين ضرورة، والضمير في لامها للحروف أو للفظ هو؛ لكثرة دخولها عليها وراضيا حال وباردا مفعول به، وحلا صفة باردا كما تقول رضيت شيئا جيدًا وباردًا من قولهم غنيمة باردة أي حاصلة من غير مشقة ويمكن جعل الكل أحوالا ويكون راضيا حال من الفاعل وباردا حالا من المفعول نحو
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/283]
لقيته مصعدا منحدرا وقيل باردا نعت مصدر محذوف إي إسكانا باردا حلوا، يروى عن من قرأ به كالماء البارد، وهذا الحكم المذكور في هذا البيت أيضا مطرد حيث جاءت هذه الألفاظ لا يختص بهذه السورة، ولم يصرح بذلك وكأنه اكتفى بضابط قوله بعد الواو وللفاء ولامها؛ لأن المجموع ليس في سورة البقرة والله أعلم.
449- وَثُمَّ هْوَ "رُِ"فْقًا "بَـ"ـانَ وَالضَّمُّ غَيْرُهُمُ،.. وَكَسْرٌ وَعَنْ كُلٍّ يُمِلُّ هُوَ انْجَلا
أراد: {ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ} لم يسكنه أبو عمرو؛ لأن ثم ليس اتصالها بهو كاتصال الواو والفاء واللام بها؛ لأن ثم كلمة مستقلة، وأسكنه الكسائي وقالون حملا لثم على هذه الحروف لمشاركتها لها في الحرفية والواو والفاء في العطفية، وقوله: رفقا بان حال أي أسكنه ذا رفق بين أي أرفق به في تقرير وجه إسكانه، والضم غيرهم في لفظ هو بعد هذه الحروف والكسر في لفظ هي بعدها، وإنما بين قراءة الباقين؛ لأنها لا تفهم من ضد الإسكان المطلق فإن ضده -على ما سبق في الخطبة- هو الفتح على أنه كان يمكنه أن لا يتكلف ببيان قراءة الباقين؛ فإنها قد علمت من تلفظه بها في قوله: وها هو وها هي فكأنه قال: أسكن ضم هذه وكسر هذه، ولو قال ذلك تصريحا لم يحتج إلى بيان قراءة الباقين فهذا المذكور في معناه، وأما قوله تعالى في آية الدين: {أَنْ يُمِلَّ هُوَ} فلم يسكن الهاء أحد؛ لأن يمل كلمة مستقلة وليست حرفا فتحمل
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/284]
على أخواتها وإنما ذكره؛ لأن هو قد جاء فيها بعد لام فخشي أن تدخل في عموم قوله ولامها فقال ضمها عن كل القراء ولم يصرح بذلك، ولكن لفظه أنبأ عنه ولهذا قال: انجلا أي انكشف الأمر في ذلك وبعض المصنفين ذكر عن قالون إسكانها). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/285]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (449 - وها هو بعد الواو والفا ولامها ... وها هي أسكن راضيا باردا حلا
450 - وثمّ هو رفقا بان والضّمّ غيرهم ... وكسر وعن كلّ يملّ هو انجلا
أمر بإسكان الهاء من لفظي (هو، هي) واللفظان من ضمائر الفصل للكسائي وقالون وأبي عمرو إذا كان كل منهما مقرونا بالواو نحو: وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ*، وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ أو بالفاء نحو: فَهُوَ وَلِيُّهُمُ، فَهِيَ كَالْحِجارَةِ، أو باللام نحو: وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ، لَهِيَ الْحَيَوانُ، وأسكن الكسائي وقالون الهاء في: ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ في
[الوافي في شرح الشاطبية: 201]
القصص، وقرأ غيرهم بالضم في لفظ هو والكسر في لفظ هي وعن كل القراء السبعة ضم الهاء في أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ في البقرة). [الوافي في شرح الشاطبية: 202]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَتْ مَذَاهِبُهُمْ فِي اسْتَوَى، وَفِي فَسَوَّاهُنَّ فِي بَابِ الْإِمَالَةِ. وَكَذَلِكَ مَذْهَبُ يَعْقُوبَ فِي الْوَقْفِ عَلَى فَسَوَّاهُنَّ فِي بَابِ الْوَقْفِ عَلَى مَرْسُومِ الْخَطِّ). [النشر في القراءات العشر: 2/209]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: هَاءِ هُوَ، وَهِيَ إِذَا تَوَسَّطَتْ بِمَا قَبْلَهَا فَقَرَأَهُ أَبُو عَمْرٍو وَالْكِسَائِيُّ وَأَبُو جَعْفَرٍ وَقَالُونُ بِإِسْكَانُ الْهَاءُ إِذَا كَانَ قَبْلَهَا وَاوٌ، أَوْ فَاءٌ، أَوْ لَامٌ نَحْوَ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ، فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ، لَهُوَ خَيْرٌ، وَهِيَ تَجْرِي، فَهِيَ خَاوِيَةٌ، لَهِيَ الْحَيَوَانُ قَرَأَ الْكِسَائِيُّ بِإِسْكَانِ هَاءِ ثُمَّ هُوَ يَوْمَ فِي سُورَةِ الْقَصَصِ
(وَاخْتُلِفَ) عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ فِيهِ، وَفِي يُمِلَّ هُوَ آخِرَ السُّورَةِ، فَرَوَى عِيسَى عَنْهُ مِنْ غَيْرِ طَرِيقِ ابْنِ مِهْرَانَ. وَرَوَى الْأُشْنَانِيُّ عَنِ الْهَاشِمِيِّ عَنِ ابْنِ جَمَّازٍ إِسْكَانَ الْهَاءِ عَنْهُ فِيهِمَا. وَرَوَى ابْنُ جَمَّازٍ سِوَى الْهَاشِمِيِّ عَنْهُ، وَابْنِ مِهْرَانَ، وَغَيْرِهِ عَنِ ابْنِ شَبِيبٍ عَنْ عِيسَى ضَمَّ الْهَاءِ فِيهِمَا عَنْهُ. وَقَطَعَ بِالْخِلَافِ لِأَبِي جَعْفَرٍ فِي ثُمَّ هُوَ ابْنُ فَارِسٍ فِي جَامِعِهِ، وَكِلَا الْوَجْهَيْنِ فِيهِمَا صَحِيحٌ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ.
وَاخْتُلِفَ أَيْضًا عَنْ قَالُونَ فِيهِمَا، فَرَوَى الْفَرَضِيُّ عَنِ ابْنِ بُويَانَ مِنْ طَرِيقِ أَبِي نَشِيطٍ عَنْهُ إِسْكَانَ يُمِلَّ هُوَ، وَكَذَلِكَ رَوَى الْأُسْتَاذُ أَبُو إِسْحَاقَ الطَّبَرِيُّ عَنِ ابْنِ مِهْرَانَ مِنْ طَرِيقِ الْحُلْوَانِيِّ، وَنَصَّ عَلَيْهِ الْحَافِظُ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ فِي جَامِعِهِ عَنِ ابْنِ مَرْوَانَ عَنْ قَالُونَ، وَعَنْ أَبِي عَوْنٍ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ عَنْهُ. وَرَوَى سَائِرُ الرُّوَاةِ عَنْ قَالُونَ الضَّمَّ كَالْجَمَاعَةِ، وَرَوَى ابْنُ شَنَبُوذَ عَنْ أَبِي نَشِيطٍ الضَّمَّ فِي ثُمَّ هُوَ، وَكَذَلِكَ رَوَى الْحُلْوَانِيِّ مِنْ أَكْثَرِ طُرُقِ الْعِرَاقِيِّينَ، وَرَوَى الطَّبَرِيُّ عَنْهُ السُّكُونَ، وَالْوَجْهَانِ فِيهِمَا صَحِيحَانِ عَنْ قَالُونَ، وَبِهِمَا قَرَأْتُ لَهُ مِنَ الطُّرُقِ الْمَذْكُورَةِ إِلَّا أَنَّ الْخُلْفَ فِيهِمَا عَزِيزٌ عَنْ أَبِي نَشِيطٍ.
[النشر في القراءات العشر: 2/209]
وَتَقَدَّمَ وَقَفُ يَعْقُوبَ عَلَى: هُوَ، وَهِيَ بِالْهَاءِ فِي بَابِ الْوَقْفِ عَلَى مَرْسُومِ الْخَطِّ). [النشر في القراءات العشر: 2/210]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو عمرو والكسائي وأبو جعفر وقالون {هو}، و{هي} بإسكان الهاء إذا كان قبلها واو أو فاء أو لام، نحو: {وهو بكل شيء عليمٌ} [29]، {فهو خيرٌ لكم} [271]، {لهو خيرٌ} [النحل: 126، والحج: 58]، {وهي تجري} [هود: 42]، {فهي خاويةٌ} [الحج: 45]، {لهي الحيوان} [العنكبوت: 64]، والكسائي أسكن هاء {ثم هو يوم القيامة} في القصص [61]، وافقه أبو جعفر وقالون بخلاف عنهما، واختلف عنهما أيضًا في {يمل هو} آخر البقرة [282] ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 451]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (438- .... .... .... .... .... = .... وسكّن هاء هو هي بعد فا
439 - واوٍ ولامٍ رد ثنا بل حز ورم = ثمّ هو والخلف يملّ هو وثم
440 - ثبتٌ بدا .... .... .... = .... .... .... .... ....). [طيبة النشر: 62]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وسكن الخ) أي سكن الهاء من هو وهي الواقعة بعد الفاء والواو واللام كما سيأتي في البيت الآتي الكسائي وأبو جعفر وقالون وأبو عمرو نحو «وهو بكل شيء عليم، فهو خير لكم، وهي تجري بهم، فهي خاوية، لهى الحيوان» وذلك لأن اتصال هذه الحروف بها صيرت الكلمة مشبهة لفظ عضد وكتف فسكنت تخفيفا والباقون بضم الهاء من هو وكسرها من هي على الأصل،
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 170]
ولم يحتج إلى تقييد قراءة الباقين ضم هذه فلما لفظ بذلك لم يحتج إلى تقييد قراءة الباقين بضم هو وكسر هي، لأنه تلفظ بالهاء من مضمومة ومن هي مكسورة فعلم ذلك من لفظه كأنه قال سكن ضم هذه وكسر هذه فلما لفظ به لم يحتج إلى بيان قراءة الباقين.
واو ولام (ر) د (ث) نا (ب) ل (ح) زو (ر) م = ثمّ هو والخلف يملّ هو وثم
أي وواو ولام فحذف واو العطف للعلم بها وذلك شائع جائز قوله: (رد) أي اقصد، والمعنى اطلب الثناء الحسن، ثم أضرب عن ذلك فقال بل املكه لتذكر به، وفي المثل: الثنا خير من الغنا قوله: (ورم الخ) أي وسكن الكسائي الهاء من قوله تعالى: ثم هو يوم القيامة في القصص حملا لثم على هذه الأحرف لمشاركتها لهل في الحرفية وللواو والفاء في العطفية قوله: (والخلف) أي واختلف في إسكان الهاء من قوله تعالى: أن يمل هو في آخر البقرة وثم هو أيضا عن أبي جعفر وقالون كما ذكر في البيت الآتي، ووجه إسكان يمل هو إلحاقه بنظائره وتشبيه لامه بلام لهو تخفيفا قوله: (وثم) أي وثم هو، فاكتفى بما تقدم.
(ث) بت (ب) دا وكسرتا الملائكة = قبل اسجدوا اضمم (ث) ق والاشمام (خ) فت
يشير إلى ثبوت ذلك وظهوره). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 171]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
واو ولام (ر) د (ث) نا (ب) لـ (ح) ز و(ر) م = ثمّ هو والخلف يملّ هو وثمّ
ش: أي: أسكن ذو راء (رد) الكسائي وثاء (ثنا) أبو جعفر وباء (بل) قالون، وحاء (حز) أبو عمرو هاء (هو) ضمير المذكر الغائب المنفصل المرفوع، والمؤنث كذلك، حيث وقع كل منهما بعد فاء العطف أو واوه أو لام الابتداء، نحو: فهو وليهم [النحل: 63]، وهو بكلّ [البقرة: 29]، وهو خير النّاصرين [آل عمران: 150]، فهي خاوية [الحج: 45]، لهي الحيوان [العنكبوت: 64]، وهي تجري [هود: 42].
وأسكن ذو راء (رم) الكسائي الهاء من ثم هو يوم القيامة [القصص: 61].
وقوله: (والخلف) أي: اختلف عن ثاء (ثبت) وباء «بدا»، أول البيت التالي - أبو جعفر وقالون في هاء (هو) من أن يملّ هو [البقرة: 282] وثمّ هو [القصص: 61].
فأما أبو جعفر فروى عنه عيسى من طريق ابن مهران، وكذلك الأشناني عن الهاشمي عن ابن جماز-[إسكان الهاء فيهما.
وروى ابن جماز ] سوى الهاشمي عنه وابن مهران وغيره عن ابن شبيب عن عيسى- ضم الهاء فيهما عنه.
وأما قالون فروى الفرضي عن [ابن] بويان من طريق أبي نشيط عنه إسكان يملّ هو [البقرة: 282]، وكذلك روى الطبري عن ابن مهران من طريق الحلواني، ونص عليه الداني في «جامعه» عن ابن مهران عن قالون وعن أبي عون عن الحلواني عنه.
وروى سائر الرواة عن قالون الضم [كسائر الجماعة].
وروى ابن شنبوذ عن أبي نشيط الضم في ثمّ هو [القصص: 61]، وكذلك روى
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/149]
الحلواني من أكثر طرق العراقيين عنه.
وروى الطبري عنه السكون، والوجهان فيهما صحيحان عن قالون، إلا أن الخلف فيهما عزيز عن أبي نشيط، وضم الباقون الهاء [في «هو»، وكسروها في «هي»] في الجميع.
تنبيه:
علم عموم الخلاف في الكل من الضم، وخرج بالضمير لهو ولعب [العنكبوت: 64] ولهو الحديث [لقمان: 6]؛ إذ هو متفق على إسكانه؛ ولهذا لفظ بها الناظم.
ولما عمت عبارته اللام المنفصلة، وكانت مختصة بحكم، ذكرها.
وقراءة الباقين بالضم مفهومة من اللفظ والإجماع لا من الضد.
وجه الإسكان بعد الواو والفاء: أن هذه الحروف لعدم استقلالها؛ تنزلت منزلة الجزء مما اتصلت به؛ فصار المذكر ك «عضد»، والمؤنث ك «كتف»؛ فحملا عليهما في الإسكان، وهي لغة نجد.
ووجه الإسكان بعد (ثم) حمل [(ثم)] على الواو والفاء؛ بجامع العطف والتشريك في الإعراب والمعنى.
ووجه إسكان يميل هو [البقرة: 282]: إجراء المنفصل مجرى المتصل؛ كقوله:
فاليوم أشرب غير مستحقب = ... ... ... ...
حيث أجرى [الراء والباء] والغين مجرى «عضد»، ونقل للاستثقال وقوة الفعل.
ووجه التفريق [بين] يملّ هو [البقرة: 282] وثمّ هو [القصص: 61] وبين الواو والفاء الاستقلال في الأول والثقل فيهما.
[ووجه التحريك]: أنه الأصل؛ بدليل تعينه دونها، وهو لغة الحجازيين، والرسم
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/150]
واحد.
تتمة:
تقدم وقف يعقوب على «هو» و«هي» بالهاء وإنّي أعلم [البقرة: 30] في الإضافة وهؤلآء إن كنتم [البقرة: 31] في «الهمزتين من كلمتين» وفي «باب المد».
ومذهب حمزة في أنبئهم، وفي همزتي بأسمائهم [البقرة: 33] في الوقف). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/151]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم [إمالة] سوى [طه: 58] وفسوّاهن [البقرة: 29]، ووقف يعقوب
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/148]
على سواهن بالهاء). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/149]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأما "استوى" و"فسويهن" [الآية: 29] حمزة والكسائي وكذا خلف وبالفتح والتقليل الأزرق وكذا كل ما وقع منه و"فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ" "وسواك" بالكهف "وسويه" بالسجدة "وسواك" بالانفطار). [إتحاف فضلاء البشر: 1/383]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف: في هاء ضمير المذكر الغائب المنفصل المرفوع وكذا المؤنث إذا وقع بعد واو نحو: {وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم} [الآية: 29] و"وَهِيَ تَجْرِي" أو فاء نحو: "فهو خير لكم، فهي خاوية" أو لام ابتداء نحو: "لَهِيَ الْحَيَوَان" أو ثم نحو: "ثم هو" وفي "يمل هو"
[إتحاف فضلاء البشر: 1/383]
آخر البقرة، فقالون وأبو عمرو والكسائي وكذا أبو جعفر بإسكانها فيما عد الآخرين، وافقهم الحسن واليزيدي، وقرأ الكسائي وقالون، وكذا أبو جعفر بخلاف عنهما، ثم هو بالقصص بالإسكان أيضا، وقرأ أيضا أعني قالون وأبو جعفر بإسكان الهاء في "يمل هو" آخر البقرة بخلف عنهما، والوجهان فيهما صحيحان عن قالون وأبي جعفر، إلا أن الخلف فيهما عزيز عن أبي نشيط كما في النشر، والباقون بالضم في الجميع، ولا خلاف في إسكان "لَهْوَ الْحَدِيثِ" إذ ليس بضمير، والتحريك لغة الحجاز والتسكين لغة نجد، ووقف يعقوب على وهو وهي بها السكت، وتقدم قريبا وقف حمزة على بكل شيء وفتح ياء "إِنِّي أَعْلَم" نافع وابن كثير وأبو عمرو وكذا أبو جعفر وافقهم ابن محيصن واليزيدي وسكنها الباقون "وعن" الحسن "وعلم" بضم العين وكسر اللام مبنيا للمفعول و"آدم" بالرفع على النيابة عن الفاعل). [إتحاف فضلاء البشر: 1/384] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وهو} [29] قرأ قالون والبصري وعلي بسكون الهاء، والباقون بالضم). [غيث النفع: 364]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسونهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم (29)}
{استوى}
- أهل الحجاز على الفتح، وأهل نجد على الإمالة، وقرئ في السبعة بهما.
- فقد قرأ حمزة والكسائي وخلف بالإمالة، وكذا الأعمش.
- وقرأ بالفتح والتقليل الأزرق وورش.
- وقراءة الباقين بالفتح.
{فسواهن}
- في هذا الفعل ما في الفعل السابق (استو) من الإمالة والفتح.
- وقرأ يعقوب في الوقف بهاء السكت (فسواهنة).
- وقراءة غيره بحذفها.
[معجم القراءات: 1/71]
{وهو}
- قرأ بتسكين الهاء «وهو نافع وأبو عمرو والكسائي وقالون وأبو جعفر والحسن واليزيدي، والإسكان لغة نجد.
- وقرأ الباقون بضم الهاء على الأصل (وهو)، والتحريك لغة الحجاز، وفتح الواو مشهور لغات العرب، وإسكانها (هو) لغة أسد وقيس.
- ووقف يعقوب عليه بهاء السكت (وهوه).
- وروى الأخفش عن ابن عامر (وهو) بتشديد الواو وهي لغة همدان.
{شيء}
- قرأ بالمد المشيع والمتوسط ورش من طريق الأزرق.
- وجاء التوسط في الوصل بخلاف عن حمزة.
- وإذا وقف فله مع هشام النقل مع الإسكان والروم، وله الإدغام معهما.
وانظر الآية/ ۲۰ من هذه السورة). [معجم القراءات: 1/72]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 11:04 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة البقرة

[من الآية (30) إلى الآية (32) ]

{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32)}

قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَيسْفِكُ) بضم الفاء أبو حيوة، وابن أبي عبلة، والزَّعْفَرَانِيّ في اختياره، وبضم الياء وفتحَ السين وكسر الفاء مشدد ابْن مِقْسَمٍ وطَلْحَة في رواية الفياض، والإنطاكي عن أبي جعفر والهمداني الياء بكسر الفاء من سفك يسفك، وهو الاختيار لاتفاق الجماعة، ولأنه أشهر اللغتين، وكذلك (لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ)، وما يشبهه). [الكامل في القراءات العشر: 482]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى: إِنِّي أَعْلَمُ فِي بَابِ يَاءَاتِ الْإِضَافَةِ مُجْمَلًا وَسَيَأْتِي الْكَلَامُ عَلَيْهَا - إِنْ شَاءَ اللَّهُ - آخِرَ السُّورَةِ مُفَصَّلًا). [النشر في القراءات العشر: 2/210]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إني جاعل} [30] هو مما أجمعوا على إسكانه، وجملة ما في القرآن منه على ما ذكروا خمسمائة وست وستون ياءً). [غيث النفع: 364]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إني أعلم} [30 33] معًا قرأ الحرميان والبصري بفتح الياء، والباقون بالسكون، وحيث سكنت الياء جرت مع همزة القطع مجرى المنفصل، فكلهم يجري فيه على أصله، وهذه أول ياء ذكرت في القرآن من ياءات الإضافة المختلف فيها، وجملتها مئتان واثنتا عشرة ياء.
زاد الداني اثنتين وهما {ءاتان الله} [36] بالنمل و{فبشر عباد الذين} بالزمر، وزاد غيره اثنتين أيضًا وهما {ألا تتبعن} [93] بطه و{يردن الرحمن} [23] بيس، وجعل هذه من الزوائد أيضًا، لحذفها في الرسم كجملة ياءات الزوائد.
وياءات الإضافة ثابتة، ويفرق به بينهما.
وبفرق آخر وهو أن ياءات الإضافة زائدة على الكلمة، فلا تكون لامًا أبدًا، فهي كهاء الضمير وكافه.
وياءات الزوائد تكون أصلية وزائدة، فتجيء لامًا من الكلمة نحو {يسر} [الفجر} و{يوم يأت} [هود: 105] و{الداع} [186] و{المناد} [ق: 41].
وفرق آخر ياءات الإضافة الخلف جار فيها بين الفتح والإسكان، وياءات الزوائد الخلاف جار فيها بين الحذف والإثبات). [غيث النفع: 365]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذ قال ربك للملكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء، وسبح بحمدك وقد لك قال إني أعلم ما لا تعلمون}
{قال ربك (30)}
- قرأ أبو عمرو بإدغام اللام في الراء بخلاف عنه.
- وقراءة الباقين بإظهار اللام.
{خليفة}
- قراءة الجمهور بالفاء (خليفة).
- وقرأ زيد بن علي وأبو البرهسم (خليقة) بالقاف.
- وقرأ الكسائي في الوقف بإمالة هاء التأنيث وما قبلها، وهي قراءة حمزة
بخلاف عنه.
{ويسفك}
- قرأ الجمهور (سيرك) بكسر الفاء وضم الكاف.
- وقرأ أبو حيوة وابن أبي عبلة وابن قطيب وشعيب بن أبي حمزة وطلحة بن مصرف (يسفك) بضم الفاء.
- وقرأ طلحة بن مصرف (ويسفكه) من: أسفك.
- وقرأ طلحة بن مصرف أيضا وأبو حيوة وابن مقسم (ويسفك) من سفك، شدد الفاء، والتشديد لتكثير الفعل وتكريره.
- وقرأ ابن هرمز وأسيد والأعرج (ويسفك) بنصب الكاف بواو الصرف.
[معجم القراءات: 1/73]
- وقرئ (ويسفك) بضم الياء وفتح الفاء على ما لم يسم فاعله.
{ونحن نسبح}
- قراءة الإدغام والإظهار عن أبي عمرو ويعقوب.
{لك قال}
- قراءة الإدغام والإظهار عن أبي عمرو ويعقوب.
{إني أعلم}
- فتح الياء من «إني» نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وابن محيصن واليزيدي.
- وسكنها الباقون.
{أعلم ما}
- قراءة الإدغام والإظهار عن أبي عمرو ويعقوب). [معجم القراءات: 1/74]

قوله تعالى: {وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({هؤلاء} وقالون وأوقية ويعقوب يمدون (ها)، دون (أولاء) زيد بهمزة ومدة، {هؤلاء إن} بهمزة واحدة، أبو عمرو، والبزي، يزيد وورش، والقواس، ويعقوب وسهل يهمزون الأولى، ونافع وابن فليح
[الغاية في القراءات العشر: 174]
الثانية، وكذلك جميع المتفقين، وإسماعيل لين (الثانية) في المفتوحتين ويهمزون الأولي إذا اختلفتا). [الغاية في القراءات العشر: 175]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({هؤلاء إن كنتم} [31] ذكر في الهمزتين من كلمتين). [تقريب النشر في القراءات العشر: 451]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ أبو جعفر "أنبوني" [الآية: 31] بإسقاط الهمزة وضم ما قبل الواو). [إتحاف فضلاء البشر: 1/384]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ" "هَؤُلاءِ إِن" [الآية: 31] بتسهيل الهمزة الأولى بين الهمزة والياء وتحقيق الثانية قالون والبزي وافقهما ابن محيصن من المبهج "ولورش" ثلاثة أوجه: أحدها: طريق الأصبهاني عنه تحقيق الأولى وتسهيل الثانية بين بين وهو مروي عن الأزرق أيضا، ثانيها: إبدال الثانية حرف مد من جنس ما قبلها أي: ياء ساكنة من طريق
[إتحاف فضلاء البشر: 1/384]
الجمهور عن الأزرق، ثالثها: ياء مكسورة للأزرق أيضا، ولقنبل ثلاثة أوجه: أحدها: إسقاط الأولى وتحقيق الثانية من طريق ابن شنبوذ، وثانيها: تحقيق الأولى وتسهيل الثانية بين بين، ثالثها: إبدال الثانية ياء ساكنة كورش من طريق الأزرق، وقرأ أبو عمرو وكذا رويس من طريق أبي الطيب بإسقاط الأولى وتحقيق الثانية وافقهما اليزيدي وابن محيصن من المفردة، وقرأ أبو جعفر ورويس من غير طريق أبي الطيب بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية كالياء، وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وكذا روح وخلف بتحقيق الهمزتين، وافقهم الحسن والأعمش، ولا يخفى كما تقدم أن لقالون قصرها من هؤلاء مع المد والقصر في أولاء ثم مدها مع المد في أولاء، وأما مدها مع قصر أولاء فيضعف لما تقدم أن سبب الاتصال ولو مغيرا أقوى من سبب الانفصال لإجماع من رأى قصر المنفصل على جواز مد المتصل وأن تغير سببه دون العكس، وفي ها لأبي عمرو وكذا رويس من طريق أبي الطيب القصر في ها لانفصاله، والمد والقصر في أولاء لتغيره بالإسقاط فهما وجهان، والثالث مدهما معا، ولا يجوز لهما مد الأول وقصر الثاني قولا واحدا؛ لأن الثاني لا يخلو من أن يقدر متصلا أو مفصلا فإن قدر مد مع مد الأول وقصر مع قصره، وإن قدر متصلا مد مطلقا، وتجري الثلاثة فيما لو تأخر المنفصل عن المتصل المتغير كقوله تعالى: {وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ} فإذا مددت "السَّمَاءِ إِن" فلك في المنفصل وهو "بِإِذْنِهِ إِن" المد والقصر وإذا قصرت "السَّمَاءَ أَن" "تعين القصر في المنفصل بعد لما ذكر، وهو ظاهر ولم ينبهوا عليه لظهوره، وإذا وقف حمزة على هؤلاء فله تخفيف الأولى وتسهيلها بين بين مع المد
[إتحاف فضلاء البشر: 1/385]
والقصر لكونه متوسطا بغيره، وفي الثانية لإبدال ألفا مع المد والقصر والتوسط والروم مع المد والقصر، فهذه خمسة عشر حاصلة من ضرب ثلاثة الأولى في خمسة الثانية، لكن يمتنع وجهان في وجه التسهيل بين بين كما نبه من عليه في النشر وهما: مد الأول وقصر الثاني وعكسه لتصادم المذهبين، وحكى في الأولى الإبدال واو للرسم مع المد والقصر فيكون الحاصل من خمسة الأولى في خمسة الثانية خمسة وعشرين ونظمها ابن أم قاسم، ولا يصح منها ما تقدم، وأما هشام فيسهل المتطرفة بخلفه فله أوجهها). [إتحاف فضلاء البشر: 1/386]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وعلم ءادم} إلى {صادقين} لورش في {ءام} و{أنبئوني} الثلاثة على قاعدته). [غيث النفع: 365]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (وحكم المد في {الأسماء} و{الملائكة} و{بأسماء هؤلاء} واضح، وكذا حكم ميم {عرضهم} و{كنتم} ووقف {صادقين} ). [غيث النفع: 365]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (وأما همزتا {هؤلاء} و{إن} فقرأ قالون والبزي بتسهيل الأولى بين الهمزة والياء مع المد والقصر، وتحقيق الثانية، وورش وقنبل بتحقيق الأولى، وتسهيل الثانية،
[غيث النفع: 365]
ولهما أيضًا إبدالها ياء ساكنة، واختص ورش بزيادة وجه ثالث، وهو إبدالها ياءً مكسورة خالصة، والبري بإسقاط الأولى، مع القصر والمد، والباقون بتحقيقهما.
تنبيه:
وكل ما يذكر من تخفيف إحدى الهمزتين المجتمعتين من كلمتين إنما هو حالة الوصل، وأما إن وقفت على الأولى وابتدأت الثانية فلا تخفيف لجميع القراء، بل تحقق التي وقفت عليها والتي ابتدأت بها.
فإذا علمت هذا وأردت قراءة هذه الآية من {وعلم ءادم} إلى {صادقين} وبعض الناس يقف على {الملائكة} وليس بموضع وقف، إلا في ضرورة، فيأتي فيها واحد وثمانون وجهًا، وكلها صحيحة، ولا تركيب فيها، وأما لو عددنا الضعيف وتركيب الأوجه الآتية على رواية ورش لكان أكثر من هذا.
بيانها: أن لقالون ثمانية عشر وجهًا، بيانها أن له في (ها) التنبيه القصر مع مد (أولاء) وقصره استصحابًا للأصل، واعتدادًا بعارض التسهيل، والمد مع مد (أولاء) فقط، وقصرها مع مد (ها) التنبيه ضعيف لأن سبب المتصل ولو تغير أقوى من المنفصل، ولذا
[غيث النفع: 366]
أجمعوا عليه دونه، فهذه ثلاثة، تضرب في وجهي الصلة وعدمها، بستة، تضرب في ثلاثة {صادقين} بثمانية عشر.
ولورش سبعة وعشرون وجهًا، بيانها أنك تضرب ثلاثة باب {ءامنوا} في ثلاثة همزة {إن} تسعة، تضربها في ثلاثة {صادقين} سبعة وعشرون.
وللبزي ستة، بيانها أن له القصر في (ها) مع المد والقصر في (أولاء) اثنان، تضربهما في ثلاثة {صادقين} ستة.
ولقنبل ستة، بيانها أن له قصر (ها) ومد (أولاء) مع تسهيل همزة {إن} وإبدالها ياء ساكنة، اثنان، تضربهما في ثلاثة {صادقين} ستة.
وللبصري تسعة، بيانها أن له في (ها) القصر مع قصر (أولاء) اعتدادًا بالعارض، ومده عملاً بالأصل، والمد مع مد (أولاء) ثلاثة، تضربها في ثلاثة {صادقين} تسعة، ولا يجوز قصر (أولاء) مع مد (ها) التنبيه لأنه لا يخلو من أن يقدر متصلاً أو منفصلاً، فإن قدر منفصلاً فهو و(ها) من باب واحد، يمدان معًا، ويقصران معًا، وإن قدر متصلاً وهو مذهب سيبويه والداني فلا يجوز فيه القصر، ولو قصرت (ها) فكيف مع مده، وحينئذ لا وجه لمد (ها) المتفق على انفصاله، وقصر (أولاء) المختلف في اتصاله.
وللشامي ثلاثة {صادقين} فقط لأن قراءته في الآية لم تختلف، وعاصم مثله، وعلي كذلك، ولحمزة ستة أوجه، ثلاثة {صادقين} على السكت وعدمه.
وصفة قراءتها أن تبدأ بقالون فتسكن له الميم، وتقصر المنفصل وهو (ها) وتم (أولاء) مع تسهيل همزه، مع الطويل في وقف {صادقين} ثم تعيد {هؤلاء إن} كما قرأته أولاً، أو هو وما قبله مع التوسط والقصر في {صادقين}.
[غيث النفع: 367]
وإن شئت فاختصر واقتصر على إعادة {صادقين} ثم تأتي بقصرها مع قصر (أولاء) مع أوجه {صادقين} ثم تمدها مع أوجه {صادقين} فهذه تسعة، ولا يدخل معه أحد، لتخلف ورش وحمزة في {الأسمآء} والمكي في {عرضهم} والباقون في {هؤلاء}.
ثم تعطف البصري بقصر (ها) و(أولاء) وإسقاط همزته، مع أوجه {صادقين} ثم بقصر (ها) ومد (أولاء) مع أوجه {صادقين} ثم بمدها مع أوجه {صادقين} وإنما قدمنا لقالون المد، وللبصري القصر، لأن في قراءة قالون أثر السبب موجود، بخلاف قراءة الإسقاط، فتنبه لهذه الدقيقة، فقل من رأيته يتفطن لها.
ثم تعطف الشامي مع مد (ها) و(أولاء) وتحقيق همزته مع أوجه {صادقين} ويندرج معه عاصم وعلي لاتحاد قراءتهم، ومدهم على المرتبتين، وتفريعنا عليه، ولا يخفى عليك التفريع على أربع مراتب، فلا نطيل به.
ثم تأتي لقالون بضم ميم الجمع، ويتفرع عليه ما يتفرع على إسكانها، وينرج البزي معه، ثم تعطف قنبلاً بقصر (ها) ومد (أولاء) وتسهيل همزة {إن} مع أوجه {صادقين} ثم مع إبدال همزة {إن} ياءً ساكنة، مع أوجه {صادقين}.
ثم تأتي بورش بنقل {الأسماء} ومده طويلاً، وقصر {أنبئوني} ومد {هؤلاء} وإبدال همزة {إن} ياء ساكنة، فلاقت سكون النون فدخلت في باب المد اللازم غير المدغم، كفواتح السور، مع ثلاثة {صادقين} ثم تعطفه بتسهيل همزة (إن} مع ثلاثة {صادقين} ثم بإبدالها ياء مكسورة خالصة، مع الثلاثة.
[غيث النفع: 368]
ثم تأتي بخلف بالسكت على لام التعريف في {الأسماء} مع مده طويلاً كورش مع تحقيق الهمزتين، وثلاثة {صادقين} واندرج مع خلاد في وجه السكت، ثم تعطفه بعدم السكت مع الثلاثة، ثم بورش مع توسط {ءادم} و{أنبئوني} مع ثلاثة {إن} ومع كل واحد ثلاثة {صادقين} ثم بالطويل مع ثلاثة همزة {إن} و{صادقين} مع تقديم البدل، كما تقدم.
فإن قلت: لم قدمت البدل على التسهيل، مع أنه غير مذكور في التيسير، وعبر عنه بقيل حيث قال: وقد قيل محض المد عنها تبدلا وجرى عمل الناس على تقديم التسهيل عليه؟
قلت: مع كونه لم يذكره في التيسير، وعبر عنه بقيل، هو رواية جمهور المصريين عن الأزرق، بل نسبه بعضهم لعامتهم، وهو مذهب جمهور المغاربة الآخذين عنهم، وقطع به غير واحد منهم، كابن سفيان والمهدوي وصاحب التجريد، وقال مكي وابن شريح إنه الأحسن.
التسهيل مذهب القليل عن الأزرق، فتبين بهذا قوته على التسهيل، فلهذا قدمته، والداني وإن لم يذكره في التيسير فقد ذكره في جامع البيان وغيره وقال: (إنه الذي رواه المصريون عن الأزرق أداء) ولعل الشاطبي إنما عبر عنه بقيل ليشير إلى أنه من
[غيث النفع: 369]
زيادته على التيسير، وأنه غير قياس، كما ذكره الداني في جامعه، وأما عمل الناس فإنهم مقلدون للشاطبي وقد علم ما فيه، والله أعلم.
وأما الخمسة وعشرون وجهًا التي في الوقف على {صادقين} لحمزة وما هو الصحيح منها والضعيف، فستأتي إن شاء الله في موضع يصح فيه الوقف عليه). [غيث النفع: 370] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين (31)}
{وعلم آدم}
- قرأ الحسن واليماني ويزيد البربري (وعلم آدم) مبنية للمفعول.
- وقراءة الجماعة على البناء للفاعل (وعلم آدم).
{آدم}
- قرأ ورش في الهمز من (آدم) بالمد والقصر والتوسط حيث جاء.
{الأسماء}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ألفا من جنس ما قبلها، ويجوز حذفها وإثباتها مع المد.
[معجم القراءات: 1/74]
{ثم عرضهم}
- قرأ أبي (ثم عرضها).
- وقرأ عبد الله بن مسعود ثم عرضهن، والضمير عائد على الأسماء.
- وقراءة الجماعة (ثم عرضهم).
{أنبئوني}
- قرأ الأعمش وأبو جعفر بحذف الهمزة وضم الباء وقفا ووصلا (أنبئوني).
وذكرها الصغاني قراءة للأعرج والزهري.
- وفيه لحمزة وقفة ثلاثة أوجه:
1- حذف الهمزة مع ضم الباء كقراءة أبي جعفر السابقة.
2- تسهيل الهمزة بين بين.
٣- إبدالها ياء خالصة.
وللأزرق فيها ثلاثة البدل.
{هؤلاء}
- إذا وقف حمزة على (هؤلاء) فهو يخفف الأولى، ويسهلها بين بين مع المد والقصر لكونه متوسطا بغيره.
- وقالون قصر الهمزة من (هؤلاء)، وله المد والقصر في (أولاء)، وله مدها مع المد في (أولاء) أيضًا.
- ولأبي عمرو ورویس القصر في (ها) لانفصاله، والمد والقصر في (أولاء).
[معجم القراءات: 1/75]
- ولهما مهما معا.
{هؤلاء إن}
- قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وروح وخلف والحسن والأعمش بتحقيق الهمزتين (هؤلاء إن).
- وقرأ قالون والبزي وابن محيصن بتسهيل الهمزة الأولى بين الهمزة والياء، وتحقيق الثانية.
- وقرأ بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية بين بين ورش والأزرق وقنبل وأبو جعفر وابن مجاهد.
- وقرأ الأزرق وورش وقنبل بتحقيق الأولى وإبدال الثانية حرف مد من جنس ما قبلها أي ياء ساكنة (هؤلاء ين).
- وقرأ الأزرق بتحقيق الأولى وإبدال الثانية ياء مكسورة (هؤلاء ين).
- وقرأ قنبل وابن شنبوذ ورويس وأبو عمرو واليزيدي وابن محيصن بإسقاط الأولى وتحقيق الثانية. (هؤلا إن).
- وقرأ بتحقيق الأولى وحذف الثانية أبو عمرو وقالون وأحمد بن صالح (هؤلاءن).
- وقرأ ابن كثير ونافع بسكون الأولى وتحقيق الثانية (هؤلاء إن).
- وقرأ بهمز الأولى وإخفاء الثانية نافع وابن كثير وأبو جعفر ويعقوب والقواس). [معجم القراءات: 1/76]

قوله تعالى: {قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 11:05 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة البقرة
[من الآية (33) إلى الآية (34) ]


{قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34)}

قوله تعالى: {قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (16 - قَوْله {أنبئهم} الْبَقَرَة 33
كلهم قَرَأَ {أنبئهم} بِالْهَمْز وَضم الْهَاء إِلَّا مَا حَدثنِي أَحْمد بن مُحَمَّد بن بكر عَن هِشَام بن عمار عَن أَصْحَابه عَن ابْن عَامر (أنبيهم) بِكَسْر الْهَاء
وَيَنْبَغِي أَن تكون غير مَهْمُوزَة لِأَنَّهُ لَا يجوز كسر الْهَاء مَعَ الْهَمْز فَتكون مثل عَلَيْهِم وَعَلَيْهِم
وَزعم الْأَخْفَش الدِّمَشْقِي عَن ابْن ذكْوَان بِإِسْنَادِهِ عَن يحيى بن الْحَارِث عَن ابْن عَامر {أنبئهم} مَهْمُوزَة مَكْسُورَة الْهَاء
وَهُوَ خطأ فِي الْعَرَبيَّة إِنَّمَا يجوز الْكسر إِذا ترك الْهمزَة فَيكون مثل عَلَيْهِم وإليهم). [السبعة في القراءات: 153]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({أنبئهم} [33] فيهن: بكسر الهاء قنبل طريق الهاشمي وابن الصباح، وأبو بشر، زاد الهاشمي للبزي).[المنتهى: 2/565]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأما "أنبئهم" [الآية: 33] فلم يبدل همزتها ورش من طريقيه ولا غيره فاتفق كل من القراء على تحقيقها إلا حمزة في الوقف على قاعدته، واختلف عنه مع إبدالها في ضم الهاء وكسرها، فالجمهور عنه على الضم، وذهب جمع إلى الكسر، ومر تفصيله وافقه الأعمش بخلفه والحسن على البدل مع كسر الهاء، إلا أنه عم الوصل والوقف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/386]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وفتح ياء الإضافة من "إِنِّي أَعْلَم" نافع وابن كثير وأبو عمرو وكذا أبو
[إتحاف فضلاء البشر: 1/386]
جعفر وافقهم ابن محيصن واليزيدي). [إتحاف فضلاء البشر: 1/387]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أنبئهم} [33] اتفقوا على تحقيق همزه، لأن ورشًا لم تدخل في قاعدته، والسوسي من المستثنيات عنده، وأبدلها حمزة في الوقف ياء، ثم اختلف عنه في ضم الهاء وكسرها، وكلاهما صحيح، والضم أقيس بمذهبه.
{بأسمائهم} إن وقف عليه فذكر لحمزة فيه ثمانية أوجه، والصحيح منها أربعه:
الأول والثاني: تحقيق الهمزة الأولى، لأنه متوسط بزائد، وتسهيل الثانية، مع المد والقصر.
الثالث والرابع: إبدال الأولى ياء، مع تسهيل الثانية، مع المد والقصر، والوقف على الأول كاف). [غيث النفع: 370]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {والأرض} وصله لا يخفى، ووقفه كالأنهار). [غيث النفع: 370]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قال يا أدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال الم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض واعلم ما تبدون وما تكتمون (33)}
{أنبئهم}
- قرأ الجمهور (أنبئهم) بالهمز وضم الهاء.
- وقرأ ابن عباس وابن كثير والاخفش وابن ذكوان والبزي والوليد ابن مسلم وهشام وابن عامر (أنبئهم) بالهمز وكسر الهاء ووجهه أنه اتبع حركة الهاء لحركة الباء، ولم يعتد بالهمزة لأنها ساكنة، فهي حاجز غير حصين.
- وقرأ الحسن والأعرج وابن أبي عبلة وابن عبلة وابن عامر والأعمش (أنبئهم) بإبدال الهمزة ياء وكسر الهاء.
قال ابن عطية: (قال أبو عمرة: وقد روى مثل ذلك عن ابن كثير من طريق القواس).
وقرأ الحسن وحمزة (أنبئهم) بإبدال الهمزة ياء وضم الهاء.
[معجم القراءات: 1/77]
- وقرأ الحسن والأعرج وابن كثير من طريق القواس، والزهري أنبهم على وزن «أعطهم».
{بأسمائهم}
- جاء في التيسير: إذا كان الساكن ألفا مبدلة أو زائدة جعلت الهمزة بين بين، وإن شئت مكنت الألف قبلها، وإن شئت قصرتها، والتمكين أقيس.
- وتخفيف الهمزة في الوقف اختص به حمزة، وله أربعة أوجه.
- تحقيق الأولى.
- وإبدالها ياء خالصة.
- وعلى كل من الوجهين تسهيل الثانية مع المد والقصر.
{فلما أنبأهم}
- قرأ حمزة " الوقف بتسهيل الهمزة الثانية فقط.
{إني أعلم}
- ياء المتكلم المتحرك ما قبلها إذا لقيت همزة القطع المفتوحة جاز فيها الوجهان: التحريك والإسكان.
وقد قرأ بالفتح: نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وابن محيصن واليزيدي إني أعلم.
وقرأ بإسكانها الباقون.
[معجم القراءات: 1/78]
{والأرض}
- قرأ ورش وحمزة بالنقل في الحالين «ولرض».
{وأعلم ما}
- قراءة الإدغام عن أبي عمرو). [معجم القراءات: 1/79]

قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( {للملائكة اسجدوا} و{قال رب احكم} بضم التاء والباء يزيد). [الغاية في القراءات العشر: 175]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({للملائكة اسجدوا} [34]: بالضم حيث وقع يزيد، وقال العمري: بكسر الهاء وإشارة إلى الضم).[المنتهى: 2/565]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا) بضم التاء في الوصل أبو جعفر، والْأَعْمَش، وأبو خالد عن قُتَيْبَة، وروى الْعُمَرِيّ الإشارة إلى الكسر واخلاس الضم، الباقون بكسر التاء، وهو الاختيار؛ لأنه أفصح اللغتين وأشهرهما و(الْمَلَائِكَةِ) مجرور فلا ينقل ضمة الألف إلى ما قبلها (مِنَ السَّمَاءِ) بخلاف قوله: (أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ) والجماعة اتفقت عليه وروى العراقي عن قُتَيْبَة كأبي جعفر وهو غلط). [الكامل في القراءات العشر: 482]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (65- .... وَأَيْنَ اضْمُمْ مَلائِكَةِ اسْجُدُوا = .... .... .... .... ....). [الدرة المضية: 23]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم فصل فقال: وأين اضمم ملائكة اسجدوا إلخ قرأ مرموز (ألف) أين وهو أبو جعفر بضم تاء {للملائكة اسجدوا} حيث وقع اتباعًا لضمة الجيم وهذا من إجراء الوصل مجرى الوقف). [شرح الدرة المضيئة: 89]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: ضَمَّ تَاءِ لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا حَيْثُ جَاءَ، وَذَلِكَ فِي خَمْسَةِ مَوَاضِعَ هَذَا أَوَّلُهَا. وَالثَّانِي فِي الْأَعْرَافِ، وَالثَّالِثُ فِي سُبْحَانَ، وَالرَّابِعُ فِي الْكَهْفِ، وَالْخَامِسُ فِي طه. فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ جَمَّازٍ، وَمِنْ غَيْرِ طَرِيقِ هِبَةِ اللَّهِ، وَغَيْرِهِ عَنْ عِيسَى بْنِ وَرْدَانَ بِضَمِّ التَّاءِ حَالَةَ الْوَصْلِ اتِّبَاعًا. وَرَوَى هِبَةُ اللَّهِ، وَغَيْرُهُ عَنْ عِيسَى عَنْهُ إِشْمَامَ كَسْرَتِهَا الضَّمَّ، وَالْوَجْهَانِ صَحِيحَانِ عَنِ ابْنِ وَرْدَانَ نَصَّ عَلَيْهِمَا غَيْرُ وَاحِدٍ.
وَوَجْهُ الْإِشْمَامِ أَنَّهُ أَشَارَ إِلَى الضَّمِّ تَنْبِيهًا عَلَى أَنَّ الْهَمْزَةَ الْمَحْذُوفَةَ الَّتِي هِيَ هَمْزَةُ الْوَصْلِ مَضْمُومَةٌ حَالَةَ الِابْتِدَاءِ. وَوَجْهُ الضَّمِّ أَنَّهُمُ اسْتَثْقَلُوا الِانْتِقَالَ مِنَ الْكَسْرَةِ إِلَى الضَّمَّةِ إِجْرَاءً لِلْكَسْرَةِ اللَّازِمَةِ مُجْرَى الْعَارِضَةِ، وَذَلِكَ لُغَةُ أَزْدِ شَنُوءَةَ عَلَّلَهَا أَبُو الْبَقَاءِ أَنَّهُ نَوَى الْوَقْفَ عَلَى التَّاءِ فَسَكَّنَهَا ثُمَّ حَرَّكَهَا بِالضَّمِّ اتِّبَاعًا لِضَمَّةِ الْجِيمِ، وَهَذَا مِنْ إِجْرَاءِ الْوَصْلِ مُجْرَى الْوَقْفِ. وَمِثْلُهُ مَا حُكِيَ عَنِ امْرَأَةٍ رَأَتْ نِسَاءً مَعَهُنَّ رَجُلٌ فَقَالَتْ: أَفِي سَوْءَةٍ أَتَيْنَهُ بِفَتْحِ التَّاءِ كَأَنَّهَا نَوَتِ الْوَقْفَ عَلَى التَّاءِ، ثُمَّ أَلْقَتْ عَلَيْهَا حَرَكَةَ الْهَمْزَةِ وَقِيلَ: إِنَّ التَّاءَ تُشْبِهُ أَلِفَ الْوَصْلِ لِأَنَّ الْهَمْزَةَ تَسْقُطُ فِي الدَّرْجِ لِأَنَّهَا لَيْسَتْ بِأَصْلٍ وَتَاءُ الْمَلَائِكَةِ تَسْقُطُ أَيْضًا لِأَنَّهَا لَيْسَتْ بِأَصْلٍ، وَقَدْ وَرَدَ الْمَلَائِكُ بِغَيْرِ تَاءٍ فَلَمَّا أَشْبَهَتْهَا ضُمَّتْ كَمَا تُضَمُّ هَمْزَةُ الْوَصْلِ، وَلَا الْتِفَاتَ إِلَى قَوْلِ الزَّجَّاجِ، وَلَا إِلَى قَوْلِ الزَّمَخْشَرِيِّ إِنَّمَا تُسْتَهْلَكُ حَرَكَةُ الْإِعْرَابِ بِحَرَكَةِ الِاتِّبَاعِ إِلَّا فِي لُغَةٍ ضَعِيفَةٍ كَقَوْلِهِمُ الْحَمْدُ لِلَّهِ: لِأَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ إِمَامٌ كَبِيرٌ أَخَذَ قِرَاءَتَهُ عَنْ مِثْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَغَيْرِهِ كَمَا تَقَدَّمَ، وَهُوَ لَمْ يَنْفَرِدْ بِهَذِهِ الْقِرَاءَةِ، بَلْ قَدْ قَرَأَ بِهَا غَيْرُهُ مِنَ السَّلَفِ وَرَوَيْنَاهَا عَنْ قُتَيْبَةَ عَنْ
[النشر في القراءات العشر: 2/210]
الْكِسَائِيِّ مِنْ طَرِيقِ أَبِي خَالِدٍ، وَقَرَأَ بِهَا أَيْضًا الْأَعْمَشُ، وَقَرَأْنَا لَهُ بِهَا مِنْ كِتَابِ الْمُبْهِجِ، وَغَيْرِهِ، وَإِذَا ثَبَتَ مِثْلُهُ فِي لُغَةِ الْعَرَبِ فَكَيْفَ يُنْكَرُ؟ ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِإِخْلَاصِ كَسْرِ التَّاءِ فِي الْمَوَاضِعِ الْمَذْكُورَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/211]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر {للملائكة اسجدوا} بضم التاء حيث وقع، وعن
[تقريب النشر في القراءات العشر: 451]
عيسى بن وردان أيضًا إشمام الضم، والباقون بكسر التاء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 452]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (440- .... .... وكسر تا الملائكت = قبل اسجدوا اضمم ثق والاشمام خفت
441 - خلفًا بكلٍّ .... .... = .... .... .... .... .... ....). [طيبة النشر: 62]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (ث) بت (ب) دا وكسرتا الملائكة = قبل اسجدوا اضمم (ث) ق والاشمام (خ) فت
....
قوله: (وكسرتا الملائكة) نصب على أنه مفعول اضمم؛ والمعنى أن أبا جعفر قرأ «للملائكة اسجدوا» بضم التاء المكسورة للباقين على الإتباع استثقالا للانتقال من الكسرة إلى الضمة وإجراء للكسرة اللازمة مجرى العارضة. واختلف عن عيسى فيه؛ فروى جماعة عنه الضم، وروى هبة الله وغيره عنه إشمام كسرتها الضم تنبيها على أن الهمزة المحذوفة التي هي همزة الوصل مضمومة حال الابتداء وذلك حيث أتى في كل القرآن، وقصرتا الملائكة ضرورة أو على نية الوقف قوله: (ثق) بهذه القراءة ولا يعتبر قول من ضعفها، كيف وهي قراءة نقلت إلينا عن الصحابة؟.
خلفا بكلّ وأزال في أزل = (ف) وز وآدم انتصاب الرّفع (د) ل
خلفا تمييز، أي من خلف وقع في قراءة الضم أو مفعول له لأجل ذلك،
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 171]
يشير إلى أن إشمام الضم غير متفق على قبوله قوله: (بكل) أي القرآن، يعني حيث). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 172]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل مسألة (ثم هو) و(يمل هو) فقال:
ص:
(ث) بت (ب) دا وكسر تا الملائكت = قبل اسجدوا اضمم (ث) ق والاشمام (خ) فت
ش: أي: ضم التاء من للملائكة اسجدوا [البقرة: 34] حالة الوصل هنا والأعراف [11]، وسبحان [الإسراء: 61]، والكهف [50]، وطه [116]- ذو ثاء (ثق) أبو جعفر لكن من رواية ابن جماز، ومن غير طريق هبة الله وغيره عن عيسى بن وردان، وروى هبة الله وغيره عن عيسى [عنه] إشمام كسرتها ضما، وإليه أشار بقوله: [والإشمام] (خفت) خلفا.
وجه الإشمام: الإشارة إلى الضم؛ تنبيها على أن همزة الوصل المحذوفة مضمومة حالة الابتداء.
ووجه الضم: أنهم استثقلوا الانتقال من كسر إلى ضم؛ إجراء للكسرة اللازمة مجرى العارضة، وهذه [لغة أزد شنوءة].
وعللها أبو البقاء بأنه نوى الوقف على التاء فسكنها ثم حركها [بالضم؛ اتباعا لضمة الجيم، وهذا من إجراء] الوصل مجرى الوقف.
وقيل: إن التاء تشبه ألف الوصل؛ لأن الهمزة تسقط من الدرج؛ لأنها ليست بأصل، ولا التفات إلى قول الزمخشري، والزجاج: إنها [لا] تسهل حركة الإعراب بحركة الإتباع
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/151]
إلا في لغة ضعيفة كقولهم: الحمد لله؛ لأن مثل هذا قد ثبت عند العرب). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/152]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم إدغام حيث شئتما [البقرة: 35] لأبي عمرو، وجواز الروم والإشمام، والمد، والتوسط، والقصر، فعلى هذا إذا أدغمها تأتى الثلاثة مع السكون المجرد مع الإشمام والروم مع القصر والإبدال بلا إدغام والإظهار مع الهمز، فهذه تسعة أوجه من طريق الضم، وكذا من طريق «الشاطبية» كما تقدم.
ثم أشار إلى خلف ابن وردان وعموم المسألة بقوله:
ص:
خلفا بكلّ وأزال في أزل = (ف) وز وآدم انتصاب الرّفع (د) ل
ش: أي: اختلف عن ابن وردان في ضم التاء من للملائكة في كل موضع كما تقدم: [البقرة: 34، الأعراف: 11، الإسراء: 61، الكهف: 50، طه: 116] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/152] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قلت: [قرأ] أبو جعفر (للملائكة اسجدوا) حيث وقع بضم تاء التّأنيث من الملائكة، والباقون بكسرها والله الموفق). [تحبير التيسير: 285]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا" [الآية: 34] وهو في خمسة مواضع هنا و[الأعراف الآية: 11] و[الإسراء الآية: 61] و[الكهف الآية: 50] و[طه الآية: 116] فأبو جعفر من رواية ابن جماز ومن غير طريق هبة الله وغيره عن ابن وردان بضم التاء حالة الوصل في الخمسة اتباعا لضم الجيم، ولم يعتد بالساكن فاصلا وافقه الشنبوذي، وروى هبة الله وغيره عن ابن وردان إشمام كسرتها الضم وصحح في النشر الوجهين عن ابن وردان والباقون بالكسرة الخالصة على الجر بالحروف.
وأمال أبي حمزة والكسائي وكذا خلف وافقهم الأعمش، وبالفتح والتقليل الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/387]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم قريبا حكم إمالة الكافرين). [إتحاف فضلاء البشر: 1/388]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {وإذ قلنا المملكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين (34)}
{للملائكة}
- قرأ الجمهور للملائكة" بجر التاء.
- وقرأ أبو جعفر وابن جماز وابن وردان بخلاف عنه والشنبوذي وقتيبة عن الكسائي والأعمش سليمان بن مهران بضم التاء في حالة الوصل إتباعا لحركة الجيم «للملائكة اسجدوا".
- ونقل أنها لغة أزد شنوءة.
قال الزجاج في معانيه: «وأبو جعفر من جلة أهل المدينة وأهل الشبت في القراءة إلا أنه غلط في هذا الحرف.
[معجم القراءات: 1/79]
- وروي هبة الله وغيره عن ابن وردان إشمام كسرة التاء الضم، وهي رواية العمري عن أبي جعفر.
{إلا إبليس}
- قرأ جناح بن حبيش «إلا إبليس» بالرفع، وقيل هذه قراءة الكوفيين، وتكون إلا بمعنى الواو أو لكن.
- وقراءة الجماعة بالنصب على الاستثناء «إلا إبليس» وذلك من الضمير «فسجدوا».
- ولا يجوز غيره عند البصريين لأنه موجب.
{أبى}
- قرأه بالإمالة " حمزة والكسائي وخلف والأعمش.
- وقراءة الأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- وقراءة الباقين بالفتح.
{من الكافرين}
- قرأ بإمالة فتحة الكاف أبو عمرو والكسائي من رواية الدوري، ورويس عن يعقوب، والصوري عن ابن ذكوان عن ابن عامر.
- وأمال ورش بين بين من طريق الأزرق.
- وقراءة الباقين بالفتح). [معجم القراءات: 1/80]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 11:31 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (35) إلى الآية (39) ]
{وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36) فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37) قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39)}

قوله تعالى: {وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({شئتما} [35]، و{شئتم} [58]، وبابه: بلا همز أبو عمرو، والأعشى، وورش طريق الأسدي، ويزيد. بالوجهين ابن عيسى عن أصحابه عن ورش).[المنتهى: 2/566] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({هذه الشجرة} [35]: بكسر الهاء حيث جاء أبو زيد).[المنتهى: 2/566]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (" هذي الشجرة "، و" هذي القرية " بياء بدل من الهاء لكنها تذهب في اللفظ لالتقاء الساكنين ابن مُحَيْصِن والأعرج، الباقون (هَذِهِ)، وهو الاختيار لموافقة المصحف وأيضًا فإن الهاء ليس من جنس الياء ولا قرينة منها فتبدل منها). [الكامل في القراءات العشر: 483]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (الشَّجَرَةَ) بكسر الشين أبو السَّمَّال، الباقون بفتحها، وهو الاختيار؛ لأنه أشهر ولأن الكسرة ثقيلة). [الكامل في القراءات العشر: 484]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ أَبِي عَمْرٍو فِي إِدْغَامِ حَيْثُ شِئْتُمَا فِي بَابِ الْإِدْغَامِ الْكَبِيرِ وَأَنَّ الْإِدْغَامَ يَمْتَنِعُ لَهُ مَعَ الْهَمْزِ وَأَنَّهُ يَجُوزُ فِيهِ، وَفِي نَحْوِهِ الْإِشْمَامُ وَالرَوْمُ وَتَرْكُهُمَا، وَالْمَدُّ وَالْقَصْرُ فِي حَرْفِ اللِّينِ قَبْلُ وَأَنَّ الْإِظْهَارَ يُقْرَأُ مَعَ الْهَمْزِ وَالْإِبْدَالِ كُلُّ ذَلِكَ فِي بَابِ الْإِدْغَامِ الْكَبِيرِ). [النشر في القراءات العشر: 2/211]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم إدغام حيث شئتما [البقرة: 35] لأبي عمرو، وجواز الروم والإشمام، والمد، والتوسط، والقصر، فعلى هذا إذا أدغمها تأتى الثلاثة مع السكون المجرد مع الإشمام والروم مع القصر والإبدال بلا إدغام والإظهار مع الهمز، فهذه تسعة أوجه من طريق الضم، وكذا من طريق «الشاطبية» كما تقدم.
ثم أشار إلى خلف ابن وردان وعموم المسألة بقوله:
ص:
خلفا بكلّ وأزال في أزل = (ف) وز وآدم انتصاب الرّفع (د) ل
ش: أي: اختلف عن ابن وردان في ضم التاء من للملائكة في كل موضع كما تقدم: [البقرة: 34، الأعراف: 11، الإسراء: 61، الكهف: 50، طه: 116] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/152] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم تاء "حيث" في شين "شئتما" مع إبدال الهمزة الساكنة أبو عمرو بخلف عنه من الروايتين، ويمتنع له الإدغام مع الهمز فالجائز حينئذ ثلاثة أوجه: الإدغام مع الإبدال والإظهار مع الهمز ومع الإبدال، وأدغم فقط يعقوب من المصباح والمفردة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/388]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن "هَذِهِ الشَّجَرَةَ" [الآية: 34] وما جاء منه نحو: "هَذِهِ الْقَرْيَة" بياء من تحت ساكنة بدل الهاء تحذف للساكنين وصلا وهي لغة في هذه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/388]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({شئتما} [35] يبدل همزه السوسي مطلقًا، وحمزة لدى الوقف). [غيث النفع: 370]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين (35)}
{رغدا}
- قراءة الجمهور «رغدة» بفتح الغين.
[معجم القراءات: 1/80]
- وقراءة إبراهيم النخعي ويحيى بن وثاب (رغدا) بسكون الغين، وهي لغة تميم.
{حيث شئتما}
- أدغم" ثاء (حيث) في شين (شاء) مع إبدال الهمزة الساكنة ياء أبو عمرو ويعقوب بخلاف عنهما.
وذكروا ثلاثة أوجه عن أبي عمرو:
1- الإدغام مع الإبدال، وهو ما ذكرته.
٢- الإظهار مع الهمز.
٣- الإظهار مع الإبدال ووافقه اليزيدي.
ونقل عن أبي عمرو الإشمام.
{شئتما}
- أبدل الهمزة وصلا ووقفة السوسي وأبو جعفر (شيما).
- والإبدال عن حمزة في الوقف (شيتما.- وقراءة الباقين بالتحقيق (شئتما).
{ولا تقربا}
- قرأ يحيى بن وثاب (ولا تقربا) بكسر التاء، وهي لغة عن الحجازيين، فهم يكسرون حرف المضارعة التاء والهمزة والنون، وأكثرهم لا يكسر الياء- وقراءة الجماعة بفتح التاء (ولا تقربا).
{هذه}
- قرأ ابن محيصن وابن كثير في بعض قراءاته (هذي بالياء، وتحذف هذه الياء الساكنة وصلا، وهي لغة في (هذه).
[معجم القراءات: 1/81]
وقراءة الجمهور (هذه) بالهاء.
- وقرأ أبو عمرو بكسر الهاء الأولى كسرة لطيفة (هذي) وهي رواية أبي زيد عنه.
{الشجرة}
- قرأ هارون الأعور (الشجرة) بكسر الشين، وهي لغة بني سليم.
- وقرأ قوم (الشيرة)، بكسر الشين والياء المفتوحة بعدها. وحكى هذا أبو زيد، وكره أبو عمرو هذه القراءة، وقال:
(يقرأ بها برابر مكة وسودانها)
قال أبو حيان: (وينبغي ألا يكرهها لأنها لغة منقولة فيها).
وذكر السمين أنها تقرأ بكسر الشين والجيم، وسكون الجيم، وبإبدالها ياء مع فتح الشين وكسرها وصورها: الشجرة. الشجرة. الشيرة. الشيرة). [معجم القراءات: 1/82]

قوله تعالى: {فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (17 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله {فأزلهما الشَّيْطَان} 36
فَقَرَأَ حَمْزَة وَحده (فأزالهما) بِأَلف خَفِيفَة وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {فأزلهما} مُشَدّدَة بِغَيْر ألف
وروى أَبُو عبيد أَن حَمْزَة قَرَأَ (فأزالهما) بالإمالة مَعَ الْألف وَهَذَا غلط). [السبعة في القراءات: 153]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({فأزالهما} حمزة ). [الغاية في القراءات العشر: 176]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({فأزالهما} [36]: بألف حمزة).[المنتهى: 2/566]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة (فأزالهما) بألف بعد الزاي وقرأ الباقون بغير ألف وتشديد اللام). [التبصرة: 154]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة: {فأزالهما الشيطان} (36): بالألف مخففًا.
والباقون: بغير ألف، مشددًا اللام). [التيسير في القراءات السبع: 226]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة: (فأزالهما) [بألف] مخففا والباقون بغير ألف مشددا). [تحبير التيسير: 285]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فأزالهما) حَمْزَة، وطَلْحَة، والهمداني، والحسن، وابن صالح، وابن الجلاء عن نصير والزَّعْفَرَانِيّ لكن طَلْحَة وابن الجلاء يكسران الزاي، الباقون (فَأَزَلَّهُمَا)، وهو الاختيار؛ لأن معناه استذلهما قال ابن الغريزي: " أزالهما لا نحاهما و" أزلهما " استذلهما والقصة تدل على الاستنزال وهو مجهول على أن آدم لم يكن نبيًا حين خرج من الجنة إذ الأنبياء معصومون (ءَادَمَ) نصب (كَلِمَاتٍ) رفع أبو حيوة، وسلام، ومكي غير شِبْل في اختياره، الباقون (ءَادَمُ) رفع (كَلِمَاتٍ) نصب وهو الاختيار كان معناه قبل الكلمات أو تلقي والقصة في ذلك مشهورة). [الكامل في القراءات العشر: 483]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([36]- {فَأَزَلَّهُمَا} بألف: حمزة). [الإقناع: 2/597]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (451 - وَفِي فَأَزَلَّ اللاَّمَ خَفِّفْ لِحَمْزَةٍ = وَزِدْ أَلِفًا مِنْ قَبْلِهِ فَتُكَمِّلاَ). [الشاطبية: 37]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([451] وفي فأزل اللام خفف لـ (حمزة) = وزد ألفًا من قبله فتكملا
قوله: (فتكمل)، أي فتكمل الألف الكلمة، فترجع من زل إلى زال.
ووجه قراءته، أن الله أسكنهما، {فأزلهما الشيطان}؛ فالإزالة نقيض الاستقرار.
[فتح الوصيد: 2/628]
وبعده {فأخرجهما}، يقوى هذا المعنى، وليس ذلك بتكرار، لأن الأول: فأزالهما الشيطان عن الجنة؛ أي نحاهما عنها فأخرجهما مما كانا فيه من النعيم.
ومن قرأ {فأزلهما}، كان بمعنى أزالهما؛ إن قدرته من: زل عن الموضع، إذا لم يثبت فيه، أو يكون معناه: فأكسبهما الزلة). [فتح الوصيد: 2/629]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [451] وفي فأزل اللام خفف لحمزةٍ = وزد ألفًا من قبله فتكملا
ح: (اللام): مفعول (خفف)، (في فأزل): ظرفه، (لحمزة): حال، ضمير (قبله): للام، (تكملا): نصب على جواب الأمر، وفاعله: ضمير الخطاب، أو ضمير الألف.
ص: أي: خفف لحمزة اللام من: {فأزلهما الشيطان} [36]، وزد ألفًا قبل اللام فيكون: {فأزالهما} من الإزالة بمعنى: التنحية، وقراءة العامة من (أزل) إذا حمله على الزلة). [كنز المعاني: 2/11]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (450- وَفِي فَأَزَلَّ اللاَّمَ خَفِّفْ لِحَمْزَةٍ،.. وَزِدْ أَلِفًا مِنْ قَبْلِهِ فَتُكَمِّلا
يريد قوله تعالى: {فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ} والهاء في قبله تعود إلى اللام فيصير فأزال، ومعناهما واحد أي فنحاهما عنها، وقيل: يجوز أن يكون معنى قراءة الجماعة أوقعهما في الزلة وهي الخطيئة، والفاء في فتكملا ليست برمز؛ لأنه قد صرح بقوله: لحمزة وإنما أتى بالفاء دون اللام؛ لئلا يوهم رمزا، فإن قلت لا يكون رمز مع مصرح باسمه قلت: يظن أنها قراءة ثانية بالألف وقراءة حمزة بالتخفيف فقط فاختار الفاء؛ لئلا يحصل هذا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/285]
الإيهام وأراد فتكمل الألف الكلمة أو تكمل أنت الكلمة بزيادتك للألف وهو منصوب على جواب الأمر بالفاء). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/286]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (451 - وفي فأزلّ اللّام خفّف لحمزة ... وزد ألفا من قبله فتكمّلا
أمر بتخفيف اللام وزيادة ألف قبلها لحمزة فتكون قراءة غيره بتشديد اللام وحذف الألف قبلها). [الوافي في شرح الشاطبية: 202]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (65- .... .... .... .... .... = أَزَلَّ فَشَا .... .... ....). [الدرة المضية: 23]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم استأنف فقال: أزل فشا أي قرأ مرموز (فاء) فشا وهو خلف{فأزلهما} [36] بغير ألف مشددة اللام كالآخرين). [شرح الدرة المضيئة: 90]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَأَزَلَّهُمَا فَقَرَأَ حَمْزَةُ فَأَزَلَّهُمَا بِأَلِفٍ بَعْدَ الزَّايِ وَتَخْفِيفِ اللَّامِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْحَذْفِ وَالُتَشْدِيدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/211]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة {فأزلهما} [36] بألف وتخفيف اللام، والباقون بتشديدها من غير ألف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 452]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (441- .... .... وأزال في أزل = فوزٌ .... .... .... ....). [طيبة النشر: 62]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وأزال) يعني وقرأ حمزة «فأزالهما الشيطان» من الإزالة: وهي التنحية، والباقون فأزلّ من الإزلال وهي بمعناه: أي أوقعهما في الزلة وهي الخطيئة؛ والمعنى أنه قرأ أزال في لفظ أزل فاستغنى باللفظ عن القيد لوضوحه). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 172]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو فاء (فوز) حمزة فأزالهما الشيطان [البقرة: 36] بتخفيف اللام وإثبات ألف بينها وبين الزاي، كما لفظ به الناظم، والباقون بالحذف، وتخفيف الزاي [وتشديد اللام].
واستغنى بلفظ القراءتين عن القيد.
وجه المد: أنه من «أزال» معدى «زلت»، أي: تنحيت، وقد أمر بالقرار المسبب عن الطاعة في قوله تعالى: اسكن أنت وزوجك الجنّة ووكلا ولا تقربا هذه [البقرة: 35] فعصى بإغواء الشيطان فنسب إليه، وناسب الإزالة عن مكانهما فأخرجهما [من] الجنة؛ فلا تكرار، أو عن الجنة فأخرجهما من النعيم، ويوافق الرسم تقديرا.
ووجه القصر: أنه من «زل»: وهن، وأزله غيره، فيتحدان، أو من «زل»: أخطأ، وأزله غيره: أكسبه الزلة، فالضمير للشجرة، أي: أصدر زلتهما عن الشجرة؛ ولهذا عدي بـ «عن» نحو: وما فعلته عن أمري [الكهف: 82] وتقويه قراءة عبد الله فوسوس لهما الشيطان عنها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/152]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "فأزلهما" [الآية: 36] فحمزة بألف بعد الزاي مخففة اللام وافقه الأعمش أي: صرفهما أو نحاهما والباقون بغير ألف مشددا أي: أوقعهما في الزلة ويحتمل أن يكون من زل عن المكان إذا تنحى فيتحدان في المعنى). [إتحاف فضلاء البشر: 1/388]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فأزلهما} [36] قرأ حمزة بتخفيف اللام، وزيادة ألف قبله، والباقون بالتشديد والحذف). [غيث النفع: 370]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {عدو} إن وقف عليه والوقف عليه كاف، فيجوز فيه ثلاثة: الإسكان مع الإشمام، والسكون فقط، والروم، وكلها مع التشديد التام.
وأما المجرور نحو {بغير الحق} [61] ففيه السكون، والروم، وكلاهما مع التشديد، وكذا كل ما ماثلهما.
وبعض من لا علم عنده لا يقف على المشدد بالسكون، فرارًا من الجمع بين الساكنين، والجمع بينهما جائز في الوقف، وبعضهم يقف بالسكون من غير تشديد، وهو خطأ، وسيأتي ذكر المفتوح في موضعه إن شاء الله). [غيث النفع: 371]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعض لبعض عدو لكم في الأرض قوته إلى حين (36)}
{فأزلهما}
- هذه قراءة الجماعة (فأزلهما).
- وقرأ الحسن وأبو رجاء وحمزة وعاصم والأعمش (فأزالهما) بالألف من (زال).
- وروي عن حمزة من طريق أبي عبيد الإمالة (فأزالهما). ورد هذا ابن مجاهد، وعده غلطة. وجعله ابن خالويه غلطة على حمزة.
- وروي عن عبد الله بن مسعود أنه قرأ (فوسوس لهما الشيطان).
- قال أبو حيان: (هذه القراءة مخالفة لسواد المصحف المجمع عليه).
فينبغي أن يجعل تفسيره، وكذا ما ورد عنه وعن غيره مما خالف سواد المصحف، وأكثر قراءات عبد الله إنما نسب إلى الشيعة،
[معجم القراءات: 1/83]
وقد قال بعض علمائنا: إنه صح عندنا بالتواتر قراءة عبد الله على غير ما ينقل عنه مما وافق الشواذ، فتلك إنما هي آحاد. وذلك على تقدير صحتها. فلا تعارض ما ثبت بالتواتر.
وقرأ (فأزلهم) بلفظ الجمع، وعزيت إلى ابن قطيب.
{فأخرجهما}
- قرأ ابن قطيب (فأخرجهم) على الجمع.
{اهبطوا}
- قراءة الجمهور (أهبطوا) بكسر الباء.
- وقرأ محمد بن مصفي عن أبي حيوة (اهبطوا) بضم الباء، وقد ذكروا أنهما لغتان.
- قراءة الجماعة بفتح القاف (مستقر).
- وقرئ (مستقر) بكسر القاف اسم فاعل من استقر.
{ومتاع إلى}
- قرأ ورش بنقل الحركة من الهمزة إلى التنوين قبلها وقفا ووصلا. وصورتها: (ومتاعين لى).
- وحمزة في الوقف له النقل وعدمه). [معجم القراءات: 1/84]

قوله تعالى: {فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (18 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله {فَتلقى آدم من ربه كَلِمَات} 37 فَقَرَأَ ابْن كثير وَحده (فتلقى ءادم من ربه كلمت) وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {فَتلقى آدم من ربه كَلِمَات} ). [السبعة في القراءات: 153]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): (حمزة {فتلقى آدم... كلمات} رفع مكي). [الغاية في القراءات العشر: 176]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({فتلقى آدم} [37]: نصب، {كلماتٌ} رفع مكي، وسلام).[المنتهى: 2/566]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير (فتلقى آدم) بالنصب (كلمات) بالرفع، وقرأ الباقون (آدم) بالرفع (كلمات) بالنصب غير أن التاء مخفوضة في اللفظ). [التبصرة: 154]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير: {فتلقى آدم} (37): بالنصب، {كلمات} بالرفع.
والباقون: برفع: {آدم}، وكسر التاء من {كلمات} ). [التيسير في القراءات السبع: 226]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ابن كثير: (فتلقى آدم من ربه) بالنّصب (كلمات) بالرّفع، والباقون برفع آدم وكسر التّاء). [تحبير التيسير: 285]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([37]- {فَتَلَقَّى آدَمُ} بالنصب {كَلِمَاتٍ} رفع: ابن كثير). [الإقناع: 2/597]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (452 - وَآدَمَ فَارْفَعْ نَاصِباً كَلِمَاتِهِ = بِكَسْرٍ وَلِلْمَكِّيِّ عَكْسٌ تَحَوَّلاَ). [الشاطبية: 37]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([452] وآدم فارفع ناصبًا كلماته = بكسر ولـ (لمكي) عكسٌ تحولا
وجه قراءة ابن كثير، أن ما تلقيته فقد تلقاك.
فالكلمات فاعلة، و{آدم} مفعول..
و{آدم} في القراءة الأخرى فاعل .والكلمات مفعولة.
ومن الأفعال ما يستوي في المعين إضافته إلى الفاعل والمفعول، نحو:
نالني كذا، ونلت كذا؛ وأصابني كذا، وأصبت كذا، كقوله:
إذا أنت لم تعرض عن الجهل والخنا = أصبت حليمًا أو أصابك جاهل
ومثل قراءة ابن كثير: (لا ينال عهدي الظلمين)، و{بلغني الكبر}.
ولأن الكلمات، لما كانت سببًا لتوبته وإنقاذه، حسن أن يسند الفعل إليها). [فتح الوصيد: 2/629]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [452] وآدم فارفع ناصبًا كلماته = بسر وللمي عكسٌ تحولا
ح: ضمير (كلماته): لـ (آدم) أضيف إليه لملابسة المصاحبة، وضمير (تحولا): للمذكور.
ص: أي: ارفع {آدم} من قوله تعالى: {فتلقى آدم من ربه كلماتٍ}
[كنز المعاني: 2/11]
[37]، وانصب {كلماتٍ} بالكسر؛ لأن جمع المؤنث السالم نصبه بالكسر عن غير ابن كثير، على أن {آدم} فاعل، و{كلمات} مفعول به.
ولابن كثير المكي عكس تلك القراءة، أي: نصب {آدم} ورفع {كلماتٌ} على أن {آدم} مفعول، و{كلماتٌ} فاعلٌ.
والمعنى واحد، لأن كل ما تلقاك فقد تلقيته.
ومعنى (تحولا): انعكس، تأكيدٌ لقوله: (عكسٌ) ). [كنز المعاني: 2/12]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (451- وَآدَمَ فَارْفَعْ نَاصِباً كَلِمَاتِهِ،.. بِكَسْرٍ وَلِلْمَكِّيِّ عَكْسٌ تَحَوَّلاَ
أي القراءة: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ}، فيكون آدم فاعلا وكلمات مفعولا وعلامة نصبه الكسرة وعكس ابن كثير، فجعل آدم مفعولا فنصبه، وكلمات فاعلا فرفعها، والمعنى واحد؛ لأن ما تلقيته فقد تلقاك وكذا ما أصبته، فقد أصابك وقوله: وللمكي عكس أي عكس ما ذكر، وحقيقة العكس لا تتحقق هنا من جهة أن نصب آدم ليس بكسر بل بفتح فهو عكس مع قطع النظر عن لفظ الكسر، ولم يمكنه أن يقول: وللمكي رفع؛ لأنه لا يعرف الخلاف في آدم حينئذ لمن هو؛ لأن رفع المكي مخصوص بكلمات وقوله: تحولا أي المذكور إليه أو عكس تحول إلى هذا والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/286]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (452 - وآدم فارفع ناصبا كلماته ... بكسر وللمكّيّ عكس تحوّلا
أمر أن يقرأ لجميع القراء غير المكي قوله تعالى: فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ، برفع (آدم) ونصب (كلمات) بالكسر. ثم ذكر أن المكي وهو ابن كثير يعكس هذه القراءة فيقرأ بنصب (آدم) ورفع (كلمات). وفي قوله: (تحولا) إشارة إلى انتقال النصب من (كلمات) إلى (آدم) وانتقال الرفع من (آدم) إلى (كلمات) في قراءة ابن كثير قال العلامة أبو شامة: وحقيقة العكس لا تتحقق هنا من جهة أن نصب آدم ليس بكسر بل بفتح فهو عكس مع قطع النظر عن لفظ الكسر انتهى، ولا يخفى أن العكس هنا عكس في الإعراب لا في الكلمات). [الوافي في شرح الشاطبية: 202]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ بِنَصْبِ آدَمَ وَرَفْعِ كَلِمَاتٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِرَفْعِ آدَمَ، وَنَصْبِ كَلِمَاتٍ بِكَسْرِ التَّاءِ). [النشر في القراءات العشر: 2/211]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ أَبِي عَمْرٍو وَانْفِرَادُ عَبْدِ الْبَارِّي عَنْ رُوَيْسٍ فِي إِدْغَامِ آدَمُ مِنْ مِنْ بَابِ الْإِدْغَامِ الْكَبِيرِ). [النشر في القراءات العشر: 2/211]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير {فتلقى آدم} بالنصب {من ربه كلماتٍ} بالرفع، والباقون برفع {آدم} [37] ونصب {كلماتٍ} [37] بالكسر). [تقريب النشر في القراءات العشر: 452]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (441- .... .... .... .... .... = .... وآدم انتصاب الرّفع دل
442 - وكلماتٌ رفع كسرٍ درهم = .... .... .... .... ....). [طيبة النشر: 62]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (آدم من ربه) أي وقرأ ابن كثير آدم بنصب الرفع، يعني من قوله تعالى «فتلقى آدم من ربه كلمات» ولم يحتج تقييده للترتيب، والباقون بالرفع على أنه فاعل، وكلمات مفعول كما سيأتي في البيت بعده قوله: (دل) الدل: الوقار وحسن السمت والشمائل، ويجوز أن يكون فعلا من الدلالة على الطريق وغيره.
وكلمات رفع كسر (د) رهم = لا خوف نوّن رافعا لا الحضرمي
أي وقرأ كلمات، يعني قوله تعالى «من ربه كلمات» برفع، كسر التاء ابن كثير على أنه فاعل، والباقون بعكس ذلك، آدم بالرفع على الفاعلية، وكلمات بالنصب على أنه مفعول وعلامة نصبه كسر آخره والمعنى واحد لأن من تلقيته فقد تلقاك قوله: (درهم) هو بكسر الدال وفتح الهاء وكسرها لغة وهو معروف فارسي معرب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 172]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو دال (دل) ابن كثير فتلقى آدم من ربه [البقرة: 37] بالنصب.
ثم ذكر له أيضا رفع كلمات [البقرة: 37] فقال:
ص:
وكلمات رفع كسر (د) رهم = لا خوف نوّن رافعا لا الحضرمي
ش: أي: قرأ ذو دال (درهم) ابن كثير كلمات بالرفع فحاصله أنه قرأ بنصب الميم ورفع التاء.
وقرأ الباقون برفع ءادم وكسر كلمت [البقرة: 37]، وقيد النصب والرفع للضد.
واعلم أن من الأفعال ما يصدر من أحد معموليها إلى الآخر قبل [ما يصدر إليه منه] فيصبح إسناده إلى كل منهما ك «وصل» و«لقي».
فوجه التسعة: إسناد الفعل إلى «آدم» [وإيقاعه على الكلمات].
ومعنى تلقيه لها: أخذه لها بالقبول والدعاء بها.
ووجه ابن كثير: إسناد الفعل إلى «الكلمات».
قال ابن مسعود: «سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، لا إله إلا أنت، ظلمت نفسي، فاغفر لي، إنه لا يغفر [الذنوب] إلا أنت».
وقيل: ربّنا ظلمنا أنفسنا ... الآية، الأعراف: 23].
وقرأ التسعة فلا خوف عليهم حيث وقع برفع الفاء وتنوينها، إلا يعقوب الحضرمي فإنه قرأ بفتحها بلا تنوين). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/153]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "فتلقى" [الآية: 37] حمزة والكسائي وكذا خلف، وبالفتح والتقليل الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/388]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَات" [الآية: 37] فابن كثير بنصب "آدم" ورفع "كلمات" على إسناد الفعل إلى الكلمات وإيقاعه على آدم، فكأنه قال: فجاءت كلمات، ولم يؤنث الفعل لكونه غير حقيقي، وللفصل وافقه ابن محيصن والباقون برفع آدم ونصب كلمات بالكسرة إسنادا له إلى آدم وإيقاعا له
[إتحاف فضلاء البشر: 1/388]
على الكلمات، أي: أخذها بالقبول ودعا بها وأدغم الميم في الميم أبو عمرو وبخلفه، ويعقوب من المصباح وكتاب المطلوب). [إتحاف فضلاء البشر: 1/389]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فتلقى آدم من ربه كلمات} [37] قرأ المكي بنصب {ءادم} ورفع {كلمات} والباقون برفع {ءادم} ونصب {كلمات} بالكسر، لأنه علامة للنصب في جمع المؤنث.
ويأتي فيها على ما يقتضيه الضرب على رواية ورش ستة أوجه، فتح وتقليل {فتلقى} مضروبان في ثلاثة {ءادم}.
وذكره غير واحد من شراح الحرز كالجعبري وابن القاصح ذكره عند قوله: وراء تراءى فاز ... إلخ.
وكان شيخنا العلامة علي الشبراملسي يخبر أن مشايخه يقرءون بها، وقرءوا بها على مشايخهم، وأمعن هو رحمه الله النظر فأسقط منها واحدًا، وهو القصر على التقليل، فكان يقرأ بخمسة.
[غيث النفع: 371]
والصحيح أنه لا يصح منها من طريق الشاطبية إلا أربعة، وهو القصر والطويل على الفتح، والتوسط والطويل على التقليل، ولم أقرأ على شيخنا من طريق الشاطبية إلا بها، وقرأ هو بذلك على شيخه سلطان بن أحمد والوجه الخامس إنما هو من طريق الطيبة، كما ذكره الشيخ سلطان في جواب الأسئلة.
ولا فرق في الأربعة أوجه بين أن يتقدم فيه التقليل على مد البدل، كهذه الآية، أو يتأخر كقوله {اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبا} [34] فيأتي على القصر في {ءادم} الفتح في {أبى} وعلى التوسط التقليل، وعلى الطويل الفتح والتقليل، وقس على هذا نظائره، والله أعلم.
وقد نظمت الأوجه الأربعة، فقلت:
وإن نحو موسى جاء مع باب آمنوا = فوبجها كموسى مع طويل به تجرى
ويأتي على التقليل فيه توسط = ومع فتحه قصر كذا قال من يدري). [غيث النفع: 372]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فتلقى آدم من به كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم (37)}
{فتلقى}
- قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف.
- وقراءة الأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- وقراءة الباقين بالفتح.
[معجم القراءات: 1/84]
{آدم كلمات}
- قرأ الجمهور (آدم) بالرفع (كلمات) بالنصب.
- وقرأ ابن كثير وابن محيصن (آدم) بالنصب (كلمات)9 بالرفع: (فتلقى آدم من ربه كلمات)، وذلك أن من تلقاك فقد تلقيته، فتصح نسبة الفعل إلى كل واحد.
{آدم من}
- قرأ أبو عمرو والأعمش ويعقوب والحسن واليزيدي وابن محيصن والمطوعي بإدغام الميم في الميم.- وقراءة الباقين بالإظهار).
{إنه}
- قرأ الجمهور (إنه) بكسر الهمزة.
- وقرأ نوفل بن أبي عقرب والعباس بن الفضل (أنه) بفتح الهمزة. ووجهه أنه فتح على التعليل، والتقدير: لأنه، على تقدير لام العلة.
{إنه هو}
- وأدغم الهاء في الهاء أبو عمرو وعيسى وطلحة، وحكى ذلك أبو حاتم عنهم؛ وصورة القراءة
(إنه هو) ). [معجم القراءات: 1/85]

قوله تعالى: {قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({فلا خوف} نصب حيث كان يعقوب] ). [الغاية في القراءات العشر: 176]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({فلا خوف} [37]: نصبٌ بلا تنوين حيث وقع يعقوب).[المنتهى: 2/567]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) بفتح الفاء على التبرئة الحسن، والْجَحْدَرِيّ، وقَتَادَة، وأبو السَّمَّال ويَعْقُوب، والزَّعْفَرَانِيّ، وابْن مِقْسَمٍ، ومجاهد، وقرأ ابن مُحَيْصِن والأعرج بضم الفاء من غير تنوين الباقون برفع الفاء مع التنوين فإن تكررت لا مثل له (لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ)، و(لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ)، و(لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ) فأهل مكة والبصرة غير أيوب، وأبي السَّمَّال بالفتح من غير تنوين إلا قوله: (فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ) فأهل مكة غير شِبْل في اختياره، وأَبُو عَمْرٍو ويَعْقُوب، وسلام، والْجَحْدَرِيّ، والحسن، والمفضل، وأبان، وأبو جعفر، وشيبة بالرفع مع التنوين، زاد سعيد عن المفضل وابْن شَنَبُوذَ عن جبلة، وأبو جعفر، وشيبة، وابْن مِقْسَمٍ، (وَلَا جِدَالَ) بالرفع والتنوين، الباقون (لَا خَوفٌ) مرفوع منون وهكذا (لَا بَيعٌ) وأخواتها (فَلَا رَفَثَ) واختارها مفتوح غير منون، والاختيار أن ما تكررت فيه لا مفتوح غير منون وما لم تكرر فيه لا مرفوع منون كاختيار سهل والزَّعْفَرَانِيّ ليجمع فيه بين اللغتين التبرئة والنفي أبو حيوة كأبي جعفر، وقرأ يونس عن أبي عمرو (فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ) على التبرئة (وَلَا جِدَالَ) بالضم من غير تنوين كمجاهد ابن صبيح كأَبِي عَمْرٍو، وابن عقيل عن أَبِي عَمْرٍو مخير في قوله: (فَلَا رَفَثَ) وأختيها إن شاء بالفتح من غير تنوين وإن شاء بالرفع مع التنوين (لَا ذَلُولٌ) بالفتح من غير تنوين الشافعي
[الكامل في القراءات العشر: 483]
عن ابْن كَثِيرٍ، والشيزري عن أبي جعفر، والأصمعي عن أَبِي عَمْرٍو، ونافع الباقون مرفوع منون، وهو الاختيار لما ذكرت). [الكامل في القراءات العشر: 484]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (65- .... .... .... .... .... = .... .... لاَ خَوْفَ بِالْفَتْحِ حُوِّلَا). [الدرة المضية: 23]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم استأنف فقال: لا خوف بالفتح حولا أي قرأ المشار إليه (بحاء) حولا وهو يعقوب {فلا خوف} بفتح الفاء حيث وقع من غير تنوين كما لفظ به التي لنفي الجنس وقرأ الآخران بالرفع والتنوين على أنه اسم لا بمعنى ليس علم ذلك من الوفاق). [شرح الدرة المضيئة: 90]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: تَنْوِينِ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ، وَلَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ، وَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ، وَلَا بَيْعٌ، وَلَا خُلَّةٌ، وَلَا شَفَاعَةٌ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ (وَلَا بَيْعٌ، وَلَا خِلَالٌ) مِنْ سُورَةِ إِبْرَاهِيمَ (وَلَا لَغْوٌ، وَلَا تَأْثِيمٌ) مِنْ سُورَةِ الطُّورِ فَقَرَأَ يَعْقُوبُ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ حَيْثُ وَقَعَتْ بِفَتْحِ الْفَاءِ وَحَذْفِ التَّنْوِينِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالرَّفْعِ وَالتَّنْوِينِ، وَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ وَابْنُ كَثِيرٍ، وَالْبَصْرِيَّانِ فَلَا رَفَثَ، وَلَا فُسُوقَ بِالرَّفْعِ وَالتَّنْوِينِ كَذَلِكَ قَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ وَلَا جِدَالَ.
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ الثَّلَاثَةُ بِالْفَتْحِ مِنْ غَيْرِ التَّنْوِينِ. وَكَذَا قَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ، وَالْبَصْرِيَّانِ (وَلَا بَيْعٌ، وَلَا خُلَّةٌ، وَلَا شَفَاعَةٌ) فِي هَذِهِ السُّورَةِ (وَلَا بَيْعٌ، وَلَا خِلَالٌ) فِي إِبْرَاهِيمَ (وَلَا لَغْوٌ، وَلَا تَأْثِيمٌ) فِي الطَّوْرِ.
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالرَّفْعِ وَالتَّنْوِينِ فِي الْكَلِمَاتِ السَّبْعِ). [النشر في القراءات العشر: 2/211]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ الدُّورِيِّ عَنِ الْكِسَائِيِّ فِي إِمَالَةِ هُدَايَ وَخِلَافُ الْأَزْرَقِ عَنْ وَرْشٍ فِي إِمَالَةِ بَيْنَ بَيْنَ مِنْ بَابِ الْإِمَالَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/211]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ يعقوب {فلا خوف} حيث وقع بفتح الفاء من غير تنوين، والباقون بالرفع والتنوين، وكذا ابن كثير وأبو جعفر والبصريان {فلا رفث ولا فسوق} [197]، وكذا أبو جعفر {ولا جدال} [197]، والباقون بالفتح من غير تنوين في الثلاثة، وكذا ابن كثير والبصريان {لا بيعٌ فيه ولا خلة ولا شفاعة} [254] في هذه السورة، و{لا بيع فيه ولا خلالا} في إبراهيم [31]، و{لا لغو فيها ولا تأثيم} في الطور [23]، والباقون بالرفع والتنوين). [تقريب النشر في القراءات العشر: 452]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (442- .... .... .... .... = لا خوف نوّن رافعًا لا الحضرمي
443 - رفث لا فسوق ثق حقًّا ولا = جدال ثبتٌ بيع خلّةٌ ولا
444 - شفاعةٌ لا بيع لا خلال لا = تأثيم لا لغو مدًا كنزٌ ....). [طيبة النشر: 62]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (لا خوف) يعني وقرأ «لا خوف عليهم» وما جاء منه نحو «لا خوف عليكم» حيث وقع بالرفع مع التنوين غير الحضرمي وهو يعقوب فإنه يقرأ بالنصب وهو الفتح من غير تنوين، ووجه قراءة الجماعة إعمال لا عمل ليس، ووجه يعقوب التبرئة، وهو أشد نفيا من ليس، لأنك إذا قلت لا رجل في الدار، فالمعنى لا فيها رجل بحال لا واحد ولا أكثر منه أيضا، فقوله «لا صريخ لهم ولا هم ينقذون» لا خلاف في نصبه وإن كان بعده معطوفا عليه موضعه رفع.
رفث لا فسوق (ث) ق (حقّا ولا = جدال (ث) بت بيع خلّة = ولا
أي وقرأ «فلا رفث ولا فسوق» بالرفع والتنوين فيهما أبو جعفر وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب قوله: (ولا جدال) أي كذلك أبو جعفر والباقون بفتح الثلاثة، فلا تبرئة، والمبنى معها في موضع مبتدأ والخبر خبر عنه في موضع رفع، ولا عاملة في المبنى فهو في موضع نصب، ومذهب الأخفش أن لا عاملة عمل إن فالمبنى اسمها والخبر
خبرها في موضع رفع، وقراءة رفع الثالث على الابتداء والخبر في الحج، وأن لا عملت عمل ليس ومن رفع الأولين وفتح الثالث فعلى
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 172]
مذهب سيبويه يكون في الحج خبرا عن الثلاثة عطف مبتدأ على مبتدأ، وعلى مذهب الأخفش في الحج خبر عن الأولين ويكون «ولا جدال» إخبارا محضا: أي قد ارتفع المراء في زمن الحج وفي مواقفه بعد أن كان الخلاف بين العرب ووقوف بعضهم بعرفة وبمزدلفة، وشهد لذلك حديث «من حج فلم يرفث ولم يفسق» وما ذكر الجدال قوله: (ثبت) إشارة إلى قوة قراءته قوله: (بيع) أي وقرأ «لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة» في البقرة «ولا بيع ولا خلال» في إبراهيم و «لا لغو فيها ولا تأثيم» في الطور كما سيأتي في البيت الآتي نافع وأبو جعفر وابن عامر والكوفيون قوله: (في آخر البيت ولا) هو حكاية ما وقع في القرآن). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 173]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل ما وقع فيه الخلاف بين الضم والفتح فقال:
ص:
رفث لا فسوق (ث) ق (حقّا) ولا = جدال (ث) بت بيع خلّة ولا
ش: أي قرأ ذو ثاء (ثق) أبو جعفر ومدلول (حقّا) ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/153]
برفع الثاء والقاف من فلا رفث ولا فسوق [البقرة: 197].
وقرأ ذو ثاء (ثبت) أبو جعفر برفع اللام من ولا جدال في الحج [البقرة: 197].
ثم كمل فقال:
ص:
شفاعة لا بيع لا خلال لا = تأثيم لا لغو (مدا) (كنز) ولا
ش: أي: قرأ مدلول (مدا) المدنيان و(كنز) ابن عامر، والكوفيون لا بيع فيه ولا خلّة ولا شفعة بالبقرة [الآية: 254]، ولا بيع فيه ولا خلل بإبراهيم [الآية: 31] ولا لغو فيها ولا تأثيم بالطور [الآية: 23] بالرفع والتنوين في الكلمات السبع.
والباقون بالفتح من غير تنوين.
وأجاد الناظم- رضي الله عنه- في جمع النظائر.
وضد الرفع في قوله: «رافعا»: الفتح لا النصب، وقد ضادّت هنا حركة البناء حركة الإعراب، ولم ينبه عليه الناظم، ولا إشكال [فيه؛ لأن ضد] الرفع المنون نصب بلا تنوين، وهو لفظ فتحة البناء.
واعلم أن (لا) الداخلة على اسم [تعمل] عمل إنّ بشرط أن يكون الاسم [والخبر نكرتين، وألا يفصل بينها وبين اسمها، وألا يتقدم خبرها عليه.
ثم إن كان الاسم] مفردا بنى [معها] على الفتح، وإن كان مضافا أو شبيها به نصب.
ويجب إعمالها مع الشروط إن لم تكرر، فإن كررت نحو: «لا حول ولا قوة» جاز إعمالها وإهمالها.
ويقع فيها خمس صور وهي: فتح الثاني، ورفعه، ونصبه، هذا إن فتح الأول، وإن
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/154]
رفع إما على الإهمال أو على إعمالها عمل «ليس» جاز في الثاني الرفع بالعطف، والفتح بالأصل، ويمتنع النصب.
فوجه رفع الجميع أنها عاملة عمل «ليس» أو مهملة وما بعدها معطوف.
ووجه فتحهما أنها عاملة عمل «إن».
ووجه رفع الأولين وفتح «جدال» أن الأول اسم «لا» المحمولة على «ليس» تخصيصا للنفي؛ إذ قد يعجز أكثر الناس عن الكف مطلقا.
والثاني معطوف عليه، و(لا) مكررة للتأكيد، ونفي الاجتماع أو رفع بالابتداء على الإلغاء، وإنما نونا؛ لأن كلا منهما متمكن أمكن بلا لام فيستحق التنوين، وبنى الثالث على الفتح بتقدير العموم؛ ليدل تغاير الإعراب على أنه نفي محض، والجدال على رفع الثلاثة مخالطة الخطأ.
وعلى كل تقدير لابد من خبر لـ (لا)، أو للمبتدأ.
وهو رفع على تقديرين، ونصب على تقدير، وعلى فتح الثلاثة أو رفعها ف في الحجّ [البقرة: 197] خبرها، فالجملة واحدة، ويحتمل غير ذلك). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/155]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قلت: يعقوب (فلا خوف عليهم) كيف وقع بفتح الفاء من غير تنوين والباقون بالرّفع والتنوين والله الموفق). [تحبير التيسير: 286]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "هداي" [الآية: 38] الدوري عن الكسائي وبالفتح والتقليل الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/389]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في التنوين "فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِم" [الآية: 38] وكذا "فلا رفث، ولا فسوق، ولا جدال، ولا بيع، ولا خلة، ولا شفاعة" من هذه السورة "ولا بيع فيه ولا خلال" بإبراهيم و"لا لَغْوٌ فِيهَا وَلا تَأْثِيم" بالطور فيعقوب لا خوف حيث وقع بفتح الفاء وحذف التنوين مبنيا على الفتح على جعل لا للتبرئة، وافقه الحسن، وعن ابن محيصن بالرفع بلا تنوين تخفيفا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/389]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون (38)}
{يأتينكم}
- قراءة ورش والسوسي وأبو جعفر بالإبدال في الحالين (يأتينكم).
- وهي قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الباقين بالهمز في الحالين (يأتينكم).
{هدى}
- قراءة الإمالة فيه عن حمزة والكسائي وخلف والأعمش. والفتح والتقليل من الأزرق وورش.
{هداي}
- قرأ الأعرج ونافع وورش(هداي) بسكون الياء، وفيه الجمع بين ساكنين، وذلك من إجراء الوصل مجرى الوقف.
- وقراءة الجماعة «هداي» بفتح ياء النفس.
- وأماله الكسائي والدوري.
- وقراءة الأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- وقراءة الباقين بالفتح من غير إمالة.
[معجم القراءات: 1/86]
- وقرأ عاصم الجحدري وعبد الله بن أبي إسحاق وعيسى بن عمر وأبو الطفيل، وهي قراءة رسول الله (هدي) بقلب الألف ياء وإدغامها في ياء المتكلم؛ إذ لم يمكن كستر ما قبل الياء لأنه حرف لا يقبل الحركة، وهي لغة هذيل، فهم يقلبون ألف المقصور، ويدغمونها فين ياء المتكلم، يقولون في ((عصاي): عصي.
{فلا خوف}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب وابن محيصن واليزيدي والحسن (فلا خوف) بالرفع والتنوين.
- وقرأ الزهري وعيسى الثقفي ويعقوب والحسن وابن أبي إسحاق وابن محيصن (فلا خوف) بالفتح من غير تنوين على النصب بــ (لا) التي للتبرئة.
- وقرأ ابن محيصن باختلاف عنه بالرفع من غير تنوين (فلا خوف).
وذهب ابن عطية إلى أن (لا) هنا تعمل عمل (ليس)، لكنه حذف التنوين لكثرة الاستعمال.
وهذا التخريج أبو حيان، وذهب إلى أن الأولى أن يكون مبتدأ.
[معجم القراءات: 1/87]
{عليهم}
- وقرأ يعقوب عليهم بضم الهاء، وبذلك تصبح صورة القراءة عنده (فلا خوف عليهم)). [معجم القراءات: 1/88]

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ويوقف لحمزة على "بآياتنا" [الآية: 39] بوجهين التحقيق والتسهيل بإبدال الهمزة ياء؛ لأنه متوسط بغيره وقس عليه نظائره). [إتحاف فضلاء البشر: 1/389]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "النار" [الآية: 39] أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن
[إتحاف فضلاء البشر: 1/389]
الكسائي وافقهم اليزيدي وبالتقليل الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/390]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {والذين كفروا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خلدون (39)}
{بآياتنا}
- وقف عليه حمزة بوجهين.
أ. بالتحقيق.
ب. بالتسهيل بإبدال الهمزة ياء، ومثله نظائره، ووافقه الأعمش.
- وفيه لورش البدل أيضا بأوجهه الثلاثة.
{أصحاب النار}
- أمال (النار) أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري، والداجوني والدوري عن الكسائي، ووافقهم اليزيدي.
- وقراءة التقليل عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 1/88]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 11:33 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (40) إلى الآية (43) ]
{يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41) وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43)}

قوله تعالى: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({إسرائيل} [40]: مقصورة الهمزة حيث وقعت ورش طريق ابن الصلت، بتليينها يزيد).[المنتهى: 2/567]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (اذْكُرُوا) مشدد يقتدي بكسر الهمزة إذا كان من الحفظ عن النسيان في جميع القرآن إلا في سورة المائدة (اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ)، وفي الأحزاب (اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا) فإنهما مخففان ابْن مِقْسَمٍ بتشديد ذلك إلا هذين، وأما (اذْكُرُوا) في الأعراف، وفي القصص؛ لأنه ليس من الحفظ عن النسيان،
[الكامل في القراءات العشر: 484]
الباقون بتخفيف ذلك كله، وهو الاختيار لموافقة الجماعة). [الكامل في القراءات العشر: 485]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ يَعْقُوبَ فِي إِثْبَاتِ يَاءِ فَارْهَبُونِ وَفَاتَّقُونِ فِي الْحَالَيْنِ مُجْمَلًا، وَسَيَأْتِي الْكَلَامُ عَلَيْهِمَا آخِرَ السُّورَةِ
[النشر في القراءات العشر: 2/211]
مُفَصَّلًا). [النشر في القراءات العشر: 2/212] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم مذهب أبي جعفر في تسهيل إسرائيل [البقرة: 47] ومده [الياء] للأزرق، ومذهب يعقوب في إثبات ياء فارهبوني [البقرة: 40]، وفاتقوني [البقرة: 41] في الحالين). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/155] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ أبو جعفر بتسهيل همزة "إسرائيل" [الآية: 40] مع المد والقصر لتغير السبب وإذا قرئ له بالإشباع على طريق العراقيين كما تقدم كمل له ثلاثة أوجه "و" اختلف في مد الياء فيها كنظائره للأزرق، فنص بعضهم على مدها واستثناها الشاطبي، والوجهان في الطيبة، وعن الحسن حذف الألف والياء وهي إحدى اللغات فيها ويوقف لحمزة عليه بتحقيق الأولى من غير سكت على "بني" وبالسكت وبالنقل وبالإدغام، وأما التسهيل بين بين فضعيف وفي الثانية والتسهيل مع المد والقصر فهي ثمانية أوجه، وروى المطوعي إسرائيل بتسهيل الهمزة التي بعد الألف، وأسكن ياء نعمتي التي في الموضعين هنا، والثالث قبيل "وإذ ابتلى" ابن محيصن والحسن). [إتحاف فضلاء البشر: 1/390]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأثبت" ياء "فارهبون" [الآية: 40] و"فاتقون" [الآية: 41] يعقوب في الحالين وافقه الحسن وصلا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/390] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إسراءيل} [40] لا تمد في الياء لورش كـ (إيمان) لطول الكلمة، وكثرة دورها، وثقلها بالعجمة، ولم يختلف في تفخيم رائه، وكذا كل كلمة أعجمية، والذي في القرآن من ذلك هذا و{إبراهم} [124] و{عمران} [آل عمران: 33] ). [غيث النفع: 372]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {نعمتي التي} مما اتفق السبعة على فتحه، لسكون لام التعريف بعده، كـــ {حسبي الله} [التوبة: 129] وهو إحدى عشرة كلمة في ثمانية عشر موضعًا). [غيث النفع: 372]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بعهدي أوف} اتفقوا على إسكان الياء فيه، وثلاثة {أوف} لورش لا تخفى). [غيث النفع: 373]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فارهبون} و{فاتقون} مما اتفق السبعة على حذف الياء منه اجتزاءًا بكسر ما قبلها). [غيث النفع: 373]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوفي بعهدكم وإياي فارهبون (40)}
{إسرائيل}
- قراءة الجمهور بهمزة بعد الألف، وياء بعدها «إسرائيل»، وهي أفصح اللغات.
- وقرأ أبو جعفر والأعمش وعيسى بن عمر والحسن والزهري وابن أبي إسحاق وعيسى ونافع والأزرق والمطوعي «إسرائيل»، بياءين بعد الألف.
[معجم القراءات: 1/88]
- وقرأ ورش عن نافع «إسرائل» بهمزة بعد الألف ثم لام.
- وعن الحسن حذف الألف والياء (إسرئل)، وبهمزة مكسورة.
- وحكى شنبوذ عن ورش «إسرائيل»" بمدة مهموزة مختلسة.
- وقرئ (إسرائل) بهمزة مفتوحة.
- وقرئ (إسرائل).
- وعن الحسن (إسرأل).
- وقرئ (إسرال) بألف ممالة بعدها لام خفيفة.
- وقرأ (إسرال) بألف غیر ممالة خارجة عن نافع، وهي قراءة الحسن.
- وقرأ الحسن والزهري وابن أبي إسحاق وغيرهم (إسرائين) بنون بدل اللام.
- وقرأ سقلاب عن نافع «إسرايل» بياء واحدة، وذكر الطوسي أنها قراءة إلياس.
[معجم القراءات: 1/89]
- وقرأ قطرب (سرال).
- وقرئ (إسرايين)، و(إسرال)، و(إسرئين).
ووقف حمزة على (إسرائيل) بتحقيق الهمزة من غير سكت على (بني)، وبالسكت أيضا، وبالنقل وبالإدغام.
{اذكروا}
قرأ ابن مسعود ويحيى بن وثاب (اذكروا)، بالدال المهملة المشددة.
وقراءة الجماعة (اذكروا) أمر من الذكر.
{نعمتي}
- يجوز في الياء الإسكان، والفتح، والقراء السبعة متفقون على الفتح، وهو الأجود عند الزجاج.
- وأسكن الياء ابن محيصن والحسن، وذكر ابن خالويه ذلك للمفضل عن عاصم.
{بعهدي}
- قرأ عيسى الهمداني (بعهدي) بفتح الياء.
- وقراءة الباقين بإسكانها.
{أوف}
- قرأ الزهري (أوف) مشددة من (وفى).
- وقراءة الجماعة على التخفيف (أوف)، من (أوفى)
[معجم القراءات: 1/90]
{فارهبون}
- قراءة الجمهور بحذف الياء في الوقف والوصل «فارهبون»، وحذفت الياء هنا لأنها فاصلة.
- وقرأ بإثبات الياء في الوقف والوصل يعقوب (فأرهبوني)، وهي قراءة عن ابن أبي إسحاق، وهي لغة الحجازيين.
- وذكر الأنباري أن عيسى بن عمر يحذفها في الوقف ويثبتها في الوصل.
- وأثبتها في الوصل الحسن وابن كثير). [معجم القراءات: 1/91]

قوله تعالى: {وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ يَعْقُوبَ فِي إِثْبَاتِ يَاءِ فَارْهَبُونِ وَفَاتَّقُونِ فِي الْحَالَيْنِ مُجْمَلًا، وَسَيَأْتِي الْكَلَامُ عَلَيْهِمَا آخِرَ السُّورَةِ
[النشر في القراءات العشر: 2/211]
مُفَصَّلًا). [النشر في القراءات العشر: 2/212] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم مذهب أبي جعفر في تسهيل إسرائيل [البقرة: 47] ومده [الياء] للأزرق، ومذهب يعقوب في إثبات ياء فارهبوني [البقرة: 40]، وفاتقوني [البقرة: 41] في الحالين). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/155] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأثبت" ياء "فارهبون" [الآية: 40] و"فاتقون" [الآية: 41] يعقوب في الحالين وافقه الحسن وصلا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/390] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {كافر} لم يمله أحد، ولا عبرة بمن انفرد بإمالته لدوري علي، ويكفي عدم عدنا له في الممال، إلا أن غرضنا زيادة الإيضاح). [غيث النفع: 373]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وامنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا أول كافرا به ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا (41)}
{كافر}
- قرأه بالإمالة عبيد عن أبي عمرو، وكذلك الوراق عن الكسائي في هذا الموضع فقط.
{ولا تشتروا}
- قرأ أبي (وتشتروا) بحذف (لا)، والفعل عند الفراء منصوب على الصرف، أو هو لازم على العطف.
وقراءة الباقين بإثباتها (ولا تشتروا).
[معجم القراءات: 1/91]
{فاتقون}
- فيها ما في (فارهبون) في الآية السابقة من حيث حذف الياء وإثباتها). [معجم القراءات: 1/92]

قوله تعالى: {وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ولا تلبسوا الحق بالبطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون (42)}
{ولا تلبسوا}
- قراءة الجماعة بفتح التاء وسكون اللام وكسر الباء (ولا تلبسوا) من الإلباس.
- وقرئ (ولا تلبسوا) بصم التاء وكسر الباء، وماضيه ألبس وهي لغة.
{وتكتموا}
- قرأ عبد الله بن مسعود (وتكتمون) بإثبات النون، وخرج على أنها جملة في موضع الحال، وقدره الزمخشري (كاتمين).
- وقراءة الجماعة (وتكتموا) بحذف النون، وتخريجها ظاهر). [معجم القراءات: 1/92]

قوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وغلظ الأزرق لام الصلاة [الآية: 43].
ورقق راء "لكبيرة" [الآية: 45] بلا خلف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/390] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الراكعين} تام، وقيل كاف، فاصلة إجماعًا، ومنتهى النصف على المشهور). [غيث النفع: 373]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وأقيموا الصلاة وأتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين (43)}
{الصلاة}
- قرأ الأزرق وورش بتغليظ اللام). [معجم القراءات: 1/92]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 11:34 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (44) إلى الآية (48) ]
{أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44) وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (46) يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (47) وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (48) }

قوله تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون (44)}
{أتأمرون}
- قرأ ورش وأبو جعفر وأبو عمرو بخلاف عنه بإبدال الهمزة وصلا ووقفا (أتأمرون).
- وكذا قرأ حمزة في الوقف بالإبدال.
- وقراءة الجماعة بتحقيق الهمز (أتأمرون) ). [معجم القراءات: 1/93]

قوله تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وغلظ الأزرق لام الصلاة [الآية: 43].
ورقق راء "لكبيرة" [الآية: 45] بلا خلف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/390] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({أتأمرون الناس بالبر}
{لكبيرة إلا} [45] لا يخفى ما فيه من ترقيق ونقل وسكت). [غيث النفع: 379]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين (45)}
{الصلاة}
تغليظ اللام عن الأزرق وورش، وتقدم قبل قليل.
{لكبيرة}
- قراءة الأزرق وورش" بترقيق الراء.
{لكبيره إلا}
- النقل عن ورش (لكبيرتين لا)، وهو مع حذف الهمزة.
- وفيه السكت، وتركه لخلف عن حمزة). [معجم القراءات: 1/93]

قوله تعالى: {الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (46)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون (46)}
{يظنون}
- هذه قراءة الجماعة (يظنون).
- وقرأ عبد الله بن مسعود (... يعلمون)، وهي تقوي مجيء الظن بمعنى اليقين). [معجم القراءات: 1/93]

قوله تعالى: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (47)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ أَبِي جَعْفَرٍ فِي تَسْهِيلِ هَمْزَةِ إِسْرَائِيلَ حَيْثُ أَتَى مِنْ بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ، وَكَذَلِكَ خِلَافُ الْأَزْرَقِ مَدُّ الْيَاءِ بَعْدَ الْهَمْزَةِ مِنْ بَابِ الْمَدِّ وَالْقَصْرِ). [النشر في القراءات العشر: 2/211]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم مذهب أبي جعفر في تسهيل إسرائيل [البقرة: 47] ومده [الياء] للأزرق، ومذهب يعقوب في إثبات ياء فارهبوني [البقرة: 40]، وفاتقوني [البقرة: 41] في الحالين). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/155] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يبني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأنى فضلتكم على العالمين (47)}
{يا بني إسرائيل}
- تقدم الحديث في قراءات «إسرائيل» مفصلا في الآية 40 من هذه السورة.
[معجم القراءات: 1/93]
وفي الحجة لابن خالويه: (كان ابن كثير يتم إسرائيل) لأجل استقبال الهمزة، فهي مد حرف لحرفي، والمد في (إسرائيل) من أصل بنية الكلمة، وسوى الباقون بين مدتيهما.
{نعمتي التي}
- فتح الياء وإسكانها تقدم مع الآية 40 من هذه السورة). [معجم القراءات: 1/94]

قوله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (48)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (19 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله {وَلَا يقبل مِنْهَا شَفَاعَة} 48
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو (وَلَا تقبل) بِالتَّاءِ
وَقَرَأَ ابْن عَامر وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ وَنَافِع {وَلَا يقبل} بِالْيَاءِ
وروى يحيى بن آدم وَالْكسَائِيّ وَابْن أبي أُميَّة وَغَيرهم عَن أبي بكر عَن عَاصِم وَعَن حَفْص عَن عَاصِم بِالْيَاءِ
وروى حُسَيْن الْجعْفِيّ عَن أبي بكر عَن عَاصِم بِالتَّاءِ). [السبعة في القراءات: 154]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({تقبل} بالتاء هنا مكي وبصري). [الغاية في القراءات العشر: 176]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ولا تقبل} [48]: بالتاء مكي، بصري غير أيوب). [المنتهى: 2/567]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو (ولا تقبل) بالتاء، وقرأ الباقون بالياء، ولم يختلف في الثاني أنه بالياء). [التبصرة: 155]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وأبو عمر: {ولا تقبل منها} (48): بالتاء.
والباقون: بالياء). [التيسير في القراءات السبع: 226]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب: (ولا تقبل منها) بالتّاء والباقون بالياء). [تحبير التيسير: 286]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ورش يمكن الياء من (شيء وشيئا وكهيئة) وشبهه وكذلك الواو من (السوء وسوءة) وشبهه إذا انفتح ما قبلهما وكانا مع الهمزة في كلمة واحدة حاشا (موئلا والموءودة).
وحمزة يقف على الياء من (شيء وشيئا) في الوصل خاصّة والباقون لا يمكنون ولا يقفون). [تحبير التيسير: 284] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَلَا يُقبَلُ) بالتاء مكي غير ابن مقسم، وأبو حيوة وبصري غير أيوب وأبي السَّمَّال والزَّعْفَرَانِيّ، الباقون بالياء غير أن قَتَادَة فتح الياء والباء ونصب (شَفَاعَةً)، وهو الاختيار ليكون الفعل للَّه تعالى). [الكامل في القراءات العشر: 485]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([48]- {وَلا يُقْبَلُ} بالتاء: ابن كثير وأبو عمرو). [الإقناع: 2/597]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (453 - وَيُقْبَلُ الأُولى أَنَّثُوا دُونَ حَاجِزٍ = وَعُدْنَا جَمِيعاً دُونَ مَا أَلِفَ حَلاَ). [الشاطبية: 37] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([453] ويقبل الأولى أنثوا (دُ)ونَ (حـ)اجز = وعدنا جميعًا دون ما ألفٍ (حـ)لا
(دون حاجز)، أي دون مانع من التأنيث، لأن الشفاعة مؤنثة.
ومن قرأ بالياء، فلأن تأنيث الشفاعة غير حقيقي.(وكل ما تأنيثه غير حقيقي)، فإلى التذكير مآله، لأن التذكير هو الأصل، والتأنيث داخل عليه.
وهاهنا لم يدخل التأنيث على تذكير. فهي إذًا بمعنى التشفع، لا سيما وقد وقع الفصل بين الفعل والفاعل، وذلك مما يجوز معه تذكير المؤنث الحقيقي، فغير الحقيقي أولى.
وعلى الجملة، فمثل هذا يجوز فيه التذكير والتأنيث كما قال تعالى: {فقد جاءكم بينة من ربكم}، و{جاءتهم البينة}، ومثله في القرآن كثير.
وقوله: (وعدنا جميعًا)، يعني هنا وفي الأعراف وطه.
[فتح الوصيد: 2/630]
وإنما قال (حلا)، لأن جماعةً من الحذاق، اختاروا هذه القراءة الموافقة اللفظ المعين، لأن المعين أن الله تعالى وعد موسى، فهو منفرد بالوعد. والمفاعلة إنما تكون بين الآدميين إذا كانت من اثنين.
ومن قرأ {وعدنا} بألف، جعله بمعني وعدنا، لأن المفاعلة قد تكون من واحد حيث يمكن أن تقع من اثنين، كقولهم: عاقبت وجازيته؛ فحيث لا يقع من اثنين أولى، وهو مثل قوله: (فحاسبنها).وقد قيل: إن ترقب موسى للميقات ومراعاته المصير إليه، قام مقام المواعدة، فيكون من اثنين.
واختار هذه القراءة الطبري وأبو طاهر ومكي .
وأشار شيخنا إلى الأولى، واختارها أبو عبيد). [فتح الوصيد: 2/631] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ):( [453] ويقبل الأولى أنثوا دون حاجزٍ = وعدنا جميعًا دون ما ألفٍ حلا
ح: (الأولى): صفة (يقبل)، و (يقبل): مفعول (أنثوا)، (وعدنا): مبتدأ، (جميعًا): حال، (حلا): خبر المبتدأ، (دون): ظرفه، و (ما): زائدة.
ص: أي: قرأ ابن كثير وأبو عمرو: {ولا تقبل منهم شفاعةٌ} [48] بالتاء، دون: {ولا يقبل منها عدلٌ} [123]؛ إذ لا خلاف في تذكيره. والتأنيث ظاهر لأن الشفاعة مؤنثة.
وقرأ الباقون بالتذكير، أي: بالياء؛ لأن تأنيث الشفاعة غير
[كنز المعاني: 2/12]
حقيقي، وتذكير فعله جائز لا سيما مع الفصل.
ثم قال: {وعدنا} في جميع القرآن، أي: هنا [البقرة: 51]، وفي الأعراف [142]، وطه [80] قراءة أبي عمرو بغير ألف بعد الواو؛ لأن الله وعده، وقرأ الباقون بألف من المواعدة، بمعنى الوعد، نحو: (طارقت النعل)، أو على الحقيقة لأن اله وعد التكليم لموسى، ووعد موسى المسير إليه). [كنز المعاني: 2/13] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (452- وَيُقْبَلُ الُاولى أَنَّثُوا "دُ"ونَ "حَا"جِزٍ،.. وَعُدْنَا جَمِيعًا دُونَ مَا أَلِفَ "حَـ"ـلا
يريد قوله تعالى: {وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ} يقرأ بالتأنيث والتذكير أي بالتاء والياء، فوجه التأنيث ظاهر؛ لأن الشفاعة مؤنثة، ولهذا قال: دون حاجز أي مانع، ووجه التذكير أن تأنيث الشفاعة غير
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/286]
حقيقي، وكل ما كان كذلك جاز تذكيره لا سيما وقد وقع بينه وبين فعله فاصل وسيأتي له نظائر كثيرة، واحترز بقوله الأولى أي الكلمة الأولى عن الأخيرة وهي: {وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ}، فإن الفعل مذكر بلا خلاف؛ لنه مسند إلى مذكر وهو عدل وبعده: {وَلا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ}، لم يختلف في تأنيثها؛ لأنه لم يفصل بينهما كلمة مستقلة بخلاف الأولى وقرأ أبو عمرو: {وَعَدَنَا} في البقرة والأعراف وطه بغير ألف بعد الواو؛ لأن الله تعالى وعده وقرأ غيره "واعدنا" بألف بعد الواو على معنى وعدنا كقوله: "فحاسبناها" وقيل يصح فيه معنى المفاعلة فإن قلت: من أين يعلم من النظم أن قراءة الباقين بألف بعد الواو دون أن يكون بألف قبلها فيكون أوعدنا؛ لأنه قال دون ما ألف ولم ينطق بقراءة الجماعة ولو كان لفظ بها لسهل الأمر قلت: يعلم ذلك من حيث إنه أراد أوعدنا للزمه أن يبين إسكان الواو وتحريكها، فلما لم يتعرض لذلك علم أنه غير مراد وأيضا فإن حقيقة الألف ثابتة في لفظ: {وَاعَدْنَا}، وأما أوعدنا فهي حمزة قبل الواو فإطلاق الألف عليها مجاز، والأصل الحمل على الحقيقة فيزول الإشكال على هذا مع ظهور القراءتين واشتهارهما وعدم صحة معنى الوعيد في هذه المواضع ولو قال: وفي الكل واعدنا أو وجملة واعدنا بلا ألف حلا بطل هذا الإشكال لكن في
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/287]
"وعدنا" و"واعدنا" ألف بعد النون كان ينبغي الاحتراز عنها أيضا، فإن قلتَ: تلك لا يمكن حذفها، فإن قلت: وليس كل ما لا يمكن حذفه لا يحترز منه فإنه سيأتي في قوله: وقالوا: الواو الأولى سقوطها ولا يمكن إسقاط الثانية مع بقاء ضمة اللام ثم إنه أيضا يرد عليه ما في سورة القصص: {أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا}.
فهو بغير ألف بلا خلاف، وكذا الذي في الزخرف: {أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ}.
فإن اعتذر له بأنه قال: "وعدنا" بغير هاء والذي في القصص بزيادة هاء، والذي في الزخرف بزيادة هاء وميم فلا ينفع هذا الاعتذار فإن الذي في طه بزيادة كاف وميم وهو قوله تعالى: {وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ}.
وصاحب التيسير نص على أن الخلاف في "وعدنا"، و"وعدناكم"، فخرج الذي في القصص فإنه لفظ ثالث والذي في الزخرف فإنه لفظ رابع فلو قال: الناظم وعدنا وعدناكم بلا ألف حلا لخلص من هذا الإشكال ولكن خلفه إشكال آخر، وهو أنه لم يقل جميعا ولكن يكون له أسوة بما ذكر في بيتي الإشمام ويبقى عليه الإشكالان المتقدمان في موضع الألف وما في قوله دون ما ألف زائدة والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/288] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (453 - ويقبل الاولى أنّثوا دون حاجز ... وعدنا جميعا دون ما ألف حلا
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وَلا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ بتاء التأنيث فتكون قراءة الباقين بياء التذكير والتقييد بالأولى للاحتراز عن الثانية وهي وَلا يُقْبَلُ مِنْها عَدْلٌ فلا خلاف بين القراء في قراءتها بالتذكير. وقرأ أبو عمرو واعَدْنا في جميع مواضعه بحذف
الألف بعد الواو، وهو في ثلاثة مواضع هنا: وَإِذْ واعَدْنا مُوسى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، وفي الأعراف وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً، وفي طه وَواعَدْناكُمْ جانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ. وقرأ غيره بإثبات الألف بعد الواو). [الوافي في شرح الشاطبية: 202] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ، وَالْبَصْرِيَّانِ تَقَبَّلْ بِالتَّأْنِيثِ. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّذْكِيرِ). [النشر في القراءات العشر: 2/212]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير والبصريان {ولا تقبل} [48] هنا بالتأنيث، والباقون بالتذكير). [تقريب النشر في القراءات العشر: 452]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (444- .... .... .... .... .... = .... .... .... .... ولا
445 - يقبل أنّث حقّ .... .... = .... .... .... .... ....). [طيبة النشر: 62]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (شفاعة لا بيع لا خلال لا = تأثيم لا لغو (مدا كنز) ولا
قوله: (ولا) يعني قوله تعالى «ولا تقبل» الآية في البيت الآتي، وأتى به لفصل الواو وللربط زيادة في البيان.
يقبل أنث (حقّ) واعدنا اقصرا = مع طه الاعراف (ح) لا (ظ) لم (ث) را
يعني «ولا تقبل منها شفاعة» وهو هذا الموضع دون الذي أثناء السورة فإنه لا خلاف فيه، ولم يحتج إلى تقييده بالأولى؛ لأن قاعدة الفرش إذا أطلق ذكر حرف وفي السورة مثله فالمراد الأول ولا يدخل الثاني إلا بدليل، فقرأ أبو عمرو وابن كثير ويعقوب «تقبل منها شفاعة» بالتأنيث، والباقون بالتذكير على التأنيث غير حقيقي ولأن وقع بينهما فاصل؛ ووجه التأنيث ظاهر، لأن الشفاعة مؤنثة، وسيأتي كثير من ذلك اختلف فيه). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 173]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل يقبل [البقرة: 48] فقال:
ص:
يقبل أنّث (حقّ) واعدنا اقصرا = مع طه الأعراف (ح) لا (ظ) لم (ث) را
ش: أي: قرأ مدلول (حق) ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب ولا تقبل منها شفاعة هنا [البقرة: 48] بالتاء المثناة فوق للتأنيث.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/155]
والباقون بالمثناة تحت للتذكير.
وقرأ ذو حاء (حلا) أبو عمرو وظاء (ظلم) يعقوب وثاء (ثرا) أبو جعفر وإذ وعدنا موسى [البقرة: 51] هنا وو وعدنا موسى ثلاثين ليلة بالأعراف [الآية: 143]، ووعدناكم جانب الطور بطه [الآية: 80].
والباقون بألف بين الواو والعين.
تنبيه:
لم يحتج إلى تقييد تقبل بـ «الأولى»؛ لأن اصطلاحه: إذا كانت الكلمة المختلف فيها ذات نظير مجمع عليه التزم الترتيب؛ فيعلم من ذكرها موضعها، وإنما صرح بمحل الخلاف في وعدنا ليخرج أفمن وعدنه [القصص: 61]، وكذا أو نرينّك الذي وعدنهم [الزخرف: 42].
وجه التأنيث: إسناد الفعل إلى شفعة [البقرة: 48] وهي مؤنثة لفظا.
ووجه التذكير: أن تأنيثها غير حقيقي، وقد فصل بينهما.
وأيضا فهي بمعنى «شفيع»، واستصحابا للأصل، ورسمهما متحد، وعليه قوله تعالى: فقد جآءكم بيّنة [الأنعام: 157]، وو إن كان طآئفة بالأعراف [الآية: 87]، [و] لولا أن تدركه نعمة [القلم: 49].
ووجه قصر وعدنا: أن الله تعالى وحده، [و] عليها الرسم على حد ألم يعدكم ربّكم [طه: 86].
ووجه المد: أنه على حد قوله تعالى: فحاسبنها [الطلاق: 8] فيتحدان، أو أنه على جهة المفاعلة، ووعد موسى وقومه المجيء أو القبول، ويوافق الرسم تقديرا). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/156]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَة" [الآية: 48] فقرأ ابن كثير وأبو عمرو وكذا يعقوب بالتأنيث لإسناده إلى شفاعة وهي مؤنثة لفظا، وافقهم ابن محيصن واليزيدي، والباقون بالتذكير؛ لأن التأنيث غير حقيقي، وحسنه الفصل بالظرف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/390]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {شيئا} [48] إذا وقفت عليه لحمزة فيه وجهان، نقل حركة الهمزة إلى الياء، فتصير ياءً مفتوحة، بعدها ألف، والثاني تشديد الياء، وسكت حمزة إن وصل، ومد ورش وتوسطه مطلقًا مما لا يخفى). [غيث النفع: 379]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يقبل} قرأ المكي والبصري هنا بالتأنيث، لتأنيث {شفاعة} والباقون بالتذكير، لأنه غير حقيقي التأنيث، وخرج بقيد (هنا) الثانية وهي {ولا يقبل منها عدل} [123] فإنه متفق على قراءته بالتذكير، لإسناده إلى {عدل} ). [غيث النفع: 379]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون (48)}
{لا تجزي}
- قرأ أبو السمال العدوي (لا تجزي) بالهمز من (أجزأ) أي أغني.
- وقرئ (لا تجزئ) بالتاء المفتوحة وهمزة مضمومة، من أجزأ.
{لا تجزي نفس عن نفس}
- وقرأ أبو السمال العدوي (لا تجزئ نسمة عن نسمة).
- وقراءة الجماعة (لا تجزي) بالياء من (جري).
{ولا يقبل منها شفاعة}
- قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي ونافع بالياء «ولا يقبل».
وروي هذا عن أبي بكر وحفص وعاصم.
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وابن محيصن واليزيدي
[معجم القراءات: 1/94]
(ولا تقبل) بالتاء، وهو القياس والأكثر، وهي قراءة أهل مكة وأهل البصرة، ورويت عن أبي بكر عن عاصم.
ومن قرأ بالياء فهو أيضا جائز فصيح لمجاز التأنيث، وحسنه الفصل بين الفعل ومرفوعة.
وقرأ سفيان وقتادة «ولا يقبل" بفتح الياء، ونصب «شفاعة»، وذلك على البناء للفاعل.
وفي هذا التفات، وخروج من ضمير المتكلم إلى ضمير الغائب، وبناؤه للمفعول أبلغ لأنه في اللفظ أعم). [معجم القراءات: 1/95]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 11:42 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (49) إلى الآية (53) ]
{وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (49) وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (50) وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (51) ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52) وَإِذْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53)}

قوله تعالى: {وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (49)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (أَنْجَيْنَاكُمْ) بألف ابن أبي عبلة، الباقون (نَجَّيْنَاكُمْ)، وهو الاختيار لموافقة المصحف، ولأنه أبلغ (يُذَبِّحُونَ) خفيف بإسكان الذال وفتح الياء حيث وقع ابن مُحَيْصِن، وَحُمَيْد، وابن عيينة عن ابْن كَثِيرٍ، وإسماعيل عن ابْن كَثِيرٍ، وأبو حيوة، والزَّعْفَرَانِيّ، الباقون بالتشديد، وهو الاختيار لتكرر ذلك منه). [الكامل في القراءات العشر: 485]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن "يذبحون" [الآية: 49] هنا وإبراهيم "ويذبح" بالقصص بفتح ضم الياء وسكون فتحة الذال وفتح كسرة الموحدة وتخفيفها). [إتحاف فضلاء البشر: 1/390]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {نساءكم} [49] إذا وقفت عليه فيه لحمزة وجهان، تسهيل همزه مع المد والقصر، وما ذكر فيه غير هذا ضعيف لا يقرأ به). [غيث النفع: 379]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبناء كم ويستحيون نساء كم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم (49)}
{نجيناكم}
- قرأ ابن أبي عبلة (نجيناكم) بألف، وهي قراءة الجمهور من القراء كذا عند ابن خالويه !! فلعل تحريفا وقع في القراءة.
- وقرأ النخعي (أنجيناكم)، والهمزة للتعدية إلى المفعول كالتضعيف في القراءة السابقة.
[معجم القراءات: 1/95]
- وقرأ بعضهم أنجيتكم.
- وقرأ إبراهيم النخعي أيضا نجيتكم.
{يسومونكم}
- قرأ زيد بن علي (يسومونكم) بتشديد الواو، وهو في معنى قراءة الجماعة «يسومونكم».
{سوء العذاب}
- في «سوء» لحمزة وهشام في الوقف وجهان:
1- نقل فتحة الهمزة إلى الواو ثم تسكن للوقف.
۲- إبدال الهمزة واوا مع إدغام الواو التي قبلها فيها «سو...».
{يذبحون}
- قراءة الجمهور «يذبحون» بالتشديد، وهي القراءة المجمع عليها عند الزجاج، وهي عنده أبلغ من التخفيف، وهي الأرجح عند ابن عطية، والتشديد للتكثير، والذبح متكرر.
- وقرأ الزهري وابن محيصن «يذبحون» خفيفة من «ذبح» المجرد، والتخفيف عند الزجاج شاذ.
- وقرئ يذبحون، بضم الياء وكسر الباء مخففة، وماضيه أذبحت.
[معجم القراءات: 1/96]
- وقرأ عبد الله بن مسعود (يقتلون مكان يذبحون)، والذبح قتل.
{أبناءكم}
لحمزة في الوقف تسهيل الهمز مع المد والقصر.
{ويستحيون نساءكم}
- قراءة الإظهار والإدغام عن أبي عمرو ويعقوب.
{نساءكم}
- وقف حمزة على نساءكم مع تسهيل الهمزة، ووافقه على ذلك حمدان بن أعين وطلحة بن مصرف وجعفر بن محمد الصادق وسليمان بن مهران الأعمش في أحد وجهيه وسلام بن سليمان.
{بلاء}
لحمزة وهشام بخلاف عنه، في حالة الوقف خمسة أوجه:
1- 3- ثلاثة الإبدال.
4- 5- التسهيل بالروم مع المد والقصر.
- ويزاد لهشام التسهيل بالروم مع التوسط). [معجم القراءات: 1/97]

قوله تعالى: {وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (50)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون ونتم تنظرون (50)}
{فرقنا}
- قرأ الزهري والأخفش (قنا) بالتشديد، ويفيد التكثير.
- وقراءة الجماعة بالتخفيف (فرقنا) ). [معجم القراءات: 1/97]

قوله تعالى: {وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (51)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (20 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله {وَإِذ واعدنا مُوسَى} 51 {وواعدنا مُوسَى} الْأَعْرَاف 142 {وواعدناكم} طه 80
فَقَرَأَ أَبُو عَمْرو ذَلِك كُله بِغَيْر ألف
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ ذَلِك كُله بِالْألف). [السبعة في القراءات: 154]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (21 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله {ثمَّ اتخذتم} 51 {وأخذتم} آل عمرَان 81 و{لاتخذت} الْكَهْف 77
فأظهر الذَّال فِي ذَلِك كُله ابْن كثير وَعَاصِم فِي رِوَايَة حَفْص
وأدغمها الْبَاقُونَ وَأَبُو بكر عَن عَاصِم أَيْضا مَعَهم). [السبعة في القراءات: 154]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({وعدنا} حيث كان بصري
[الغاية في القراءات العشر: 176]
ويزيد). [الغاية في القراءات العشر: 177]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({وعدنا} [51]، حيث وقع: بغير ألف بصري إلا أيوب، ويزيد، وأبو عبيد. وافق المفضل في طه، والمنهال إلا فيها).[المنتهى: 2/568]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو وعمرو (وإذ وعدنا) بغير ألف هنا وفي الأعراف وطه، وقرأهن الباقون بالألف بعد الواو). [التبصرة: 155]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو عمرو: {وإذ وعدنا} (51)، {ووعدناكم} (طه: 80): بغير ألف، حيث وقع.
والباقون: بالألف). [التيسير في القراءات السبع: 226]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (أبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب (وإذ وعدنا ووعدناكم) بغير ألف حيث وقع، والباقون بالألف). [تحبير التيسير: 286]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (اتخذتم) ذكر في الإدغام] ). [تحبير التيسير: 286]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (ووَعَدْنَا) بغير ألف، وفي الأعراف، وطه بصري غير أيوب، والْمُعَلَّى، وأبو جعفر وشيبة، وقاسم، وافق المفضل، وأبان، والمنهال، والهمداني في البقرة والأعراف، وهو الاختيار بغير ألف؛ لأن المواعدة تجري بين اثنين، والوعد كان من اللَّه تعالى، ولم يك من موسى وعد بل كان منه القبول، الباقون (وَاعَدْنَا) بألف). [الكامل في القراءات العشر: 485]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([51]- {وَاعَدْنَا}، {وَوَاعَدْنَاكُمْ} [طه: 80] بغير ألف حيث وقع: أبو عمرو). [الإقناع: 2/597]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (66 - وَعَدْنَا اتْلُ .... .... .... = .... .... .... .... ....). [الدرة المضية: 23]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال:
ص - وعدنا (ا)تل بارئ باب يأمر أتم (حـ)ـم = أسارى (فـ)ـدًا خف الأماني أسجلا
ش - يعني قرأ المشار إليه (بالألف) من اتل وهو أبو جعفر {وعدنا} بغير ألف بعد الواو كما لفظ به في الثلاثة مواضع أي {وإذ واعدنا موس} [51] هنا {ووعدنا موسى} [142] بالأعراف {ووعدناكم جانب الطور} [80] بطه وعلم من الوفاق ليعقوب كذلك (14) ولخلف بالألف). [شرح الدرة المضيئة: 90]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَاعَدْنَا مُوسَى هُنَا وَالْأَعْرَافِ، وَفِي طه وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ، وَالْبَصْرِيَّانِ بِقَصْرِ الْأَلِفِ مِنَ الْوَعْدِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْمَدِّ مِنَ الْمُوَاعَدَةِ.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى: قِرَاءَةِ أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ فِي الْقَصَصِ بِغَيْرِ أَلِفٍ أَنَّهُ غَيْرُ صَالِحٍ لَهُمَا وَكَذَا حَرْفُ الزُّخْرُفِ). [النشر في القراءات العشر: 2/212]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ الْإِدْغَامُ وَالْإِظْهَارُ فِي: اتَّخَذْتُمُ كَيْفَ وَقَعَ فِي بَابِ حُرُوفٍ قَرُبَتْ مَخَارِجُهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/212]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر والبصريان {وعدنا} هنا والأعراف، وفي طه {وواعدناكم جانب الطور} [طه : 80] بقصر الألف من الوعد، والباقون بالمد من المواعدة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 453]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (445- .... .... .... واعدنا اقصرا = مع طه الاعراف حلا ظلمٌ ثرا). [طيبة النشر: 62]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (واعدنا) أي وقرأ وعدنا بالقصر وهو حذف الألف بعد الواو هنا، يعني قوله تعالى «وإذ وعدنا موسى أربعين ليلة» وفي طه «ووعدناكم جانب الطور الأيمن» وفي الأعراف «ووعدنا موس ثلاثين ليلة» أبو عمرو ويعقوب وأبو جعفر لأن الله تعالى هو المنفرد بالوعد لموسى على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام، وقرأ الباقون وأعدنا في الثلاثة بالألف مدا لأن المفاعلة قد تكون من الواحد نحو عاقبت اللص فالقراءتان بمعنى، أو أن قبول الوعد من موسى عليه السلام والتحري لإنجازه والوفاء به قام مقام الوعد وتلفظ
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 173]
الناظم بقراءة الباقين، وقيد قراءة المرموز لهم بالقصر ليزول ما استشكل على غيره من إبهام أن تكون الألف أوّلا أو آخرا، ونص على الثلاثة في موضعهما ليخرج «أفمن وعدناه» في القصص «أو نرينك الذي وعدناهم» في الزخرف قوله: (حلا) من الحلاوة، والظلم: الماء الجاري من الثغر، وقيل رقة الأسنان وبياضها قوله: (ثرى) أي كثر، يقال ثرى القوم يثرون إذا كثروا أو كثرت أموالهم). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 174]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
يقبل أنّث (حقّ) واعدنا اقصرا = مع طه الأعراف (ح) لا (ظ) لم (ث) را
ش: أي: قرأ مدلول (حق) ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب ولا تقبل منها شفاعة هنا [البقرة: 48] بالتاء المثناة فوق للتأنيث.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/155]
والباقون بالمثناة تحت للتذكير.
وقرأ ذو حاء (حلا) أبو عمرو وظاء (ظلم) يعقوب وثاء (ثرا) أبو جعفر وإذ وعدنا موسى [البقرة: 51] هنا وو وعدنا موسى ثلاثين ليلة بالأعراف [الآية: 143]، ووعدناكم جانب الطور بطه [الآية: 80].
والباقون بألف بين الواو والعين). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/156] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وعدنا موسى" [الآية: 51] هنا و[الأعراف الآية: 142] وفي [طه الآية: 14] "وَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّور" [الآية: 80] فأبو عمرو كذا أبو جعفر ويعقوب بغير ألف بعد الواو؛ لأن الوعد من الله تعالى وحده وافقهم اليزيدي وابن محيصن والباقون بالألف من المواعدة، قال في البحر: فالله وعد موسى الوحي وعد الله المجيء "و" اتفقوا على قراءة "أَفَمَنْ وَعَدْنَاه" [بالقصص الآية: 61] بغير ألف وكذا حرف الزخرف [الآية: 42] {أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُم} لعدم صحة المفاعلة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/391]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "اتخذتم" [الآية: 51] بإظهار الذال على الأصل ابن كثير وحفص وكذا رويس بخلف عنه، والباقون بالإدغام). [إتحاف فضلاء البشر: 1/391]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "موسى" [الآية: 51، 53] حمزة والكسائي وكذا خلف، وافقهم الأعمش، وبالفتح والتقليل الأزرق وأبو عمرو، ومن روايتيه "وعن" ابن محيصن من المبهج "يا قوم" [الآية: 54] بضم كسر الميم وهو في سبعة وأربعين موضعا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/391] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {واعدنا} [51] قرأ البصري بحذف الألف بعد الواو، والباقون بإثباته). [غيث النفع: 379]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذ واعدنا موسى أربعين ليله ثم اتخذتم العجل من بعده، وأنهم ظالمون (51)}
{واعدنا}
أكثر القراء على القراءة بألف (واعدنا)، وهي قراءة مجاهد وعاصم وحفص والأعرج وابن كثير وابن عامر ونافع والأعمش وحمزة والكسائي.
- وقرأ أبو جعفر وشيبة وأبو عمرو واليزيدي وابن محيصن ويعقوب والحسن وأبو رجاء وعيسى بن عمر وقتادة وابن أبي إسحاق، وعدنا بغير ألف.
- ورجح أبو عبيدة هذه القراءة، وأنكر قراءة الألف.
ووافقه على ذلك أبو حاتم، ومكي، وذهبوا إلى أن المواعدة أكثر ما تكون من المخلوقين المتكافئين كل واحد منهما يعد صاحبه.
- ويرى أبو حيان أنه لا وجه لترجيح إحدى القراءتين على الأخرى؛ لأن كلا منهما متواترة، فهما في الصحة سواء.
وقال أبو إسحاق: (اختار جماعة من أهل اللغة «وإذ وعدنا» بغير ألف).
{موسى}
- قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف والأعمش.
- وبالفتح والتقليل عن الأزرق وورش، وكذلك أبو عمرو من روايتيه.
[معجم القراءات: 1/98]
{أربعين}
- قرأ علي وعيسى بن عمر بكسر الباء «أربعين»، شاذا إتباعا لحركة العين بعده.
- وقراءة الجماعة على فتحها «أربعين».
{أتخذتم}
قرأ ابن كثير وحفص عن عاصم ورويس والبرجمي والأعمش بإظهار الذال.
- وقرأ الجمهور بإدغام الذال في التاء وكذا ابن مسعود، وصورة القراءة (أتختم).
{من بعده}
- قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف والشطوي عن أبي جعفر في الوقف بروم الحركة، وهي الكسرة على الهاء.
- وقراءة الباقين بسكون الهاء في الوقف). [معجم القراءات: 1/99]

قوله تعالى: {ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون (52)}
{من بعد ذلك}
قراءة إدغام الدال في الذال عن أبي عمرو ويعقوب، بخلاف في الرواية عنهما). [معجم القراءات: 1/99]

قوله تعالى: {وَإِذْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "موسى" [الآية: 51، 53] حمزة والكسائي وكذا خلف، وافقهم الأعمش، وبالفتح والتقليل الأزرق وأبو عمرو، ومن روايتيه "وعن" ابن محيصن من المبهج "يا قوم" [الآية: 54] بضم كسر الميم وهو في سبعة وأربعين موضعا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/391] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون (53)}
{موسى}
تقدمت الإمالة فيه في الآية/5۱). [معجم القراءات: 1/99]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 11:43 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (54) إلى الآية (57) ]

{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54) وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55) ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56) وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57) }

قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (22 - وَاخْتلفُوا فِي كسر الْهمزَة واختلاس حركتها وإشباعها فِي قَوْله {إِلَى بارئكم} 54
فَكَانَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ يكسرون الْهمزَة من غير اختلاس وَلَا تَخْفيف
وَاخْتلف عَن أبي عَمْرو فَقَالَ عَبَّاس بن الْفضل سَأَلت أَبَا عَمْرو كَيفَ تقْرَأ {إِلَى بارئكم} مَهْمُوزَة مثقلة أَو {إِلَى بارئكم} مُخَفّفَة فَقَالَ قراءتي {بارئكم} مَهْمُوزَة غير مثقلة
وروى اليزيدي وَعبد الْوَارِث عَنهُ {بارئكم} فَلَا يجْزم الْهمزَة وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ كَانَ أَبُو عَمْرو يختلس الْحَرَكَة من {بارئكم} و{يَأْمُركُمْ} الْبَقَرَة 67 وَمَا أشبه ذَلِك مِمَّا تتوالى فِيهِ الحركات فَيرى من سَمعه أَنه قد أسكن وَلم يكن يسكن
وَهَذَا مثل رِوَايَة عَبَّاس بن الْفضل عَنهُ الَّتِي ذكرتها أَنه كَانَ لَا يثقلها
وَهَذَا القَوْل أشبه بِمذهب أبي عَمْرو لِأَنَّهُ كَانَ يسْتَعْمل فِي قِرَاءَته التَّخْفِيف كثيرا
من ذَلِك مَا حَدثنِي بِهِ عبيد الله بن عَليّ الْهَاشِمِي عَن نصر بن عَليّ عَن أَبِيه عَنهُ أَنه كَانَ يقْرَأ {وَيُعلمهُم الْكتاب} الْبَقَرَة 129 و{ويلعنهم اللاعنون} الْبَقَرَة 159 يشم الْمِيم من {يعلمهُمْ} وَالنُّون من {يلعنهم} اللَّتَيْنِ قبل الْهَاء الضَّم من غير إشباع وَكَذَلِكَ {عَن أسلحتكم وأمتعتكم} النِّسَاء 102 يشم التَّاء فيهمَا شَيْئا من الْجَرّ
أَخْبرنِي بذلك أَيْضا أَبُو طَالب عبد الله بن أَحْمد بن سوَادَة قَالَ حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن سعيد الزهْرَانِي قَالَ حَدثنَا عبيد بن عقيل عَن أبي عَمْرو بذلك
قَالَ وَكَذَلِكَ {ويزكيكم ويعلمكم} الْبَقَرَة 151 يشمها شَيْئا من الرّفْع
قَالَ وَكَذَلِكَ {يَوْم يجمعكم} التغابن 9 يشم الْعين شَيْئا من الضَّم
وَكَذَلِكَ قَوْله {وأرنا مناسكنا} الْبَقَرَة 128 لَا يسكن الرَّاء وَلَا يكسرها روى ذَلِك عَنهُ عَليّ بن نصر وَعبد الْوَارِث واليزيدي وعباس بن الْفضل وَغَيرهم
وَكَذَلِكَ قِرَاءَته فِي {تَأْمُرهُمْ} الطّور 32 {يَأْمُرهُم} الْأَعْرَاف 157 و{ينصركم} آل عمرَان 160 وَمَا أشبه ذَلِك من الحركات المتواليات وروى عبد الْوَهَّاب بن عَطاء وهرون الْأَعْوَر عَن أبي عَمْرو وأرنا سَاكِنة الرَّاء
وَقَالَ اليزيدي فِي ذَلِك كُله إِنَّه كَانَ يسكن اللَّام من الْفِعْل فِي جَمِيعه
وَالْقَوْل مَا أَخْبَرتك بِهِ من إِنَّه كَانَ يُؤثر التَّخْفِيف فِي قِرَاءَته كلهَا
وَالدَّلِيل على إيثاره التَّخْفِيف أَنه كَانَ يدغم من الْحُرُوف مَا لَا يكَاد يدغمه غَيره ويلين السَّاكِن من الْهَمْز وَلَا يهمز همزتين وَغير ذَلِك
وَقَالَ عَليّ بن نصر عَن أبي عَمْرو {وَلَا يَأْمُركُمْ} بِرَفْع الرَّاء مشبعة). [السبعة في القراءات: 154 - 156]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({بارئكم، ويأمركم، وينصركم}، مختلف أبو عمرو، وزاد عباس {أنلزمكموها} {وسنمتعهم} و{هذا نزلهم} ). [الغاية في القراءات العشر: 177] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({بارئكم} [54]، و{يأمركم} [67]، و{ينصركم} [آل عمران: 160، الملك: 20]، وما في معناهن: بالاختلاس أبو عمرو، وقرأت على أكثرهم
[المنتهى: 2/568]
بالإشباع. وروى اليزيدي إسكان الهمزة والراء التي بين ضمتين وهكذا في تعليقي عن المطوعي عن الجماعة عن أبي عمرو، وقرأت عن عبد الوارث، والعباس، وشجاع طريق الصواف بالإسكان.
وزاد العباس {أنلزمكموها} [هود: 28]، و{سنمتعهم} [هود: 48]، و{هذا نزلهم} [الواقعة: 56]، و{يجمعكم} [الجاثية: 26، التغابن: 9]، و{يلعنهم} [159]، ونحوه.
[المنتهى: 2/569]
وقال أبو زيد: إذا توالت الضمتان في الكلمة الواحدة وكان جمعًا بالاختلاس).[المنتهى: 2/570] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({بارئكم} [54]: بكسر الباء أبو زيد، وعلي غير أبي الحارث، ونصير طريق الشذائي، والغساني عن الدوري، عن علي، وسالمٌ، والشموني طريق ابن الصلت والجعفي.
بين اللفظين: ابن عتبة. زاد البلخي، وابن بدر، وأبو الزعراء كلهم عن علي {البارئ} [الحشر: 24].
بياء مكسورة بعد الراء إسماعيل طريق البلخي. بين اللفظين: ابن عتبة).[المنتهى: 2/570]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وقرأ أبو عمرو في رواية الرقيين عنه (بارئكم ويشعركم وينصركم ويأمركم ويأمرهم وينصرهم) هذه الألفاظ حيث وقعت بإسكان الهمز في (بارئكم) والراء فيما عداها، وقرأ في رواية العراقيين عنه بالاختلاس، وكان اليزيدي يختار من نفسه إشباع الحركة، وقد خالف أبا عمرو في أربعة عشر حرفًا فاختار من نفسه خلاف ما روى، هذا أحدها، وسترى باقيها إن شاء الله، وقرأ الباقون بإشباع الحركة من غير اختلاس حيث وقع، هذا مذهب شيخنا أبي الطيب رحمه الله). [التبصرة: 155]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو عمرو: {بارئكم} (54) في الحرفين، و: {يأمركم} (67)، و: {يأمرهم} (الأعراف: 157)، و: {ينصركم} (آل عمران: 160)، و: {يشعركم} (الأنعام: 109): باختلاس الحركة في ذلك كله، من طريق
[التيسير في القراءات السبع: 226]
البغداديين، وهو اختيار سيبويه. ومن طريق الرقيين وغيرهم: بالإسكان. وهو المروي عن أبي عمرو، دون غيره. وبذلك قرأت على الفارسي، عن قراءته على أبي طاهر.
والباقون: يشبعون الحركة). [التيسير في القراءات السبع: 227] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (أبو عمرو (بارئكم) في الحرفين و(يأمركم) (ويأمرهم) (وينصركم) (وما يشعركم) باختلاس الحركة في ذلك كله من طريق البغداديين وهو اختيار سيبويهٍ [ومن طريق الرقيين] وغيرهم بالإسكان وهو المرويّ عن أبي عمرو دون غيره وبذلك قرأت على الفارسي عن [قراءته على] أبي طاهر، والباقون يشبعون الحركة). [تحبير التيسير: 287] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (بَارِئِكُمْ)، و(يَأْمُرُكُمْ)، و(يَنْصُرْكُمُ)، و(يُشْعِرُكُمْ)، وكل حركتين في جمع فنعيم بن ميسرة، وعباس، وابن مُحَيْصِن يسكنون الحركة الأولى تخفيفًا، وافق زيان غير سيبويه عنه في (بَارِئِكُمْ)، و(يَأْمُرُكُمْ)، و(يَنْصُرْكُمُ) قال سيبويه: الحركة الأولى، قال أبو زيد: الاختلاس لمذهبه أولى، الباقون بإشباع الحركة، وهو الاختيار، لأنه أصل الإعراب، ولموافقة الجماعة حَمْزَة، روى العراقي عن قُتَيْبَة تحريك الهاء، وهي رواية المسجدي، واختيار ابْن مِقْسَمٍ، والحسن البصري، الباقون بإسكان الهاء، وهو الاختيار؛ لأنه أشهر). [الكامل في القراءات العشر: 485]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([54]- {بَارِئِكُمْ} قد ذُكر). [الإقناع: 2/598]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (454 - وَإِسْكَانُ بَارِئِكُمْ وَيَأْمُرُكُمْ لَهُ = وَيَأْمُرُهُمْ أَيْضاً وَتَأْمُرُهُمْ تَلاَ
455 - وَيَنْصُرُكُمْ أَيْضاً وَيُشْعِرُكُمْ وَكَمْ = جَلِيلٍ عَنِ الْدُّورِيِّ مُخْتَلِساً جَلاَ). [الشاطبية: 37] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([454] وإسكان بارئكم ويأمركم له = ويأمرهم أيضًا وتأمرهم تلا
اعلم أن من النحويين من أنكر الإسكان في هذه القراءة، واحتج بأنها حركة إعراب، فلا يجوز إسكانها.
قال سيبويه: «لم يكن أبو عمرو يسكن شيئًا من هذا، وإنما كان يختلس، فيظل من سمعه أنه أسكن».
وقد ثبت الإسكان عن أبي عمرو والاختلاس معًا.
ووجه الإسكان، أن من العرب من يجتزئ بإحدى الحركتين عن الأخرى.
وقد عزا الفراء ذلك إلى بني تميم وأسد وبعض النجديين، وذكر أنهم يخففون مثل {يأمركم} فيسكنون الراء لتوالي الحركات.
[فتح الوصيد: 2/632]
[455] وينصركم أيضًا وشعركم وكم جليل عن (الدوري) مختلسًا جلا
وأما من أخذ للدوري بالاختلاس، وهي رواية العراقيين عن أبي عمرو، فكم فيهم من جليل كابن مجاهد وغيره.
وإنما أشار إلى وجه هذه القراءة بالمدح، لأنه تخفيف لا ينقص من الوزن، ولا يغير الإعراب.
على أن سيبويه رحمه الله، لم ينكر الإسكان بالكلية، بل أجازه في الإعراب كما في البناء، واستشهد عليه بقول امرئ القيس:
فاليوم أشرب غير مستحقب = إثمًا من ولا واغل
وعلى البناء بقول أبي نخيلة:
إذا اعوججن قلت صاحب قوم = بالدو أمثال السفين العوم
ولكنه قال: القياس غير ذلك.
فإن كان الاستبعاد من أجل ذهاب حركة الإعراب، فقد أجمعوا على ذلك في الإدغام للمتماثلين والمتقاربين.
ومن قرأ بالإشباع، فهو الأصل). [فتح الوصيد: 2/633] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [454] وإسكانُ بارئكم ويأمركم له = ويأمرهم أيضًا وتأمرهم تلا
[455] وينصركم أيضًا ويشعركم كم = جليلٍ عن الدوري مختلسًا جلا
ب: (تلا): تبع، (الجليل): الرفيع القدر، (الاختلاس) من الخلس بمعنى السلب، وفي الاصطلاح: أن يؤتى بحرفٍ وثلثي حركته، بحيث يكون الذي حذفته من الحركة أقل مما أتيت به، (جلا): كشف.
ح: (وإسكانُ): مبتدأ، و (له): خبره، والضمير: لأبي عمرو، و(يأمرهم): عطف، و(تأمرهم): مبتدأ، (تلا): خبره، ومفعوله: محذوف، أي: تبع المذكور، و(ينصركم ... ويشعركم): مجرورًا المحل عطفًا على
[كنز المعاني: 2/13]
(بارئكم)، أو مرفوعان عطفًا على (تأمرهم)، (أيضًا): نصب على المصدر من (آض يئيض أيضًا): إذا عاد، و (كم): خبرية مرفوعة المحل على الابتداء، (جليلٍ): مميزها، (جلا): خبر، (مختلسًا): حال (عن الدوري): متعلق بـ (جلا).
ص: أي: أسكن أبو عمرو على لغة بني اسد وتميم الهمزة من {بارئكم} في قوله تعالى: {فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خيرٌ لكم عند بارئكم} [54].
والراء من {يأمركم} [67]، و{يأمرهم} [الأعراف: 157]، و {تأمرهم} [الطور: 32]، و{ينصركم} [آل عمران: 160]، و{يشعركم} [الأنعام: 109] حيث وقعت كلها تخفيفًا، ولتوالي الضمان في الأربعة المتوسطة.
ثم قال: وكم من مشايخ القراء الجلة جلا عن مذهبه الاختلاس، أي: نقل عن الدوري عن أبي عمرو الاختلاس، وهو اختيار
[كنز المعاني: 2/14]
سيبويه؛ لأن هذه الحركة حركة إعراب، فلا يجوز إذهابها). [كنز المعاني: 2/15] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (453- وَإِسْكَانُ بَارِئِكُمْ وَيَأْمُرُكُمْ لَهُ،.. وَيَأْمُرُهُمْ أَيْضًا وَتَأْمُرُهُمْ تَلا
454- وَيَنْصُرُكُمْ أَيْضًا وَيُشْعِرُكُمْ وَكَمْ،.. جَلِيلٍ عَنِ الدُّورِيِّ مُخْتَلِسًا جَلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/288]
أي أسكن أبو عمرو في هذه المواضع كلها حيث وقعت حركة الإعراب تخفيفا، وقد جاء ذلك عنه من طريق الرقيين كذا ذكر الداني ومكي وغيرهما، ورواية العراقيين عن أبي عمرو الاختلاس، وهي الرواية الجيدة المختارة؛ فإن الإسكان في حركات الإعراب لغير إدغام ولا وقف ولا اعتلال منكر فإنه على مضادة حكمة مجيء الإعراب وجوزه سيبويه في ضرورة الشعر؛ لأجل ما ورد من ذلك فيه نحو:
وقد بدا هنك من الميزر،.. فاليوم أشرب غير مستحقب
ولا أعلام قد تعلل بالمناة،.. فما تعرفكم العرب
ونحوه: إذا اعوججن قلت: صاحب مقوم.
قال أبو علي في الحجة: أما حركة الإعراب فمختلف في تجويز إسكانها فمن الناس من ينكره فيقول: إن إسكانها لا يجوز من حيث كان علما للإعراب، قال: وسيبويه يجوز ذلك في الشعر، قال الزجاج: روي عن أبي عمرو ابن العلاء أنه قرأ: "بَارِئْكُمْ" بإسكان الهمزة، قال: وهذا رواه سيبويه باختلاس الكسر، قال: وأحسب الرواية
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/289]
الصحيحة ما روى سيبويه فإنه أضبط؛ لما روي عن أبي عمرو، والإعراب أشبه بالرواية عن أبي عمرو؛ لأن حذف الكسر في مثل هذا وحذف الضم إنما يأتي في اضطرار الشعر وفي كتاب أبي بكر بن مجاهد قال سيبويه كان أبو عمرو يختلس الحركة: "من بارئكم"، و{يَأْمُرُكُمْ}، وما أشبه ذلك مما تتوالى فيه الحركات فيرى من يسمعه أنه قد أسكن ولم يسكن قال أبو بكر: وهذا القول أشبه بمذهب أبي عمرو؛ لأنه كان يستعمل في قراءته التخفيف كثيرا كان يقرأ: {وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ}، {يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ} يشم الميم من يعلمهم، والنون من "يلعنهم" الضم من غير إشباع وكذلك: {عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ} يشم التاء شيئا من الخفض وكذلك: {يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ}،
يشمها شيئا من الضم، وفي كتاب أبي علي الأهوازي عن المازني عن الأصمعي عن أبي عمرو بن العلا قال سمعت أعرابيا يقول: {بَارِئِكُمْ}، فاختلس الكسر حتى كدت لا أفهم الهمزة قال أبو علي الفارسي وهذا الاختلاس وإن كان الصوت فيه أضعف من التمطيط وأخفى فإن الحرف المختلس حركته بزنة المتحرك قال: وعلى هذا المذهب حمل سيبويه قول أبي عمرو: "على بارئكم"، فذهب إلى أنه اختلس الحركة ولم يشبعها فهو بزنة حرف متحرك فمن روى عن أبي عمرو الإسكان في هذا النحو فلعله سمعه يختلس فحسبه؛ لضعف الصوت به والخفاء إسكانا، وقال أبو الفتح بن جني في كتاب الخصائص
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/290]
الذي رواه صاحب الكتاب اختلاس هذه الحركة لا حذفها البتة وهو أضبط لهذا الأمر من غيره من القراء الذي رووه ساكنا، قال: ولم يؤت القوم في ذلك من ضعف أمانة لكن أتوا من ضعف دراية، قال الشيخ في شرحه: وقد ثبت الإسكان عن أبي عمرو، والاختلاس معا، ووجه الإسكان أن من العرب من يجتزى بإحدى الحركتين عن الأخرى قال:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/291]
وقد عزا الفراء ذلك إلى بني تميم وبني أسد وبعض النجديين، وذكر أنهم يحققون مثل: "يأمركم" فيسكنون الراء لتوالي الحركات.
قلت: وكان الناظم -رحمه الله- مائلا إلى رواية الاختلاس، وهو الذي لا يليق بمحقق سواه، فقال: وكم جليل أي كثير من الشيوخ الجلة جلوا الاختلاس عن الدوري، وكشفوه، وقرروه، وعملوا به، ومختلسا حال من الدوري أي جلا عن مذهبه في حال اختلاسه، ونسب الناظم ذلك إلى الدوري، وهو محكي عن أبي عمرو نفسه كما نسب إبدال الهمز الساكن إلى السوسي، وهي محكي عن أبي عمرو كما سبق، وسبب ذلك أن رواية الرقيين هي رواية السوسي ومن وافقه، ورواية العراقيين هي رواية الدوري وأضرابه قال أبو علي الأهوازي ومعنى الاختلاس أن تأتي بالهمز وبثلثي حركتها فيكون الذي تحذفه من الحركة أقل مما تأتي به قال: ولا يؤخذ ذلك إلا من أفواه الرجال.
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/292]
قلت: وقراءة الباقين بإشباع الكسر في: {بَارِئِكُمْ}، وإشباع الضم في البواقي.
فإن قلت: من أين يؤخذ ذلك؟
قلت: ما بعد: {بَارِئِكُمْ} قد لفظ به مضموما فهو داخل في قوله: وباللفظ أستغني عن القيد إن جلا،.. وقد سبق في شرح الخطبة أن قوله وإسكان: {بَارِئِكُمْ} لا يفهم منه القراءة الأخرى؛ فإنه ليس ضد السكون الكسر، ولو حصل التلفظ بالكسر لصار كالذي بعده، ولو قال: وبارئكم سكن لاستقام وقوله: له أي لأبي عمرو.
فإن قلت: لِمَ لَمْ يكن رمزًا لهشام كما قال في موضع آخر بخلف له، ولا يكون له ثوى، قلت له لفظ صريح حيث يكون له ما يرجع إليه كهذا المكان وإن لم يكن له ما يرجع إليه فهو رمز، وعلامة ذلك اقترانه في الغالب برمز آخر معه ومتى تجرد وكان له ما يرجع فحكمه حكم الصريح وقوله: تلا ليس برمز وهو مشكل؛ إذ لا مانع من جعله رمزًا، ويكون إسكان يأمرهم وما بعده للدوري عن الكسائي، وكان ينبغي أن يحترز عنه بأن بقوله: وتأمرهم حلا أو غير ذلك مما لم يوهم رمزا لغير أبي عمرو وأما جلا فظاهر أنه ليس برمز لتصريحه بالدوي والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/293] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (454 - واسكان بارئكم ويأمركم له ... ويأمرهم أيضا وتأمرهم تلا
455 - وينصركم أيضا ويشعركم وكم ... جليل عن الدّوريّ مختلسا جلا
قرأ أبو عمرو، وهو مرجع الضمير في (له) بإسكان الهمز في بارِئِكُمْ* في الموضعين هنا
[الوافي في شرح الشاطبية: 202]
وبإسكان الراء في هذه الألفاظ حيث ذكرت في القرآن الكريم: يَأْمُرُكُمْ*، يَأْمُرُهُمْ، تَأْمُرُهُمْ، يَنْصُرْكُمُ*، يُشْعِرُكُمْ. ثم ذكر أن كثيرا من حذاق النقلة روى عن الدوري اختلاس كسرة الهمزة في بارِئِكُمْ* واختلاس ضمة الراء في بقية الألفاظ.
والاختلاس: هو الإتيان بثلثي حركة الحرف بحيث يكون المنطوق به من الحركة أكثر من المحذوف منها، ويرادفه الإخفاء، فاللفظان معناهما واحد، ويقابلهما الروم فهو الإتيان ببعض الحركة بحيث يكون الثابت منها أقل من المحذوف، ويؤخذ مما ذكر أن السوسي ليس له في شيء من هذه الألفاظ إلا الإسكان وأما الدوريّ فله في كل منها الإسكان والاختلاس). [الوافي في شرح الشاطبية: 203] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (66- .... .... بَارِئْ بَابَ يَأْمُرْ أَتِمَّ حُمْ = .... .... .... .... ....). [الدرة المضية: 23] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم استأنف وقال: بارئ باب يأمر أتم حم أي قرأ مرموز (حا) حموهو يعقوب بإتمام حركة همزة {بارئكم} [54] في الموضعين في البقرة
[شرح الدرة المضيئة: 90]
يريد بقوله: باب يأمر أنه أيضًا قرأ بإتمام حركة الراء الواقع بعدها ضمير جمع الغائب والمخاطب حيث وقع). [شرح الدرة المضيئة: 91] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: اخْتِلَاسِ كَسْرَةِ الْهَمْزَةِ وَإِسْكَانِهَا مِنْ بَابِ بَارِئِكُمْ فِي الْمَوْضِعَيْنِ هُنَا، وَكَذَلِكَ اخْتِلَاسُ ضَمَّةِ الرَّاءِ، وَإِسْكَانِهَا مِنْ يَأْمُرُكُمْ وَتَأْمُرُهُمْ وَيَأْمُرُهُمْ وَيَنْصُرْكُمُ وَيُشْعِرُكُمْ حَيْثُ وَقَعَ ذَلِكَ فَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو بِإِسْكَانِ الْهَمْزَةِ وَالرَّاءِ فِي ذَلِكَ تَخْفِيفًا، وَهَكَذَا وَرَدَ النَّصُّ عَنْهُ، وَعَنْ أَصْحَابِهِ مِنْ أَكْثَرِ الطُّرُقِ، وَبِهِ قَرَأَ الدَّانِيُّ فِي رِوَايَةِ الدُّورِيِّ عَلَى شَيْخِهِ الْفَارِسِيِّ عَنْ قِرَاءَتِهِ بِذَلِكَ عَلَى أَبِي طَاهِرِ بْنِ أَبِي هَاشِمٍ، وَعَلَى شَيْخِهِ أَبِي الْفَتْحِ فَارِسِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ قِرَاءَتِهِ بِذَلِكَ عَلَى عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ الْحَسَنِ، وَبِهِ قَرَأَ أَيْضًا فِي رِوَايَةِ السُّوسِيِّ عَلَى شَيْخَيْهِ أَبِي الْفَتْحِ وَأَبِي الْحَسَنِ، وَغَيْرِهِمَا، وَهُوَ الَّذِي نَصَّ عَلَيْهِ لِأَبِي عَمْرٍو وَبِكَمَالِهِ الْحَافِظُ أَبُو الْعَلَاءِ الْهَمْدَانِيُّ، وَشَيْخُهُ أَبُو الْعِزِّ وَالْإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ سِبْطُ الْخَيَّاطِ وَابْنُ سَوَّارٍ، وَأَكْثَرُ الْمُؤَلِّفِينَ شَرْقًا وَغَرْبًا. رَوَى عَنْهُ الِاخْتِلَاسَ فِيهَا جَمَاعَةٌ مِنَ الْأَئِمَّةِ، وَهُوَ الَّذِي لَمْ يَذْكُرْ صَاحِبُ الْعُنْوَانِ عَنْ أَبِي عَمْرٍو مِنْ رِوَايَتَيِ الدُّورِيِّ وَالسُّوسِيِّ سِوَاهُ، وَبِهِ قَرَأَ الدَّانِيُّ عَلَى شَيْخِهِ أَبِي الْفَتْحِ أَيْضًا عَنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى أَبِي أَحْمَدَ السَّامَرِّيِّ، وَهُوَ اخْتِيَارُ الْإِمَامِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُجَاهِدٍ، وَرَوَى أَكْثَرُ أَهْلِ الْأَدَاءِ الِاخْتِلَاسَ مِنْ رِوَايَةِ الدُّورِيِّ وَالْإِسْكَانَ مِنْ رِوَايَةِ السُّوسِيِّ، وَبِهِ قَرَأَ الدَّانِيُّ عَلَى شَيْخِهِ أَبِي الْحَسَنِ، وَغَيْرِهِ، وَهُوَ الْمَنْصُوصُ فِي كِتَابِ الْكَافِي، وَالْهِدَايَةِ، وَالتَّبْصِرَةِ، وَالتَّلْخِيصِ، وَالْهَادِي، وَأَكْثَرِ كُتُبِ الْمَغَارِبَةِ. وَعَكَسَ بَعْضُهُمْ، فَرَوَى الِاخْتِلَاسَ عَنِ السُّوسِيِّ وَالْإِسْكَانَ عَنِ الدُّورِيِّ كَالْأُسْتَاذَيْنِ أَبِي طَاهِرِ بْنِ سَوَّارٍ وَأَبِي مُحَمَّدٍ سِبْطِ الْخَيَّاطِ فِي بَارِئِكُمْ، وَرَوَى بَعْضُهُمُ الْإِتْمَامَ عَنِ الدُّورِيِّ نَصَّ عَلَى ذَلِكَ الْأُسْتَاذُ أَبُو الْعِزِّ الْقَلَانِسِيُّ مِنْ
[النشر في القراءات العشر: 2/212]
طَرِيقِ ابْنِ مُجَاهِدٍ، وَكَذَلِكَ الشَّيْخُ أَبُو طَاهِرِ بْنُ سَوَّارٍ، وَنَصَّ عَلَيْهِ الْإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو الْعَلَاءِ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ، وَمِنْ طَرِيقِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَرَّاقِ عَنِ ابْنِ فَرَحٍ كِلَاهُمَا عَنِ الدُّورِيِّ إِلَّا أَنَّ أَبَا الْعَلَاءِ خَصَّ ابْنَ مُجَاهِدٍ بِتَمَامِ بَارِئِكُمْ وَخَصَّ الْحَمَّامِيَّ بِإِتْمَامِ الْبَاقِي وَأَطْلَقَ أَبُو الْقَاسِمِ الصَّفْرَاوِيُّ الْخِلَافَ فِي الْإِتْمَامِ وَالْإِسْكَانِ وَالِاخْتِلَاسِ عَنْ أَبِي عَمْرٍو بِكَمَالِهِ وَبَعْضُهُمْ لَمْ يَذْكُرْ يُشْعِرُكُمْ وَبَعْضُهُمْ لَمْ يَذْكُرْ يَنْصُرْكُمُ، وَذَكَرَ يُصَوِّرُكُمْ وَيُحَذِّرُكُمُ وَبَعْضُهُمْ أَطْلَقَ الْقِيَاسَ فِي كُلِّ رَاءٍ نَحْوَ يَحْشُرُهُمْ، وَأُنْذِرُكُمْ، وَيُسَيِّرُكُمْ، وَتُطَهِّرُهُمْ، وَجُمْهُورُ الْعِرَاقِيِّينَ لَمْ يَذْكُرُوا تَأْمُرُهُمْ، وَيَأْمُرُهُمْ وَبَعْضُهُمْ لَمْ يَذْكُرْ يُشْعِرُكُمْ أَيْضًا.
(قُلْتُ): الصَّوَابُ مِنْ هَذِهِ الطُّرُقِ اخْتِصَاصُ هَذِهِ الْكَلِمِ الْمَذْكُورَةِ أَوَّلًا إِذِ النَّصُّ فِيهَا، وَهُوَ فِي غَيْرِهَا مَعْدُومٌ عَنْهُمْ، بَلْ قَالَ الْحَافِظُ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ: إِنَّ إِطْلَاقَ الْقِيَاسِ فِي نَظَائِرِ ذَلِكَ مِمَّا تَوَالَتْ فِيهِ الضَّمَّاتُ مُمْتَنِعٌ فِي مَذْهَبِهِ، وَذَلِكَ اخْتِيَارِي، وَبِهِ قَرَأْتُ عَلَى أَئِمَّتِي.
قَالَ: وَلَمْ أَجِدْ فِي كِتَابِ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ الْيَزِيدِيِّ وَمَا يُشْعِرُكُمْ مَنْصُوصًا.
(قُلْتُ): قَدْ نَصَّ عَلَيْهِ الْإِمَامُ أَبُو بَكْرِ بْنُ مُجَاهِدٍ فَقَالَ: كَانَ أَبُو عَمْرٍو يَخْتَلِسُ حَرَكَةَ الرَّاءِ مِنْ يُشْعِرُكُمْ فَدَلَّ عَلَى دُخُولِهِ فِي أَخَوَاتِهِ الْمَنْصُوصَةِ حَيْثُ لَمْ يَذْكُرْ غَيْرَهُ مِنْ سَائِرِ الْبَابِ الْمَقِيسِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -.
وَقَالَ الْحَافِظُ أَبُو عَمْرٍو: وَالْإِسْكَانُ - يَعْنِي فِي هَذَا الْكَلِمِ - أَصَحُّ فِي النَّقْلِ، وَأَكْثَرُ فِي الْأَدَاءِ، وَهُوَ الَّذِي أَخْتَارُهُ وَآخُذُ بِهِ.
(قُلْتُ): وَقَدْ طَعَنَ الْمُبَرِّدُ فِي الْإِسْكَانِ، وَمَنَعَهُ وَزَعَمَ أَنَّ قِرَاءَةَ أَبِي عَمْرٍو ذَلِكَ لَحْنٌ وَنَقَلَ عَنْ سِيبَوَيْهِ أَنَّهُ قَالَ: إِنِ الرَّاوِيَ لَمْ يَضْبِطْ عَنْ أَبِي عَمْرٍو لِأَنَّهُ اخْتَلَسَ الْحَرَكَةَ فَظَنَّ أَنَّهُ سَكَّنَ انْتَهَى.
وَذَلِكَ وَنَحْوُهُ مَرْدُودٌ عَلَى قَائِلِهِ وَوَجْهُهَا فِي الْعَرَبِيَّةِ ظَاهِرٌ غَيْرُ مُنْكَرٍ، وَهُوَ التَّخْفِيفُ وَإِجْرَاءُ الْمُنْفَصِلِ مِنْ كَلِمَتَيْنِ مُجْرَى الْمُتَّصِلِ مِنْ كَلِمَةٍ نَحْوَ إِبِلٍ، وَعَضُدٍ، وَعُنُقٍ. عَلَى أَنَّهُمْ نَقَلُوا أَنَّ لُغَةَ تَمِيمٍ تَسْكِينُ الْمَرْفُوعِ مِنْ (يَعْلَمُهُمْ) وَنَحْوِهِ وَعَزَاهُ الْفَرَّاءُ إِلَى تَمِيمٍ وَأَسَدٍ مَعَ أَنَّ سِيبَوَيْهِ لَمْ يُنْكِرِ الْإِسْكَانَ أَصْلًا، بَلْ أَجَازَهُ وَأَنْشَدَ عَلَيْهِ:
فَالْيَوْمَ أَشْرَبْ غَيْرَ مُسْتَحْقِبٍ
وَلَكِنَّهُ قَالَ: الْقِيَاسُ غَيْرُ ذَلِكَ وَإِجْمَاعُ الْأَئِمَّةِ
[النشر في القراءات العشر: 2/213]
عَلَى جَوَازِ تَسْكِينِ حَرَكَةِ الْإِعْرَابِ فِي الْإِدْغَامِ دَلِيلٌ عَلَى جَوَازِهِ هُنَا وَأَنْشَدُوا أَيْضًا:
رُحْتِ وَفِي رِجْلَيْكِ مَا فِيهِمَا... وَقَدْ بَدَا هَنْكِ مِنَ الْمِئْزَرِ
وَقَالَ: جَرِيرٌ:
سِيرُوا بَنِي العَمِّ فَالْأَهْوَازُ مَوْعِدُكُمْ... أَوْ نَهْرُ تِيرِي فَمَا تَعرِفْكُمُ العَرَبُ
وَقَالَ الْحَافِظُ الدَّانِيُّ: رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَتِ الْجَمَاعَةُ عَنِ الْيَزِيدِيِّ إِنَّ أَبَا عَمْرٍو وَكَانَ يُشِمُّ الْهَاءَ مِنْ يَهْدِي وَالْخَاءَ مِنْ يَخِصِّمُونَ شَيْئًا مِنَ الْفَتْحِ. قَالَ: وَهَذَا يُبْطِلُ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْيَزِيدِيَّ أَسَاءَ السَّمْعَ إِذْ كَانَ أَبُو عَمْرٍو يَخْتَلِسُ الْحَرَكَةَ فِي بَارِئِكُمْ وَيَأْمُرُهُمْ فَتَوَهَّمَهُ الْإِسْكَانَ الصَّحِيحَ فَحَكَاهُ عَنْهُ لِأَنَّ مَا سَاءَ السَّمْعَ فِيهِ وَخَفِيَ عَنْهُ لَمْ يَضْبِطْهُ بِزَعْمِ الْقَائِلِ وَقَوْلِ الْمُتَأَوِّلِ، وَقَدْ حَكَاهُ بِعَيْنِهِ وَضَبَطَهُ بِنَفْسِهِ فِيمَا لَا يَتَبَعَّضُ مِنَ الْحَرَكَاتِ لِخِفَّتِهِ، وَهُوَ الْفَتْحُ فَمُحَالٌ أَنْ يَذْهَبَ عَنْهُ وَيَخْفَى عَلَيْهِ فِيمَا يَتَبَعَّضُ مِنْهُنَّ لِقُوَّتِهِ، وَهُوَ الرَّفْعُ وَالْخَفْضُ قَالَ: وَيُبَيِّنُ ذَلِكَ وَيُوَضِّحُ صِحَّتَهُ أَنَّ ابْنَهُ، وَأَبَا حَمْدُونَ وَأَبَا خَلَّادٍ وَأَبَا عُمَرَ وَأَبَا شُعَيْبٍ وَابْنَ شُجَاعٍ رَوَوْا عَنْهُ عَنْ أَبِي عَمْرٍو إِشْمَامَ الرَّاءِ مِنْ (أَرِنَا) شَيْئًا مِنَ الْكَسْرِ قَالَ: فَلَوْ كَانَ مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ صَحِيحًا لَكَانَتْ رِوَايَتُهُ فِي (أَرِنَا) وَنَظَائِرِهِ كَرِوَايَتِهِ فِي: (بَارِئِكُمْ) وَبَابِهِ سَوَاءٌ، وَلَمْ يَكُنْ يُسِيءُ السَّمْعَ فِي مَوْضِعٍ، وَلَا يُسِيئُهُ فِي آخَرَ مِثْلِهِ هَذَا مِمَّا لَا يَشُكُّ فِيهِ ذُو لُبٍّ، وَلَا يَرْتَابُ فِيهِ ذُو فَهْمٍ انْتَهَى. وَهُوَ فِي غَايَةٍ مِنَ التَّحْقِيقِ. فَإِنَّ مَنْ يَزْعُمُ أَنَّ أَئِمَّةَ الْقِرَاءَةِ يَنْقُلُونَ حُرُوفَ الْقُرْآنِ مِنْ غَيْرِ تَحْقِيقٍ، وَلَا بَصِيرَةٍ، وَلَا تَوْقِيفٍ، فَقَدْ كَانَ ظَنَّ بِهِمْ مَا هُمْ مِنْهُ مُبَرَّءُونَ، وَعَنْهُ مُنَزَّهُونَ. وَقَدْ قَرَأَ بِإِسْكَانِ لَامِ الْفِعْلِ مِنْ كُلٍّ مِنْ هَذِهِ الْأَفْعَالِ، وَغَيْرِهَا. نَحْوَ يَعْلَمُهُمْ وَنَحْشُرُهُمْ وَأَحَدُهُمَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَيْصِنٍ أَحَدُ أَئِمَّةِ الْقُرَّاءِ بِمَكَّةَ، وَقَرَأَ مُسْلِمُ بْنُ مُحَارِبٍ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِإِسْكَانِ التَّاءِ، وَقَرَأَ غَيْرُهُ وَرُسُلُنَا بِإِسْكَانِ اللَّامِ.
وَتَقَدَّمَ التَّنْبِيهُ عَلَى هَمْزِ بَارِئِكُمْ لِأَبِي عَمْرٍو إِذَا خُفِّفَ وَأَنَّ الصَّوَابَ عَدَمُ إِبْدَالِهِ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ، وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ الدُّورِيِّ عَنِ الْكِسَائِيِّ فِي إِمَالَةِ أَلِفِهِ فِي بَابِ الْإِمَالَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/214] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو عمرو {بارئكم} [54] في الموضعين هنا بإسكان الهمزة و{يأمركم}، و{تأمرهم} [الطور: 32]، و{يأمرهم} [الأعراف: 157]، و{ينصركم}، و{يشعركم} [الأنعام: 109] حيث وقع بإسكان الراء، وروى عنه جماعة الاختلاس في الكلمات الست، وروى بعضهم إتمام الحركة عن الدوري، وبذلك قرأ الباقون). [تقريب النشر في القراءات العشر: 453] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (446 - بارئكم يأمركم ينصركم = يأمرهم تأمرهم يشعركم
447 - سكّن أو اختلس حلاً والخلف طب = .... .... .... .... ....). [طيبة النشر: 62] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (بارئكم يأمركم ينصركم = يأمرهم تأمرهم يشعركم
أي وقرأ «بارئكم» في الموضعين هنا «ويأمركم» حيث أتى، وكذا «ينصركم، ويأمرهم، وتأمرهم، ويشعركم» بالإسكان والاختلاس أبو عمرو، والاختلاس:
هو إخفاء الحركة: قال بعض أئمتنا بحيث أن يكون ما يترك من الحركة أقل مما يأتي به حتى حدّه بعضهم، فقال: هو أن تأتي بثلثي الحركة. واختلف عن الدوري عنه، فروى عنه جماعة الإتمام كما سيأتي، وبه قرأ الباقون، ووجه الإسكان التخفيف، وأجرى المنفصل مجرى المتصل نحو: إبل وعضد وعنق، ووجه الاختلاس التخفيف مع مراعاة الأمرين، وظهرت قراءة الباقين من تلفظه بها ولم يرد ما ورد على غيره). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 174] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
بارئكم يأمركم ينصركم = يأمرهم تأمرهم يشعركم
سكن أو اختلس (ح) لا والخلف (ط) بـ = يغفر (مدا) أنّث هنا (ك) م و(ظ) رب
ش: [أي]: اختلف عن ذي حاء (حلا)، أبو عمرو، في إسكان الحروف المتقدمة، وهي: الهمزة من بارئكم [البقرة: 54]، والراء من الخمسة الباقية في اختلاسهما، وفي إشباعهما.
فقرأ أبو عمرو بإسكانهما.
وهكذا ورد النص عنه، وعن أصحابه من أكثر الطرق.
وبه قرأ الداني في رواية الدوري على عليّ الفارسي عن قراءته بذلك على أبي طاهر ابن أبي هاشم، وعلى أبي الفتح فارس عن قراءته بذلك على عبد الباقي بن الحسن.
وبه قرأ أيضا في رواية السوسي على شيخيه أبي الفتح وأبي الحسن وغيرهما، وهو الذي نص عليه لأبي عمرو بكماله أبو العلاء وشيخه أبو العز، وسبط الخياط، وابن سوار، وأكثر المؤلفين [شرقا وغربا].
وروي عنه الاختلاس فيهما جماعة من الأئمة، وهو الذي لم يذكر صاحب «العنوان» عن أبي عمرو من روايته سواه.
وبه قرأ الداني على أبي الفتح عن قراءته على السامري، وهو اختيار ابن مجاهد.
وروى أكثرهم الاختلاس من رواية الدوري، والإسكان من رواية السوسي.
وبه قرأ [الداني] على أبي الحسن وغيره.
وهو المنصوص في «الكافي» و«الهداية» و(التبصرة» و«التلخيص» و«الهادي»، وأكثر كتب المغاربة.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/157]
وروى بعضهم الإشباع عن الدوري خاصة، نص عليه أبو العز من طريق ابن مجاهد عن أبي الزعراء.
ومن طريق الوراق عن ابن فرح كلاهما عن الدوري.
وأطلق الصفراوي الخلاف في الإسكان والاختلاس والإشباع عن أبي عمرو بكماله؛ فصار عند [غير] الصفراوي للدوري ثلاثة [أوجه].
وللسوسي الإسكان، والاختلاس؛ فلذا قال: (والخلف طب) أي: اختلف عن الدوري فيما تقدم وفي غيره، وهو الإشباع.
تنبيه: بارئكم موضعان بالبقرة [الآية: 54]، ويأمركم، [البقرة: 67، النساء: 58] شرطه أن يقع مرفوعا على قراءته نحو إنّ الله يأمركم [البقرة: 67، النساء: 58] وو لا يأمركم [آل عمران: 80] وأ يأمركم بالكفر [آل عمران: 80] ويأمرهم بالمعروف [الأعراف: 157]، وأم تأمرهم أحلمهم [الطور: 32]، وينصركم: كذلك عامة نحو: ينصركم من بعده [آل عمران: 160]، [و] ينصركم من دون الرّحمن [الملك: 20].
وعلم شمول الحكم من الجمع وكسر همز بارئكم [البقرة: 54] وضم راء غيره لغير أبي عمرو من اللفظ.
وفهم من قوله: [سكن] أن الحكم منوط بالمتحرك؛ إذ هو الصالح للإسكان، فخرج إن ينصركم الله [آل عمران: 160] ومن مطلق لفظه بـ يأمركم [، و، وآل عمران: 80] ويأمرهم [الأعراف: 157]، وتأمرهم [الطور: 32]- قصر الخلاف على ما فيه ثلاث ضمات، فخرج لما تأمرنا [الفرقان: 60]، أو خرج بإضافة «تأمر» إلى «هم» و«كم» أو بحصر الأنواع.
[فائدة]:
لا يقال: الوزن يصح بالإسكان مع صلة الميم؛ لأنه لا قارئ به.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/158]
[تنبيه]:
قال الأهوازي: الاختلاس هنا: أن يأتي بثلثي الحركة، ويعني: بأكثرها، وإلا فهو:
تحديد ممتنع عقلا وعادة، بخلاف الروم فإنه الإتيان بأقلها مراعاة لمحليها، ويضبط بالمشافهة.
[وجه] الإسكان: نقل الفراء أنه لغة تميم، وأسد [وبعض] نجد؛ طلبا لتخفيف اجتماع ثلاث حركات ثقال، وإذا جاز إسكان حرف الإعراب وإذهابه في الإدغام للتخفيف، فإسكانه وإبقاؤه أولى، ومما جاء على هذه اللغة قراءة مسلمة بن محارب وبعولتهن [البقرة: 228] بإسكان التاء ورسلنا [الزخرف: 80] بإسكان اللام.
وأنشد سيبويه:
فاليوم أشرب غر مستحقب = إثما من الله ولا واغل
وأنشد أيضا:
رحت وفي رجليك ما فيهما = وقد بدا هنك من المئزر
وقال جرير:
سيروا بنى العمّ فالأهواز منزلكم = ونهر تيرى فلم تعرفكم العرب
وجه الاختلاس: ما نقل الأصمعي عن أبي عمرو، قال: سمعت أعرابيّا يختلس كسرة بارئكم [البقرة: 54] حتى كدت لا أفهم الهمزة، أي: حركتها.
ووجه الإتمام: أنه الأصل ومحافظة على دلالة الإعراب أيضا.
تنبيه:
تلخص مما ذكر أن للدوري، والسوسي الاختلاس، والإسكان للدوري، ثالث، وهو الإشباع.
تفريع:
قوله تعالى: إنّ الله يأمركم أن تذبحوا بقرة الآية [البقرة: 67]، أصولها المد والقصر
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/159]
مع تثليث الراء مع الهمزة، والتثليث [أيضا] مع الإبدال، ولا يكون إلا مع القصر.
فالحاصل تسعة في ثلاثة الجهلين [البقرة: 67] فالحاصل سبعة وعشرون، [في اثنين: الفتح والتقليل؛ فالحاصل أربعة وخمسون].
وقوله تعالى: فتوبوا إلى بارئكم [البقرة: 54] أصولها المد، والقصر مع تثليث الهمز، والقصر مع الإبدال، يضرب في سبعة الرّحيم [النمل: 30، والفاتحة: 3] تبلغ تسعة وأربعين وجها، هذا مع إظهار إنّه هو [الشعراء: 220] وأما مع إدغامه ولا يكون إلا مع القصر، ففيه أربعة أوجه في بارئكم [البقرة: 54] مع الإدغام بالسكون المجرد، وبالروم، وبالإشمام، فهذه اثنا عشر وجها تضرب أيضا في سبعة: الرّحيم [النمل: 30، والفاتحة: 3] تبلغ أربعة وثمانين وجها.
[فالحاصل] مائة وثلاثة وثلاثون وجها، ويحتاج كله إلى تتبع الطرق). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/160] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "بارئكم" [الآية: 54] في الموضعين الدوري عن الكسائي وفتحها الباقون وكذا حكم البارئ في الحشر). [إتحاف فضلاء البشر: 1/391]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في همز "بارئكم" [الآية: 54] معا وراء "يأمركم" [الآية: 67] المتصل بضمير جمع المخاطب وتأمرهم، ويأمرهم مخاطب أو غائب متصل بضمير غائب "وينصركم" مطلقا و"يشعركم" حيث وقع ذلك مرفوعا فأبو عمرو من أكثر الطرق بإسكان الهمزة والراء كما ورد عنه وعن أصحابه منصوصا، وعليه أكثر المؤلفين، وهي لغة بني أسد وتميم وبعض نجد طلبا للتخفيف عند اجتماع ثلاث حركات ثقال من نوع واحد كـ"يأمركم" أو نوعين كـ"بارئكم" وإذا جاز إسكان حرف
[إتحاف فضلاء البشر: 1/391]
الإعراب وإذهابه في الإدغام للتخفيف فإسكانه وإبقاؤه أولى، والحكم منوط بالمتحرك في نوعيه فخرج نحو: "إن ينصركم"
المجزوم وبالحركات الثقال نحو: "تأمرنا" لخفة الفتحة والصواب كما في النشر اختصاص الكلم المذكور أولا إذ النص فيها فخرج نحو: "يصوركم، ويحذركم، ونحشرهم، وانذركم، ويسيركم، ويطهركم" خلافا لمن ذكرها، وروى جماعة عنه من روايتيه الاختلاس فيهما، وعبر عنه بالإتيان بثلثي الحركة، قال الجعبري: معناه بأكثرها بخلاف الروم فإنه الإتيان بأقلها وروى أكثرهم الاختلاس عن الدوري والإسكان عن السوسي وعكس بعضهم، وروى بعضهم الإتمام عن الدوري وحده، وبه قرأ الباقون فصار للدوري ثلاثة، وللسوسي الإسكان والاختلاس، ولذا قال في الطيبة بعد ذكر الألفاظ:
سكن أو اختلس حلا والخلف طب
وافقه ابن محيصن على اختلاس بارئكم بخلف وعنه الإسكان في الكلمات الخمس ونحوهن مما اجتمع فيه ضمتان أو ثلاث نحو: يصوركم ويعلمكم ونطعمكم والاختلاس في ذلك كله من المفردة، وقال بعضهم: يختلس ابن محيصن الحركة من كلمة اجتمع فيها ضمتان وهي ستة أحرف إذا لم يكن فيها
[إتحاف فضلاء البشر: 1/392]
تشديد أو ساكن نحو: "يأمركم، وينصركم، ويحشرهم، ويشعركم، يذرؤكم، يكلؤكم" ونحوهن ا. هـ. ولا خلاف عن أبي عمرو في عدم إبدال همزة "بارئكم" معا حال سكونها إلا ما انفرد به ابن غلبون ومن تبعه من إبدالها ياء ساكنة، قال في النشر: وهو غير مرضي؛ لأن سكون الهمزة عارض فلا يعتد به ويوقف عليه لحمزة بالتسهيل بين بين، وإبدالها ياء على الرسم ضعيف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/393] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بارئكم} [54] معًا قرأ البصري بإسكان كسرة همزه، طلبًا للتخفيف، عند اجتماع ثلاث حركات، وأحرى إن تماثلت كـــ {يأمرهم} [الأعراف: 157] وهي لغة بني أسد وتميم وإذا جاز إسكان حرف الإعراب وإذهابه في الإدغام، فإسكانه وإبقاؤه أولى.
[غيث النفع: 379]
وزاد عنه الدوري اختلاسها، وهو الإتيان بأكثر الحركة، وجرى العمل بتقديمه، والباقون بالكسرة التامة، ولا يبدله السوسي.
وقوله في باب الهمز المفرد: ........... = وقال ابن غلبون بياء تبدلا
يشير به لقول أبي الحسن طاهر بن غلبون في تذكرته: «وكذا أيضًا السوسي بترك همز {بارئكم} في الموضعين» اهـ.
ولا يقرأ به لأنه ضعيف، وقد انفرد به ابن غلبون، ونقله المحقق، وقال: «إنه غير مرضي، لأن إسكان هذه الهمزة عارض تخفيفًا، فلا يعتد به، وإذا كان الساكن اللازم حالة الجزم والبناء لا يعتد به، فهذا أولى، وأيضًا فلو اعتد بسكونهما وأجريت مجرى اللازم كان إبدالها مخالفًا لأصل أبي عمرو، وذلك أنه يشتبه بأن يكون من (البرى) وهو التراب، وهو قد همز {مؤصدة} [البلد] ولم يخففها من أجل ذلك، مع أصالة السكون فيها، فكان الهمز في هذا أولى، وهو الصواب» اهـ.
ويشرحه أنا لو وقفنا على ما آخره همزة متحركة نحو {أنشأ} [الأنعام: 141] و{يستهزىء} [15] و{امرؤا} [النساء: 176] وسكنت للوقف، فهي محققة في مذهب من يبدل الهمزة الساكنة، لعروض السكون، وهذا مما لا خلاف فيه، ومن قال فيه بالإبدال خطؤوه.
[غيث النفع: 380]
فإن وقفت عليه لحمزة، ولا وقف عليهما، وقيل على الثاني كاف ففيه وجه واحد، وهو تسهيل همزه بين بين، وإبداله ياء محضة ضعيف لا يقرأ به). [غيث النفع: 381]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خيركم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم (54)}
{موسى}
تقدمت الإمالة فيه في الآية / 51 من هذه السورة.
{يا قوم}
هذا منادى مضاف إلى ياء المتكلم «يا قومي»، وقد حذفت الياء، واجتزئ بالكسرة عنها، وهذه اللغة أكثر ما في القرآن.
وجاء إثبات الياء ساكنة «يا قومي».
وقرأ ابن محيصن «یا قوم بضم الميم، وخصه بعضهم بما بعده همزة وصل فقط وهي قراءة عن ابن كثير، وبعض الرواة عن ابن محيصن بضمها له في الوصل دون الوقف.
{ظلمتم}
قرأ ورش بتغليظ اللام.
{إلى بارئكم}
- قرأ الجمهور بظهور حركة الإعراب وهي الكسرة على الهمزة «بارئكم".
- وروى سيبويه عن أبي عمرو وهارون الاختلاس، وبه قرأ الدوري.
وقال الزجاج: «وأحسب أن الرواية الصحيحة ما روى سيبويه؛ فإنه أضبط لما روى».
[معجم القراءات: 1/100]
- وقرأ أبو عمرو واليزيدي وسيبويه والسوسي وعبد الوارث والداني والفارسي وابن طاهر بالإسكان «بارئكم، وذلك إجراء للمنفصل من كلمتين مجرى المتصل من كلمة؛ فإنه يجوز تسكين مثل «إبل»، فأجرى المكسورات في بارئكم مجرى «إبل».
- وإسكان الهمزة لغة" بني أسد وتميم، وبعض نجد؛ طلبا للتخفيف، قال ابن جني: "مختلسة غير ممكن كسر الهمزة، حتى دعا ذلك من لطف عليه تحصيل اللفظ أن ادعى أن أبا عمرو كان يسكن الهمزة، والذي رواه صاحب الكتاب اختلاس هذه الحركة إلا حذفها البتة، وهو أضبط لهذا الأمر من غيره من القراء الذين رووه ساكنة، ولم يؤت القوم في ذلك من ضعف أمانة ولكن أتوا من ضعف دراية".
وعلق المحقق على هذا بقوله: "وهذا الذي رواه صاحب الكتاب ورواه القراء أيضا، ورووا مع هذا الإسكان، وممن روى الإسكان أبو محمد اليزيدي، وهو من هو في القراءة والبصر بالعربية، ومثل أبي محمد ما كان ليرمي بإساءة السمع.." !!
- ووقف عليه حمزة بالتسهيل بين بين.
- وقرأ الزهري ونافع والأشهب وأبو طاهر عن ابن مجاهد عن
[معجم القراءات: 1/101]
إسماعيل بالياء باريكم، وذكر مكي عن اليزيدي مثل هذا.
- وقرأه الدوري عن الكسائي بالإمالة بارئكم.
- والباقون على الفتح.
{فاقتلوا}
قرأ قتادة فيما نقل المهدوي عن ابن عطية والتبريزي وغيرهم (فاقتلوا أنفسكم).
وقال الثعلبي: «قرأ قتادة «فاقتالوا أنفسكم».
وقراءة قتادة عند ابن خالويه: «فاقيلوا أنفسكم». كذا جاء الضبط فيه.
- وقراءة الجمهور «فاقتلوا» على الطلب من «قتل».
{إنه هو التواب}
إدغام الهاء " الهاء وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب). [معجم القراءات: 1/102]

قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (" الصَّعقَةُ " بغير ألف في جميع القرآن ابن مُحَيْصِن، قال نصر بن علي: إلا (صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ)، وافق علي ومحمد في الأول في " والذاريات "، الباقون (الصَّاعِقَةُ) بألف، وهو الاختيار لموافقة الجماعة والمصحف ولأنه أفخم). [الكامل في القراءات العشر: 485]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ السُّوسِيِّ فِي إِمَالَةِ رَاءِ نَرَى اللَّهَ آخِرَ بَابِ الْإِمَالَةِ، وَكَذَلِكَ تَقَدَّمَ ذِكْرُ
[النشر في القراءات العشر: 2/214]
الْوَجْهَيْنِ فِي تَرْقِيقِ اللَّامِ مِنَ اسْمِ اللَّهِ تَعَالَى بَعْدَهَا فِي بَابِ اللَّامَاتِ). [النشر في القراءات العشر: 2/215]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم أبو عمرو من روايتيه النون في اللام من "نُؤْمِنَ لَك" [الآية: 55] مع إبدال الهمز الساكن واوا وله الإظهار مع الهمز وعدمه، فهي ثلاثة أوجه، تقدم نظيرها في "حَيْثُ شِئْتُمَا" وافقه يعقوب في الإدغام من المصباح). [إتحاف فضلاء البشر: 1/393]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "نَرَى اللَّه" [الآية: 55] وصلا ونحوه كـ"فَسَيَرَى اللَّه" وهو في ثلاثين موضعا السوسي بخلف عنه، واختلف عنه أيضا في ترقيق لام الجلالة من ذلك حال الإمالة وتفخيمها، وكلاهما جائز منقول صحيح وعن ابن محيصن "الصاعقة" [الآية: 55] حيث جاء بحذف الألف وسكون العين واختلف عنه في الذاريات "وغلظ" الأزرق لام وظللنا وما ظلمونا بخلف عنه، وأشار إلى ترجيح التغليظ في الطيبة بقوله:
[إتحاف فضلاء البشر: 1/393]
وقيل عند الطاء والظاء والأصح تفخيمها). [إتحاف فضلاء البشر: 1/394]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتهم الصاعقة وأنتم تنظرون (55)}
{موسى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية 51 من هذه السورة.
{لن نؤمن}
- قرأ ورش وأبو جعفر وأبو عمرو بخلف عنه بإبدال الهمزة واوا في الحالين «لن نؤمن».
وكذا قرأ حمزة في الوقف.
[معجم القراءات: 1/102]
{لن نؤمن لك}
- قراءة إدغام النون في اللام عن أبي عمرو ويعقوب وصورتها(نؤملك).
وإدغام أبي عمرو يكون مع إبدال الهمزة واو ساكنة «نوملك».
- وروي عن أبي عمرو أيضا الإظهار مع الهمز، وعدمه.
{نرى}
- الإمالة فيه في الوقف عن حمزة والكسائي وخلف وأبي عمرو.
والإمالة في الوصل عن السوسي.
وقرأ ورش والأزرق بالفتح والتقليل.
وذكر أبو حيان الإمالة عن أبي عمرو في سورة الرحمن، وسياق الحديث يدل على أن الإمالة في الوصل، وأن الألف تسقط لفظا، وكأن الراء هي الممالة وحدها.
{نرى الله}
. اختلف عن السوسي في ترقيق اللام حال الإمالة وتفخيمها، وكلاهما جائز منقول صحيح.
{جهرة}
- قرأ ابن عباس وسهل بن شعيب وحميد بن قيس وطلحة «جهرة» بفتح الهاء.
- وقراءة الجمهور «جهرة بإسكانها.
[معجم القراءات: 1/103]
{الصاعقة}
- قرأ عمر وعلي وعثمان وابن محيصن وابن عباس والكسائي «الصعقة»، وهذا مروي عن ابن محيصن في كل القرآن، واختلف عنه في الذاريات/آ 44.
- وقراءة الجماعة «الصاعقة» بألف). [معجم القراءات: 1/104]

قوله تعالى: {ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56)}

قوله تعالى: {وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ الْأَزْرَقِ فِي تَفْخِيمِ اللَّامِ مِنْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ، وَمَا ظَلَمُونَا فِي بَابِ اللَّامَاتِ أَيْضًا). [النشر في القراءات العشر: 2/215]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "السلوى" [الآية: 57] حمزة والكسائي وكذا خلف، وقرأ أبو عمرو كالأزرق بالتقليل والفتح). [إتحاف فضلاء البشر: 1/394]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وظللنا} [57] غلظ ورش لامه الأولى، لأن ما قبله ظاء لا ضاد، و{ظلمونا} مثله). [غيث النفع: 381]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون (57)}
{ظللنا}
الأزرق وورش اللام بخلاف عنهما.
{السلوى}
- قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف.
- وقرأه أبو عمرو والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
{ظلمونا}
- غلظ الأزق وورش اللام بخلاف عنهما). [معجم القراءات: 1/104]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 11:44 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (58) إلى الآية (59) ]

{وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59) }

قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (23 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله تَعَالَى {نغفر لكم خطاياكم} 57 فِي النُّون وَالْيَاء وَالتَّاء
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {نغفر لكم} بالنُّون
وَقَرَأَ نَافِع {يغْفر لكم} بِالْيَاءِ مَرْفُوعَة على مالم يسم فَاعله وَقَرَأَ ابْن عَامر (تغْفر لكم) مَضْمُومَة التَّاء
وَلم يَخْتَلِفُوا فِي {خطاياكم} فِي هَذِه السُّورَة غير أَن عَليّ بن حَمْزَة الْكسَائي كَانَ يميلها وَحده وَالْبَاقُونَ لَا يميلون). [السبعة في القراءات: 156]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({يغفر لكم} بالياء مدني بالتاء شامي). [الغاية في القراءات العشر: 177]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({شئتما} [35]، و{شئتم} [58]، وبابه: بلا همز أبو عمرو، والأعشى، وورش طريق الأسدي، ويزيد. بالوجهين ابن عيسى عن أصحابه عن ورش).[المنتهى: 2/566] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({يغفر} [58]: بالياء مدني وجبلة، بالتاء دمشقي وأبو زيد عن المفضل وأبو الأزهر طريق بكر. بإدغام الراء في اللام
[المنتهى: 2/571]
أبو عمرو غير أبي زيد وأبي أيوب، وحمصي).[المنتهى: 2/572]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع (يغفر لكم) بالياء، وقرأ ابن عامر بالتاء، وقرأ الباقون بنون مفتوحة. قرأ أبو عمرو في رواية الرقيين في كل راء ساكنة أتت اللام بعدها بالإدغام نحو (يغفر لكم- و(ينشر لكم- وشبهه، وقرأ الباقون بالإظهار). [التبصرة: 156]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {يغفر لكم} (58): بالياء مضمومة، وفتح الفاء.
وابن عامر: بالتاء، وفتح الفاء.
والباقون: بالنون مفتوحة، وكسر الفاء). [التيسير في القراءات السبع: 227]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وأبو جعفر (يغفر لكم) بالياء مضمومة وفتح الفاء وابن عامر بالتّاء مضمومة وفتح الفاء والباقون بالنّون مفتوحة وكسر الفاء). [تحبير التيسير: 287]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (حِطَّةٌ) نصب ابن أبي عبلة، الباقون رفع، وهو الاختيار على الحكاية، وهو أولى من المصدر (يَغْفِرْ لَكُمْ) بالياء، وفتحها أبو خليد، وابن المنادي عن نافع، وقرأ باقي أهل المدينة غير اختيار ورش، والنحاس وجبلة عن المفصل (يُغْفَرْ) بالياء وضمها، وقرأ النحاس،
[الكامل في القراءات العشر: 485]
وأبو الأزهر عن بكر بن سهل، وأبو زيد عن المفضل، ودمشقي، وأبو حيوة، وقَتَادَة، والْجَحْدَرِيّ (تُغفَر) بالتاء وضمها، الباقون بالنون وفتحها، وهو الاختيار لقوله: (وَسَنَزِيدُ) ). [الكامل في القراءات العشر: 486]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([58]- {نَغْفِرْ لَكُمْ} بالياء مبنيا للمفعول: نافع.
بالتاء مثله: ابن عامر.
الباقون: بالنون مبنيا للفاعل). [الإقناع: 2/598]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (456 - وَفِيهَا وَفِي الأَعْرَافِ نَغْفِرْ بِنُونِهِ = وَلاَ ضَمَّ وَاكْسِرْ فَاءه حِينَ ظَلَّلاَ
457 - وَذَكِّرْ هُنَا أَصْلاً وَلِلشَّامِ أَنَّثُوا = وَعَنْ نَافِعٍ مَعْهُ في الأعْرَافِ وُصِّلاَ). [الشاطبية: 37]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([456] وفيها وفي الأعراف نغفر بنونه = ولا ضم واكسر فاعه (حـ)ين (ظـ)للا
من قرأ {نغفر}، فلقوله: {وإذ قلنا}؛ كأنه قال: قلنا ادخلوا نغفر، وبعده {وسنزيد المحسنين}.
فقد شهد له ما قبله وما بعده، فأمكنت الإقامة في ظله.
[457] وذكر هنا (أ)صلا ولـ(لشام) أنثوا = وعن (نافع) معه في الأعراف وصلا
قوله: (أصلًا)، لأن تأنيث الخطايا غير حقيقي. فهو في الأصل راجع إلى معنى الخطأ.
ومن أنث، اعتبر اللفظ، لأنه مؤنث.
وعن نافع مع ابن عامر في الأعراف وصل التأنيث؛ يعني: نقل فوصل إلينا). [فتح الوصيد: 2/634]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [456] وفيها وفي الأعراف نغفر بنونه = ولا ضم واكسر فاءه حين ظللا
ب: (التظليل): أن يُلقى عليك الظل.
ح: (فيها): ظرف (نغفر)، والضمير: للبقرة، والهاء في (نونه) و (فاءه): راجع إلى لفظ (نغفر)، خبر (لا ضم): محذوف، أي: في تلك النون، ضمير (ظللا): للفظ (نغفر).
ص: يعني: قرأ أبو عمرو وابن كثير والكوفيون: {نغفر لكم خطاياكم} في البقرة [58]، وفي الأعراف [161] {نغفر} بالنون بلا ضم، أي: مفتوحة، لأن ضد الضم الفتح، وبفاء مكسورة على إسناد الفعل إلى الله، ولهذا قال: (ظللا)، أي: يلقى عليهم ظل غفران الله.
[457] وذكر هنا أصلًا وللشام أنثوا = وعن نافعٍ معه في الأعراف وصلا
ح: مفعول (ذكر) و (أنثوا): محذوف، أي: (نغفر)، و (هنا): إشارة
[كنز المعاني: 2/15]
إلى البقرة، ضمير (معه): للشامي، ضمير (وصلا): للتأنيث، أي: وصل التأنيث إلينا بالنقل.
ص: أي: قرأ بالتذكير في سورة البقرة نافع، أي: {يُغفر} [58] بالياء المضمومة والفاء المفتوحة، يعلم من قوله: (ولا ضم واكسر)؛ لأن الفتح ضد الكسر.
وقرأ ابن عامر الشامي هنا بالتأنيث، أي: بالتاء المضمومة والفاء المفتوحة، وفي سورة الأعراف [161] اتفق نافع وابن عامر في تأنيث {تغفر}.
فالتأنيث فيهما على الأصل، والتذكير على أن التأنيث غير حقيقي، وفرَّق نافع بين الأعراف والبقرة لأنه يقرأ في الأعراف {خطيئاتكم} [161] على جمع التصحيح، فقوي أمر التأنيث لوجود التاء، وقرأ في البقرة {خطاياكم} [58] فلم يقو). [كنز المعاني: 2/16]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (454- وَفِيهَا وَفِي الأَعْرَافِ نَغْفِرْ بِنُونِهِ،.. وَلاَ ضَمَّ وَاكْسِرْ فَاءه [حِـ]ـينَ [ظَـ]ـلَّلاَ
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/293]
فيها يعني في البقرة: {نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ}، ولا ضم يعني الفتح في النون فتأخذ للغير بالضم وفتح الفاء وضد النون الياء ووجه النون أن قبله: {وَإِذْ قُلْنَا}، فهي نون العظمة، فأشار بقوله: حين ظللا إلى أنهم في ظل غفرانه سبحانه وتعالى:
455-
وَذَكِّرْ هُنَا "أَ"صْلًا وَلِلشَّامِ أَنَّثُوا،.. وَعَنْ نَافِعٍ مَعْهُ في الأعْرَافِ وُصِّلا
ذكر في هذا البيت مذهب من بقي وهو نافع وابن عامر فقراءة نافع هنا على الضد من قراءة الجماعة بضم الياء وفتح الفاء وقراءته في الأعراف كقراءة ابن عامر في الموضعين: بضم التاء المثناة من فوق وهو معنى قوله أنثوا وقوله: وذكر أي اجعل موضع النون ياء مثناة من تحت، وقد تقدم أن التأنيث غير الحقيقي يجوز فيه التذكير، فلهذا قال: أصلا؛ لأن الخطايا راجعة إلى معنى الخطأ ونافع يقرأ في الأعراف: "خطيئتكم" على جمع السلامة ففيه تاء التأنيث لفظا، فترجح اعتبار التأنيث، فلهذا أنث فيها، وفي البقرة يقرأ: "خطايا" وهو جمع تأنيثه معنوي، فضعف أمر التأنيث فذكر، وابن عامر أنث اعتبارا للمعنى، وهو في الأعراف آكد؛ لأنه يقرأ فيها بالإفراد: "خطيئتكم".
والضمير في "وصلا" راجع إلى التأنيث المفهوم من قوله: أنثوا؛ أي وصل التأنيث إلينا بالنقل عن نافع مع ابن عامر في الأعراف، والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/294]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (456 - وفيها وفي الأعراف نغفر بنونه ... ولا ضمّ واكسر فاءه حين ظلّلا
457 - وذكر هنا أصلا وللشّام أنّثوا ... وعن نافع معه في الاعراف وصّلا
قرأ أبو عمرو وابن كثير والكوفيون نَغْفِرْ لَكُمْ* هنا وفي الأعراف بنون العظمة في أوله ولا ضم فيها فتكون مفتوحة؛ لأن الفتح ضد الضم وبكسر الفاء، وبقى من القراء السبعة:
نافع والشامي وهو ابن عامر. أما نافع: فأمر الناظم أن يقرأ له بياء التذكير بدلا من النون هنا مع ضم هذه الياء ويؤخذ له ضمها من الضد؛ لأنه نفي الضم عن النون في قراءة الجماعة فيكون ثابتا في الحرف الذي في مكان النون وهو الياء في قراءة نافع والتاء في قراءة ابن عامر ويقرأ لنافع بفتح الفاء؛ لأنه ضد الكسر، وأما ابن عامر: فأمر أن يقرأ له بتاء التأنيث المضمومة بدلا من النون في الموضعين هنا وفي الأعراف بدليل قوله: (معه في الاعراف) ويقرأ لابن عامر بفتح الفاء أيضا؛ لأنه ضد الكسر كما سبق. ثم ذكر أن نافعا يشارك ابن عامر في القراءة بالتأنيث في سورة الأعراف فتلخص من كل ما سبق أن البصري والمكي والكوفيين يقرءون نَغْفِرْ* في السورتين بالنون المفتوحة وكسر الفاء وأن نافعا يقرأ في البقرة بالياء المضمومة وفتح الفاء وفي الأعراف بالتاء المضمومة وفتح الفاء وأن ابن عامر يقرأ بالتاء المضمومة وفتح الفاء في الموضعين.
ويؤخذ من هذا أنه لا قراءة في الأعراف بالياء فالخلف فيها دائر بين القراءة بالنون المفتوحة
وكسر الفاء- وهي قراءة البصري والمكي والكوفيين-
[الوافي في شرح الشاطبية: 203]
والقراءة بالتاء المضمومة وفتح الفاء وهي قراءة نافع وابن عامر، والله تعالى أعلم). [الوافي في شرح الشاطبية: 204]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: نَغْفِرْ هُنَا وَالْأَعْرَافِ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ بِالتَّأْنِيثِ فِيهِمَا. وَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ بِالتَّذْكِيرِ هُنَا وَالتَّأْنِيثِ فِي الْأَعْرَافِ، وَوَافَقَهُمَا يَعْقُوبُ فِي الْأَعْرَافِ. وَاتَّفَقَ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةُ عَلَى ضَمِ حَرْفِ الْمُضَارَعَةِ وَفَتْحِ الْفَاءِ. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنُّونِ وَفَتْحِهَا وَكَسْرِ الْفَاءِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ، وَتَقَدَّمَ الْخِلَافُ فِي إِدْغَامِ الرَّاءِ مِنْ نَغْفِرْ فِي اللَّامِ مِنْ بَابِ حُرُوفٍ قَرُبَتْ مَخَارِجُهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/215]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ الْكِسَائِيِّ فِي إِمَالَةِ خَطَايَا وَمَذْهَبُ الْأَزْرَقِ فِي تَقْلِيلِهَا مِنْ بَابِ الْإِمَالَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/215]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر {نغفر لكم} هنا [58]، وفي الأعراف [161] بالتأنيث وضم التاء وفتح الفاء، وافقه المدنيان ويعقوب في الأعراف، وقرأ المدنيان هنا بالتذكير وضم الياء وفتح الفاء، والباقون بالنون وفتحها وكسر الفاء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 453]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (447- .... .... .... .... .... = يغفر مدًا أنّث هنا كم وظرب
448 - عمّ بالاعراف ونون الغير لا = تضمّ واكسر فاءهم ....). [طيبة النشر: 62]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (سكّن أو اختلس (ح) لا والخلف (ط) ب = يغفر (مدا) أنّث هنا (ك) م و (ظ) رب
قوله: (يغفر) يعني قوله تعالى «يغفر لكم خطاياكم» هنا، قرأه على التذكير كما لفظ به نافع وأبو جعفر واستغنى فيه باللفظ عن القيد كما قرره في الخطبة حيث قال: وأطلق رفعا وتذكيرا وغيبا حققا، وهذا أول موضع وقع له من ذلك، وقرأه بالتأنيث ابن عامر كما قيده، وكذا قرأ حرف الأعراف أي بالتأنيث يعقوب ونافع وأبو جعفر وابن عامر، وهذا معنى قوله: وظرب عم بالأعراف، والباقون بالنون كما سيأتي في البيت بعده.
(عمّ) بالأعراف ونون الغير لا = تضمّ واكسر فاءهم وأبدلا
قوله: (ونون الغير) أي غير من ذكره في البيت السابق وهذا البيت، وهم نافع وأبو جعفر وابن عامر في البقرة ويعقوب، ونافع وأبو جعفر وابن عامر في حرف الأعراف، وقوله لا تضم: أي بفتح النون مع كسر الفاء ويصير الباقون بضم ياء التذكير وتاء التأنيث في البقرة وبضم تاء التأنيث في الأعراف مع فتح الفاء
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 174]
فيهما الذي هو ضد الكسر، والنون هنا ليس لها مفهوم، إذ قد قدم التذكير والتأنيث لمن ذكر، وأضاف النون للغير والفاء للقراء للملابسة). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 175]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (قوله: (يغفر مدا).
أي: قرأ مدلول (مدا) نافع وأبو جعفر [يغفر لكم] [البقرة: 58] بالياء المثناة تحت وبضمها.
وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر هنا بالتاء على التأنيث.
ثم كمل فقال:
ص:
(عمّ) بالأعراف ونون الغير لا = تضمّ واكسر فاءهم وأبدلا
ش: أي: وقرأ ذو ظاء (ظرب) آخر الأول [يعقوب] ومدلول (عم) [نافع وأبو جعفر وابن عامر]: تغفر لكم خطاياكم في الأعراف [الآية: 161] بالتاء المثناة فوق وضمها.
وقرأ الباقون بالنون المفتوحة وبكسر الفاء في السورتين.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/160]
تنبيه:
فهمت ياء التذكير لنافع من الإطلاق، وضمها من مفهوم قوله: (ونون الغير لا تضم)؛ فصار المدنيان هنا بياء التذكير، وابن عامر بتاء التأنيث المضومتين وفي الأعراف ثلاثتهم بتاء التأنيث، ووافقهم يعقوب فيها، والباقون بالنون المفتوحة في السورتين.
[ووجه النون: بناء] الفعل للفاعل على وجه التعظيم.
ووجه الضم: بناؤه للمفعول: إما للعلم بالفاعل؛ إذ قد تعين عز وجل بغفران الذنوب، أو تعظيما له كما تقرر في النحو.
ووجه التذكير، والتأنيث: أن الفعل المسند إلى جمع مكسر مذكر أو مؤنث حقيقي أو مجازي يجوز تذكيره بتقدير جمع، وتأنيثه باعتبار جماعة.
ووجه تذكير «البقرة» وتأنيث «الأعراف» تغليب جانبه بالتاء، [وقوى الوجه بها لنصها ] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/161]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة: اتفقوا هنا على تكسير خطاياكم [البقرة: 58]، وتقدم إمالة الكسائي والأزرق «خطايا» ومذهب أبي جعفر في إخفاء قولا غير [البقرة: 59] ومذهبه هو ونافع في والصّابئين [البقرة: 62، والحج: 17]، وإمالة: والنصارى [البقرة: 62، والمائدة: 69، والحج: 17] وإمالة العين لأبي عثمان عن الدوري). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/161] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم حكم "حَيْثُ شِئْتُمَا" [الآية: 58] إدغاما وإبدالا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/394]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يغفر" [الآية: 58] هنا و[الأعراف الآية: 161] فابن عامر بالتأنيث فيهما، وقرأ نافع وكذا أبو جعفر بالتذكير هنا، والتأنيث في الأعراف وكذا يعقوب بالتأنيث في الأعراف ووجه الكل لا يخفى؛ لأن الفعل مسند إلى مجازي التأنيث واتفق هؤلاء الأربعة على ضم حرف المضارعة، وفتح الفاء على البناء للمفعول، والباقون بنون مفتوحة وفاء مكسورة في الموضعين على البناء للفاعل). [إتحاف فضلاء البشر: 1/394]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ أبو عمرو بخلف عن الدوري "تَغْفِرُ لَكُم" [الآية: 58] بإدغام الراء في اللام، وفي النشر تفريع الخلاف على الإدغام الكبير، فإذا أخذ به أدغم هذا بلا خلاف، وإلا فالخلاف متجه في هذا، والأكثرون على الإدغام والباقون بالإظهار). [إتحاف فضلاء البشر: 1/394]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واتفقوا هنا على "خطايا" [الآية: 58] كبقايا وأماله الكسائي وحده وبالفتح والتقليل الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/394]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يغفر} [58] قرأ نافع بضم الياء، وفتح الفاء والشامي مثله، إلا أنه يجعل موضع التحتية تاء فوقية، والباقون بنون مفتوحة، مع كسر الفاء، ولا خلاف بينهم هنا أن {خطاياكم} على وزن (قضاياكم) ). [غيث النفع: 381]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاباكم وسنزيد المحسنين (58)}
{هذه}
عن ابن محيصن هذي بياء ساكنة بدل الهاء وصلا، وتحذف هذه الياء للساكنين في حالة الوصل، و«هذي» لفة في «هذه».
[معجم القراءات: 1/104]
{حيث شئتم}
- قرأ أبو عمرو بإدغام الثاء في الشين مع إبدال الهمزة الساكنة ياء (حيث شئتم). ويمتنع له الإدغام مع الهمز.
- وروي هذا الإدغام عن يعقوب أيضا.
وتقدم مثل هذا في الآية /۳۰ «حيث شئتما».
{رغدا}
قرأ النخعي رغدا بإسكان الغين.
وتقدمت في الآية/35 عن ابن وثاب أيضا.
- وقراءة الجماعة على الفتح «رغدا».
{حطة}
- قرأ إبراهيم بن أبي عبلة والأخفش وابن السميفع وطاووس اليمني (حطة) بالنصب على المصدر.
- وقراءة الجماعة على الرفع حطة على إضمار مبتدأ، أي: أمرنا حطة.
{نغفر}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي (نغفر) بالنون.
- وقرأ أبو بكر والجعفي وعاصم والأعمش والحسن ونافع وأبان يغفر بالياء المفتوحة.
[معجم القراءات: 1/105]
وقرأ نافع وأبو جعفر وقتادة والحسن وأبو حيوة (يُغفر) بالياء المضمومة وفتح الفاء.
وقرأ ابن عامر ومجاهد والحجدري وقتادة وأبو حيوة وجبلة عن المفضل (تغفر) بالتاء المضمومة وفتح الفاء.
وقرأت طائفة (تغفر) بفتح التاء وكسر الفاء، وكأن الحطة تكون سبب الغفران.
{نغفر لكم}
وقرأ الجمهور بإظهار الراء عند اللام.
وأدغم الراء في اللام أبو عمرو والدوري واليزيدي، ومثل هذا ما ماثلة في القرآن، وهو ضعيف عند البصريين.
وذهب بعض البصريين إلي أن أبا عمرو أخفي الراء فتوهم السامع أنه أدغم.
[معجم القراءات: 1/106]
وروي عن أبي عمرو الإظهار أيضا.
{خطاياكم}
قرأ الجحدري والأعمش وقتادة والحس وعاصم (خطيئتكم) بالإفراد والرفع.
وقرأ الأعمش (خطيئتكم) بالإفراد والنصب.
وقرأ أبو حيوة والحسن (خطيئاتكم) بالجمع السالم والرفع علي أنه مفعول ما لم يسم فاعله.
وقرأ الأعمش والحسن (خطيئاتكم) بالجمع المسلم والنصب.
وقرأ الأهوازي وأبو حيوة والكسائي (خطأياكم) بهمز الألف الأولي وسكون الثانية.
ونقل عن ابن كثير والأهوازي وأبو حيوة عكس القراءة السابقة (خطايأكم)
وقراءة الجماعة (خطاياكم)
[معجم القراءات: 1/107]
{خطاياكم}
وقرأه الكسائي بالإمالة، وروي هذا عن الأزرق.
وروي عن الأزرق وورش بالفتح والتقليل.
وعن العلماء خلاف في موضع الإمالة، الياء أو الطاء، أو هما معا.
قال الصفراوي (بإمالة الياء حيث وقع ابن شنبوذ لورش عن نافع..) ). [معجم القراءات: 1/108]

قوله تعالى: {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({قولًا غير} [59]، و{من خلاف} [المائدة: 33] بإخفاء الغنة عند الغين والخاء حيث جاء يزيد وإسحاق وأبو نشيط
[المنتهى: 2/572]
[مخير: العمري]).[المنتهى: 2/573]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (رِجْزًا) بضم الراء في جميع القرآن إلا (وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ)، و(رِجْزَ الشَّيْطَانِ) مجاهد، والقورسي عن أبي جعفر، وابن مُحَيْصِن، وَحُمَيْد، الباقون بكسر الراء، وهو الاختيار لموافقة السبعة ولأنه أشهر اللغتين، ولاتفاقهم على رجز الشيطان، وأما (وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ) فنذكره في موضعه (يَفسُقُونَ) بكسر السين حيث وقع الْأَعْمَش، الباقون بضمها، وهو الاختيار؛ لأنه أشمهر اللغتين). [الكامل في القراءات العشر: 486]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ أَبِي جَعْفَرٍ فِي إِخْفَاءِ التَّنْوِينِ مِنْ نَحْوِ قَوْلِهِ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي فِي بَابِ أَحْكَامِ النُّونِ السَّاكِنَةِ وَالتَّنْوِينِ). [النشر في القراءات العشر: 2/215]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة: اتفقوا هنا على تكسير خطاياكم [البقرة: 58]، وتقدم إمالة الكسائي والأزرق «خطايا» ومذهب أبي جعفر في إخفاء قولا غير [البقرة: 59] ومذهبه هو ونافع في والصّابئين [البقرة: 62، والحج: 17]، وإمالة: والنصارى [البقرة: 62، والمائدة: 69، والحج: 17] وإمالة العين لأبي عثمان عن الدوري). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/161] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "قولا غير" [الآية: 59] بإخفاء التنوين عند الغين أبو جعفر وتقدم حكم إدغام "قيل لهم" لأبي عمرو ويعقوب، وإشمام كسرة القاف لهشام والكسائي ورويس، وكذا تغليظ الأزرق "ظلموا" بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/394]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن "رجزا" [الآية: 59] بضم كسر الراء حيث وقع وهو لغة وعن الأعمش). [إتحاف فضلاء البشر: 1/394]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("يفسقون" [الآية: 59] بكسر ضم السين حيث جاء وهو لغة أيضا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/394]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قيل} [59] تقدم قريبا). [غيث النفع: 381]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {فبدل الذين ظلموا قولا غير الذى قيل لهم فأنزلنا علي الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون (59)}
{ظلموا}
قراءة الأزرق وورش بتغليظ اللام.
{قولا غير}
- قرأ أبو جعفر بإخفاء التنوين مع الغنة عند الغين.
وقراءة الباقين بالإظهار.
{غير}
- قراءة الأزرق وورش الراء.
{قيل}
- قرأ هشام والكسائي ورويس بإشمام كسرة القاف الضم وانظر الآية /11 مما تقدم ففيها تفصيل أوفي.
{قيل لهم}
أدغم اللام في اللام أبو عمرو ويعقوب.
{رجزا}
قرأ ابن محيض (رجزا) بضم الراء، وهي لغة في (الرجز) نقلت
[معجم القراءات: 1/108]
عن بني الصعدات.
والكسر قراءة الجماعة (رجزا).
{يفسقون}
قرأ النخعي وابن وثاب والأعمش (يفسقون) بكسر السين، وهي لغة.
والجمهور علي القراءة بالضم (يفسقون) ). [معجم القراءات: 1/109]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:14 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة