العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 06:59 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الإسراء

[ من الآية (70) إلى الآية (72) ]
{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (70) يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا (71) وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا (72)}

قوله تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (70)}

قوله تعالى: {يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا (71)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن: [يَوْمَ يُدْعَوْ كُلُّ أُنَاسٍ]، بضم الياء، وفتح العين.
قال أبو الفتح: هذا على لغة من أبدل الألف في الوصل واوا، نحو أفْعَوْ، وحُبْلَوْ ذكر ذلك سيبويه، وأكثر هذا القلب إنما هو في الوقف؛ لأن الوقف من مواضع التغيير، وهو أيضا في الوصل محكي عن حاله في الوقف. ومنهم من يبدلها ياء، وبهذه اللغة يحتج ليونس في البيت الذي أنشده صاحب الكتاب شاهدا عليه بأن ياء لبيك ياء التثنية ردا على يونس في أنها ألف بمنزلة ألف: عَلَى ولَدَى، والبيت قوله:
[المحتسب: 2/22]
دعوتُ لما نابني مسوَرًا ... فَلَبَّي فَلَبَّي يَدَيْ مسورٍ
قال سيبوبه: "فَلَبَّي" بالياء دلالة على أنها ياء التثنية. قال: ولو كانت كألف عَلَى ولَدَى لقال: فَلَبَّى يدى مسور، كقولك: على يدى مسور؛ فليونس أن يقول: جاء هذا على قولهم في الوصل: هذه أفعى. وقد ذكرنا هذا في غير هذا الموضع من كتبنا؛ فكذلك يكون [يُدْعَوْ] مرادا به يدعَى على أفْعَوْ). [المحتسب: 2/23]

قوله تعالى: {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا (72)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى (72)
قرأ أبو عمرو ويعقوب (في هذه أعمى) بكسر الميم (فهو في الآخرة أعمى) بفتح الميم، وكذلك روى نصير عن الكسائي الكسر.
وأما أبو بكر عن عاصم فإنه قرأهما بين الفتح والكسر ها هنا وفي طه. وكسر الميم فيهما حمزة والكسائي، وفتحهما الباقون.
قال أبو منصور: أما قراءة أبي عمرو (من كان في هذه أعمى) بكسر الميم، (فهو في الآخرة أعمى) بفتح الميم، فإنه جعل الأول اسما، من " أعمى القلب " وجعل الثاني تعجبا على (أفعل) من كذا، وفرّق بين المعنيين باختلاف الحركتين، وهكذا روى نصير عن الكسائي، ومن كسر الميم منهما معًا أو فتحهما معًا
[معاني القراءات وعللها: 2/97]
جعلهما على معنى واحد، وهو الاسم، كأنه قال: من كان في الدنيا أعمى القلب عن قبول الحق فهو يحشر أعمى العينين لا يبصر، كما قال: (ونحشره يوم القيامة أعمى)، والعرب تقول: هو أعمى قلبًا.
وقرأ غيره " هو أعمى القلب، ويقولون: هو أعمى العين، وهو أشد عمىً من غيره.
وفتح الميمين على لغة من يفخم، وكسرهما على لغة من يميل، وكلاهما لغة). [معاني القراءات وعللها: 2/98]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (18- وقوله تعالى: {ومن كان في هذه أعمى} [72].
قرأ أهل الكوفة بالإمالة فيهما إلا حفصا فإنه فتحهما؛ لأن الياء متطرفة وهو رباعي فأمالوا ذلك، والعرب قد تميل ذوات الواو إذا كان رباعيًا نحو قوله: {أتستبدلون الذي هو أدنى} فكيف بذوات الياء.
وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر بالتفخيم فيهما، وحجتهم: أن الياء فيهما قد صارت ألفًا لانفتاح ما قبلها، والأصل: ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى؛ من كان فيما وصفنتا من نعيم الدنيا أعمى فهو في نعيم الآخرة أعمى.
وكان أبو عمرو أحذقهم ففرق بين اللفظين لاختلاف المعنيين فقرأ: {ومن كان في هذه أعمى} بالإمالة {فهو في الآخرة أعمى} بالفتح أي: أشد عمى، فجعل الأول صفة بمنزلة أحمر وأصفر، والثاني بمنزلة أفعل منك.
فإن قيل: إنما يقال: هو أشد عمى فلم قال تعالى: {في الآخرة أعمى} ولم يقل: أشد عمى؟
فالجواب في ذلك: أن العمى على ضربين: عمى العين وعمى القلب فيقال: ما أشد عماه في العين، وفي القلب: ما أعماه، بغير أشد، لأن عمى
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/378]
القلب حمق، وربما قال الشاعر ضرورة ما أبيضه وما أحمره، قال الشاعر:
أما الملوك فأنت اليوم الأمهم = لوما وأبيضهم سربال طباخ
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/379]
ويقال: ما أسوده من السؤدد لا من سواد اللون، وما أحمره من البلادة كأنه حمار لا من الحمرة.
وحدثني ابن مجاهد عن السمري عن الفراء: أن العرب تقول: امرأة مسودة مبيضة أي: تلد السودان والبيضان قال الفراء: والاختيار امرأة موضحة إذا ولدت البيضان، وقال بعضه: لا وجه لما فرق أبو عمرو بينهما؛ لأن الثاني وإن كان بمعنى أفعل منك فلا يمتنع من الإمالة كما لا يمتنع {بالذي هو أدنى}.
قال أبو عبد الله: إنما أراد أبو عمرو أن يفرق بينهما لما اختلف معنياهما واجتمعا في آية كما قرأ {ويوم القيامة يردون} بالياء يعني الكفار {عما تعملون} بالتاء، أي: أنتم وهم، ولو وقع مفردًا لأجاز الإمالة والتفخيم في كليهما. وقال المبرد فيه قولاً رابعًا: قال: معنى قوله: {فهو في الآخرة أعمى} لم يرد أعمى من كذا إنما يخبر أنه كذلك). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/380]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح الميم وكسرها من قوله جل وعز: أعمى، و (أعمى) [الإسراء/ 72].
فقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر، أعمى فهو في الآخرة أعمى مفتوحتي الميم.
وقرأ عاصم في رواية أبي بكر وحمزة والكسائي: (أعمى فهو في الآخرة أعمى) بكسر الميم فيهما جميعا.
حفص عن عاصم: لا يكسرهما.
وقرأ أبو عمرو (في هذه أعمى) بكسر الميم فهو في الآخرة أعمى بفتحها.
قال أبو علي: من قرأ أعمى بالفتحة غير ممالة كان قوله حسنا، لأن كثيرا من العرب لا يميلون هذه الفتحة.
ومن أمال الجميع فحسن، لأنه ينحو بالألف نحو الياء ليعلم أنها تنقلب إلى الياء، وإن كانت فاصلة أو مشبهة للفاصلة. والإمالة فيها حسنة لأن الفاصلة موضع وقف، والألف تخفى في الوقف، فإذا أمالها نحا بها نحو الياء ليكون أظهر لها وأبين. ومما يقوّي ذلك أنّ من العرب من يقلب هذه الألفات في الوقف ياءات ليكون أبين لها، فيقول: أفعي، وحبلى، ومنهم من يقول: أفعو، وهم كأنّهم أحرص على البيان من الأولين من حيث كانت الواو أظهر من الياء، والياء أخفى منها من حيث كانت أقرب إلى الألف من الواو إليها.
وأما قراءة أبي عمرو: (أعمى فهو في الآخرة أعمى) فأمال الألف من الكلمة الأولى، ولم يملها في الثانية، فلأنه يجوز أن لا يجعل أعمى في الكلمة الثانية عبارة عن العوارف الجارحة، ولكن
[الحجة للقراء السبعة: 5/112]
جعله أفعل من كذا، مثل: أبلد من فلان، فجاز أن يقول فيه: أفعل من كذا وإن لم يجز أن يقال ذلك في المصاب ببصره، وإذا جعله كذلك لم تقع الألف في آخر الكلمة لأن آخرها إنما هو من كذا، وإنما تحسن الإمالة في الأواخر لما تقدم. وقد حذف من أفعل الذي هو للتفضيل الجارّ والمجرور وهما مرادان في المعنى مع الحذف، وذلك نحو قوله: فإنه يعلم السر وأخفى [طه/ 7] المعنى: أخفى من السر، وكذلك قولهم: عام أول، أي: أول من عامك، وكذلك قوله: فهو في الآخرة أعمى أي: أعمى منه في الدنيا، ومعنى العمى في الآخرة: أنه لا يهتدي إلى طرق الثواب ويؤكّد ذلك ظاهر ما عطف عليه من قوله: وأضل سبيلا، وكما أن هذا لا يكون إلّا على أفعل، كذلك المعطوف عليه، ومعنى أضلّ سبيلا في الآخرة: أن ضلاله في الدنيا قد كان ممكنا من الخروج منه، وضلاله في الآخرة لا سبيل له إلى الخروج منه، ويجوز أن يكون قوله: أعمى، فيمن تأوله أفعل من كذا على هذا التأويل أيضا). [الحجة للقراء السبعة: 5/113]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا}
قرأ حمزة والكسائيّ وأبو بكر {ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى} بكسر الميم فيهما وحجتهم أن الألف تنقلب إلى الياء إذا قلت أعميان فالإمالة فيهما حسنة
وقرأ الباقون {أعمى} {أعمى} بغير إمالة وحجتهم أن الياء فيهما قد صارت ألفا لانفتاح ما قبلها والأصل {ومن كان في هذه أعمى} بفتح الياء {فهو في الآخرة أعمى} بضم الياء فقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها
وكان أبو عمرو أحذقهم ففرق بين اللّفظين لاختلاف المعنيين فقرأ {ومن كان في هذه أعمى} بالإمالة {فهو في الآخرة أعمى} بالفتح فجعل الأول صفة بمنزلة أحمر وأصفر والثّاني بمنزلة أفعل منك أي أعمى قلبا
قال ابن كثير من عمي في الدّنيا مع ما يرى من آيات الله وعبره فهو عمّا لم ير من الآخرة أعمى وأضل سبيلا
قال أبو عبيد وكان أبو عمرو يقرأ هذا الحرف على تأويل ابن كثير {فهو في الآخرة أعمى} يعني أشد عمى وأضل سبيلا وحجّة من أمال هي أن الإمالة والفتح لا يأتيان على المعاني بل الإمالة تقريب من الياء وإن كان بمعنى أفعل فلا يمنع من الإمالة
[حجة القراءات: 407]
كما لا يمتنع {الّذي هو أدنى} ). [حجة القراءات: 408]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (19- {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ أَعْمَى} [آية/ 72] بالفتح فيهما:
[الموضح: 762]
قرأهما ابن كثير وابن عامر و-ص- عن عاصم.
والوجه أن ترك الإمالة أصل على ما سبق بيانه غير مرة.
وقرأ حمزة والكسائي و-ياش- عن عاصم {أعمى} و{أعمى} بالإمالة فيهما.
والوجه أن هذه الألف تنقلب إلى الياء في قولك أعميان، فحسنت الإمالة فيها ويزيدها حسنًا أن أصلها من الياء.
وكان نافعٌ يضجعها قليلًا.
والوجه أن الإضجاع مثل الإمالة إلا أنه كره أن يصير إلى الياء الذي منه هرب، فأضجع إعلامًا بجواز الإمالة.
وقرأ أبو عمرو ويعقوب في {هذِهِ أَعْمَى} ممالةً، و{فِي الآخِرَةِ أَعْمَى} مفتوحة.
والوجه في إمالة الأول قد سبق، وأما فتح {أَعْمَى} الثانية؛ فلأن هذه الثانية لم يرد بها المؤف البصر، وإنما جُعلت على أفعل الذي للتفضيل، والمعنى أكثر عمًى، بُني من قولهم: هو عمٍ عن هذا، والتقدير أعمى منه
[الموضح: 763]
في الدنيا، فمن مُرادٌ في المعنى؛ لأن هذا الضرب أعني أفعل من غير إضافةٍ ولا لام تعريفٍ يلزمه مِنْ، فالألف من أعمى إذًا ليست في آخر الكلمة لتقدير من معها، والإمالة في نحو ذلك إنما تكون في الأواخر، فلهذا اختار الفتح فيها من اختار، ويؤيد كون الكلمة على التفضيل أن ما عُطف عليها على التفضيل أيضًا، وهو قوله تعالى {وَأَضَلُّ سَبِيلًا} ). [الموضح: 764]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 07:01 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الإسراء

[ من الآية (73) إلى الآية (77) ]
{وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (73) وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (74) إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا (75) وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا (76) سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا (77)}

قوله تعالى: {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (73)}

قوله تعالى: {وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (74)}

قوله تعالى: {إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا (75)}

قوله تعالى: {وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا (76)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وإذًا لا يلبثون خلفك (76)
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وأبو بكر عن عاصم (خلفك) بفتح الخاء وسكون اللام، وقرأ الحضرمي (خلفك) و(خلافك) جميعا، وقرأ الباقون (خلافك) بكسر الخاء، والألف.
قال أبو منصور: المعنى في خلفك وخلافك واحد، أي: لا يلبثون بعدك إلا قليلا.
وقال الفراء: أراد جلّ وعزّ: أنك لو خرجت ولم يؤمنوا لنزل بهم العذاب بعد خروجك.
قال: وقدم رسول الله صلى اللّه عليه المدينة فحسدته اليهود، وثقل عليهم مكانه، فقالوا: إنك لتعلم أن هذه البلاد ليست بلاد الأنبياء، فإن كنت نبيًّا فاخرج إلى الشام، فإنها بلاد الأنبياء، قال: فعسكر النبي - صلى الله عليه وسلم - على أميال من المدينة، فأنزل الله جلّ وعزّ (وإن كادوا ليستفزّونك من الأرض) أي: من المدينة، الآية). [معاني القراءات وعللها: 2/98]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (19- وقوله تعالى: {وإذا لا يلبثون خلفك} [76].
قرأ حمزة والكسائي وابن عامر وحفص عن عاصم {خلفك}.
والباقون {خلفك} قال: وإنما اخترنا ذلك، لأن معناه: بعدك كما قال تعالى: {فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها} أي: لما بعدها من الأمم، وليس هذا كقوله: {بمقعدهم خلف رسول الله} لأن الخلاف هناك مخالفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/380]
قال أبو عبد الله: يقال: جئت بعدك وخلفك وخلافك بمعنى واحد، قال الشاعر:
عفت الرذاذ خلافها فكأنما = بسط الشواطب بينهن حصيرا
يريد: المطر الخفيف، ويصف روضة وأرضا غب مطر تهتز خضراء). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/381]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في كسر الخاء وإثبات الألف في قوله عز وجل: (خلفك) [الإسراء/ 76].
فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم في رواية أبي بكر: (لا يلبثون خلفك).
حفص عن عاصم: خلافك.
وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي خلافك.
زعم أبو الحسن أنّ خلافك في معنى خلفك، وأنّ يونس روى
[الحجة للقراء السبعة: 5/113]
ذلك عن عيسى وأن معناه: بعدك. فمن قرأ (خلفك) وخلافك فهو في تقدير القراءتين جميعا على حذف المضاف، كأنّه: لا يلبثون بعد خروجك. وكان حذف المضاف في الآية وفي قول ذي الرّمة:
له واحف والصّلب حتى تقطّعت... خلاف الثّريّا من أريك مآربه
المعنى: خلاف طلوع الثريا، وحسن حذف المضاف لأنه إحدى الجهات التي تضاف إلى الأسماء التي هي أعيان وليست أحداثا. وقد أضافوا هذه الظروف كما يضاف إلى أسماء الأعيان، وكأنّهم لم يستحبّوا إضافتها إلى خلاف ما جرى عليه كلامهم في إضافتها، كما أنّها لما جرت منصوبة في كلامهم تركوها على نصبها إذا وقعت في غير موضع النصب كقوله: وإنا منا الصالحون ومنادون ذلك [الجن/ 11] وقوله: يوم القيامة يفصل بينكم [الممتحنة/ 3] فكما تركوها على النصب هنا، كذلك أضافوها إلى الأسماء الأعيان، وكان كذلك من جعل قوله: خلاف رسول الله [التوبة/ 81] اسما للجهة على حذف المضاف، كأنه: خلاف خروج رسول الله، ومن جعله مصدرا جعله مضافا إلى المفعول به، وعلى أيّ الأمرين حمل في سورة التوبة كان قوله: بمقعدهم. المقعد فيه مصدر في معنى القعود، ولا يكون اسما للمكان، لأن أسماء الأماكن لا يتعلّق بها شيء.
ومعنى قوله: وإن كادوا ليستفزونك من الأرض قال أبو
[الحجة للقراء السبعة: 5/114]
عبيدة: ليخرجوك منها. [الإسراء/ 76] فأمّا الأرض فهو بلده، وحيث يستوطنه، وكذلك قوله: أو ينفوا من الأرض [المائدة/ 33]، إنما هو من حيث كانوا يتصرّفون فيه لمعاشهم ومصالحهم، ولا يجوز أن يعنى به جميع الأرض، لأنه لا سبيل إلى إخراجه من جميعها، وكذلك قوله: فلن أبرح الأرض [يوسف/ 80] إنما يريد به الأرض التي كان قصدها للامتياز منها، فربّما أطلقت اللفظة، والمراد بها المكان المخصوص، وربما خصّص في اللفظ: يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره [الشعراء/ 35] إنما يعني به بلادهم ومواطنهم.
ولو أخرجوك من أرضك، لم يلبثوا بعدك إلا قليلا حتى يستأصلوا، وهذه الآية كقوله: وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك، أو يقتلوك، أو يخرجوك [الأنفال/ 30] فلو أخرجوك لاستأصلناهم كسنّتنا في إخراج الرسل قبلك إذا أخرجوا من ديارهم، ومن ظهرانيهم. وقد أخرج النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم من مكة قال: وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم [محمد/ 13] فحكم فيهم بالقتل، ولم يؤخذوا بالاستئصال لما سبق من القول بأنه لا تهلك هذه الأمة بالاستئصال.
وكذلك جاء وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون [الإسراء/ 59] ). [الحجة للقراء السبعة: 5/115]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وإذا لا يلبثون خلافك إلّا قليلا}
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر (وإذا لا يلبون خلفك) بغير ألف أي بعدك كما قال جلّ وعز {نكالا لما بين يديها وما خلفها} أي بعدها
وقرأ الباقون خلاخل بالألف أي مخالفتك قال ذلك الفراء يقول لو أنّك خرجت ولم يؤمنوا لنزل بهم العذاب وحجتهم إجماع الجميع على قوله {فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله} فردّوا ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه). [حجة القراءات: 408]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (21- قوله: {يلبثون خلافك} قرأ ابن عامر وحفص وحمزة والكسائي {خلافك} بكسر الخاء وبألف بعد اللام، وقرأ الباقون «خلفك» بغير الألف وفتح الخاء وهما لغتان بمعنى واحد، وحكى الأخفش أن {خلافك} بمعنى «خلفك» ومعنى «خلفك» و{خلافك} بعدك، وفي الكلام حذف مضاف تقديره: وإذًا لا يلبثون بعد خروجك إلا قليلا، وهو بمنزلة قوله: {بمقعدهم خلاف رسول الله} «التوبة 81» أي خلف خروج رسول الله، إن جعلت «خلاف» ظرفا، وإن جعلته اسمًا لم تقدر حذفا، و«المعقد» بمعنى القعود). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/50]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (20- {لَا يَلْبَثُونَ خَلْفَكَ} [آية/ 76] بفتح الخاء من غير ألف:
قرأها ابن كثير ونافعٌ وأبو عمرو وعاصم ياش-.
وقرأ الباقون {خِلافك} بالألف وكسر الخاء.
والوجه أن {خَلْفَكَ} و{خِلافَكَ} لغتان بمعنًى واحد، والمراد به بعدك والتقدير في القراءتين جميعًا أن يكون على حذف المضاف كأنه قال: لا يلبثون خلف خروجك أو خلاف خروجك). [الموضح: 764]

قوله تعالى: {سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا (77)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 07:04 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الإسراء

[ من الآية (78) إلى الآية (82) ]
{أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78) وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (79) وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا (80) وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (81) وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82)}

قوله تعالى: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78)}

قوله تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (79)}

قوله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا (80)}

قوله تعالى: {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (81)}

قوله تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82)}
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (21- {وَنُنْزِلُ مِنَ الْقُرْآَنِ} [آية/ 82] مخففة:
[الموضح: 764]
قرأها أبو عمرو ويعقوب، وكذلك {حَتَّى تُنْزِلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ}.
وقرأ الباقون {وَنُنَزِّلُ} و{حتَّى تُنَزِّل} بالتشديد فيهما.
وقد مضى الكلام في نزّل وأنزَل في مواضع). [الموضح: 765]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 08:23 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الإسراء

[ من الآية (83) إلى الآية (85) ]
{وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا (83) قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا (84) وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85)}

قوله تعالى: {وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا (83)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ناء بجانبه (83)
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وحفص والأعشى عن أبي بكر ويعقوب (ونأى)، مثل: (نعى)، بفتح النون والهمزة في السورتين، فقرأ ابن عامر (وناء) بوزن (ناع) في الموضعين مفتوحةً ممدودة مهموزةً، وروى يحيى عن أبي بكر (ونائي) بفتح النون، وكسر الهمزة، بوزن (ناعي)، كذلك رواه الأدمي في السورتين على من قرأ عليه، وكذلك روى خلف عن سليم عن حمزة وروى الكسائي عن أبي بكر عن عاصم (ونئى) بكسر النون والهمزة، وكذلك قراءة الكسائي في السورتين بكسرهما جميعًا.
قال أبو منصور: أما من كسر النون والهمزة فإنه لما أمال الهمزة كسر النون والهمزة ليتبع الكسرة، ومن قرأ بفتحهما آثر التفخيم لأنه أفصح اللغتين، ومن فتح النون وكسر الهمزة جعل النون فاء الفعل وهي مفتوحة في الأصل، وكسر الهمزة، وأمالها لقربها من الياء.
وأما من قرأ (ونأى بجانبه) فإنه أراد (ناء) فقلبه، كما يقال: (رأى)، بوزن (رعى)، و(راء) بوزن (راع).
ومعنى قوله: (ناء بجانبه)، أي: أناء جانبه تكبّرًا وإعراضًا عن ربّه.
ويجوز أن يكون (ناء بجانبه) بمعنى أنّ جانبه، أي أماله، كما يصعّر المتكبّر خدّه، إذا أماله.
وكل ذلك جائز). [معاني القراءات وعللها: 2/99]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (20- وقوله تعالى: {ونئا بجانبه} [83].
قرأ ابن عامر وحده برواية ابن ذكوان {وناء بجانبه} جعله من ناء ينوء: إذا طاق الحمل من قوله: {لتنوء بالعصبة} والأصل: نوأ، فانقلبت الواو ألفًا لانفتاح ما قبلها ومددت الألف تمكينًا للهمزة.
وقرأ حمزة والكسائي {ونئي بجانبه} بكسر النون والهمزة أي: بعد، أما الهمزة لمجيء الياء، وأمال النون لمجاورة الهمزة؛ لأنها من حروف الحلق كما يقال: رغيف وبعير وشعير.
أخبرني ابن دريد عن أبي حاتم عن الأصمعي أو غيره قال: رأيت
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/381]
أعرابيًا يسأل الناس ويقول: تعطفوا على شيخ ضعيف بكسر الضاد. والمصدر من هذا نأى ينأى نأيًا فهو ناءٍ.
وحدثني ابن مجاهد عن أبي الزعراء عن أبي عمر عن سليم عن حمزة {ونإى بجانبه} بفتح النون وكسر الهمزة.
قال أبو عبد الله: وكذلك قرأ عاصم في رواية أبي بكر هنا وكذلك مرة قرأها أبو عمرو في رواية في سورة (بني إسرائيل).
والباقون يفتحون النون والهمزة ونأى على وزن نعى وهو الأصل؛ لأن الياء قد انقلبت ألفًا لانفتاح الهمزة، والأصل نأى). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/382]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله عز وجل (ونأى بجانبه) [الإسراء/ 83].
فقرأ ابن كثير ونافع: (ونأى بجانبه) في وزن نعى حيث وقع بفتح النون والهمزة.
وقرأ ابن عامر وحده: (وناء بجانبه) مثل باع. وقرأ حمزة
[الحجة للقراء السبعة: 5/115]
والكسائي: (وناي) في رواية خلف عن سليم بإمالة النون وكسر الهمزة، كذلك حدثني أبو الزعراء عن أبي عمر عن سليم عن حمزة.
واختلف عن عاصم فروى أبو بكر أنه كسر هذه التي في سورة بني إسرائيل وفتح الهمزة في السجدة [51]. وروى حفص عن عاصم أنه فتحهما جميعا.
وأما أبو عمرو فروى عنه اليزيدي: (ونأى) مفتوحة الهمزة هاهنا وفي السجدة. وقال عبد الوارث مثله هاهنا. وقال في السجدة: بهمزة بعدها ياء، ونأى في وزن نعى.
وقال عباس: ونأي مكسورة مهموزة في وزن نعى: أعرض، أي: ولى عرضه، أي: ناحيته، كأنه لم يقبل على الدعاء والابتهال على حسب ما يقبل في حال البلوى والمحنة، ونأى بجانبه قال أبو عبيدة: تباعد.
ابن كثير ونافع: (ونأى) لم يميلا واحدة من الفتحتين، وترك
[الحجة للقراء السبعة: 5/116]
الإمالة كثير سائغ، وهو قول أهل الحجاز. ابن عامر: ناء مثل ناع، وهذا على القلب، وتقديره فلع، ومثل هذا في القلب قولهم راء، ورأى قال:
وكلّ خليل راءني فهو قائل... من أجلك هذا هامة اليوم أو غد
حمزة والكسائي: نأي بإمالة الفتحتين، ووجه ذلك أنه أمال فتحة الهمزة لأن الألف منقلبة من الياء التي في النأي، فأراد أن ينحو نحوها، وأمال فتحة النون لإمالة الفتحة فتحة الهمزة، وقد قالوا: رأيت عمادا، فأمالوا الألف لإمالة الألف، وكذلك أمالا الفتحة لإمالة الفتحة، لأنهم قد يجرون الحركة مجرى الحرف في أشياء.
ووجه رواية خلّاد عن سليم (ونأي) بفتح النون وكسر الهمزة أنه لم يمل الفتحة الأولى لإمالة الفتحة الثانية، كما لم يميلوا الألف لإمالة الألف في رأيت عمادا.
قال: واختلف عن عاصم، فروى أبو بكر أنه كسر هذه التي في بني إسرائيل، وفتح الهمزة في السجدة، إن كان يريد بهذه التي في بني إسرائيل كسر النون من غير أن يميل الفتحة التي في الهمزة فوجهها أن مضارع نأى ينأى على يفعل، فإذا كان المضارع على يفعل أشبه الماضي ما كان على فعل والعين همزة فكسرها كما كسر شهد، كما أن من قال: أبي يأبى كان على هذا، وهذا كقول من قال: رأى القمر
[الحجة للقراء السبعة: 5/117]
[الأنعام/ 77] وإن كان يريد بقوله كسر هذه أنه أمال الفتحة، فهو مثل قول حمزة.
قال: وروى حفص عن عاصم أنه فتحهما جميعا، فهذا مثل قول ابن كثير ونافع قال: وأما أبو عمرو فروى عنه اليزيدي (نأى) مفتوحة الهمزة هاهنا وفي السجدة. قال: وقال عبد الوارث مثله هاهنا.
قال: وقال في السجدة بهمزة بعدها ياء، (ونأى) في وزن نعا، وقال عباس مثل ذلك.
قال أبو علي: قد مضى القول في ذلك كله). [الحجة للقراء السبعة: 5/118]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه}
قرأ ابن عامر (وناء بجانبه) مثل ناع وهذا على القلب وتقديره فلع ومثل هذا في القلب قولهم رأى وراء قال الشّاعر:
وكل خليل راءني فهو قائل ... من أجلك هذا هامة اليوم أو غد
وقال قوم من ناء أي نهض كما قال {ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة} أي تنهض والأصل نوأ فانقلبت الواو ألفا لتحركها
[حجة القراءات: 408]
وانفتاح ما قبلها ومددت الألف تمكينا للهمزة
قرأ حمزة والكسائيّ {ونأى} بإمالة الألف بعد الهمزة وكسرة النّون وحجتهما أن الألف منقلبة عن الياء الّتي في النأي فتبعتها هذه الألف فأراد أن ينحو نحوها فأما الألف بعد الهمزة فتبعت الهمزة وكسر النّون قبل الهمزة إتباعا لكسرة الهمزة
قرأ أبو بكر وخلاد عن حمزة {ونأى} بفتح النّون وكسر الهمزة ولم يكسرا فتحة النّون لأجل كسرة الهمزة بل تركا النّون على حالها كما تقول رمي بفتح الرّاء
وقرأ الباقون (نأى) بفتح النّون والهمزة أي بعد وتنحّى وترك الإمالة هو الأصل لأن الياء قد انقلبت ألفا). [حجة القراءات: 409]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (22- وقوله: {ونأى بجانبه} قرأ ابن ذكوان بهمزة بعد الألف على القلب، قلب الألف المنقلبة عن ياء، وهي لام الفعل، في موضع الهمزة، وهي عين الفعل، فكان وزنه قبل القلب «فعَلَ» فصار وزنه بعد القلب «فَلَع» وقد قالوا: رأى وراء، وهو مثله في القلب، وقرأ الباقون بهمزة قبل الألف، وهو الأصل، لأنه «فعل» من «النأى» وهو البعد، والاختلاف في الإمالة، وعلتها قد تقدمت في أبواب الإمالة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/50]

قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (22- {وَنَاءَ بِجَانِبِهِ} [آية/ 83] ممدودة في وزن نَاعَ:
قرأها ابن عامر وحده، وكذلك في حم السجدة.
والوجه أنه مقلوب نَأَى، كما يقال وراء ورأى، قال:
79- وكل خليلٍ رءاني فهو قائلٌ = من آجلك: هذا هامة اليوم أو غد
فهو مقلوب رأى، كما قالوا جذب وجبذ.
وقرأ ابن كثير ونافعٌ وأبو عمرو وعاصم ص- ويعقوب {وَنَاَى} مفتوحة النون والهمزة في السورتين في وزن نَعَا.
[الموضح: 765]
والوجه أن ترك الإمالة على ما تقدم هو الأصل، وهو فاشٍ عند العرب، ولا سيما عند أهل الحجاز.
ونافع يضجع الهمزة قليلًا، وقد ذكرنا وجه الإضجاع غير مرةٍ.
وقرأ حمزة والكسائي على اختلاف عنه {رِإِى} و{نِإِى} بكسر النون والهمزة جميعًا في السورتين.
والوجه أن الكسرتين إمالتان، فالألف أُميلت لكونها منقلبةً عن الياء، ولا بد في إمالتها من إمالة فتحة الهمزة التي قبلها، وأما إمالة النون فهي لإمالة فتحة الهمزة، وتُسمى إمالةً لإمالةٍ، والإمالة للإمالة معروفةٌ عندهم، كما قالوا رأيت عمادا، فأمالوا الألف لإمالة الألف التي قبلها.
وروى ث- عن الكسائي {وَنَإِى} بفتح النون وكسر الهمزة في السورتين، وكذلك ياش- عن عاصم في هذه السورة.
والوجه أنه لم يُمل فتحة النون لإمالة فتحة الهمزة بل اقتصر على إمالة فتحة الهمزة فقط، ولم يذهب إلى الإمالة للإمالة؛ لأنه وجد الإمالة للإمالة ليست بكثيرة في كلامهم وإن كانت مستعملةً). [الموضح: 766]

قوله تعالى: {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا (84)}

قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 08:24 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الإسراء

[ من الآية (86) إلى الآية (89) ]
{ وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا (86) إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا (87)قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88) وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (89)}

قوله تعالى: {وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا (86)}

قوله تعالى: {إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا (87)}
قوله تعالى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88)}

قوله تعالى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (89)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 08:25 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الإسراء

[ من الآية (90) إلى الآية (93) ]
{وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا (90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا (91) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا (92) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا (93) }

قوله تعالى: {وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا (90)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (حتّى تفجر لنا من الأرض (90)
[معاني القراءات وعللها: 2/99]
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر (حتى تفجّر لنا من الأرض) بضم التاء وفتح الفاء وتشديد الجيم وكسرها، وقرأ الباقون (حتى تفجر) بفتح التاء وسكون الفاء خفيفة.
قال أبو منصور: من قرأ (تفجّر) فهو من تفجير الماء، وهو فتحه، وشق سكرة الأرض عنه حتى ينفجر ماء الينبوع انفجارًا.
ومن قرأ (تفجر) فهو من فجرت السكر أفجره، إذا بثقته وفتحته، والفجر: الشق، وبه سمّي الصبّح فجرا لاشتقاق ظلمة الليل عن نور الفجر إما ساطعا وإما مستطيرا). [معاني القراءات وعللها: 2/100]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (21- وقوله تعالى: {حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا} [90].
قرأ أهل الكوفة بالتخفيف، ومن فجر يفجر: إذا شق الأنهار.
والباقون {حتى تفجر} بالتشديد وحجتهم قوله: {وفجرنا خلالهما نهرا} أي: مرة بعد مرة وكقوله: {فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا} [91] والتفجير لا يكون إلا من فجر، كما أن التكليم من كلم.
وقوله: {ينبوعا} يفعول من نبع الماء ينبع وينبع). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/382]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في ضم التاء والتشديد وفتحها والتخفيف من قوله: حتى تفجر لنا [الإسراء/ 90].
فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر (حتى تفجّر لنا) بضم التاء وفتح الفاء وتشديد الجيم مع الكسرة.
وقرأ عاصم وحمزة والكسائي حتى تفجر بفتح التاء وتسكين الفاء وضم الجيم مع التخفيف.
وجه قول من ثقل: أنهم أرادوا كثرة الانفجار من الينبوع، وهو وإن كان واحدا فلتكرر الانفجار فيه يحسن أن يثقل كما تقول: ضرب زيد إذا أكثر الضرب، فيكثر الفعل، وإن كان فاعله واحدا.
ووجه قول الكوفيين: تفجر، فلأن الينبوع واحد فلا يكون كقوله: (فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا) [الإسراء/ 91] لأن فجّرت الأنهار، مثل: غلّقت الأبواب، فلذلك اتفق الجميع على التثقيل في (تفجر). وتفجر يصلح للقليل والكثير، وتضعيف العين إنما يكون
[الحجة للقراء السبعة: 5/118]
للتكثير، وممّا يقوّي تفجر قوله: فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا [البقرة/ 60] وانفجر مطاوع فجرته). [الحجة للقراء السبعة: 5/119]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وقالوا لن نؤمن لك حتّى تفجر لنا من الأرض ينبوعا}
قرأ عاصم وحمزة والكسائيّ {حتّى تفجر لنا} بفتح التّاء وسكون الفاء وحجتهم قوله {ينبوعا} والينبوع واحد والتّشديد إنّما يكون للتكثير مرّة بعد مرّة فلا يحسن سعه فعل لما كان الينبوع واحدًا
[حجة القراءات: 409]
ويدل على هذا أنهم قرؤوا {فتفجر الأنهار} بالتّشديد لأنّها جماعة يكثر معها الفعل
وقرأ الباقون {حتّى تفجر لنا} بالتّشديد وحجتهم إجماع الجميع على التّشديد في قوله {وفجرنا خلالهما نهرا} والنّهر واحد كالينبوع فشددوا في فعل الواحد لتكرر الانفجار منه مرّة بعد مرّة). [حجة القراءات: 410]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (23- قوله: {حتى تفجر} قرأ الكوفيون بفتح التاء والتخفيف، مع ضم الجيم، وقرأ الباقون بضم التاء والتشديد، مع كسر الجيم.
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/50]
وحجة من شدد أنه حمله على المعنى، وذلك أنهم سألوه كثرة الانفجار من الينبوع، كأنه يتفجر مرة بعد مرة، فشدد ليدل التشديد على تكرير الفعل، وقد أجمعوا على التشديد في قوله: {فتفجر الأنهار} «الإسراء 91».
24- وحجة من خفف أنه حمله على اللفظ، وذلك أنه لما كان الينبوع الذي سألوه واحدًا خالف قوله: {فتفجر الأنهار} لكون الأنهار كثيرة، فوجب تخفيف الأول لما أتى بعد، من التوحيد، وتشديد الثاني لما أتى بعده من الكثرة، تقول: فجرت النهر وفجرت الأنهار، وقد أجمعوا على التخفيف في قوله: {فانفجرت منه اثنتا عشرة عينًا} «البقرة 60» و«انفجر» مطاوع «فجرته»). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/51]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (23- {حتَّى تَفْجُرَ} [آية/ 90] بفتح التاء وإسكان الفاء وضم الجيم وتخفيفها:
قرأها الكوفيون ويعقوب.
والوجه أنه لتقليل الفعل؛ لأن الينبوع واحدٌ، مع أن الفعل إذا كان مخففًا فقد يحتمل الكثرة كما يحتمل القلة، لكن المشدد يتعين للكثرة ويختص بها، وتخفيف الفعل ههنا للقلة، ويجوز أن يُراد به الكثرة على تكرر الانفجار.
وقرأ الباقون {تُفَجّرَ} مضمومة التاء، مفتوحة الفاء، مشددة الجيم مكسورتها.
والوجه أن الفعل المشدد يختص الكثير من الفعل، والمراد بالكثرة ههنا كثرة انفجار الماء من الينبوع، فلتكرر الانفجار حسن التفعيل وإن كان الينبوع واحدًا). [الموضح: 767]

قوله تعالى: {أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا (91)}

قوله تعالى: {أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا (92)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أو تسقط السّماء كما زعمت علينا كسفًا (92)
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي والحضرمي (كسفًا) في جميع القرآن بسكون السين، إلا في الروم فإنهم قرأوا (كسفًا) متحركة السين.
وقرأ نافع وأبو بكر عن عاصم ها هنا (كسفًا) مثقلة)، وكذلك في الروم، وسائر القرآن مخففا.
[معاني القراءات وعللها: 2/100]
وقرأ حفص (كسفًا) بالتثقيل في كل القرآن، إلا في (والطور) (وإن يروا كسفًا) خفف هذا وحده.
وقرأ ابن عامر ههنا " كسفًا " مثقلا، وخفف الباقي في جميع القرآن.
قال أبو منصور: من قرأ (كسفًا) جعلها جمع كسفة، وهي: القطعة.
ومن قرأ (كسفًا) فإنه يحتمل وجهين:
أحدهما: أن يكون جمع كسفة، كما يقال: عشبة وعشب، وتمرة وتمر. والوجه الثاني: أن يكون الكسف واحدًا، ويجمع على (كسفًا).
وقال الزجاج: من قرأ (كسفًا) بسكون السين فكأنه قال: أو تسقطها طبقًا علينا.
قال: واشتقاقه من كسفت الشيء، إذا غطيته، ويقال: كسفت الشمس النجوم، إذا غطت نورها). [معاني القراءات وعللها: 2/101]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (22- وقوله تعالى: {كسفا} [92].
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي {كسفا} بالسكون في كل القرآن إلا في (الروم) فإنهم ثقلوا، وزاد نافع وعاصم في رواية ابي بكر في (بني إسرائيل) الثقيل.
وقرأ ابن عامر في (بني إسرائيل) محركًا وأسكن الباقي وروى حفص
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/382]
بإسكان الذي في (الطور) وتثقيل ما عدا ذلك، فمن قال: كسفًا جعله جمع كسفةٍ مثل قطعة وقطع، ومن قال: كسفًا فيكون جمع كسفةٍ مثل تمرة وتمرٍ وبُسرة وبُسرٍ.
قال أبو عبيد وغيره: يكون مصدرًا إذا سكنت.
وحدثني ابن مجاهد قال: حدثنا محمد بن هارون عن الفراء قال: رأيت أعرابيًا في طريق مكة يسأل بزازًا فقال: أعطني كسفة أرقع بها قميصي). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/383]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح السين وإسكانها من قوله: كسفا [الإسراء/ 92].
فقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي: (كسفا) [ساكنة] في كلّ القرآن إلا في الروم [48] فإنهم قرءوا كسفا متحركة.
وقرأ نافع وعاصم في رواية أبي بكر: علينا كسفا متحركة هاهنا وفي الروم كسفا متحركة السين أيضا وسائر القرآن (كسفا) في الشعراء [187] وفي سبأ [9] والطور [44].
وروى حفص عن عاصم أنه يقرأ كسفا في كل القرآن إلّا في والطور، فإنه قرأ وإن يروا كسفا. السين ساكنة هذه وحدها خفيفة.
وقرأ ابن عامر غير ذلك كلّه: قرأ في بني إسرائيل بفتح السين، وفي سائر القرآن (كسفا) ساكنة السين.
قال أبو زيد: قالوا كسفت الثوب أكسفه كسفا إذا قطعته قطعا، والكسف: القطع، الواحدة قطعة، وكسفه، وقال أبو عبيدة: كسفا: قطعا. ومن جعله جمع كسفة قال: كسفا، مثل قطعة وقطع.
قال أبو علي: إذا كان المصدر: الكسف، فالكسف الشيء المقطوع، كالطّحن، والطّحن، والسّقي والسّقي ونحوه. ويجوز أن يكون الكسف جمع كسفة، مثل سدرة وسدر، فإذا كان كذلك جاز أن يكون قول ابن كثير ومن اتبعه: (أو تسقط السّماء كما زعمت علينا كسفا)
[الحجة للقراء السبعة: 5/119]
أي: ذات قطع، وذلك أنّه أسقط فعل لا يتعدى إلّا إلى مفعول واحد، فإذا كان كذلك وجب أن ينتصب كسفا على الحال، والحال ذو الحال في المعنى، فإذا كان كذلك وجب أن يكون الكسف هو السماء، فيصير المعنى: أو تسقط السماء علينا مقطعة أو قطعا، وإنما قرءوا في الروم في قوله: الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا متحركة السين، لأن السحاب يكون قطعا، وإنّما يتضامّ عن تفرّق، فأمّا قوله: من خلاله [النور/ 43] فالذّكر يرجع إلى السحاب، وأما قراءة نافع وعاصم في رواية أبي بكر: (علينا كسفا) هاهنا، وفي الروم فقد مضى ما جاء من ذلك في الروم، وفي بني إسرائيل كذلك، لأن المعنى: تسقط السماء علينا كسفا، أي: قطعا، وكسف في جمع كسفة مثل: سدرة وسدر، وكسف على هذا يجوز أن يكون مثل: سدرة وسدر، ودرّة ودرر. وإذا لم يكن المعنى في بني إسرائيل: تسقط السماء علينا قطعة، وإنما المعنى تسقطها قطعا، كان التقدير ذات كسف.
فأما ما في الشعراء من قوله: فأسقط علينا كسفا فتقديره: قطعا، وهذا يقوي قراءة نافع وعاصم في إحدى الروايتين كسفا في بني إسرائيل. وفي الشعراء يتبين في اللفظ أيضا على أنه يراد به القطع وهو قوله: من السماء فكأنه دلّ على بعض السماء، وعلى قطع منها. وأما ما في سبأ من قوله: أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا من السماء فكما أن المعنى في قوله: إن نشأ نخسف بهم الأرض التي يتقلبون فيها ويتصرّفون في بلادهم ومساكنهم، وكذلك نسقط عليهم من السماء ما أظلّهم منها دون سائر السماء فهو واحد. وأمّا ما في
[الحجة للقراء السبعة: 5/120]
الطور من قوله: وإن يروا كسفا من السماء ساقطا فقد أبان قوله: (ساقطا) والتذكير فيه أنه مفرد ليس بجمع، وإن كان جمعا فهو على حدّ شعيرة وشعير.
وما رواه حفص عن عاصم أنه قرأ كسفا في كلّ القرآن إلا في الطور، فقد ذكرنا وجه الجميع فيه، فيما مرّ وخصّ هذا الذي في الطور لوصفه بالواحد المذكر. وأما قراءة ابن عامر ما في بني إسرائيل كسفا بفتح السين فإن المعنى: أو تسقط السماء قطعا، وقرأ ما عدا التي في بني إسرائيل كسفا، فوجه ذلك: أن الذي في الطور قد مضى وجهه، وفي الشعراء كأنه قال: أسقط علينا قطعة من السماء، فاقترحوا إسقاط قطعة منها، ولم يقترحوا إسقاط جميعها، وكذلك في سبأ: أو تسقط عليهم كسفا من السماء أي: قطعة منها مظلّة لأرضهم دون سائرها، وأما قوله: الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا [الروم/ 48] أي: يجعل ما يلتئم ويجتمع من السحاب قطعة قطعة، فتمطر، فكأنه اعتبر ما يؤول إليه حال السحاب من الالتئام والاجتماع، كما اعتبر من قرأه كسفا حاله قبل، وكلتا القراءتين مذهب). [الحجة للقراء السبعة: 5/121]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أو تسقط السّماء كما زعمت علينا كسفا}
قرأ نافع وابن عامر وعاصم {كسفا} متحركة السّين قال أبو عبيد كسفا متحركة السّين جمع كسفة مثل قطعة وقطع وكسرة وكسر
وقرأ الباقون {كسفا} ساكنة السّين جمع كسفة كما تقول بسرة وبسر الفرق بين الواحد والجمع طرح الهاء وليس بجمع تكسير). [حجة القراءات: 410]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (25- قوله: {علينا كسفًا} قرأ نافع وعاصم وابن عامر بفتح السين وأسكن الباقون، وتفرّد حفص بفتح السين في الشعراء وسبأ، وتفرّد ابن عامر بإسكان السين في سورة الروم.
وحجة من فتح أنه جعله جمع «كسفة» والكسفة القطعة، و«الكَسف» بالفتح المصدر، و«الكسْف» الاسم كالطَحن والطَحن، فالمعن: أو تسقط السماء علينا قطعًا، أي قطعة بعد قطعة.
26- وحجة من أسكن أنه جعله اسمًا مفردًا كالطحن اسم الدقيق، فيكون المعنى: أو تسقط السماء علينا قطعة واحدة تظللنا، ويجوز أن يكون الكسْف بالإسكان جمع كسفة، كتمرة وتمر، فيكون في المعنى كقراءة من فتح بمعنى: قطعا، ونصب «كسفا» على الحال من السماء، إذ
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/51]
لا يتعدى بـ {تسقط} فالمعنى: أو تسقط السماء علينا مقطعة أو قطعا). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/52]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (24- {كِسَفًا} [آية/ 92] بفتح السين:
قرأها نافعٌ وعاصم ياش- وكذلك في الروم، وفي باقي القرآن بإسكان السين، وروى ص- عن عاصم {كِسَفًا} محركة في كل القرآن إلا في الطور {وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا} فإنه خففها.
وقرأ ابن عامر في بني إسرائيل {كِسَفًا} محركة السين، وفي سائر القرآن بالتسكين.
[الموضح: 767]
والوجه في كسفٍ بفتح السين أنه جمع كسفةٍ وهي القطعة، وكسفٌ مثل قطع، يقال كسفت الثوب كسفًا قطعته.
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي ويعقوب في الروم {كِسَفًا} محركة، وفي سائر القرآن {كِسْفًا} ساكنة السين.
والوجه في التسكين أنه اسمٌ للشيء المقطوع، يقال كسفت الشيء كسفًا بالفتح، وهذا كسفٌ بالكسر أي مقطوعٌ كالطحن بمعنى المطحون.
ويجوز أن يكون كسفٌ جمع كسفة كسدر جمع سدرةٍ.
وأما في الطور من قوله {وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا} فقد ظهر أنه واحدٌ لقوله {سَاقِطًا} ). [الموضح: 768]

قوله تعالى: {أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا (93)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (قل سبحان ربّي (93)
قرأ ابن كثير وابن عامر (قال سبحان ربّي) بالألف، وكذلك هي في مصاحف أهل مكة وأهل الشام.
وقرأ الباقون (قل سبحان ربّي) بغير ألف.
قال أبو منصور: من قرأ (قال) بلفظ الماضي، فهو خبر عن من قاله.
ومن قرأ (قل) فهو أمر للنبي صلى الله عليه، كأنه قال: قل يا محمد). [معاني القراءات وعللها: 2/101]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (23- وقوله تعالى: {قل سبحان ربي} [93].
قرأ ابن كثير وابن عامر {قال سبحان} على الخبر، وكذلك في مصحف أهل مكة والشام.
والباقون على الأمر، قل يا محمد: تنزيهًا لله مما ادعاه هؤلاء الكفرة من أن لله ولدًا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/383]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله جل وعز: قل سبحان ربي [الإسراء/ 93] في ضم القاف وإسقاط الألف.
فقرأ ابن كثير وابن عامر: (قال سبحان ربي)، وكذلك هي في مصاحف أهل مكة والشام.
وقرأ نافع وعاصم وأبو عمرو، وحمزة والكسائي: قل سبحان ربي بغير ألف.
[الحجة للقراء السبعة: 5/121]
وجه من قرأ: (قال سبحان ربي) أنّ الرسول، عليه السلام، قال عند اقتراحهم هذه الأشياء التي ليس في طاقة البشر أن يفعله، ويأتي به سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا، كقوله: إنما أنا بشر مثلكم [الكهف/ 110] وهذه الأشياء ليس في قوى البشر أن يأتوا بها، وإنما يظهرها الله، جلّ وعز، في أزمان الأنبياء علما لتصديقهم وليفصلهم بها من المتنبّئين. (وقل) على الأمر له بأن يقول ذلك.
ويقوّي ذلك قوله: قل إنما أنا بشر مثلكم ونحو ذلك مما يجيء على لفظ الأمر دون الخبر). [الحجة للقراء السبعة: 5/122]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قل سبحان ربّي هل كنت إلّا بشرا رسولا}
قرأ ابن كثير وابن عامر (قال سبحان ربّي) على الخبر وحجتهما أن الرّسول صلى الله عليه قال عند اقتراحهم هذه الأشياء الّتي ليست في طاقة البشر أن يفعها فقال {سبحان ربّي هل كنت إلّا بشرا رسولا}
وقرأ الباقون {قل} على الأمر وحجتهم ما تقدم من المخاطبة
[حجة القراءات: 410]
للنّبي صلى الله عليه {وقالوا لن نؤمن لك حتّى تفجر لنا} {أو يكون لك} 90 و93 كذا إلى أن قال الله له {قل سبحان ربّي هل كنت إلّا بشرا رسولا} ويقوّي هذا ما بعده {قل لو كان في الأرض ملائكة} و{قل كفى باللّه شهيدا} ). [حجة القراءات: 411]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (27- قوله: {قل سبحان} قرأ ابن كثير وابن عامر بألف على الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم عما قال لهم، وقرأ الباقون {قل} على الأمر له أن يقول ذلك). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/52]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (25- {قَالَ سُبْحَانَ رَبِّي} [آية/ 93] بالألف:
قرأها ابن كثير وابن عامر.
والوجه أنه على الإخبار عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال عند اقتراحهم أشياء ليست مقدورة للبشر {هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا}، وهذه الأشياء ليست في طوق
[الموضح: 768]
البشر، وإنما يظهرها الله تعالى على من كان نبيًّا دليلًا على صدقه، وكان قد أظهر على محمد صلى الله عليه وسلم من المعجزات ما دل على صدقه، فلم يكن لهم بعدها اقتراح الآيات.
وقرأ الباقون {قُلْ} على الأمر.
والوجه أنه عليه السلام أُمر بأن يقول ذلك لهم، كما قال تعالى {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} ). [الموضح: 769]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 08:26 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الإسراء

[ من الآية (94) إلى الآية (98) ]
{وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا (94) قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا (95) قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (96) وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا (97) ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا وَقَالُوا أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا (98)}

قوله تعالى: {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا (94)}

قوله تعالى: {قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا (95)}

قوله تعالى: {قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (96)}

قوله تعالى: {وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا (97)}

قوله تعالى: {ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا وَقَالُوا أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا (98)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 08:32 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الإسراء

[ من الآية (99) إلى الآية (100) ]
{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلًا لَا رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُورًا (99) قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا (100)}

قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلًا لَا رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُورًا (99)}

قوله تعالى: {قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا (100)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (خزائن رحمة ربّي إذًا (100)
فتح الياء نافع وأبو عمرو). [معاني القراءات وعللها: 2/102]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 08:39 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الإسراء

[ من الآية (101) إلى الآية (104) ]
{وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا (101) قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا (102) فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا (103) وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (104)}

قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا (101)}

قوله تعالى: {قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا (102)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لقد علمت ما أنزل (102)
[معاني القراءات وعللها: 2/101]
قرأ الكسائي والأعشى عن أبي بكر (لقد علمت ما أنزل هؤلاء) بضم التاء، وقرأ الباقون (لقد علمت) بفتح التاء.
قال أبو منصور: من قرأ (لقد علمت) فهو قول موسى صلى الله عليه، أخبر أنه قد علم علما يقينا.
ومن قرأ (لقد علمت) فهو مخاطبة من موسى صلى الله عليه لفرعون، وتقريرٌ له). [معاني القراءات وعللها: 2/102]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (24- وقوله تعالى: {لقد علمت ما أنزل هؤلاء} [102].
قرأ الكسائي وحده: {لقد علمت} بالضم.
وقرأ الباقون: {لقد علمت} بالفتح.
فإن سأل سائل: لم جاز في آية واحدة أن يختلف فيها هذا الاختلاف؟
فالجواب في ذلك: أن الاختلاف في القرآن على ضربين؛ اختلاف تغاير، وليس ذلك الكلام بحمد الله [موجودًا في القرآن]. وإنما قال موسى عليه السلام لفرعون لما كذبه ونسبه إلى أنه ساحر: لقد علمت يا فرعون أن الذي
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/383]
جئت به ليس بسحر، أو قال مرة أخرى: لقد علمت أنا أيضًا أن الذي جئت به ليس سحرًا.
وبلغ ابن عباس وابن مسعود أن عليًا قرأ: {لقد علمت} فقالا: {لقد علمت} بالفتح، لأن الله تعالى قال: {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما} فإن سأل سائل فقال: لم جاز لهما أن يخالفا عليا وهو أفضل منهما وأعلم؟.
فالجواب في ذلك: أنه لم يصح عندهما البلاغ، ولو صح لتبعاه. فأما الفراء فإنه قال: الاختيار: {لقد علمت} لما ذكرت من الحجة، فقيل له: أتخالف الكسائي؟! فقال: أخالفه أشد الخلاف). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/384]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في ضم التاء وفتحها من قوله عز وجل: (لقد علمت ما).
فقرأ الكسائي وحده: (لقد علمت) بضم التاء. وقرأ الباقون: لقد علمت [الإسراء/ 102].
حجة من فتح قال: لقد علمت أن فرعون ومن كان تبعه قد علموا صحة أمر موسى بدلالة قوله: لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك [الأعراف/ 134] وقوله: فلما جاءتهم آياتنا مبصرة قالوا هذا سحر مبين. وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا [النمل/ 13، 14] وقوله: وقالوا يا أيها الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك إننا لمهتدون [الزخرف/ 49].
ومن قال: (لقد علمت) فضمّ التاء... ؟ فإن قلت: كيف
[الحجة للقراء السبعة: 5/122]
يصح الاحتجاج عليه بعلمه، وعلمه لا يكون حجّة على فرعون، إنّما يكون علم فرعون ما علمه من صحة أمر موسى حجة عليه، فالقول أنه لما قيل له: إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون، [الشعراء/ 27]، كان ذلك قدحا في علمه. لأن المجنون لا يعلم، فكأنه نفى ذلك، فقال: لقد علمت صحّة ما أتيت به علما صحيحا كعلم العقلاء، فصار الحجّة عليه من هذا الوجه، وزعموا أنّ هذه القراءة رويت عن عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنه). [الحجة للقراء السبعة: 5/123]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلّا رب السّماوات والأرض}
قرأ الكسائي {قال لقد علمت} برفع التّاء وحجته ما روي عن عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه قال {لقد علمت} قال والله ما علم عدو الله إنّما علم موسى صلى الله عليه وقراها بالرّفع
مسألة فإن قلت كيف يصح الاحتجاج عليه بعلمه وعلمه لا يكون حجّة على فرعون إنّما يكون علم فرعون ما علمه من صحة أمر موسى حجّة عليه فالقول فيه إنّه لما قيل له {إن رسولكم الّذي أرسل إليكم لمجنون} كان ذلك قدحا في علمه لأن المجنون لا يعلم فكأنّه نفى ذلك ودفع عن نفسه فقال لقد علمت صحة ما أتيت به علما صحيحا كعلم الفضلاء فصارت الحجّة عليه من هذا الوجه
وقرأ الباقون {قال لقد علمت} بفتح التّاء على المخاطبة عن موسى صلى الله عليه لفرعون وحجتهم في ذلك أن فرعون ومن كان تبعه قد علموا صحة أمر موسى بدلالة قوله تعالى {لئن كشفت عنّا الرجز لنؤمنن لك} وقوله {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا} يعني أن فرعون كان عالما بأن ما أنزل هؤلاء الآيات إلّا الله ولكن جحد ما كان يعرف حقيقته وهو عالم بأن الله هو ربه). [حجة القراءات: 411]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (28- قوله: {لقد علمت ما} قرأه الكسائي بضم التاء، وفتحها الباقون.
وحجة من ضم التاء أن موسى عليه السلام أخبر بذلك عن نفسه بصحة ذلك عنده، وأنه لا شك عنده، في أن الذي أنزل الآيات هو رب السماوات.
29- وحجة من فتح التاء أن فرعون، ومن معه، قد علموا صحة من أتاهم به موسى، ولكن جحدوا ذلك معاندة وتجبرا، ودليل ذلك قوله تعالى ذكره {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلمًا وعلوا} «النمل 14» أي: كفرا وتجبرًا، وقال تعالى: {وما يؤمن من أكثرهم بالله إلا وهم مشركون} «يوسف 10» فلذلك قال له موسى: {لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض} لعلمه أنهم جحدوا ما علموا على تعمد، ويقوي فتح التاء على الخطاب قوله بعد ذلك: {وإني لأظنك}، فأتى بالكاف للخطاب، وهو الاختيار لصحة معناه، ولأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/52]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (26- {لَقَدْ عَلِمْتُ} [آية/ 102] بضم التاء:
قرأها الكسائي وحده.
والوجه أنه من قول موسى عليه السلام، قاله لفرعون: قد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السموات والأرض بصائر، أي لقد علمت أنا صحة ما أتيت به علمًا يقينًا، أراد بذلك أن ينفي عن نفسه الجنون الذي نسبه إليه فرعون، فصار علمه من هذا الوجه حجةً على فرعون، ورُويت هذه القراءة عن علي رضي الله عنه.
وقرأ الباقون {لَقَدْ عَلِمْتَ} بفتح التاء.
والوجه أن موسى عليه السلام قد احتج على فرعون بأنه ومن تبعه قد علموا صحة أمر موسى عليه السلام، والله سبحانه قد أخبر بأنهم كانوا عالمين
[الموضح: 769]
به حيث قال {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا} فقال موسى: لقد علمت يا فرعون ذلك وأنت تجحده ظلمًا). [الموضح: 770]

قوله تعالى: {فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا (103)}

قوله تعالى: {وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (104)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 7 ( الأعضاء 0 والزوار 7)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:02 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة