العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > القراءات والإقراء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 03:57 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنعام
[ من الآية (19) إلى الآية (20) ]
{قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آَلِهَةً أُخْرَى قُلْ لَا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (19) الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (20)}

قوله تعالى: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آَلِهَةً أُخْرَى قُلْ لَا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (19)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({أئنكم} [19]، و{أءذا} [الرعد: 5]، و{أءنا} [الرعد: 5]، و{أءله} [النمل: 60]، ونحوه: بهمزتين كوفي، شامي، وسلام، وروح، والمنهال، وأيوب.
[المنتهى: 2/671]
بهمزة بعدها كسرة، كالياء بلا مد مكي، وورش، وسهل وزيد ورويس، والبخاري غير الحريري، وافق المفضل في {أئن ذكرتم} في يس [19]، الباقون بالمد. وافق عيسى في مد {أءنك} في يوسف [90]، وأبو بشر في مد {أئذا} به في النازعات [11].
بين الهمزتين مدة: هشام إلا البلخي، وقرأت عن أبي زيد بالوجهين:
[المنتهى: 2/672]
أحدهما كاليزيدي، والثاني كهشام. وافق الوليدان هشامًا في {أءله} [النمل: 60، 61، 62] فيهن، و{أئن ذكرتم} في يس [19]، زاد أبو بشر {أءذا} هو في النمل [67]. (استهزي) [10]: بلا همز، حيث وقع يزيد، والشموني). [المنتهى: 2/673]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ فِي بَابِ الْهَمْزَتَيْنِ مِنْ كَلِمَةٍ). [النشر في القراءات العشر: 2/257]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({أئنكم لتشهدون} [19] ذكر في الهمزتين من كلمة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 505]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "أئنكم لتشهدون" [الآية: 19] بتسهيل الهمزة الثانية كالياء مع الفصل بالألف قالون وأبو عمرو وأبو جعفر، وقرأ ورش وابن كثير بالتسهيل كذلك، لكن بلا فصل، وقرأ ابن ذكوان وعاصم وحمزة والكسائي وخلف وروح بالتحقيق بلا فصل، وبه قرأ هشام من طريق الداجواني ومن طريق الجمال عن الحلواني، وقرأ بالمد مع التحقيق من طريق ابن عبدان عن الحلواني، وجاء أيضا من طريق الجمال عنه ومن طريق الشذائي عن الداجواني،وكذا اختلف عن رويس في هذا الموضع فحققه من طريق أبي الطيب فخالف أصله وأجرى له الوجهين التحقيق والتسهيل في الطيبة وغيرها، وهو بالقصر على أصله). [إتحاف فضلاء البشر: 2/7]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ويوقف لحمزة وهشام بخلفه على "برئ" [الآية: 19] للإدغام فقط، وتجوز الإشارة بالروم والإشمام). [إتحاف فضلاء البشر: 2/7]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {القرءان} [19] قرأ المكي بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها وحذفها، والباقون بإثبات الهمزة، وسكون الراء). [غيث النفع: 570]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أينكم} قرأ الحرميان والبصري بتسهيل الهمزة الثانية، والباقون بتحقيقها، وأدخل بين الهمزتين ألفًا قالون والبصري وهشام يخلف عنه، والباقون بلا إدخال، وهو الطريق الثاني لهشام). [غيث النفع: 570]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آَلِهَةً أُخْرَى قُلْ لَا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (19)}
{شَيْءٍ}
- تقدمت القراءة فيه في الآيتين/20 و106 من سورة البقرة.
{أَكْبَرُ شَهَادَةً}
- قراءة الجماعة (أكبر شهادةً) بالنصب على البيان، فهو تمييز.
- وقرئ (أكبر شهادةٍ) بالجر، على الإضافة.
قال مكي: (والفرق بين: (أكبر شهادةً) بالنصب و(أكبر شهادةٍ) بالجر أن الجر يوجب أن الموصوف شهادة، وليس كذلك النصب، ومثله: أحسن وجهًا، وأحسن وجهٍ..).
{وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ}
- قراءة الجمهور (وأوحي إلي هذا القرآن) الفعل مبني للمفعول، والقرآن: بالرفع.
- وقرأ عكرمة وأبو نهيك وابن السميفع والجحدري (وأوحى إلي
[معجم القراءات: 2/400]
هذا القرآن) الفعل مبني للفاعل، وهو الله سبحانه وتعالى، والقرآن: بالنصب.
{الْقُرْآَنُ}
- قرأ ابن كثير ووافقه ابن محيصن (القران) في الحالين، وذلك بنقل حركة الهمزة إلى الراء، ثم حذف الهمزة.
- وكذا بالنقل جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{لِأُنْذِرَكُمْ}
- قراءة حمزة بتسهيل الهمزة في الوقف.
- وقراءة الأزرق وورش بترقيق الراء.
- والباقون على الفتح.
{أَئِنَّكُمْ}
- قرئ (إنكم) بصورة الإيجاب، وهو يحتمل الاستفهام على تقدير حذف أداته وهي الهمزة، ويبين ذلك قراءة الاستفهام.
- وقرأ عاصم وحمزة والكسائي وابن عامر وابن ذكوان وخلف وروح وهشام والداجوني والحلواني ورويس والحسن والأعمش (أئنكم) بتحقيق الهمزتين.
- وقرأ أبو عمرو ونافع وأبو جعفر وقالون واليزيدي (آينكم) بتسهيل الهمزة الثانية كالياء مع الفصل بالألف.
- وذكر أبو حيان أن الأصمعي روى هذا عن أبي عمرو ونافع.
[معجم القراءات: 2/401]
- وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وورش ورويس وابن محيصن (أينكم) بتسهيل الهمزة الثانية من غير فصل.
- وروى الأصمعي عن أبي عمرو، ونافع، وأبو جعفر وابن عبدان والحلواني والداجوني وقالون والشذائي وهشام بخلاف عنه (آإنكم) بتحقيق الهمزتين وزيادة ألف فاصلة بينهما.
قال النحاس:
(وهذه لغة معروفة يجعل بين الهمزتين ألف كراهة التقائهما).
- وقراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة الثانية مع المد والقصر.
- ونقل عنه تحقيقها؛ لأنه متوسط بزائد.
{أُخْرَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري.
- والأزرق وورش بالتقليل.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{بَرِيءٌ}
- قرأ أبو جعفر بخلاف عنه (بري) بإبدال الهمزة ياء، وإدغامها في الياء التي قبلها.
- والوجه الثاني المروي عنه هو (بريء) بالهمز كالجماعة.
- وقراءة حمزة وهشام بخلاف عنه، في الوقف بالإبدال والإدغام كأبي جعفر في وجهه الأول (بري).
[معجم القراءات: 2/402]
{وَإِنَّنِي بَرِيءٌ}
- وقرئ (وأنا بريئًا) بالنصب ونون واحدة في (أنا) وتخريجه على دعل بريئًا حالًا أي أصدق مخلصًا، وتسد الحال مسد الخبر). [معجم القراءات: 2/403]

قوله تعالى: {الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (20)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 07:18 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنعام
[ من الآية (21) إلى الآية (26) ]

{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (21) وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (22) ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ (23) انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24) وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (25) وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (26) }

قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (21)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (21)}
{أَظْلَمُ}
- غلظ الأزرق وورش اللام.
- وروى بعضهم عن ورش الترقيق كالجماعة.
{أَظْلَمُ مِمَّنِ}
- أدغم الميم في الميم أبو عمرو ويعقوب.
{افْتَرَى}
- أمال الألف أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري، واليزيدي والأعمش.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ}
- أدغم الباء في الباء أبو عمرو ويعقوب.
{بِآَيَاتِهِ}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياءً). [معجم القراءات: 2/403]

قوله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (22)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (2 - قَوْله {وَيَوْم نحشرهم} 22
قَرَأَ عَاصِم في رِوَايَة حَفْص {وَيَوْم نحشرهم} بالنُّون حرفين هَهُنَا وفي سُورَة يُونُس 28 وباقي الْقُرْآن بِالْيَاءِ
وروى أَبُو بكر عَن عَاصِم ذَلِك كُله بالنُّون
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ كَذَلِك بالنُّون إِلَّا أَنهم اخْتلفُوا في سُورَة الْفرْقَان ويأتي في مَوْضِعه إِن شَاءَ الله تَعَالَى). [السبعة في القراءات: 254]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ويوم يحشرهم) بالياء، إلا أول يونس. في الفرقان بالياء، مكي، ويزيد، وعباس، ويعقوب، وسهل، زاد يعقوب، أول الأنعام، وسبأ، وسهل في سبأ). [الغاية في القراءات العشر: 240]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ويوم يحشرهم ... ثم يقول} [22]، وفي الفرقان [17]، وسبأ [40]: بالياء يعقوب، زاد روح، وزيد الثانية [128] فيها.
بالياء، حيث وقع إلا في أول الأنعام [22]، ويونس [28] حفص.
بياء في الفرقان [17] مكي، ويزيد، وقاسم، وأبو بشر، وعباس، وسهل). [المنتهى: 2/673]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ)، (ثُمَّ يَقُولُ) بالياء فيهما ابْن مِقْسَمٍ، ويَعْقُوب والعقيلي، والحسن، والخفاف عن أَبِي عَمْرٍو، وخالف روح في الثانية ابْن مِقْسَمٍ وحده في أول يونس، وافق حفص ابْن مِقْسَمٍ في الثانية من يونس وها هنا.
وفي الفرقان بالياء ابْن مِقْسَمٍ، والحسن، وأبو جعفر، وشيبة، وحفص والعقيلي وقاسم،
[الكامل في القراءات العشر: 538]
وسهل، وأيوب، ويَعْقُوب، وأبو بشر، والعباس، والخفاف، وأبو زيد، وعبد الوارث وهارون، ويونس، ومحبوب عن أَبِي عَمْرٍو، وعبد اللَّه بن عمر عن أبي بكر، ومكي، وفي سبأ بالياء الحسن، وابْن مِقْسَمٍ، وحفص، ويَعْقُوب، وعباس، والعقيلي، الباقون بالنون وهو الاختيار على العظمة). [الكامل في القراءات العشر: 539]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (103- .... .... نَحْشُرُ الْيَا نَقُولُ مَعْ = سَبَأْ .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 27]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(وقوله: يحشر الياء إلخ أي قرأ مرموز (حا) حوى أيضًا و{یوم نحشرهم جميعًا ثم نقول للذين} [22] هنا {ويوم يحشرهم جميعًا ثم يقول للملائكة} [40] في سبا بياء الغيب في الفعلين جميعًا في السورتين، وعلم من انفراده في السورتين أنه للآخرين بالنون فيهما، وأما {ويوم نحشرهم جميعًا ثم نقول للذين أشركوا مكانكم} [28] بيونس، فإنه متفق عليه، فخرج بقوله: مع سبأ). [شرح الدرة المضيئة: 123]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: (نَحْشُرُهُمْ ثُمَّ نَقُولُ) هُنَا وَسَبَأٍ فَقَرَأَ يَعْقُوبُ بِالْيَاءِ فِي (يَحْشُرُهُمْ) وَ (يَقُولُ) جَمِيعًا فِي السُّورَتَيْنِ، وَافَقَهُ حَفْصٌ فِي سَبَأٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنُّونِ فِيهِمَا مِنَ السُّورَتَيْنِ). [النشر في القراءات العشر: 2/257]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ يعقوب {نحشرهم جميعًا ثم نقول} بالياء فيهما هنا [22]، وفي سبأ [40]، وافقه حفص في سبأ، والباقون بالنون فيهما من السورتين). [تقريب النشر في القراءات العشر: 505]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (590- .... .... .... .... .... = .... ويحشر يا يقول ظنّة
591 - ومعه حفصٌ في سبا .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 72]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (ويحشر) أي وقرأ «يحشر، ويقول» يعقوب، يريد قوله تعالى: ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول والباقون بالنون فيهما.
ومعه حفص في سبا يكن (رضا) = (ص) ف خلف (ظ) ام فتنة ارفع (ك) م (ع) ضا
يعني ووافق حفص يعقوب في سبأ «ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول» فقرأهما بالياء أيضا، والباقون بالنون). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 222]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
يصرف بفتح الضّمّ واكسر (صحبة) = (ظ) عن ويحشر يا يقول (ظ) نّة
ش: أي: قرأ [ذو] (صحبة) حمزة والكسائي وأبو بكر وخلف وظاء (ظعن) يعقوب من يصرف عنه [الأنعام: 16] بفتح الياء وكسر الراء، والباقون بضم الياء وفتح الراء.
وقيد الفتح؛ لأجل الضد.
وقرأ ذو [ظاء] (ظنة) يعقوب ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول [الأنعام: 22] بالياء فيهما، والباقون بالنون [فيهما].
وجه فتح يصرف [الأنعام: 16]: بناؤه للفاعل، وإسناده إلى ضمير الله تعالى، والمفعول محذوف ضمير العذاب، أي: من يصرف ربي العذاب عنه.
ووجه الضم: بناؤه للمفعول، وإسناده إليه على حد: ليس مصروفا عنهم [هود: 8]، ومن رفع بالابتداء، وسد فعل الشرط مسد الخبر.
ووجه الياء: إسناد الفعلين إلى ضمير الاسم الظاهر في قوله: ومن أظلم ممّن افترى على الله كذبا [الأنعام: 21]؛ ليناسب وإن يمسسك الله بضرّ ... إلى آخرها [الأنعام: 17].
ووجه النون: إسنادهما [للعظيم، ليناسب] الّذين ءاتينهم الكتب [البقرة: 121] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/294] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قلت: يعقوب (يحشرهم ثمّ يقول) بالياء فيهما، والباقون بالنّون، والله الموفق). [تحبير التيسير: 353]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُول" [الآية: 22] هنا وفي [سبأ الآية: 40] فيعقوب بياء الغيبة فيها، والفاعل هو الله تعالى وافقه ابن محيصن والمطوعي، وقرأ حفص كذلك في سبأ فقط، والباقون بنون العظمة فيهما في السورتين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/7]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {نحشرهم} [22] فهنا اتفق السبعة على قراءته بالنون). [غيث النفع: 570]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (22)}
{نَحْشُرُهُمْ ... نَقُولُ}
- قرأ الجمهور من القراء (نحشرهم ... نقول) بنون العظمة في الفعلين.
- وقرأ حميد ويعقوب وابن محيصن والمطوعي (يحشرهم.. يقول)
[معجم القراءات: 2/403]
بالياء فيهما، والفاعل هو الله سبحانه وتعالى.
- وقرأ أبو هريرة (نحشرهم..) بكسر الشين.
يقال: حشر يحشر، وحشر يحشر، بضم الشين وكسرها.
{نَقُولُ لِلَّذِينَ}
- أدغم اللام في اللام أبو عمرو ويعقوب.
{شُرَكَاؤُكُمُ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة). [معجم القراءات: 2/404]

قوله تعالى: {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ (23)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (3 - وَاخْتلفُوا في الْيَاء وَالتَّاء وَالرَّفْع وَالنّصب من قَوْله {لم تكن فتنتهم} 23
فَقَرَأَ ابْن كثير في رِوَايَة قنبل عَن القواس وفي رِوَايَة لِعبيد بن عقيل عَن شبْل عَن ابْن كثير وَابْن عَامر وَحَفْص عَن عَاصِم {ثمَّ لم تكن} بِالتَّاءِ {فتنتهم} رفعا
وَقَرَأَ نَافِع وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر {ثمَّ لم تكن} بِالتَّاءِ {فتنتهم} نصبا
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي (ثمَّ لم يكن) بِالْيَاءِ {فتنتهم} نصبا
وروى خلف وَغَيره عَن عبيد عَن شبْل عَن ابْن كثير {ثمَّ لم تكن} بِالتَّاءِ {فتنتهم} نصبا
وروى خلف وَغَيره عَن عبيد عَن شبْل عَن ابْن كثير (ثمَّ لم يكن) بِالتَّاءِ {فتنتهم} نصبا). [السبعة في القراءات: 254 - 255]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (4 - وَاخْتلفُوا في النصب والخفض من قَوْله {وَالله رَبنَا} 23
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {وَالله رَبنَا} بِالْكَسْرِ فيهمَا
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي {وَالله رَبنَا} بِالنّصب). [السبعة في القراءات: 255]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ثم لم يكن) بالياء، حمزة، والكسائي، و حماد، ويعقوب، وسهل (فتنتهم) رفع، مكي، شامي، وحفص). [الغاية في القراءات العشر: 239]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (والله ربنا) نصب، كوفي - غير عاصم ). [الغاية في القراءات العشر: 239]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({لم يكن}[23]: بالياء هما، وسلام، ويعقوب، وسهل، وأبو عبيد، والمفضل بخلاف عنه، وحماد.
{فتنتهم} [23]: رفع: مكي، شامي غير أبي بشر، والمفضل، وحفص إلا البختري.
{ربنا} [23]: نصب: كوفي غير عاصم إلا المفضل). [المنتهى: 2/674]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (ثم لم يكن) بالياء، وقرأ الباقون بالتاء). [التبصرة: 201]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وابن عامر وحفص (فتنتهم) بالرفع، وقرأ الباقون بالنصب). [التبصرة: 201]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (والله ربنا) بنصب الباء وخفضه الباقون). [التبصرة: 201]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {ثم لم يكن} (23): بالياء.
والباقون: بالتاء). [التيسير في القراءات السبع: 274]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وابن عامر، وحفص: {فتنتهم} (23): بالرفع.
والباقون: بالنصب). [التيسير في القراءات السبع: 274]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {والله ربنا} (23): بنصب الباء.
والباقون: بخفضها). [التيسير في القراءات السبع: 274]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ ويعقوب: (ثمّ لم يكن) بالياء والباقون بالتّاء.
ابن كثير وابن عامر وحفص (فتنتهم) بالرّفع والباقون بالنّصب، حمزة والكسائيّ وخلف (والله ربنا) بنصب الباء والباقون بخفضها). [تحبير التيسير: 353]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (ثُمَّ لَمْ تَكُنْ) بالياء حماد، والعليمي عن أبي بكر، وأبو زيد عن المفضل، وأبان، وعبد اللَّه بن عمر، والأزرق عن أبي بكر، وابْن مِقْسَمٍ، وهارون، ويونس عن أَبِي عَمْرٍو، والكسائي، والزَّيَّات، والْعَبْسِيّ، والْأَعْمَش، وطَلْحَة، وَحُمَيْد، ومجاهد، ويَعْقُوب، وسهل، وسلام، الباقون بالتاء، وهو الاختيار لتأنيث الفتنة في اللفظ وليس بينهما وبين الفعل حائل.
(رَبَّنَا) نصب ابْن مِقْسَمٍ، وكوفي غير ابْن سَعْدَانَ، وعَاصِم إلا المفضل، وأبان، الباقون بالجر وهو الاختيار على النعت وقرأ حيث وقع بكسر الواو طَلْحَة في رواية عبد الملك بن الحسن والفياض، الباقون بفتح الواو، وهو الاختيار، لأنه أشهر اللغتين في الضم). [الكامل في القراءات العشر: 539]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([23]- {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ} بالياء: حمزة والكسائي.
[23]- {فِتْنَتُهُمْ} رفع: ابن كثير وابن عامر وحفص.
[23]- {رَبِّنَا} نصب: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/638]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (632- .... .... .... .... = .... وَذَكِّرْ لَمْ يَكُنْ شَاعَ وَانْجَلاَ
633 - وَفِتْنَتُهُمْ بالرَّفْعِ عَنْ دِين كَامِلٍ = وَبَا رَبِّناَ بِالنَّصْبِ شَرَّفَ وُصَّلاَ). [الشاطبية: 50]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (وقوله: (شاع وانجلا)، أي شاع في النقل وانكشف وجهه في العربية.
قال أبو عبيد: «وهي قراءتنا اعتبارًا بقراءة أبي وابن مسعود، وكانت قراءهما: (وماكان فتنتهم)، ولم يقل (كانت)».
[فتح الوصيد: 2/870]
أبو علي: «من قرأ بالتاء ورفع الفتنة كان حسنًا. و(أن): في موضع نصب خبر كان؛ التقدير: لم تكن فتنتهم إلا قولهم
ومن نصب الفتنة، فقد أنث (أن قالوا)، لما كان الفتنة في المعنى، وفي التنزيل: {فله عشر أمثالها}، واحدها مثلٌ، حيث كانت الأمثال الحسنات، وقد كثر هذا في الشعر نحو:
...وكانت عادة = منه إذا هي عردت إقدامها
أنث الإقدام لما كان العادة».
ثم قال بعد شيء ذكره: «وقد جاء في الكلام: ما جاءت حاجتك، فأنث ضمير (ما) حيث كان الحاجة في المعنى.
ومثله: من كانت أمك، أنث ضمير (من) حيث كان الأم.
ومثله: (ومن تقنت منكن...وتعمل).
ومما يقوي نصب {فتنتهم}، أن قوله: (أن قالوا): بأن يكون الاسم أولى؛ لأن (أن) إذا وصلت لم توصف، فأشبهت بامتناع وصفها المضمر. فكما أن المضمر إذا كان مع المظهر، فكونه الاسم أحسن، كذلك (أن) إذا كانت مع اسم غيرها». انتهى كلامه.
[فتح الوصيد: 2/871]
ومن قرأ بالياء ونصب الفتنة، فالتقدير: ثم لم يكن إلا قولهم فتنتهم. فالقول: الإسم، والفتنة: الخبر. وقد أجمعوا على قوله: {فما كان حجتهم إلا أن قالوا ....}، فكذلك هذا ؟
ونصب {ربنا} على: یا ربنا.
ومعنى: (شرف وصلا)، أي شرف هذا النداء وصلا إلى الله، وهو جمع واصل؛ قال الله تعالى: {ادعوني أستجب لكم}.
وأما نداء هؤلاء في الآخرة، فلم يغنهم لعدم ذلك فيهم، بل عقب بقوله: {أنظر كيف كذبوا}.
والخفض على البدل؛ أو الوصف؛ أو عطف البيان). [فتح الوصيد: 2/872]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [632] وصحبة يصرف فتح ضم وراؤه = بكسرٍ وذكر لم يكن شاع وانجلى
[633] وفتنتهم بالرفع عن دين كامل = وبا ربنا بالنصب شرف وصلا
ح: (صحبة): مبتدأ مضاف إلى (يُصرف)، (فتح ضم): خبر، أي: الذي صحب لفظ (يُصرف) فتح يائه المضمومة، و(راؤه بكسرٍ): مبتدأ وخبر، (لم يكن): مفعول (ذكر)، (شاع): جملة مستأنفة، والضمير: للتذكير، أو للفظ: (لم يكن)، (فتنتهم): مبتدأ، (بالرفع): حال، (عن دين): خبر، (با): مبتدأ مضاف إلى (ربنا) قصرت ضرورة، (شرف): خبر، (وصلا)- جمع واصل-: مفعوله.
ص: قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر: {من يصرف عنه يومئذٍ} [16] بفتح الياء وكسر الراء على البناء للفاعل، وهو الله تعالى، أي: من يصرف الله العذاب عنه، والباقون بضم الياء وفتح الراء على بناء المجهول، وضمير العذاب قائم مقام الفاعل لتقدم ذكر اللفظين في: {إن عصيت ربي عذاب} [15].
وقرأ حمزة والكسائي: {ثم لم يكن فتنتهم} [23] بالياء على
[كنز المعاني: 2/188]
التذكير، والباقون بالتاء للتأنيث.
ثم من القراء: قرأ حفص وابن كثير وابن عامر برفع: {فتنتهم} على أنها اسم {تكن} وخبره: {وإلا أن قالوا} [23]، والباقون بالنصب على أنها خبر، والاسم: {أن قالوا}.
فحمزة والكسائي بتذكير: {لم يكن}، ونافع وأبو عمرو وأبو بكر بتأنيثه، فالتذكير على تأويل: إلا قولهم، والتأنيث على تأويل: إلا مقالتهم.
ومدح قراءة النصب بأنه عن شرع رجلٍ كاملٍ في العلم.
ثم قال: (وبا ربنا): أي: قرأ حمزة والكسائي: {والله ربنا} [23] بنصب الباء على أنه منادى مضاف، والباقون بجرها على البدل من لفظ: {والله}.
[كنز المعاني: 2/189]
ومعنى (شرف وصلا): شرف هذا النداء الواصلين إلى الله تعالى، لا هؤلاء الكفرة). [كنز المعاني: 2/190] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما: {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا}، فقراءة حمزة والكسائي
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/108]
"يكن" بالياء، وهذا معنى التذكير الذي أشار إليه بقوله: وذكر؛ فإن الباقين قرءوا بالتاء على التأنيث، فاسم يكن على قراءتهما قوله: أن قالوا، وفتنتهم الخبر، وأما قراءة الباقين فمن نصب فتنتهم فهذا وجهها، ومن رفع فتنتهم جعلها الاسم والخبر: أن قالوا والله أعلم.
633- وَفِتْنَتُهُمْ بالرَّفْعِ "عَـ"ـنْ "دِ"ين "كَـ"ـامِلٍ،.. وَبَا رَبِّنا بِالنَّصْبِ "شَـ"ـرَّفَ وُصَّلا
من رفع الفتنة مع تأنيث يكن فقراءته ظاهرة ومن نصبها ففي قراءته إشكال؛ فإن الاسم إن قالوا وهو مذكر فما وجه التأنيث؟ وهي قراءة أبي عمرو ونافع وأبي بكر، فقال أبو علي: أنث أن قالوا: لما كان الفتنة في المعنى وفي التنزيل: {فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}.
وقال لبيد:
فمضى وقدَّمها وكانت عادة،.. منه إذا هي عردت إقدامها
فأنث الإقدام لما كان العادة في المعنى قال: وقد جاء في الكلام: ما جاءت حاجتك فأنث ضمير ما حيث كان الحاجة في المعنى ونصب الحاجة مثل ذلك قولهم: من كانت أمك؟ فأنث ضمير من حيث كان، الأم، ومثله: {وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ}.
قال الزجاج: ويجوز أن يكون تأويل أن قالوا إلا مقالتهم؛ أي: فيؤنث الفعل على هذا التقدير؛ لأن المقالة مؤنثة والنصب في: {وَاللَّهِ رَبِّنَا}، على
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/109]
النداء أو بإضمار أعني، والخفض على النعت والثناء، وقوله: وصلا جمع واصل وهو مفعول شرف والفاعل ضمير يعود على الباء؛ أي: شرف هذا النداء الواصلين إلى الله لا هؤلاء الكفرة). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/110]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (632 - .... .... .... .... .... = .... وذكّر لم يكن شاع وانجلا
633 - وفتنتهم بالرّفع عن دين كامل = ويا ربّنا بالنّصب شرّف وصّلا
....
وقرأ حمزة والكسائي ثمّ لم تكن بياء التذكير فتكون قراءة غيرهم بتاء التأنيث. وقرأ حفص وابن كثير وابن عامر فِتْنَتُهُمْ رفع التاء، فتكون قراءة غيرهم بنصبها، فيتحصل أن حمزة والكسائي يقرءان: لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ بياء التذكير ونصب التاء. وأن حفصا وابن كثير وابن عامر يقرءون بتاء التأنيث. ورفع التاء وأن نافعا وأبا عمرو وشعبة يقرءون بتاء التأنيث ونصب التاء. ويؤخذ من هذا: أن أحدا من السبعة لم يقرأ بالتذكير والرفع وإن جاز هذا الوجه عربية. وقرأ حمزة والكسائي وَاللَّهِ رَبِّنا بنصب الباء وقرأ غيرهما بخفضها. وقوله (وصلا) جمع واصل وهو الناقل؛ أي شرف القرآن من وصله ونقله لغيره). [الوافي في شرح الشاطبية: 255]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (103- .... .... .... .... .... = .... لَمْ يَكُنْ وَانْصِبْ نُكَذِّبُ وَالْوِلَا
104 - حَوَى ارْفَعْ يَكُنْ أَنِّثْ فِدًا .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 27] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ويريد بقوله: لم يكن أنه قرأ مرموز (حا) حوى، أيضًا {ثم لم تكن فتنتهم} [23] بياء التذكير ويريد بقوله: وانصب نكذب والولا أنه قرأ مرموز (حا) حوى أيضًا بنصب {ولا نكذب} {ونكون} [27] فنكذب على جواب التمني ونكون عطفًا عليه، ولما استوفى ترجمة يعقوب قال: ارفع يكن أنث فدا ارفع من تتمة السابق، إلا أنه يتعلق بمرموز (فا) فدا فأراد بقوله: ارفع رفع الفعلين المذكورين آخر البيت السابق، وبقوله: يكن {ثم لم تكن} [23] المذكور وسط البيت يعني قرأ مرموز (فا) فدا وهو خلف برفع {ولا نكذب} {ونكون} وبتأنيث {ثم لم تكن} [23] خلافًا
[شرح الدرة المضيئة: 123]
لأصله، فاتفق مع أبي جعفر في الثلاثة). [شرح الدرة المضيئة: 124] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَيَعْقُوبُ وَالْعُلَيْمِيُّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ بِالْيَاءِ عَلَى التَّذْكِيرِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّاءِ عَلَى التَّأْنِيثِ.
(وَاخْتَلَفُوا) فِي: فِتْنَتُهُمْ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَابْنُ عَامِرٍ وَحَفْصٌ بِرَفْعِ التَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنَّصْبِ.
(وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَاللَّهِ رَبِّنَا فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِنَصْبِ الْبَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْخَفْضِ). [النشر في القراءات العشر: 2/257]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ يعقوب وحمزة والكسائي والعليمي عن أبي بكر {لم تكن} [23] بالتذكير، والباقون بالتأنيث). [تقريب النشر في القراءات العشر: 505]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير وابن عامر وحفص {فتنتهم} [23] بالرفع، والباقون بالنصب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 505]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {والله ربنا} [23] بنصب الباء، والباقون بالخفض). [تقريب النشر في القراءات العشر: 506]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (591- .... .... .... يكن رضا = صف خلف ظامٍ فتنة ارفع كم عضا
592 - دم ربّنا النّصب شفا .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 72]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (يكن) يعني قوله تعالى: ثم لم تكن فتنتهم بالتذكير على لفظه حمزة والكسائي وشعبة بخلاف عنه ويعقوب، والباقون بالتأنيث قوله: (فتنة) أي قوله تعالى: فتنتهم إلا أن قالوا بالرفع ابن عامر وحفص وابن كثير كما في أول البيت الآتي، والباقون بالنصب.
(د) م ربّنا النّصب (شفا) نكذّب = بنصب رفع (ف) وز (ظ) لم (ع) جب
أي قوله تعالى «والله ربّنا» بنصب الباء حمزة والكسائي وخلف، والباقون بالخفض، ولا يرد عليه «ربنا» من قوله تعالى بآيات ربنا بعده، لأن الترتيب يمنعه، ولأنه أول ما وقع في السورة). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 222]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ومعه حفص في سبأ يكن (رضا) = (ص) ف خلف (ظ) ام فتنة ارفع (ك) م (ع) ضا
ش: أي: قرأ يعقوب وحفص ويوم يحشرهم جميعا ثمّ يقول للملئكة (في سبأ) [40] بالياء، والباقون بالنون.
وقرأ مدلول (رضا) حمزة والكسائي وظاء (ظام) يعقوب ثم لم يكن فتنتهم [الأنعام: 23] بياء التذكير.
واختلف عن ذي صاد (صف) أبو بكر: فروى العليمي [عنه] كذلك.
وروى عنه يحيى بن آدم بتاء التأنيث كالباقين.
وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر وعين (عفا) حفص ودال (دم) أول التالي ابن كثير فتنتهم برفع التاء، والباقون بنصبها؛ فصار المدنيان وأبو عمرو وخلف بتأنيث تكن ونصب تاء فتنتهم، وابن كثير، وابن عامر وحفص بتأنيث تكن ورفع فتنتهم، وحمزة، والكسائي، وأبو بكر في أحد وجهيه بتذكير يكن ونصب فتنتهم.
وجه الياء: إسناد الفعلين إلى ضمير الظاهر من قوله: قل إنّ ربّي [سبأ: 39].
ووجه النون: إسنادهما إلى العظيم؛ ليناسب قوله تعالى: عندنا زلفى [سبأ: 37] وفي ءايتنا معجزين [سبأ: 38].
ووجه التأنيث، والنصب: إسناد تكن إلى أن قالوا [الأنعام: 23] بتقدير:
مقالتهم، فهي مؤنثة مطابقة للخبر، أو [بتقدير: قولهم]، وأنث للمعنى على حد:
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/295]
فله عشر أمثالها [الأنعام: 160]، ومنه: ما جاءت حاجتك.
ووجه التذكير مع النصب كذلك، لكن [لا] يقدر إلا «قولهم»، ويعامل لفظه.
ووجه التأنيث والرفع: جعل فتنتهم [الأنعام: 23]: اسم كان؛ لأنه معرفة وهي مؤنثة، فأنث فعلها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/296]

- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل [القارئ] فقال:
ص:
(د) م ربنا النّصب (شفا) نكذّب = بنصب رفع (ف) وز (ظ) لم (ع) جب
كذا نكون معهم شام وخفّ = للدّار الآخرة وخفض الرّفع (ك) ف
ش: أي: قرأ مدلول (شفا) حمزة والكسائي وخلف. والله ربّنا [الأنعام: 23] [بنصب] الباء، والباقون بجرها.
وقرأ ذو فاء (فوز) حمزة، وظاء (ظلم) يعقوب وعين (عجب) حفص يليتنا نردّ ولا نكذّب بأيت ربّنا ونكون [الأنعام: 27] بنصب الفعلين.
ووافقهم الشامي ابن عامر في نصب الثاني خاصة، والباقون برفعها، وقيد النصب.
وقرأ ذو كاف (كف) ابن عامر ولدار الآخرة [الأنعام: 32]، وإثبات اللام، وقيد الرفع للمخالفة.
وجه نصبهما: تقدير «أن» بعد واو جواب التمني على مذهب الزجاج، وبعض البصريين، خلافا لأكثرهم في تخصيص الجواب بالفاء، أي: يا ليت لنا رد وتبرؤ من التكذيب، ونكون من المؤمنين، أو على الصرف، ونصب ونكون عطفا على نكذّب.
ووجه رفعهما: العطف على نردّ [الأنعام: 27]، أي: يا ليتنا نرد، ونوفق للتصديق
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/296]
والإيمان، أو يكونان حالين.
ووجه رفع الأول: أحد الأمور، ونصب الثاني على الجواب.
ووجه حذف اللام: تجريدها من التعريف للإضافة؛ فوجب جر الآخرة، ومنه ولدار الآخرة بيوسف [الآية: 109] وأضيفت الدار لها؛ لأنها صفة المضاف إليه أي: لدار الحياة أو الساعة الآخرة؛ كمسجد الجامع.
ووجه إثباتها: تعريفها بها للإسناد ورفع الآخرة صفتها، ومنه وإنّ الدّار الأخرة [العنكبوت: 64]، وهي صفة في الأصل، وغلب استعمالها اسما؛ كالدنيا.
وهو المختار؛ لأن تعريف اللام أقوى من الإضافة، وعليه بقية الرسوم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/297] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "تَكُنْ فِتْنَتُهُم" [الآية: 23] فنافع وأبو عمرو وشعبة من غير طريق العليمي وأبو جعفر وخلف في اختياره بتاء التأنيث "فتنتهم" بالنصب خبر مقدم، وإلا أن قالوا اسم مؤخر؛ لأنه أعرف، وأنث الفعل لتأنيث الخبر على حد من كانت أمك، أو قولهم في قوة مقالتهم وافقهم اليزيدي والشنبوذي، وقرأ ابن كثير وابن عامر وحفص بالتأنيث والرفع على أن فتنتهم اسم تكن، ولذا أنث الفعل، وإلا أن قالوا خبرها، وافقهم ابن محيصن، وقرأ أبو بكر من طريق العليمي، وحمزة والكسائي ويعقوب بالتذكير والنصب وهي أفصح وافقهم المطوعي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/8]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "والله ربنا" [الآية: 23] فحمزة والكسائي وخلف بنصب الباء إما على النداء وإما على المدح أو إضمار، أعني وعلى كل فالجملة معترضة بين القسم وجوابه، وافقهم الأعمش والباقون بالجر نعت أو بدل أو عطف بيان). [إتحاف فضلاء البشر: 2/8]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لم تكن فتنتهم} [23] قرأ الأخوان {يكن} بالياء على التذكير، والباقون بالتاء، على التأنيث، والابنان وحفص برفع التاء الثانية من {فتنتهم} والباقون بالنصب.
فصار نافع والبصري وشعبة بالتأنيث والنصب، والابنان وحفص بالتأنيث والرفع، والأخوان بالتذكير والنصب). [غيث النفع: 570]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {والله ربنا} قرأ الأخوان بنصب الباء، والباقون بالخفض). [غيث النفع: 570]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ (23)}
{ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ}
- قرأ ابن عامر وحفص عن عاصم وابن كثير في رواية قنبل عن القواس، وفي رواية لعبيد بن عقيل عن شبل عن ابن كثير، والأعمش والحسن وابن محيصن، والمفضل وقتادة وابن عباس والأعرج والزهري وعلقمة وشيبان وعيسى الثقفي، وعيسى الهداني، وطلحة بن سليمان وابن أبي إسحاق وعمرو بن عبيد وإسحاق والأزرق عن حمزة، ومسلم بن جذب (ثم لم تكن فتنتهم) بتأنيث الفعل، ورفع ما بعده، اسم (تكن)، و(إلا أن قالوا) خبرها.
[معجم القراءات: 2/404]
- وقرأ خلف عن عبيد عن شبل عن ابن كثير، ونافع وأبو عمرو وعاصم في رواية أبي بكر، وأبو جعفر واليزيدي والشنبوذي (ثم لن تكن فتنتهم) بتأنيث الفعل، ونصب ما بعده (فتنتهم)، وهو خبر مقدم، و(إلا أن قالوا) هو الاسم المؤخر.
- وقرأ المفضل وعاصم والأعمش (ثم لم يكن فتنتهم) بالياء في الفعل، ورفع ما بعده.
وجاء الفعل مذكرًا لأن تأنيث ما بعده مجازي.
- وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر من طريق العليمي ويعقوب والمطوعي وحماد والمفضل وسهل (ثم لم يكن فتنتهم) بالياء على التذكير في الفعل ونصب ما بعده على أنه الخبر، وقوله: (إلا أن قالوا) هو الاسم.
قال أبو حيان:
(والجاري منها على الأشهر قراءة (ثم لم يكن فتنتهم) بالياء وبالنصب؛ لأن (أن) مع بعدها أجريت في التعريف مجرى المضمر، وإذا اجتمع الأعراف وما دونه في التعريف فذكروا أن الأشهر جعل الأعراف هو الاسم، وما دونه هو الخبر، ولذلك أجمعت السبعة على
[معجم القراءات: 2/405]
ذلك في قوله تعالى: {فما كان جواب قومه إلا أن قالوا..} [الأعراف: 82]، ورجح الطبري هذه القراءة.
- وقرأ أبي وابن مسعود والأعمش (وما كان فتنتهم)، وضبطت هذه القراءة في إعراب النحاس بفتح التاء.
- وإليك ما يلي:
1- قال هارون الأعور:
- (قراءة أبي (فما كان فتنتهم) بالرفع.
2- وعن يحيى بن يعمر والكسائي أن قراءة أبي (فما كان فتنتهم) بالنصب.
- والذي وجدته في مصحف ابن مسعود (ما كان فتنتهم) بالنصب.
- وقرأ طلحة بن مصرف (ثم ما كان فتنتهم).
{وَاللَّهِ رَبِّنَا}
- قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب (والله ربنا) ربنا: بالجر، على أنه نعت للفظ الجلالة، أو
[معجم القراءات: 2/406]
بدل منه، أو عطف بيان.
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش وعلقمة والمفضل والشعبي والحسن بن عياش (والله ربنا) ربنا: بنصب الباء على النداء، أي: يا ربنا، وأجاز ابن عطية فيه النصب على المدح، وأجاز أبو البقاء فيه النصب بإضمار أعني، وذكر الطوسي هذين الوجهين.
وجملة النداء معترضة بين القسم وجوابه.
ورجح الطبري هذه القراءة.
- وقرأ عكرمة وسلام بن مسكين (والله ربنا) برفع الاسمين، مبتدأ وخبر.
قال الزجاج: (ويجوز رفعه على إضمار هو، ويكون مرفوعًا على المدح، والقراءة الجر والنصب، وأما الرفع فلا أعلم أحدًا قرأ به).
- وقرئ (والله ربنا) بخفض الهاء وضم الباء، على جعل الواو للقسم والتقدير: والله هو ربنا). [معجم القراءات: 2/407]

قوله تعالى: {انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24)}

قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (25)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (25)}
{أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ}
- ذكر الماوردي أن عليًا وابن مسعود قرأا بعد (أكنة أن يفقهوه):
[معجم القراءات: 2/407]
(وعلى أعينهم غطاء) كذا!
{آَذَانِهِمْ}
- أماله الدوري عن الكسائي.
{وَقْرًا}
- قرأ طلحة بن مصرف (وقرًا) بكسر الواو.
- والجماعة على الفتح (وقرًا).
{لَا يُؤْمِنُوا}
- تقدم إبدال الهمزة الساكنة واوًا (لا يومنوا).
انظر الآية/88 من سورة البقرة.
{جَاءُوكَ}
- تقدم الإمالة فيه وفي أمثاله، وانظر الآية/87 من سورة البقرة، والآية/61 من سورة آل عمران.
{أَسَاطِيرُ}
- عن الأزرق وورش ترقيق الراء.
- وعنهما التفخيم كالجماعة). [معجم القراءات: 2/408]

قوله تعالى: {وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (26)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (26)}
{وَيَنْأَوْنَ}
- قرأ الحسن (ينون) بحذف الهمزة وإلقاء حركتها على النون الساكنة قبلها.
قال أبو حيان: (وهو تسهيل قياسي).
- وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف). [معجم القراءات: 2/408]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 07:20 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنعام
[ من الآية (27) إلى الآية (30) ]

{وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآَيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (27) بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (28) وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (29) وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (30)}

قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآَيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (27)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (5 - وَاخْتلفُوا في الرّفْع وَالنّصب من قَوْله {وَلَا نكذب بآيَات رَبنَا ونكون من الْمُؤمنِينَ} 27
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو والكسائي وَعَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر {وَلَا نكذب} ... {ونكون} جَمِيعًا بِالرَّفْع
وَقَرَأَ ابْن عَامر وَحَمْزَة وَعَاصِم في رِوَايَة حَفْص {وَلَا نكذب} ... {ونكون} بنصبهما
هَذِه رِوَايَة ابْن ذكْوَان عَن أَصْحَابه عَن ابْن عَامر
وَقَالَ هِشَام بن عمار بِإِسْنَادِهِ عَن ابْن عَامر {وَلَا نكذب} رفعا {ونكون} نصبا). [السبعة في القراءات: 255]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ونكون) نصب، شامي). [الغاية في القراءات العشر: 239]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ولا نكذب) نصب حمزة، وحفص، ويعقوب). [الغاية في القراءات العشر: 239]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ولا نكذب} [27]: رفع، {ونكون} [27]: فتح: دمشقي، بفتحهما حمزة، وسلام، ويعقوب، وحفص). [المنتهى: 2/674]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة وحفص (ولا نكذب) بالنصب، وقرأ ابن عامر وحفص وحمزة (ونكون) بالنصب، وقرأ الباقون فيهما بالرفع). [التبصرة: 201]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، وحفص: {ولا نكذب ... ونكون} (27): بنصب الباء والنون فيهما.
وابن عامر: {ونكون}: بالنصب فقط.
والباقون: بالرفع فيهما). [التيسير في القراءات السبع: 274]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة وحفص ويعقوب: (ولا نكذب ونكون) بنصب الباء والنّون فيهما، وابن عامر: (ونكون) بالنّصب فقط، والباقون بالرّفع فيهما). [تحبير التيسير: 354]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَلَا نُكَذِّبَ)، (وَنَكُونَ) برفع الأولى ونصب الثاني دمشقي، وأبو حيوة ضده الْأَعْمَش بنصبها الحسن في رواية عباد، ويَعْقُوب، والزَّيَّات، والأزرق، والْعَبْسِيّ، وطَلْحَة، والهمداني، والثعلبي والْمُطَّوِّعِيّ عن ابْن ذَكْوَانَ، وحفص، الباقون بالرفع فيهما، وهو الاختيار على العطف دون الجواب). [الكامل في القراءات العشر: 539]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([27]- {وَلا نُكَذِّبَ} رفع، و{نَكُونَ} نصب: ابن عامر.
وبفتحهما: حمزة وحفص). [الإقناع: 2/638]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (634 - نُكَذِّبُ نَصْبُ الرَّفْعِ فَازَ عَلِيمُهُ = وَفِي وَنَكُونَ انْصِبْهُ فِي كَسْبِهِ عُلاَ). [الشاطبية: 51]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([634] نكذب نصب الرفع (فـ)از (عـ)ليمه = وفي ونكون انصبه (فـ)ي (كـ)سبه (عـ)لا
معنى (فاز عليمه)، لأنه نصبه على الجواب بالواو في التمني، كما تقول: ليته جاء وأطعمه. وجواب التمني يكون بالفاء والواو.
وخالف في ذلك ثعلب وقال: لا يكون إلا بالفاء.
وتقديره: يا ليت دنا وقع وأن لا نكذب.
{ونكون}، بالنصب، معطوف على {نكذب}.
وفي الرفع وجهان:
[فتح الوصيد: 2/872]
أحدهما، الاستئناف؛ قال سيبويه: «هو على قولك: فإنا لا نكذب، كقولك: دعني ولا أعود، أي: فإني ممن لا يعود، ولم يرد أن يسأل أن يجمع له الترك وأن لا يعود».
فإن قيل: فالكذب لا يجوز في الآخرة، وقد أخبروا أنهم لا يعودون وقد قال الله تعالى: {وإنهم لكذبون}!
قيل: معناه، وإنهم لكاذبون، استأنف ذمهم بالكذب الذي هو عادتهم وشأنهم في قولهم: {أسطير الأولين}، وانتهى الكلام عند قوله: {لما نهو عنه}.
ويجوز أن يكونوا صمموا في تلك الحال، على أنهم لو ردوا لما عادوا إلى الكفر لما شاهدوه، وأخبر الله تعالى أن قولهم في تلك الحال: {ولا نكذب}، وإن كان عن اعتقاد وتصميم، إلا أنه يتغير على تقدير الرد. ويقع العود فيصير قولهم: ولا نكذب كذبًا، كما يقول اللص إذا شاهد العقوبة: لا أعود، وهو يعتقد ذلك عند ألم العقوبة، ويخبر عن اعتقاده، ثم يعود فيكون كاذبًا.
والوجه الثاني، أن يعطف على: نرد، ويكون داخلًا في التمني؛ تقديره: يا ليتنا نرد ويا ليتنا لا نكذب، تمنوا التوفيق للتصديق والإيمان.
فأشار بقوله: (فاز عليم)، إلى سلامته من هذا الاعتراض الذي أجبنا عنه في وجه الرفع.
وأما ابن عامر، فإنه رفع {ولا نكذب} على ما سبق، ونصب {ونكون} على الجواب). [فتح الوصيد: 2/873]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [634] نكذب نصب الرفع فاز عليمه = وفي ونكون انصبه في كسبه علا
ح: (نكذب): مبتدأ، (نصب الرفع): بدل اشتمال، (فاز عليمه): جملة فعلية خبر المبتدأ، (في ونكون): ظرف (انصبه)، والهاء: للرفع، (في كسبه علا): جملة مستأنفة.
ص: قرأ حمزة وحفص: {يا ليتنا نُرد ولا نكذب} [27] بنصب الباء، وهما وابن عامر أيضًا: {ونكون من المؤمنين} بنصب النون، والباقون برفعهما عطفًا على {نرد}، أو على الاستئناف أو على الحال، والاستئناف أولى لوصف قوله: {وإنهم لكاذبون} [28] والمتمني لا يوصف بالكذب.
وأما نصب اللفظين: فعلى جواب التمني بالواو، ونصب الأخير مع رفع الأول على تمني الأولين، وكون الأخير جوابًا، أي: يا ليتنا نرد، ويا ليتنا لا نكذب ونكون من المؤمنين.
ومد القراءتين بقوله: فاز عليم النصب، وفي كسب النصب عُلا). [كنز المعاني: 2/190]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (634- نُكَذِّبُ نَصْبُ الرَّفْعِ "فَـ"ـازَ "عَـ"ـلِيمُهُ،.. وَفِي وَنَكُونَ انْصِبْهُ "فِـ"ـي "كَـ"ـسْبِهِ "عُـ"ـلا
أي انصب الرفع، وكان يمكنه أن يقول: وفي ونكون النصب، ولكن كان يلزم من تلك العبارة أن يكون ضده الخفض، ولما قال: انصبه علم أن القراءة الأخرى الرفع والرفع في الفعلين على العطف على: "نُرَدُّ".
أي: يا ليتنا نرد ونوفق للإيمان والتصديق أو يكون على القطع؛ أي: ونحن لا نكذب ونكون من المؤمنين؛ أي: قد عاينا وشاهدنا ما لا نكذب معه أبدا، ومنه قولهم: دعني ولا أعود، ويجوز أن يكونا في موضع الحال؛ أي: يا ليتنا نرد غير مكذبين وكائنين من المؤمنين، والنصب فيهما على جواب التمني بالواو وابن عامر نصب "ونكون" على الجواب ورفع ولا نكذب على ما سبق من الوجوه الثلاثة، ويشكل على قراءة النصب وعلى قراءة الرفع
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/110]
إن جعلنا الجميع متمنٍ، أو قلنا الواو للحال، قوله سبحانه بعد ذلك: {وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}.
والمتمني لا يوصف بصدق ولا كذب، فيحمل ذلك على أنه استئناف إخبار عنهم بصفة ذم من جملة صفاتهم كما لو قال: "وإنهم لظالمون"). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/111]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (634 - نكذّب نصب الرّفع فاز عليمه = وفي ونكون انصبه في كسبه علا
قرأ حمزة وحفص: وَلا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا بنصب رفع باء نُكَذِّبَ فتكون قراءة غيرهما برفعها. وقرأ حمزة وابن عامر وحفص بنصب رفع نون وَنَكُونَ فتكون قراءة
[الوافي في شرح الشاطبية: 255]
غيرهم برفعها. فيتحصل: أن ابن عامر يقرأ وَلا نُكَذِّبَ بالرفع وَنَكُونَ بالنصب وأن حفصا
وحمزة يقرءان بنصب الفعلين، وأن الباقين يقرءون برفعهما). [الوافي في شرح الشاطبية: 256]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (103- .... .... .... .... .... = .... لَمْ يَكُنْ وَانْصِبْ نُكَذِّبُ وَالْوِلَا
104 - حَوَى ارْفَعْ يَكُنْ أَنِّثْ فِدًا .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 27] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ويريد بقوله: لم يكن أنه قرأ مرموز (حا) حوى، أيضًا {ثم لم تكن فتنتهم} [23] بياء التذكير ويريد بقوله: وانصب نكذب والولا أنه قرأ مرموز (حا) حوى أيضًا بنصب {ولا نكذب} {ونكون} [27] فنكذب على جواب التمني ونكون عطفًا عليه، ولما استوفى ترجمة يعقوب قال: ارفع يكن أنث فدا ارفع من تتمة السابق، إلا أنه يتعلق بمرموز (فا) فدا فأراد بقوله: ارفع رفع الفعلين المذكورين آخر البيت السابق، وبقوله: يكن {ثم لم تكن} [23] المذكور وسط البيت يعني قرأ مرموز (فا) فدا وهو خلف برفع {ولا نكذب} {ونكون} وبتأنيث {ثم لم تكن} [23] خلافًا
[شرح الدرة المضيئة: 123]
لأصله، فاتفق مع أبي جعفر في الثلاثة). [شرح الدرة المضيئة: 124] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَلَا نُكَذِّبَ وَنَكُونَ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَيَعْقُوبُ وَحَفْصٌ بِنَصْبِ الْبَاءِ وَالنُّونِ فِيهِمَا وَافَقَهُمُ ابْنُ عَامِرٍ فِي وَنَكُونَ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالرَّفْعِ فِيهِمَا). [النشر في القراءات العشر: 2/257]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة ويعقوب وحفص {ولا نكذب} [27] {ونكون} [27] بنصب الباء والنون، وافقهم ابن عامر في النون، والباقون برفعهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 506]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (592- .... .... .... .... نكذّب = بنصب رفعٍ فوز ظلمٍ عجب
593 - كذا نكون معهم شامٍ .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 72]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (نكذب) يريد قوله تعالى: ولا نكذب بآيات ربنا قرأه بنصب الباء حمزة ويعقوب وحفص، والباقون بالرفع.
كذا نكون معهم شام وخف = للدّار الآخرة خفض الرّفع (ك) ف
أي كذا بنصب الرفع من قوله تعالى: ونكون من المؤمنين ابن عامر مع المذكورين قبل، وهم حمزة ويعقوب وحفص). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 222]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل [القارئ] فقال:
ص:
(د) م ربنا النّصب (شفا) نكذّب = بنصب رفع (ف) وز (ظ) لم (ع) جب
كذا نكون معهم شام وخفّ = للدّار الآخرة وخفض الرّفع (ك) ف
ش: أي: قرأ مدلول (شفا) حمزة والكسائي وخلف. والله ربّنا [الأنعام: 23] [بنصب] الباء، والباقون بجرها.
وقرأ ذو فاء (فوز) حمزة، وظاء (ظلم) يعقوب وعين (عجب) حفص يليتنا نردّ ولا نكذّب بأيت ربّنا ونكون [الأنعام: 27] بنصب الفعلين.
ووافقهم الشامي ابن عامر في نصب الثاني خاصة، والباقون برفعها، وقيد النصب.
وقرأ ذو كاف (كف) ابن عامر ولدار الآخرة [الأنعام: 32]، وإثبات اللام، وقيد الرفع للمخالفة.
وجه نصبهما: تقدير «أن» بعد واو جواب التمني على مذهب الزجاج، وبعض البصريين، خلافا لأكثرهم في تخصيص الجواب بالفاء، أي: يا ليت لنا رد وتبرؤ من التكذيب، ونكون من المؤمنين، أو على الصرف، ونصب ونكون عطفا على نكذّب.
ووجه رفعهما: العطف على نردّ [الأنعام: 27]، أي: يا ليتنا نرد، ونوفق للتصديق
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/296]
والإيمان، أو يكونان حالين.
ووجه رفع الأول: أحد الأمور، ونصب الثاني على الجواب.
ووجه حذف اللام: تجريدها من التعريف للإضافة؛ فوجب جر الآخرة، ومنه ولدار الآخرة بيوسف [الآية: 109] وأضيفت الدار لها؛ لأنها صفة المضاف إليه أي: لدار الحياة أو الساعة الآخرة؛ كمسجد الجامع.
ووجه إثباتها: تعريفها بها للإسناد ورفع الآخرة صفتها، ومنه وإنّ الدّار الأخرة [العنكبوت: 64]، وهي صفة في الأصل، وغلب استعمالها اسما؛ كالدنيا.
وهو المختار؛ لأن تعريف اللام أقوى من الإضافة، وعليه بقية الرسوم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/297] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "ولا نكذب ونكون" [الآية: 27] فحفص وحمزة ويعقوب بنصب الباء والنون منهما على إضمار أن بعد واو المعية في جواب التمني، وإن ومدخولهما في تأويل مصدر معطوف بالواو على مصدر متوهم من الفعل أي: يا ليتنا لنا رد وانتفاء تكذيب وكون من المؤمنين أي: يا ليتنا لنا رد مع هذين الأمرين وافقهم الأعمش، وقرأ ابن عامر برفع الأول ونصب الثاني وعن الشنبوذي عكسه، والباقون برفعهما عطفا على نرد أي: يا ليتنا نرد ونوفق للتصديق
[إتحاف فضلاء البشر: 2/8]
والإيمان أو الواو للحال والمضارع خبر لمحذوف، والجملة حال من مرفوع نرد أي: نرد غير مكذبين وكائنين من المؤمنين فيكون نمني الرد مقيدا بهاتين الحالتين فيدخلان في التمني). [إتحاف فضلاء البشر: 2/9]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ولا نكذب} [27] قرأ حفص وحمزة بنصب الباء، والباقون بالرفع {ونكون} قرأ الشامي وحفص وحمزة بنصب النون، والباقون بالرفع، فصار حمزة وحفص بنصيهما والشامي برفع الأول ونصب الثاني، والباقون برفعهما). [غيث النفع: 571]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآَيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (27)}
{تَرَى}
- أمال الألف أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من رواية الصوري.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
قال الطوسي: (أمال في الموضعين [تري، النار] أبو عمرو وغيره، وهي حسنة في أمثال ذلك؛ لأن الراء بعده الألف مكسورة، وهو حرف كأنه مكرر في اللسان، فصارت الكسرة فيه كالكسرتين فحسن لذلك الإمالة).
{وُقِفُوا}
- قرأ الجمهور (وقفوا) مبنيًا للمفعول، ومعناه عندهم: حبسوا على النار.
- وقرأ ابن السميفع وزيد بن علي (وقفوا) مبنيًا للفاعل، من (وقف) اللازم.
{عَلَى النَّارِ}
- تقدمت الإمالة فيه، وانظر الآية/39 من سورة البقرة، والآية/16 من سورة آل عمران.
وقال الزجاج:
(القراءة أكثرها بالفتح والتفخيم، والإمالة حسنة جيدة، وهي مذهب أبي عمرو، أعني كسر الألف من (النار، وإنما حسنت الإمالة..، لأن الراء بعد الألف مكسورة، وهي حرف كأنه
[معجم القراءات: 2/409]
مكرر في اللسان فصارت الكسرة فيه كالكسرتين).
{وَلَا نُكَذِّبَ ... وَنَكُونَ}
- قرأ ابن عامر وحمزة وحفص عن عاصم ويعقوب والأعمش، وعباس الأنصاري عن عمر المعلم عن عمرو بن عبيد، وأحمد بن يوسف التغلبي وابن ذكوان والكسائي وسليمان بن أرقم وحميد ومجاهد وابن أبي إسحاق وعيسى الثقفي وسلام وعبد الله ابن يزيد وطلحة اليامي وطلحة الرازي وعيسى الهمداني وشيبان النحوي وعلي بن صالح وعمرو بن ميمون بن مهران، ورويت عن أبي الدرداء، وأم الدرداء، ويحيى بن الحارث وأبي حيوة (ولا نكذب ... ونكون) بنصب الباء والنون، وهو عند البصريين على إضمار (أن) بعد الواو.
- وقرأ ابن عامر في رواية هشام بن عمار عن أصحابه عنه وأبو بكر (ولا نكذب.. ونكون) برفع الأول ونصب الثاني، أما الرفع
[معجم القراءات: 2/410]
فهو عطف على (نرد)، أو على الاستئناف، وأما النصب في (ونكون)، فهو على جواب التمني.
قال الزجاج: (أكثر القراء بالرفع في قوله: ولا نكذب..، ويكون المعنى أنهم تمنوا الرد وضمنوا أنهم لا يكذبون، المعنى: يا ليتنا نرد ونحن لا نكذب بآيات رددنا أم لم نرد، ونكون من المؤمنين، أي قد عاينا وشاهدنا ما لا نكذب معه أبدًا).
- وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو والكسائي وأبو بكر عن عاصم وأبو جعفر وخلف والأعرج والزهري وأبو الحجاج مجاهد وأهل الحرمين والسلمي وعبد الملك بن عمير والمفضل والأعمش والحسن البصري ونعيم بن ميسرة وأيوب بن المتوكل وإسحاق الأزرق (ولا نكذب.. ونكون) برفعهما، والرفع على وجهين:
الأول: هو العطف على (نرد)، فيكونان داخلين في التمني.
والثاني: هو الاستئناف والقطع.
قال الأخفش: (والرفع وجه الكلام، وبه نقرأ الآية ...).
قال مكي: (ومن رفع الفعلين عطفهما على (نرد)، وجعله كله ما تمناه الكفار يوم القيامة، تمنوا ثلاثة أشياء: أن يردوا، وتمنوا ألا يكونوا قد كذبوا بآيات الله في الدنيا، وتمنوا أن يكونوا من المؤمنين.
[معجم القراءات: 2/411]
ويجوز أن يرفع ... على القطع، فلا يدخلان في التمني، تقديره: يا ليتنا نرد ونحن لا نكذب، ونحن نكون من المؤمنين رددنا أو لم نرد..).
- وقرأ الشنبوذي (ولا نكذب.. ونكون) بنصب الفعل الأول ورفع الثاني.
قال أبو حيان:
(وحكي أن بعض القراء قرأ: ولا نكذب، بالنصب، ونكون، بالرفع. فالنصب على مصدر متوهم، والرفع في (ونكون) عطف على (نرد)، أو على الاستئناف، أي: ونحن نكون).
- وروي عن أبي وابن مسعود وابن إسحاق (فلا نكذب.. فنكون) بالفاء والنصب فيهما.
- وذكر أبو حيان أنه في مصحف عبد الله (فلا نكذب)، والذي وجدته في مصحفه أنه بالواو.
- وفي المحرر: (في مصحف عبد الله بن مسعود (.. فلا نكذب.. وتكون) بالتاء.
وعن أبي أيضًا (فلا نكذب بآيات ربنا أبدًا ونكون) فلا نكذب: بالفاء والنصب، وزيادة (أبدًا) على النص القرآني المتواتر.
[معجم القراءات: 2/412]
{وَلَا نُكَذِّبَ}
- أدغم أبو عمرو ويعقوب الباء في الباء.
{وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}
- حكى أبو عمرو أن في قراءة أبي (ونحن نكون من المؤمنين).
{الْمُؤْمِنِينَ}
- تقدمت القراءة فيه بإبدال الهمزة الساكنة واوًا.
انظر الآية/223 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/413]

قوله تعالى: {بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (28)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي "وَلَوْ رُدُّوا" [الآية: 31] بكسر الراء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/9]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (28)}
{رُدُّوا}
- قرأ إبراهيم النخعي وابن وثاب والأعمش والمطوعي (ردوا) بكسر الراء على نقل حركة الدال في (رددوا) إلى الراء.
- وقراءة الجماعة (ردوا) بضم الراء على الأصل في المبني للمفعول في أمثاله.
{عَنْهُ وَإِنَّهُمْ}
- قرأ ابن كثير في الوصل (عنهو..) بوصل الهاء بواو). [معجم القراءات: 2/413]

قوله تعالى: {وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (29)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (29)}
{الدُّنْيَا}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيتين/85 و114 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/413]

قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (30)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "بلى" حمزة والكسائي وخلف وشعبة من طريق أبي حمدون عن يحيى بن آدم عنه وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو، وصححهما عنه في النشر في روايتيه، لكن قصر الخلاف في طيبته على الدوري، وكذا حكم "الدنيا" غير شعبة فله الفتح فقط، وإن أبا عمرو له الفتح والصغرى وللدوري عنه الكبرى أيضا). [إتحاف فضلاء البشر: 2/9]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (30)}
{تَرَى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/27 من هذه السورة.
[معجم القراءات: 2/413]
{بَلَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف وشعبة من طريق أبي حمدون عن يحيى بن آدم عنه.
- وبالفتح والصغرى الأزرق وورش وأبو عمرو.
- والباقون على الفتح.
{الْعَذَابَ بِمَا}
- أدغم الباء في الباء أبو عمرو ويعقوب). [معجم القراءات: 2/414]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 07:22 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنعام
[ من الآية (31) إلى الآية (34) ]
{قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (31) وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (32) قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33) وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ (34)}

قوله تعالى: {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (31)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "بغتة" بفتح الغين حيث جاء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/9]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (31)}
{خَسِرَ}
- رقق الأزرق وورش الراء.
{جَاءَتْهُمُ}
- تقدمت الإمالة فيه، وحكم الهمز في الوقف، انظر الآية/87 من سورة البقرة، والآية/61 من سورة آل عمران.
{بَغْتَةً}
- قراءة الجماعة (بغتة) بسكون الغين، وهو مصدر في موضع الحال.
- وقرأ الحسن وأبو عمرو في رواية وحسين وخارجة كلاهما عن أبي عمرو (بغتة) بفتح الغين.
- وعن أبي عمرو أنه قرأ (بغتة) بتشديد التاء بوزن (جربة)، قالوا: ولم يرد في المصادر مثلها.
[معجم القراءات: 2/414]
وانظر الآية18 من سورة محمد صلى الله عليه وسلم، فقد ذكروا هناك تفصيلًا لم يذكروه هنا). [معجم القراءات: 2/415]

قوله تعالى: {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (32)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (6 - قَوْله {وللدار الْآخِرَة} 32
كلهم قَرَأَ {وللدار الْآخِرَة} بلامين وَرفع الْآخِرَة غير ابْن عَامر فَإِنَّهُ قَرَأَ {ولدار الْآخِرَة} بلام وَاحِدَة وخفض الاخرة). [السبعة في القراءات: 256]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (7 - وَاخْتلفُوا في الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله {للَّذين يَتَّقُونَ أَفلا تعقلون} 32 في خَمْسَة مَوَاضِع في الْأَنْعَام والأعراف 169 ويوسف 109 والقصص 60 وَيس 68
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة والكسائي بِالْيَاءِ في أَرْبَعَة مَوَاضِع أي مَا عدا الْقَصَص فبالتاء
وَقَرَأَ نَافِع ذَلِك كُله بِالتَّاءِ
وَقَرَأَ عَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر بن عَيَّاش ذَلِك كُله بِالْيَاءِ إِلَّا قَوْله في يُوسُف {خير للَّذين اتَّقوا أَفلا تعقلون} فَإِنَّهُ قَرَأَهُ بِالتَّاءِ وفي الْقَصَص بِالتَّاءِ أَيْضا
وروى حَفْص عَن عَاصِم ذَلِك كُله بِالتَّاءِ إِلَّا قَوْله في يس {أَفلا يعْقلُونَ} فَإِنَّهُ قَرَأَهُ بِالْيَاءِ كَمَا قَرَأَ ابْن عَامر
وَقَرَأَ ابْن عَامر وَاحِدًا بِالْيَاءِ وَسَائِر ذَلِك بِالتَّاءِ وَهُوَ قَوْله في يس {ننكسه فِي الْخلق أَفلا يعْقلُونَ}
وَكلهمْ قَرَأَ في الْقَصَص بِالتَّاءِ إِلَّا أَبَا عَمْرو فَإِنَّهُ كَانَ يقْرَأ بِالتَّاءِ وَالْيَاء). [السبعة في القراءات: 256]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ولدار الآخرة) مضاف شامي). [الغاية في القراءات العشر: 240]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (أفلا تعقلون) وفي
[الغاية في القراءات العشر: ٢٤٠]
الأعراف، ويوسف، ويس، بالتاء، مدني، وابن ذكوان، ويعقوب، وسهل، وافق حفص، إلا في يس، وحماد، ويحيى في يوسف). [الغاية في القراءات العشر: 241]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ولدار الآخرة} [32]: مضاف: دمشقي.
{أفلا تعقلون} [32]، وفي الأعراف [169]، ويوسف [109]، ویس [68]: بالتاء فيهن مدني، دمشقي إلا الحلواني عن هشام، وبصري غير أبي عمرو. وافق أبو بكر غير علي والأعشى والبرجمي في يوسف، وحفص، والحلواني عن هشام، وأبو بشر إلا في يس، ضده: عباس). [المنتهى: 2/675]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (ولدار الآخرة) بلام واحدة وخفض (الآخرة)، وقرأ الباقون
[التبصرة: 201]
بلامين إحداهما مدغمة في الدار ورفع (الآخرة) ). [التبصرة: 202]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وابن عامر وحفص (أفلا تعقلون) هنا وفي الأعراف ويوسف بالتاء، وقرأ الباقون بالياء في الثلاثة غير أن أبا بكر قرأ في يوسف بالتاء.
وقرأ أبو عمرو في سورة القصص بالياء، وذكر عنه أنه خير في الياء والتاء، والأشهر عنه بالياء، وقرأ الباقون بالتاء.
قرأ نافع وابن ذكوان (أفلا تعقلون) في يس بالتاء، وقرأ الباقون بالياء، ولم يختلف في غير هذه الخمسة المواضع). [التبصرة: 202]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {ولدار الآخرة} (32): بلام واحدة، وخفض التاء.
والباقون: بلامين، ورفع التاء). [التيسير في القراءات السبع: 274]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن عامر، وحفص: {أفلا تعقلون} (32)، هنا، وفي الأعراف: بالتاء.
والباقون: بالياء). [التيسير في القراءات السبع: 275]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن عامر (ولدار الآخرة) بلام واحدة وخفض التّاء، والباقون بلامين ورفع التّاء. نافع وأبو جعفر وابن عامر ويعقوب وحفص: (أفلا تعقلون) هنا وفي الأعراف بالتّاء والباقون بالياء). [تحبير التيسير: 354]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَلَدَارُ الْآخِرَةِ) مضاف دمشقي غير ابن الحارث، الباقون مشدد بالرفع فيهما، وهو الاختيار لاتفاقهم في الأعراف (تَعْقِلُونَ) بالتاء، وفي الأعراف، ويوسف، والقصص، ويس مدني غير اختيار ورش دمشقي غير الْأَخْفَش عن هشام في قول أبو علي، وبصري غير أَبِي عَمْرٍو، والحسن رواية أبن أرقم، وحفص وافق في يوسف حماد وبصري، والآدمي، ويحيى، والاحتياطي، وعصمة، وأبان، والمفضل خالف حفص، والحلواني عن هشام، والْبَلْخِيّ، وأبو بشر، والثعلبي في يس أبو الحسن عن أبي بكر، وشجاع، وابن الْيَزِيدِيّ، وأبو حمدون، وابْن مِقْسَمٍ، وأبو خَلَّاد في قول الحزاعي في القصص بالياء السُّوسِيّ، والدُّورِيّ وعباس، وابْن سَعْدَانَ عن الْيَزِيدِيّ خيروا، الباقون بالياء إلا في القصص، وهو الاختيار على المغايبة عباس بالتاء في ياسين وحدها في قول أبي علي). [الكامل في القراءات العشر: 539]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([32]- {وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ} مضاف: ابن عامر.
[32]- {أَفَلا تَعْقِلُونَ} هنا، وفي [الأعراف: 169] بالتاء: نافع وابن عامر وحفص). [الإقناع: 2/638]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (635 - وَلَلدَّارُ حَذْفُ اللاَّمِ الاُخْرَى ابْنُ عَامِرٍ = وَالآخِرَةُ المَرْفُوعُ بِالْخِفْضِ وُكِّلاَ
636 - وَعَمَّ عُلاً لاَ يَعْقِلُونَ وَتَحْتَهاَ = خِطاَباً وَقُلْ فَي يُوسُفِ عَمَّ نَيْطَلاَ
637 - وَيَاسِينَ مِنْ أَصْلٍ .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 51]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([635] وللدار حذف اللام الأخرى (ابن عامر) = والآخرة المرفوع بالخفض وكلا
كتبت في مصاحف الشاميين بلام واحدة، وفي غيرها بلامين. فكلٌ وافق مصحفه.
ووجه {ولدار الآخرة}، إضافة الموصوف إلى الصفة؛ وجوز ذلك فيهما اختلاف اللفظين؛ ومنه: ليلة القمراء، وجنة الخضراء.
ويجوز أن يحمل على قولهم: صلاة الأولى؛ وتقديره: ولدار الساعة الآخرة. وحسن ذلك، لأن الآخرة استعملت استعمال الأسماء، وأصلها الصفة، كالأبرق والأبطح.
والرفع على الوصف.
[636] و(عم) (عـ)لا لا يعقلون وتحتها = خطابًا وقل في يوسف (عم) (نـ)يطلا
[637] وياسين (مـ)ن (أ)صل ولا يكذبونك الـ = ـخفيف (أ)تى (ر)حبًا وطاب تأولا
إنما (عم علالا يعقلون)، لأنه بالخطاب فيها، وفي الأعراف عم جميع المخاطبين.
[فتح الوصيد: 2/874]
وبالياء، يرجع إلى مخصوصين.
و(في يوسف عم نيطلا)، أي نصيبًا، وأصله للدلو، ثم استعير للنصيب كما قال تعالى: {ذنوبًا مثل ذنوب أصحبهم}، ونصبه على أنه مفعولٌ من أجله؛ أي عطاء، لأنه يستعمل في العطاء.
و(خطابًا)، أيضًا منصوب على التمييز.
(ويس من أصل)، لأن قبله: {ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا تعقلون}، فعم المخاطب وغيره، لأنه قال قبل ذلك: {ولو نشاء لمسخنهم على مكانتهم}، كما نكسناهم في الخلق ونقلناهم من أشياء إلى أضدادها، أفلا تعقلون !
هذا ومن قرأ بالياء رده إلى المذكورين). [فتح الوصيد: 2/875]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [635] وللدار حذف اللام الاخرى ابن عامرٍ = والآخرة المرفوع بالخفض وكلا
[كنز المعاني: 2/190]
ح: (للدار): مبتدأ، (حذف): بدل اشتمال، و(اللام): مفعوله أضيف إليه، (ابن عامر): خبر، أي: قراءة ابن عامر، (الآخرة): مبتدأ، (المرفوع): صفته (وكلا): خبر (بالخفض): متعلق به.
ص: يعني: حذف اللام الأخيرة ابن عامر من قوله تعالى: {ولدار الآخرة خيرٌ} [32] وجر {الآخرة} على إضافة {الدار} إليها، نحو: (مسجد الجامع)، أي: دار الساعة الآخرة، والباقون بلامين ورفع: {الآخرة} على الصفة.
[636] وعم علا لا يعقلون وتحتها = خطابًا وقل في يوسفٍ عم نيطلا
ب: (النيطل): الدلو، استعير للصب.
ح: (لا يعقلون): فاعل (عم)، (علا): تمييز، (تحتها): عطف على محذوف، أي: هنا وتحتها فالفاء: للسورة، (خطابًا): حال من الفاعل، أي: مخاطبًا، فاعل (عم): ضمير (لا يعقلون)، (نيطلا): تمييز.
ص: قرأ نافع وابن عامر وحفص {أفلا تعقلون، قد نعلم} هنا [32-33]، وفي الأعراف تحتها: {أفلا تعقلون، والذين يمسكون} [169 170] بالخطاب.
ونافع وابن عامر وعاصم بكماله في يوسف: {أفلا تعقلون، حتى
[كنز المعاني: 2/191]
إذا استيئس الرسل} [109 -110]، فيعم المخاطبين، والباقون في المواضع الثلاثة بالغيبة راجعًا إلى المذكورين قبله.
[637] وياسين من أصل ولا يكذبونك الـ = ـخفيف أتى رُحبا وطاب تأولا
ح: (يس): عطف على (يوسفٍ)، أي: لا تعقلون في يس من أصل، (لا يكذبونك): مبتدأ، (الخفيف): صفته، (أتى رُحبًا): جملة خبره، و(رُحبًا) مفعول به، (طاب) عطف على (أتى)، (تأولًا): تمييز.
ص: قرأ ابن ذكوان ونافع: {أفلا تعقلون، وما علمناه} في يس [68- 69] بالخطاب، والباقون بياء الغيبة.
وقرأ نافع والكسائي: {فإنهم لا يكذبونك} [33] بالتخفيف من الإكذاب، والباقون بالتثقيل من التكذيب، وهما بمعنًى مثل: (أنزل) و (نزل)، أو من (أكذب): إذا وجده كاذبًا، و(كذب): إذا نسبه إلى الكذب). [كنز المعاني: 2/192]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (635- وَلَلدَّارُ حَذْفُ اللامِ الُاخْرَى ابْنُ عَامِرٍ،.. وَالَاخِرَةُ المَرْفُوعُ بِالخِفْضِ وُكِّلا
يعني: حذف ابن عامر لام التعريف، وأبقى لام الابتداء، وأضاف الدار إلى الآخرة على تقدير: ولدار الساعة الآخرة أو لدار الحياة الآخرة، وكتبت في مصاحف الشام بلام واحدة وقراءة الجماعة بالتعريف وجعل الآخرة صفة للدار.
636- وَ"عَمَّ عُـ"ـلًا لا يَعْقِلُونَ وَتَحْتَها،.. خِطابًا وَقُلْ فَي يُوسُفِ "عَمَّ نَـ"ـيْطَلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/111]
علا: تمييز أو حال؛ أي: عم علاه أو عاليا وفاعل عم لا يعقلون، وخطابا أيضا حال؛ أي: مخاطبا وذا خطاب، ويجوز أن يكون خطابا تمييز على قولنا: إن علا حال ونيطلا أيضا تمييز؛ أي: نصيبا، وقال الشيخ: هو مفعول من أجله؛ أي: عطاء؛ لأنه يستعمل في العطاء وأصله للدلو ثم استعير للنصب كما قال تعالى: {ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ}.
والغيبة والخطاب في ذلك ظاهران، ولفظه في السور الثلاث: {أَفَلا تَعْقِلُونَ}، وبعده في الأنعام: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ}.
وفي الأعراف وهي المراد بقوله: وتحتها؛ أي: تحت هذه السورة بعده: {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ}.
وبعده في يوسف: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ}.
الخطاب في الثلاث لعم علا، وتابعهم أبو بكر في يوسف والذي في يس لابن ذكوان ونافع وذلك قوله:
637- وَيَاسِينَ "مِـ"ـنْ "أَ"صْلٍ وَلا يُكْذِبُونَكَ الْـ،.. ـخَفِيفُ "أَ"تى "رُ"حْبًا وَطَابَ تأَوُّلا
يعني: الذي بعده: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ}، وبقي موضع آخر في القصص ذكره في سورته: {وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلا تَعْقِلُونَ} الخطاب فيه
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/112]
لغير أبي عمرو). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/113]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (635 - وللدّار حذف اللّام الاخرى ابن عامر = والآخرة المرفوع بالخفض وكّلا
قرأ ابن عامر: ولدار الآخرة خير للّذين يتّقون. بحذف اللام الثانية من وَلَلدَّارُ وخفض رفع التاء من الْآخِرَةُ، وقرأ غيره بإثبات اللام الثانية ورفع التاء من الْآخِرَةُ والدال في قراءة ابن عامر مخففة ويؤخذ تخفيفها من النص على أن اللام المحذوفة هي الأخرى وهي لام التعريف فتكون الباقية هي الأولى وهي لام الابتداء ولام الابتداء لا تدغم في الدال ولا في غيرها وأما في قراءة غير ابن عامر فالدال فيها مشددة وأخذ تشديدها من لفظه ومن بقاء لام التعريف التي إذا اجتمعت مع الدال أدغمت فيها.
636 - وعمّ علا لا يعقلون وتحتها = خطابا وقل في يوسف عمّ نيطلا
637 - وياسين من أصل .... .... = .... .... .... .... ....
قرأ نافع وابن عامر وحفص: أَفَلا تَعْقِلُونَ هنا الذي بعده قَدْ نَعْلَمُ. وأَفَلا تَعْقِلُونَ وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ في السورة التي تحت هذه السورة وهي الأعراف بتاء الخطاب، فتكون قراءة غيرهم بياء الغيب فيهما، وقرأ ابن عامر ونافع وعاصم أَفَلا تَعْقِلُونَ (109) حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ في يوسف بالخطاب، فتكون قراءة غيرهم بالغيب، وقرأ أَفَلا يَعْقِلُونَ (68) وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ في سورة يس ابن ذكوان ونافع بتاء الخطاب، فتكون قراءة غيرهما بياء الغيب). [الوافي في شرح الشاطبية: 256]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (104- .... .... .... يَعْقِلُوا وَتَحْـ = ـتُ خَاطِبْ كَيَاسِيْنَ الْقَصَصْ يُوْسُفٍ حَلَا). [الدرة المضية: 27]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال: يعقلوا وتحت إلخ جميع ذلك ليعقوب، أي قرأ مرموز (حا) حلا وهو يعقوب {أفلا تعقلون قد نعلم} [32، 33] هنا {أفلا تعقلون والذين يمسكون} [169 - 170] بالأعراف، وإليه أشار بقوله: وتحت و{أفلا يعقلون وما علمناه} [68 69] بياسين و{أفلا تعقلون أمن وعدناه} [60 - 61] بالقصص، و{أفلا تعقلون حتى إذا} [109 - 110] بيوسف بالخطاب في الجميع). [شرح الدرة المضيئة: 124]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ (وَلَدَارُ)، بِلَامٍ وَاحِدَةٍ وَتَخْفِيفِ الدَّالِ (الْآخِرَةِ) بِخَفْضِ التَّاءِ عَلَى الْإِضَافَةِ، وَكَذَلِكَ هِيَ فِي مَصَاحِفِ أَهْلِ الشَّامِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِلَامَيْنِ مَعَ تَشْدِيدِ الدَّالِ لِلْإِدْغَامِ وَبِالرَّفْعِ عَلَى النَّعْتِ، وَكَذَا هُوَ فِي مَصَاحِفِهِمْ، وَلَا خِلَافَ فِي حَرْفِ يُوسُفَ أَنَّهُ بِلَامٍ وَاحِدَةٍ لِاتِّفَاقِ الْمَصَاحِفِ عَلَيْهِ.
(وَاخْتَلَفُوا) فِي: أَفَلَا تَعْقِلُونَ هُنَا، وَفِي الْأَعْرَافِ وَيُوسُفَ وَيس فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ وَيَعْقُوبُ بِالْخِطَابِ فِي الْأَرْبَعَةِ وَافَقَهُمُ ابْنُ عَامِرٍ وَحَفْصٌ هُنَا، وَفِي الْأَعْرَافِ وَيُوسُفَ، وَوَافَقَهُمُ أَبُو بَكْرٍ فِي يُوسُفَ، وَاخْتَلَفَ ابْنُ عَامِرٍ فِي يس، فَرَوَى الدَّاجُونِيُّ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنْ هِشَامٍ مِنْ غَيْرِ طَرِيقِ الشَّذَائِيِّ، وَرَوَى الْأَخْفَشُ وَالصُّورِيُّ مِنْ غَيْرِ طَرِيقِ زَيْدٍ كِلَاهُمَا عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ كَذَلِكَ الْخِطَابُ، وَرَوَى الْحُلْوَانِيُّ عَنْ هِشَامٍ،، وَالشَّذَائِيُّ عَنِ الدَّاجُونِيِّ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنْهُ وَزَيْدٌ عَنِ الرَّمْلِيِّ عَنِ الصُّورِيِّ بِالْغَيْبِ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ فِي الْأَرْبَعَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/257]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر {وللدار} [32] بلام واحدة وتخفيف الدال {الآخرة} [32] بالخفض، والباقون بلامين مع تشديد الدال للإدغام، ورفع {الآخرة} ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 506]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان ويعقوب {أفلا تعقلون} هنا [32]، والأعراف [169]، ويوسف [109]، ويس [68] بالخطاب، وافقهم ابن عامر وحفص هنا، والأعراف، ويوسف، ووافقهم أبو بكر في يوسف، واختلف عن ابن عامر في يس من روايتيه، فالأكثرون عن الداجوني عن هشام وعن الأخفش عن ابن ذكوان كذلك بالخطاب، والباقون بالغيب في الأربعة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 506]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (593- .... .... .... .... وخف = للدّار الآخرة خفض الرّفع كف
594 - لا يعقلون خاطبوا وتحت عم = عن ظفرٍ يوسف شعبة وهم
595 - يس كم خلفٍ مدا ظلٍّ .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 72]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وخف) يعني قرأ «والدار الآخرة» بتخفيف
الدال، وخفض الآخرة ابن عامر، والباقون بالتشديد ورفع الآخرة ولم يحتج إلى التعرض لحذف اللام لأن تخفيف الدال كاف في معرفة المعنى على اللفظ لا على الخط، إذ لا فائدة فيه غير التطويل.
لا يعقلون خاطبوا وتحت (عم) = (ع) ن (ظ) فر يوسف شعبة وهم
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 222]
يريد «أفلا تعقلون قد نعلم» هنا وتحت: أي تحت هذه السورة، يعني «أفلا تعقلون والذين يمسّكون» في الأعراف، قرأ الحرفين بالخطاب نافع وأبو جعفر وابن عامر ويعقوب والباقون بالنصب قوله: (يوسف الخ) يعني قوله تعالى: أفلا تعقلون حتى في آخر يوسف، قرأه بالخطاب شعبة والمذكورون قبل وهم نافع وأبو جعفر ويعقوب وابن عامر فدخل عاصم فيهم بكماله، والباقون بالغيب.
يس (ك) م خلف (مدا) (ظ) لّ وخف = يكذّب (ا) تل (ر) م فتحنا اشدد (ك) لف
أي وقرأ حرف يس وهو قوله تعالى: أفلا تعقلون ومن نعمره بالخطاب نافع وأبو جعفر ويعقوب، واختلف عن ابن عامر، والباقون بالغيب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 223]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل [القارئ] فقال:
ص:
(د) م ربنا النّصب (شفا) نكذّب = بنصب رفع (ف) وز (ظ) لم (ع) جب
كذا نكون معهم شام وخفّ = للدّار الآخرة وخفض الرّفع (ك) ف
ش: أي: قرأ مدلول (شفا) حمزة والكسائي وخلف. والله ربّنا [الأنعام: 23] [بنصب] الباء، والباقون بجرها.
وقرأ ذو فاء (فوز) حمزة، وظاء (ظلم) يعقوب وعين (عجب) حفص يليتنا نردّ ولا نكذّب بأيت ربّنا ونكون [الأنعام: 27] بنصب الفعلين.
ووافقهم الشامي ابن عامر في نصب الثاني خاصة، والباقون برفعها، وقيد النصب.
وقرأ ذو كاف (كف) ابن عامر ولدار الآخرة [الأنعام: 32]، وإثبات اللام، وقيد الرفع للمخالفة.
وجه نصبهما: تقدير «أن» بعد واو جواب التمني على مذهب الزجاج، وبعض البصريين، خلافا لأكثرهم في تخصيص الجواب بالفاء، أي: يا ليت لنا رد وتبرؤ من التكذيب، ونكون من المؤمنين، أو على الصرف، ونصب ونكون عطفا على نكذّب.
ووجه رفعهما: العطف على نردّ [الأنعام: 27]، أي: يا ليتنا نرد، ونوفق للتصديق
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/296]
والإيمان، أو يكونان حالين.
ووجه رفع الأول: أحد الأمور، ونصب الثاني على الجواب.
ووجه حذف اللام: تجريدها من التعريف للإضافة؛ فوجب جر الآخرة، ومنه ولدار الآخرة بيوسف [الآية: 109] وأضيفت الدار لها؛ لأنها صفة المضاف إليه أي: لدار الحياة أو الساعة الآخرة؛ كمسجد الجامع.
ووجه إثباتها: تعريفها بها للإسناد ورفع الآخرة صفتها، ومنه وإنّ الدّار الأخرة [العنكبوت: 64]، وهي صفة في الأصل، وغلب استعمالها اسما؛ كالدنيا.
وهو المختار؛ لأن تعريف اللام أقوى من الإضافة، وعليه بقية الرسوم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/297] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
لا يعقلون خاطبوا وتحت (عمّ) = (ع) ن (ظ) فر يوسف شعبة وهم
يس (ك) م خلف (مدا) (ظ) لـ وخف = يكذّب (ا) تل (ر) م فتحنا اشدد (ك) لف
ش: أي: قرأ المدنيان، وابن عامر وعين (عن) حفص وظاء (ظفر) يعقوب أفلا تعقلون قد نعلم هنا [الآيتان: 32، 33]، وأ فلا تعقلون والّذين بالأعراف [الآيتان: 169، 170] بتاء الخطاب.
وكذلك قرأ هؤلاء و(شعبة) أفلا تعقلون حتّى إذا استيئس بيوسف [الآية: 110].
وكذلك قرأ مدلول (مدا) المدنيان وظاء (ظل) يعقوب أفلا تعقلون وما علمناه في يس [الآيتان: 68، 69].
واختلف فيه عن ذي كاف (كم) ابن عامر: فروى الداجوني عن أصحابه عن هشام من [غير] طريق الشذائي، وروى الأخفش والصوري من غير طريق زيد، كلاهما عن ابن ذكوان بالخطاب.
وروى الحلواني عن هشام، والشذائي عن الداجوني عن أصحابه عنه، وزيد عن الرملي عن الصوري بالغيب.
وكذلك قرأ الباقون في الأربعة.
وقرأ ذو همزة (اتل) وراء (رم) نافع والكسائي فإنهم لا يكذبوك [الأنعام: 33]
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/297]
بتسكين الكاف وتخفيف الذال، والباقون بفتح الكاف وتشديد الذال.
وعلم فتح الكاف مع التشديد من لفظه.
تنبيه:
خرج بتقييد يعقلون بالنفي لعلّكم تعقلون أول يوسف [الآية: 2] وأ فلم تكونوا تعقلون بيس [الآية: 62].
وجه الخطاب: الالتفات، والغيب: حمله على ما قبله، والفرق الجمع.
ووجه التخفيف: أنه من «أكذبه» على حد: [«أبخله»، فهمزه] للمصادفة، أي: لا يلفونك كاذبا، أو للنسبة، أي: لا ينسبونك إلى الكذب؛ اعتقادا، أو للتعدية، أي: لا يقولون: أنت كاذب، بل رويت الكذب، وهو معنى قول أبي جهل: «إنا لا نكذبك، ولكنا نكذب الذي جئت به».
ووجه التشديد: أن التضعيف للتعدية، أي: لا يكذبونك بحجة.
قال الكسائي: تقول العرب: «أكذبت الرجل» إذا قلت له: جئت بالكذب، و«كذبته» إذا قلت له: كذبت.
أو لا يكذبونك إلا عنادا [لا] حقيقة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/298] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَلَلدَّارُ الْآخِرَة" [الآية: 32] فابن عامر بلام واحدة كما هي في المصحف الشامي وهي لام الابتداء. وتخفيف الدال و"الآخرة" بخفض التاء على الإضافة إما على حذف الموصوف أي: لدار الحياة أو الساعة الآخرة كمسجد الجامع أي: المكان الجامع، وإما للاكتفاء باختلاف لفظ الموصوف وصفته في جواز الإضافة، والباقون بلامين لام الابتداء ولام التعريف مع التشديد للإدغام، ورفع الآخرة على أنها صفة للدار، وخير خبرها وعليه بقية الرسوم، ولا خلاف في حرف يوسف أنه بلام واحدة لاتفاق الرسوم عليه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/9]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "أَفَلا تَعْقِلُون" [الآية: 32] هنا و[الأعراف الآية: 169] و[يوسف الآية: 109] و[يس الآية: 68] فنافع وأبو جعفر ويعقوب بتاء الخطاب في الأربعة على الالتفات وافقهم هنا الحسن، وقرأ ابن عامر وحفص كذلك هنا والأعراف ويوسف، وقرأ أبو بكر كذلك في يوسف، واختلف عن ابن عامر في يس فالداجوني من أكثر طرقه عن هشام والأخفش كذلك عن ابن ذكوان بالخطاب، وقرأ الباقون بالغيب في الأربعة، وبه قرأ الحلواني عن هشام والشذائي عن الداجوني عن أصحابه عنه والصوري عن ابن ذكوان من طريق زيد في موضع يس خاصة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/10]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وللدار الآخرة} [32] قرأ الشامي بلام واحدة، وتخفيف الدال و{الآخرة} بخفض التاء، على الإضافة، كمسجد الجامع، والباقون بلامين، وتشديد الدال، ورفع {الآخرة} على النعت، وكل وافق مصحفه حذفًا وإثباتًا، ولهذا اتفقوا عل حرف يوسف أنه بلام واحدة، لاتفاق المصاحف عليه). [غيث النفع: 571]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تعقلون} قرأ نافع والشامي وحفص بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيب). [غيث النفع: 571]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (32)}
{الدُّنْيَا}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيتين/85 و114 من سورة البقرة.
{وَلَلدَّارُ الْآَخِرَةُ}
- قراءة الجماعة (وللدار الآخرة) بتعريف (الدار) بأل، ورفع (الآخرة) نعتًا لها، وهو كذلك في مصاحف العراق.
- وقرأ ابن عامر وابن عباس (ولدار الآخرة) بلام واحدة على الإضافة، وهي كذلك في المصحف الشامي، وهذه اللام هي لام الابتداء، والإضافة على حذف موصوف أي: ولدار الحياة الآخرة.
{الْآَخِرَةُ}
- تقدمت القراءات فيه في الآية/4 من سورة البقرة.
{خَيْرٌ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف.
{تَعْقِلُونَ}
- قرأ نافع وابن عامر وحفص عن عاصم وأبو جعفر وابن ذكوان
[معجم القراءات: 2/415]
وسهل ويعقوب والحسن (تعقلون) بالتاء، وهو خطاب مواجهة لمن كان بحضرة الرسول صلى الله عليه وسلم من منكري البعث.
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي وعاصم في رواية أبي بكر بن عياش والأعشى وخلف والبرجمي وعباس والحلواني وهشام والشذائي والداجوني والصوري عن ابن ذكوان (يعقلون) بالياء، عودًا على ما قبلها؛ لأنها أسماء غائبة). [معجم القراءات: 2/416]

قوله تعالى: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (8 - وَاخْتلفُوا في فتح الْيَاء وَضمّهَا من قَوْله {ليحزنك الَّذِي يَقُولُونَ} 33
فَقَرَأَ ابْن كثير وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة وَابْن عَامر والكسائي {إِنَّه ليحزنك} مَفْتُوحَة الْيَاء مَضْمُومَة الزاي
وَقَرَأَ نَافِع وَحده {ليحزنك} بِالضَّمِّ). [السبعة في القراءات: 256 - 257]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (9 - وَاخْتلفُوا في التَّخْفِيف وَالتَّشْدِيد من قَوْله {لَا يكذبُونَك} 33
فَقَرَأَ ابْن كثير وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة وَابْن عَامر {لَا يكذبُونَك} مُشَدّدَة
وَقَرَأَ نَافِع والكسائي {لَا يكذبُونَك} خَفِيفَة). [السبعة في القراءات: 257]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (لا يكذبونك) خفيف، نافع، والكسائي). [الغاية في القراءات العشر: 241]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({لا يكذبونك} [33]: خفيف: نافع، وعلي، وأبو عبيد، والأعشى). [المنتهى: 2/676]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع والكسائي (يكذبونك) بالتخفيف، وقرأ الباقون بالتشديد). [التبصرة: 202]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، والكسائي: {لا يكذبونك} (33): مخففًا.
والباقون: مشددًا). [التيسير في القراءات السبع: 275]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (نافع والكسائيّ: (لا يكذبونك) مخففا، والباقون مشددا). [تحبير التيسير: 354]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لَا يُكَذِّبُونَكَ) خفيف نافع غير
[الكامل في القراءات العشر: 539]
اختيار ورش، والكسائي، واختيار أبي بكر، والأعشى، وأبو السَّمَّال، وابْن سَعْدَانَ.
قال الرَّازِيّ: إلا النقار، الباقون مشدد وهو الاختيار؛ لأنهم عوتبوا على التكذيب مع علمهم بأنه لا يكذب). [الكامل في القراءات العشر: 540]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([33]- {لَا يُكَذِّبُونَكَ} خفيف: نافع والكسائي). [الإقناع: 2/638]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (637- .... .... .... وَلاَ يُكْذِبُونَكَ الْـ = ـخَفِيفُ أَتى رُحْباً وَطَابَ تأَوُّلاَ). [الشاطبية: 51]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( (ولا يكذبونك الخفيف أتی رحبًا): في (أتی)، ضميرٌ يعود إلى الخفيف. و(رحبا): مفعول، أو منصوب على الحال. وطاب تأوله الكسائي: العرب تقول: أكذبته، إذا أخبرت أنه جاء بالكذب ورواه.
قال: ويقولون: كذبته، إذا أخبرت أنه كاذب.
فهذه حجة للتخفيف.
والمعنى، أنهم يعتقدون صدق ما جئت به، ولكنهم يجحدون ذلك.
ومن حجة التثقيل، أن أبا جهل قال للنبي صلى الله عليه وسلم : «إنا لا نكذبك ولكنا نكذب الذي جئت به».
[فتح الوصيد: 2/875]
وروي أن الأخنس بن شريق قال لأبي جهل: أخبرني عن محمد أصادق هو أم كاذب فإنه ليس عندنا أحد؟ فقال: والله إنه لصادق، وما كذب قط، ولكن إذا ذهب بنو قصي باللواء والسقاية والحجابة والنبوة، فماذا يكون لسائر قريش ؟... فنزلت.
ويجوز أن يكون التخفيف من: أكذبه، إذا وجده كاذبًا. ويجوز أن يكون أكذبته بمعني كذبته، نسبته إلى الكذب كما قال:
وطائفة قد أكفرتني بحبكم.
أي: نسبتني إلى الكفر). [فتح الوصيد: 2/876]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [637] وياسين من أصل ولا يكذبونك الـ = ـخفيف أتى رُحبا وطاب تأولا
ح: (يس): عطف على (يوسفٍ)، أي: لا تعقلون في يس من أصل، (لا يكذبونك): مبتدأ، (الخفيف): صفته، (أتى رُحبًا): جملة خبره، و(رُحبًا) مفعول به، (طاب) عطف على (أتى)، (تأولًا): تمييز.
ص: قرأ ابن ذكوان ونافع: {أفلا تعقلون، وما علمناه} في يس [68- 69] بالخطاب، والباقون بياء الغيبة.
وقرأ نافع والكسائي: {فإنهم لا يكذبونك} [33] بالتخفيف من الإكذاب، والباقون بالتثقيل من التكذيب، وهما بمعنًى مثل: (أنزل) و (نزل)، أو من (أكذب): إذا وجده كاذبًا، و(كذب): إذا نسبه إلى الكذب). [كنز المعاني: 2/192] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما: "فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ" فالتخفيف فيه والتشديد من باب واحد: أكذَبَ وكذَّبَ مثل: أنزل ونزل، وتأولا تمييز ورحبا حال من الضمير في أتي العائد على يكذبونك أو مفعول به؛ أي: صادف مكانا رحبا من صدور قرائه لقبولهم له، وتوجيههم لمعانيها إذ يحتمل أن يكون من أكذبته؛ أي: وجدته كاذبا وأكذبته أيضا إذا نسبته إلى الكذب كقول الكميت:
فطائفة قد أكفرتني بحبكم
أي نسبتني إلى الكفر). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/113]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (637 - .... .... .... ولا يكذبونك الـ = ـخفيف أتى رحبا وطاب تأوّلا
....
وقرأ نافع والكسائي فإنهم لا يُكَذِّبُونَكَ بسكون الكاف وتخفيف الذال، وأخذ سكون الكاف من لفظه ومن ضرورة التخفيف، وقرأ الباقون بفتح الكاف وتشديد الذال فتشديد الذال أخذ من الضد، وأما فتح الكاف فأخذ من الاجتماع ومن ضرورة التشديد مع ملاحظة قواعد اللغة العربية، (والنيطل) الدلو، (والرحب) الواسع، و(تأولا) منصوب على التمييز؛ أي تفسيرا). [الوافي في شرح الشاطبية: 256]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (105- .... .... .... .... .... = .... .... .... وَيُكْذِبُ أُصِّلَا). [الدرة المضية: 27]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال: يكذب أصلا أي قرأ مرموز (ألف) أصلا وهو أبو جعفر{لا يكذبونك} [33] بتشديد الذال كالآخرين). [شرح الدرة المضيئة: 125]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يُكَذِّبُونَكَ فَقَرَأَ نَافِعٌ وَالْكِسَائِيُّ،
[النشر في القراءات العشر: 2/257]
بِالتَّخْفِيفِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّشْدِيدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/258]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ قِرَاءَةُ نَافِعٍ يَحْزُنْكَ فِي آلِ عِمْرَانَ). [النشر في القراءات العشر: 2/257]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكسائي {لا يكذبونك} [33] بالتخفيف، والباقون بالتشديد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 506]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({ليحزنك} [33] تقدم لنافع في آل عمران). [تقريب النشر في القراءات العشر: 506]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (595- .... .... .... .... وخف = يكذّب اتل رم .... .... .... ). [طيبة النشر: 72]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وقوله: وخف، يعني وخفف الذال من قوله: «فإنهم لا يكذبونك» نافع والكسائي، والباقون بالتشديد). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 223]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
لا يعقلون خاطبوا وتحت (عمّ) = (ع) ن (ظ) فر يوسف شعبة وهم
يس (ك) م خلف (مدا) (ظ) لـ وخف = يكذّب (ا) تل (ر) م فتحنا اشدد (ك) لف
ش: أي: قرأ المدنيان، وابن عامر وعين (عن) حفص وظاء (ظفر) يعقوب أفلا تعقلون قد نعلم هنا [الآيتان: 32، 33]، وأ فلا تعقلون والّذين بالأعراف [الآيتان: 169، 170] بتاء الخطاب.
وكذلك قرأ هؤلاء و(شعبة) أفلا تعقلون حتّى إذا استيئس بيوسف [الآية: 110].
وكذلك قرأ مدلول (مدا) المدنيان وظاء (ظل) يعقوب أفلا تعقلون وما علمناه في يس [الآيتان: 68، 69].
واختلف فيه عن ذي كاف (كم) ابن عامر: فروى الداجوني عن أصحابه عن هشام من [غير] طريق الشذائي، وروى الأخفش والصوري من غير طريق زيد، كلاهما عن ابن ذكوان بالخطاب.
وروى الحلواني عن هشام، والشذائي عن الداجوني عن أصحابه عنه، وزيد عن الرملي عن الصوري بالغيب.
وكذلك قرأ الباقون في الأربعة.
وقرأ ذو همزة (اتل) وراء (رم) نافع والكسائي فإنهم لا يكذبوك [الأنعام: 33]
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/297]
بتسكين الكاف وتخفيف الذال، والباقون بفتح الكاف وتشديد الذال.
وعلم فتح الكاف مع التشديد من لفظه.
تنبيه:
خرج بتقييد يعقلون بالنفي لعلّكم تعقلون أول يوسف [الآية: 2] وأ فلم تكونوا تعقلون بيس [الآية: 62].
وجه الخطاب: الالتفات، والغيب: حمله على ما قبله، والفرق الجمع.
ووجه التخفيف: أنه من «أكذبه» على حد: [«أبخله»، فهمزه] للمصادفة، أي: لا يلفونك كاذبا، أو للنسبة، أي: لا ينسبونك إلى الكذب؛ اعتقادا، أو للتعدية، أي: لا يقولون: أنت كاذب، بل رويت الكذب، وهو معنى قول أبي جهل: «إنا لا نكذبك، ولكنا نكذب الذي جئت به».
ووجه التشديد: أن التضعيف للتعدية، أي: لا يكذبونك بحجة.
قال الكسائي: تقول العرب: «أكذبت الرجل» إذا قلت له: جئت بالكذب، و«كذبته» إذا قلت له: كذبت.
أو لا يكذبونك إلا عنادا [لا] حقيقة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/298] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم ليحزنك [الأنعام: 33] لنافع، وينزل آية [الأنعام: 37] لابن كثير). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/298] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "ليحزنك" [الآية: 33] بضم الياء وكسر الزاي من أحزن الرباعي نافع). [إتحاف فضلاء البشر: 2/10]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لا يُكَذِّبُونَك" [الآية: 33] فنافع والكسائي بالتخفيف من أكذب والباقون بالتشديد من كذب، قيل هما بمعنى كنزل وأنزل وقيل بالتشديد نسبة الكذب إليه، والتخفيف نسبة الكذب إلى ما جاء به، روي أن أبا جهل كان يقول: ما نكذبك وإنك عندنا لصادق، وإنما نكذب ما جئتنا به). [إتحاف فضلاء البشر: 2/10]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ليحزنك} [33] قرأ نافع بضم الياء، وكسر الزاي، والباقون بفتح الياء، وضم الزاي). [غيث النفع: 571]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لا يكذبونك} [33] قرأ نافع وعلي بإسكان الكاف، وتخفيف الذال، والباقون بفتح الكاف، وتشديد الذال، واتفقوا على ضم الياء). [غيث النفع: 571]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33)}
{إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ}
- قرأ الأعمش: (أنه يحزنك) بفتح الهمزة وبغير لام.
- وقراءة الجماعة: (إنه ليحزنك) بكسر الهمزة واللام.
{لَيَحْزُنُكَ}
- تقدمت قراءة نافع (ليحزنك) بضم الياء رباعيًا من (أحزن).
- وقراءة الجماعة (ليحزنك) بفتح الياء ثلاثيًا من (حزن)، وهي عند النحاس أفصح اللغتين.
[معجم القراءات: 2/416]
انظر الآية/176 من سورة آل عمران.
- وذكر ابن عطية قراءة أبي رجاء (ليحزنك) بكسر اللام والزاي، وجزم النون.
{فَإِنَّهُمْ}
- ذكر ابن خالويه أن الأخفش حكى أن بعض بني أسد يقولون (فإنهم) بكسر الفاء.
- وذكر ابن عصفور أنه إمالة للفاء للكسرة بعدها.
{لَا يُكَذِّبُونَكَ}
- قرأ نافع والكسائي والأعشى عن أبي بكر عن عاصم وجعفر الصادق وعلي وزيد بن علي والأعمش، وهي قراءة النبي صلى الله عليه وسلم (لا يكذبونك) بالتخفيف من (أكذب).
واختار هذه القراءة أبو عبيد، ورجحها الزجاج، ولا ترجيح بين المتواترتين.
- وقرأ زيد بن علي (لا يكذبونك) بفتح الياء والتخفيف من (كذب)، أي: لا يجحدونك.
[معجم القراءات: 2/417]
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وحمزة وعاصم وابن عباس وأبو جعفر ويعقوب (لا يكذبونك) مثقلًا من (كذب).
قال الزجاج:
(ومعنى: كذبته قلت له: كذبت، ومعنى: أكذبته ادعيت أن ما أتى به كذب ...).
والقراءتان عند الطبري في القوة سواء.
{بِآَيَاتِ}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياءً). [معجم القراءات: 2/418]

قوله تعالى: {وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ (34)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "آتاهم" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه وكذا كل ما وقع من هذا اللفظ بقصر الهمزة بمعنى المجئ نحو: أتاكم أتاها أتى أتاك فأتاهم أتانا الجملة سبع كلمات). [إتحاف فضلاء البشر: 2/10]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم دال "ولقد جاءك" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/10]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال جاء حمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/10]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ويوقف لحمزة وهشام على من "نبائ" بإبدال الهمزة ألفا لوقوعها ساكنة للوقف بعد فتح وبإبدالها ياء ساكنة؛ لأنها رسمت بياء بعد الألف وصوب في النشر أن الياء صورة الهمزة، وبياء مكسورة بحركة نفسها، فإذا سكنت للوقف اتحد مع ما قبله وتجوز الإشارة بالروم وبالتسهيل بين بين فهي أربعة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/11]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ (34)}
{رُسُلٌ}
- قراءة المطوعي (رسل) بسكون ثانية حيث جاء.
{وَأُوذُوا}
- قراءة الجماعة (وأوذوا) مبنيًا للمفعول من (آذى) الرباعي.
- وروي عن ابن عامر أنه قرأ (وأذوا) بغير واو بعد الهمزة، وهو من (أذيت فلانًا) الثلاثي.
{أَتَاهُمْ}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح.
{وَلَا مُبَدِّلَ}
- قراءة الجماعة (ولا مبدل) بشد الدال من (بدل) المضعف.
[معجم القراءات: 2/418]
- وروي عن بعض النحويين أنه قرأ (ولا مبدل) بتخفيف الدال، وهو من (أبدل).
{وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ}
- أدغم اللام في اللام أبو عمرو ويعقوب.
{وَلَقَدْ جَاءَكَ}
- أدغم الدال في الجيم أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام.
- والباقون على إظهار الدال.
{جَاءَكَ}
- تقدمت الإمالة فيه. وانظر الآية/87 من سورة البقرة، والآية/16 من سورة آل عمران.
- وحمزة في الوقف يسهل الهمزة مع المد والقصر، وتقدم هذا أيضًا.
{مِنْ نَبَإِ}
- رسمت الهمزة فيه على ياء، وفيه لحمزة وهشام في الوقف عليه ما يلي:
1- إبدال الهمزة ألفًا؛ لوقوعها ساكنة للوقف بعد فتح.
2- بإبدال الهمزة ياءً ساكنة؛ لأنها رسمت بياء بعد الألف.
3- وبإبدال الهمزة ياءً ساكنة بحركة نفسها، فإذا سكنت للوقف اتحد هذا الوجه مع ما قبله.
4- وتجوز الإشارة بالروم.
5- ويجوز تسهيلها بين بين مع الروم). [معجم القراءات: 2/419]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 07:24 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنعام
[ من الآية (35) إلى الآية (37) ]

{وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآَيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (35) إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (36) وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آَيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (37)}

قوله تعالى: {وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآَيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (35)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم للأزرق تفخيم راء "إعراضهم" من أجل حرف الاستعلاء بعد). [إتحاف فضلاء البشر: 2/11]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إعراضهم} [35] يفخمه ورش، لحرف الاستعلاء الذي بعده). [غيث النفع: 571]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الجاهلين} تام وقيل كاف، فاصلة، ومنتهى الحزب الثالث عشر، باتفاق). [غيث النفع: 571]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآَيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (35)}
{إِعْرَاضُهُمْ}
- تقدم في سورة النساء الآية/128 أن الأزرق وورش قرأا بتفخيم الراء كغيرها من أجل حرف الاستعلاء.
{نَفَقًا}
- قراءة الجماعة (نفقًا).
- وقرأ نبيح الغنوي (نافقًا).
{فَتَأْتِيَهُمْ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر (فتاتيهم) بإبدال الهمزة ألفًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{بِآَيَةٍ}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياءً.
{شَاءَ}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/20 من سورة البقرة، وهي قراءة حمزة والكسائي وابن ذكوان وهشام من طريق الداجوني.
- ووقف حمزة وهشام بالبدل مع المد والقصر والتوسط.
{الْهُدَى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيتين/2 و5 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/420]

قوله تعالى: {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (36)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ يعقوب "يرجعون" [الآية: 36] بفتح الياء وكسر الجيم مبنيا للفاعل). [إتحاف فضلاء البشر: 2/11]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (36)}
{الْمَوْتَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل، وكذا أبو عمرو.
- والباقون على الفتح.
{ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ}
- قرأ ابن كثير (ثم إليهي..) بوصل الهاء بياء في الوصل.
{يُرْجَعُونَ}
- قراءة الجماعة (يرجعون) بضم الياء وفتح الجيم مبنيًا للمفعول.
- وقرأ يعقوب وابن محيصن والمطوعي (يرجعون) بفتح الياء، مبنيًا للفاعل، وهي الرواية عن يعقوب في جميع القرآن). [معجم القراءات: 2/421]

قوله تعالى: {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آَيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (37)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ قِرَاءَةُ ابْنِ كَثِيرٍ (يُنْزِلَ آيَةً) مُخَفَّفًا). [النشر في القراءات العشر: 2/258]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({أن ينزل} [37] ذكر لابن كثير في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 507]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم ليحزنك [الأنعام: 33] لنافع، وينزل آية [الأنعام: 37] لابن كثير). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/298] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وخفف "أن ينزل" [الآية: 37] ابن كثير وحده وافقه ابن محيصن). [إتحاف فضلاء البشر: 2/11]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إنما يستجيب الذين يسمعون}
{ينزل} [37] قرأ المكي بإسكان النون، وتخفيف الزاي، والباقون بفتح النون، وتشديد الزاي، وخالف البصري فيه أصله). [غيث النفع: 573]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آَيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (37)}
{مِنْ رَبِّهِ}
- تقدم إدغام النون في الراء في الآية/5 من سورة البقرة.
{قَادِرٌ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف.
{يُنَزِّلَ}
- قرأ ابن كثير وابن محيصن (ينزل) خفيفة من (أنزل).
- وقراءة الجماعة على التثقيل (ينزل)، من (نزل) المضعف.
[معجم القراءات: 2/421]
قال الزجاج: (.. وعلى هذا قراءة أبي عمرو: (قل إن الله قادر على أن ينزل) بالتشديد هنا مع تخفيفه في سائر التنزيل؛ ليطابق قوله: (لولا نزل عليه آية من ربه).
قلت: قرأ أبو عمرو بالتشديد في الآية/21 من سورة الحجر أيضًا. وخفت ما عدا هاتين الآيتين). [معجم القراءات: 2/422]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 07:26 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنعام
[ من الآية (38) إلى الآية (41) ]

{وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (39) قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (40) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (41)}

قوله تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَلَا طَائِرٍ) بالرفع ابن أبي عبلة، الباقون بالجر وهو الاختيار معطوف على (دَابَّةٍ)، (فَتَحْنَا)، وفي الأعراف والأنبياء والقمر مشدد، دمشقي، وأبو جعفر طريق الفضل، وابْن مِقْسَمٍ، والنحاس في قول أبي الحسين وافق ابن عتبة، والْبَلْخِيّ ها هنا، وابن أنس، وافق بصري غير أَبِي عَمْرٍو، وأيوب، وعمري، وهاشمي في القمر، أما في الزمر والنساء مخفف كوفي غير أبي الحسين عن أبي بكر وأبي عبيد، والمفضل قال الرَّازِيّ: في القمر رُوَيْس وهو غلط؛ إذ المفرد بخلافه، والاختيار تشديد الباب على التكثير، الباقون على أصولهم). [الكامل في القراءات العشر: 540]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38)}
{وَلَا طَائِرٍ}
- قراءة الجماعة (ولا طائرٍ) بالجر عطف على اللفظ في قوله: (دابةٍ).
- وقرأ ابن أبي عبلة والحسن وعبد الله بن أبي إسحاق (ولا طائر) بالرفع، عطف على موضع (دابةٍ)؛ إذ الأصل فيه: وما دابة..
- وقرأ الأعرج وابن عباس (ولا طيرٍ) بغير ألف وهمز، وتخريج هذه القراءة كالمتقدم في قراءة الجماعة.
{يَطِيرُ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف.
{بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا}
- قراءة ابن كثير في الوصل (بجناحيهي إلا) بوصل الهاء بياء.
{مَا فَرَّطْنَا}
- قراءة الجمهور (ما فرطنا) بالتثقيل.
- وقرأ الأعرج وعلقمة (ما فرطنا) بتخفيف الراء، والمعنى في
[معجم القراءات: 2/422]
القراءتين واحد.
{مِنْ شَيْءٍ}
- تقدمت القراءة فيه وحكم الهمز، انظر الآيتين/20 و106 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/423]

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (39)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "صراط" بالسين قنبل من طريق ابن مجاهد ورويس وبالإشمام خلف عن حمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/11]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ومن يشأ يجعله} [39] هذا من المستثنى للسوسي، فلا إبدال له فيه، وكذا الذي قبله لو وقف عليه فلا يبدله). [غيث النفع: 573]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {صراط} لا يخفى). [غيث النفع: 573]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (39)}
{مَنْ يَشَأِ اللَّهُ}
1- في حالة الوصل: لا إبدال في الهمزة لأحد من القراء في حال الوصل، لتحرك الهمزة بالكسر للتخلص من التقاء الساكنين.
2- في حالة الوقف: يبدل الهمزة ألفًا حمزة وأبو جعفر والأصبهاني.
- قراءة الجمهور بلامين (يضلله).
- وقرئ (يضله) بلام مشددة مفتوحة، وهي لغة جيدة.
{وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ}
- قرأ أبو جعفر والأصبهاني بإبدال الهمزة ألفًا في الحالين، وهي رواية أوقية عن اليزيدي عن أبي عمرو.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
قال ابن مهران الأصبهاني:
(وأبو عمرو يترك كل همزة ساكنة إلا أن يكون سكونها علامة للجزم نحو: ... من يشأ ... وأشباه ذلك، فإنه لا يترك الهمزة فيها، كذلك قرأنا في جميع الروايات عنه، أعني بالهمزة في هذه الحروف، إلا في رواية أوقية عن اليزيدي، فإنا قرأنا: ... من يشا، بترك الهمز فيها، وإن كان سكونها علامة للجزم).
[معجم القراءات: 2/423]
{صِرَاطٍ}
- تقدم الحديث عن القراءات فيه مفصلًا في سورة الفاتحة.
وكرر صاحب الإتحاف الحديث فيه هنا فقال:
- بالسين (سراط) قرأ قنبل من طريق ابن مجاهد ورويس.
- وبالإشمام خلف عن حمزة.
وهو حديث مختصر لا يغنيك عما سبق بيانه). [معجم القراءات: 2/424]

قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (40)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (10 - وَاخْتلفُوا في الْهَمْز وَتَركه وَإِثْبَات الْألف من غير همز من قَوْله {أَرَأَيْتكُم} 40 و{أَرَأَيْتُم} 46 و{أَرَأَيْت} الْكَهْف 63 وفي كل الْقُرْآن
فَقَرَأَ ابْن كثير وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَحَمْزَة (أرءيتكم) و(أرءيتم) و(أرءيت) في كل الْقُرْآن بِالْهَمْز
وَقَرَأَ نَافِع (أريتكم) و(أريتم) و(أريت) من غير همز وَالْألف على مِقْدَار ذوق الْهَمْز
وَقَرَأَ الكسائي (أريتكم) و(أريتم) و(أريت) بِغَيْر همز وَلَا ألف). [السبعة في القراءات: 257]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {أرايتكم} (40)، و: {أرايتم} (46)، و: {أرايت} (الماعون: 1)، و: {أفرايت} (مريم: 77): يسهل الهمزة التي بعد الراء.
والكسائي: يسقطها أصلاً.
والباقون: يحققونها.
وحمزة: إذا وقف وافق نافعًا، في الأربعة). [التيسير في القراءات السبع: 275] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (نافع وأبو جعفر: (أرأيتكم وأرأيتم وأرأيت) وأفرأيت) وشبهه إذا كان قبل الرّاء همزة بتسهيل الهمزة الّتي بعد الرّاء. والكسائيّ يسقطها أصلا والباقون
[تحبير التيسير: 354]
يحققونها، وحمزة إذا وقف وافق نافعًا). [تحبير التيسير: 355] (م)
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([40]- {أَرَأَيْتَ} ونحوه، مليّنة الهمزة: نافع.
وافقه في الوقف حمزة. بحذفها: الكسائي). [الإقناع: 2/639]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (638 - أَرَيْتَ فِي الاِسْتِفْهَامِ لاَ عَيْنَ رَاجِعٌ = وَعَنْ نَافِعٍ سَهِّلْ وَكَمْ مُبْدِلٍ جَلاَ). [الشاطبية: 51] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([638] أريت في الاستفهام لاعين (ر)اجعٌ = وعن (نافعٍ) سهل وكم مبدل (جـ)لا
أصل هذه الكلمة: (رأی)، اتصل بها الضمير المرفوع، ودخلت عليها همزة الاستفهام؛ فالراء فاء الفعل، والهمزة عين الفعل، فأسقط الكسائي عين الفعل، لأنهم أجمعوا على تركها في المستقبل، فنبي الماضي عند نقله بالهمزة الزائدة في أوله على المستقبل، فلم ترجع العين الساقطة في المستقبل في الماضي.
فهذا معنى قوله: (لا عين راجعٌ).
قال الفراء: «للعرب في أرأيت معنيان:
[فتح الوصيد: 2/876]
يقولون: أرأيت زيدًا بعينك، فهذا مهموزٌ لا غير.
ويقولون: أريتك، بمعنى: أخبرني، فيتركون الهمز وهو الأكثر للفرق بين المعنيين».
وأنشد الكسائي لأبي الأسود:
أريت امرءًا كنت لم أبلة = أتاني فقال اتخذني خليلًا
وقد جاء: أريت إن جئت به أملودا
وسهلها نافع بين بين، وجاز ذلك وإن كان بعدها ساكن، لأن المسهلة بمنزلة المحققة، غير أن من أهل الأداء من مشيخة المصريين من شبع مدها لورش لأنها بمنزلة الساكن؛ إذ لا يبتدأ بها كما لا يبتدأ به، وقد سكن ما بعدها فتمد للساكنين. ومنهم من لا يشبع المد؛ إلا بمقدار التسهيل.
وأبدلها بعض مشيخة المصريين لورش ألفًا خالصة، كما فعل في {ءانذرتهم} و{ءامنتم}، وطول مدها جدا للساكنين، وهو ضعيف عند النحويين.
قال الأذفوي: «وهذا عند أهل اللغة غلطٌ عليه، لأن الياء ساكنة والألف ساكنة فلا يلتقي ساكنان».
قلت: وقد روي أبو عبيد القاسم رحمه الله أن أبا جعفر ونافعًا وغيرهما من أهل المدينة، يسقطون الهمزة، غير أن أنهم يدعون لها الألف خلفًا. وهذا يشهد للبدل، وهو مسموع من العرب؛ حكاه قطرب وغيره.
والباقون على الأصل). [فتح الوصيد: 2/877] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [638] أريت في الاستفهام لا عين راجعٌ = وعن نافع سهل وكم مبدلٍ جلا
ح: (أريت): مبتدأ، (في الاستفهام): حال، (لا عين راجعٌ): جملة
[كنز المعاني: 2/192]
خبر المبتدأ، أي: لا عين فيه راجعٌ، (كم): خبرية مرفوعة المحل على الابتداء، (مبدل): تمييزها، (جلا): خبر المبتدأ.
ص: يعني: قرأ الكسائي: (أريت) و(قل أريتكم) [40، 47] استفهامًا حيث جاء بحذف عين الفعل- أي: الهمز تخفيفًا لاجتماع همزة الاستفهام معه.
ونقل عن نافع تسهيله بين بين على قياس تخفيف الهمز، وأبدل جماعة من مشيخة المصريين لورش ألفًا، كالخلاف الذي في: {ءأنذرتهم} [البقرة: 6] ). [كنز المعاني: 2/193] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (638- أَرَيْتَ فِي الِاسْتِفْهَامِ لا عَيْنَ "رَ"اجِعٌ،.. وَعَنْ نَافِعٍ سَهِّلْ وَكَمْ مُبْدِلٍ جَلا
يعني: إذا جاء لفظ رأيت أو رأيتم بعد همزة الاستفهام فالكسائي وحده يسقط عين الكلمة وهي الهمزة؛ لأنها عين الفعل تخفيفا لاجتماعها مع همزة الاستفهام وهي لغة للعرب مشهورة كقوله:
أرَيت امرءا كنت لم أبله،.. أتاني فقال اتخذني خليلا
وقد أجمع على إسقاطها في المضارع نحو "يرى" مع الاستفهام وغيره فلم ترجع في الماضي في هذا الموضع وهو الاستفهام فقوله: راجع صفة لعين؛ أي: باعتبار الموضع، ويحوز نصبه على هذا نحو: لا رجل ظريفًا فيها ولا رجل ظريفٌ فيها كلاهما لغة، وخبر لا محذوف؛ أي: راجع فيه ولو
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/113]
جعلت راجع خبر لا لم يبق عائد إلى المبتدأ الذي هو رأيت فهذا كقولك: زيد لا غلام ظيف له أو في الدار، ويجوز أن يكون راجع خبر المبتدأ ولا عين على تقدير لا عين فيه جملة حالية،؛ أي: رأيت محذوف العين راجع في المعنى إلى الثابت العين؛ لأنهما لغتان بمعنى واحد، وهذا الوجه أولى؛ ليكون قد رمز بعد كمال التقييد، وعلى الوجه الأول يلزم أن يكون راجع من جملة التقييد وهو رمز، وليس ذلك من عادته، ولأن هذا الباب لو فتح للزم أن تكون كلمات التقييد رمزا وإلا فجعل البعض رمزا دون بعض فيه إلباس، وقد سبق التنبيه على أن لفظ فيه في قوله: وكسر لما فيه ملبس وأنه لو قال: فضم سكونا فيه لكان فيه محتملا للتقييد وهو رمز، وأما قوله: وفي ونكون انصبه فلو لم يكن ظاهرا كل الظهور أن لفظ النصب لا يأتي إلا بيانا للقراءة وتقييدا لها، وإلا لأوهم أنه رمز نافع، ولم تكن له حاجة بذلك البيان فإن الكلمة التي قبلها مثلها في القراءة، فكانت الثانية داخلة في قيدها وهذه عادته كقوله فيما يأتي:
إذا فتحت شدد لشام وههنا ... فتحنا .................
ولم يحتج أن يعيد لفظ شدد، وكذا:
وإن بفتح عم نصر أو بعدكم ... نما ................
وكذا: وينذر صندلا، ولم يحتج أن يقول بالغيب، وقال بعضهم تقدير البيت: اذكر رأيت كائنا في الاستفهام ثم قال: وعن نافع سهِّل؛ أي: جعل الهمزة التي أسقطها الكسائي بين بين على قياس تخفيف الهمز وأبدلها
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/114]
جماعة من مشايخ مشيخة المصريين لورش ألفا وهذا على ما تقدم له من الخلاف في "أنذرتهم" "وأنتم" والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/115] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (638 - أريت في الاستفهام لا عين راجع = وعن نافع سهّل وكم مبدل جلا
[الوافي في شرح الشاطبية: 256]
(رأى) فعل ماض على زنة فعل بفتح الفاء والعين واللام، فالراء فاء الفعل والهمزة عينه والألف لامه، وقد يسند هذا الفعل إلى تاء المخاطب نحو: رأيت. أو المخاطبين نحو:
رأيتم. وقد أفاد الناظم أن الكسائي يقرأ بحذف عين هذا الفعل وهي الهمزة التي بعد الراء بشرط أن يكون هذا الفعل مقرونا بهمزة الاستفهام وتاء المخاطب نحو: أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى (9) عَبْداً إِذا صَلَّى، أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ، أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتاكُمْ، أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ* سواء تجرد من كاف الخطاب كهذه الأمثلة أم لحقته كاف الخطاب نحو: أَرَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ، أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللَّهِ*. وسواء تجرد من فاء العطف كهذه الأمثلة أم اقترن بها نحو: أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى، أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ، أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى عِلْمٍ، أَفَرَأَيْتُمْ ما تُمْنُونَ، أَفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ وقرأ نافع بتسهيل الهمزة الثانية التي هي عين الفعل بين بين. وروى كثير من النقلة وأهل الأداء عن ورش إبدالها ألفا مع المد المشبع للساكنين، فيكون لقالون في هذه الهمزة وجه واحد وهو التسهيل بين بين ويكون لورش فيها وجهان: الأول كقالون، والثاني:
إبدالها ألفا مع إشباع المد فإذا لم يكن الفعل مقرونا بهمزة الاستفهام فلا خلاف بين القراء في إثبات الهمزة وتحقيقها نحو: وَإِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا، وَإِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ، رَأَيْتَ الْمُنافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً). [الوافي في شرح الشاطبية: 257] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي هَمْزَةِ أَرَأَيْتَكُمْ، وَأَرَأَيْتُمْ مِنْ بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/258] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({أرءيتكم} [40]، و{أرءيتم} [46] ذكر في الهمز المفرد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 507] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "أرأيتكم" [الآية: 40] وبابه وهو رأى الماضي المسبوق بهمزة الاستفهام المتصل بتاء الخطاب بتسهيل الهمزة الثانية بين بين قالون وورش من طريقيه، وأبو جعفر ولورش من طريق الأزرق وجه آخر، وهو إبدالها ألفا خالصة مع إشباع المد للساكنين، وتقدم أن الجمهور عنه على الأول كالأصبهاني، وقرأ الكسائي بحذف الهمزة الثانية في ذلك كله وهي لغة فاشية، والباقون بإثباتها محققة على الأصل، ويوقف عليه لحمزة بوجه واحد بين بين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/11]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أرايتكم} [40 - 47]، و{أرايتم} [46] قرأ نافع بتسهيل الهمزة المتوسطة بين بين، وروى عن ورش أيضًا إبدالها ألفًا، وإذا أبدل مد لالتقاء الساكنين مدًا مشبعًا، وعلي بحذفها، والباقون بتحقيقها، والتسهيل لورش مقدم في الأداء، لأنه أشهر، وعليه الجمهور). [غيث النفع: 573] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (40)}
{أَرَأَيْتَكُمْ}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة (أرأيتكم) بتحقيق الهمز في الحالين.
- وقرأ بتسهيل الهمزة بين بين نافع وقالون وورش وأبو جعفر.
- وروى عن نافع إبدال الهمزة ألفًا محضة، وهي قراءة ورش من طريق الأزرق (أرايتكم)، ويطول مدها لسكونها وسكون
[معجم القراءات: 2/424]
ما بعدها، وجعلها بين بين أقيس في العربية.
قال أبو حيان:
(وهذا البدل ضعيف عند النحويين، إلا أنه قد سمع من كلام العرب، حكاه قطرب وغيره).
- وقرأ الكسائي بترك الهمز (أرتكم) في كل القرآن، وبه قرأ عيسى بن عمر، وهذا عند الرازي مذهب حسن.
قال أبو حيان:
(وقد جاء ذلك في كلام العرب، بل قد زعم الفراء، أنها لغة أكثر العرب).
وذكر الأزهري في تهذيبه أنها لغة العرب عامة ما عدا أهل الحجاز.
وذهب النحاس إلى ان هذا بعيد في العربية، وإنما يجوز في الشعر.
- وقراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
قال الداني:
(وحمزة إذا وقف وافق نافعًا).
{أَتَاكُمْ}
- تقدمت الإمالة فيه الآية/34 من هذه السورة.
{أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ}
- قراءة الجماعة (أتتكم الساعة) بالرفع.
- وقرئ (أتتكم الساعة) بالنصب.
- والتقدير: أتتكم العقوبة الساعة.
[معجم القراءات: 2/425]
{أَغَيْرَ اللَّهِ}
- تقدم ترقيق الراء للأزرق وورش في الآية/14). [معجم القراءات: 2/426]

قوله تعالى: {بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (41)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (41)}
{إِيَّاهُ}
- قراءة ابن كثير في الوصل بوصل الهاء بواو (إياهو..).
- وقراءة غيره بهاء مضمومة (إياه).
{إِلَيْهِ}
- قراءة ابن كثير في الوصل بوصل الهاء بياء (إليهي..).
- وقراءة غيره بهاء مكسورة (إليه).
{شَاءَ}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/35 من هذه السورة، والآية/20 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/426]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 07:28 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنعام
[ من الآية (42) إلى الآية (45) ]

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42) فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (43) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (44) فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (45)}

قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بالبأسآء} [42] و{بأسنا} [43] إبدالهما للسوسي مما لا يخفى). [غيث النفع: 573]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42)}
{بِالْبَأْسَاءِ}
- قرأ أبو جعفر والسوسي وأبو عمرو بخلاف عنه بإبدال الهمزة ألفًا في الحالين (بالباساء).
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وتقدم مثل هذا في الآية/177 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/426]

قوله تعالى: {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (43)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم ذال "إذ جاءهم" أبو عمرو وهشام). [إتحاف فضلاء البشر: 2/11]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (43)}
{إِذْ جَاءَهُمْ}
- أدغم الذال في الجيم أبو عمرو وهشام.
- وبالإظهار قرأ باقي القراء.
[معجم القراءات: 2/426]
{جَاءَهُمْ}
- تقدمت الإمالة فيه مرارًا، وانظر الآية/87 من سورة البقرة، والآية/61 من سورة آل عمران.
- وحمزة يسهل الهمزة في الوقف مع المد والقصر.
{بَأْسُنَا}
- تقدم حكم الهمزة في الآية/43 في قوله: (بالبأساء).
{وَزَيَّنَ لَهُمُ}
- قراءة أبي عمرو ويعقوب بإدغام النون في اللام بخلاف عنهما). [معجم القراءات: 2/427]

قوله تعالى: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (44)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (11 - قَوْله {فتحنا عَلَيْهِم} 44
قَرَأَ ابْن عَامر وَحده {فتحنا عَلَيْهِم} مُشَدّدَة وَقرأَهَا الْبَاقُونَ مُخَفّفَة). [السبعة في القراءات: 257]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (فتحنا) مشدد كل القرآن يزيد، إلا مع (باب) شامي، وافق يعقوب وسهل في القمر). [الغاية في القراءات العشر: 241]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({فتحنا} بعده {أبواب} [44، القمر: 11]، و{بركات} [الأعراف: 96]: مشدد: دمشقي إلا الأخفش طريق البلخي، وابن عتبة، ويزيد طريق الفضل.
وافق بصري غير أبوي عمرو في القمر [11]، وابن عتبة، والبلخي
[المنتهى: 2/676]
إلا هنا. فأما إذا كان بابًا واحدًا، فهو بالتخفيف). [المنتهى: 2/677]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (فتحنا) هنا وفي الأعراف (لفتحنا) وفي الأنبياء (فتحت) وفي القمر (ففتحنا) بالتشديد في الأربعة، وقرأهن الباقون بالتخفيف، ولم يختلف في تخفيف ما جاء بعده اسم مفرد نحو (ولو فتحنا عليهم بابًا) ). [التبصرة: 203]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {فتحنا عليهم} (44)، هنا، وفي الأعراف (96)، والقمر (111)، و: {فتحت} في الأنبياء (96): بتشديد التاء، في الأربعة.
والباقون: بتخفيفها). [التيسير في القراءات السبع: 275]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن عامر وأبو جعفر ورويس (فتحنا عليهم) هنا وفي الأعراف والقمر (وفتحت) في الأنبياء بتشديد التّاء في الأربعة، وافقهم روح في القمر والأنبياء والباقون بتخفيفها). [تحبير التيسير: 355]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (بَغَتَةً)، و(جَهَرَةً) بالفتح ابْن مِقْسَمٍ وقُتَيْبَة، والشيزري عن أبي جعفر والعراقي عن قُتَيْبَة عن الكسائي، وخارجة، وحسن عن أَبِي عَمْرٍو، وفي قول أبي علي، الباقون بإسكان الغين والهاء، وهو الاختيار؛ لأنه أجزل). [الكامل في القراءات العشر: 540] (م)
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([44]- {فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ} هنا، وفي [الأعراف: 96]، [والقمر: 11]، و{فُتِحَتْ} في [الأنبياء: 96] بالتشديد: ابن عامر). [الإقناع: 2/639]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (639 - إِذَا فُتِحَتْ شَدِّدْ لِشَامٍ وَههُنَا = فَتَحْناَ وَفِي الأَعْرَافِ وَاقْتَرَبَتْ كَلاَ). [الشاطبية: 51]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([639] إذا فتحت شدد لـ(شامٍ) وههنا = فتحنا وفي الأعراف واقتربت كلا
التخفيف والتشديد لغتان. وفي التشديد معنى التكرير.
و(إذا فتحت)، يريد يأجوج ومأجوج.
و{فتحنا} في ثلاثة مواضع: هنا وفي الأعراف: {لفتحنا}، وفي القمر: {ففتحنا}.
ومعنى كلأ: حفظ). [فتح الوصيد: 2/878]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [639] إذا فتحت شدد لشام وههنا = فتحنا وفي الأعراف واقتربت كلا
[كنز المعاني: 2/193]
ب: (الكلاءة): الحفظ.
ح: (إذا فتحت): مفعول (شدد)، (لشام): حال، و(ههنا فتحنا): عطف، وكذلك (في الأعراف)، و(اقتربت كلا): جملة مستأنفة، والضمير، للشامي.
ص: يعني: شدد التاء من قوله تعالى: {حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج} في الأنبياء [96] لابن عامر، وكذلك من: {فتحنا عليهم أبواب كل شيء} ههنا [44]، {ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا} في الأعراف [96]، و{ففتحنا أبواب السماء بماءٍ منهمرٍ} في اقتربت [القمر: 11]، والباقون بالتخفيف.
ومعنى (كلا): حفظ القارئ هذه القراءة، فنقل إلينا). [كنز المعاني: 2/194]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (639- إِذَا فُتِحَتْ شَدِّدْ لِشَامٍ وَههُنَا،.. فَتَحْنا وَفِي الأَعْرَافِ وَاقْتَرَبَتْ كَلا
يعني: {إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ}، {فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ}، {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ}، {فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ}.
والتخفيف والتشديد في كل ذلك لغتان ومن عادته أن يجمع النظائر مقدما لما في سورته مهما أمكن، وهنا لم يمكنه فقدم الذي في الأنبياء، ثم رجع إلى ما في سورة الأنعام وغيرها ومعنى كلا حفظ وهو مهموز كما قال تعالى: "قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ"، ولكن وقف عليه، فأبدل من الهمزة ألفا؛ لسكونها والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/115]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (639 - إذا فتحت شدّد لشام وهاهنا = فتحنا وفي الأعراف واقتربت كلا
قرأ الشامي وهو ابن عامر بتشديد التاء في: حتّى إذا فتّحت يأجوج ومأجوج في الأنبياء، ففتّحنا عليهم أبواب كلّ شيء في هذه السورة، لفتّحنا عليهم بركات في الأعراف، ففتّحنا أبواب السّماء بالقمر. فتكون قراءة الباقين بتخفيف التاء في المواضع الأربعة. واتفق القراء على تخفيف التاء في: حَتَّى إِذا فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً في سورة المؤمنين. و(كلا) فعل ماض بمعنى حفظ، وخففت همزته للضرورة). [الوافي في شرح الشاطبية: 257]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (105 - فَتَحْنَا وَتَحْتُ اشْدُدْ أَلاَ طِبْ وَالانْبِيَا = مَعَ اقْتَرَبَتْ حُزْ إِذْ .... .... ). [الدرة المضية: 27]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال:
ص - فتحنا وتحت اشدد (أ ) لا ( طـ )ـب والانبيا = مع اقتربت ( حـ )ـز ( إ ) ذ ويكذب ( أ )صلا
ش - يعني قرأ مرموز (ألف) ألا وروى مرموز (طا) طب وهما أبو جعفر ورويس {فتحنا عليهم أبواب} [44] هنا، و{لفتحنا عليهم بركات} [96] في الأعراف بتشديد التاء، ثم قال: والأنبيا مع اقتربت حز إذ أي: قرأ مرموز (حا) حز (وألف) إذ وهما يعقوب وأبو جعفر {إذا فتحت يأجوج} [96] في الأنبياء، و{فتحنا أبواب السماء} [12] في القمر بتشديد التاء فيهما، فتلخص من ذلك أن أبا جعفر ورويس بالتشديد في الأربعة، ووافقهما روح في الأخيرين، وخفف خلف في الجميع ووافقه روح في
[شرح الدرة المضيئة: 124]
الأولين). [شرح الدرة المضيئة: 125]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَتَحْنَا هُنَا وَالْأَعْرَافِ وَالْقَمَرِ وَفُتِحَتْ فِي الْأَنْبِيَاءِ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَابْنُ وَرْدَانَ بِتَشْدِيدِ التَّاءِ فِي الْأَرْبَعَةِ، وَافَقَهُمَا ابْنُ جَمَّازٍ وَرَوْحٌ فِي الْقَمَرِ وَالْأَنْبِيَاءِ، وَوَافَقَهُمْ رُوَيْسٌ فِي الْأَنْبِيَاءِ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ فِي الثَّلَاثَةِ الْبَاقِيَةِ، فَرَوَى النَّخَّاسُ عَنْهُ تَشْدِيدَهَا، وَرَوَى أَبُو الطَّيِّبِ التَّخْفِيفَ.
(وَاخْتُلِفَ) عَنِ ابْنِ جَمَّازٍ هُنَا وَالْأَعْرَافِ، فَرَوَى الْأَشْنَائِيُّ عَنِ الْهَاشِمِيِّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ تَشْدِيدَهُمَا، وَكَذَا رَوَى ابْنُ حَبِيبٍ عَنْ قُتَيْبَةَ كِلَاهُمَا عَنْهُ، وَرَوَى الْبَاقُونَ عَنْهُ التَّخْفِيفَ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ التَّخْفِيفَ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ فِي الْأَرْبَعَةِ.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى تَخْفِيفِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا فِي الْمُؤْمِنِينَ لِأَنَّ بَابًا فِيهَا مُفْرَدٌ وَالتَّشْدِيدُ يَقْتَضِي التَّكْثِيرَ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -). [النشر في القراءات العشر: 2/258]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر وعيسى بن وردان {فتحنا} هنا [44]، وفي الأعراف [96] والقمر [11]، و{فتحت} في الأنبياء [96] بالتشديد، وافقهما ابن جماز وروح في القمر والأنبياء، ووافقهم رويس في الأنبياء، واختلف عنه في الثلاثة الأخر، فروى النخاس وغيره التشديد، وروى أبو الطيب التخفيف، واختلف عن ابن جماز هنا والأعراف، فروى ابن سوار وغيره التشديد، والباقون بالتخفيف في الأربعة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 507]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (595- .... .... .... .... .... = .... .... فتحنا اشدد كلف
[طيبة النشر: 72]
596 - خذه كالاعراف وخلفًا ذق غدا = واقتربت كم ثق غلا الخلف شدا
597 - وفتّحت يأجوج كم ثوى .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 73]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (فتحنا) أي قوله تعالى: فتّحنا عليهم أبواب كل شيء بتشديد التاء ابن عامر وعيسى بن وردان، واختلف فيه عن ابن جماز ورويس كما سيأتي في البيت الآتي، والباقون بالتخفيف.
(خ) ذه كالاعراف وخلفا (ذ) ق (غ) دا = واقتربت (ك) م (ث) ق (غ) لا الخلف (ش) دا
يعني أن اختلافهم هنا في الحرف الذي في الأعراف وهو قوله تعالى:
لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن اختلف فيها عن ابن جماز ورويس قوله: (واقتربت) أي وشدد حرف اقتربت وهو قوله تعالى: ففتّحنا أبواب السماء ابن عامر وأبو جعفر ورويس بخلاف عنه وروح.
وفتّحت يأجوج (ك) م (ثوى) وضم = غدوة في غداة كالكهف (ك) تم
معطوف أيضا على التشديد: أي وشدد التاء من قوله تعالى: حتى إذا فتّحت يأجوج ومأجوج ابن عامر وأبو جعفر ويعقوب، والباقون بالتخفيف في المواضع الأربعة). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 223]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
(خ) ذه كالاعراف وخلفا (ذ) ق (غ) دا = واقتربت (ك) م (ث) ق (غ) لا الخلف (ش) دا
ش: أي: قرأ ذو كاف «كلف» [آخر] الأول وخاء (خذه) ابن وردان فتّحنا عليهم أبواب هنا [الآية: 44] [و] لفتّحنا عليهم بركات بالأعراف [الآية: 96] بتشديد التاء فيهما [واختلف فيهما] عن ذي ذال (ذق) ابن جماز.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/298]
فروى الأشناني عن الهاشمي عنه تشديدهما.
وكذا روى ابن حبيب عن قتيبة كلاهما عنه.
وروى الباقون عنه التخفيف، وبه قرأ الباقون فيهما.
وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر وثاء (ثق) أبو جعفر، وشين (شذا) روح ففتّحنا أبواب السماء بالقمر [الآية: 11] بالتشديد.
واختلف (في الثلاثة) عن ذي غين (غلا) رويس:
فروى عنه النحاس تشديدهما، وروى أبو الطيب التخفيف). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/299]

- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
وفتحت يأجوج (ك) م (ثوى) وضمّ = غدوة في غداة كالكهف (ك) تم
ش: أي: وكذلك شدد ذو كاف (كم) ابن عامر و(ثوى) أبو جعفر، ويعقوب إذا فتّحت يأجوج بالأنبياء [الآية: 96]، بالكهف [الآية: 94] وخففها الباقون.
وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر يدعون ربهم بالغدوة والعشى هنا [الآية: 52] والكهف [الآية: 28] بضم الغين وإسكان الدال وفتح الواو، والباقون بفتح الغين والدال، وألف بعدهما، واستغنى بلفظ القراءتين عن تقييدهما.
وجه التشديد: التكثير؛ لأنه متعد بنفسه.
ومن ثم اتفقوا على تخفيف فتحنا عليهم بابا [الحجر: 14].
ووجه التخفيف: الأصل، وهو المختار، والتكثير معلوم من السياق.
ووجه الفرق: الجمع.
ووجه ابن عامر: أن «غدوة» علق علما لوقت ما قبل الضحى؛ فلا ينصرف؛ للعلمية، والتأنيث.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/299]
قال الفراء: سمعت أبا الجراح يقول في يوم بارد: «ما رأيت غدوة» ممنوعا.
وقال سيبويه: زعم الخليل أن بعضهم يصرفه.
ووجه غيره: أن (غداة) اسم لذلك الوقت، ثم دخلت عليها اللام المعرفة الجنسية، وهو المختار؛ لجريه على القياس السالم عن التأويل، ولا يناقض رسمها بالواو؛ لأنه منته لا حاضر كالصلاة، [كما قررنا فهي لغيره كالصلاة للجماعة] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/300] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "فتحنا" [الآية: 44] هنا و[الأعراف الآية: 96] و[القمر الآية: 11] "فتحت" [بالأنبياء الآية: 96]
[إتحاف فضلاء البشر: 2/11]
فابن عامر وابن وردان بتشديد التاء في الأربعة للتكثير ووافقهما ابن جماز وروح في القمر والأنبياء، ورويس في الأنبياء فقط، واختلف عنه في الثلاثة الباقية فروى النخاس عنه تشديدها، وروى أبو الطيب التخفيف، واختلف عن ابن جماز هنا والأعراف، فروى الأشناني عن الهاشمي عن إسماعيل تشديدهما، وكذا روى ابن حبيب عن قتيبة كلاهما عنه وروى عنه الباقون التخفيف، وبه قرأ الباقون في الأربعة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/12]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فتحنا} [44] قرأ الشامي بتشديد التاء، والباقون بالتخفيف). [غيث النفع: 573]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (44)}
{ذُكِّرُوا}
- رقق الراء الأزرق وورش، وعنهما التفخيم.
- والباقون بتفخيمها.
{فَتَحْنَا}
- قرأ أبو جعفر وابن عامر ورويس بخلاف عنه وابن وردان وابن جماز بخلاف عنه، وورش (فتحنا) بالتشديد، وهو للتكثير.
- وقرأ الباقون بالتخفيف (فتحنا).
{عَلَيْهِمْ}
- قرأ يعقوب وحمزة (عليهم) بضم الهاء على الأصل.
- وقراءة الجماعة (عليهم) بكسرها لمجاورة الياء.
{شَيْءٍ}
- تقدمت القراءة فيه وحكم الهمزة في الآيتين/20 و106 من سورة البقرة.
[معجم القراءات: 2/427]
{بَغْتَةً}
- تقدمت قراءة الحسن (بغتة) في الآية/31). [معجم القراءات: 2/428]

قوله تعالى: {فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (45)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ) على تسمية الفاعل وهو الاختيار لقراءة أبي عمير، الباقون على ما لم يسم فاعله، (بِهِ انْظُرْ) بضم الهاء الْأَعْمَش، وابْن مِقْسَمٍ، والْمُسَيَّبِيّ في روايته، وكردم عن نافع وهبة عن الْأَصْفَهَانِيّ، الباقون بكسر الهاء، وهو الاختيار للباء التي قبلها). [الكامل في القراءات العشر: 540]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (45)}
{فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ}
- قرأ عكرمة (فقطع دابر القوم..) بفتح القاف والطاء، أي قطع الله دابر القوم، وهو التفات لأنه خروج من ضمير المتكلم إلى ضمير الغائب.
- وقراءة الجماعة (فقطع دابر القوم) الفعل مبني للمفعول، ودابر: بالرفع.
{دَابِرُ}
- رقق الراء الأزرق وورش.
{ظَلَمُوا}
- غلظ اللام الأزرق وورش.
{وَالْحَمْدُ لِلَّهِ}
- تقدمت القراءات مفصلة فيه في سورة الفاتحة). [معجم القراءات: 2/428]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 07:29 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنعام
[ من الآية (46) إلى الآية (49) ]

{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ (46) قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ (47) وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آَمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (48) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (49)}

قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ (46)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (12 - قَوْله {يأتيكم بِهِ انْظُر} 46
كلهم قَرَأَ {بِهِ انْظُر} بِكَسْر الْهَاء إِلَّا أَن ابْن الْمسَيبِي روى عَن أَبِيه عَن نَافِع {بِهِ انْظُر} بِرَفْع الْهَاء
وَلم يروه عَن نَافِع إِلَّا هُوَ وَأَبُو قُرَّة). [السبعة في القراءات: 257 - 258]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (أرأيتم) ونحوه، مليئة الهمزة، مدني، بتركه أصلا الكسائي). [الغاية في القراءات العشر: 241]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({أرأيتم} [46]، ونحوه: ملينة الهمزة: مدني، يتركها: علي). [المنتهى: 2/676]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({به انظر} [[46: بضم الهاء إسحاق طريق ابنه، وورش طريق الأسدي). [المنتهى: 2/677]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع (أرءيت) و(أرءيتكم) و(أرءيتم) إذا كان في أوله همزة بتخفيف الهمزة الثانية، يجعلها بين الهمزة المتحركة والألف، وقيل: روي عن ورش أنه يبدلها ألفًا، وهو أخرى في الرواية لأن النقل والمشافهة إنما هو بالمد عنه، وتمكين المد إنما يكون مع البدل، وجعلها بين بين أقيس على أصول العربية إلا أن المد ليس يكون مشبعًا كالبدل، وقرأ الكسائي في هذا الباب بحذف الهمزة الثانية، وقرأ الباقون بالتحقيق غير أن حمزة إذا وقف سهل الهمزة الثانية فجعلها بين الهمزة والألف، والياء في جميع ذلك ساكنة، ولا يجوز حركتها البتة كما لا يجوز حركة اللام من (جعلتم) والراء من (شكرتم) فهي مثلهما سواء). [التبصرة: 202]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {أرايتكم} (40)، و: {أرايتم} (46)، و: {أرايت} (الماعون: 1)، و: {أفرايت} (مريم: 77): يسهل الهمزة التي بعد الراء.
والكسائي: يسقطها أصلاً.
والباقون: يحققونها.
وحمزة: إذا وقف وافق نافعًا، في الأربعة). [التيسير في القراءات السبع: 275] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (نافع وأبو جعفر: (أرأيتكم وأرأيتم وأرأيت) وأفرأيت) وشبهه إذا كان قبل الرّاء همزة بتسهيل الهمزة الّتي بعد الرّاء. والكسائيّ يسقطها أصلا والباقون
[تحبير التيسير: 354]
يحققونها، وحمزة إذا وقف وافق نافعًا). [تحبير التيسير: 355] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي هَمْزَةِ أَرَأَيْتَكُمْ، وَأَرَأَيْتُمْ مِنْ بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/258] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ ضَمُّ الْهَاءِ مِنْ بِهِ انْظُرْ لِلْأَصْبَهَانِيِّ فِي بَابِ هَاءِ الْكِنَايَةِ، وَتَقَدَّمَ إِشْمَامُ صَادِ يَصْدِفُونَ فِي سُورَةِ النِّسَاءِ). [النشر في القراءات العشر: 2/258]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({أرءيتكم} [40]، و{أرءيتم} [46] ذكر في الهمز المفرد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 507] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({به انظر} [46] ذكر للأصبهاني في هاء الكناية). [تقريب النشر في القراءات العشر: 507]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({يصدفون} [46] ذكر إشمامه في النساء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 508]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم ضم به انظر [الأنعام: 46] للأصبهاني في الكناية وإشمام يصدفون [الأنعام: 46] في الفاتحة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/300]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "به انظر" [الآية: 46] بضم الهاء الأصبهاني عن ورش). [إتحاف فضلاء البشر: 2/12]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "يصدفون" [الآية: 46] بإشمام الصاد الزاي حمزة والكسائي وخلف ورويس بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/12]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أرايتكم} [40 - 47]، و{أرايتم} [46] قرأ نافع بتسهيل الهمزة المتوسطة بين بين، وروى عن ورش أيضًا إبدالها ألفًا، وإذا أبدل مد لالتقاء الساكنين مدًا مشبعًا، وعلي بحذفها، والباقون بتحقيقها، والتسهيل لورش مقدم في الأداء، لأنه أشهر، وعليه الجمهور). [غيث النفع: 573] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يصدفون} قرأ الأخوان بإشمام الصاد الزاي، والباقون بالصاد المحضة). [غيث النفع: 573]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ (46)}
{أَرَأَيْتُمْ}
- تقدمت القراءات في (أرأيتكم) في الآية/40 من هذه السورة، وهي هنا على النسق الذي سبق، وبيانها موجزة كما يلي:
- بالتحقيق (أرأيتم) وهي قراءة الجماعة.
- وبالتسهيل بين بين، وهي قراءة نافع وأبي جعفر وقالون وورش.
- بإبدال الهمزة ألفًا (أرايتم) وهي قراءة نافع والأزرق وورش.
- بترك الهمز (أريتم) وهي قراءة الكسائي.
[معجم القراءات: 2/428]
- بتسهيل الهمزة بين بين في الوقف، وهي قراءة حمزة.
{يَأْتِيكُمْ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (ياتيكم) بإبدال الهمزة ألفًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{بِهِ انْظُرْ}
- قرأ أبو قرة عن نافع وابن المسيبي عن أبيه عن نافع وورش والأعرج والأصبهاني وابن محيصن بخلاف عنه (به انظر) بضم الهاء.
- وقرأ بقية القراء (به انظر) بكسرها.
{نُصَرِّفُ}
- قراءة الجماعة (نصرف) بشد الراء من (صرف) المضعف.
- وقرأ بعض القراء (نصرف) بتخفيف الراء من (صرف) الثلاثي.
{الْآَيَاتِ ثُمَّ}
- قراءة أبي عمرو ويعقوب بإدغام التاء في الثاء بخلاف.
{يَصْدِفُونَ}
- قراءة حمزة والكسائي وخلف ورويس بخلاف عنه بإشمام الصاد الزاي.
- وقراءة الباقين بالصاد الخالصة). [معجم القراءات: 2/429]

قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ (47)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (بَغَتَةً)، و(جَهَرَةً) بالفتح ابْن مِقْسَمٍ وقُتَيْبَة، والشيزري عن أبي جعفر والعراقي عن قُتَيْبَة عن الكسائي، وخارجة، وحسن عن أَبِي عَمْرٍو، وفي قول أبي علي، الباقون بإسكان الغين والهاء، وهو الاختيار؛ لأنه أجزل). [الكامل في القراءات العشر: 540] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (هَلْ يُهْلَكُ) بفتح الياء وكسر اللام ابن مُحَيْصِن، وَحُمَيْد، والزَّعْفَرَانِيّ، والأصمعي عن نافع، والقورسي، والإنطاكي عن أبي حفص، الباقون على ما لم يسم فاعله، وهو الاختيار إذ غيرهم [لهلكهم] ). [الكامل في القراءات العشر: 540]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (638 - أَرَيْتَ فِي الاِسْتِفْهَامِ لاَ عَيْنَ رَاجِعٌ = وَعَنْ نَافِعٍ سَهِّلْ وَكَمْ مُبْدِلٍ جَلاَ). [الشاطبية: 51] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([638] أريت في الاستفهام لاعين (ر)اجعٌ = وعن (نافعٍ) سهل وكم مبدل (جـ)لا
أصل هذه الكلمة: (رأی)، اتصل بها الضمير المرفوع، ودخلت عليها همزة الاستفهام؛ فالراء فاء الفعل، والهمزة عين الفعل، فأسقط الكسائي عين الفعل، لأنهم أجمعوا على تركها في المستقبل، فنبي الماضي عند نقله بالهمزة الزائدة في أوله على المستقبل، فلم ترجع العين الساقطة في المستقبل في الماضي.
فهذا معنى قوله: (لا عين راجعٌ).
قال الفراء: «للعرب في أرأيت معنيان:
[فتح الوصيد: 2/876]
يقولون: أرأيت زيدًا بعينك، فهذا مهموزٌ لا غير.
ويقولون: أريتك، بمعنى: أخبرني، فيتركون الهمز وهو الأكثر للفرق بين المعنيين».
وأنشد الكسائي لأبي الأسود:
أريت امرءًا كنت لم أبلة = أتاني فقال اتخذني خليلًا
وقد جاء: أريت إن جئت به أملودا
وسهلها نافع بين بين، وجاز ذلك وإن كان بعدها ساكن، لأن المسهلة بمنزلة المحققة، غير أن من أهل الأداء من مشيخة المصريين من شبع مدها لورش لأنها بمنزلة الساكن؛ إذ لا يبتدأ بها كما لا يبتدأ به، وقد سكن ما بعدها فتمد للساكنين. ومنهم من لا يشبع المد؛ إلا بمقدار التسهيل.
وأبدلها بعض مشيخة المصريين لورش ألفًا خالصة، كما فعل في {ءانذرتهم} و{ءامنتم}، وطول مدها جدا للساكنين، وهو ضعيف عند النحويين.
قال الأذفوي: «وهذا عند أهل اللغة غلطٌ عليه، لأن الياء ساكنة والألف ساكنة فلا يلتقي ساكنان».
قلت: وقد روي أبو عبيد القاسم رحمه الله أن أبا جعفر ونافعًا وغيرهما من أهل المدينة، يسقطون الهمزة، غير أن أنهم يدعون لها الألف خلفًا. وهذا يشهد للبدل، وهو مسموع من العرب؛ حكاه قطرب وغيره.
والباقون على الأصل). [فتح الوصيد: 2/877] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [638] أريت في الاستفهام لا عين راجعٌ = وعن نافع سهل وكم مبدلٍ جلا
ح: (أريت): مبتدأ، (في الاستفهام): حال، (لا عين راجعٌ): جملة
[كنز المعاني: 2/192]
خبر المبتدأ، أي: لا عين فيه راجعٌ، (كم): خبرية مرفوعة المحل على الابتداء، (مبدل): تمييزها، (جلا): خبر المبتدأ.
ص: يعني: قرأ الكسائي: (أريت) و(قل أريتكم) [40، 47] استفهامًا حيث جاء بحذف عين الفعل- أي: الهمز تخفيفًا لاجتماع همزة الاستفهام معه.
ونقل عن نافع تسهيله بين بين على قياس تخفيف الهمز، وأبدل جماعة من مشيخة المصريين لورش ألفًا، كالخلاف الذي في: {ءأنذرتهم} [البقرة: 6] ). [كنز المعاني: 2/193] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (638- أَرَيْتَ فِي الِاسْتِفْهَامِ لا عَيْنَ "رَ"اجِعٌ،.. وَعَنْ نَافِعٍ سَهِّلْ وَكَمْ مُبْدِلٍ جَلا
يعني: إذا جاء لفظ رأيت أو رأيتم بعد همزة الاستفهام فالكسائي وحده يسقط عين الكلمة وهي الهمزة؛ لأنها عين الفعل تخفيفا لاجتماعها مع همزة الاستفهام وهي لغة للعرب مشهورة كقوله:
أرَيت امرءا كنت لم أبله،.. أتاني فقال اتخذني خليلا
وقد أجمع على إسقاطها في المضارع نحو "يرى" مع الاستفهام وغيره فلم ترجع في الماضي في هذا الموضع وهو الاستفهام فقوله: راجع صفة لعين؛ أي: باعتبار الموضع، ويحوز نصبه على هذا نحو: لا رجل ظريفًا فيها ولا رجل ظريفٌ فيها كلاهما لغة، وخبر لا محذوف؛ أي: راجع فيه ولو
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/113]
جعلت راجع خبر لا لم يبق عائد إلى المبتدأ الذي هو رأيت فهذا كقولك: زيد لا غلام ظيف له أو في الدار، ويجوز أن يكون راجع خبر المبتدأ ولا عين على تقدير لا عين فيه جملة حالية،؛ أي: رأيت محذوف العين راجع في المعنى إلى الثابت العين؛ لأنهما لغتان بمعنى واحد، وهذا الوجه أولى؛ ليكون قد رمز بعد كمال التقييد، وعلى الوجه الأول يلزم أن يكون راجع من جملة التقييد وهو رمز، وليس ذلك من عادته، ولأن هذا الباب لو فتح للزم أن تكون كلمات التقييد رمزا وإلا فجعل البعض رمزا دون بعض فيه إلباس، وقد سبق التنبيه على أن لفظ فيه في قوله: وكسر لما فيه ملبس وأنه لو قال: فضم سكونا فيه لكان فيه محتملا للتقييد وهو رمز، وأما قوله: وفي ونكون انصبه فلو لم يكن ظاهرا كل الظهور أن لفظ النصب لا يأتي إلا بيانا للقراءة وتقييدا لها، وإلا لأوهم أنه رمز نافع، ولم تكن له حاجة بذلك البيان فإن الكلمة التي قبلها مثلها في القراءة، فكانت الثانية داخلة في قيدها وهذه عادته كقوله فيما يأتي:
إذا فتحت شدد لشام وههنا ... فتحنا .................
ولم يحتج أن يعيد لفظ شدد، وكذا:
وإن بفتح عم نصر أو بعدكم ... نما ................
وكذا: وينذر صندلا، ولم يحتج أن يقول بالغيب، وقال بعضهم تقدير البيت: اذكر رأيت كائنا في الاستفهام ثم قال: وعن نافع سهِّل؛ أي: جعل الهمزة التي أسقطها الكسائي بين بين على قياس تخفيف الهمز وأبدلها
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/114]
جماعة من مشايخ مشيخة المصريين لورش ألفا وهذا على ما تقدم له من الخلاف في "أنذرتهم" "وأنتم" والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/115] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (638 - أريت في الاستفهام لا عين راجع = وعن نافع سهّل وكم مبدل جلا
[الوافي في شرح الشاطبية: 256]
(رأى) فعل ماض على زنة فعل بفتح الفاء والعين واللام، فالراء فاء الفعل والهمزة عينه والألف لامه، وقد يسند هذا الفعل إلى تاء المخاطب نحو: رأيت. أو المخاطبين نحو:
رأيتم. وقد أفاد الناظم أن الكسائي يقرأ بحذف عين هذا الفعل وهي الهمزة التي بعد الراء بشرط أن يكون هذا الفعل مقرونا بهمزة الاستفهام وتاء المخاطب نحو: أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى (9) عَبْداً إِذا صَلَّى، أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ، أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتاكُمْ، أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ* سواء تجرد من كاف الخطاب كهذه الأمثلة أم لحقته كاف الخطاب نحو: أَرَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ، أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللَّهِ*. وسواء تجرد من فاء العطف كهذه الأمثلة أم اقترن بها نحو: أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى، أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ، أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى عِلْمٍ، أَفَرَأَيْتُمْ ما تُمْنُونَ، أَفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ وقرأ نافع بتسهيل الهمزة الثانية التي هي عين الفعل بين بين. وروى كثير من النقلة وأهل الأداء عن ورش إبدالها ألفا مع المد المشبع للساكنين، فيكون لقالون في هذه الهمزة وجه واحد وهو التسهيل بين بين ويكون لورش فيها وجهان: الأول كقالون، والثاني:
إبدالها ألفا مع إشباع المد فإذا لم يكن الفعل مقرونا بهمزة الاستفهام فلا خلاف بين القراء في إثبات الهمزة وتحقيقها نحو: وَإِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا، وَإِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ، رَأَيْتَ الْمُنافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً). [الوافي في شرح الشاطبية: 257] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي هَمْزَةِ أَرَأَيْتَكُمْ، وَأَرَأَيْتُمْ مِنْ بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/258] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن "يهلك" بفتح الياء وكسر اللام مبنيا للفاعل). [إتحاف فضلاء البشر: 2/12]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أرايتكم} [40 - 47]، و{أرايتم} [46] قرأ نافع بتسهيل الهمزة المتوسطة بين بين، وروى عن ورش أيضًا إبدالها ألفًا، وإذا أبدل مد لالتقاء الساكنين مدًا مشبعًا، وعلي بحذفها، والباقون بتحقيقها، والتسهيل لورش مقدم في الأداء، لأنه أشهر، وعليه الجمهور). [غيث النفع: 573] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ (47)}
{أَرَأَيْتَكُمْ}
- تقدمت القراءات فيه في الآية/40 من هذه السورة.
{أَتَاكُمْ}
- تقدم بيان الإمالة فيه في الآية/34 من هذه السورة.
{بَغْتَةً}
- قراءة الحسن وغيره (بغتةً) بفتح الغين، وتقدم بيان هذا في الآية/31 من هذه السورة.
{أَوْ جَهْرَةً}
- قرأ سهل بن شعيب السهمي (أو جهرة) بفتح الهاء.
وتقدم هذا في الآية/55 من سورة البقرة.
- وقرئ (بغتة وجهرةً) بالواو العاطفة بدلًا من (أو).
{يُهْلَكُ}
- قرأ ابن محيصن (هل يهلك إلا القوم الظالمون) على البناء للفاعل.
- وقراءة الجماعة على البناء للمفعول (.. يهلك..).
- وقرئ (نهلك إلا القوم الظالمين) بالنون في الفعل، وبالنصب فيما بعده). [معجم القراءات: 2/430]

قوله تعالى: {وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آَمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (48)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ يعقوب "لا خَوْفٌ عَلَيْهِم" [الآية: 48] بفتح الفاء على البناء كما مر، وضم مع حمزة هاء "وعليهم" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/12]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آَمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (48)}
{مُبَشِّرِينَ}
- قرأ يحيى وإبراهيم (مبشرين) بالتخفيف من (أبشر).
- وقراءة الجماعة (مبشرين) بالتشديد من (بشر) المضعف.
{أَصْلَحَ}
- غلظ اللام الأزرق وورش.
{فَلَا خَوْفٌ}
- تقدمت القراءات فيه (فلا خوف، فلا خوف، فلا خوف) في الآية/138 من سورة البقرة.
{عَلَيْهِمْ}
- تقدمت قراءة حمزة ويعقوب بضم الهاء في الآية/44 قبل قليل). [معجم القراءات: 2/431]

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (49)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (49)}
{يَمَسُّهُمُ}
- قرأ علقمة (نمسهم) بالنون من (أمس).
{الْعَذَابُ بِمَا}
- قرأ أبو عمرو والحسن والأعمش ويعقوب بخلاف عنه، بإدغام الباء في الباء (العذاب بما).
{يَفْسُقُونَ}
- قرأ يحيى بن وثاب والأعمش (يفسقون) بكسر السين.
- وبقية القراء على الضم (يفسقون) ). [معجم القراءات: 2/431]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 07:31 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنعام
[ من الآية (50) إلى الآية (53) ]

{قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ (50) وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (51) وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ (52) وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ (53)}

قوله تعالى: {قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ (50)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "يوحى" حيث جاء حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه وكذا "الأعمى" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/12]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ (50)}
{لَا أَقُولُ ... وَلَا أَقُولُ لَكُمْ}
- أدغم اللام في اللام أبو عمرو ويعقوب.
{مَلَكٌ}
- قرأ ابن مسعود وابن جبير وعكرمة والجحدري (ملك) بكسر اللام.
{يُوحَى}
- أمال الألف حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون بالفتح.
{إِلَيَّ}
- قراءة يعقوب في الوقف بهاء السكت (إليه).
{الْأَعْمَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
{الْبَصِيرُ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف). [معجم القراءات: 2/432]

قوله تعالى: {وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (51)}

قوله تعالى: {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ (52)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (13 - قَوْله {بِالْغَدَاةِ والعشي} 52
كلهم قَرَأَ {بِالْغَدَاةِ} بِأَلف إِلَّا ابْن عَامر فَإِنَّهُ قَرَأَ (بالغدوة) في كل الْقُرْآن بِالْوَاو). [السبعة في القراءات: 258]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (بالغدوة) وفي الكهف، بالضم فيهما، شامي). [الغاية في القراءات العشر: 241]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({بالغدوة} [52]، وفي الكهف [28]: بواو دمشقي). [المنتهى: 2/677]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (بالغداوة) بالواو وضم العين هنا وفي الكهف، وقرأ الباقون بالألف وفتح الغين). [التبصرة: 203]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {بالغدوة} (52)، هنا، وفي الكهف (28): بالواو، وضم الغين.
والباقون: بالألف، وفتح الغين). [التيسير في القراءات السبع: 275]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن عامر (بالغدوة) هنا وفي الكهف بالواو وضم الغين والباقون بفتح الغين والألف). [تحبير التيسير: 355]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (بِالْغَدَاةِ)، وفي الكهف بالواو دمشقي غير ابن الحارث والعقيلي، الباقون بالألف فيهما، وهو الاختيار لموافقة أكثر المصاحف). [الكامل في القراءات العشر: 540]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([52]- {بِالْغَدَاةِ} هنا، وفي [الكهف: 28] بواو وضم الغين: ابن عامر). [الإقناع: 2/639]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (640 - وَبِالْغُدْوَةِ الشَّامِيُّ بِالضَّمِّ ههُناَ = وَعَنْ أَلِفٍ وَاوٌ وَفِي الْكَهْفِ وَصَّلاَ). [الشاطبية: 51]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([640] وبالغدوة (الشامي) بالضم ههنا = وعن ألفٍ واوٌ وفي الكهف وصلا
{بالغدوة} هنا وفي الكهف: كتبنا بالواو في المصاحف كلها.
وقرأها كذلك أبو عبد الرحمن السلمي وأبو رجاء العطاردي.
وغدوة: اسم اشتق من غداة، وجعل علمًا للوقت والحين، كما جعل زیدٌ علما للرجل؛ ولذلك لم يصرف للعلمية.
قال الفراء: «سمعت أبا الجراح في غداة يومٍ بارد يقول: ما رأيت كغدوةٍ؛ يريد غداة يومه».
[فتح الوصيد: 2/878]
ثم قال: «ألا ترى أن العرب لا تضيفها، وكذلك لا تدخلها الألف واللام. إنما يقولون: غداة الخميس، ولا يقولون: غدوة الخميس. فهذا دليل على أنها معرفة».
قال سيبويه: «زعم الخليل أنه يجوز أن تقول: أتيتك اليوم غدوةً، فجعلها مثل: ضحوة».
ويحتج لقراءة ابن عامر بأن العرب قد استعملت فينة بغير الألف واللام؛ جعلته علمًا على الوقت.
وقد حكی أبو زيد منهم: لقيته فينة: فينة غير مصروف، ولقيته الفينة بعد الفينة، أي الحين بعد الحين.
وإنما تدخل الألف واللام في هذا، على تقدير الشياع.
قال أبو العباس المبرد: «هذا كما تقول: جاءني زيد وزيد وزيد، تريد جماعة اسم كل واحد منهم زيدٌ؛ فيقول المحيب- فما بين الزيد الأول والزيد الآخر: وهذا الزيد أشرف من ذلك الزيد.
وعلى ذلك كانت تثنية المعرفة وجمعها، إذا كانت غير مضافة يخرجها إلى النكرة، لأن كل واحد منهم يصير من أمة، لكل واحد منها مثل اسمه. وتضيف زيدًا، كما تضيف النكرة، لأنه يصير معرفةً بما أضيف إليه كما قال:
علا زيدنا يوم النقى رأس زيدكم
وقوله: (هاهنا)، ليعطف عليه قوله: (وفي الكهف)؛ وهو قوله تعالى: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغدوة}.
[فتح الوصيد: 2/879]
(وعن ألف واو)، أي وثبت له عوضًا عن ألف واو.
(وفي الكهف وصل)، يعني ابن عامر.
ومعنى (وصل)، اتبع ذاك هذا. والتوصيل: أن تتبع الشيء الشيء.
فإن قيل: فقد قال أبو عبيد: إنما نرى ابن عامر والسلمي قرءا تلك القراءة اتباعًا للخط، وليس في إثبات الواو في الكتاب دليلٌ على القراءة بها، لأنهم قد كتبوا الصلوة والزكوة بالواو، ولفظهما على تركها، فكذلك الغداة، على هذا وجدنا ألفاظ العرب !
فالجواب أن يقال: هذا الذي ذكرته حجةٌ عليك، لأنهما ومن وافقهما لو اتبعوا الرسم من غير أن يكون ذلك منقولًا ومقولًا، لقرأوا الصلوة والزكوة والربوا بالواو؛ ولم يفعلوا ذلك، ولا يقع فيه جاهلٌ فضلًا عن عالم.
وكيف يظن ذلك ظان بقوم أخذوا القراءة نقلا واتبعوا فيها الأثر، وقد ذكرنا وجه ذلك في العربية، والله أعلم). [فتح الوصيد: 2/880]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [640] وبالغدوة الشامي بالضم ههنا = وعن ألف واو وفي الكهف وصلا
ح: (الشامي): فاعل فعل محذوف أي: يقرأ، (بالغدوة): مفعوله، (بالضم)، حال، (ههنا): ظرف إشارة إلى السورة، و(عن ألفٍ واوٌ): خبر ومبتدأ، أي: مبدلة عن ألفٍ، (في الكهف): ظرف، (وصلا): أي وصل حرف الكهف هذا الحرف.
ص: قرأ ابن عامر الشامي: (ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغدوة
[كنز المعاني: 2/194]
والعشي} ههنا [52]، وفي سورة الكهف [28] بضم الغين وإبدال الواو عن ألف وسكون الدال.
ولم ينبه على السكون اكتفاءً باللفظ، ولم يكتف في القيدين الأخيرين باللفظ ليدل على القراءة الأخرى.
وأدخل الألف واللام على (غدوة) لأن قومًا من العرب ينكرها، وعند من يعرفها ويقول: (رأيته غدوة)، بلا تنوين للتأنيث والعلمية فعلى أنها جعلت نكرةً كما في الأعلام المنكرة.
والباقون: {بالغدوة} بفتح الغين وألف في موضع الواو، وفتح الدال، ولم يحتج إلى تقييد الدال بالفتح، إذ لا يكون ما قبل الألف إلا مفتوحًا، ولا يحتاج إلى تأويل؛ لأن (غداة) نكرة بإجماع، لكنها رسمت في جميع المصاحف بالواو كـ {الصلوة} [البقرة: 3] و{الزكوة} [البقرة: 43] ). [كنز المعاني: 2/195]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (640- وَبِالغُدْوَةِ الشَّامِيُّ بِالضَّمِّ ههُنا،.. وَعَنْ أَلِفٍ وَاوٌ وَفِي الكَهْفِ وَصَّلا
أي يقرأ ابن عامر بالغدوة والعشي بضم الغين وسكون الدال، وبالواو موضع الألف فتصير بالغدوة، ولم ينبه على سكون الدال استغناء
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/115]
باللفظ به، وكان له أن يستغني أيضا باللفظ عن ذكر الضم والواو، وإنما ذكرهما؛ لتعرف القراءة الأخرى فيه بالضم على الفتح، ونص على الألف بدلا عن الواو، وبقي فتح الدال استغنى عن التنبيه عليه؛ لأن الألف لا يكون قبلها إلا مفتوح أو تركه؛ لأنه قد لفظ بالدال في قراءة ابن عامر ساكنة فكأنه قال بسكون الدال، ولو قال ذلك لكان ضدا؛ لكون المطلق الحركة المطلقة وهي الفتح، ومعنى قوله: عن ألف واو؛ أي: وثبت له بدلا عن واو ثم قال: "وفي الكهف وصلا"؛ أي: اتبع الذي في الكهف الذي في الأنعام، فقرأ ذلك كما قرأ هذا أو وفي الكهف وصل هذه القراءة إلينا، ورسمت الغدوة بالواو في جميع المصاحف كالصلوة والزكوة والحيوة، قال الفراء في سورة الكهف من كتاب المعاني: قرأ أبو عبد الرحمن السلمي بالغدوة والعشي ولا أعلم أحدا قرأ بها غيره، والعرب لا تدخل الألف واللام في الغدوة؛ لأنها معرفة بغير ألف، ولام سمعت أبا الجراح يقول: ما رأيت كغدوة قط يعني: بردا أصابه، يريد: كغداة يومه ألا ترى أن العرب لا تضيفها فكذلك لا تدخلها الألف واللام إنما يقولون: أتيتك غداة الخميس ولا يقولون غدوة الخميس، فهذا دليل على أنها معرفة، وقال أبو عبيد: كان عبد الله بن عامر وأهل الشام أو كثير منهم يقرءونها بالغدوة على واو كذلك يروى عن أبي عبد الرحمن السلمي، وأما القراءة فعلى غير هذا قرءوا جميعا بالغداة قال: وكذلك هي عندنا، وإنما نرى ابن عامر والسلمي قرءا تلك القراءة اتباعا للخط، قال: والذي نقول به ليس في إثباتهم الواو في الكتاب دليل
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/116]
على القراءة بها؛ لأنهم قد كتبوا: الصلوة والزكوة بالواو، ولفظهما على تركها، وكذلك الغداة على هذا وجدنا ألفاظ العرب، قال ابن النحاس: قرأ أبو عبد الرحمن السلمي وعبد الله بن عامر ومالك بن دينار بالغدوة، قال: وباب غدوة أن يكون معرفة إلا أنه يجوز تنكيرها كما تنكر الأسماء الأعلام فإذا نكرت دخلتها الألف واللام للتعريف، وعشى وعشية نكرتان لا غير، قال أبو علي: وجه دخول لام المعرفة عليها أنه قد يجوز -وإن كان معرفة- أن ينكر كما حكاه زيد من أنهم يقولون: لقيته فينة والفينة بعد الفينة، ففينة مثل الغدوة في التعريف بدلالة امتناع الانصراف، وقد دخلت عليه لام التعريف، وذلك أن يقدر من أمة كلها له مثل هذا الاسم، فيدخل التنكير لذلك، وقول من قال: بالغداة أبين قال سيبويه: زعم الخليل أنه يجوز أن يقول: أتيتك اليوم غدوة وبكرة، فجعلهما بمنزلة ضحوة، قال أبو العباس المهدوي: حكى سيبويه والخليل أن بعضهم ينكره، فيقول: رأيته غدوة بالتنوين، وبذلك قرأ ابن عامر نكرة، فأدخل عليها الألف واللام والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/117]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (640 - وبالغدوة الشّاميّ بالضّمّ هاهنا = وعن ألف واو وفي الكهف وصّلا
[الوافي في شرح الشاطبية: 257]
قرأ ابن عامر الشامي: بالغدوة والعشى هنا، وفي الكهف بضم الغين وسكون الدال وبواو مفتوحة مكان الألف كما لفظ به، فتكون قراءة الباقين بفتح الغين والدال وألف بعدها، ويؤخذ فتح الغين من الضد وفتح الدال من ضرورة مجانسة الحركة التي قبل الألف، فيتعين أن تكون فتحة. ومعنى قوله: (وصلا) أن الشامي أتبع موضع الكهف بموضع الأنعام فقرأه مثل قراءته). [الوافي في شرح الشاطبية: 258]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: بِالْغَدَاةِ هُنَا وَالْكَهْفِ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ (بِالْغُدْوَةِ) فِيهِمَا بِضَمِّ الْغَيْنِ، وَإِسْكَانِ الدَّالِ وَاوٌ بَعْدَهَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ الْغَيْنِ وَالدَّالِ وَأَلِفٍ بَعْدَهَا فِي الْمَوْضِعَيْنِ). [النشر في القراءات العشر: 2/258]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر {بالغدوة} هنا [52] والكهف [28] بضم الغين وإسكان الدال وواو بعدها، والباقون بالفتح والألف فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 508]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (597- .... .... .... .... وضم = غدوة في غداة كالكهف كتم). [طيبة النشر: 73]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وضم) يعني وقرأ غدوة في موضع الغداة هنا والكهف مع ضم الغين ابن عامر، يريد قوله تعالى: بالغدوة والعشى وإنما قيده بالضم مع تلفظه به لئلا يتوهم أن ابن عامر يقرءوه بالكسر كما قرئ بالعدوة). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 223]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
وفتحت يأجوج (ك) م (ثوى) وضمّ = غدوة في غداة كالكهف (ك) تم
ش: أي: وكذلك شدد ذو كاف (كم) ابن عامر و(ثوى) أبو جعفر، ويعقوب إذا فتّحت يأجوج بالأنبياء [الآية: 96]، بالكهف [الآية: 94] وخففها الباقون.
وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر يدعون ربهم بالغدوة والعشى هنا [الآية: 52] والكهف [الآية: 28] بضم الغين وإسكان الدال وفتح الواو، والباقون بفتح الغين والدال، وألف بعدهما، واستغنى بلفظ القراءتين عن تقييدهما.
وجه التشديد: التكثير؛ لأنه متعد بنفسه.
ومن ثم اتفقوا على تخفيف فتحنا عليهم بابا [الحجر: 14].
ووجه التخفيف: الأصل، وهو المختار، والتكثير معلوم من السياق.
ووجه الفرق: الجمع.
ووجه ابن عامر: أن «غدوة» علق علما لوقت ما قبل الضحى؛ فلا ينصرف؛ للعلمية، والتأنيث.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/299]
قال الفراء: سمعت أبا الجراح يقول في يوم بارد: «ما رأيت غدوة» ممنوعا.
وقال سيبويه: زعم الخليل أن بعضهم يصرفه.
ووجه غيره: أن (غداة) اسم لذلك الوقت، ثم دخلت عليها اللام المعرفة الجنسية، وهو المختار؛ لجريه على القياس السالم عن التأويل، ولا يناقض رسمها بالواو؛ لأنه منته لا حاضر كالصلاة، [كما قررنا فهي لغيره كالصلاة للجماعة] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/300] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "بالغدوة" [الآية: 52] هنا و[الكهف الآية: 28] فابن عامر بضم الغين وإسكان الدال وواو مفتوحة، والأشهر أنها معرفة بالعلمية الجنسية كأسامة في الأشخاص فهي غير مصروفة، ولا يلتفت إلى من طعن في هذه القراءة بعد تواترها من حيث كونها، أعني غدوة علما وضع للتعريف فلا تدخل عليها أل كسائر الأعلام، وأما كتابتها بالواو فكالصلوة والزكوة، وجوابه أن تنكير غدوة لغة ثابتة حكاها سيبويه والخليل، تقول أتيتك غدوة بالتنوين على أن ابن عامر لا يعرف اللحن؛ لأنه عربي والحسن يقرأ بها وهو ممن يستشهد بكلامه فضلا عن قراءته،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/12]
وقرأ الباقون بفتح الغين والدال وبالألف؛ لأن غداة اسم لذلك الوقت، ثم دخلت عليها لام التعريف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/13]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بالغداة} [52] قرأ الشامي بضم الغين، وإسكان الدال، بعدها واو مفتوحة، والباقون بفتح الغين والدال، بعدها ألف). [غيث النفع: 573]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ (52)}
{بِالْغَدَاةِ}
- قراءة الجمهور (بالغداة) كذا بالألف.
- وقرأ ابن عامر وأبو عبد الرحمن السلمي ومالك بن دينار والحسن ونصر بن عاصم وأبو رجاء العطاردي (بالغدوة) كذا بالواو.
قال أبو حيان: (وحكى سبيويه والخليل أن بعضهم ينكرها فيقول: ما رأيت غدوة، بالتنوين، وعلى هذه اللغة قرأ ابن عامر ومن ذكر معه..، ولما خفيت هذه اللغة على أبي عبيد أساء الظن بمن قرأ هذه القراءة فقال:
(إنما نرى ابن عامر والسلمي قرأا تلك القراءة اتباعًا للخط.
وليس في إثبات الواو في الكتاب دليل على القراءة بها؛ لأنهم كتبوا، الصلاة والزكاة، بالواو، ولفظهما على تركها، وكذلك الغداة، على هذا وجدنا العرب).
[معجم القراءات: 2/433]
قال أبو حيان: وهذا من أبي عبيد جهل بهذه اللغة التي حكاها سيبويه والخليل، وقرأ بها هؤلاء القراء، وكيف يظن بهؤلاء الجماعة أنهم إنما قرأوا بها لأنها مكتوبة في المصحف بالواو، والقراءة إنما هي سنة متبعة؟.
وأيضًا فابن عامر عربي صريح كان موجودًا قبل أن يوجد اللحن، لأنه قرأ القرآن على عثمان بن عفان، ونصر بن عاصم، أحد الأئمة في النحو، وهو ممن أخذ علم النحو عن أبي الأسود الدؤلي مستنبط علم النحو.
والحسن البصري من الفصاحة بحيث يستشهد بكلامه.
فكيف يظن بهؤلاء أنهم لحنوا واغتروا بخط المصحف؟ ولكن أبو عبيد جهل هذه اللغة، وجهل نقل هذه القراءة فتجاسر على ردها، عفا الله عنه).
- وروي عن أبي عبد الرحمن أنه قرأ (بالغدو) بغير هاء.
- وقرأ ابن أبي عبلة (بالغدوات) بضم الغين والدال وبواو على الجمع.
- وقرأ أيضًا (بالغدوات) بضم الغين وفتح الدال.
{بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ}
- وقرأ ابن أبي عبلة وبعض الشآميين (بالغدوات والعشيات)، جمع غداة وعشية.
{مِنْ شَيْءٍ ... مِنْ شَيْءٍ}
- تقدم حكم الهمز في شيء في الآيتين/20 و106 من سورة البقرة.
{عَلَيْهِمْ}
- تقدمت القراءتان: ضم الهاء، وكسرها في الآية/44 من هذه السورة). [معجم القراءات: 2/434]

قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ (53)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "فتنا" بتشديد التاء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/13]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ (53)}
{فَتَنَّا}
- قرأ الحسن وعمر بن الخطاب (فتنا) بتشديد التاء.
- وقراءة الجماعة بالتخفيف (فتنا).
{عَلَيْهِمْ}
- تقدمت القراءة بضم الهاء وكسرها في الآية/44 من هذه السورة.
{بِأَعْلَمَ}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة المفتوحة بعد الكسر ياءً مفتوحةً.
{بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ}
- أدغم أبو عمرو ويعقوب الميم بالياء.
- وعنهما الإظهار.
والصواب في مثل هذا أنه إخفاء بغنة وليس بإدغام؛ إذ الميم تسكن عند الباء إذا تحرك ما قبلها تخفيفًا لتوالي الحركات.
قال الصيمري:
(وإذا سألت أصحاب أبي عمرو عن اللفظ بذلك لم يأتوا بباءٍ مشددة، ولو كان فيه إدغام لصار باءً مشددة؛ لأن الحرف إذا أدغم في مقاربه قلب إلى لفظه، ثم أدغم...
وقال بعض شيوخنا:
سألت أبا بكر بن مجاهد -رحمه الله- عنه، فذكر أنهم يترجمون عنه بإدغام، وليس بإدغام...، ولعل أبا عمرو كان يخفي
[معجم القراءات: 2/435]
حركة الميم فيما ذكر عنه، فيخيل إلى السامع أنه أدغم الميم في الباء كما يتأوله كثير من النحويين البصريين فيما روي عن أبي عمرو من إسكان (ينصركم، ويأمركم)، ونحو ذلك أنه ليس بإسكان، وإنما هو إخفاء الحركة واختلاسها).
وفي الإتحاف:
(والميم تسكن عند الباء إذا تحرك ما قبلها فتخفى بغنة نحو: (أعلم بالشاكرين).
وليس في الإدغام الكبير مخفى غير ذلك عند من أخفاه ... يفرق بينهما بأنه في المدغم يقلب ويشدد الثاني بخلاف المخفى) ). [معجم القراءات: 2/436]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 0 والزوار 6)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:46 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة