العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > القراءات والإقراء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 09:15 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة إبراهيم

[من الآية (21) إلى الآية (23) ]
{وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ (21) وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22) وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ (23)}

قوله تعالى: {وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ (21)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ (21)}
{وَبَرَزُوا}
قراءة الجماعة {وبرزوا} بتخفيف الراء وفتحها.
وقرأ زيد بن علي (وبرزا) مبنيًا للمفعول، وبتشديد الراء.
{الضُّعَفَاءُ}
وقف حمزة وهشام على (الضعفؤا) باثني عشر وجهًا؛
خمسة على القياس وهي:
أ- إبدالها ألفًا مع المد والقصر والتوسط.
ب- التسهيل بين بين مع المد والقصر.
[معجم القراءات: 4/470]
وسبعة على الرسم وهي:
المد، والقصر، والتوسط، مع سكون الواو، ومع إشمامها.
والسابع: هو روم حركتها مع القصر.
قال أبو حيان:
«كتبت بواو في المصحف قبل الهمزة على لفظ من يفخم الألف قبل الهمزة، فيميلها إلى الواو...».
وقال البيضاوي:
«وإنما كتبت بالواو على لفظ من يفخم الألف قبل الهمزة، فيميلها إلى الواو».
وقد تبع البيضاوي في هذا الزمخشري إذ قال:
«فإن قلت: لم كتب (الضعفؤا) بواو قبل الهمزة؟ قلت: كتب على لفظ من يفخم الألف قبل الهمزة، فيميلها إلى الواو، ونظيره (علمؤا بني إسرائيل) ».
قال الشهاب معقبًا على كلام البيضاوي:
«وتفخيم الألف إمالتها إلى مخرج الواو لا ما يقابل الإمالة المعروفة، ولا ضد الترقيق، وقوله «فيميلها» تفسير له، وكتابتها بالواو هو الرسم العثماني.
واعلم أن المصنف - رحمه الله - تبع الزمخشري في قوله: إن الألف تفخم فتجعل كالواو. وقد رده الجعبري رحمه الله، وقال: إنه ليس من لغة العرب، فلا حاجة للتوجيه: لأن الرسم سنة متبعة.
وزعم ابن قتيبة أنه لغة ضعيفة، فلو وجهه بأنه إتباع للفظه عن الوقف بوقف حمزة كان حسن صحيحًا».
{مِنْ شَيْءٍ}
تقدم حكم الهمزة في الوقف مرارا، انظر الآيتين/20 و 106 من
[معجم القراءات: 4/471]
سورة البقرة.
{هَدَانَا}
أماله حمزة والكسائي وخلف.
وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش
وقراءة الجماعة بالفتح).[معجم القراءات: 4/472]

قوله تعالى: {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (3 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {وَمَا أَنْتُم بمصرخي} 22
فحرك حَمْزَة يَاء {بمصرخي} الثَّانِيَة إِلَى الْكسر
وحركها الْبَاقُونَ إِلَى الْفَتْح
وروى إِسْحَق الْأَزْرَق عَن حَمْزَة {بمصرخي} بِفَتْح الْيَاء الثَّانِيَة). [السبعة في القراءات: 362]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((بمصرخي) بكسر الياء حمزة). [الغاية في القراءات العشر: 293]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({بمصرخي} [22]: بكسر الياء حمزة). [المنتهى: 2/775]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة: {بمصرخي إني} (22): بكسر الياء. وهي لغة حكاها الفراء، وقطرب، وأجازها أبو عمرو.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 331]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة (بمصرخي إنّي) بكسر الياء وهي لغة حكاها الفراء وقطرب وأجازها أبو
[تحبير التيسير: 424]
وأجازها أبو عمرو، والباقون بفتحها). [تحبير التيسير: 425]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([22]- {بِمُصْرِخِيَّ} بكسر الياء: حمزة). [الإقناع: 2/677]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (798- .... .... .... .... = .... مُصْرِخِيَّ اكْسِرْ لِحَمْزَةَ مُجْمِلاَ
799 - كَهَا وَصْلٍ أَوْ لِلسَّاكِنَينِ وَقُطْرُبٌ = حَكَاهَا مَعَ الْفَرَّاءِ مَعْ وَلَدِ الْعُلاَ). [الشاطبية: 63]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([798] وفي النور واخفض كل فيها والأرض ها = هنا مصرخي اكسر لـ(حمزة) مجملا
[799] كها وصل أو للساكنين وقطرب = حكاها مع الفراء مع (ولد العلا)
...
(مصرخي اكسر لحمزة مجملا) من: أحسن وأجمل، لأن النحويين ردوا هذه القراءة، وأطالوا فيها القول.
قال أهل البصرة: «قراءته هذه غير جيدة».
والقراءة صحيحة ثابتة، ولها وجه من إقياس العربية قوي، وهي قراءة الأعمش ويحيى بن وثاب ومران بن أعين، والقاسم بن معن-وقال: هو صواب. وكان ثقة بصيرًا -، وقراءة جماعة من التابعين، وحكاها قطرب والفراء، وأنشد في ذلك قول الأغلب العجلي:
[فتح الوصيد: 2/1038]
ماضٍ إذا ما هم بللمضي
قال لها هل لك يا تافي
قالت له ما أنت بالمرضي
وقال حسين الجعفي: «سألت أبا عمرو بن العلاء عن كسر الياء فأجازه».
قال قطرب: «هي لغة في بني يربوع، يزيدون على ياء الإضافة ياء».
أبو علي: «وجه ذلك من القياس، أن الياء لا تخلو أن تكون في موضع نصب أو جر؛ فالياء فيهما، كالهاء والكاف فيهما، فكما لحق الهاء الزيادة نحو: (ضربهو) و (بهي)، والكاف في من قال: أعطيتكاه وأعطيتكيه في ما حكاه سيبويه، كذلك ألحقوا الياء الزيادة من المد، لأنهما أختاها فقالوا: فيي، ثم حذفوا الياء الزائدة كما حذفوا في:
...له أرقان،
وفي أعطيتكه، فبقيت الياء على ما كانت عليه من الكسر».
[فتح الوصيد: 2/1039]
قال: «فإذا كانت هذه الكسرة في الياء على هذه اللغة، وإن كان غيرها أشيع منها وعضدها من القياس ما ذكرنا، لم يجز لقائلٍ أن يقول: إن القراءة بذلك لحن».
وهذا معنى قوله (كها وصل).
ومعن(أو للساكنين)، يريد بذلك وجها آخر، وهو أن تقدر سكون ياء الإضافة، وقبلها ياء ساكنة، فتحركها بالكسر. وذلك الأصل في التقاء الساكنين.
فإن قيل: الأصل في حركة ياء الإضافة الفتح، وإنما أسكنت للتخفيف، فإذا احتجنا إلى تحريكها فبحركة الأصل كما قالوا: (عصاي)، لا سيما مع استثقال الكسر في الياء واجتماع الكسرات في هذه الكلمة، وهذه حجة القراءة الأخرى.
فالجواب، أن الياء الأولي جرت مجرى حرف صحيح للإدغام؛ فكأن الثانية وقعت ساكنة بعد حرفٍ صحیح ساكنٍ، فحركت بالكسر على أصل التقاء الساكنين.
وأيضًا، فإن ياء الإضافة لما أدغمت فيها الياء التي قبلها، اختلطت بالاسم، فصارت كبعض حروفه، وقويت بالإدغام، فأشبهت الحروف الصحاح، فاحتملت الكسر.
وإنما الكسر مستثقل إذا خفت وانكسر ما قبلها.
[فتح الوصيد: 2/1040]
ألا ترى أن الياء المشددة جرت عليها حركات الإعراب، وما ذاك إلا الإلحاقهم إياها بالحروف الصحاح). [فتح الوصيد: 2/1041]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([798] وفي النور واخفض كل فيها والأرض ها = هنا مصرخي اكسر لحمزة مجملا
ب: (الإجمال): الإحسان.
ح: (في النور): عطف على (هنا) المحذوف، أي: امدد واكسر وارفع هنا وفي النور، (كل): مفعول (اخفض)، (فيها): ظرفه، والضمير لـ (النور)، و(الأرض): عطف على (كل)، (مصرخي): مفعول (اكسر)، (لحمزة): متعلق به، (مجملًا): حال من فاعل (اكسر).
ص: قرأ حمزة والكسائي في سورة النور: (والله خالق كل دابةٍ) [45] على ما ذكر، والباقون: {خلق}، لكن قرءا بجر {كل} في النور [45]، وبجر {الأرض} هنا [19] على إضافة {خالق} إليهما، ولم يحتج إلى ذكر جر (السماوات)، إذ لا يختلف حالة النصب والجر
[كنز المعاني: 2/356]
فيها، فيلزم أن تكون قراءة الباقين بنصب {كل} في النور، و{الأرض} ههنا على أنهما مفعولا {خلق} .
وقرأ حمزة: {وما أنتم بمصرخي} [22] بكسر الياء، والباقون: بفتحها، أما وجه الفتح فظاهر، وأما وجه الكسر: فيبين بقوله:
[799] كها وصلٍ أو للساكنين وقطربٌ = حكاها مع الفراء مع ولد العلا
ح: (كلها): نصب على المصدر، أي: اكسر مثل كسر هاء الوصل، و(هاء الوصل): هاء الضمير قصرت ضرورة، (للساكنين): متعلق بـ (اكسر)، الهاء في (حكاها): للغة لدلالة السياق عليها.
ص: يعني: كما أن هاء الضمير التي للمذكر توصل بالياء في {من عنده} [المائدة: 52] و{به} [البقرة: 25] فكذلك ياء الإضافة توصل بياء، والجامع كونهما ضميرين، فيكون أصل {مصرخي}: (مصرخيي) بثلاث ياءات: الأولى للجمع، والثانية ياء الإضافة، والثالثة ياء الصلة، لكنها حذفت لاجتماع الياءات وبقيت الكسرة لتدل على الياء المحذوفة، كما في {عليه} [البقرة: 37] و{فيه} [البقرة: 2]، أو إنما كسرت الياء لاجتماع
[كنز المعاني: 2/357]
سكون ياء الجمع، وياء المتكلم بعد سقوط النون بالإضافة، فحركة ياء المتكلم بالكسر، كما هو الأصل في التحريك عند التقاء الساكنين.
ثم قال: بعد ما شاع كسرها قياسًا على هاء الوصل، أو للساكنين، حكى هذه اللغة قطرب النحوي تلميذ سيبويه عن العرب، حيث أنشد للأغلب العجلي الراجز:
ماضٍ إذا ماهم بالمضي = قال لها هل لك يا تا في
[كنز المعاني: 2/358]
بكسر ياء (في)، أي: هل لك رأيٌ يا هذه في، وزعم أنه لغة في بني يربوع، وكذلك الفراء أنشد وقال: زعم القاسم بن معن أنه صواب، قال: وكان ثقةً بصيرًا.
وقال أبو عمرو بن العلاء حين سأله حسين الجعفي عنه: من شاء فتح ومن شاء كسر، وفي رواية عنه: إنها بالخفض حسنة). [كنز المعاني: 2/359]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وقرأ حمزة: "وما أنتم بمصرخي" بكسر الياء المشددة وقرأ الباقون بفتحها وهو الوجه؛ لأن حركة ياء الإضافة الفتح مطلقا سكن ما قبلها أو تحرك وقوله: مجملا؛ يعني: في تعليل قراءة حمزة، وهو من قولهم: أحسن وأجمل في قوله أو فعله؛ أي: اكسر غير طاعن على هذه القراءة كما فعل من أنكرها من النحاة ثم ذكر وجهها فقال:
799- كَهَا وَصْلٍ اوْ لِلسَّاكِنَينِ وَقُطْرُبٌ،.. حَكَاهَا مَعَ الفَرَّاءِ مَعْ وَلَدِ العُلا
ذكر لها وجهين من القياس العربي مع كونها لغة محكية، وإنما تكلف ذلك؛ لأن جماعة من النحاة أنكروا هذه القراءة، ونسبوها إلى الوهم واللحن. قال الفراء: في كتاب المعاني: وقد خفض الياء من مصرخي: الأعمش ويحيى بن وثاب جميعا. حدثني بذلك القاسم بن معن عن الأعمش عن يحيى بن وثاب، ولعلها من وهم القراء طبقة يحيى؛ فإنه قل من سلم منهم من الوهم، ولعله ظن أن الياء في "مصرخي" حافظة للفظ كله والياء للمتكلم خارجة من ذلك قال: ومما نرى أنهم أوهموا فيه: {نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ} بالجزم ظنوا أن الجزم في الهاء، ثم ذكر غير ذلك مما لم يثبت قراءة، وقد تقدم وجه الإسكان في "نوله" ونحوه، وسنقرر كسر ياء "بمصرخي"، وقال أبو عبيد: أما الخفض فإنا نراه غلطا؛ لأنهم ظنوا أن الياء
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/293]
التي في قوله: "بمصرخي" تكسر كل ما بعدها قال: وقد كان في القراء من يجعله لحنا، ولا أحب أن أبلغ به هذا كله، ولكن وجه القراءة عندنا غيرها، قال الزجاج: هذه القراءة عند جميع النحويين رديئة مرذولة، ولا وجه لها إلا وجيه ضعيف ذكر وبعض النحويين يعني: القراءة، فذكر ما سنذكره في الحركة لالتقاء الساكنين.
وقال ابن النحاس: قال الأخفش سعيد: ما سمعت هذا من أحد من العرب ولا من أحد من النحويين، قال أبو جعفر: قد صار هذا بإجماع لا يجوز، ولا ينبغي أن يحمل كتاب الله تعالى على الشذوذ، قال أبو نصر بن القشيري في تفسيره: ما ثبت بالتواتر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فلا يجوز أن يقال هو خطأ أو قبيح أو ردي بل في القرآن فصيح وفيه ما هو أفصح فلعل هؤلاء أرادوا أن غير هذا الذي قرأ حمزة أفصح.
قلت: يستفاد من كلام أهل اللغة في هذا ضعف هذه القراءة، وشذوذها على ما قررنا في ضبط القراءة القوية والشاذة، أما عدم الجواز فلا فقد نقل جماعة من أهل اللغة أن هذه لغة وإن شذت وقل استعمالها، قال أبو علي: قال الفراء في كتابه في التصريف: زعم القاسم بن معن أنه صواب قال: وكان ثقة بصيرا، وزعم قطرب أنه لغة في بني يربوع يزيدون على ياء الإضافة ياء وأنشد:
ماضٍ إذا ما هم بالمضيِّ،.. قال لها هل لك يا تا فيِّ
قال: وقد أنشد الفراء ذلك أيضا.
قلت: فهذا معنى قول الناظم: وقطرب حكاها مع الفراء، فالهاء في حكاها: ضمير هذه اللغة ولم يتقدم
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/294]
ذكرها ولكنها مفهومة من سياق الخفض في تقرير هذه القراءة فهو مثل قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا}؛ أي: عالي مدائن قوم لوط ولم يتقدم لها ذكر ولكن علم ذلك من سياق القصة، وقال الفراء في كتاب المعاني: وقد سمعت بعض العرب ينشد:
قال لها هل لك يا تا فيِّ،.. قالت له ما أنت بالمرضيِّ
فخفض الياء من "في" فإن يكن ذلك صحيحا فهو مما يلتقي من الساكنين، وتمام كلام سننقله فيما بعد فانظر إلى الفراء كيف يتوقف في صحة ما أنشده ومعناه: يا هذه هل لك فيّ؟ قال الزجاج: هذا الشعر مما لا يلتفت إليه وعمل مثل هذا سهل، وليس يعرف قائل هذا الشعر من العرب ولا هو مما يحتج به في كتاب الله تعالى اسمه، وقال الزمخشري: هي قراءة ضعيفة واستشهدوا لها ببيت مجهول فذكره.
قلت: ليس بمجهول؛ فقد نسبه غيره إلى الأغلب العجلي الرجز، ورأيته أنا في أول ديوانه، وأول هذا الزجر:
أقبل في ثوبي معافريّ،.. بين اختلاط الليل والعشيّ
وهذه اللغة باقية في أفواه الناس إلى اليوم، يقول القائل: ما فيّ أفعل كذا، وفي شرح الشيخ: قال حسين الجعفي: سألت أبا عمرو بن العلاء
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/295]
عن كسر الياء فأجازه، وهذه الحكاية تروى على وجوه ذكرها ابن مجاهد في كتاب الياءات من طرق، قال خلاد المقرئ: حدثنا حسين الجعفي قال: قلت لأبي عمرو بن العلاء: إن أصحاب النحو يلحنوننا فيها فقال: هي جائزة أيضا؛ إنما أراد تحريك الياء فليس يبالي إذا حركتها، وفي رواية: لا تبالي إلى أسفل حركتها أو إلى فوق، وفي رواية: سألت أبا عمرو بن العلاء عنها فقال: من شاء فتح ومن شاء كسر، وقال خلف: سمعت حسين الجعفي يروي عن أبي عمرو بن العلاء فقال: إنها بالخفض حسنة، وقال محمد بن عمر الرومي: حدثني الثقة عن حسين الجعفي قال: قدم علينا أبو عمرو بن العلاء فسألته عن القرآن فوجدته به عالما، فسألته عن شيء قرأ به الأعمش واستشنعته: "وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيِّ" بالجر فقال جائزة، قال: فلما أجازها أبو عمرو، وقرأ بها الأعمش أخذت بها قال: وهي عند أهل الأعراب ليست بذاك، فهذا معنى قول الناظم: مع ولد العلا؛ يعني: أن أبا عمرو حكى هذه اللغة ونقلها، وعلى ضعفها وشذوذها قد وجهها العلماء بوجهين أحدهما أن ياء الإضافة شبهت بهاء الضمير التي توصل بواو إذا كانت مضمومة وبياء إذا كانت مكسورة وتكسر بعد الكسر والياء الساكنة، ووجه المشابهة أن الياء ضمير كالهاء كلاهما على حرف واحد يشترك في لفظه النصب والجر، وقد وقع قبل الياء هنا ياء ساكنة فكسرت كما تكسر الهاء في عليه وبنو يربوع يصلونها بياء كما يصل ابن كثير نحو عليه بياء، وحمزة كسر هذه الياء من غير صلة؛ لأن الصلة ليست من مذهبه، ومعنى المصرخ المغيث، وأصل "مصرخيّ": مصرخيني
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/296]
حذفت النون للإضافة فالتقت الياء التي هي علامة الجر مع ياء الإضافة فأدغمت فيها، وتوجيه هذه اللغة بهذا الوجه هو الذي اعتمد عليه أبو علي في كتاب الحجة فقال: وجه ذلك من القياس أن الياء ليست تخلو من أن تكون في موضع نصب أو جر فالياء في النصب والجر كالهاء فيهما وكالكاف في: أكرمتك وهذا لك، فكما أن الهاء قد لحقتها الزيادة في هذا لهو وضربهو، ولحق الكاف أيضا الزيادة في قول من قال: أعطيتكاه وأعطيتكيه فيما حكاه سيبويه وهما أختا الياء ولحقت التاء الزيادة في نحو قول الشاعر:
رميتيه فأصميت،.. وما أخطأت الرميهْ
كذلك ألحقوا الياء الزيادة من المد فقالوا في ثم حذفت الياء الزائدة على الياء كما حذفت الزيادة من الهاء في قول من قال: له أرقان، وزعم أبو الحسن أنها لغة.
قلتُ: ليس التمثيل بقوله: له أرقان مطابقا لمقصوده؛ فإن الهاء ساكنة حذفت حركتها مع حذف صلتها، وليس مراده إلا حذف الصلة فقط فالأولى لو كان مثل بنحو: عليه وفيه، ثم قال أبو علي: وكما حذفت الزيادة من الكاف فقيل: أعطيتكه وأعطيتكيه كذلك حذفت الياء اللاحقة للياء كما حذفت من أختها وأقرت الكسرة التي كانت تلي الياء المحذوفة فبقيت الياء على ما كانت عليه من الكسر قال: فإذا كانت هذه الكسرة في الياء على هذه اللغة وإن كان غيرها أفشى منها وعضده من القياس ما ذكرنا لم يجز لقائل أن يقول: إن القراءة بذلك لحن؛ لاستقامة ذلك في السماع والقياس وما كان كذلك لا يكون لحنا. قلتُ: فهذا معنى قول الشاطبي -رحمه الله: كها وصل؛ أي: نزلت الياء في: "بِمُصْرِخِيّ" منزلة هاء
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/297]
الضمير الموصلة بحرف المد، فوصلت هذه الياء أيضا بما يليق بها وهو الياء ثم حذفت الصلة منها كما تحذف من الهاء، الوجه الثاني أشار إليه الناظم بقوله: أو للساكنين؛ أي: أو يكون الكسر في: "بِمُصْرِخِيَّ"؛ لأجل التقاء الساكنين، وذلك بأن تقدر ياء الإضافة ساكنة، وقبلها ياء الإعراب ساكنة أيضا، ولم يمكن تحريكها؛ لأنها علامة الجر، ولأنها مدغمة في الثانية، فلزم تحريك ياء الإضافة، فكسرت تحريكا لها بما هو الأصل في التقاء الساكنين وهذا الوجه نبه عليه الفراء أولا، وتبعه فيه الناس، قال الزجاج: أجاز الفراء على وجه ضعيف الكسر؛ لأن أصل التقاء الساكنين الكسر قال الفراء: ألا ترى أنهم يقولون: لم أره منذ اليوم ومذ اليوم، والرفع في الذال هو الوجه؛ لأنه أصل حركة منذ، والخفض جائز، فكذلك الياء من: "بِمُصْرِخِيِّ" خفضت ولها أصل في النصب، قال الزمخشري: كأنه قدر ياء الإضافة ساكنة ولكنه غير فصيح؛ لأن ياء الإضافة لا تكون إلا مفتوحة حيث قبلها ألف في نحو: "عَصَايَ" فما بالها وقبلها ياء، وقال بعضهم: كسرها؛ إتباعا للكسرة التي بعدها كما قرأ بعضهم: "الحمدِ لله" بكسر الدال؛ إتباعا لكسر اللام بعدها فكما تقول العرب بعير وشعير ورحيم بكسر أوائلها إتباعا لما بعدها فهذا وجه ثالث، وكلها ضعيفة والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/298]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (798 - .... .... .... .... .... = .... مصرخيّ اكسر لحمزة مجملا
799 - كها وصل أو للسّاكنين وقطرب = حكاها مع القرّاء مع ولد العلا
....
وقرأ حمزة: بِمُصْرِخِيَّ بكسر الياء المشددة، وقرأ غيره بفتحها. وقوله (مجملا) حال من فاعل اكسر أي اكسرها حال كونك آتيا بالقول الجميل والتعليل الحسن في قراءتها، وقد ذكر الناظم لقراءة حمزة توجيهين:
الأول: أن هذه الياء كهاء الوصل؛ أي الضمير، وهاء الضمير تكسر بعد الكسر نحو بِهِ* أو الياء الساكنة نحو عَلَيْهِ* ووجه المشابهة: أن الياء ضمير كالهاء كلاهما على حرف واحد، وقد وقع قبل الياء هنا ياء ساكنة فكسرت كما تكسر الهاء في عليه. ومعنى المصرخ: المغيث وأصل بِمُصْرِخِيَّ مصرخيني حذفت النون للإضافة، فالتقت الياء التي هي علامة الجمع مع ياء الإضافة وأدغمت فيها، وكسرت ياء الإضافة لوقوعها بعد ساكن، وهذا معنى قوله (كها وصل).
الوجه الثاني: أن يكون كسرها لالتقاء الساكنين وذلك بأن تقدر ياء الإضافة ساكنة وقبلها ياء الإعراب ساكنة، فكسرت ياء الإضافة على ما هو الأصل في التخلص من التقاء الساكنين، وهذا معنى قول الناظم (أو للساكنين) قالوا: وهي لغة بني يربوع حكاها عنهم قطرب والفراء وأبو عمرو بن العلاء). [الوافي في شرح الشاطبية: 302]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (139- .... .... .... .... .... = وَفُزْ مُصْرِخِيِّ افْتَحْ .... .... ). [الدرة المضية: 31]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: وفز مصرخي افتح أي قرأ مرموز (فا) فز وهو خلف{بمصرخي} [22] بفتح الياء المشددة كالآخرين فاتفقوا). [شرح الدرة المضيئة: 156]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: بِمُصْرِخِيَّ فَقَرَأَ حَمْزَةُ بِكَسْرِ الْيَاءِ، وَهِيَ لُغَةُ بَنِي يَرْبُوعٍ، نَصَّ عَلَى ذَلِكَ قُطْرُبٌ وَأَجَازَهَا هُوَ وَالْفَرَّاءُ، وَإِمَامُ اللُّغَةِ وَالنَّحْوِ وَالْقِرَاءَةِ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ، وَقَالَ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ مَعْنٍ النَّحْوِيُّ: هِيَ
[النشر في القراءات العشر: 2/298]
صَوَابٌ، وَلَا عِبْرَةَ بِقَوْلِ الزَّمَخْشَرِيِّ، وَغَيْرِهِ مِمَّنْ ضَعَّفَهَا، أَوْ لَحَّنَهَا فَإِنَّهَا قِرَاءَةٌ صَحِيحَةٌ اجْتَمَعَتْ فِيهَا الْأَرْكَانُ الثَّلَاثَةُ، وَقَرَأَ بِهَا أَيْضًا يَحْيَى بْنُ رِئَابٍ وَسُلَيْمَانُ بْنُ مِهْرَانَ الْأَعْمَشُ وَحُمْرَانُ بْنُ أَعْيَنَ وَجَمَاعَةٌ مِنَ التَّابِعِينَ، وَقِيَاسُهَا فِي النَّحْوِ صَحِيحٌ، وَذَلِكَ أَنَّ الْيَاءَ الْأُولَى، وَهِيَ يَاءُ الْجَمْعِ جَرَتْ مَجْرَى الصَّحِيحِ لِأَجْلِ الْإِدْغَامِ فَدَخَلَتْ سَاكِنَةً عَلَيْهَا يَاءُ الْإِضَافَةِ وَحُرِّكَتْ بِالْكَسْرِ عَلَى الْأَصْلِ فِي اجْتِمَاعِ السَّاكِنَيْنِ وَهَذِهِ اللُّغَةُ بَاقِيَةٌ شَائِعَةٌ ذَائِعَةٌ فِي أَفْوَاهِ أَكْثَرِ النَّاسِ إِلَى الْيَوْمِ، يَقُولُونَ مَا فِيِّ كَذَا، يُطْلِقُونَهَا فِي كُلِّ يَاءَاتِ الْإِضَافَةِ الْمُدْغَمِ فِيهَا، فَيَقُولُونَ مَا عَلَيِّ مِنْكَ، وَلَا أَمْرُكَ إِلَيِّ، بَعْضُهُمْ يُبَالِغُ فِي كَسْرَتِهَا حَتَّى تَصِيرَ يَاءً). [النشر في القراءات العشر: 2/299]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة {بمصرخي} [22] بكسر الياء، والباقون بفتحها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 564]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (713- .... ومصرخيّ كسر اليا فخر = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 81]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (شفا) ومصرخيّ كسر اليا (ف) خر = يضلّ فتح الضّمّ كالحجّ الزّمر
قرأ بكسر الياء «مصرخيّ» حمزة، والباقون بفتحها). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 258]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ووافق رويس على الرفع في الابتداء خاصة، وإليه أشار بقوله:
ص:
والإبتدا (غ) ر خالق امدد واكسر = وارفع كفور كلّ والأرض اجرر
(شفا) ومصرخيّ كسر اليا (ف) خر = يضلّ فتح الضّمّ كالحجّ الزّمر
ش: أي: قرأ ذو غين (غر) رويس: الله الذي [إبراهيم: 2] برفع الهاء في (الابتداء) خاصة، وفي الوصل بجرها.
وقرأ [ذو] (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف: ألم تر أن الله خالق السموات والأرض [إبراهيم: 19]، وخالق كل دابة في النور [الآية: 45] بألف بعد الخاء، وكسر اللام والرفع فيهما، وجر الأرض هنا [19] وكلّ [النور: 45] ثمّ،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/402]
والباقون خلق بفتح اللام والقاف بلا ألف، ونصب والأرض [19] وكلّ [النور: 45].
وقرأ ذو فاء (فخر) حمزة: وما أنتم بمصرخيّ [إبراهيم: 22] بكسر (الياء)، والتسعة بفتحها.
وجه خالق: اسم فاعل بمعنى المضي، ورفعه [هناك] خبر المبتدأ وثمّ خبر أنّ [19]؛ فيجب إضافته إلى مفعوله، والسموات مجرور بالإضافة أيضا.
ووجه القصر: جعله ماضيا والسموات مفعوله، وكل نصب مفعول خلق.
ووجه فتح بمصرخيّ: أن أصله: «مصرخين» جمع «مصرخ» [أي:] مغيث، ثم أضيف إلى ياء المتكلم، ولها أصلان: السكون، والفتح، وإذا تعذر أحدهما تعين الآخر، كما هنا حذفت النون للإضافة، وقبلها ياء [الإضافة] ساكنة؛ فتعذر إسكانها؛ لئلا يجتمع ساكنان؛ فتعين الفتح.
وهما مثلان: الأول ساكن غير مد متطرف، والثاني متحرك؛ فتعين الإدغام؛ فصارت مفتوحة مشددة.
ووجه كسرها: أمران:
أحدهما: أن بني يربوع يزيدون على ياء الضمير ياء أخرى صلة لها؛ حملا على هاء الضمير؛ كقوله:
أقبل في ثوبى معافري = بين اختلاط اللّيل والعشيّ
ماض إذا ما همّ بالمضيّ = قال لها هل لك (يا تا فيّ)
قالت له ما أنت بالمرضيّ الشاهد في «يا تا في» وكسروا الياء؛ لمجانسة الصلة.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/403]
ثم حذفت ياء الصلة وبقيت الكسرة دالة على هذه اللغة، وكقوله:
على لعمرو نعمة بعد نعمة = لوالده ليست بذات عقارب
الثاني- وهو تفريع على الإسكان-: أن النون حذفت للإضافة؛ فالتقى ساكنان: ياء الإعراب، وياء المتكلم الساكنة؛ فحرك؛ لتعذر [تحريك] الأول بسبب الإعراب، وليتمكن الإدغام وكانت كسرة؛ لأنه الأصل في الساكنين، ولم يستثقل على الياء؛ لتمحضها بالإدغام، ويحتمل أن الياء كسرت إتباعا لكسرة إنّي [إبراهيم: 22].
وحكى هذه اللغة قطرب، والفراء وأبو عمرو.
وعلل قطرب بالأول، والفراء بالثاني.
وهذه القراءة موافقة للغة العرب كما عرفت، ومتواترة؛ فلا يقدح فيها إلا مخطئ آثم قاصد، والله أعلم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/404] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وفتح ياء الإضافة من "لي عليكم" حفص وحده). [إتحاف فضلاء البشر: 2/167]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "بِمُصْرِخِي" [الآية: 22] فحمزة بكسر الياء وافقه الأعمش لغة بني يربوع، وأجازها قطرب والفراء وإمام النحو واللغة والقراء أبو عمرو بن العلاء،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/167]
وهي متواترة صحيحة، والطاعن فيها غالط قاصر، ونفي النافي لسماعها لا يدل على عدمها، فمن سمعها مقدم عليه إذ هو مثبت، وقرأ بها أيضا يحيى بن وثاب وحمران بن أعين وجماعة من التابعين، وقد وجهت بوجوه منها أن الكسرة على أصل التقاء الساكنين، وأصله مصرخين حذفت النون للإضافة فالتقى ساكنان ياء الإعراب وياء الإضافة، وهي ياء المتكلم وأصلها السكون فكسرت للتخلص من الساكنين، والباقون بفتح الياء؛ لأن الياء المدغم فيها تفتح أبدا). [إتحاف فضلاء البشر: 2/168]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأثبت" ياء "أشركتمون" وصلا أبو عمرو وأبو جعفر وفي الحالين يعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/168]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لي عليكم} [22] قرأ حفص بفتح الياء، والباقون بالإسكان).[غيث النفع: 767]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بمصرخي} قرأ حمزة بكسر الياء، والباقون بالفتح، وقد ضعف بعض النحويين قراءة حمزة، وقد جعلها أبو عبيد غلطا، والزجاج رديئة، والأخفش غير
[غيث النفع: 767]
مسموعة، من جهة أن الياء فيه ياء إضافة، وحكمها الفتح أو السكون، وإذا تعذر أحدهما تعين الآخر، والسكون هنا متعذر، فتعين الفتح.
وإنما تعذر السكون لأن أصل {مصرخي} (مصرخين) جمع (مصرخ) بمعنى: مغيث، أضيف لياء المتكلم، فحذفت النون للإضافة، فاجتماع ياء الإعراب وهي ساكنة وياء الإضافة، فلو سكناها لاجتمع ساكنان، فتعين الفتح، فاجتمع مثلان، الأول ساكن والثاني متحرك، فوجب الإدغام، فصارت ياء مفتوحة مشددة.
ولا عبرة بقولهم، فإنها قراءة متواترة اجتمعت فيها الأركان الثلاثة، وقرأ بها جماعة من التابعين، كالأعمش ويحيى بن وثاب وحمران بن أعين.
[غيث النفع: 768]
وهي لغة بني يربوع، نص على ذلك قطرب وأجازها هو والفراء وإمام النحو والقراءة أبو عمرو بن العلاء، ولها في العربية وجه صحيح، وهو:
- أنه زيد بعد ياء الإضافة ياء ساكنة كما تزاد بعد الضمير في {به} [البقرة: 22] وحذفت تخفيفًا، كما حذفت من {فيه} [البقرة: 2] و{عليه} [البقرة: 37] وبقيت الكسرة دالة عليها.
- وأنه لما التقى ساكنان ياء الإعراب وياء المتكلم وحرك الثاني لتعذر تحريك الأول بسبب الإعراب، حرك بالكسرة على أصل التقاء الساكنين.
فإن قلت: الكسر في الياء ثقيل، فالجواب: أنه لم أدغمت فيها الياء التي قبلها قويت بالإدغام، فأشبهت الحرف الصحيح، فاحتملت الكسر.
[غيث النفع: 769]
- وأن أصلها الفتح، وكسرت إتباعًا لكسرة {إني} وهي لغة تميم، وبعض غطفان يتبعون الأول للثاني للتجانس، وبه قرأ الحسن في (الحمد لله) [الفاتحة: 2] ).[غيث النفع: 770]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أشركتمون} [22] قرأ البصري بإثبات ياء بعد النون في الوصل، والباقون بالحذف مطلقًا).[غيث النفع: 770]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22)}
{وَعَدَكُمْ}
قراءة الجماعة «وعدكم» من الوعد.
وقرئ (واعدكم) بالألف، قال العكبري: «وهو معنى الوعد».
{لِي عَلَيْكُمْ}
قرأ حفص عن عاصم {لي عليكم} بفتح الياء في الوصل.
وقرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير ونافع وعاصم من رواية أبي بكر وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب (لي عليكم) بسكون الياء.
{فَلَا تَلُومُونِي}
قراءة الجماعة {فلا تلوموني} بالتاء على نسق الخطاب قبله في نص الآية.
[معجم القراءات: 4/472]
وقرأ مبشر بن عبيد (فلا يلوموني» بياء الغيبة على الالتفات من الخطاب.
{وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ}
قراءة الجماعة، ورواية إسحاق الأزرق عن حمزة {بمصرخي} بتحريك الياء الثانية بالفتح.
قال مكي:
«..... بفتح الياء، وهو الأمر المشهور المستعمل الفاشي في اللغة، وهو الاختيار، لأن الجماعة عليه؛ ولأنه المعمول به في الكلام.
وعلة ذلك أن ياء الجمع أدغمت فين ياء الإضافة وهي مفتوحة، فبقيت على فتحتها، ويجوز أن يكون قد أدغمت في ياء إضافة وهي ساكنة، ففتحت لالتقاء الساكنين، وكان الفتح أولى بها؛ لأنها أصلها، فردت إلى أصلها عند الحاجة إلى حركتها، وأيضًا فإن الفتح في الياء أخف من الكسر والضم عليها».
قلت: أصلها: بمصرخين، ثم أضيفت ياء المتكلم، فحذفت نون الجمع للإضافة، فاجتمع ياءان: أدغمت الأولى في الثانية، ثم حركت الياء المشددة بالفتح لأجل التضعيف.
وقرأ حمزة ويحيى بن وثاب والأعمش وحمران بن أعين وجماعة
[معجم القراءات: 4/473]
من التابعين (بمصرخي) بكسر الياء، وذكر قطرب أنها لغة في بني يربوع.
تخريج هذه القراءة:
1- عند مكي:
الأصل عنده في «مصرخي» ثلاث ياءات: الأولى ياء الجمع، والثانية: ياء الإضافة، والثالثة ياءٌ زيدت للمد، كما زيدت في «بهي»؛ لأن ياء المتكلم كهاء الغائب.
وقد كان القياس استعمال الياء صلة لياء المتكلم كما فعلوا بهاء الغائب، لكن رفضوا ذلك لثقل الكسرة على الياء.
فالقراءة عند مكي فيها بعد من جهة الاستعمال، وهي حسنة الأصول، لكن الأصل إذا طرح كان استعماله مكروهًا بعيدًا.
2- عند العكبري:
الياء الأولى ياء الجمع، والثانية ضمير المتكلم، ويقرأ بكسرها، وهو ضعيف عنده بسبب الثقل، وفيه وجهان:
[معجم القراءات: 4/474]
أحدهما: أنه كسر على الأصل.
الثاني: أنه أراد صرخي، وهي لغيه يقول أربابها «رميته» «رميتيه» فتتبع الكسرة الياء إشباعًا، إلا أنه في الآية حذف الياء الأخيرة اكتفاء بالكسرة قبلها.
3- ابن الأنباري:
ذهب إلى أنه عدل هنا إلى الكسر، وهو الأصل؛ ليكون مطابقًا الكسرة همزة: {إني كفرت بما أشركتمون}؛ لأنه أراد الوصل دون الوقف، فلما أراد هذا المعنى كان كسر الياء أدل على هذا من فتحها...
موقف العلماء من هذه القراءة:
طعن كثير من النحاة في هذه القراءة، وبيان آرائهم على ما يلي:
الفراء: قال: «... ولعلها من وهم القراء طبقة يحيى بن وثاب، فإنه قل من سلم منهم من الوهم، ولعله ظن أن الباء في (بمصرخي) خافضة للحرف كله، والياء من المتكلم خارجة من ذلك ثم ذكر أنه سمع من العرب كسر الياء من «في» وأنشد بيتًا في هذا.
أبو عبيد:
قال: «نراهم غلطوا، ظنوا أن الباء تكسر لما بعدها».
قلت:
أيجوز مثل هذا على قراء هذه القراءة؟!!
الأخفش:
قال: «وبلغنا أن الأعمش قال (بمصرخي)، فكسره، وهذه لحن لم نسمع بها من أحدٍ من العرب، ولا أهل النحو».
[معجم القراءات: 4/475]
الزجاج:
قال: «وقرأ حمزة والأعشى كذا ! (بمصرخي) بكسر الياء، وهذه القراءة عند جميع النحويين رديئة مرذولة، ولا وجه لها إلا وجه ضعيف ذكره بعض النحويين، وذلك أن ياء الإضافة إذا لم يكن قبلها ساكن حركت إلى الفتح، تقول: هذا غلامي قد جاء،...
ويجوز إسكان الياء لثقل الياء التي قبلها كسرة، فإذا كان قبل الياء ساكن حركت إلى الفتح لا غير؛ لأن أصلها أن تحرك ولا ساكن قبلها، وإذا كان قبلها ساكن صارت حركتها لازمة لالتقاء الساكنين.
ومن أجاز (بمصرخي) بالكسر لزمه أن يقول: هذه عصاي أتوكأ عليها.
وأجاز الفراء على وجه ضعيف الكسر لأن أصل التقاء الساكنين الكسر، وأنشد: رجز للأغلب العجلي:
= قال لها هل لك ياتافي =
= قالت له ما أنت بالمرضي =
وهذا الشعر مما لا يلتفت إليه، وعمل مثل هذا سهل، وليس يعرف قائل هذا الشعر من العرب كذا، ولا هو مما يحتج به في كتاب الله عز وجل»..
أبو جعفر النحاس:
«... قد صار هذا بإجماعٍ لا يجوز، وإن كان الفراء قد نقض هذا وأنشد....
ولا ينبغي أن يحمل كتاب الله عز وجل على الشذوذ».
[معجم القراءات: 4/476]
الزمخشري:
«.. وهي ضعيفة، واستشهدوا لها ببيت مجهول...، وكأنه قدر ياء الإضافة ساكنة، وقبلها ياء ساكنة فحركها بالكسر لما عليه أصل التقاء الساكنين، ولكنه غير صحيح؛ لأن ياء الإضافة لا تكون إلا مفتوحة...».
رد كلام النحويين:
الطوسي:
«قال أبو علي: قال الفراء في كتابه في التصريف:
قرأ به الأعمش ويحيى بن وثاب قال: وزعم القاسم بن معن أنه صواب، وكان ثقة بصيرًا، وزعم قطرب أنه لغة في بني يربوع يزيدون على ياء الإضافة ياءً...».
ابن الأنباري:
على أن كسرة ياء المتكلم لغة لبعض العرب، حكاه أبو علي قطرب».
القشيري النص من القرطبي:
قال «الذي يغني عن هذا أي عن خبر قطرب أن ما يثبت بالتواتر عن النبي فلا يجوز أن يقال فيه: هو خطأ، أو قبيح، أو رديء، بل هو في القرآن فصيح، وفيه ما هو أفصح منه، فلعل هؤلاء أرادوا أن غير هذا الذي قرأ به حمزة أفصح».
الشهاب الخفاجي:
«وقد طعن في هذه القراءة الزجاج رحمه الله، واستضعفها تبعًا للفراء، وتبعه الزمخشري، والمصنف أي البيضاوي رحمه الله والإمام، وهو وهم منهم فإنها قراءة متواترة عن السلف والخلف،
[معجم القراءات: 4/477]
فلا يجوز أن يقال إنها خطأ أو قبيحة، وقد وجهت بأنها لغة بني يربوع كما نقله قطرب وأبو عمرو ونحاة الكوفة، فإنهم يكسرون ياء المتكلم إذا كان قبلها ياء أخرى، ويوصلونها بياء كعلى ولدي، وقد يكتفون بالكسرة.....».
وتعقب الزمخشري وغيره إلى أن قال: «فقد علمت من هذا صحة هذه القراءة، وأنها لغة فصيحة، وقد تكلم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث بدء الوحي فلا وجه لإنكارها..».
أبو حيان الأندلسي:
ذكر أبو حيان طعن النحاة في هذه القراءة، وختم ذلك بحديث الزمخشري، ثم شرع يرد عليه ما ذهب إليه في هذه القراءة قال:
«أما قوله: «واستشهدوا لها ببيت مجهول».
قد ذكره غيره أنه للأغلب العجلي، وهي لغة باقية في أفواه كثير من الناس إلى اليوم يقول القائل:
«ما في أفعل كذا، بكسر الياء.
وأما التقدير الذي قال فهو توجيه الفراء، ذكره عنه الزجاج.
وأما قوله: «لأن ياء الإضافة» إلخ قد روي سكون الياء بعد الألف، قرأ بذلك القراء نحو: «محياي».
وما ذهب إليه كثير من النحاة لا ينبغي أن يلتفت إليه، واقتفى آثارهم فيها الخلف فلا يجوز أن يقال فيها: إنها خطأ، أو قبيحة أو رديئة، وقد نقل جماعة من أهل اللغة أنها لغة، لكنه قل استعماله، ونص قطرب على أنها لغة في بني يربوع.
[معجم القراءات: 4/478]
وقال القاسم بن معن، وهو من رؤساء النحويين الكوفيين، هي صواب، وسأل حسين الجعفي أبا عمرو بن العلاء وذكر تلحين أهل النحو، فقال: «هي جائزة».
وقال أيضًا أي أبو عمرو: لا تبال إلى أسفل حركتها أو إلى فوق»، وعنه أنه قال: «هي بالخفض حسنة»، وعنه أيضًا أنه قال: «هي جائزة، وليست عند الإعراب بذلك».
ولا التفات إلى إنكار أبي حاتم على أبي عمرو وتحسينها، فأبو عمرو إمام نحو وإمام قراءة وعربي صريح، وقد أجازها وحسنها...».
وقرأ يعقوب في الوقف بهاء السكت (بمصرخيه).
وقراءة الجماعة {بمصرخي} بسكون الياء.
{أَشْرَكْتُمُونِ}
قرأ (أشركتموني) بإثبات الياء في الحالين يعقوب وابن شنبوذ عن قنبل وسهل.
وقرأ (اشركتموني) بإثبات الياء في الوصل أبو عمرو وإسماعيل عن نافع وقتيبة عن الكسائي وأبو جعفر وابن جماز واليزيدي والحسن.
وقراءة الباقين «أشركتمون» بحذف الياء في الحالين وهو الموافق للرسم.
وهي رواية المسيبي وورش وغيرهما عن نافع).[معجم القراءات: 4/479]

قوله تعالى: {وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ (23)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" الحسن "وأدخل الذين" برفع اللام مضارعا). [إتحاف فضلاء البشر: 2/168]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ (23)}
{وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آَمَنُوا}
قراءة الجمهور {وأدخل...} ماضية مبنيًا للمفعول، وهو معطوف على {برزوا}.
وقرأ الحسن وعمرو بن عبيد (وأدخل...) بهمزة المتكلم، مضارع «أدخل»، والفاعل الله، قالوا: هو على الاستقبال والاستئناف.
والنص عند ابن خالويه: (وأدخلوا الذين آمنوا) برفع اللام الحسن وعمرو بن عبيد، وقال ابن خالويه: هي ألف المخبر عن نفسه: «أدخل أنا».
وهو تحريف ونبه المحقق لهذا فقال: الصواب: وأدخل.
وقرئ «وأدخل... دخل» أي أدخل الله، وهي مروية عن أبي البرهسم وكرداب).[معجم القراءات: 4/480]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 09:18 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة إبراهيم

[من الآية ( 24) إلى الآية ( 27) ]
{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27)}

قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( [(كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ)] بكسر الكاف وإسكان اللام فيهما اللؤلوي عن أَبِي عَمْرٍو). [الكامل في القراءات العشر: 581] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24)}
{كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً}
قراءة الجماعة {... كلمة طيبة} بالنصب: كلمة: بدل من
[معجم القراءات: 4/480]
وطيبة: نعت، وكشجرة: نعت ثان لها.
وذكر الشهاب أنه يجوز أن تكون «كلمة» منصوبة بفعل مضمر وهو «جعل»، ومثل هذا عند الزمخشري.
وقرأ بعض القراء (... كلمة طيبة) بالرفع.
كلمة: محلها الرفع على الابتداء، وجاز الابتداء بالنكرة بسبب الوصف بعدها «طيبة».
وقوله: كشجرة... خبر هذا المبتدأ.
وذهب الشهاب إلى جواز أن تكون: كلمة، خبر مبتدأ محذوف، وكشجرة: صفة أخرى.
{أَصْلُهَا ثَابِتٌ}
قراءة الجماعة {أصلها ثابت} مبتدأ وخبر.
وقرأ أنس بن مالك (... ثابتٍ أصلها) ثابت: صفة للشجرة، وأصلها فاعل به.
قال الزمخشري:
«فإن قلت: أي فرق بين القراءتين: قلت: قراءة الجماعة أقوى معنی؛ لأنه في قراءة أنس أجريت الصفة على الشجرة، وإذا قلت: مررت برجلٍ أبوه قائم فهو أقوى من قولك: مررت برجل قائم أبوه؛ لأن المخبر عنه إنما هو الأب لا رجل».
وبسط هذا من قبله ابن جني في المحتسب بخير بيان، فارجع إليه ولا يفوتنك العلم به).[معجم القراءات: 4/481]

قوله تعالى: {تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ أُكُلَهَا فِي الْبَقَرَةِ عِنْدَ هُزُوًا وَخَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ أَيْضًا). [النشر في القراءات العشر: 2/299] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({أكلها} [25]، و{خبيثةٍ اجتثت} [26] ذكرا في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 564] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "أكلها" بسكون الكاف نافع وابن كثير وأبو عمرو، ومر بالبقرة ككسر تنوين "خبيثة أجتثت" لقنبل وابن ذكوان بخلفهما وأبي عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/168]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أكلها} [25] قرأ الحرميان والبصري بإسكان الكاف، والباقون بالضم).[غيث النفع: 770]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25)}
{تُؤْتِي}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني (توتي) بإبدال الهمزة واوًا.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وقراءة الجماعة بالهمز {تؤتي}.
{أُكُلَهَا}
قرأ عاصم وحمزة والكسائي وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب {أكلها} بضم الكاف، وهي لغة الحجاز.
وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن محيصن والحسن واليزيدي (أكلها)، بسكون الكاف للتخفيف، وهي لغة تميم.
وتقدم مثل هذا في الآية /265 من سورة البقرة.
{الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ}
إدغام اللامفي اللام وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
{لِلنَّاسِ}
رواية الدوري عن أبي عمرو بالإمالة بخلاف عنه، فالإمالة الكبرى عن أبي طاهر عن أبي الزعراء عنه، وروى فتحه عنه سائر أهل الأداء.
قال في النشر: «والوجهان صحيحان عندنا من رواية الدوري قرأنا بهما، وبهما نأخذ، ووافقه اليزيدي، والباقون على الفتح».
وتقدمت الإمالة في سورة البقرة في الآيات /8، 94، 96، ولكن لم يبسط القول في الخلاف كالذي هنا). [معجم القراءات: 4/482]

قوله تعالى: {وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (اجتثت) [26]: بكسر التاء العمري). [المنتهى: 2/776]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَمَثَلُ كَلِمَةٍ) نصب ابن أبي عبلة، الباقون رفع وهو الاختيار على الابتداء). [الكامل في القراءات العشر: 580]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( [(كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ)] بكسر الكاف وإسكان اللام فيهما اللؤلوي عن أَبِي عَمْرٍو). [الكامل في القراءات العشر: 581] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ أُكُلَهَا فِي الْبَقَرَةِ عِنْدَ هُزُوًا وَخَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ أَيْضًا). [النشر في القراءات العشر: 2/299] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ إِمَالَةُ قَرَارٍ وَالْبَوَارِ وَالْقَهَّارُ فِي بَابِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/299] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({أكلها} [25]، و{خبيثةٍ اجتثت} [26] ذكرا في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 564] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({من قرارٍ} [26]، {البوار} [28]، و{القهار} [48] ذكر في الإمالة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 565] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم إظهار خبيثة اجتثّت [إبراهيم: 26]، وإمالة عصاني [إبراهيم: 36] للكسائي). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/406] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "مِنْ قَرَار" [الآية: 26] أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والكسائي وكذا خلف وبالصغرى الأزرق، وأما حمزة فعنه الكبرى والصغرى من روايتيه والفتح من رواية خلاد، وبه قرأ الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 2/168]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {خبيثة اجتثت} [26] قرأ ابن ذكوان بخلف عنه، والبصري وعاصم وحمزة بكسر تنوين {خبيثة} وصلاً، والباقون بضمه، وهو الطريق الثاني لابن ذكوان).[غيث النفع: 770]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26)}
قراءة الجماعة {ومثل...} بالرفع على الابتداء، وخبره: كشجرة.
وقرئ (ومثل..) بالنصب عطفًا على (كلمة طيبة) في الآية / 24، وأنت قريب العهد بتخريجها.
قال الفراء: «ولو نصب المثل تريد: وضرب الله مثل كلمة خبيثة» كذا! ولم يأت الجواب عنده على عادته، والتقدير: لكان صوابًا.
وقرأ أبي بن كعب «وضرب الله مثلا كلمة خبيثة؟).
وذكر الفراء هذه القراءة هنا وفي سورة النحل على ما يلي:
(وضرب مثلًا كلمة خبيثة)، فلم يثبت لفظ الجلالة.
وجاءت قراءة أبي عند ابن خالويه في مختصره «وضرب الله مثلًا كلمة مثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثه».
وجاءت القراءة في إعراب النحاس عن أبي (وضرب مثل كلمة خبيثةٍ».
{كَلِمَةٍ}
قرأ أحمد بن موسى وخالد عن أبي عمرو (كلمه) بسكون اللام للتخفيف.
وهي عند الجماعة {كلمة} بكسر اللام.
[معجم القراءات: 4/483]
{كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ}
قرأ أبو عمرو وعاصم وحمزة وابن شنبوذ عن قنبل ويعقوب والنقاش عن الأخفش عن ابن ذكوان (... خبيثتن اجتثت) بكسر التنوين في الوصل، بسبب التقاء الساكنين: سكون التنوين وسكون همزة الوصل.
وقرأ ابن عامر وابن كثير ونافع وحمزة ومجاهد عن قنبل وأبو جعفر المدني وابن ذكوان من طريق الصوري (... خبيثين اجتثت) بضم التنوين، وهو من باب إتباع حركته حركة الهمزة بعده، فهي مضمومة؛ لأن الفعل مبني للمفعول.
قال الداني:
«... واستثنى ابن ذكوان من ذلك التنوين خاصة فكسره حاشا
حرفين: {برحمة ادخلوا} الأعراف/49، و{خبيثة اجتثت}، هذه رواية محمد بن الأخرم عن الأخفش عنه، وروى عنه النقاش وغيره بكسر ذلك حيث وقع».
وذكر ابن الجزري أن الوجهين: الضم والكسر، صحيحان عن ابن ذكوان، رواهما غير واحد.
ونقل ابن جني عن الفراء أن بعضهم قرأ: (كشجرة خبيثة اجتثت) بضم التنوين (خبيثة)، وكسر التاء الأولى (اجتثت).
ولقد استعرض معاني القرآن للفراء كلمة كلمة، فلم أجد هذا، فلعل الفراء ساقه في غير هذا الكتاب.
وذكر الصفراوي هذه القراءة للعمري عن أبي جعفر.
[معجم القراءات: 4/484]
وذكر ابن خالويه هذه القراءة لأبي جعفر المدني بمناسبة حديثه عن قراءته في (فمن اضطر) بكسر الطاء قال: «بضم النون وكسر الطاء أبو جعفر المدني، ومثله (اجتثت) بضم الألف وكسر التاء».
{مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ}
أمال لفظ (قرار) أبو عمرو والكسائي وخلف، وهشام في رواية وابن وردان عن أبي جعفر، وأبو الحارث واليزيدي والأعمش والداجوني.
وقراءة الأزرق وورش بين بين.
واختلف عن حمزة وابن ذكوان:
أ- أما حمزة فله الإمالة، وبين بين وهي رواية جمهور المصريين والمغاربة عنه، وله الفتح من رواية خلاد.
ب- وأما ابن ذكوان، فله الإمالة من رواية الصوري، والفتح من طريق الأخفش، وانفرد إسماعيل بن خلف بالرواية بين بين عنه).[معجم القراءات: 4/485]

قوله تعالى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأبدل" الثانية واوا مفتوحة من "ما يشاء ألم" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس). [إتحاف فضلاء البشر: 2/168]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يشآء} وقفه لحمزة وهشام لا يخفى، وهو تام، وفاصلة، بلا خلاف، ومنتهى الربع على المشهور، وقال جماعة {سلام} قبله). [غيث النفع: 770]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27)}
{يُثَبِّتُ}
قراءة الجماعة {يثبت} من «ثبت» المضعف.
وقرئ (يثبت) بالتخفيف من «أثبت»، وهو في معنى المضعف.
{الدُّنْيَا}
تقدمت الإمالة فيه في مواضع، وانظر الآيتين / 85 و114 من سورة البقرة.
{وَفِي الْآَخِرَةِ}
تقدمت القراءات فيه في الآية /4 من سورة البقرة، وهي:
[معجم القراءات: 4/485]
السكت، تحقيق الهمز، نقل الحركة والحذف، ترقيق الراء، إمالة الهاء.
{يَشَاءُ}
إذا وقف حمزة وهشام على {يشاء} أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر، ولهما أيضًا تسهيلها مع المد والقصر).[معجم القراءات: 4/486]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 09:20 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة إبراهيم

[من الآية ( 28) إلى الآية ( 31) ]
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (28) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ (29) وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ (30) قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ (31)}

قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (28)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ إِمَالَةُ قَرَارٍ وَالْبَوَارِ وَالْقَهَّارُ فِي بَابِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/299] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({من قرارٍ} [26]، {البوار} [28]، و{القهار} [48] ذكر في الإمالة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 565] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "البوار" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي، وقلله الأزرق وحمزة من روايتيه كما في الشاطبية وعليه المغاربة
[إتحاف فضلاء البشر: 2/168]
جميعا، والفتح له رواية العراقيين قاطبة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/169]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ووقف على "نعمت" بالهاء ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/169]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (28)}
{يَشَاءُ أَلَمْ }
في حالة وصل آخر الآية السابقة بأول هذه الآية يجتمع هنا همزتان مختلفتا الحركة:
الأولى: من (يشاء) وهي مضمومة.
والثانية: من «ألم» وهي مفتوحة، وفيهما ما يلي:
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس بتحقيق الأولى وإبدال الثانية واوًا مفتوحة (يشاء ولم).
وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وروح وخلف والحسن والأعمش بتحقيقهما (يشاء ألم).
ولا خلاف بين القراء في تحقيق الهمزة الأولى.
{نِعْمَةَ اللَّهِ}
وقف على {نعمت} ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب واليزيدي والحسن وابن محيصن (نعمه) بالهاء، وهي لغة قريش.
ووقف نافع وابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر بالتاء {نعمت}، وهو الموافق للرسم، وهي لغة طي.
وأمال الكسائي الهاء في الوقف (نعمه).
[معجم القراءات: 4/486]
{الْبَوَارِ}
أماله أبو عمرو والدوري عن الكسائي، وابن ذكوان من طريق الصوري، والداجوني.
وقراءة الأزرق وورش بين بين.
وعن حمزة وجهان:
أ- الفتح كالجماعة من رواية العراقيين قاطبة.
ب. الإمالة المحضة، ذكره أبو معشر الطبري، وأبو علي العطار عن أصحابه عن ابن مقسم عن إدريس.
وقراءة الجماعة بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان).[معجم القراءات: 4/487]

قوله تعالى: {جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ (29)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا)، رفع ابن أبي عبلة، الباقون نصب، وهو الاختيار؛ لأنها بدل من الدار). [الكامل في القراءات العشر: 580]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ألم تر إلى الذين بدلوا}
{وبئس} [29] إبدال همزه لورش وسوسي لا يخفى).[غيث النفع: 772]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ (29)}
{جَهَنَّمَ}
قراءة الجماعة {جهنم} بالنصب، وهو بدل من {دار البوار} في الآية السابقة، أو عطف بيان، فلا يجوز على هذا الوقف على {دار البوار}، وقيل هو منصوب على الاشتغال أي: يصلون جهنم يصلونها...، أو على تقدير: يدخلون جهنم.
وقرأ ابن أبي عبلة (جهنم) بالرفع، ويكون على هذا خبر مبتدأ محذوف: أي: هي جهنم.
قال القرطبي:
«بين أن دار البوار هي جهنم، كما قال ابن زيد، وعلى هذا لا يجوز الوقف على «دار البوار»؛ لأن جهنم منصوبة على الترجمة عن دار البوار، فلو رفعها رافع بإضمار على معني: هي جهنم، أو
[معجم القراءات: 4/487]
بما عاد من الضمير {يصلونها} لحسن الوقف على {دار البوار} وبعد نقل هذا النص عن القرطبي، وقعت عليه في كتاب «إيضاح الوقف والابتداء في كتاب الله عز وجل» لأبي بكر بن بشار الأنباري، ووجدت مثل هذا عند الفراء أيضًا. وكان على القرطبي أن يذكر الفضل لأهله.
{يَصْلَوْنَهَا}
قراءة الأزرق وورش بتغليظ اللام.
وقراءة الجماعة بالترقيق.
{وَبِئْسَ الْقَرَارُ}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والسوسي وورش والأصبهاني بإبدال الهمزة ياء في الوقف والوصل (وبيس القرار).
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
والجماعة على القراءة بالهمز {وبئس القرار} ).[معجم القراءات: 4/488]

قوله تعالى: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ (30)}
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وأبو عمرو: {ليضلوا} (30)، و: {ليضل}: في الحج (9)، ولقمان (6)، والزمر (8): بفتح الياء في الأربعة.
والباقون: بضمها). [التيسير في القراءات السبع: 331]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وأبو عمرو: (ليضلوا) هنا (وليضل) في الحج ولقمان والزمر بفتح الياء في الأربعة، وافقهما رويس [هنا وفي الحج والزمر]، والباقون بضمها). [تحبير التيسير: 425]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (800 - وَضُمَّ كِفَا حِصْنٍ يَضِلُّوا يَضِلَّ عَنْ = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 63]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([800] وضم (كـ)فا (حصن) يضلوا يضل عن = وأفئدة باليا بخلف (لـ)ـه ولا
{وجعلوا لله أندادًا ليضلوا عن سبيله}، وفي الحج: {ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله}، وفي لقمان: {من يشتري لهو الحديث ليضل}، وفي الزمر: {وجعل لله أندادًا ليضل عن سبيله}.
الضم فيهن والفتح، على: أضل وضل.
ووجه الفتح، أن الضلال مما كان حاصلًا عن اتخاذ الأنداد وعن الإعراض في قوله: {ثاني عطفه}، وعن اشتراء لهو الحديث، أشبه العرض الذي هو نتيجة الفعل في قولك: قمت لتكرمني.
والكفاء: النظير والمثل؛ أي: ضم مماثلا لحصن). [فتح الوصيد: 2/1041]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([800] وضم كفا حصنٍ يضلوا يضل عن = وأفئدةً باليا بخلفٍ له ولا
ب: (الكفى): الكفؤ، (الولا): النصر.
[كنز المعاني: 2/359]
ح: (ضم): أمر، (كفى): نصب على الحال، أضيفت إلى (حصن) قصرت ضرورة، (يضلوا) مفعول (ضم)، (يضل عن): عطف بحذف العاطف، أفئدةً: مبتدأ، (باليا): حال، (له ولا): خبر ومبتدأ، والجملة: خبر الأول.
ص: قرأ ابن عامر والكوفيون ونافع: {ليضلوا عن سبيله} هنا [30]، و{ليضل عن سبيل الله} في الحج [9]، ولقمان [6]، و{ليضلوا عن سبيله} في الزمر [8] بضم الياء من الإضلال، والباقون: بفتحها من الضلال، وأشار إلى قوة قراءة الضم بقوله: (كُفى حصنٍ).
وقرأ هشام بخلاف عنه: (فاجعل أفئيدةً من الناس) [37] بياء بعد الهمزة بوزن: (أفعيلة)، نص على ذلك الحلوني، ووجهه: إشباع الكسر، وهو: أن يزيد في الحركة حتى يبلغ بها الحرف الذي أخذت منه، والباقون: بحذف
[كنز المعاني: 2/360]
الياء، نحو: (أعمدة)، و(أجربة)، وهو القياس). [كنز المعاني: 2/361] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (800- وَضُمَّ "كِـ"ـفَا "حِصْنٍ" يَضِلُّوا يَضِلَّ عَنْ،.. وَأَفْئِدَةً بِاليَا بِخُلْفٍ "لَـ"ـهُ وَلا
الكفا بكسر الكاف: النظير والمثل؛ أي: ضم مماثلا لحصن فهو في موضع نصب على الحال وهو ممدود قصره ضرورة كما قصر الهاء في قوله في البيت السابق: كـ "ها" وصل يريد ضموا الياء من: {لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ} من: {لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} في الحج ولقمان، و{لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ} في الزمر، ووجه القراءتين ظاهر). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/299]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (800 - وضمّ كفا حصن يضلّوا يضلّ عن = وأفئيدة باليا بخلف له ولا
قرأ ابن عامر ونافع والكوفيون بضم الياء في: لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ هنا، ثانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ في الحج، وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ
[الوافي في شرح الشاطبية: 302]
اللَّهِ في لقمان، وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْداداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ بالزمر، فتكون قراءة ابن كثير وأبي عمرو بفتح الياء في الأربعة). [الوافي في شرح الشاطبية: 303]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (139 - يَضِلُّ اضْمُمَنْ لُقْمَانَ حُزْ غَيْرُهَا يَدٌ = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 31]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):- يضل اضممًا لقمان (حـ)ـز غيرها (يـ)ـدٌ = و(فـ)ـز مصرخي افتح على كذا (حـ)ـلا
ش - أي قرأ مرموز (حا) حز وهو يعقوب {ليضل عن سبيل الله} [6] في سورة لقمان بضم الياء من الإضلال كالآخرين فاتفقوا وقوله: غيرها يد أي روي المرموز له (بيا) يد وهو روح بضم الياء في غير لقمان وهو {ليضلوا عن سبيله} [30] هنا و{ليضل عن سبيل الله} [9] في الحج و{ليضل عن سبيله} [8] في الزمر وعلم من الوفاق لأبي جعفر وخلف، كذلك ولرويس في غير لقمان بالفتح من الضلال فتحصل مما ذكر أنروحًا يضم في الأربعة كأبي جعفر وخلف ورويس في لقمان فقط). [شرح الدرة المضيئة: 156]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ هُنَا وَفِي الْحَجِّ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فِي لُقْمَانَ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ، وَفِي الزُّمَرِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو بِفَتْحِ الْيَاءِ فِي الْأَرْبَعَةِ (وَاخْتُلِفَ) عَنْ رُوَيْسٍ، فَرَوَى التَّمَّارُ مِنْ كُلِّ طُرُقِهِ إِلَّا طَرِيقَ أَبِي الطَّيِّبِ كَذَلِكَ هُنَا وَالْحَجِّ وَالزُّمَرِ، وَمِنْ طَرِيقِ أَبِي الطَّيِّبِ بِعَكْسِ ذَلِكَ بِفَتْحِ الْيَاءِ فِي لُقْمَانَ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ، وَفِي الزُّمَرِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو بِفَتْحِ الْيَاءِ فِي الْأَرْبَعَةِ (وَاخْتُلِفَ) عَنْ رُوَيْسٍ، فَرَوَى التَّمَّارُ مِنْ كُلِّ طُرُقِهِ إِلَّا طَرِيقَ أَبِي الطَّيِّبِ كَذَلِكَ هُنَا وَالْحَجِّ وَالزُّمَرِ، وَمِنْ طَرِيقِ أَبِي الطَّيِّبِ بِعَكْسِ ذَلِكَ بِفَتْحٍ فِي لُقْمَانَ وَبِضَمٍّ فِي الْبَاقِي، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالضَّمِّ فِيهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/299]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو {ليضلوا عن سبيله} [30]، وفي الحج [9] {ليضل عن سبيل الله}، وفي لقمان [6] {ليضل عن سبيل الله}، وفي الزمر [8] {ليضل عن سبيله} بفتح الياء في الأربعة، واختلف عن رويس، فروى التمار من غير طريق أبي الطيب كذلك هنا والحج والزمر، ومن طريق أبي الطيب بالعكس يفتح في لقمان ويضم في الباقي، والباقون بالضم في الأربعة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 565]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (713- .... .... .... .... .... = يضلّ فتح الضّم كالحجّ الزّمر
714 - حبرٌ غنًا لقمان حبرٌ وأتى = عكس رويسٍ .... .... ). [طيبة النشر: 81]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (يضل) يريد قوله تعالى «ليضلوا عن سبيله» هنا «ليضل عن سبيل الله» في الحج «وجعل لله أندادا ليضل» بالزمر بفتح ضم الياء ابن كثير وأبو عمرو ورويس كما سيأتي في البيت على أنه مضارع فعل اللازم.
(حبر) (غ) نا لقمان (حبر) وأتى = عكس رويس واشبعن أفئدتا
أي قرأ ابن كثير وأبو عمرو بفتح ضم «ليضل عن سبيل الله» في لقمان قوله: (وأتى عكس رويس) أي ورد عن رويس روايتان الأولى ما تقدم، والثانية عكس ذلك بفتح الياء في لقمان وبالضم في الثلاث، والباقون بضم الأربعة على أنه مضارع أضل). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 258]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ووافق رويس على الرفع في الابتداء خاصة، وإليه أشار بقوله:
ص:
والإبتدا (غ) ر خالق امدد واكسر = وارفع كفور كلّ والأرض اجرر
(شفا) ومصرخيّ كسر اليا (ف) خر = يضلّ فتح الضّمّ كالحجّ الزّمر
ش: أي: قرأ ذو غين (غر) رويس: الله الذي [إبراهيم: 2] برفع الهاء في (الابتداء) خاصة، وفي الوصل بجرها.
وقرأ [ذو] (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف: ألم تر أن الله خالق السموات والأرض [إبراهيم: 19]، وخالق كل دابة في النور [الآية: 45] بألف بعد الخاء، وكسر اللام والرفع فيهما، وجر الأرض هنا [19] وكلّ [النور: 45] ثمّ،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/402]
والباقون خلق بفتح اللام والقاف بلا ألف، ونصب والأرض [19] وكلّ [النور: 45].
وقرأ ذو فاء (فخر) حمزة: وما أنتم بمصرخيّ [إبراهيم: 22] بكسر (الياء)، والتسعة بفتحها.
وجه خالق: اسم فاعل بمعنى المضي، ورفعه [هناك] خبر المبتدأ وثمّ خبر أنّ [19]؛ فيجب إضافته إلى مفعوله، والسموات مجرور بالإضافة أيضا.
ووجه القصر: جعله ماضيا والسموات مفعوله، وكل نصب مفعول خلق.
ووجه فتح بمصرخيّ: أن أصله: «مصرخين» جمع «مصرخ» [أي:] مغيث، ثم أضيف إلى ياء المتكلم، ولها أصلان: السكون، والفتح، وإذا تعذر أحدهما تعين الآخر، كما هنا حذفت النون للإضافة، وقبلها ياء [الإضافة] ساكنة؛ فتعذر إسكانها؛ لئلا يجتمع ساكنان؛ فتعين الفتح.
وهما مثلان: الأول ساكن غير مد متطرف، والثاني متحرك؛ فتعين الإدغام؛ فصارت مفتوحة مشددة.
ووجه كسرها: أمران:
أحدهما: أن بني يربوع يزيدون على ياء الضمير ياء أخرى صلة لها؛ حملا على هاء الضمير؛ كقوله:
أقبل في ثوبى معافري = بين اختلاط اللّيل والعشيّ
ماض إذا ما همّ بالمضيّ = قال لها هل لك (يا تا فيّ)
قالت له ما أنت بالمرضيّ الشاهد في «يا تا في» وكسروا الياء؛ لمجانسة الصلة.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/403]
ثم حذفت ياء الصلة وبقيت الكسرة دالة على هذه اللغة، وكقوله:
على لعمرو نعمة بعد نعمة = لوالده ليست بذات عقارب
الثاني- وهو تفريع على الإسكان-: أن النون حذفت للإضافة؛ فالتقى ساكنان: ياء الإعراب، وياء المتكلم الساكنة؛ فحرك؛ لتعذر [تحريك] الأول بسبب الإعراب، وليتمكن الإدغام وكانت كسرة؛ لأنه الأصل في الساكنين، ولم يستثقل على الياء؛ لتمحضها بالإدغام، ويحتمل أن الياء كسرت إتباعا لكسرة إنّي [إبراهيم: 22].
وحكى هذه اللغة قطرب، والفراء وأبو عمرو.
وعلل قطرب بالأول، والفراء بالثاني.
وهذه القراءة موافقة للغة العرب كما عرفت، ومتواترة؛ فلا يقدح فيها إلا مخطئ آثم قاصد، والله أعلم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/404] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
(حبر) (غ) نا لقمان (حبر) وأتى = عكس رويس واشبعن أفئدتا
(ل) ى الخلف وافتح لتزول ارفع (ر) ما = ... ... ... ...
ش: أي: قرأ مدلول (حبر) ابن كثير وأبو عمرو وغين (غنا) رويس ليضلوا عن سبيله هنا [إبراهيم: 30]، وليضل عن سبيل الله بالحج [الآية: 9]، وو جعل لله أندادا ليضل بالزمر [الآية: 8]- بفتح ياء الثلاث على أنه مضارع «ضل» [اللازم].
وكذلك قرأ (حبر) لهو الحديث ليضل في (لقمان) [الآية: 6]، وقوله: (وأتى
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/404]
[عكس)، أي: ورد عن رويس] روايتان:
الأولى: ما تقدم، وهو رواية التمار من كل طرقه إلا من طريق أبي الطيب.
والثانية: طريق أبي الطيب، عكس ذلك: بفتح الياء في لقمان، وبضمها في الثلاث.
وقرأ الباقون بضم الأربع على أنه مضارع «أضل»، وعليها قوله [تعالى]: وأضلّوا كثيرا وضلّوا [المائدة: 77].
واختلف عن ذي لام (لى) هشام في فاجعل أفئدة من النّاس تهوي إليهم [إبراهيم: 37]:
فروى عنه الحلواني من طرقه بياء بعد الهمزة هنا خاصة.
وهي من رواية العباس بن الوليد عن أصحابه عن ابن عامر.
قال الحلواني عن هشام: هو من الوفود، فإن كان قد سمع على غير قياس، وإلا فهو لغة المشبعين [من] العرب الذين يقولون: الدراهيم، والصياريف، وليست ضرورة، بل لغة مستعملة.
قال ابن مالك: معروفة، وجعل منها قولهم: «بينا زيد قائم جاء عمرو»، أي: بين أوقات قيام زيد، وأشبعت فتحة النون؛ فتولدت الألف.
وحكى الفراء: أن من العرب من يقول: أكلت لحما شاة ورواها [عن هشام] مع الحلواني أبو العباس البكراوي شيخ ابن مجاهد [ورواها مع هشام عن ابن عامر العباس بن الوليد وغيره].
ورواها سبط الخياط عن الأخفش عن هشام، وعن الداجوني عن أصحابه عن هشام.
قال: ما رأيته منصوصا في «التعليق» قرأت به على الشريف. انتهى.
وأطلق أبو العلاء الخلاف عن جميع أصحاب هشام.
وروى الداجوني من أكثر الطرق عن أصحابه وسائر أصحاب هشام عنه بغير ياء، وكذلك قرأ الباقون.
وقرأ ذو راء (رم) الكسائي وإن كان مكرهم لتزول منه [إبراهيم: 46] بفتح اللام
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/405]
الأولى ورفع الأخيرة، والتسعة بكسر الأولى ونصب الأخيرة.
وجه الفتح: جعل أنّ مخففة من الثقيلة، واللام الأولى هي الفارقة بين المخففة والنافية، والفعل مرفوع.
ووجه الكسر: جعل أنّ نافية ك «ما» واللام للجحود والفعل منصوب بـ «أن» مضمرة بعدها نحو: وما كان الله ليطلعكم على الغيب [آل عمران: 179] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/406] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف "لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِه" [الآية: 30] وفي [الحج الآية: 9] "لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّه" [وفي لقمان الآية: 6] "لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّه" وفي [الزمر الآية: 8] "لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِه". فابن كثير وأبو عمرو بفتح الياء في الأربعة، وقرأ رويس كذلك في غير لقمان من غير طريق أبي الطيب، وروى عنه أبو الطيب بعكس ذلك، ففتح الياء في لقمان وضمها في الباقي، وافقهم ابن محيصن واليزيدي في الأربعة، والحسن في الزمر، والباقون بالضم في الأربعة من أضل رباعيا، واللام للجر مضمرة أن بعدها، وهي للعاقبة حيث كان مآلهم إلى ذلك، أو للتعليل). [إتحاف فضلاء البشر: 2/169]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ليضلوا} [30] قرأ المكي والبصري بفتح الياء، والباقون بالضم).[غيث النفع: 772]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ (30)}
{لِيُضِلُّوا}
قرأ ابن كثير وأبو عمرو ورويس عن يعقوب وابن محيصن واليزيدي (ليضلوا) بفتح الياء، وهو من «ضل»، وهو لازم، أي ليضلوا بأنفسهم، واللام للعاقبة.
وقرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وأبو
[معجم القراءات: 4/488]
الطيب عن رويس عن يعقوب (ليضلوا) بضم الياء من «أضل»، أي ليضلوا غيرهم، واللام لام العاقبة.
{مَصِيرَكُمْ}
قراءة الأزرق وورشبترقيق الراء.
وقراءة الجماعة بالتفخيم.
{إِلَى النَّارِ}
أماله أبو عمرو والدوري عن الكسائي واليزيدي، وابن ذكوان من طريق الصوري.
والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
والجماعة على الفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
وتقدم هذا، أنظر الآية/39 من سورة البقرة، والآية/16 من سورة آل عمران).[معجم القراءات: 4/489]

قوله تعالى: {قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ (31)}
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وأبو عمرو: {لا بيع فيه ولا خلال} (31): بالنصب، من غير تنوين.
والباقون: بالرفع، والتنوين). [التيسير في القراءات السبع: 331]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (لا بيع فيه ولا خلال) قد ذكر في البقرة). [تحبير التيسير: 425]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي (لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ) عِنْدَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ، أَوَائِلَ الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/299]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({لا بيعٌ فيه ولا خلال} [31] ذكر في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 565]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وفتح ياء الإضافة من "قل لعبادي الذين" نافع وابن كثير وأبو عمرو وعاصم ورويس وأبو جعفر وخلف عن نفسه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/169]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "لا بيع فيه ولا خلال" بالرفع والتنوين نافع وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/169]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لعبادي الذين} [31] قرأ الشامي والأخوان بإسكان الياء، وعليه فتسقط في الوصل لالتقاء الساكنين، والباقون بالفتح).[غيث النفع: 772]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لا بيع فيه ولا خلال} قرأ المكي والبصري بفتح عين {بيع} ولام {خلال} والباقون بالرفع والتنوين).[غيث النفع: 772]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ (31)}
{لِعِبَادِيَ الَّذِينَ}
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وحفص عن عاصم ورويس وأبو جعفر وخلف واليزيدي والرستمي بفتح الياء في الوصل، وإسكانها في الوقف (لعبادي الذين).
[معجم القراءات: 4/489]
وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم من رواية الأعشى والحسن والأعمش وروح ويعقوب بإسكان الياء في الوصل {لعبادي الذين}، فتسقط الياء، ولكنها تثبت في الوقف.
{يَأْتِيَ}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني والسوسي (ياتي) بإبدال الهمزة ألفًا.
وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وقراءة الجماعة {يأتي} بالهمز.
{يَأْتِيَ يَوْمٌ}
إدغام الياء وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
{لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ}
قرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف (لا بيعٌ فيه ولا خلالٌ) بالتنوين والرفع، بيع: مبتدأ، وفيه: خبر عنه، أو على جعل «لا» بمنزلة «ليس»، والرفع هو المختار عند مكي لأن أكثر القراء عليه.
وقرأ أبو عمرو وابن كثير ويعقوب والحسن وابن محيصن واليزيدي (لا بيع فيه ولا خلال) بالنصب على جعل «لا» للتبرئة، وتقدم مثل هذا في الآية / 254 من سورة البقرة).[معجم القراءات: 4/490]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 09:21 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة إبراهيم

[من الآية ( 32) إلى الآية ( 34) ]
{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ (32) وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ (33) وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34)}

وله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ (32)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَسَخَّرَ لَكُمُ) على ما لم يسم فاعله، (الْفُلْكَ) رفع، وهكذا أخواتها ابن أبي عبلة، الباقون على تسمية الفاعل، وهو الاختيار لأن الفعل للَّه). [الكامل في القراءات العشر: 580]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بأمره} [32] تحقيق همزه وإبداله ياء لحمزة لدى الوقف و{الأنهار} و{الأصنام} و{الأبصار} و{الأمثال} و{الأصفاد} و{الألباب} النقل والسكت له ظاهر).[غيث النفع: 773]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ (32)}
{مَاءً}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة مع المد والتوسط والقصر.
{سَخَّرَ}
قراءة الجماعة {سخر..} على البناء للفاعل.
وقرأ ابن أبي عبلة (سخر...) على ما لم يسم فاعله، والسماء بعده مرفوعة.
{سَخَّرَ لَكُمُ... سَخَّرَ لَكُمُ}
إدغام الراء في اللام وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
{الْفُلْكَ}
قراءة الجماعة {الفلك} بضم الفاء وسكون اللام.
وقرأ عيسى بن عمر (الفلك) بضم الفاء واللام معًا.
{بِأَمْرِهِ}
قراءة حمزة في الوقف بوجهين.
1- {بأمره} بتحقيق الهمزة كالجماعة.
۲- (بيمره) بإبدال الهمزة ياءً خالصة مفتوحة.
والجماعة على تحقيقها).[معجم القراءات: 4/491]

وله تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ (33)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( و{دآئبين} [33] تسهيل همزه مع المد والقصر له وخمسة {السمآء} و{الدعآء} و{دعآء} و{هوآء} له ولهشام، كله جلي.
ولا تغفل عما تقدم من أنه لا بد مع الروم من حذف التنوين من المنون في الوقف).[غيث النفع: 773]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ (33)}
{سَخَّرَ لَكُمُ.... سَخَّرَ لَكُمُ}
تقدم إدغام الراء في اللام وإظهارها في الآية السابقة.
{دَائِبَيْنِ}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمز مع المد والقصر).[معجم القراءات: 4/492]

وله تعالى: {وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((من كل ما) (ومن قطر آن) منونين زيد). [الغاية في القراءات العشر: 293]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (من كل ما) [34]: منون: إسحاق طريق ابن مجاهد). [المنتهى: 2/776]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وسبق حكم "وآتاكم" للأزرق من حيث مد البدل والتقليل والفتح). [إتحاف فضلاء البشر: 2/169]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن والأعمش "من كل" بتنوين كل وما بعدها إما نافية أو موصولة، فالجمهور على إضافة كل إلى ما، وتكون من تبعيضية أي: بعض جميع ما سألتموه يعني من كل شيء سألتموه شيئا، فإن الموجود من كل صنف بعض ما في قدرة الله تعالى، قاله القاضي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/169]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34)}
{آَتَاكُمْ}
أماله حمزة والكسائي وخلف.
وللأزرق وورش: قصر البدل والتوسط مع التقليل، والمد مع الفتح والتقليل.
والباقون على الفتح.
{مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ}
قراءة الجمهور {من كل ما سألتموه} على إضافة «كل» إلى ما بعدها، وما: موصولة، وهي نكرة عند الأخفش، وما بعدها نعت لها، وقيل: مصدرية.
وقرأ ابن عباس والضحاك والحسن ومحمد بن علي الباقر وجعفر
[معجم القراءات: 4/492]
ابن محمد الصادق وعمرو بن فائد وقتادة، وزيد وأبو حاتم عن يعقوب، وأبو جعفر وسلام بن المنذر وعباس والأعمش ونافع في رواية المسيبي وكذا عاصم في رواية أبان وأبي بكر عنه وابن مسعود وأبو رزين وعكرمة وابن فليح عن ابن كثير واللؤلؤي ومحبوب وعبد الوارث عن أبي عمرو (من كل ما سألتموه) بتوين «كل»، والوقف ههنا على «كل» حسن، ثم يبتدئ: ما سألتموه، و «ما» على هذا على وجوه:
الأول: موصولة، مفعول ثان، أي: ما شأنه أن يسأل، بمعنى يطلب الانتفاع به.
الثاني: نافية: وعلى هذا فالمفعول الثاني محذوف، والتقدير: وأتاكم من كل شيء غير سائليه، والجملة المنفية في موضع نصب على الحال، أي: وآتاكم من كل شيء مالم تسألوه كالشمس والقمر وغيرهما.
الثالث: تكون «ما» مصدرية، ويكون المصدر بمعنى المفعول، أي: وأتاكم من كل مسؤولكم.
قال الزمخشري:
«وقرئ (من كل) بالتنوين، (وماسألتموه) نفي، ومحله النصب على الحال، أي أتاكم من جميع ذلك غير سائليه، ويجوز أن تكون «ما» موصولة على: وأتاكم من كل ذلك ما احتجتم إليه ولم تصلح أحوالكم ومعايشكم إلا به، فكأنكم سألتموه أو طلبتموه بلسان الحال».
وقال الزجاج:
[معجم القراءات: 4/493]
«ومن قرأ (من كل ما سألتموه) فموضع «ما» نصب، والمعنى: وأتاكم من كل الأشياء التي سألتموه...، ويجوز أن يكون «ما» نفيا، ويكون المعنى: وآتاكم من كل مالم تسألوه، أي: آتاكم كل شيء الذي لم تسألوه».
وآخر نص الزجاج غير محكم، فقد تأول «ما» على أنها الذي، فرجع إلى الوجه الأول، ثم قدر النفي بذكر «لم».
وقال أبو حيان:
«وأجيز أن تكون مصدرية، ويكون المصدر بمعنى المفعول».
وقال الأخفش:
«ونون بعضهم (من كل)، يقول: من كل، ثم قال: لم تسألوه إياه، كما تقول: قد سألتك من كل، وقد جاءني من كل لأن «كل» قد تفرد وحدها».
وقال الأنباري:
«فمن قرأ.. بالإضافة لم يقف على «كل»، ومن نون حسن له أن يقف على «كل» ثم يبتدئ: (ما سألتموه)، أي: لم تسألوه).
وبالوجهين التنوين، والإضافة عبيد عن أبي عمرو.
{نِعْمَةَ}
تقدمت القراءة فيه في الوقف في الآية/28 من هذه السورة).[معجم القراءات: 4/494]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 09:23 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة إبراهيم

[من الآية ( 35) إلى الآية ( 41) ]
{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ (35) رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (36) رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37) رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (38) الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ (39) رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40) رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ (41)}

قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ (35)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "إبراهام" هنا بالألف ابن عامر سوى النقاش عن الأخفش، وكذلك المطوعي عن الصوري كلاهما عن ابن ذكوان). [إتحاف فضلاء البشر: 2/169]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إبراهيم} [35] قرأ هشام بفتح الهاء، وألف بعدها، والباقون بكسر الهاء، وبعدها ياء).[غيث النفع: 772]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ (35)}
{إِبْرَاهِيمُ}
قرأ ابن عامر والمطوعي وهشام والأخفش وابن ذكوان من طريق الصوري (إبراهام) بالألف بعد الهاء.
[معجم القراءات: 4/494]
وقرأ أبو عمرو ونافع وابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب وهي رواية النقاش عن الأخفش عن ابن ذكوان {إبراهيم} بياء بعد الهاء.
قال ابن الجزري:
«ووجه خصوصية هذه المواضع وهي ثلاثة وثلاثون، أنها كتبت في المصاحف الشامية بحذف الياء منها خاصة، وكذلك رأيتها في المصحف المدني، وكتبت في بعضها في سورة البقرة خاصة وهي لغة فاشية للعرب...».
وقال مكي:
«وقرأ باقي القراء في ذلك كله بالياء، وهو الاختيار اتباعًا للمصحف؛ ولأن عليه لغة العامة، والألف لغة شامية قليلة».
وتقدمت هاتان القراءتان في الآية /124 من سورة البقرة.
{وَاجْنُبْنِي}
قراءة الجماعة {واحنبني} بوصل الألف أمرًا من «جنب»، وهي لغة الحجاز، وقيل: هي لغة نجد، وأما لغة الحجاز فهي «جنب» بالتشديد.
وقرأ عاصم الجحدري وعيسى الثقفي ويحيى بن يعمر وأبو الهجهاج الأعرابي (وأجنبني) بقطع الألف، من «أجنب» بوزن أكرم»، وهي لغة نجد.
قال الفراء:
[معجم القراءات: 4/495]
«أهل الحجاز يقولون: جنبني، هي خفيفة، وأهل نجد يقولون: أجنبني شره، وجنبني شره، فلو قرأ قارئ (وأجنبني وبني) لأصاب، ولم أسمعه من قارئ».
وفي حاشية الجمل ما يدل على أن لغة نجد: جنبه وأجنبه، ثلاثيًا ورباعيًا، وأما لغة الحجاز فهي جنبه، مشددًا، ومثل هذا في البحر عند أبي حيان.
وقال ابن خالويه:
«سمعت الزاهد يقول: جنب، وأجنب، وجنب، وتجنب، بمعنى واحد» ).[معجم القراءات: 4/496]

قوله تعالى: {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (36)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ إِمَالَةُ عَصَانِي لِلْكِسَائِيِّ فِي بَابِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/299]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم إظهار خبيثة اجتثّت [إبراهيم: 26]، وإمالة عصاني [إبراهيم: 36] للكسائي). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/406] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "عصاني" الكسائي، وقلله الأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/170]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (36)}
{إِنَّهُنَّ}
قراءة يعقوب في الوقف بهاء السكت (إنهنه).
{كَثِيرًا}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{مِنَ النَّاسِ}
الإمالة فيه لأبي عمرو من طريق الدوري بخلاف، وتقدم بيان هذا في الآية / 25 من هذه السورة.
{عَصَانِي}
أماله الكسائي.
وعن الأزرق وورش الفتح والتقليل.
والباقون على الفتح).[معجم القراءات: 4/496]

قوله تعالى: {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37)}
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (هشام، من قراءتي على أبي الفتح: {أفئيدة من الناس} (37): بياء بعد الهمزة، وكذا نص عليه الحلواني عنه، وبه آخذ.
والباقون: بغير ياء). [التيسير في القراءات السبع: 331]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(هشام من قراءتي على أبي الفتح: (أفئيدة من النّاس)، بياء بعد الهمزة وكذا النّص عليه الحلواني عنه، والباقون بغير ياء). [تحبير التيسير: 425]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (تَهْوَى) بفتح التاء والواو [(بَادِىَ) (مُجَاهِدٌ)] مطرف عن أبي جعفر (يَهْوَى) بالياء وضمها وفتح الواو على ما لم يسم فاعله (تَهْوِي) ابن أبي صفية عن أبي جعفر، ومجاهد، وأبان بن ثعلب، الباقون بالتاء وفتحها وكسر الواو، وهو الاختيار لقوله: (أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ) ). [الكامل في القراءات العشر: 580]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (أَفْئِدَةً) بالياء البكرواني عن هاشم بن بكار، والبيروتي عن شامي، الباقون بغير ياء، وهو
[الكامل في القراءات العشر: 580]
الاختيار؛ لموافقة أهل الحرمين). [الكامل في القراءات العشر: 581]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([37]- {أَفْئِدَةً} بياء بعد الهمزة: هشام.
نص عليه الحلواني عنه، وبه عنه قرأت على أبي -رضي الله عنه- عن قراءته على أصحاب عثمان بن سعيد، من طريق عبد الباقي بن الحسن.
[الإقناع: 2/677]
وقرأت به على أبي القاسم، من طريق الأزرق الجمال عن الحلواني عنه). [الإقناع: 2/678]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (800- .... .... .... .... = وَأَفْئِدَةً بِالْيَا بِخُلْفٍ لَهُ وَلاَ). [الشاطبية: 63]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([800] وضم (كـ)فا (حصن) يضلوا يضل عن = وأفئدة باليا بخلف (لـ)ـه ولا
...
و(أفئيدة) بزيادة الياء، قرأ بهما أبو عمرو على أبي الفتح. قال: «وكذلك نص عليه الحلواني عنه».
[فتح الوصيد: 2/1041]
وذكر أبو الفتح في كتابه في قراءة السبعة: «وروی هشام وحده عن ابن عامر: (فاجعل أفئيدة) بياء ساكنة بعد الهمزة».
وهذه القراءة، وجهها الإشباع.والإشباع، أن تزيد في الحركة حتى تبلغ بها الحرف الذي أخذت منه. والغرض بذلك، الفرق بين الهمزة والدال، الأهما حرفان شدیدان.
و(الولاء)، مصدر: ولي ولاء). [فتح الوصيد: 2/1042]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([800] وضم كفا حصنٍ يضلوا يضل عن = وأفئدةً باليا بخلفٍ له ولا
ب: (الكفى): الكفؤ، (الولا): النصر.
[كنز المعاني: 2/359]
ح: (ضم): أمر، (كفى): نصب على الحال، أضيفت إلى (حصن) قصرت ضرورة، (يضلوا) مفعول (ضم)، (يضل عن): عطف بحذف العاطف، أفئدةً: مبتدأ، (باليا): حال، (له ولا): خبر ومبتدأ، والجملة: خبر الأول.
ص: قرأ ابن عامر والكوفيون ونافع: {ليضلوا عن سبيله} هنا [30]، و{ليضل عن سبيل الله} في الحج [9]، ولقمان [6]، و{ليضلوا عن سبيله} في الزمر [8] بضم الياء من الإضلال، والباقون: بفتحها من الضلال، وأشار إلى قوة قراءة الضم بقوله: (كُفى حصنٍ).
وقرأ هشام بخلاف عنه: (فاجعل أفئيدةً من الناس) [37] بياء بعد الهمزة بوزن: (أفعيلة)، نص على ذلك الحلوني، ووجهه: إشباع الكسر، وهو: أن يزيد في الحركة حتى يبلغ بها الحرف الذي أخذت منه، والباقون: بحذف
[كنز المعاني: 2/360]
الياء، نحو: (أعمدة)، و(أجربة)، وهو القياس). [كنز المعاني: 2/361] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وقال صاحب التيسير هشام: من قراءتي علي أبي الفتح: "أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ" بياء بعد الهمزة قال: وكذلك نص عليه الحلواني عنه، قال الشيخ: وذكر أبو الفتح في كتابه في قراءة السبعة، وروى هشام وحده عن ابن عامر: "فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً" بياء ساكنة بعد الهمزة قال: وهذه القراءة وجهها الإشباع؛
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/299]
والإشباع أن تزيد في الحركة حتى تبلغ بها الحرف الذي أخذت منه، والغرض بذلك الفرق بين الهمزة والدال؛ لأنهما حرفان شديدان، والولاء مصدر ولى ولاء قلت الولاء النصر وهذه أيضا قراءة ضعيفة بعيدة عن فصاحة القرآن، وقل من ذكرها من مصنفي القراءات بل أعرض عنها جمهور الأكابر، ونعم ما فعلوا، فما كل ما يروى عن هؤلاء الأئمة يكون مختارا؛ بل قد روى عنهم وجوه ضعيفة، وعجيب من صاحب التيسير كيف ذكر هذه القراءة مع كونه أسقط وجوها كثيرة لم يذكرها نحو ما نبهنا عليه مما زاده ناظم هذه القصيدة، وههنا قراءة صحيحة تروى عن عاصم وأبي عمرو: "وإنما نؤخرهم ليوم" بالنون ذكرها ابن مجاهد وغيره من كبار أئمة القراءة، ولم يذكرها صاحب التيسير؛ لأنها ليست من طريق اليزيدي، وقد أشبعت الكلام في هذا في الشرح الكبير في آخر سورة أم القرآن، وما وزان هذه القراءة إلا أن يقال في أعمدة وأتجدة أعميدة وأتجيدة بزيادة ياء بعد الميم والجيم، وكان بعض شيوخنا يقول: يحتمل أن هشاما قرأها بإبدال الهمزة ياء أو بتسهيلها كالياء فعبر الراوي لها بالياء فظن من أخطأ فهمه أنها بياء بعد الهمزة وإنما كان المراد بياء عوضا من الهمزة، فيكون هذا التحريف من جنس التحريف المنسوب إلى من روى عن أبي عمرو: "بَارِئْكُمْ" و"يَأْمُرْكُمْ" ونحوه بإسكان حركة الإعراب وإنما كان ذلك اختلاسا، وفي هذه الكلمة قراءة أخرى ذكرها الزمخشري في تفسيره، وإن كان قد وَهِمَ في توجيهها وهي بكسر الفاء من غير همز، ووجهها أنها ألقيت حركة الهمزة على الساكن قبلها وحذفت فهذه قراءة جيدة وهذه صورة ما
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/300]
يفعله حمزة في الوقف عليها، ولعل من روى قراءة الإشباع كان قد قرأها بلا همز، فرد هشام عليه متلفظا بالهمزة وأشبع كسرتها زيادة في التنبيه على الهمزة، فظن أن الإشباع مقصود فلزمه ورواه والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/301]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (800 - .... .... .... .... .... = وأفئيدة باليا بخلف له ولا
....
وقرأ هشام بخلف عنه بإثبات ياء ساكنة بعد الهمزة المكسورة في لفظ أفئدة في قوله: فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ، وقرأ الباقون بحذف هذه الياء وهو الوجه الثاني لهشام). [الوافي في شرح الشاطبية: 303]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتُلِفَ) عَنْ هِشَامٍ فِي أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ، فَرَوَى الْحُلْوَانِيُّ عَنْهُ مِنْ جَمِيعِ طُرُقِهِ بِيَاءٍ بَعْدَ الْهَمْزَةِ هُنَا خَاصَّةً، وَهِيَ رِوَايَةُ الْعَبَّاسِ بْنِ الْوَلِيدِ الْبَيْرُوتِيِّ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ، قَالَ الْحُلْوَانِيُّ عَنْ هِشَامٍ: هُوَ مِنَ الْوُفُودِ، فَإِنْ كَانَ قَدْ سُمِعَ فَعَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، وَإِلَّا فَهُوَ عَلَى لُغَةِ الْمُشْبِعِينَ مِنَ الْعَرَبِ الَّذِينَ يَقُولُونَ الدَّرَاهِيمَ وَالصَّيَارِيفَ، وَلَيْسَتْ ضَرُورَةً، بَلْ لُغَةٌ مُسْتَعْمَلَةٌ، وَقَدْ ذَكَرَ الْإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مَالِكٍ فِي شَوَاهِدِ التَّوْضِيحِ الْإِشْبَاعَ مِنَ الْحَرَكَاتِ الثَّلَاثَةِ لُغَةٌ مَعْرُوفَةٌ، وَجَعَلَ مِنْ ذَلِكَ قَوْلَهُمْ: بَيْنَا زَيْدٌ قَائِمٌ جَاءَ عَمْرٌو، أَيْ: بَيْنَ أَوْقَاتِ قِيَامِ زَيْدٍ، فَأُشْبِعَتْ فَتْحَةُ النُّونِ فَتَوَلَّدَ الْأَلِفُ، وَحَكَى
[النشر في القراءات العشر: 2/299]
الْفَرَّاءُ أَنَّ مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ أَكَلْتُ لَحْمَا شَاةٍ، أَيْ لَحْمَ شَاةٍ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ هُوَ ضَرُورَةٌ، وَإِنَّ هِشَامًا سَهَّلَ الْهَمْزَةَ كَالْيَاءِ فَعَبَّرَ الرَّاوِي عَنْهَا عَلَى مَا فَهِمَ بِيَاءٍ بَعْدَ الْهَمْزَةِ وَالْمُرَادُ بِيَاءٍ عُوِّضَ عَنْهَا، وَرَدَّ ذَلِكَ الْحَافِظُ الدَّانِيُّ، وَقَالَ: إِنَّ النَّقَلَةَ عَنْ هِشَامٍ كَانُوا أَعْلَمَ بِالْقِرَاءَةِ وَوُجُوهِهَا، وَلَيْسَ يُفْضِي بِهِمُ الْجَهْلُ إِلَى أَنْ يُعْتَقَدَ فِيهِمْ مِثْلُ هَذَا.
(قُلْتُ): وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى فَسَادِ ذَلِكَ الْقَوْلِ أَنَّ تَسْهِيلَ هَذِهِ الْهَمْزَةِ كَالْيَاءِ لَا يَجُوزُ، بَلْ تَسْهِيلُهَا إِنَّمَا يَكُونُ بِالنَّقْلِ، وَلَمْ يَكُنِ الْحُلْوَانِيُّ مُنْفَرِدًا بِهَا عَنْ هِشَامٍ، بَلْ رَوَاهَا عَنْهُ كَذَلِكَ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرٍ الْبَكْرَاوِيُّ شَيْخُ ابْنِ مُجَاهِدٍ، وَكَذَلِكَ لَمْ يَنْفَرِدْ بِهَا هِشَامٌ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ، بَلْ رَوَاهَا عَنِ ابْنِ عَامِرٍ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَغَيْرُهُ كَمَا تَقَدَّمَ، وَرَوَاهَا الْأُسْتَاذُ أَبُو مُحَمَّدٍ سِبْطُ الْخَيَّاطِ عَنِ الْأَخْفَشِ عَنْ هِشَامٍ، وَعَنِ الدَّاجُونِيِّ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنْ هِشَامٍ، وَقَالَ: مَا رَأَيْتُهُ مَنْصُوصًا فِي التَّعْلِيقِ لَكِنْ قَرَأْتُ بِهِ عَلَى الشَّرِيفِ، انْتَهَى. وَأَطْلَقَ الْحَافِظُ أَبُو الْعَلَاءِ الْخِلَافَ عَنْ جَمِيعِ أَصْحَابِ هِشَامٍ، وَرَوَى الدَّاجُونِيُّ مِنْ أَكْثَرِ الطُّرُقِ عَنْ أَصْحَابِهِ وَسَائِرِ أَصْحَابِ هِشَامٍ عَنْهُ بِغَيْرِ يَاءٍ، وَكَذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ أَنَّهُ بِغَيْرِ يَاءٍ لِأَنَّهُ جَمْعُ فُؤَادٍ، وَهُوَ الْقَلْبُ، أَيْ قُلُوبُهُمْ فَارِغَةٌ مِنَ الْعُقُولِ، وَكَذَلِكَ سَائِرُ مَا وَرَدَ فِي الْقُرْآنِ فَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا، وَكَذَلِكَ قَالَ هِشَامٌ: هُوَ مِنَ الْوُفُودِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -). [النشر في القراءات العشر: 2/300]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى هشام باختلاف عنه {أفئدةً من الناس} [37] بياء بعد الهمزة هنا خاصة، والباقون بغير ياء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 565]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (714- .... .... .... .... .... = .... .... واشبعن أفئدتا
715 - لي الخلف .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 81]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (واشبعن أفئدة) أي قرأ هشام بخلاف عنه كما في أول البيت الآتي «فاجعل أفئدة من الناس» بإشباع الهمزة وهو عبارة عن تمكين الحركة فتولد منها حرف يجانسها وهذا وجه مسلم عند العرب، والباقون بغير ياء بعد الهمزة). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 258]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
(حبر) (غ) نا لقمان (حبر) وأتى = عكس رويس واشبعن أفئدتا
(ل) ى الخلف وافتح لتزول ارفع (ر) ما = ... ... ... ...
ش: أي: قرأ مدلول (حبر) ابن كثير وأبو عمرو وغين (غنا) رويس ليضلوا عن سبيله هنا [إبراهيم: 30]، وليضل عن سبيل الله بالحج [الآية: 9]، وو جعل لله أندادا ليضل بالزمر [الآية: 8]- بفتح ياء الثلاث على أنه مضارع «ضل» [اللازم].
وكذلك قرأ (حبر) لهو الحديث ليضل في (لقمان) [الآية: 6]، وقوله: (وأتى
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/404]
[عكس)، أي: ورد عن رويس] روايتان:
الأولى: ما تقدم، وهو رواية التمار من كل طرقه إلا من طريق أبي الطيب.
والثانية: طريق أبي الطيب، عكس ذلك: بفتح الياء في لقمان، وبضمها في الثلاث.
وقرأ الباقون بضم الأربع على أنه مضارع «أضل»، وعليها قوله [تعالى]: وأضلّوا كثيرا وضلّوا [المائدة: 77].
واختلف عن ذي لام (لى) هشام في فاجعل أفئدة من النّاس تهوي إليهم [إبراهيم: 37]:
فروى عنه الحلواني من طرقه بياء بعد الهمزة هنا خاصة.
وهي من رواية العباس بن الوليد عن أصحابه عن ابن عامر.
قال الحلواني عن هشام: هو من الوفود، فإن كان قد سمع على غير قياس، وإلا فهو لغة المشبعين [من] العرب الذين يقولون: الدراهيم، والصياريف، وليست ضرورة، بل لغة مستعملة.
قال ابن مالك: معروفة، وجعل منها قولهم: «بينا زيد قائم جاء عمرو»، أي: بين أوقات قيام زيد، وأشبعت فتحة النون؛ فتولدت الألف.
وحكى الفراء: أن من العرب من يقول: أكلت لحما شاة ورواها [عن هشام] مع الحلواني أبو العباس البكراوي شيخ ابن مجاهد [ورواها مع هشام عن ابن عامر العباس بن الوليد وغيره].
ورواها سبط الخياط عن الأخفش عن هشام، وعن الداجوني عن أصحابه عن هشام.
قال: ما رأيته منصوصا في «التعليق» قرأت به على الشريف. انتهى.
وأطلق أبو العلاء الخلاف عن جميع أصحاب هشام.
وروى الداجوني من أكثر الطرق عن أصحابه وسائر أصحاب هشام عنه بغير ياء، وكذلك قرأ الباقون.
وقرأ ذو راء (رم) الكسائي وإن كان مكرهم لتزول منه [إبراهيم: 46] بفتح اللام
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/405]
الأولى ورفع الأخيرة، والتسعة بكسر الأولى ونصب الأخيرة.
وجه الفتح: جعل أنّ مخففة من الثقيلة، واللام الأولى هي الفارقة بين المخففة والنافية، والفعل مرفوع.
ووجه الكسر: جعل أنّ نافية ك «ما» واللام للجحود والفعل منصوب بـ «أن» مضمرة بعدها نحو: وما كان الله ليطلعكم على الغيب [آل عمران: 179] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/406] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وفتح ياء الإضافة من إني أسكنت نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/170]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "أَفْئِدَة" [الآية: 37] هنا فهشام من جميع طرق الحلواني بياء بعد الهمزة لغرض المبالغة على لغة المشبعين من العرب على حد الدراهم والصياريف، وليست ضرورة بل لغة مستعملة معروفة، ولم ينفرد بهما الحلواني عن هشام، ولا هشام عن ابن عامر كما بينه في النشر، فالطعن فيها مردود، وروى الداجوني من أكثر الطرق عن هشام بغير ياء، وبه قرأ الباقون جمع فؤاد كغراب وأغربه، وخرج بهنا نحو: وأفئدتهم هواء المجمع على أنها بغير ياء أي: قلوبهم فارغة من العقول). [إتحاف فضلاء البشر: 2/170]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وضم" هاء "إليهم" حمزة ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/170]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إني أسكنت} [37] قرأ الحرميان والبصري بفتح الياء، والباقون بالإسكان).[غيث النفع: 772]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أفئدة} قرأ هشام بخلف عنه بياء ساكنة بعد الهمزة، على لغة المشبعين من العرب وهي لغة معروفة ذكرها ابن مالك، ويحسنها هنا بيان الهمزة.
أو أنه جمع (وفد) واحد الوفود، على غير قياس، والباقون بغير ياء، وهو الطريق الثاني لهشام).[غيث النفع: 772]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إليهم} ظاهر). [غيث النفع: 772]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37)}
{إِنِّي أَسْكَنْتُ}
قرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع وأبو جعفر وابن محيصن واليزيدي (إني أسكنت) بفتح الياء في الوصل.
وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب {إني أسكنت} بسكون الياء في الوصل.
وأما في الوقف فجميعهم على سكون الياء.
{بِوَادٍ غَيْرِ}
أخفى أبو جعفر التنوين في الغين مع الغنة.
{الصَّلَاةَ}
غلظ اللام الأزرق وورش.
{أَفْئِدَةً} قراءة الجماعة {أفئدة} بالهمز، وهو الوجه الثاني عن هشام عن ابن عامر من طريق الداجوني.
وقرأ هشام عن ابن عامر من طريق الحلواني (أفئيدة) بياء بعد الهمزة.
وخرجت هذه القراءة على إشباع الكسرة على الهمزة حتى استوت
[معجم القراءات: 4/497]
ياء بعدها، لغرض المبالغة.
ولما كان الإشباع لا يكون إلا في ضرورة الشعر فقد حمل بعض العلماء هذه القراءة على التسهيل في الهمز كالياء، فعبر عنه الراوي بالياء، فظن من أخطأ فهم هذه القراءة أنها بياء بعد الهمزة.
ورد الداني هذا، وذكر أن النقلة عن هشام كانوا أعلم الناس بالقراءة ووجوهها، وليس يفضي بهم الجهل إلى أن يعتقد فيهم مثل هذا.
وإليك هذه النصوص في المسألة:
قال الشهاب:
«... وقرأ هشام عن ابن عامر بياء بعد الهمزة، فقيل: إنها إشباع كقوله:
أعوذ بالله من العقراب = و الشائلات عقد الأذناب
فقال بعضهم: إن الإشباع مخصوص بضرورة الشعر فكيف يقرأ به في أفصح الكلام؟
وزعم أنه قرأ بتسهيل الهمزة بين بين، فظنها الراوي زيادة ياء بعد الهمزة، وليس بشيء فإن الرواية أجل من هذا».
وفي الإتحاف:
«فهشام من جميع طرق الحلواني بياء بعد الهمزة لغرض المبالغة على لغة المشبعين من العرب على حد الدراهيم والصياريف، وليست ضرورة، بل لغة مستعملة معروفة، ولم ينفرد بها الحلواني عن هشام، ولا هشام عن ابن عامر كما بينه في النشر؛ فالطعن فيها مردود...».
وقال أبو حيان: «... وخرج ذلك على الإشباع، ولما كان الإشباع لا يكون إلا في
[معجم القراءات: 4/498]
ضرورة الشعر حمل بعض العلماء هذه القراءة على أن هشامًا قرأ بتسهيل الهمزة كالياء، فعبر الراوي عنها بالياء، فظن من أخطأ فهمه أنها بياء بعد الهمزة، والمراد بياء عوضًا من الهمزة، قال: فيكون هذا التحريف من جنس التحريف المنسوب إلى من روى عن أبي عمرو{بارئكم} و {يأمركم} ونحوه، بإسكان حركة الإعراب، وإنما كان ذلك اختلاسًا، قال أبو عمرو الداني الحافظ: ما ذكره صاحب هذا القول لا يعتمد عليه، لأن النقلة عن هشام وأبي عمرو كانوا من أعلم الناس بالقراءة ووجوهها، وليس يفضي بهم الجهل إلى أن يعتقد فيهم مثل هذا».
وقرأ ابن كثير (آفدة) على وزن فاعلة، وهو يحتمل وجهين:
الأول: أن يكون اسم فاعل من «أفد»، أي: دنا وقرب وعجل، أي: جماعات أفدة.
الثاني: أن يكون جمع «فؤاد»، ويكون من باب القلب، وصار بالقلب أأفدة، فأبدلت الهمزة الساكنة ألفًا كما قالوا في أرآم أأرام، فوزن: آفدة على هذا أغفلة.
كذا التخريج عند أبي حيان رحمه الله تعالى، وتجد مثل هذا عند الشهاب في حاشيته.
وقرأ عيسى بن عمر (أفدة) بغير مد ولا همز، وبكسر الفاء.
[معجم القراءات: 4/499]
وفي تخريجها وجهان:
1- أن يكون صفة من أفد، بوزن خشنة، كما تقول فَرِحَ فهو فَرِحٌ، فهو مثل القراءة السابقة من باب اسم الفاعل.
۲- أن يكون جمع فؤاد، وذلك بحذف الهمزة من «أفئدة» ونقل حركتها إلى الساكن قبلها وهو الفاء، ثم طرحت الهمزة.
وقرئ (فدة)، بغير همز ولا ياء مكسورة الفاء مثل عدة، ويجوز أن يكون مصدر وفد.
وقرأت أم الهيثم (أفودة) بالواو المكسورة في موضع الهمزة.
قال أبو حيان: «قال صاحب اللوامح: وهو جمع وفد، والقراءة حسنة، لكني لا أعرف هذه القراءة بل ذكرها أبو حاتم، انتهى.
قال أبو حيان: أبدل الهمزة في فؤاد بعد الضمة كما أبدلت في «جون»، ثم جمع، فأقرها في الجمع إقرارها في المفرد، أو هو جمع «وفد»، كما قال صاحب اللوامح، وقلب إذ الأصل: أوفدة، وجمع فعل على أفعلة شاذ نحو: نجد وأنجدة ووهي وأوهية، وأم الهيثم امرأة نقل عنها شيء من لغات العرب».
وقرأ زيد بن علي (إفادة) على وزن إشارة.
قال أبو حيان:
«ويظهر أن الهمزة بدل من الواو المكسورة كما قالوا إشاح في وشاح، فالوزن: فعالة، أي فاجعل ذوي وفادة، ويجوز أن يكون مصدر: أفاد إفادة، أو ذوي إفادة، وهم الناس الذين يفيدون وينتفع بهم».
[معجم القراءات: 4/500]
وقراءة حمزة في الوصل كقراءة الجماعة (أفئدة)، ولكنه في الوقف ينقل حركة الهمزة إلى الفاء ثم يحذف الهمزة فتصير (أفدة) مثل قراءة عيسى بن عمر المتقدمة.
{مِنَ النَّاسِ}
تقدمت الإمالة فيه في الآية /25 من هذه السورة.
{تَهْوِي إِلَيْهِمْ}
قراءة الجمهور {تهوي...} من «هوى»، أي: تسرع، وهي المختارة عند الزجاج، فهي أحب إليه من غيرها.
قال أبو حيان:
«تهوي إليهم، أي تسرع إليهم، وتطير نحوهم شوقًا ونزاعًا، ولما ضمن «تهوي» معني «تميل» عداه بإلي، وأصله أن يتعدى باللام...».
وقرأ علي بن أبي طالب وزيد بن علي ومحمد بن علي ومحمد بن السميع اليماني، وجعفر بن محمد ومجاهد (تهوى) فهو مضارع «هوي» بمعنى أحب، وعدي بإلى لتضمنه معنى النزوع، والأصل فيه أن يتعدى بنفسه، وأن يقال: تهواهم.
قال ابن جني:
«... بفتح الواو من هويت الشيء إذا أحببته، إلا أنه قال: {إليهم}، وأنت لا تقول، هويت إلى فلان، لكنك تقول: هويت فلانًا؛ لأنه عليه السلام حمله على المعنى، ألا ترى أن معنى هويت الشيء: ملت إليه؟ فقال: تهوي إليهم لأنه لاحظ معنى: تميل إليهم، وهذا باب من العربية ذو غور...».
[معجم القراءات: 4/501]
وقرأ مسلمة بن عبد الله (تهوى...) بضم التاء وفتح الواو مبنيًا للمفعول من «أهوى» المنقولة بهمزة التعدية من «هوى» اللازم، كأنه قيل: يشرع بها إليهم.
كذا النص عند أبي حيان، وجاءت عند السمين (یهوی) بالياء.
أما ابن جني فقال:
«وأما (تهوى إليهم)، فمنقول من {تهوي إليهم}، وإن شئت كان منقولًا من قراءة علي عليه السلام {تهوى}، كلاهما جائز على ما مضى».
وذكر ابن خالويه و مختصره القراءة عن مسلمة (يهوى...)، بالياء وفتح الواو مبنيًا للفاعل كقراءة علي رضي الله عنه إلا أنه بالياء، ولعله تصحيف صوابه بالتاء، ووقع مثل هذا التصحيف في قراءة علي السابقة ومن معه.
{إِلَيْهِمْ}
قراءة حمزة ويعقوب والمطوعي (إليهم) بضم الهاء في الحالين، وهو الأصل.
وقراءة الجماعة {إليهم} بكسر الهاء لمناسبة الياء).[معجم القراءات: 4/502]

قوله تعالى: {رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (38)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "ما يخفى" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/170]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (38)}
{تَعْلَمُ مَا}
إدغام الميم في الميم وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
{يَخْفَى}
أماله حمزة والكسائي وخلف.
[معجم القراءات: 4/502]
والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
والباقون على الفتح.
{شَيْءٍ}
تقدمت القراءة فيه في الوقف عند حمزة، انظر الآيتين / 20 و 106 من سورة البقرة.
{السَّمَاءِ}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمز مع المد والتوسط والقصر).[معجم القراءات: 4/503]

قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ (39)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن "وهبني على الكبر" بالنون عوضا من اللام). [إتحاف فضلاء البشر: 2/171]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ (39)}
قرأ ابن محيصن (وهبني على الكبر).
وقراءة الجماعة {وهب لي...} باللام.
أما ابن محيصن فقد جاء الفعل على قراءته متعديًا للمفعول الأول بنفسه، وأما عند الجماعة فهو متعد باللام وهو مثل: شكره، وشكر له.
وفي المصباح:
«وهبت لزيد مالًا أهبه له هيبة أعطيته بلا عوض، يتعدى إلى الأول باللام.
وفي التنزيل: {يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور}.
قال ابن القوطية والسرقسطي والمطرزي وجماعة: ولا يتعدى إلى الأول بنفسه، فلا يقال: وهبتك مالًا، والفقهاء يقولونه، وقد يجعل له وجه وهو أن يضمن «وهب» معنى «جعل»، فيتعدى بنفسه إلى مفعولين: ومن كلامهم: وهبني الله فداك. أي جعلني، لكن لم يسمع كلام فصيح...».
{الدُّعَاءِ}
قراءة حمزة" في الوقف بتسهيل الهمز مع المد والتوسط والقصر).[معجم القراءات: 4/503]

قوله تعالى: {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (4 - وَاخْتلفُوا في إِثْبَات الْيَاء في الْوَصْل من قَوْله {وَتقبل دُعَاء} 40
قَرَأَ ابْن كثير وَحَمْزَة وَأَبُو عَمْرو وَحَفْص عَن عَاصِم في رِوَايَة هُبَيْرَة عَن حَفْص {وَتقبل دُعَاء} بياء في الْوَصْل
وَقَالَ البزي عَن ابْن كثير يصل وَيقف بياء
وروى أَبُو عمَارَة عَن أَبي حَفْص عَن أَبي عمر عَن عَاصِم {وَتقبل دُعَاء} بِغَيْر يَاء في وصل ووقف
وَقَالَ قنبل قَالَ بعض أَصْحَابنَا عَن ابْن كثير إِنَّه يشم الْيَاء في الْوَصْل وَلَا يثبثها وَيقف بِالْألف
الْبَاقُونَ {دُعَاء} بِغَيْر يَاء
وروى نصر بن علي عَن الأصمعي قَالَ سَمِعت نَافِعًا يقْرَأ {وَتقبل دُعَاء رَبنَا} بياء في الْوَصْل
وَكَذَلِكَ قَالَ ورش {دُعَاء} وروى غير هذَيْن عَن نَافِع بِغَيْر يَاء في وصل وَلَا وقف
وَقَرَأَ الكسائي وَابْن عَامر وَعَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر بِغَيْر يَاء في وصل وَلَا وقف). [السبعة في القراءات: 362 - 363]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأثبت الياء في "دعاء" وصلا ورش وأبو عمرو وحمزة وأبو جعفر وقنبل من طريق ابن شنبوذ، وحذفها في الحالين من طريق ابن مجاهد، وهذا هو طريق النشر الذي هو طريق كتابنا، وورد أيضا إثباتها وقفا أيضا من طريق ابن شنبوذ قال في النشر: وبكل من الحذف والإثبات قرأت عن قنبل وصلا ووقفا وبه أخذ في الحالين البزي ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/171]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {دعآء} قرأ ورش والبصري وحمزة بإثبات ياء بعد الهمزة وصلاً لا وقفًا، والبزي بإثباتها مطلقًا، والباقون بحذفها مطلقًا، وورش على أصله من المد والتوسط والقصر، وليس هذا مما تزاحم فيه مد البدل ومد التمكين فيقدم مد التمكين لقوته، بل مد البدل بعد مد التمكين).[غيث النفع: 773]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40)}
{الصَّلَاةِ}
تقدم تغليظ اللام للأزرق وورش، انظر الآية/37 من هذه السورة.
{وَمِنْ ذُرِّيَّتِي}
تقدمت قراءة المطوعي (... ذريتي) بكسر أوله مرارًا.
{وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ}
قرأ بإثبات الياء ساكنة وصلًا (دعائي...)، وحذفها في الوقف.
ابن كثير وأبو عمرو وحمزة وحفص عن عاصم في رواية هبيرة عن حفص، وإسماعيل وورش وأبو جعفر وقنبل من طريق ابن شنبوذ والبرجمي عن أبي بكر وسهل، وهي رواية عن نافع من طريق الأصمعي وورش، واليزيدي والأعمش وابن محيصن بخلاف عنه.
وقرأ بإثبات الياء وقفًا ووصلًا «دعائي».
البزي عن ابن كثير ويعقوب والبرجمي عن أبي بكر.
وقرأ نافع برواية قالون وإسماعيل وابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر والكسائي وابن كثير برواية ابن فليح وخلف وطلحة والأعمش، وابن محيصن في وجهه الثاني «دعاء» بحذف الياء في الحالين:
[معجم القراءات: 4/504]
قال الأصبهاني:
قرأت بالكوفة على زيد بن علي عن ابن فرح عن أبي عمر عنه -أي عن إسماعيل - بإثبات الياء.
وقرأت على غيره بحذف الياء، وهذا عندي أصح وأثبت».
وقال ابن مجاهد:
«روى أبو عمارة عن أبي حفص عن أبي عمر عن عاصم.. بغير ياء في وصل ووقف».
«وروى نصر بن علي عن الأصمعي قال: سمعت نافعًا يقرأ... بياء في الوصل، وكذلك قال ورش...، وروى غير هذين عن نافع بغير ياء في وصل ولا وقف».
وأما قنبل فعنه خلاف:
فقد روى عنه ابن مجاهد الحذف في الحالين، وروى عنه ابن شنبوذ الإثبات في الوصل والحذف في الوقف، وقد ورد عن ابن مجاهد مثل ابن شنبوذ.
وعن ابن شنبوذ الإثبات في الوقف أيضًا، ذكر هذا الهذلي وقال: هو تخليط.
وذكر صاحب النشر أنه بكل من الحذف والإثبات قرأ عن قنبل وصلًا ووقفًا، وبه يأخذ.
وقال قنبل:
قال بعض أصحابنا عن ابن كثير: إنه كان يشم الياء في الوصل ولا يثبتها.
وذكروا عن ابن كثير أنه كان يقف بالألف (دعا).
[معجم القراءات: 4/505]
{دُعَاءِ. رَبَّنَا اغْفِرْ}
قرأ يحيى بن وثاب عند وصل آخر هذه الآية بأول التالية: (وتقبل دعاي ربنا) كذا من غير همز، ذكره الفراء).[معجم القراءات: 4/506]

قوله تعالى: {رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ (41)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَلِوَالِدِي) على التوحيد مجاهد، الباقون (وَلِوَالِدَيَّ) على التثنية، وهو الاختيار؛ لأنه أجمع). [الكامل في القراءات العشر: 581]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ (41)}
{رَبَّنَا}
قراءة الجماعة: {ربنا...} بالنصب على النداء، وحرف النداء محذوف، أي: يا ربنا.
وقرأ الحسين بن علي، ومحمد وزيد أخواه (ربنا...) بالرفع على الخبر، والمبتدأ محذوف، أي: أنت ربنا.
{اغْفِرْ لِي}
أدغم الراء في اللام أبو عمرو من رواية السوسي، ووافقه أبو عمرو وابن محيصن واليزيدي.
واختلف عن أبي عمرو من رواية الدوري.
والباقون على الإظهار.
{وَلِوَالِدَيَّ}
قراءة السبعة وأبي جعفر ويعقوب {ولوالدي} بألف بعد الواو وتشديد الياء، تثنية «والد».
وقرأ يحيى بن يعمر وإبراهيم النخعي والزهري والحسين بن علي أو الحسن بن علي وأبو جعفر محمد بن علي وزيد بن علي وابن مسعود وأبي بن كعب (ولودي) بغير ألف وبفتح اللام، يعني
[معجم القراءات: 4/506]
إسماعيل وإسحاق.
قال أبو حيان:
«وأنكر عاصم الجحدري هذه القراءة وقال: إن في مصحف أبي: (ولأبوي) انتهى.
يعني أن ما مصحف أُبَيّ يرد هذه القراءة، ويؤيد قراءة الجماعة في أن طلب المغفرة كان لوالديه وليس لولديه.
وقال الزجاج:
وهذه القراءة ليست بشيء؛ لأنها خلاف ما عليه أهل الأمصار من أهل القراءات».
وقرأ يحيى بن يعمر والجوني (ولولدي) بالتوحيد.
وقرأ يحيى بن يعمر وعاصم الجحدري (ولودي)بضم الواو وسكون اللام.
ويحتمل أن يكون جمع «ولد» كأَسد وأُسْد، ويحتمل أن يكون لغة في الولد.
قال ابن خالويه:
«الوُلْد والوَلَد سواء مثل: السُّقْم والسَّقَم، وقال آخرون: الوُلْد جمع وَلَد».
وقال ابن جني:
«الولد يكون واحدًا ويكون جمعًا، قال الواحد:
[معجم القراءات: 4/507]
فليت زيادًا كان في بطن أمه = وليت زيادًا كان وُلد حمار
وإذا كان جمعًا فهو جمع وَلَد كأَسد وأُسد وخَشبة وخُشب، وقد يجوز أن يكون الوُلد أيضًا جمع وُلد كالفلك في أنه جمع الفلك...» كذا !!
وقرأ سعيد بن جبير ومجاهد (ولوالدي) بإسكان الياء على الإفراد، يعني أباه وحده.
وذكر ابن خالويه هذه القراءة عن الحسن بن علي رضي الله عنه.
وقرأ أُبَي (ولأبوي)، وكذلك جاءت في مصحفه، وهي مفسرة القراءة الجماعة، وبهذه القراءة رد عاصم الجحدري قراءة الزهري ومن معه (لولدي) المتقدمة. وقد ذكرت هذا.
وجاء في بعض المصاحف (... ولذريتي).
{وَلِلْمُؤْمِنِينَ}
تقدمت القراءة بإبدال الهمزة واوًا مرارًا (وللمومنين) ).[معجم القراءات: 4/508]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 09:24 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة إبراهيم

[من الآية ( 42) إلى الآية ( 46) ]
{وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (43) وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ (44) وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ (45) وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46)}

قوله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (5 - قَوْله {إِنَّمَا يؤخرهم ليَوْم} 42
روى عَبَّاس عَن أَبي عَمْرو (إِنَّمَا نؤخرهم) بالنُّون لم يروها غَيره
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْيَاءِ). [السبعة في القراءات: 363]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (نؤخرهم) [42]: بالنون عباس، والمفضل). [المنتهى: 2/776]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَانْفَرَدَ الْقَاضِي أَبُو الْعَلَاءِ عَنِ النَّخَّاسِ عَنْ رُوَيْسٍ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ بِالنُّونِ، وَهِيَ رِوَايَةُ أَبِي زَيْدٍ وَجَبَلَةَ عَنِ الْمُفَضَّلِ، وَقِرَاءَةُ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَغَيْرِهِ، وَرَوَى سَائِرُ أَصْحَابِ النَّخَّاسِ وَسَائِرُ أَصْحَابِ رُوَيْسٍ بِالْيَاءِ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ). [النشر في القراءات العشر: 2/300]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وانفرد القاضي أبو العلاء عن رويس في {إنما يؤخرهم} [42] بالنون، والباقون بالياء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 566]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "تَحْسَبَن" [الآية: 42] بفتح السين ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/171]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" الحسن "إنما نؤخرهم" بنون العظمة، وبذلك انفرد القاضي أبو العلا عن النخاس عن رويس ولم يعول على ذلك في الطيبة على عادته). [إتحاف فضلاء البشر: 2/171]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ومر قريبا "تحسبن" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/172]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تحسبن} [42 - 47] معًا قرأ الشامي وحمزة وعاصم بفتح السين، والباقون بالكسر).[غيث النفع: 773] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يؤخرهم} [42] قرأ ورش بإبدال الهمزة واوًا، والباقون بالهمز).[غيث النفع: 773]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42)}
{وَلَا تَحْسَبَنَّ}
قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر والحسن والمطوعي
[معجم القراءات: 4/508]
(ولا تحسبن) بفتح السين، وهي لغة تميم.
وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب وخلف وهبيرة عن حفص عن عاصم والأعشى بخلاف عن أبي بكر (ولا تحسبن) بكسر السين، وهي لغة الحجاز.
والقراءتان: بفتح السين وكسرهما سبعيتان كما ترى. وتقدمتا في الآية / 273 من سورة البقرة.
وقرأ طلحة (ولا تحسب) بغير نون التوكيد.
{يُؤَخِّرُهُمْ}
قرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير ونافع وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب {يؤخرهم} بالياء، وضميره يعود إلى الله سبحانه وتعالى في صدر الآية.
واختار هذه القراءة أبو عبيد وأبو حاتم.
وقرأ المفضل عن عاصم، وعباس بن الفضل وهارون العتكي ويونس بن حبيب عن أبي عمرو، وأبو زيد وجبلة عن المفضل، والقاضي عن رويس، والسلمي والحسن والأعرج، وعلي بن أبي
[معجم القراءات: 4/509]
طالب وأبو حيوة، وأبو رزين وقتادة (نؤخرهم) بنون العظمة.
قال الأنباري:
«.. فمن قرأ (نؤخرهم) بالنون وقف على «الظالمين»، وابتدأ: {إنما} ومن قرأ {يؤخرهم} بالياء وقف على {لا يرتد إليهم طرفهم} ».
وقرأ أبو جعفر وورش (يوخرهم) بإبدال الهمزة واوًا مفتوحة في الوقف والوصل.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وقراءة الجماعة بالهمز {يؤخرهم} في الحالين.
وتقدم هذا مرارًا، انظر الآية/10 من هذه السورة).[معجم القراءات: 4/510]

قوله تعالى: {مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (43)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (43)}
{إِلَيْهِمْ}
تقدمت القراءتان بضم الهاء على الأصل وكسرها لمناسبة الياء، انظر الآية/37 من هذه السورة.
{وَأَفْئِدَتُهُمْ}
أجمع القراء هنا على القراءة بالهمز {وأفئدتهم} وهذا على خلاف ما مضى في الآية / 37 من هذه السورة في {أفئدة من الناس}.
{هَوَاءٌ}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمز مع المد والتوسط والقصر).[معجم القراءات: 4/510]

قوله تعالى: {وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ (44)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وضم هاء "يأتيهم" "العذاب" وصلا ووفقا يعقوب وضم الميم معها وصلا، وضمهما حمزة والكسائي وخلف وصلا، وكسرهما كذلك أبو عمرو وكسر الهاء وضم الميم الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 2/171]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يأتيهم العذاب} [44] جلي).[غيث النفع: 773]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ (44)}
{يَأْتِيهِمُ}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر وورش والأزرق والأصبهاني والسوسي (ياتيهم) بإبدال الهمزة ألفًا في الوقف والوصل.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
والجماعة على الهمز {يأتيهم}.
{يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ}
قرأ أبو عمرو واليزيدي وابن محيصن (يأتيهم العذاب) بكسر الهاء والميم في الوصل، أما الهاء فلمجاورة الياء، وأما الميم فلالتقاء الساكنين.
وقرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش (يأتيهم العذاب) بضم الهاء والميم في الوصل، أما الهاء فعلى الأصل فيه، وأما الميم فللإتباع، أو أنها حركت للساكن بحركة الأصل، وضمت الهاء إتباعًا لها.
وضم الهاء وصلًا ووقفًا يعقوب، وهذا يقتضي أنه يضم الميم أيضًا، لأنه يقرأ عادة بإتباع الميم الهاء.
وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وأبو جعفر وابن محيصن {يأتيهم العذاب} بكسر الهاء وضم الميم في الوصل، وهذه لغة بني أسد وأهل الحرمين.
وأما في الوقف فكلهم على إسكان الميم، وهم على أصولهم في الهاء:
[معجم القراءات: 4/511]
يعقوب على الضم على الأصل، والباقون على الكسر بسبب الياء.
{ظَلَمُوا}
الأزرق عن ورش بتغليظ اللام.
{نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ}
ذكر أبو معاذ النحوي أنه قرئ (يجب دعوتك ويتبع الرسل) على البناء لما لم يسم فاعله في الفعل، وما بعدهما رفع.
وقراءة الجماعة بالنون فيهما، ونصب ما بعدهما {نجب... ونتبع}.
{الرُّسُلَ}
قراءة المطوعي (الرسل) بسكون السين.
وقراءة الجماعة بالضم {الرسل} ).[معجم القراءات: 4/512]

قوله تعالى: {وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ (45)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ (45)}
{ظَلَمُوا}
تقدم تغليظ اللام في الآية السابقة.
{وَتَبَيَّنَ}
قرأ أغلب الجمهور {وتبين} فعلًا ماضيًا، وفاعله مضمر يدل عليه الكلام، أي وتبين لكم هو، أي حالهم.
وأما عند الكوفيين فجملة {كيف فعلنا بهم} هي الفاعل.
وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي وأبو المتوكل (وتبين) بضم التاء مبنيًا للمفعول.
[معجم القراءات: 4/512]
وقرأ السلمي فيما ذكره عنه الداني، وعمر بن الخطاب فيما ذكره عنه الرازي، وعلي بن أبي طالب فيما ذكره ابن خالويه (ونبين) بالنون المضمومة أول الفعل ورفع النون الأخيرة أيضًا، وهو مضارع بين على إضماره «نحن»، أي: ونحن نبين..
وذكر المهدوي عن أبي عبد الرحمن السلمي، والفراء عن أصحاب عبد الله بن مسعود أنهم قرأوا (ونبين) بالنون في أول الفعل، وجزم النون الأخيرة منه عطفًا على {أولم تكونوا} في الآية/ 44 السابقة.
أي: أولم نبين، وهو مستقبلٌ معناه الماضي.
{وَتَبَيَّنَ لَكُمْ}
عن أبي عمرو ويعقوب إدغام النون في اللام، والإظهار.
{كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ}
إدغام الفاء في الفاء وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب).[معجم القراءات: 4/513]

قوله تعالى: {وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (6 - وَاخْتلفُوا في فتح اللَّام الأولى وَضم الثَّانِيَة وَكسر اللَّام الأولى وَفتح الثَّانِيَة من قَوْله {وَإِن كَانَ مَكْرهمْ لتزول مِنْهُ الْجبَال} 46
فَقَرَأَ الكسائي وَحده {لتزول} بِفَتْح اللَّام الأولى وَضم الثَّانِيَة
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {لتزول} بِكَسْر الأولى وَفتح الثَّانِيَة). [السبعة في القراءات: 363]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (لتزول) بفتح اللام الأولى وضم الثانية الكسائي). [الغاية في القراءات العشر: 293]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (لتزول) [46]: بفتح اللام الأولة، وضم الأخيرة علي). [المنتهى: 2/776]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكسائي (لتزول) بفتح اللام الأولى وضم الثانية، وقرأ الباقون بكسر اللام الأولى وفتح الثانية). [التبصرة: 247]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكسائي: {لتزول منه} (46): بفتح اللام الأولى، وضم الثانية.
والباقون: بكسر الأولى، ونصب الثانية). [التيسير في القراءات السبع: 331]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكسائي: (لتزول منه) بفتح اللّام الأولى ورفع الثّانية، والباقون بكسر الأولى ونصب الثّانية). [تحبير التيسير: 425]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لِتَزُولَ) بفتح اللام أولى ورفع الثانية - قَتَادَة، ومجاهد، والْأَعْمَش، وعلى، وأبي مسلم عن حفص، والزَّعْفَرَانِيّ، وهو الاختيار على؛ لأنها لام التأكيد والتحقيق، الباقون بكسر اللام الأولى وفتح الثانية). [الكامل في القراءات العشر: 581]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([46]- {لِتَزُولَ} بفتح أوله وضم آخره: الكسائي). [الإقناع: 2/678]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (801 - وَفِي لِتَزُولَ الْفَتْحُ وَارْفَعْهُ رَاشِداً = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 63]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([801] وفي لتزول الفتح وارفعه (ر)اشدا = وما كان لي إني عبادي خذ ملا
(إن) على قراءة الكسائي، هي المخففة من الثقيلة. واللام في {لتزول}، هي الفارقة بينها وبين النافية؛ والتقدير: وإنه. والمعنى: أنهم لو مكروا بالجبال لزالت، ومع ذلك فلا يقدرون على إزالة ما أراد الله تثبيته من الحق.
وهي النافية في القراءة الأخرى.واللام لام الجحود؛ ومثلها: {وما كان الله ليطلعكم على الغيب}. والمعنى: أن مكرهم لا يزيل ما جعله الله في ثباته كالجبال). [فتح الوصيد: 2/1042]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([801] وفي لتزول الفتح وارفعه راشدًا = وما كان لي إني عبادي خذ ملا
ب: (الملا): جمع (ملاءة) وهي الملحفة.
ح: (الفتح): مبتدأ، (في لتزول): خبره، الهاء في (رافعه): عائد إلى (لتزول)، (راشدًا): حال من فاعله، (ما كان) وما بعده: مفعول (خذ)، (ملا): حال، أي: ذا حجج كالملاء.
ص: قرأ الكسائي: {وإن كان مكرهم لتزول} [46] بفتح اللام الأولى ورفع الثانية، على أن (إن) مخففة من الثقيلة، واللام فارقة، أي: بلغ من عظم مكرهم أن يزيل ما هو كالجبال في رسوه مع ذلك لا يرد قضاء الله، والباقون: بكسر اللام الأولى، ونصب الثانية، على أنها نافية، واللام مؤكدة، أي: ما كان مكرهم ليزول منه الشرع الذي كالجبال في قوة ثباته). [كنز المعاني: 2/361] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (801- وَفِي لِتَزُولَ الفَتْحُ وَارْفَعْهُ "رَ"اشِدًا،.. وَمَا كَانَ لِي إِنِّي عِبَادِيَ خُذْ مُلا
يعني فتح اللام الأولى ورفع الثانية فالهاء في ارفعه لهذا اللفظ فـ "إن"
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/301]
على قراءة الكسائي مخففة من الثقيلة مبالغة في الإخبار بشدة مكرهم كقوله: {وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا}؛ أي: قد كان مكرهم من كبره وعظمه يزيل ما هو مثل الجبال في الامتناع على من أراد إزالتها في ثباتها، وعلى قراءة الباقين تكون "إن" إما شرطية؛ أي: وإن كان مكرهم معادلا إزالة أشباه الجبال الرواسي وهي المعجزات والآيات فالله مجازيهم بمكر أعظم منه، وإما أن يكون "إن" نافية واللام في لتزول مؤكدة لها؛ أي: وما كان مكرهم بالذي يزيل ما هو بمنزلة الجبال وهي الشرائع ودين الله تعالى، فإن قلت على هذا: كيف يجمع بين القراءتين؟
فإن قراءة الكسائي أثبتت أن مكرهم تزول منه الجبال وقراءة غيره نفته؟
قلت: تكون الجبال في قراءة الكسائي إشارة إلى أمور عظيمة غير الإسلام ومعجزاته لمكرهم صلاحية إزالتها والجبال في قراءة الجماعة إشارة لما جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم- من الدين الحق فلا تعارض حينئذ والله أعلم.
وأريد حقيقة الجبال قراءة الكسائي كما قال سبحانه في موضع آخر: {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا، أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا}.
وفي قراءة غيره أريد بالجبال ما سبق ذكره). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/302]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (801 - وفي لتزول الفتح وارفعه راشدا = وما كان لي إنّي عبادي خذ ملا
قرأ الكسائي: لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ بفتح اللام الأولى ورفع الثانية، وقرأ غيره بكسر الأولى ونصب الثانية). [الوافي في شرح الشاطبية: 303]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لِتَزُولَ فَقَرَأَ الْكِسَائِيُّ بِفَتْحِ اللَّامِ الْأُولَى وَرَفْعِ الثَّانِيَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِ الْأُولَى، وَنَصْبِ الثَّانِيَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/300]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكسائي {لتزول} [46] بفتح اللام الأولى ورفع الثانية، والباقون بكسر الأولى ونصب الثانية). [تقريب النشر في القراءات العشر: 566]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (715- .... .... وافتح لتزول ارفع رما = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 81]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ل) ي الخلف وافتح لتزول ارفع (ر) ما = وربّما الخفّ (مدا) (ن) ل واضمما
يعني قرأ قوله تعالى «لتزول منه» بفتح اللام الأولى وبرفع الثانية الكسائي على أنها مخففة من الثقيلة، والباقون بكسر الأولى ونصب الثانية لاحتمال كونها نافية واللام للجر لأنها بعد كون منفي). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 259]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
(حبر) (غ) نا لقمان (حبر) وأتى = عكس رويس واشبعن أفئدتا
(ل) ى الخلف وافتح لتزول ارفع (ر) ما = ... ... ... ...
ش: أي: قرأ مدلول (حبر) ابن كثير وأبو عمرو وغين (غنا) رويس ليضلوا عن سبيله هنا [إبراهيم: 30]، وليضل عن سبيل الله بالحج [الآية: 9]، وو جعل لله أندادا ليضل بالزمر [الآية: 8]- بفتح ياء الثلاث على أنه مضارع «ضل» [اللازم].
وكذلك قرأ (حبر) لهو الحديث ليضل في (لقمان) [الآية: 6]، وقوله: (وأتى
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/404]
[عكس)، أي: ورد عن رويس] روايتان:
الأولى: ما تقدم، وهو رواية التمار من كل طرقه إلا من طريق أبي الطيب.
والثانية: طريق أبي الطيب، عكس ذلك: بفتح الياء في لقمان، وبضمها في الثلاث.
وقرأ الباقون بضم الأربع على أنه مضارع «أضل»، وعليها قوله [تعالى]: وأضلّوا كثيرا وضلّوا [المائدة: 77].
واختلف عن ذي لام (لى) هشام في فاجعل أفئدة من النّاس تهوي إليهم [إبراهيم: 37]:
فروى عنه الحلواني من طرقه بياء بعد الهمزة هنا خاصة.
وهي من رواية العباس بن الوليد عن أصحابه عن ابن عامر.
قال الحلواني عن هشام: هو من الوفود، فإن كان قد سمع على غير قياس، وإلا فهو لغة المشبعين [من] العرب الذين يقولون: الدراهيم، والصياريف، وليست ضرورة، بل لغة مستعملة.
قال ابن مالك: معروفة، وجعل منها قولهم: «بينا زيد قائم جاء عمرو»، أي: بين أوقات قيام زيد، وأشبعت فتحة النون؛ فتولدت الألف.
وحكى الفراء: أن من العرب من يقول: أكلت لحما شاة ورواها [عن هشام] مع الحلواني أبو العباس البكراوي شيخ ابن مجاهد [ورواها مع هشام عن ابن عامر العباس بن الوليد وغيره].
ورواها سبط الخياط عن الأخفش عن هشام، وعن الداجوني عن أصحابه عن هشام.
قال: ما رأيته منصوصا في «التعليق» قرأت به على الشريف. انتهى.
وأطلق أبو العلاء الخلاف عن جميع أصحاب هشام.
وروى الداجوني من أكثر الطرق عن أصحابه وسائر أصحاب هشام عنه بغير ياء، وكذلك قرأ الباقون.
وقرأ ذو راء (رم) الكسائي وإن كان مكرهم لتزول منه [إبراهيم: 46] بفتح اللام
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/405]
الأولى ورفع الأخيرة، والتسعة بكسر الأولى ونصب الأخيرة.
وجه الفتح: جعل أنّ مخففة من الثقيلة، واللام الأولى هي الفارقة بين المخففة والنافية، والفعل مرفوع.
ووجه الكسر: جعل أنّ نافية ك «ما» واللام للجحود والفعل منصوب بـ «أن» مضمرة بعدها نحو: وما كان الله ليطلعكم على الغيب [آل عمران: 179] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/406] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لِتَزُول" [الآية: 46] فالكسائي بفتح اللام الأولى ورفع الثانية على أن أن مخففة من الثقيلة، والهاء مقدرة واللام الأولى هي الفارقة بين المخففة والنافية، والفعل مرفوع أي: وإنه كان مكرهم وافقه ابن محيصن، والباقون بكسر الأولى ونصب الثانية على أنها نافية، واللام لام الجحود والفعل منصوب بعدها بأن مضمرة، ويجوز جعلها أيضا مخففة من الثقيلة، والمعنى إنهم مكروا ليزيلوا ما هو كالجبال الثابتة ثباتا وتمكنا من آيات الله تعالى، وشرائعه قاله القاضي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/171]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لتزول} [46] قرأ علي بفتح اللام الأولى، ورفع الثانية، والباقون بكسر الأولى، ونصب الثانية).[غيث النفع: 773]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46)}
قراءة الجمهور {وإن كان..} بكسر الهمزة وسكون النون،. وهي «إن» النافية.
[معجم القراءات: 4/513]
ويؤيد القراءة السابقة قراءة عبد الله بن مسعود {وما كان...} فقد جاءت على النفي الصريح بـ «ما».
وذكر الرازي عن علي وعمر أنهما قرأا (وأن كان..) بفتح همزة «أن»، ولعله على تقدير اللام، وبيان مقدار هذا المكر.
{وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ}
قراءة الجمهور {وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال}، وهي رواية عن علي.
بكسر اللام من: لتزول، ونصب اللام الأخيرة.
إن: في الآية بمعنى «ما» النافية.
واللام في {لتزول} هي لام الجحود، والفعل منصوب بأن مضمرة.
والمعنى: وما كان مكرهم لتزول منه الجبال، وهذا على التصغير والتحقير لمكرهم.
ويحتمل أن تكون {كان} تامة، كما يجوز أن تكون ناقصة، وخبرها محذوف، أو هو الفعل الذي دخلت عليه اللام أي: {لتزول}.
[معجم القراءات: 4/514]
قال العكبري:
«يقرأ بكسر اللام الأولى وفتح الثانية، وهي لام «كي» فعلى هذا في «إن» وجهان:
أحدهما: هي بمعنى «ما» أي ما كان مكرهم لإزالة الجبال، وهو تمثيل أمر النبي صلى الله عليه وسلم.
والثاني: أنها مخففة من الثقيلة، والمعنى: أنهم مكروا ليزيلوا ما هو كالجبال في الثبوت، ومثل هذا المكر باطل».
قال مكي: «وكسر اللام الاختيار؛ لأنه أبين في المعنى؛ ولأن الجماعة عليه».
وهي عند الزجاج حسنة جيدة، ورجحها الطبري.
وقرأ ابن مسعود وأبي بن كعب وأبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو إسحاق السبيعي وزيد بن علي وابن عباس وعمرو بن دينار عن عكرمة، وأبو بكر وعمر وعلي وأبو العالية (وإن كاد مكرهم لتزول منه الجبال) بوضع «كاد» مكان «كان».
[معجم القراءات: 4/515]
ولتزول: بفتح اللام الأولى ورفع الثانية.
وقرأ ابن عباس ومجاهد وابن وثاب وابن محيصن وابن جريج وعلي والكسائي (وإن كان مكرهم لتتزول منه الجبال) ببقاء «كان» على ما جاءت به قراءة الجمهور، وموافقة القراءة السابقة في «لترول» بفتح اللام الأولى وضم الأخيرة.
وتخريج قراءة الرفع في «لتزول» في القراءتين السابقتين على ما يلي:
«إن» هي المخففة من الثقيلة، واللام في «لتزول» هي الفارقة بين «إن» المخففة، و «إن» النافية، وقيل هي نفسها لام التوكيد، وهذا مذهب البصريين، وفرق ابن جني بين اللامين في المحتسب.
وأما على مذهب الكوفيين فـ «إن» نافية، واللام بمعنى «إلا».
فمن قرأ «كاد» بالدال كان المعنى:
إنه يقرب زوال الجبال بمكرهم، ولايقع الزوال، ومن قرأ «كان» بالنون يكون زوال الجبال قد وقع، ويكون في ذلك تعظيم مكرهم وشدته، ويحتمل أن يكون المعنى مع «كان» مثله مع «كاد» أي ليقرب زوالها.
وقرأ سعيد بن جبير (وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال) بفتح اللام الأولى، ونصب الثانية، وذلك على لغة من فتح لام «كي».
قال ابن جني:
«... قال كان سعيد بن جبير يقرأ... فيفتح اللام، ويردها إلى أصلها، وذلك أن أصل اللام الجارة الفتح...، وحكي أن الكسائي
[معجم القراءات: 4/516]
سمع من أبي حزام العكلي: «ماكنت لآتيك» ففتح لام كي» انتهى من «سر صناعة الإعراب».
وذكر مكي بن أبي طالب في مشكل إعراب القرآن أن بني العنبر يفتحون لام كي، وبعض النحويين يقولون: أصلها الفتح؛ ولذلك فتحت مع المضمر في قولك: هذا لك...، وأكثرهم يقولون أصلها الكسر.
وفي همع الهوامع: «وحكم لام كي الكسر، وفتحها لغة تميم».
وقال المرادي في الجنى الداني:
«وحكى أبو عمرو ويونس وأبو عبيدة وأبو الحسن أن من العرب من يفتحها مع الظاهر على الإطلاق، ولغة عكل وبلعنبر فتحها مع الفعل».
وقرأ أبي بن كعب فيما ذكره أبو حاتم عنه «ولولا كلمة الله لزال من مكرهم الجبال».
وذكر مكي أنها كذلك في مصحفه.
قال أبو حيان:
«وينبغي أن تحمل هذا القراءة على التفسير لمخالفتها سواد المصحف المجمع عليه» ).[معجم القراءات: 4/517]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 09:26 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة إبراهيم

[من الآية ( 47) إلى الآية ( 52) ]
{فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (47) يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48) وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (49) سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ (50) لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (51) هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (52)}

قوله تعالى: {فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (47)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "رسله" بإسكان السين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/172]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تحسبن} [42 - 47] معًا قرأ الشامي وحمزة وعاصم بفتح السين، والباقون بالكسر).[غيث النفع: 773] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (47)}
{فَلَا تَحْسَبَنَّ}
تقدم فيه ثلاث قراءات:
فلا تحسب: بغير نون توكيد، وهي عن طلحة.
فلا تحسبن: بفتح السين.
فلا تحسبن: بكسر السين.
[معجم القراءات: 4/517]
انظر الآية/ 42 من هذه السورة.
وقرأ طلحة هنا (فلا تحسب الله) كذا بحذف النون.
{مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ}
قراءة الجمهور {مخلف وعده رسله} بإضافة {مخلف} إلى {وعده}، ونصب «رسله» وتخريجها كما يلي:
رسله: مفعول أول، وعده: مفعول ثان، وإضافة {مخلف} إلى {وعده} اتساع، والأصل: مخلف رسله وعده، ولكن ساغ هذا لما كان كل واحدٍ منهما مفعولًا.
وقالوا: قُدم المفعول الثاني إيذانا بأنه لا يخلف الوعد أصلًا.
وفي حاشية الجمل نقل لتوجيه آخر عن السمين يقول فيه:
«إنه أي مخلف متعد لواحد وهو: وعده، وأما رسله فمنصوب بالمصدر، فإنه ينحل بحرف مصدري وفعلٍ تقديره: مخلف ما وعد رسله، فما مصدرية لا بمعنى الذي».
وقال القتبي: «هو من المقدم الذي يوضحه التأخير، والمؤخر الذي يوضحه التقديم، وسواء في قولك: مخلف وعده رسله، ومخلف رسله وعده» وذكر مثل هذا أبو حيان.
وقرأ جماعة (مخلف وعده رسله) بنصب (وعده)، وجر (رسله)،
[معجم القراءات: 4/518]
ففصل بين المتضايفين، وهذا كقراءة أبن عامر:
(زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركائهم) بنصب (أولادهم) وجر (شركائهم) على الفصل بين المضاف والمضاف إليه.
وتقدم الحديث مفصلًا في هذا في الآية/ 137 من سورة الأنعام.
أما هذا الموضع من سورة إبراهيم فقيل فيه ما يلي:
قال أبو جعفر الطوسي:
«.. وهي شاذة رديئة؛ لأنه لا يجوز أن يفصل بين المضاف والمضاف إليه، وأنشد الفراء:
فزججتها بمزجة = زج القلوص أبي مزاده
والمعنى: زج أبي مزادة القلوص، والصحيح ما عليه القراء...».
وقال الزمخشري:
«وهذه في الضعف كمن قرأ: قتل أولادهم شركائهم».
وقال الزجاج: «... وهذه القراءة التي بنصب الوعد وخفض الرسل شاذة رديئة، لا يجوز أن يفرق بين المضاف والمضاف إليه...».
وقال الأخفش:
«فأضاف إلى الأول ونصب الآخر على الفعل، ولا يحسن أن يضيف إلى الآخر لأنه يفرق بين المضاف والمضاف إليه؛ فلا بد من إضافته؛ لأنه قد ألقى الألف، ولو كانت مخلفًا نصبهما جميعًا..».
وناقش أبو حيان هذه الآراء في آية سورة الأنعام، وذكر معها آية سورة إبراهيم هذه، وقد استوفيت هذا فيما تقدم، وحسبك ما مضى، فهو كافٍ وافٍ إن شاء الله تعالى.
{رُسُلَهُ}
قراءة الجماعة {رسله}، بضم الراء والسين.
[معجم القراءات: 4/519]
وقراءة الحسن (رسله) بضم الراء وسكون السين).[معجم القراءات: 4/520]

قوله تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَوْمَ تُبَدَّلُ) بالنون (الْأَرْضُ غَيْرَ) نصبه أبان عن عَاصِم، وهو الاختيار لأن الفعل للَّه، الباقون (تُبَدَّلُ) بالتاء على ما لم يسم فاعله). [الكامل في القراءات العشر: 581]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ إِمَالَةُ قَرَارٍ وَالْبَوَارِ وَالْقَهَّارُ فِي بَابِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/299] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({من قرارٍ} [26]، {البوار} [28]، و{القهار} [48] ذكر في الإمالة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 565] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "الْقَهَّار" [الآية: 48] أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي، وقلله الأزرق وحمزة بخلف عنه تقدم تفصيله في البوار). [إتحاف فضلاء البشر: 2/172]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48)}
{يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ}
قراءة الجماعة {... تبدل الأرض} بتاء التأنيث، والفعل مبني لما لم يسم فاعله، والأرض: رفع على نيابته عن الفاعل.
وقرأ رويس عن يعقوب من طريق المعدل (يبدل الأرض... والسموات) بياء وكسر الدال ونصب الأرض وكسر التاء من السماوات.
وقرأ أبان عن عاصم (.. يبدل الأرض) بالياء على التذكير، وجواز ذلك مجاز التأنيث في «الأرض».
وروى أبان عن عاصم (... نبدل الأرض... والسماوات) بنون العظمة في الفعل مسندًا لله سبحانه وتعالى.
والأرض: نصب على المفعولية.
{غَيْرَ}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{وَبَرَزُوا}
قراءة الجماعة {وبرزوا} بتخفيف الراء مفتوحة، وبناء الفعل للفاعل.
وقرأ زيد بن علي (وبرزوا) بضم الباء، وكسر الراء مشددة، جعله مبنيًا للمفعول، وهو الواو.
والتشديد للتكثير بالنسبة إلى العالم وكثرتهم، لا بالنسبة إلى
[معجم القراءات: 4/520]
تكرير الفعل.
وتقدم مثل هذا في الآية/21 من هذه السورة.
{الْقَهَّارِ}
أماله أبو عمرو والدوري عن الكسائي، وابن ذكوان من طريق الصوري، واليزيدي.
والأزرق وورش وحمزة في وجهه الثاني بالتقليل.
والباقون بالفتح، وهو الوجه الثاني عن ابن ذكوان من طريق الأخفش، والوجه الثاني عن حمزة).[معجم القراءات: 4/521]

قوله تعالى: {وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (49)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "وَتَرَى الْمُجْرِمِين" [الآية: 49] وصلا السوسي بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/172]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (49)}
{وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ}
أمال السوسي (ترى...) في الوصل بخلاف عنه.
وأمال أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف واليزيدي والأعمش، وابن ذكوان من طريق الصوري (تری) في الوقف.
وقراءة الأزرق وورش بالتقليل.
والباقون على الفتح، وهو الوجه الثاني لابن ذكوان من طريق الأخفش.
{الْأَصْفَادِ}
تأتي مع الآية الآتية في الوصل). [معجم القراءات: 4/521]

قوله تعالى: {سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ (50)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (من كل ما) (ومن قطر آن) منونين زيد). [الغاية في القراءات العشر: 293] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (قطرٍ ءانٍ) [50]: منون: زيد طريق الحريري). [المنتهى: 2/777]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (تَغْشَى) بالتشديد، أعني: الشين (وُجُوهَهُمُ) نصب التاء رفع جر - وعن الْأَعْمَش). [الكامل في القراءات العشر: 581]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "وَتَغْشَى" [الآية: 50] حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/172]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ (50)}
{الْأَصْفَادِ... سَرَابِيلُهُمْ}
قراءة أبي عمرو ويعقوب بإدغام الدال في السين، وبالإظهار.
{مِنْ قَطِرَانٍ}
قراءة الجماعة {من قطران} بفتح أوله وكسر ثانية، وهو ما تطلى به الإبل التي أكلها الجرب.
وقرأ عیسی بن عمر والأعمش (من قطران) بكسر القاف وإسكان الطاء.
وقرأ عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وعيسى بن عمر والأعمش (من قطران) بفتح القاف سكون الطاء.
قال ابن جني:
«وأما القطران ففيه ثلاث لغات: قطران على فعلان، وهو أحد التي جاءت على فعلان.. ويقال أيضًا: قطران، بفتح القاف وإسكان الطاء، وقطران، بكسر القاف وإسكان الطاء.
والأصل فيهما قطران فأسكنا على ما يقال في كلمة: كلمة وكلمة، لغة تميمية...».
وقرأ ابن عباس وأبو هريرة وعكرمة وسعيد بن جبير ويعقوب (قطران) بفتح القاف والطاء.
[معجم القراءات: 4/522]
وقرأ علي وأبو هريرة وابن عباس وعكرمة وسعيد بن جبير وابن سيرين والحسن بخلاف عنه وسنان بن سلمة بن المحنق وزيد بن علي وقتادة وأبو صالح والكلبي وعيسى الهمداني وعمرو بن فائد وعمرو بن عبيد والربيع بن سليمان وزيد عن يعقوب (من قطر آن) بتنوين «قطر»، و «آن» اسم فاعل من «أني»، وهو صفة لـ «قطر»، والقطر: النحاس، وقيل: القصدير.
والآني: الذائب، الحار الذي قد تناهی حره.
قال ابن عباس: «أي آن أن يعذبوا به».
وقرأ ابن عباس وأبو هريرة وعلقمة وسعيد بن جبير وابن سيرين والحسن وسنان بن سلمة بن المحبق وعمرو بن عبيد والكلبي وأبو صالح وعيسى الهمداني وقتادة والربيع بن أنس وعمرو بن فائد وعكرمة وأبو رزين وأبو مجلز وأبو حاتم عن يعقوب وأبو عمرو رواية الخفاف ويعقوب (من قطر آن).
كذا جاء الضبط بكسر القاف وسكون الطاء وتنوين الراء، و «آن» بالتنوين على أنهما كلمتان، والقراء هموهمو في القراءة المتقدمة !! واكتفى ابن جني بهذه القراءة ولم يذكر القراءة السابقة (من قطرآن)، وفعل مثل هذا الفراء.
[معجم القراءات: 4/523]
ملاحظات على المراجع:
1- جاء في تأويل مشكل القرآن/ 69:
(.. وسرابيلهم من قطرٍ آن) قراءة عكرمة ومن تابعه» قلت: ليس الضبط بفتح القاف إنما هو بكسرها مع سكون الطاء (قطرآن) أو بفتح القاف وكسر الطاء (قطرآن).
٢- جاء في المبسوط للأصبهاني /257:
«زيد عن يعقوب «(من قطرآن) منونتين على كلمتين» كذا جاء الضبط فيه عن يعقوب عند الأصبهاني.
3- وفي حاشية الشهاب 5/279:
أي روي عن يعقوب رحمه الله تعالى، وهو أحد الشراء المعروفين أنه قرأ (من قطران) على أنهما كلمتان منونتان، أولاهما: «قطر» بفتح القاف وكسر الطاء كما في الدر المصون،... وآنٍ بوزن عان بمعنى شديد الحرارة».
قلت: وهذا مخالف لضبط الأصبهاني.
4- وفي القرطبي 9/ 385:
ذكر القراءة عن يعقوب (من قطر آن) بكسر القاف وسكون الطاء وتنوين الراء.
5- وفي البحر المحيط5/ 440:
لم يذكر أبو حيان غير (قطر آن)، وليس أبو حيان ممن تغيب عنه القراءة الثانية لهؤلاء القراء (قطر آن) التي ذكرها ابن جني وغيره؟ !!.
6- وفي المحتسب لابن جني 1/ 366:
لم يذكر غير قراءة (قطر آن)، وليس ابن جني ممن يجهل القراءة
[معجم القراءات: 4/524]
الأخرى (قطر آن)!! ومع ذلك لم تأت في المحتسب.
ولقد أردت من هذا أن أضع أمامك صورة الاضطراب في ضبط هذه القراءة، ومثل هذا كثير.
وقراءة يعقوب في الوقف (... من قطر آني) بإثبات الياء، وهو مذهبه في القراءة بإثبات الياء في الحالين، غير أن النيسابوري صرح في «غرائب القرآن» بأنها قراءة في الوقف ولم يشر إلى الوصل.
{تَغْشَى}
أماله حمزة والكسائي وخلف.
والأزرق وورش على الفتح والتقليل.
والباقون على الفتح
{تَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ}
قراءة الجمهور {تغشى وجوههم النار} النار: فاعل مؤخر، ووجوههم: بالنصب: مفعول مقدم.
وقرأ ابن مسعود (تغشى وجوههم النار) بتشديد الشين على معنى: تتغشى.
وقرأ ابن مسعود: (وتغشى وجوههم النار) وجوههم: بالرفع فاعل، والنار: بالنصب على المفعولية، وهذه القراءة على التجوز، فقد جعل ورود الوجه على النار غشيانًا.
[معجم القراءات: 4/525]
وقرأ السامري عن رويس عن يعقوب من طريق المعدل (يغشى..) بالياء.
وذكر العكبري هذه القراءة (تغشي) على البناء لما لم يسم فاعله.
{النَّارُ}
يأتي حكم الراء في الوصل مع ما بعدها).[معجم القراءات: 4/526]

قوله تعالى: {لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (51)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (51)}
{النَّارُ لِيَجْزِيَ}
إدغام الراء في اللام وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
والباقون على الإظهار).[معجم القراءات: 4/526]

قوله تعالى: {هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (52)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَلِيُنْذَرُوا) بإسكان اللام مجاهد، الباقون بكسرها، وهو الاختيار على أنه لام كي). [الكامل في القراءات العشر: 581]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الألباب} تام، وفاصلة، ومنتهى الحزب السادس والعشرين، إجماعًا).[غيث النفع: 773]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (52)}
{لِلنَّاسِ}
سبقت الإمالة فيه في الآية /25 من هذه السورة.
{وَلِيُنْذَرُوا بِهِ}
قراءة الجماعة {ولينذروا به}، بضم الياء وفتح الذال مبنيًا للمفعول الذي لم يسم فاعله.
وقرأ مجاهد وحميد (ولتنذروا به) بتاء الخطاب مضمومة وكسر الذال من «أندر»، ولعله خطاب للرسل أو للمؤمنين لينذروا به غيرهم.
[معجم القراءات: 4/526]
وقرأ يحيى بن عمارة الذارع عن أبيه وأحمد بن يزيد بن أسيد بن يزيد السلمي وابن السميفع (ولينذروا به) بفتح الياء والذال مضارع: نذر بالشيء إذا علم به فاستعد له.
قال ابن جني:
يقال: ندرت بالشيء إذا علمت به فاستعددت له، فهو معنى فهمته وعلمت به، وعلمت له، وفي وزن ذلك، ولم تستعمل العرب لقولهم «ندرت بالشيء» مصدرًا كأنه من الفروع المهجورة الأصول، ومنه «عسى» لا مصادر لها، وكذلك «ليس»، وكأنهم استغنوا عنه بأن والفعل نحو: سرني أن نذرت بالشيء، ويسرني أن تنذر به».
قلت: ذكر له ابن القطاع ثلاثة مصادر قال:
«نذرت بالشيء نذارة، ونذارة، ونذرًا: علمته».
ونقلت هذا عن التاج، وقد ذكر عن شيخه مثل الذين ذكره ابن جني هذا.
ثم تيسر لي كتاب الأفعال لابن القطاع وفيه.
«نذرت الشيء نذرًا ونذرًا جعلته لله تعالى على نفسي، ونذرت بالشيء نذارة ونذارة ونذرًا علمته، والقوم بالعدو علموا بمسيرهم إليهم...» ). [معجم القراءات: 4/527]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:14 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة